رواية ابواب العشق الفصل التاسع والعشرون بقلم هدى مرسي ابوعوف
رواية ابواب العشق الفصل التاسع والعشرون
،وبعد ان دخلت لتنام وتاكد من دخولها اسرع الى غرفته واغلق الباب وطلب عادل، الذى اجابه قائلا : ايه يابنى اللى اخرك كده فى الاتصال ؟
امجد : معلش مكنتش عايز هيام تسمع حاجه .
شعر عادل ان هناك شيى قائلا : قولى لقيت ايه صوتك قلقنى جدا .
تردد امجد قائلا : مش عارف اقولك ايه بس للاسف لازم اقولك اللى عرفته .
زاد قلق عادل : عرفت ايه ؟
قص عليه امجد ما قاله له الامام فى الجاليه فتغير وجه عادل قائلا : معنى كده ان الموضوع مرفوض .
نفخ امجد : بس هو شكر فيه جدا وقالى انه راجل بجد ويأتمن، وخايف نبقا ظلمينه .
اخذ نفس وزفره : مش عارف بس انا مقدرش اغامر دى هيام، ومينفعش اقولك خد رايها لان عارف مقدما اللى هتقوله .
هز راسه قائلا : طب خلاص عموما بكره لما يتكلم هشوف كلامه ومش هرد عليها هاخد وقت افكر بردو واكلمك تانى .
انهى معه امجد المكالمه وهو فى حيره لا يعرف ماذا يفعل فالامر ليس بالسهل، وفى اليوم التالى اتى اليه محمد فى الموعد وجلس معه تنحنح محمد بخجل قائلا : لا اعلم كيف ابدأ ولكن منذ ان شاهدت الفيلم وانا ابحث عن هيام، حاولت رؤية صورتها حتى لكنى لم استطع وعلمت من احد البرامج انها لا تحب التصوير، لكنى لم افقد الامل وكنت اجمع النقود لأذهب الى مصر لرؤيتها ولكن الامر كان اصعب مما توقعت، فوالدى طردنى بعد ان دخلت الاسلام واخذ منى كل مدخراتى، واضطرت للعمل فى اى شيئ حتى رانى صديق والدى، فعرض على العمل معه فى شركته التى اعمل بها حاليا .
تعجب امجد : والدك رفض دخولك الاسلام ولكن لما ؟
تنهد : الحقيقه انه لم يعترض لكن امى متشدده بعض الشيئ، لهذا رفضت دخولى الاسلام، ووالدى لا يمكنه رفض طلب لامى، فقد طلبت منه طردى فنفذ دون نقاش .
زادت دهشة امجد : ماذا كيف ذلك الا يهتم بك انت ابنه ؟
تنهد بحسره : والدى لا يهتم بشئ فى الدنيا كلها سوى النقود، هو على خلاف كبير مع امى وهم شبه منفصلين، ولكنه يرفض الطلاق كى لا يخسر نصف ثروته .
هز امجد راسه قائلا : اليس لك اخوه ؟
تنحنح بحرج : لى اخت تشبه امى ولا تختلف عنها فى شيئ .
امجد : اذاً اذا تزوجت هيام سيرفضوا هذا الزواج، خصوصا اذا علمو انها سبب اسلامك .
هز راسه بالموافقه : لكنى لن ادعهم يازونها سأحميها، ولو تطلب الامر ترك امريكا سأتركها .
لم يعرف امجد ماذا يقول اخذ نفس وزفره : سأعرض عليها الامر والقرار عائد لها .
محمد : متى ستجيبنى ؟
امجد : خلال اسبوع ساخبر اخوتى الاخرين واخذ رايها واجيبك .
قام محمد اومأ تحية له وخرج وهو يشعر بالقلق فنظرات امجد ملاءت قلبه بالخوف، وفى المساء تحدث الى عادل واخبره بما حدث، زاد قلق عادل قائلا : مش عارف اقولك ايه، بس كلامه على قد ما يطمن يقلق اكتر، وواضح انه ميعرفش الحقيقه ودى مشكله تانيه .
امجد : ده اكتر شيئ زعلنى وكمان حسيت صدق كلامه، ومش هاين عليا اكسر قلبه .
عادل : ولا انا بس مش هنقدر نحط هيام فى وسط النار .
امجد : طب اسمع احنا نعمل استخاره ...
عادل : الاستخاره فى امر احنا محتارين فيه، لكن ده امر منتهى يبقا كده بنضيع وقت .
هز امجد راسه : معاك حق خلاص لما يتصل يسأل هبلغه رفضنا وانهى معاه الموضوع .
انهى امجد المكالمه وهو حزين عليه ولكن الامر انتهى، فى اليوم التالى فى المصنع اتى محمد لاستلام بعض المنتجات، ذهب الى مكتب هيام لم تكن موجوده، فبحث عنها وجدها فى خط الانتاج اقترب منهم القى التحيه : استاذه هيام من سيلمنى الطلبيه ؟
هيام : يبدو ان امجد نسي الموعد ساسلمك ايها ارنى اذن الاستلام .
قدم لها بعض الاوراق نظرت بهم واعطت اومرها لاخرج الطلبيه، ووقفت معهم حتى تم وضعها بالكامل فى السيارات، وقعت على الورق وقدمته لمحمد قائله : تفضل وقع انك استلمتها .
ابتسم واخذ منها الورق ووقعه ونظر لها : اشكرك على اهتمامك واريد ان اعرف ... ( تردد) هل هناك تغير فى امر مدة الصلاحيه ؟
كان يريد سؤالها عن امر الزواج وتراجع فى اخر لحظه لهذا تصبب عرقا، تعجبت من توترها بسبب سؤال كهذا لكنها اجابت : الحقيقه لم احاول ولكن سابدأ اليوم على عمل محاوله اخرى .
ابتسم : ساتى اليك غدا لارى ان كنت قد وصلتى لشيئ .
هزت راسها : تمام شكرا لك .
تركها وذهب وهو يشعر ببعض الامل، فقد تعاملت معه بطريقه عاديه، فى المساء وقفت فى المطبخ تعد البعض منها، اقترب منها امجد قائلا : بتعملى ايه تانى ؟
ضحكت : ماهى المحاوله الاولى فشلت بحاول تانى، صحيح انت مجتش تسلم الطلبيه ليه فى المعاد .
ضرب جبينه بيده قائلا : اخ يا خبر نسيت خلاص عموما متقلقيش مش هنسا تانى، اه فى درس فى الجاليه بكره، العربيه هتيجى تاخدك توديكى ماشى .
هيام : ماشى انا معنديش شغل كتير اصلا بكره، بس انا بقا عايز اشارك معاك فى مساعدة المسلمين الجدد هنا فى امريكا .
عبس قائلا : وانت عرفتى منين ؟
ابتسمت : من مطرح ما عرفت انما ايه اللى زعلك كده ؟
زفر قائلا : يعنى كنت حابب يفضل الموضوع سر عشان الثواب .
ضحكت : يعنى الجاليه كلها عارفه جت عليا انا .
ابتسم : ماشى ياستى خلاص لما يكون فى اى حاجه هبقا اعرفك، بس انت عارفه ان ده هيخلى لكِ اعداء .
ضحكت : ياسلام وايه يعنى ( زمتت شفتيها ) بس معنى كده بقا ان انت لك اعداء ؟
ضحك : اه يا ناصحه مش بالمعنى، كل الحكايه فى بعض الناس بتعملى مشاكل، وفى ناس بترفض تتعامل معايا يعنى حاجات زى كده .
اشارت بيدها : يا راجل فكرت حاجه بجد، ده انا شوفت من ده فى مصر، كبر كبر دى عالم هايفه سيبك منهم .
ظل ينظر لها وهى تعد الحلوى وتنهد فهو حزين لاجلها، فمحمد عريس جيد بالنسبه لها وكان يتمنى ان تتزوجها، بدأ يتوتر ويضرب بيده على الطاوله التى امامه، فتعجبت قائله : مالك يا ميجو ايه اللى قالقك كده .
تنبه انه يضرب بيده على الطاوله فتنحنح قائلا : ابدا كنت بفكر فى الشغل ومشاكله ما انت عارفه الحاجات دى مش بتخلص .
هزت راسها بالموافقه دون كلام، فقد فهمت ان هناك امر يداريه عنها، لكنها لم تعرف ماهو، بعد ان انتهت قدمت له بعض الحلوى ليتذوقها، اخذ منها واكل واحده، واشار لها بيده انها رائعه، وضعت الباقى فى علبه ورتبت المكان وتحركت لتدخل، ظل هو مكانه شارد فعادت وطرقعت باصابعها امام وجهه قائله : لاء ده واضح ان الموضوع كبير .
تنبه لها قائلا : هاه موضوع ايه انا اصلا تعبان وعايز ادخل ارتاح تصبحى على خير .
تركها ودخل الى غرفته استلقى على سريره وهو يشعر بالحزن، دخلت هى الاخرى الى غرفتها وهى فى حالة تعجب لما يفعل ذلك، وفى اليوم التالى وهى فى المصنع اتى اليها محمد، ودخل الى مكتبها حياها وجلس بالكرسي امامها قائلا : هل اعددتى شيئ ؟
ابتسمت وقدمت له العلبه كانت موضوعه على المكتب قائله : تفضل هذه العلبه بها كميه غيرت شيى اخر بتكوينها ابقها لديك وجرب ولديا مثلهم بالمنزل .
ابتسم محمد : جيد اشعر ان هذه المره ستنجح .
هيام : بامر الله .
تردد قائلا : هل يمكن ان اسالك عن شيئ ؟
تعجبت من تردده قائله : تفضل .
محمد : لما لا تحبى التصوير ولما ترفضى ان تظهرى باى برامج تلفزونيه ؟
اخذت نفس وزفرته : الحقيقه انى لا احب ان يكن لى صوره مع احد، واذا قبلت بان اتصور مع اى من الممثلين اكن بهذا قد سمحت للجميع باخذ صورتى .
هز راسه قائلا : هذا نوع من التزمت قليلا .
ابتسمت : نعم اعتبره كذلك لكنى اشعر بالالم اذا اخذ احد صورة شخص واهانها، ولا احب ان يفعل هذا بصورتى .
ضحك : هذه نرجسيه لم اتوقعها .
عبست : بل تعظيم لخلق الله فانا ارفض فعل هذا بأى صوره، ولكنى لا املك ان امنع الجميع فبدأت بنفسى .
شعر بالحرج : اعتذر لم اقصد ان اغضبك ولكن لم تقولى عن سبب رفضك للبرامج ؟
اخذت نفس وزفرته : لا احب ان يتلاعب احد بما اقول، واى برنامج يكن به مونتاج ويقطع الكثير من الكلام، ان اعتبرتها نرجسيه فلا يهم لن اغضب .
ابتسم : بل هذا عقل وحكمه فانا ايضا ارفض ان يغير احد كلامى تحت اى مسمى، ارفع القبعه احترما لكِ ولعقليتك التى تبدو اكبر من سنك كثيرا .
هيام : شكرا لك .
ساد الصمت للحظات وشعر ان وجوده اصبح سخيف فوقف قائلا : ساذهب الان واتى اليك بعد عدة ايام اخبرك بالنتيجه .
هزت راسها بالموافقه خرج من المكتب ظلت به تراجع بعض الاوراق، وبعدها ذهبت للتابع خط الانتاج، حتى ارسل لها امجد السياره اخذتها الى الجاليه، حضرت الدرس وبعد انتهى وقفت تنتظر السياره، واذا بمحمد يقترب منها قائلا : اتاتى تحضرى الدروس دائما ؟
تفاجات به : نعم فالانسان يحتاج الى الشحن الايمانى كل فتره .
ابتسم : تشبيه جميل فماكد ان كاتبه مثلك تقل مثل هذه التشبيهات .
هيام : لا انه تشبيه لاحد المشايخ وانه اخذته منه .
تنحنح : متى سنقرأ لكِ شيئ جديد ؟
هيام : لا اعرف لكن ساحاول ان اكتب شيئ وابدأ فى نشره، وشكرا لك على دعمك فكلامك عن روياتى هو ما جعلنى افكر فى العوده للكاتبه مره اخرى .
ابتسم : حقا هذا شيئ يسعدنى جدا ( نظر بساعته ) اعتذر منكى سأذهب الان لديا موعد، ولا احب التاخر فى مواعيدى .
هزت راسها بالموافقه اسرع هو ليلحق موعده، اتت السياره لها وعادت بها الى المصنع، وفى اليوم التالى اتصل محمد بأمجد ليساله عن راى هيام فى امر الزواج، تردد امجد للحظات قائلا : اعتذر منك سيد محمد انت شخص جيد جدا، لكنك غير مناسب لاختى .
صدم محمد قائلا : ماذا ولما هل هناك شخص اخر بحياتها؟ هل تحب احد غيرى ؟
امجد بصرامه : سيد محمد ان اقدر حزنك، ولكن لا اسمح لك ان تقل هذا، ليس لك نصيب معها رزقك الله بخير منها .
حزن قائلا : لا اظن انى ساجد خيرا منها وليصبرنى الله، لكن يمكن ان اعرف سبب رفضها لى .
اخذ امجد نفس وزفره : اعتذر ليس مسموح لى ان اخبرك الامر انتهى على ذلك .
انهى معه محمد المكالمه وهو حزين متألم لا يفهم سبب رفضها له، فهو لم يشعر بأى تغير فى معاملتها له، فكر ان عليه سؤالها عن الامر، اما امجد كان يشعر بالحزن والسوء لانه رفضه واحزنه بهذه الطريقه،لكنه ليس لديه اى خيار، فى اليوم التالى فى المصنع ذهب محمد الى هيام وهو ينتوى سؤالها عن سبب رفضها له، وقف على بعد مسافه منها نظر لها وهى تقف مع العمال، تحرك خطوه وتوقف المته كرامته ولم يستطع التحرك، نظر عليها وامتلاءت عينه بالدموع، وشعر انه لن يستطع الكلام فعاد مسرعا، راته هيام وهو يخرج فتعجبت ما الذى اتى به ولما ذهب، انتهت مما تفعله وذهبت الى المكتب طلبت حنان لحظات واجابتها قائله : هيمه حبيب قلبى وحشتنى .
ضحكت هيام : ياسلام يسمعك دلوقتى عبدالله يمسك فى خناقك ويضربك .
عبست : ياسلام هو يقدر وكمان بطلى يا شريره انتِ وقوليلى اخبارك ايه .
ضحكت هيام : الحمد لله ماشيه .
ابتسمت : قوليلى مش هتكتبى حاجه جديده ؟
ضربت على راسها : ياخبر ده انا نسيت هبدأ فى السناريو والحوار للروايه، عشان اركنه وانساه، وبعدين هكتب جاتنى فكرة روايه جديده، ايه كلها اكشن بقا وضرب نار .
ضحكت حنان بسعاده : اهو كده يالا بسرعه احكيلى ونتناقش زى زمان، بس اسمعى اه انا اول واحده هتقرا ماشى .
هيام مازحه : اكيد طبعا مش انت المراجع الخاص بتاعى .
حنان : اكيد طبعا احكى بقا وبلاش رخامه وحشتنى روايتك .
اتت نتالى الى حنان فاعتذرت من هيام انتها ستعد وتحدثها بعد قليل، نظرت حنان الى نتالى : خير فى ايه شكلك زعلان ليه كده ؟
نظرت اليه فى حزن شديد : والدتى زاد المرض عليها كثيرا، كنت عندها ولا اعرف ماذا افعل .
حنان غاضبه : لماذا لم تاخذيها الى المستشفى ؟
نفخت : رفض ابى ذلك فهو ليس لديه تأمين يغطى التكلفه .
قبضت حنان على يدها : انتظرينى هنا دقيقه .
تركتها وذهبت الى عبدالله واخبرته بالامر نظر لها : اسمعى انا ساذهب الان واخذها اللى المستشفى .
فكرت : لا عم جوان سيرفض الافضل ان تذهب اليه وتعطيه مبلغ كبير، وتقول له هذا سلفه من المحل سيقوم بسدادها على مهله، وايضا قل له انك فعلت هذا دون علمى انا وطارق، ولا تتحدث فى الامر ابدا امام نتالى .
عبدالله : فكره جيده ولكن لن اعطيه نقود، ساحجز فى احد المستشفيات، واخذ سيارة الاسعاف لنقلها .
هزت راسها : اتصل بى واخبرنى بما حدث تباعا .
هز راسه بالموافقه وتركها وذهب، عادت الى نتالى ربتت على كتفها قائله : هيا نذهب ونشترى بعض الاشياء المغذيه لوالدتك، لتاخذيها لها حتى إن لم تذهب الى مستشفى يجب ان تتغذى جيدا .
هزت نتالى راسها بالموافقه دون كلام وتحركت معها، ذهبتا الى محال البقاله واشتريا الكثير من الطعام واللحوم اوصلتها حنان الى منزلهم وعادت الى المطعم، رن هاتفها وجدته عبدالله فأجابت : كيف الحال ؟
ابتسم : نقلنها الى المستشفى عندما اخبرته ان هذا سيكن دين يرده على مهل وافق، افكارك دوما رائعه .
حنان : الحمد لله وماذا قال الطبيب عن حالتها ؟
عبدالله : للاسف حالتها متاخره ولكنه قال يمكن ان تشفى، ولكنها ستأخذ بعض الوقت .
حنان : المهم ان يمن الله عليها بالشفاء .
عبدالله : بامر الله سابقى معهم لبعص الوقت، واعد لأكن معكِ كى لا تبقى وحدك بالمطعم .
حنان : تمام .
انهت معه وطلبت هيام اجابتها قائله : ايه اللى حصل نتالى كان مالها .
اخبرتها حنان بما حدث تنهدت هيام : اللى انت عملتيه هو الصح، ربنا يحعله فى ميزان حسناتك، ومتخلهاش تحس باى حاجه .
حنان : الحمد لله ربنا بس يشفيها دى حالتها صعبة قوى شكلها هتموت عليها .
هيام : اكيد طبعا مش امها .
حنان : معلش بقا هقفل معاكى عشان الشغل ونبقا نتكلم مره تانيه .
هيام : اكيد طبعا سلام .
انهت معها هيام وعادت الى عملها، تذكرت محمد عندما راته امسكت ذقنها وفكرت لما اتى ولما ذهب، هل ارد اخبرها عن شيئ بالمنتج، ولكن لم ذهب ولم ينتظر اخذت نفس وزفرته قائله : انا هوجع دماغى ليه ياخبر النهارده بفلوس بكره هيبقا ببلاش .
قامت ذهبت الى خط الانتاج، مر يومان واتى محمد مره اخرى ليخبرها نتيجة تجربة المنتج، دخل لها المكتب جلس امامها، نظرت اليه : هل تغيرطعم المنتج ؟
هز راسه رافضا : لا هذه المره لم يتغير الطعم لكن ملمسه تغير قليلا .
زمتت شفتيها : اذا لن ينفع اى تغير .
محمد : للاسف اعتذر ان كنت قد اضعت وقتك .
ابتسمت : لا بالعكس انها تجارب افادتنى شكرا لك .
هز راسه دون كلام تعجب فهى تتعامل معه بطريقه عاديه، شعر ان هناك شيئ لا يفهمه فاستجمع شجاعته ونظر اليها قائلا : هل يمكن ان اعرف لما رفضتى طلبى ؟
لم تفهم قائله : اى طلب لا اذكر انك طلبت شيئ ؟
تعحب قائلا : كيف الم يخبرك امجد انى طلبت الزواج منكِ ؟
صدمت قائله : ماذا تتزوجنى انا ( اشارت باصباعها على نفسه) ؟
زادت دهشته : اى انه رفضنى دون ان يخبرك لكن لما ؟
شعرت هيام وكأن العالم هدم فوق راسها، ولم تعرف ماذا تقول، لما يفعل امجد ذلك، وكيف يتخذ قرار فى حياتها دون الرجوع لها، فهم محمد ان امجد بالفعل لم يخبرها، لكن بقدر ما اخافه هذا الامر اسعده، انها لم ترفضه ففكر قائلا : لا اعلم لما لم يخبرك امجد ولكن مأكد له اسبابه، ولكن اريد ان اعرف ما رايك انت هل تقبلى بى زوجً لكِ ؟
نظر الى عينها ينتظر ردها، فارتبكت وتلعثمت فهى لا تعرف ماذا تقول، اخذت نفس وزفرته وتنحنحت قائله : لكن لما اخترتنى انا بالتحديد ؟
ابتسم : عندما شاهدت الفيلم تعلقت به كثيرا، بحثت عن بطلته التى ادت شخصية نوران، وجدت حياتها مختلفه فهى فتاه عاديه حتى انها لاترتدى الحجاب، فكرت انها قد تكن مخرجة العمل لكنى علمت انها ليست مصريه وارتدت الحجاب منذ فتره، كنت موقن ان صاحبة هذه الافكار مرسخه بداخلها منذ الصغر، بحثت عن كاتبة العمل وجدت كل ما قيل عنك هو ما ابحث عنه انها انت، بحثت عن صورها لها لكن لم اجد لكنى تأكدت انها هى من ابحث عنها، قررت المجئ اليك بمصر، لكن وقتها والدتى ضغطت على والدى وطردنى من المنزل واخذ كل مدخراتى، لم ايأس عملت بأكثر من شيئ وجمعت بعض النقود لاسافر وابحث عنك، لكن اضطررت لصرف النقود حزنت كثيرا دعوت الله ان يجمعنى بكِ لم اكن اتخيل ان اركى امامى .
نظرت اليه ولم تعرف ماذا تقول فعنينه تخبرها بصدق ما يقول، لكنها لا تفهم لما رفضه امجد، اخذت نفس وزفرته : حقيقة لا اعرف ماذا اقول ولا بما اجيبك، ولكن يجب ان اتحدث مع اخى لافهم الامر .
محمد مترجيا : لا يهمنى ما سيقول اريد ان اعرف ما رايك انت ؟
ترددت قائله : لا اعرف حقا لقد فاجأتنى وانا لم افكر بالامر، اترك لى بعض الوقت لافكر .
ابتسم : سانتظر حتى لو كان لاخر عمرى فانت تستحقى اكثر من ذلك .
تركها وخرج وظلت هى مكانه لا تعرف ماذا تفعل، ولما كلماته تشبه كلمات هيون، نفخت واسندت راسها على ظهر الكرسى فهى لا تفهم لم رفضه امجد، ولما لم يخبرها شعرت ان عقلها توقف عن العمل، فكرت ان تتحدث الى حنان ولكنها تذكرت حالة والدة نتالى ومؤكد انها منشغله معها، لم تستطع البقاء فى المصنع ارسلت الى امجد ان يرسل لها السياره، لانها متعبه وتريد العوده للمنزل، ارسلها لها كانت تشعر بالغضب فكرت ان تكلم عادل وتخبره، ولكن هذا الوقت يكن منتصف الليل لديهم، دخلت المطبخ وبدأت تعد حلوى، وظلت به حتى عاد امجد دخل المطبخ وجد اكوام من الحلوى تملاء المكان، ففهم ان هناك مشكله اقترب منها قائلا : هيام فى ايه ليه كل الحلويات دى ؟
رمقته بنظره غاضبه ولم تجب وتركته ودخلت الى غرفتها، لحق بها ودق الباب ودخل وجدها تجلس على طرف السرير جلس الى جوارها ونظر لها متسائلا : ايه بنتى في ايه ممكن تتكلمى ؟
اخذت نفس وزفرته : ممكن افهم انت ليه مقولتليش ان محمد طلبنى للجواز؟ ليه اخدت قرار فى حياتى بالنيابه عنى حتى منغير متكلف خاطرك وتقولى ؟
غضب امجد وقبض على يده قائلا : عرفتى منين وبتسالى ليه، طلما رفضناه يعنى الموضوع خلص بتتكلمى فيه ليه ؟
غضبت هيام وقذفته بنظره ناريه : انت بتستعبط صح باى حق تاخد قرار فى حياتى وتنفذه، لا انت ولا اى حد يملك الحق ده ربنا سبحانه وتعالى هو اللى ادهولى .
جز امجد على اسنانه : احنا عملنا كده عشان خايفين عليكِ، وبعدين هتفرق معاكى فى ايه، طلما احنا شايفين انه مش مناسب يبقا الامر انتهى .
وقفت ونظرت له : مين انتم دول هو مين معاك، اوعى تقولى ان عادل كمان معاك بتتحكمو فى حياتى ليه وباى حق ؟
اخذ نفس وزفره : ممكن تهدى وتسمعينى ولا هنفضل نزعق ونتخانق وبس ؟
استغفرت واسترجعت وجلست قائله : قول سمعنى .
ونظرت اليه متأهبه لسماعه تردد للحظات ثم اخذ قراره قائلا : انا هكيلك كل حاجه وهسيب القرار ليكِ، وانا عارف انكِ هتقدرى خوفنا عليكِ ومش هتزعلى .
هزت راسها بالموافقه دون كلام نفخ واكمل : محمد طلب ايدك وبصراحه انا كنت فرحان جدا لانه شاب كويس جدا، ولما كلمت عادل قالى اسال إمام الجاليه، روحت فى ساعتها على هناك وسالته، وبصراحه الراجل شكر فيه جدا، بس حذرنى من امه لانها اكثر حد بيكره الاسلام وبيعاديه، مش بس كده دى بتكرس كل شيئ فى حياتها للحرب عليه، واخته زيها بالظبط، لكن ابوه شخص مادى وبس، كل اللى يهمه الفلوس ميعرفش حاجه فى حياته غيرها، لما قالى كده خوفت انك تتعبى، وان واحده زى دى مش هتسيبك تعيشى حياتك مع ابنها كده، واكيد هتحاربك خصوصا لما تعرف انك سبب فى اسلامه، وانك بتكتبى روايات بتدافع عن الاسلام، عادل قالى الافضل اننا نرفض ومنغير منقولك، لانك هتوافقى واحنا خفنا عليكِ، ست زى دى هتتعبك جدا .
اخذت نفس وزفرته : بس ده ميدكوش الحق انكم تاخدو قرار نيابه عنى، وبعدين هو ذنبه ايه تظلمه بسبب امه .
هز راسه : هو ده اللى كان خايف منه عادل، بصى يا هيام الموضوع مش سهل، واحنا خايفين عليكى، بس لو انت عايزه انا هكلم عادل، واقوله وهنمشى اللى انت عايزه، بس لازم تفكرى كويس قبل ما تاخدى القرار، لان الموضوع مش ناس عاديه ورفضين ان ابنهم يغير دينه، لاء دى واحده بتحارب الدين ده، ودخول ابنها فيه كان ضربه قويه لها، يعنى مش هتسبكم تعيشو لو وصل الامر انها تقتلكم .
اغمضت هيام عينها وفتحتها مره اخرى، ولم تعرف بماذا تجيب، هل تاخذه بذنب والدته وتكسر قلبه وتتركه، ام تدخل فى حرب لا تعلم مدها، او حتى كيف ستخوضها، فهذا هو اصعب اختبار دخلته فى حياتها وعليها ان تاخذ قرار .
يتبع الفصل الثلاثون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية ابواب العشق" اضغط على اسم الرواية