رواية وردتي الشائكة الفصل السادس والعشرون بقلم ميار خالد
رواية وردتي الشائكة الفصل السادس والعشرون
مى : أنه بيحبك ! عمر بيحبك يا دكتور
ريم بصدمة : ايه ؟!
مى ابتسمت بحزن : عشان كده كنت بحاول اعمل اي حاجه الفت نظره بيها .. بس هو برضو مش شايفني .. و للأسف في محاولاتي دي كنت بخسر نفسي .. انا اسفه لو اذيتك بسبب جناني ده
ريم : انا مش زعلانه منك .. و كويس انك فوقتي لنفسك بدري .. بس هو ليه مقاليش ؟
مى ابتسمت : السؤال ده تسأليه ليه بقى
ثم نهضت من مكانها لتتركها في دوامة من التفكير ابتسمت قليلا و عادت كل ذكريات عمر في رأسها و قد تأكدت كل ظنونها .. أنه يحبها بالفعل ! توترت و خجلت قليلا و لم تعرف كيف عليها التصرف الان و لكن انسب حل هو المواجهة فظلت مكانها للحظات لتتحلى ببعض القوة ثم نهضت من مكانها و بحثت عن عمر .
ذهبت مى الي عمر بعد أن قالت تلك الجملة الي ريم و ما أن رآها هو حتي نظر إلي الجهة الاخرى و جاء ليتخطاها و لكنها أوقفته
مى : ممكن اتكلم معاك شوية
عمر : مش عايز اتكلم معاكي .. امشي من وشي يا مى
مى : ارجوك .. اسمعني المرة دي بس عشان خاطر الصداقة اللي بينا
عمر بعتاب : و انتي خليتي فيها صداقة بعد اللي عملتيه
مى : عشان خاطري
تنهد عمر بضيق ثم سار معها حتى وقفوا في مكان هادئ نوعا ما فبدأت مى في الكلام
مى : انا عارفه انك زعلان مني بسبب اللي عملته و حقك .. انا مكنتش شايفة غيرك قدامي .. اكيد حسيت اني بحبك مش كده
عمر : صدقيني يا مى ده مش حب .. ممكن نسميه اعجاب أو شوية مشاعر حلوة لكن عمره ما هيكون حب .. الحب مفيهوش أنانية و انتي كنتي أنانية معايا يا مى
عمر : للأسف انا فهمت متأخر اوي أن الحب مش بالعافية
عمر : مش متأخر ولا حاجة .. كويس انك فوقتي دلوقتي
مى ابتسمت : عندك حق .. انا روحت لدكتور ريم و حكيتلها كل حاجه و انك مقولتش كده و اني انا اللي كدابة و هي فهمتني .. و حاجة تانية
عمر : حاجة ايه ؟
مى ابتسمت : سيبتلك الباب مفتوح .. روح قولها يلا
عمر ابتسم بعفوية لتقول مى : اكيد انا هبقى فرحانه طول ما انت فرحان .. و هحاول اغير المشاعر دي لمشاعر أخوة و خلاص
عمر : شكرا اوي يا مى .. بجد انتي شيلتي من علي قلبي هم كبير اوي
مى : عارفه .. بس الهم الأكبر لسه متشالش !
تنهد عمر بضيق و فهم كلامها ليقول : ولله مش عارفه ازاي هقولها اني انا اللي كنت السبب
مى : لازم تعرفها يا عمر عشان تبدأوا علاقتكم صح
عمر : عارف يا مى بس مش قادر .. مش عارف رد فعل ريم هيكون ايه بس اكيد هيكون صعب
مى : صدقني تأخرك ده هيصعب الأمور اكتر .. اتشجع و روح قولها الموضوع سهل
عمر انفعل قليلا : هو ايه اللي سهل يا مى ! عايزاني اروح اقولها اني انا اللي حبستها في المدرج .. و كون اني كدبت عليها اساسا طول الفترة دي .. بفكر اخلي الموضوع جوايا و أنها متعرفش حاجة عنه
مى : اللي يريحك يا عمر .. بس من رأيي انها لازم تعرف و بعدين سيب ليها حرية الاختيار
عمر : هبقى اشوف الموضوع ده
ابتسمت له مى و التفت الاثنان ليجدوا ريم واقفة أمامهم و في عيونها دموع ثابتة و تنظر لعمر بصدمة كبيرة و عيون متسعة !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
استيقظت ورد من نومها لتجد نفسها قد غفت بجانب بسملة بعد أن خرجت من غرفتها بتوتر و ذهبت اليها .. نهضت من مكانها و ذهبت لتبدل ملابسها و تعدل من هيئتها فلم تنتبه للواقف عند باب الغرفة يتابعها بصمت و عندما رأته فزعت بشدة
ورد بفزع : كريم بيه .. في ايه واقف كده ليه خضتني
كريم ظل صامتا و ينظر إليها فقط فقالت هي : في ايه بتبصلي كده ليه
كريم : ولا حاجه .. قلقت لما ملقتكيش في الاوضة
ورد : بليه كانت خايفة تنام لوحدها .. بتدلع يعني ففضلت جمبها لحد ما راحت عليا نومه .. هو في حاجه ولا ايه ؟
كريم : لا مفيش
ورد : مش عارفه مش مستريحه
كريم ابتسم و اردف : صدقيني ولا حاجه .. ورد
ورد : نعم
كريم : بتثقي فيا ؟
ورد نظرت له بتساؤل نوعا ما لتقول : اكيد بثق فيك يا كريم بيه
كريم ابتسم بهدوء ثم انسحب من الغرفة لتقف ورد مكانها بعدم فهم غير قادرة على استيعاب أفعاله تلك و جاءت لتتحرك و لكن صدع هاتفها رنينا لتتجه إليه
ورد : الو
: وحشتيني
ورد بتساؤل : نعم ؟ مين معايا
: معقول معرفتيش صوتي !
ورد ركزت في صوت المتحدث قليلا و كان مألوفا لها و لكنها لم تتذكر من هو إلي أن قال
: من يوم ما شوفتك في المول و انا هتجنن عليكي
ورد تغيرت نظراتها لتقول : انت تاني ! انت جبت رقمي منين !
امير : امير لما بيعوز حاجه .. بيوصلها
ورد : و الدنيا مش تحت مزاجك .. انت حد زقك عليا ولا ايه ؟
امير ضحك بشر : مش معقول يعني جميلة و ذكية كمان
ورد : بقولك ايه انا مش عايزة أطول مع واحد مش محترم زيك
ثم أنهت المكالمه في وجهه لتتنهد بضيق و فكرت كيف استطاع هذا الشخص أن يصل إليها .. و ماذا يريد منها !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
مرت لحظات من الصمت و ريم تنظر إلي عمر بصدمة و دموع .. نظرت لهم مى بحزن و ندم ثم انسحبت بهدوء .. اقترب عمر منها و هو يرسل لها بنظراته الف معني
ريم بدموع مكتومه : ليه ؟!
ظل عمر ينظر لها بندم غير قادر على الكلام
ريم : انت يا عمر .. حتي لو انا اذيتك بكلامي في يوم من الايام و ده كان قبل ما اعرفك كويس .. معقول توصل بيك انت تدوس على جرحي كده !
عمر : صدقيني كان غصب عني .. انا عارف اني غلطان بس اسمعيني الاول
ريم بتساؤل : غصب عنك ؟! يعني ايه غصب عنك .. قولي أنه مكنش قصدك و انا هصدقك ارجوك .. قول
صمت عمر بندم فقالت هي بدموع : انا عارفه انك كنت بتكرهني الفترة دي بس هان عليك ؟ و جيت خرجتني و عملت فيها بطل يا بجاحتك يا اخي
عمر : صدقيني مكنش قصدي تتأذي كده .. ولا كان قصدي أن النور يتقطع من المدرج بس .. اللي حصل
ريم بدموع و قهرة : الفترة اللي فاتت جاتلك كذا فرصة تقولي .. تعرفني .. ليه يا عمر .. ليه اعرف بالطريقة دي !
عمر : كنت خايف اخسرك ..
ريم مسحت دموعها و حاولت أن تقول بثبات : و ادي اللي خايف منه حصل !
عمر : ريم اسمع...
قاطعته ريم بحدة : اسمي دكتور ريم .. و من النهاردة تلزم حدودك معايا
و جاءت لتتحرك و لكنه امسك يدها سريعا و نظر لها برجاء حتي تسمعه و لكن بدون فائدة .. دفعت يده بعنف لتتحرك من مكانها و كادت أن تبتعد عنه و لكنه صرخ بها
عمر : انا بحبك !
وقفت ريم مكانها للحظات ثم التفتت له و الدموع تغرق عيونها و اردفت
ريم : يا خسارة يا عمر ..
ثم تحركت من مكانها بخطوات سريعة ليقف هو مكانه يطالعها بندم و حزن كبير ثم ضرب الأرض بقدمه بعصبية .. و بعد لحظات عاد إلي مكان الباصات مرة أخرى ليجدهم قد استعدوا للانطلاق و لكن ريم لم تكن موجودة .. لم تمر ثواني حتي صعدت الي الباص و ملامح وجهها لا تفسر و تممت على عدد الطلاب ثم تحركوا و طوال الطريق كان الصمت محتل المكان ..
في فيلا الرفاعي
نزلت ورد لتجد خالها و زوجته يجهزون أغراضهم و يستعدوا للرحيل فتنهدت براحة لتتجه إليها بسملة و التي استيقظت منذ قليل بابتسامة جميلة
بسملة : اخيرا هيمشوا يا ورد
ورد : فعلا
بسملة : ولله لولا أن أبيه كريم كان واقف .. كنت فرجت اللي اسمها منيرة دي
ورد : أبيه ؟
بسملة : أيوة هو قالي اقوله أبيه كريم عشان هو اكبر مني لازم احترمه و برضو عمر .. اقصد أبيه عمر يعني
ورد ابتسمت لها بفرحة : أيوة كده شطورة يا بليه .. فرحانه بيكي
بسملة : انتي فكراني صغيرة ولا ايه يا ورد .. انا بقيت اعرف الفرق بين الصح و الغلط
ورد : يا سلام على الناس الفاهمه .. ده احنا نيجي ناخد رأيك بعد كده
بسملة بتكبر طفولي : أيوة طبعا انتي فاكرة ايه .. مبحبش اتكلم عن نفسي كتير الحاجات دي بتتحسد
ورد ضحكت : طيب يا لمضة .. روحي العبي برا يلا
بسملة : يلا سلام بقى
ثم ذهبت بسملة من امامها لتبتسم ورد بخفة و لكن تلك الابتسامة اختفت حين وجدت هاجر تتجه إليها
هاجر : ادينا ماشيين عشان ترتاحي
ورد : احسن برضو .. و ياريت الزيارة دي متتكررش تاني
هاجر : انتي جبتي القسوة دي كلها منين !
ورد : البركة فيكم
هاجر : برضو .. على الأقل احنا فتحنا بيتنا ليكي انتي و اخواتك في يوم
ورد : عندك حق .. و عشان كده هتخرجوا من هنا بمزاجكم احسن ما كنتوا تخرجوا على القسم ! بلاش تعملي دور الطيبة مش لايق عليكي
هاجر : اشمعنا انتي ! ليه تبقي في كل ده و انا كده
ورد : الأرزاق بتاعت ربنا يا هاجر مش البشر .. اتقي الله انتي بس و ادعي ربنا يسامحك على اللي كنتي بتعمليه فينا .. انتي ورتينا ذل عمري ما هنساه .. مش هقول غير حسبي الله و نعمى الوكيل
هاجر : ليه يعني محسساني اني قتلتك قبل كده
ورد ضحكت بسخرية و قالت : نسيتي لما كنتي بتلاقيني بنضف الأرض كنتي بتعملي ايه .. كنتي بتجيبي صندوق الزبالة و تفضيه تاني عشان ارجع انضفه .. نسيتي طقم العيد اللي كنت جايباه لريم اختي و في عز فرحتها بيه حرقتيه بالنار .. نسيتي تعبي في الشغل و في البيت و انا فاكرة أن اخواتي مرتاحين .. اتاريكي مطلعه عين ريم في البيت حتي بسملة كانت متبهدله و هي لسه عندها سنه .. عمري ما هنسى يا هاجر .. عمري ما هنسى قهرتي و ذلي .. و يوم القيامه هقف انا و انتي قدام ربنا
الكاتبة ميار خالد
هاجر نظرت لها بصدمة بسبب كلماتها تلك و تحركت من امامها دون أن تتكلم و اتجهت الي امها .. تنهدت ورد بضيق و بعد ساعات كان خالها و زوجته و ابنته عند باب المنزل و ورد واقفة أمامهم بثبات و كانت مروة تراقبهم عن بعد
رمزي : اديني واقف على الباب اهو .. اعملي اللي وعدتيني بيه
ثم أخرج ورقه من جيبه و أعطاها لها لتزفر هي بضيق و تمسكها بدون اهتمام و قبل أن تمضيها قالت
ورد : صدقني لو فكرت تعمل اي حاجه تانية الورقة دي مش هيكون ليها اي لازمه .. و هعرف اخد حقي منك !
رمزي باستفزاز : معقول تكلمي خالك بالطريقة دي
ورد نظرت له بلامبالاة و امسكت القلم و كادت أن تمضي حتى جاء كريم و سحب الورقة من يدها سريعا !
كريم : لا !
رمزي نظر له بخوف و قلق و نظرت له ورد بتساؤل
ورد : في ايه ؟!
كريم : اوعي تمضي على الورقة دي
ورد : ليه .. انت فاهم الورقة دي ايه اصلا دي تعهد مني اني مش هأذيهم
كريم : كل ده كدب !
ورد : يعني ايه مش فاهمه ؟
كريم : خالك كان هيمضيكي على تنازل !؟
ورد نظرت له بصدمة و قالت بعدم فهم : تنازل ؟! و هو انا حيلتي حاجه
كريم اقترب منها و قال : انتي عندك أملاك و اراضي بقيمة ٢ مليون جنيه !
ورد نظرت له بصدمة و كأن السماء ضربتها بصاعقة و قالت
ورد : انا مش فاهمه حاجه ؟!
كريم انفعل ليقول : والدتك نيهاد اشرف عبد المجيد كان عندها اراضي و عقارات بقيمة ٢ مليون جنيه .. و في يوم بيع الاملاك دي و عشان كده كانت مسافرة هي و والدك عملت حادثة و اتوفت .. و كل حاجه راحت لبنتها الكبيرة ورد محمد عبد السلام و اللي هي انتي
ثم تحرك و اتجه الي خالها و طالعه بحده : و طبعا خالك المحترم كان طمعان في كل ده لان جدك قبل ما يموت كتب لبنته كل حاجه لأنه عارف ان ابنه اناني و جشع !! .. و هي حافظت على كل ده لحد ما قررت انها تبيع و تعيشكم في مستوي احسن .. بس للأسف ملحقتش .. و بعد موتها خالك كان ناوي يمضيكي على تنازل و ياخد كل حاجه منك لأنك اصلا مكنتيش عارفه موضوع الأملاك ده .. بس لحسن الحظ كنتي لسه ١٧ سنه يعني قاصر .. و لما خلاكي عنده السنه دي مكنش عشانكم .. كان عشان خاطر الفلوس و كان ناوي أن بمجرد ما تتمي سن الرشد و متبقيش قاصر هياخد منك كل حاجه ! و للأسف انتي مكنتش تعرفي كل الكلام ده عشان كده معرفتيش تطالبي بحقك
كانت ورد تنظر إلي كريم بصدمة كبيرة غير قادرة على استيعاب الكلام الذي يقوله و تكونت الدموع في عيونها
رمزي بخوف : انت كداب الكلام ده مش صح !
كريم صاح به : انا معايا اوراق و عقود تثبت الكلام ده
ثم التقط أحد الملفات من على الطاولة المجاورة له و اتجه الي ورد و فتحه امامها لتجد اسمها و اسم والدتها و تبقى فقط خانة التوقيع فارغة
كريم : موقفك وحش اوي صدقني
ورد رفعت عيونها عن الاوراق و نظرت إلي خالها بدموع و قهرة : ليه كده ! ليه حرام عليك .. انا شوفت الذل و القهرة بعيني ليه خبيت عني .. ولله كنت هديك حقك لو طلبته مني ليه الانانية
رمزي بعصبية : محدش اناني غير امك .. مصدقت ابويا كتب لها كل حاجه انا اللي شوفت الذل و القهرة منها كانت بتعاملني أكني خدام عندها
كريم : كدب !
رمزي : هو ايه اللي كدب
كريم : كلامك ده كدب .. نيهاد والدة ورد كانت فتحالك حساب في البنك و كل شهر كان بيوصلك مبلغ كويس منها !
رمزي صمت بتردد و توتر لتتجه إليه ورد و قالت بثبات : انا مش هقول غير حسبي الله و نعمى الوكيل فيك .. يا اخي يخربيت الفلوس اللي تخليك تذل عيال اختك كده .. لا أنا ولا امي مسامحينك ليوم الدين !
نظر لها رمزي و جاء و ليتكلم و لكنها قالت بنبرة حادة : اطلع برا !
رمزي : بس..
ورد صرخت به : براااا
نظر لها رمزي للحظات ثم التفت ليخرج من المنزل و لسوء الحظ في تلك اللحظة كانت ريم قد دلفت الي الفيلا و خلفها عمر لتلتقي بخالها !! نظرت إليه بصدمة شديدة و اتسعت عيونها لتنظر لها ورد بخوف و قلق منتظرة ردة فعلها !
يتبع الفصل السابع والعشرون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية وردتي الشائكة" اضغط على اسم الرواية