رواية وللقلب أقدار الفصل الخامس والعشرون بقلم رانيا الخولي
رواية وللقلب أقدار الفصل الخامس والعشرون
بعد مرور عام
أنتفض سليم من نومه على صرخات ليلى التى تكاد تصم الاذان من شدتها فألتف إليها قائلاً : أيه فى أيه ؟ بتصرخى ليه ؟
ضغطت ليلى على أسنانها بغيظ منه وقالت بتهكم : بجرب صوتى ، بتدرب على الولاده
ثم عادت تصرخ ثانيه
صاح بها سليم : طيب بتصرخى ليه ، وطى صوتك شويه ، عايزانى اعمل ايه دلوقت
لم تستطيع ليلى تحمل المزيد فصاحت به قائله : أمشى من أدامى ، أمشى من أدامى الله يخرب بيتك نادينى ماماااا
وعادت تصرخ ثانيه ، خرج سليم من الغرفه فأكثر ما يضايقه هو الصوت العالى ، وقبل ان يطرق باب غرفة والدته ، خرجت فاتن من الغرفه بقلق شديد قائله : ايه يابنى فى ايه ؟
قال سليم بضيق : بينها بتولد عماله تصرخ جوه ومش عارف أسكتها
نظرة إليه فاتن بضيق وقالت وهى تدلف الغرفه : تسكتها ايه بس الله يعنى دلوقت
غير هدومك بسرعه وانزل جهز العربيه
لم تستطيع ليلى تحمل المزيد فإزدادت صرخاتها ، وسليم يكاد ينفجر غيظاً منها ، فاسرعت إليها فاتن وهى تقول بخوف عليها : حبيبتى يابنتى ، حاسه بأيه ؟
رد سليم بصبر نافذ وهو يأخذ مفاتيح سيارته : بتولد ياماما هتكون حاسه بأيه
أشارت لها ليلى قائله وهى لا تستطيع مقاومة الالم : مامااا طلعيه بره ، متسيبهش معايا لحسن هيجننى ، أطلع بره
رد سليم بضيق : أستغفر الله العظيم أنا مش عارف أيه لازمته الصراخ ده ، مسكن هو هيريحك ولا ايه بالظبط
نهرته فاتن قائله وهى تدفعه للخارج : أطلع أنت جهز العربيه وانا هلبسها نيجى وراك ، ربنا يهديك الليلادى
أزدادت صرخات ليلى أكثر وهى تقول : مامااااا ، مش عايزاه يروح معايا ، إن راح معايا هيموتنى
عاد سليم الى الداخل قائلاً بغيظ : نعم ياختى ، ليه عشان تصرخى برحتك هناك ، إنتى عارفه الساعه كام ، الفجر قرب يأذن ياهانم
صاحت بهم فاتن : بس بقى أيه شغل العيال ده ، امشى أنت جهز العربيه زى مقولتلك
خرج سليم بملابس النوم التى كان يرتديها وهو يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه
ثم صعد الى السياره وأنتظر خروجهم
خرجت ليلى من المنزل وهى تستند على فاتن ومازالت صرخاتها تصم الاذان ، حتى خرج سليم من السياره بنفاذ صبر وحملها بين يديه وضعها فى السياره وهو يقول : أهدى بقى صحيتى الجيران
صرخت ليلى بوجهه قائله : ما يصحوا ولا يغوروا فى داهيه ، ودينى بسرعه حاسه هولد فى العربيه
جلست فاتن بجوارها تربت على كتفها حتى وصلوا الى المشفى
ترجل سليم من السياره ثم التف جهتها كى يحملها ويدلف بها للداخل
منعته فاتن قائله وهى تساعدها على النزول : لأ سيبها تمشى المشى حلو ليها ، هيساعدها فى الولاده
رفض سليم قائلاً بإصرار : ياأمى إنتى مش سامعه صراخها ، وبعدين صوت المرأه عوره و.....
قاطعته ليلى قائله بغيظ شديد : عوره ؟! أمشى من أدامى الله يخرب بيتك ، لصوت ولم عليك الناس دلوقت
تركها سليم ودلف للداخل يبحث عن الطبيبه التابعه لها ، فقد هاتفها واخبرته أنها بإنتظارهم
أسرعت الممرضات إليها وقاموا بوضعها على الترولى وأمرتهم الطبيبه باخذها الى غرفة الولاده فقالت ليلى بأرهاق : أرجوكى يادكتور أنا عايزه ماما معايا ، وده تسيبوه بره ومحدش يطمنه حتى سيبه كده لحد محدش يعبره
لم تستطيع الطبيبه ولا الممرضات كبت ضحكاتهم التى أشعلت غضبه وقال بضيق : ممكن تديها أى حاجه تخليها تبطل صراخ
حاولت الطبيبه كبت ضحكتها وردت قائله : آه فيه بس مش بيساعدنا فى الولاده وبيخلينا نلجأ للتوسيع
قالت فاتن بضيق من افعاله : سيبك منه ودخليها البنت هتموت
ظل سليم يزرع الممر ذهاباً وإياباً حتى خرجت الممرضه وهى تحمل أبنه بين يديها وهى تقول : مبروك يادكتور سليم ، ولد
تناوله سليم من يدها بسعاده بالغه وهو يقول : الله يبارك فيكى
ثم نظر إليها بقلق وقال : المهم مراتى عامله أيه دلوقت
قالت الممرضه بمغزى : الحمد لله ولادتها كانت صعبه ، بس الحمد لله بطلت صراخ
رد سليم قائلاً وهو ينظر الى إبنه بفخر : الحمد لله
دقائق معدوده وخرجت فاتن من الغرفه بأرهاق شديد ونظرة لحفيدها بين يدى والده وقالت بسعاده : الف مبروك ياحبيى ، يتربى فى عزك إن شاء الله
رد سليم وهو يقبل رأسها : الله يبارك فيكى ياأمى ، المهم ليلى عامله أيه دلوقت ؟
ظهر الضيق على ملامحها عندما تذكرت أفعاله وقالت بحده : بطلت صراخ ، ارتحت
زم سليم شفتيه وقال بإحراج : بصراحه اه ، بس عايز اطمن عليها
هزت فاتن رأسها بنفاذ صبر وقالت : استلقى وعدك منها اما تفوقلك
ظهر الارتباك على وجهه وقال : الله ياأمى ، وانا كنت قولت ايه ، انا بقولها متصرخيش فيها حاجه دى ؟
أخذت فاتن الطفل من بين يديه وهى تقول : هات الواد أوعى ، وربنا يصبرها عليك
خرجت ليلى من غرفة الولاده على الترولى فأسرع سليم أليها وشعر بالقلق عندما لم تجيب عليه فسأل الممرضه قائلاً : هى مالها ؟ مش بترد ليه ؟
قالت الممرضه : إدناها منوم عشان ترتاح
دلف سليم معهم الى الغرفه وحملها بين يديه ووضعها على الفراش بهدوء شديد
وبعد قليل دلفت فاتن الغرفه بالطفل بعد أن تم عرضه على طبيب أطفال حتى يتم الكشف عليه للاطمئنان وقالت فاتن بسعاده : الحمد لله الدكتور طمنى
ثم وضعته بالفراش الخاص به وأقتربت من ليلى ، لكنها مازالت نائمه ، فتركتها حتى تستيقظ
سألها سليم قائلاً بقلق : هما أدوها منوم ليه ؟
ردت فاتن بحزن عليها : يابنى دى بكريه ، ولادتها كانت صعبه آوى ، لازم يدوها منوم عشان تريح أعصابها شويه ، والحمد لله أنها قامت بالسلامه
قبل سليم يد ليلى وقال : الحمد لله ، بس برودوا صوتها كان عالى ، وده أكتر حاجه بضايقنى
هز فاتن رأسها بقلة حيله وقالت : أستغفر الله العظيم ، أنا هطلع أقعد بره بدل ميجرالى حاجه
ضحك سليم على والدته وقنظر لليلى قائلاً : حسابك هيكون عسير معايا بس أما نرجع البيت
ظل سليم بجوارها حتى أستيقظت من نومها فاسرع سليم اليها قائلاً : حمد لله على سلامتك ياحبيبى ، عامله ايه دلقت ؟
إبتسمت ليلى له بحب ، لكنها تلاشت عندما تذكرت ما فعله
فقالت ليلى بصوت ضعيف : تخرج من سكات ولا أصوت تانى ولم الناس عليك
ضحك سليم ومال عليها يقبل رأسها وقال بصدق : ميبقاش قلبك أسود بقى ، وبعدين إنتى عارفه أكتر حاجه بضايقنى الصوت العالى ده
أغمضت ليلى عينيها بصبر نافذ وقالت : يارب تجربه وتشوف اللى أنا شوفته
عقد سليم حاجبيه وقال بحده : بنت إنتى إتجننتى ولا أيه ؟ ايه أجربه دى أنا راجل فاهمه يعنى أيه ؟
إزداد غيظها منه وقالت : هو تجربه بالولاده تجربه ...
تراجعت ليلى عن قولها وقالت بلهفه : لأ بعد الشر عليك ، يارب أنا وانت لأ
أبتسم لها سليم بحب وقال : أيوه كده أتعدلى ، المهم إنك قومتى بالسلامه
قالت ليلى وهى تنظر الى فراش الطفل : هو عامل أيه دلوقت ؟
عقد سليم حاجبيه وسألها قائلاً : هو؟! وانتى عرفتى إزاى انه ولد إوعى تكونى سألتى الدكتوره وانتى حامل ؟
إرتبكت ليلى ورد قائله : ها لأ طبعاً ياحبيبى أنا بس سمعت الممرضه وهى بتقول لماما أنه ولد
أومأ لها سليم بعدم تصديق وتوجه الى فراش الطفل وحمله برفق بين يديه ووضعه بين يدى ليلى التى نظرة إليه بسعاده بالغه وقالت بحب : حبيب ماما ، نورت قلبى ودنيتى ياعمرى
ولجت فاتن التى شعرت بالسعاده عندما رأت ليلى قد استيقظت وتحمل إبنها ، فأقتربت منها تقبل رأسها وقالت بسعاده : حمدلله على السلامه ياليلى
ردت ليلى بإمتنان وشكر على وقفتها معها : الله يسلمك ياأمى وميحرمنيش منك أبداً
ردت فاتن بصدق : ولا يحرمنى منكم ابداً ، المهم يالا رضعى الولد لانه أكيد جعان
رفض سليم قائلاً بإصرار : لأ هترضعه إزاى وهى تعبانه كده ، خليه لما ترتاح سويها
ردت فاتن بإصرار أشد : بس الولد لازم يرضع منها دلوقت ، لانه أكيد جعان
بكى الطفل ماكداً لهم مدى حاجته للرضاعه ، فضحكت فاتن قائله : أه شوفتوا بقى
ضحك سليم أيضاً وقال : طيب خلاص متزعلش نفسك
ثم نظر الى ليلى وقال وهو ينهض من جوارها : أنا هروح أشوف حساب المستشفى واسأل الدكتوره على معاد الخروج
أومأ له الجميع وخرج من الغرفه
********************
دلف سالم منزله فوجد ورد تحدث ليلى فى الهاتف ، فعلم من كلامها أنها قد وضعت مولودها فأشار لها بالهاتف فقالت ورد : هو كمان عايز يكلمك
تناول سالم منها الهاتف وهو يبارك لليلى بسعاده : حمد لله على السلامه ياليلى وألف مبروك
أجابته ليلى من الطرف الاخر قائله : الله يبارك فيك ياسالم ، عقبال المره التانيه
رد سالم قائلاً وهو يغمز لورد : قريب إن شاء الله ، المهم الحج عرف ولا لسه
: اه سمر كلمتنى وقولتلها ، المهم عندى طلب منك
: أمرى
*************************
أجتمع الجميع فى منزل سليم مباركاً لهم على المولود الذى أصر سليم على تسميته مصطفى على أسم والده
مر اليوم بسعاده عامره على الجميع وخاصة ساره التى عملت للتو بحملها بعد ان مر عاماً على زواجها
وأرادت بشده الذهاب معهم الى البلده والذهاب لوالدتها كى تخبرها بأمر حملها
فمنذ زواجها من محمد ورفضها لحضور الزفاف هى وعايده أختها الوحيده وهى تحاول دائما الاتصال بهم لكنها ترفض الرد عليها
فقالت لمحمد بتردد : محمد لو سمحت أنا كنت عايزه أروح معاهم عشان يعنى .... رد محمد بحكمه : إنتى عارفه إنى مقدرش أمنعك عنها بس إنتى عارفه الطريق طويل وصعب وأحنا مصدقنا ، تعدى بس التلات شهور دول ، وأنا بنفسى هوديكى
قالت ساره محاوله إقناعه : بس ..
قاطعها محمد قائلاً بلهجه لا تقبل النقاش : مفيش بس ، قولتلك لما تعدى الشهور الاولى قبل كده لأ
لم تريد ساره خوض جدال معه فأكتفت بإيمائه من رأسها بقلة حيله وقالت بصدق : اللى تشوفه
عند مراد وسمر
جلست سمر مع مراد تحمل إبتها الصغيره ليلى التى تبلغ من العمر ثلاثة أشهر
فقالت سمر وهى تنظر لفرحة سليم بإبنه : أنا مش عارفه لولا سليم كان أيه اللى حصل لليلى اختى
نظر مراد الى ليلى والى السعاده التى تشع من عينيها وقال : : هو ربنا عمل أكده عشان النصيب ، ودى أقدار وربنا موزعها علينا ، ليلى تعبت كتير فى حياتها ، وربنا الاخر عوضها بسليم
نظرة له سمر بحب وقالت : زى وجودك فى حياتى كان أجمل نصيب وأحلى قدر ، ربنا ما يحرمنى منك أبدا
أتسعت إبتسامته وقال بعشق : وإنتى ياسمر أحلى حاجه حصلتلى فى حياتى ومكتفى بيكى عن اى حاجه تانى
بقولك أيه البنت ليلى عايزانا نبات معها تعالى أحنا نزوغ ونروح بتنا
ضحكت سمر وقالت : ومين قالك إن الحاج عامر هيوافق دا مصدق وقف على رجليه من تانى ، ومقضى يومه من المزرعه للأرض ، وبعدين البيت الجديد اللى عامله هيستلمه بكره من المقاول
: اه فكرتينى ، أخيراً هنرجع بتنا
: انت لسه مصر
قال مراد بإصرار : كفايه كده بقى وبعدين مينفعش افضل فى البيت مع مرات سالم مش هتعرف تاخد راحتها
وما كادت تكمل جملته
حتى قال عامر وهو يهم واقفاً : كفايه أكده بجى ، يدوب نلحق نروح قبل الليل
ردت ليلى بضيق : هتروحوا ليه بس ، خليكم وباتوا معانا انهارده
رد عامر بإصرار : لا كفايه أكده ، لأن عاندنا شغل كتير الصبح ومنجدرش نهمله
بعد إنصراف الجميع ولج سليم غرفته فوجد ليلى جالسه على الفراش ترضع إبنها وهى تنظر إليه بحنان جارف
فأنتبهت ليلى لنظراته العاشقه له فسألته بإبتسامتها الساحره : مالك بتبصلى كده ليه ؟
لم يقول سليم شيئاً ، بل أقترب منها وهو يقبل رأسها بحب وجلس بجوارها يداعب إبنه الذى ينسخه مصغره منه وقال بصدق : بملى عنيه من الصوره الجميله دى
وضعت ليلى مصطفى بين يديه برفق شديد وقالت بسعاده بالغه : كل مدى وحبى ليك بيزيد كمان وكمان ، مش عارفه أحبك أيه أكتر من كده
حمل سليم إبنه بيد واليد الاخرى وضعها خلف ظهرها يقربها منه وقال بصدق : وأنا ياليلى ، كل مدى حبى ليكى بيزيد أكتر وأكتر
ثم نظر الى إبنه وقال بمرح : وبصراحه بقى اللى زوده اكتر مصطفى
ردت ليلى بضيق مصطنع : ياسلام
: الله ، مش إبنك إنتى كمان ولا ايه
ردت ليلى بدلال : اه إبنى بس انا بصراحه محبش شريك
ثم قبلت خده وقالت : احبك ليّ لوحدى ، عندك مانع
حمحم سليم وقال وهو يناولها مصطفى : أنا بقول أروح أنام فى الاوضه التانيه أحسن ، وأبعتلم أمى
اتسعت عيناها ذهولاً وقالت بعدم أستيعاب : سليم
أنتى هتسيبنى
رد سليم ببرود مصطنع : هبعتلك أمى
قالت ليلى بغيظ وهى تضع إبنها فى الفراش وتعود اليه : وماما قالتك كفايه لحد كده ورجعت أوضتها ، وزمانها نامت
قام سليم ووقف أمامها وقال وهو ينظر الى ثغرها الذى يغريه لألتهامه : أسمعى بس الكلام وسيبينى أمش
صاحت به ليلى : سليم
رد سليم بهيام : قلبه من جوه
قالت بتهديد : إياك تمشى
جذبها سليم إليه وقال : جبتيه لنفسك
ثم مال عليها يقبلها بحب وتملك وبعد لحظات أنتزعت ليلى نفسها من داخل أحضانه وقالت : سليم مينفعش
أعادها سليم الى أحضانه مره أخرى وقال : عارف بس خليكى فى حضنى
ثم جذبها ورقد بجوارها على الفراش ووضع رأسها على صدره وقال بحب : مكنتش عارف أنام وانتى بعيده عنى طول الاسبوع ده
: وانا كمان ، بس بردوا كنت محتاجه ماما معايا
قبل سليم رأسها وقال : عارف وعشان كده سيبتها معاكى
قالت ليلى بإمتنان شديد لتلك المرآه
التى عوضتها عن حنان أمها التى لم تراها : دى كانت اجمل عوض ربنا عوضنى بيه عن أمى الله يرحمها ، زي ماأنت كان أجمل قدر أنكتب على قلبى ، بحبك ياسليم
يتبع الفصل السادس والعشرون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية والقلب أقدار" اضغط على اسم الرواية