Ads by Google X

رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

     رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل الخامس والعشرون  بقلم مريم محمد غريب 



رواية و قبل أن تبصر عيناكِ الفصل  الخامس والعشرون  

وسط الباحة الفسيحة لمنزل عائلة "الجزار"... وقفا كلًا من "سالم" و ولده "مصطفى" مقابل بعضهما.. بينما يطوقهما حشدٌ غفير من أهالي الحي.. تقريبًا جميع أهالي الحي قد حضروا بعد أن بعث "سالم" في إستدعائهم ليشهدوا الحدث الجلل 
كانت الشمس الآن متعامدة فوق رؤوسهم، كل شيء مكشوف و واضح.. تعبير الأب القاسٍ، و ملامح الوجوم التام على وجه الإبن 
و بقية العائلة رجالًا يقفون بالخلفية لا يّسمع لهم صوتًا، أما النساء فوقفن بالشرفة الرئيسية بالأعلى يشاهدن ما ينوي "سالم" على إنزاله بإبنه.. لا زال الأمر مبهمًا على أيَّة حال ... 
و بالرغم أن الأجواء ساكنة تمامًا، و لكن الهمس لا ريب كان مسموعًا، لا زال القيل و القال على أشده منذ ليلة الأمس.. و بخاصة بين النسوة 
فمنهم مجموعةٍ تقول : 
-محدش عارف بالظبط.. إحنا فجأة كلنا سمعنا صويت. و باينها البت فاطمة ! 
-ياختي هي فاطمة. ده كان من تحت شباك أوضة النوم و يخرق ودان البعيد.. شكلها عصلجت مع مصطفى ف دخلوها بلدي 
-لأ لأ ماتحصلش دي.. مش معقول 
-و هو إنتي كنتي معاهم عشان تقولي مش معقول ؟!! 
-كان بان على رزق هو التاني. المعلم سالم مايسمحش بكده. ماعمرناش سمعنا حاجة زي دي عن عيلة الجزار. الدخلة البلدي بيعتبروها إهانة لرجالتهم. الراجل عندهم لازم يدخل بنفسه.. أكيد في حاجة تانية حصلت قلبت الدنيا بالشكل ده ! 
-تفتكري البت فاطمة ... 


-لأ طبعًا إستحالة. يا عبيطة منك ليها.. ماكانوش جابولها الإسعاف إمبارح.. و لو كان فيها حاجة ماكانوش إستنوا عليها أصلًا إنتي بتقولي إيه !! 
-أومال هايكون إيه إللي حصل يعني غير كده !!! 
-ماعرفش.. قال يا خبر بفلوس. دلوقتي يبقى ببلاش. أدينا واقفين مستنيين ! 
°°°°°°°°°°°°°°°°°° 
لا يعلم فيمَ الإنتظار ؟ 
منذ أن طلب أبيه في حضوره، و قد كان يجلس وحيدًا في شقته الخاصة فوق كرسي الصالون كتمثالٍ، لم يتحرك من عليه طيلة الليل و حتى الصباح.. حتى جاء أخيه الأصغر و أبلغه برسالة الوالد العاجلة 
علم فورًا ما ينتظره.. لا يحتاج الأمر حذاقة... لا بد أنه العقاب.. العقاب الذي وعده به "سالم"... لكنه لم يكن يتوقع بأنه سيُعاقب ها هنا.. أمام الجميع 
مع ذلك لم يهمه كثيرًا، خاصةً حين إرتفع رأسه قليلًا نحو المنزل و إلتقت عيناه مصادفةً بعينيها.. إذ كانت تقف بالنافذة مستندة إلى ذراعيّ زوجة عمه السيدة "عبير" ... 
أحس بثقلٍ رهيب فوق قلبه، و هو يراها من موضعه منهارة، جمسها يرتعش من البكاء بين أحضان "عبير" و دموعها تسيل على خديها.. ألقت عليه نظراتٍ مزقته ! 


و أدرك بسهولة أن مجرد رؤيته الآن تؤذيها بشدة.. هل يمكن ألا تفعل ؟ 
بعد ما جعلها تعيش اسوأ ليلة بعمرها، بحماقته و عصبيته و غيرته العمياء.. رغم أن حبها في قلبه عظيم... رغم أنها لطالما كانت السلوى و مكافئته التي ظل ينشدها و يحلم بها بعد أن لفظه العالم المحيط به و نبذه أقرب الناس إليه.. حطمها ! 
الآن هو خاويًا و مهزومًا، فاقد كل ثقةٍ بنفسه، و لكنه أبدًا لن يفقدها.. و إن وضع أبيه السيف على رقبته ...
-أكيد كلكوا واقفين دلوقتي و بتسألوا أنا جامعكم هنا ليه ! 
هكذا طغت عبارة "سالم" فجأة و قضت على الهمس و التململ بلحظةٍ، ليبقى الجميع منتهبًا و مصغيًا إليه.. بينما يمضي مستطردًا و هو يمرر نظراته على الوجوه جيئة و ذهابًا : 
-الإجابة على السؤال ده هاتعرفوها حالًا.. من مكاني شايف الكل هنا. بس في حالة نفر واحد كان هنا ليلة إمبارح و مش موجود دلوقتي.. يبقى إللي هايجرى هنا هايكون مسؤولية كل واحد فيكوا. و الحاضر يعلم الغايب.. بعديها لو بلغني أو سمعت كلمة واحدة إتقالت في الموضوع ده صاحبها هايتحاسب هنا قدامكوا. و على إيدي أنا أشد الحساب ... 
أفلح إنذاره الهادئ ببث الرعب بقلوب و أعين رعاياه، فلم يطيل صمت الإستيعاب هذا و أردف ملتفتًا نحو إبنه : 
-إمبارح كانت دخلة ولادي.. بقول ولادي لأن كلهم بلا استثناء ولادي فعلًا. رزق.. ليلة.. مصطفى.. فاطمة
نحمد ربنا و نشكر فضله. بناتنا زي الفل و راسنا مرفوعة دايمًا.. بس في حاجة حصلت إمبارح و مسببة حوارات فارغة هنا و هناك. لولا إن الليلة كلها كانت مشهودة ماكنتش هابقى واقف هنا دلوقتي. لكن زي ما سمعتوا إهانة بنتي فاطمة و جرح كرامتها وسط أهلها و ناسها.. لازم تسمعوا و تشوفوا حالًا رد إعتبارها. و أخد حقها من إبني مصطفى !!! 
قاطعته أصوات الجمع المشدوهة و الهمسات المذهولة من كلماته، فما لبث أن تابع بلهجة أكثر شدة : 
-زي ما بقول ده إللي حصل.. طبعًا كلكوا عارفين فاطمة.. كلكوا تعرفوا أخلاقها و سنها و قلة خبرتها في أي حاجة
البنت من فترة قريبة بس عرفت إنها هاتتجوز إبن عمها. و مالحقتش تتعود حتى على الخطوبة القصيرة جدًا. فجأة بين ليلة وصبح لاقت نفسها عروسة.. طبيعي خافت
أول ما إتقفل عليها باب واحد مع راجل. حبست نفسها في الأوضة و ماكانتش قابلة أي قرب.. يعمل إيه بقى مصطفى إبني ؟
يشك في أخلاقها.. تخيلوا !
و يتهمها بالباطل كمان لمجرد إنها بريئة و لسا عيلة جاهلة بأمور الكبار.. حفظ لشرفها هي قدامه أنا سمحت للدخلة تتم
و تمت و ظهرت براءتها قدامنا و قدامكوا الحمدلله
بس الأمور إتعقدت و البنت تعبت و نفسيتها كمان لحد دلوقتي تعبانة.. لا هي و لا بقية العيلة مسامحين مصطفى على إللي عمله... عشان كده أنا قررت أخدلها حقها و حقنا كلنا منه و أردهاله قدام الكل زي ما عمل فيها !!! 
و أدار "سالم" رأسه ناظرًا بعينيّ إبنه الآن ... 
اقترب منه بضعة خطوات، و حين صار على مسافة تسمح بأن يسمعه هو فقط، قال بصوته الجليدي يساومه بلا رحمةٍ : 
-تطلقها.. و لا تتهان قصاد الخلق يا مصطفى ؟ 
كانت محمرّتين الآن و قسمات وجهه متعبة، مع ذلك وجد ما يكفي من القوة و التصميم ليقول بشجاعة : 
-أعمل إللي تعمله.. مش هاطلق فاطمة ! 
ظلا على هذه الحال لبرهةٍ طويلة، يحدق كلٌ منهما بالآخر، و يصمم كلٌ منهما على قراره... حتى إرتد "سالم" خطوةً للخلف و هو يهتف مناديًا : 
-حــمــــــــــــزة ! 
لحظاتٍ و أتى "حمزة" ممتثلًا أمام أبيه، سلّم له كيسًا من القماش الداكن و و قف بالقرب منه كما أمره، بينما يحل "سالم" عقدة الكيس، فسرعان ما ظهر ما يحويه ... 
كان سوطًا !!! 
سوطًا من الجلد الطبيعي، ثمين، مصنوع يدويًا بالكامل و متين.. رؤياه فقط ترعب الناظرين... و لو أنهم خمنوا كيف سيُعاقب "مصطفى" بمجرد تلويح "سالم" به أمام وجه ولده 
قست تعابير "سالم" تمامًا الآن و هو يصيح حائمًا حول "مصطفى" بخطواتٍ تحاكي إسلوب الضواري بالافتراس : 
-الله سبحانه و تعالى قال في كتابه : "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".. صدق الله العظيم ...
و بما إن مصطفى إبني رمى بنت عمه الطاهرة الشريفة بالباطل. و بعد ما ثبتت براءتها و بطلت تهمته ليها.. فهو مية في المية يستحق العقاب و يقع عليه حد الله... و هو إللي هانفذه فيه بإيدي دلوقتي
80 جلدة ! 
علت الشهقات المصدومة من كل مكان في هذه اللحظة، حتى أن "سالم" سمع بعض الغمغمات المعترضة، لكنه لم يحرك ساكنًا و هو يأمر إبنه بقساوةٍ : 
-إقلع قميصك و أنزل على ركبك !!! 
بدون أيّ تردد، و بدون أن يشعر "مصطفى" بذرة خوفٍ أو قهقهرة، رفع أنامله و حل أزرار قميصه و هو يرفع رأسه ملقيًا بنظراته الغائمة تجاه "فاطمة" التي لم يتبدل حالها مقدار شعرة حتى بعد أن سمعت العقوبة الواقعة عليه 
لعلها تسكن قليلًا عندما ترى بعينيها جديلة السوط و هي تنهال فوق جسمه مطهرةً إياه من إثمه الذي لا يغتفر ... 
في جهة أخرى كان "سالم" يستعد، بأن خلع شال عباءته و خاتمه و ساعته الفاخرة و مسبحته مودعًا كل هذا في عهدة إبنه الأصغر "حمزة" 
إلى حين ألقى "مصطفى" بقميصه أسفل قدميه، تقدم ثلاث خطواتٍ للأمام، ثم ركع فوق ركبيته رافعًا هامته أمام الجميع، بينما يشمر "سالم" عن ساعديه... أمسك بعصا السوط المكسوة بالجلد الغليظ 
و مع العد صاح و هو يهوى بضربةٍ عنيفة بطول ذراعه نحو ظهر "مصطفى" العاري : 
-واحد !!!! 
°°°°°°°°°°°°°°°°°° 
بالأعلى ... 
كانت "ليلة" تفرك عينيها غير مصدقة و هي تطل على هذا المشهد المريع الفظيع عبر نافذة غرفتها، غرفة النوم الرئيسية التي تنازل عنها "رزق" لها بكرمٍ سخي 
تسارعت خفقات قلبها بوجلٍ حقيقي عندما شاهدت عمها بيده و كأنه يعذب ولده "مصطفى" بالسياط.. ليس و كأنه... بل أنه بالفعل يقوم بهذا 
فغرت فاها بصدمةٍ و هي تقفز مستديرة نحو باب الغرفة المغلق، أدارت المفتاح بالقفل و فتحته، ثم خرجت تبحث عن "رزق" ... 
لم تجده بالصالة أو حجرة المعيشة أو المطبخ أو حتى الحمام، و كم كرهت أن تلجأ للبحث بالغرف، لكنها أضطرت لذلك 
و كان سهلًا أن تعرف بأنه قابعًا وراء تلك الغرفة الوحيدة المغلقة، و لولا أن الفزع وحده الذي يحركها الآن لما إنطلقت نحوها و دفعت بالباب هكذا، لتلج و تجده راقدًا على وجهه بمنتصف السرير الخاص بالأطفال و الذي لم يستوعب حجمه أبدًا 
حيث بلغت ساقيه حافته، و مالت رأسه قليلًا عند جهته الأخرى.. و بالطبع، لم يكن يرتدي الكثير من الملابس، فكان شبه عاريًا 
لكنها لم تآبه و إنقضت فوق الفراش بجواره صائحة و هي تلكم ظهره و كتفيه بحركات سريعة : 
-رزق.. يا رزق.. إنت يا ررررررزق.. قوم يخربيت أبووووك !!!! 
-نهارك إسود ! .. غمغم "رزق" بين اليقظة و النوم 
و ما لبث أن إنقلب على ظهره لينظر لها عبر نظراته الناعسة و هو يقول بغضبٍ : 
-إنتي إتجننتي. بتغلطي في أبويا.. إحترمي نفسك و لا أقوم أقطع لسانك ده و الله !! 
ليلة باستهجانٍ حانق : 
-طيب قوم يا حبيب أبوك.. قوووم طل من الشباك و شوف أبوك بيهبب إيه تحت. يا عيلة مختلة يا معاتيه ! 
و كانت منفعلة بشدة بأواخر كلماتها، إلى حد دفعه للقيام أسرع مما ينبغي و لكن دون أن يتخلّى عن نظرة الغضب التي صوبها نحوها 
مشى مترنحًا من تأثير النوم و اصطدم بأغلب قطع الأثاث خلال طريقه للخارج، حيث لم تكن بالغرفة التي ينام بها أيّ نوافذ، إتجه مباشرةً نحو الشرفة الكبيرة و فتحها على مصراعيها ليطل على واجهة الحي ... 
-××× !!! .. كانت هذه السبة هي التعبير الوحيد المناسب الذي قفز على لسان "رزق" عندما صدمه المشهد الممتد أمامه بالأسفل
لم يستطع تصديق ذلك، لكن هذا لا يفيد، عليه أن يهبط إلى الأسفل فورًا و يتحرّى الأحداث التي أدت لذلك و فوّتها هو 
بدون أن يضيع لحظة أخرى إستدار منطلقًا نحو غرفة النوم الرئيسية.. فتح الخزانة و أخذ أول ما وقعت عليه عيناه ... 
°°°°°°°°°°°°°°°°° 
-42 !!! 
هدر "سالم" بالعدد و هو يلهث من شدة المجهود المضنِ الذي يبذله 
بينما أمامه، لا يزال "مصطفى" بمكانه، يتمالك نفسه بصعوبةٍ و هو يرى نظرات الشفقة بأعين المحيطين به و يميز من بعيد بكاء أمه 
ربما كان متماسكًا بثقة وصولًا إلى الضربة العشرون ... 
و لكن من بعدها، عندما بدأ يشعر بالتمزقات تزداد على جلده، و بالدماء تتدفق كالشلال من جروحه المفتوحه على ظهره، لم يستطع أن يبدو بالقوة نفسها على الأقل 
مع كل ضربة الآن يفقد درجة من درجات صموده، إلى أن إكتسحه ألمٍ عظيم فاق إحتماله، و جاءت تلك اللحظة التي أطلق فيها صرخة مصمّة لم تكن كافية للإيذان بنهاية عذابه ... 
و واصل "سالم" متجاهلًا آلام إبنه بقلبٍ بارد : 
-50 ! 
لكنه لم يتمّها ... 
لم ينال "مصطفى" هذه الضربة من والده، و السبب قبضة "رزق" التي إلتقطت ذراع "سالم" من الهواء قبل أن يحل أمامه مباشرةً و يواجهه رأسًا برأس !!!! 
-عاوز تموته و لا إيه ؟! .. قالها "رزق" بلهجةٍ قاتمة محدقًا بعينيّ أبيه بغضبٍ شديد 
-إيه إللي بتعمله ده يابويا ؟؟؟ 
رد "سالم" ببرودٍ : 
-إوعى من قدامي يا رزق.. لسا عليه شوية ! 
غمغم "رزق" من بين أسنانه و هو يشدد قبضته حول رسغه : 
-إنت مش هاتلمسه تاني. سامع ؟ مش هاتلمس مصطفى !!! 
و إنتبه "رزق" إلى صوت الارتطام المكتوم من خلفه، ليلتفت و يجد أخيه و قد فقد وعيه منقلبًا على وجهه، بينما تتصاعد الصيحات الهلعة من كل حدبٍ و صوب 
ترك "رزق" أبيه فورًا و جثى على ركبيته بجوار أخيه ... 
-مصطفى ! .. هتف "رزق" بقلقٍ كبير و هو يمسك برأس الأخير بين كفيه 
لكنه كان مغشيًا بوضوح شديد ... 
رفع "رزق" رأسه باحثًا عن دعم، وجد "علي" يقف قريبًا منه فناداه على الفور : 
-علي.. علي تعالى ساعدني. لازم نشيله و نوديه المستشفى حالًا ! 
و لكن للدهشة ! 
رماه "علي" يأقسى نظرة ممكن أن يراها و أولاه ظهره ماضيًا بالاتجاه العكسي ... 
حدق "رزق" في إثره بنظراتٍ شاخصة، ذاهلة، لكنه لم يستسلم للصدمة طويلًا و نظر نحو أخيه الأصغر آمرًا بانفعالٍ : 
-حمزة.. روح هاتلي العربية بسرعة !!! 
و إستلّ سلسلة مفاتيحه من جيبه بلحظةٍ و رماها لأخيه، إلتقطها الأخير بسهولةٍ.. و خلال دقيقة كان قد أحضر "حمزة" سيارة "رزق" مخترقًا الزحام بزامورها القوي 
بينما سارع "رزق" للقيام و هو يحمل أخيه على كتفه، وضعه بالمقعد الخلفي للسيارة و كانت أمه.. السيدة "هانم" قد جاءت و الدموع ملء عينيها ... 
-إركبي يا مرات أبويا ! .. أذن لها "رزق" باقتضابٍ و هو يرسل بنظرة مقت عظيم صوب أبيه 
إستقلّ خلف المقود، و جاورت "هانم" إبنها بالخلف و "حمزة" قد حل بالمقعد الأمامي إلى جانب أخيه ... 
فلم ينتظر "رزق" لحظة أخرى، أقلع بالسيارة إلى الوراء محدثًا صريرًا في عجلاتهاو هو يطلق الزامور منبهًا الحشد للسرعة التي ما لبث أن إنطلق بها فورًا !

يتبع الفصل  السادس والعشرون  اضغط هنا 

google-playkhamsatmostaqltradent