رواية عشق وليد الصدفة الفصل الثلاثون بقلم اية عبيد
رواية عشق وليد الصدفة الفصل الثلاثون
((المرأة لا تزهر في سن معينة، و لكنها تزهر مع رجل معين - أنجلينا جولي))
وقعت عليها تلك الكلمة و هي فقط تحدق به لا تعلم ماذا تفعل أمامه الان يقف و كأن اعصارًا هب عليه و جمده .. ينظر لها ب نظرة طفل يرجو من أمه أن تخفف من حزنه حينما حرج و هو يلعب و لكنها لا تعلم ماذا تفعل ..هي تعلم تمام العلم أنه يحب جده و لكن حينما كان يبتعد عنها .. هي الآن لا تعلم ماذا عساها أن تفعل .. لم يسعفها لسانها أن يتحدث ب شيء سوا :- لازم تروح دلوقتي على بيتك علشان إجراءات الدفنه ..
امير و هو ينظر لها و بداخله حزن على جده :- سلمى .. سامحيه ..
نظرت له ب استغراب و هي تقول :- اسامحه على ايه ..مش فاهمه ؟!
امير و هو يرسم ابتسامه الم فوق وجهه :- بكره تفهمي ..عن اذنك ..
و من ثم تركها و تقدم نحو باب مكتبه حتى يخرج و لكن عندما لمست يده مقبض الباب حتى استمع الى صوتها و هو يقول :- امير ..
تسمر بضع ثواني حتى استوعب أنها أردف اسمه دون القاب تنطقه كما كانت تفعل ب الماضي ..
استدار لها و من ثم أكملت ب نظرة حنونه و طيبه مثل قلبها الصافي :- البقاء لله ..أنت دلوقتي سند اهلك
أومأ لها ب ابتسامه بسيطه و من ثم تقدم إلى الخارج و من ثم هتف ب مساعدته و هو يقول لها :- بلغي اياد يحصلني على القصر لما يجي ..
و من ثم دلفت خارجًا تحت استغراب الأخرى و من ثم خرجت سلمى و هي تنظر نحو الباب الذي دلف خارجًا منه .. و ما إن رأتها المساعده حتى قالت :- سلمى هو في اي ..؟!
سلمى :- عبد الحميد باشا في ذمة الله ..
المساعده :- لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يرحمه و يغفر له و يسامحه ..
سلمى ب استغراب :- يسامحه ؟! ..هو عملك حاجه ؟! مالكم كلكم بتتكلموا على المسامحه كده ليه ..
المساعده :- ماهو انت ماجيتيش ايام مجده ..
سلمى :- قصدك اي
المساعده :- كان راجل شراني و يحب الشر زي عنيه و كله الا مصلحة العيلة و أحفاده ..لدرجة أني سمعت أنه كان ناوي يجوز آنسة مروة حفيدته ل ناس شركاء معاهم ..
سلمى :- و هي مروة كانت موافقه ..؟!
المساعده :- معرفش بس سمعت الكلام دا من مستر امير و مستر اياد ..
اؤمات لها سلمى و هي تفكر ب شرود لما يجرى في تلك العائلة المريبه ..
استمعت إلى الأخرى تكمل و هي تقول :- أما اروح اقول ل مستر اياد ..
قالت جملتها و هي تخرج من الغرفة ..
أما الأخرى ف كانت تنظر إلى الا شيء و ما إن خرجت الأخرى حتى تقدمت نحو الخارج هي الأخرى و لكن ب خطى بطيئه ..ماذا يعني كان هذا الرجل يزوجها ..هي تعلم أن مروة ليست من النوع الذي يفضل تلك الزيجات ..ف هي كانت تحلم ب ذلك الحب الذي سيزلزل كيانها .. لا تدخل ب عقلها تلك الفكره ..هي لا يمكن أن ترضى ب تلك الزيجه .. إذًا ماذا يحدث معاها ..مع ..رفيقتها .. تخلت عنها في ذلك الوقت فقط ل سبب ليس لها يد به .. كم انت غبيه سلمى .. رفيقتكي كانت ب امس الحاجه اليك و انت لست معاها ..فقط تعاقبيها على شيء ليس لها يد به ..
اخذت تهز راسها ب عنف و هي تقول داخلها :- مكنتش بعاقبها ..كنت يعاقب نفسي ..مكنتش عايزة اشوفها و افتكره ..مكنتش عايزة اعذب نفسي و اعذبها ..كنت هشتاق و احب و لو اشتقت و حنيت و لو حنيت هكره نفسي و هكرها معايا .. كنت هعذبها معايا ..كنت هخليها تكره اخوها ..مش عايزة اعذبها و اعذب نفسي ..تعاقب نفسي ب بعدها احسن من اني اكون بسبب لها اثر سلبي ليها ...
انتشالها من دوامه افكارها صوت فرقعة شيءٍ ما ..و ما إن أفاقت حتى رأت زياد و هو يقف إلى جانبها و يقول :- مالك سارحانه كده ليه ؟!
سلمى :- مش سرحانه ولا حاجه كنت بفكر ..
زياد :- مش سرحانه اي دا انا كنت هخبط فيك لولا أني خدت بالي منك و ساعتها شوفي بقا كنت هتعاقبي نفسك ازاي ..
سلمى :- هعاقب نفسي ليه ..؟!
زياد :- علشان لو كنت مخدتش بالي كنت تقريبا هتبقى في حضني و ساعتها ...
لم يكمل حديثه حينما رآها توسع حدقت عينيها و تقول له :- يعني لولا ستر ربنا كنت ...
لم تقوى على نطق باقي حديثها ف ما كان سيحدث خطأ كبير و سوف تشعر ب الذنب تجاه ربها و نفسها حتى و إن لم تكن تدري ب شيء ..
زياد :- اي كلامي صح ولا ..
سلمى :- خلاص يا زياد كنت شارده شويه و مخدتش بالي و إن شاء الله مش هتحصل تاني ..
زياد :- اتمنى ..
و من ثم أكمل حديثه ب استغراب و هو يقول :- بس انت كنت بتفكري في اي ؟!
سلمى :- هو انت سمعت اياد أو امير كانوا ليتكلموا عن جوازة مروة اخته ؟!
زياد :- اه سمعت في مره كنت خارج من عند امير و اياد دخل يكلمه ..بس ليه بتسالي ..مش بردو مش همك أمرها خلاص ..
سلمى :- زياد خلاص بالله عليك كفايه تأنيب نفسي ..
زياد :- بتانبي نفسك علشان متعرفيش صاحبتك بيحصل معاها اي ولا بتانبي نفسك عليه ؟!
سلمى :- الاتنين
زياد بتساؤل :- ازاي وضحي كلامك ..
سلمى بتوضيح :- مروة مش من النوع اللي ممكن يرتبط ب اي شخص تشوفه مناسب أو أهلها شايفينه مناسب ..احنا كنا دائمًا بندعي ل بعض أننا نلاقي اللي يزلزل كيانا ..ف اكيد هي مش موافقه على الجوازة دي ..بس تفتكر جدها كان ممكن يوافق على الجوازة دي ..؟!
زياد ب ابتسامه تهكم :- هو من حيث أنه يقدر ف عبد الحميد دا يقدر يعمل اي حاجه علشان يحقق رغبته ..
صمت قليلًا و من ثم أكمل حديثه و هو يقول ب استغراب و هو يردد كلامها :- بس اي حكايه كان هيوافق ..هو رفض ولا اي ..
سلمى :- لا مرفضش ..
زياد ب تهكم :- اكيد طبعا عبد الحميد باشا مستحيل ميحصلش اللى بيقول عليه .. امل اي اللي كان
قال جملته و هو يقول لها ب استغراب و تساؤل اكبر ..
سلمى :- عبد الحميد باشا مات ..
زياد بتفاجئ:- مات !! ..و انت عرفتي منين ؟!
سلمى :- احم ..كنت مع امير و بسمه اتصلت بيه و كانت تقريبا منهارة من العياط علشان قعد يقولها اهدي و بطلب عياط ..
زياد ب شرود :- اها قولتلي .. ناويه تروحي العزاء ..؟!
سلمى :- مش عارفه هل هيبقى عندي القدرة اني اروح ولا لا .. انت رايك اي
زياد :- لو عايزة رأيي ف لازم تروحي اولا علشان هو يبقى صاخب السمره اللي انت شغاله فيها ..و تاني حاجه صاحبتك هيبقى فرصه حلوة انك تصلحيها ..
سلمى :- مش عارفه هل هيبقى عندي المقدرة اني اروح اواجهها ولا لا
زياد :- خدي صحابك معاك ..
سلمى :- عندك حق ..طب و انت هتروح ..؟!
زياد :- مش عارف ..مش عايز اروح كفايه اني بشوف امير و بحجم غضبي عنه ..
سلمى ب استغراب :- ليه هو عملك اي ؟!
زياد :- معمليش حاجه بس فكره إن هو جوز حبيبتي دي ذات نفسها عند الراجل مننا كبيرة اوي ..
سلمى :- تفتكر هل استنتجنا في الاول كان صح و في حاجه حصلت خاليتهم يتجوزوا .. ؟!
زياد :- قولتلك محدش يعرف حاجه و م عايز احط امل و في الاخر هنتوجع انا و انت لو طلع دا كله غلط ..
سلمى :- بس هو كان عايز يقولي حاجه بخصوص جوازة ..
زياد و هو يسيطر على غضبه :- انت حابه تعذبي نفسك ليه ..حابه تجلدي ذاتك ليه ..
سلمى :- مش انا اللي عايزة الجلد ذاتي ..قلبي هو اللي عايز يصدق دا ..رغم كل حاجه يحطها قدام عيني بردو مش مصدق غير الاحتمال دا و عايز يبقى صح .. و متقوليش بردو انك مش عايز تصدق دا ..
زياد :- اه عايز اصدق او allready (بالفعل) مصدق بس مش عايز اوجع نفسي تاني ..مش عايز احس ب الكسره تاني ..
سلمى :- طب و العمل ..
زياد :- قولتلك سبيها للأيام هتظهر كل حاجه و الظاهر انها قربت اوي تظهر ..
...................................................
خرج من سيارته ب سرعه كبيرة و ما إن وصل إلى باب القصر حتى آخذ ب كبس زر الجرس كثيرًا حتى قامت دادة خيريه ب فتح الباب ب حزن جالي على قسمات وجهها ..
امير :- هما فين يا دادة ؟!
خيريه ب حزن :- فوق في اوضته يابني ..
امير :- و البنات عاملين اي ..
خيريه :- مموتين نفسهم من العياط يا حبة عيني ..بسمه عماله تقول انا السبب في كل دا و مروة هدت بسمه و بعد كده دخلت اوضتها ..عادي عليها يا حبيبي بدل ماهي قاعده لوحدها كده يا ضنايا ..
امير و هو يتوجه نحو الدرج و يأخذ كل درجتين في أن واحد :- ماشي يا دادة عن اذنك
و ما إن وصل إلى غرفة شقيقته حتى استمع الى صوت شهقاتها و هي تزداد علواً طرق الباب ب صوت و ما إن استمع الى صوتها يأمره ب الدلوف حتى فتح الباب و هو يراها قد مسحت عبراتها و التي تتجدد كل ثانيه و الأخرى و تأخذ طريقها إلى وجنتها .. تقدم منها و هو يرى عينيها قد أخذت الخطوط الحمراء طريقها بها و ما إن رآها على تلك الحاله قام ب فرد زراعيه أمامه حتى تأتي نحوه ..و ما إن رأته يفعل ذلك حتى ركضت نحوه و ارتمت ب حضانه و هي تبكي ب هستيريه و تمسكه من قميصه ب قوة و يزداد بكائها ..
أما هو ف أخذ يهدء من روعها و يمسح بلطف فوق شعرها و يقول :- اهدي يا مروة يا حبيبتي ..ادعيلي يا حبيبتي بالرحمه و إن ربنا يسامحه ..
مروة ب بكاء و هي تخرج من أحضانه:- مات يا أمير ..مات و سابنا ..بعد ما ..ما رعانا بعد بابا الله يرحمه ..مات و هو مضايقنا ..مناعنا ناخد اخر ذكرى لينا معاه تكون حلوة ..خلانا مضايق منه في الفترة الأخيرة .. رغم كل اللي عمله سابنا .. ليه يسبنا ..و هو عارف أننا بنحبه ..ليه يا أمير ..
قالت جملتها الأخيرة و هي تنفجر أكثر و أكثر في بكائها .. أما عنه ف أخذها و هو يقول يأخذها مره اخرى الى ضلوعه و يقول :- استغفاري ربك يا مروة دا عمره و قدر و مكتوب أنه يكون دلوقتي .. اهدي يا حبيبتي .. يالا روحي اغسلي وشك و تعالى نروح لهم بس خليك قويه ماشي ..
خرجت من أحضانه و هي تومأ ب رأسها و لكن قبل أن تذهب متوجه إلى المرحاض كان امير قد امسك ب وجهها ب كلتا يديه و يقول ب حنان :- مروة انت مش بس اختي انت بنتي ..بنتي اللي هتقوى بيها ..ف خليك دعم ليا و ساعديني أننا نحتويهم مش تقعي معاهم .. فهمتني يا مروة ..
اومأت له و هي تقول ب صوت منخفض من أثر بكائها :- فهماك يا أمير ..يالا انا داخله الحمام .. روح انت و انا هحصلك ..
امير :- متاكده ..
مروة :- اه يا حبيبي انا سيباهم هناك بقالي كتير روح شوف بسنه عامله اي كانت منهاره لما عرفت ..
امير :- داده خيريه قالتلي .. يالا انا هروح بس انت متتاخريش ..
اومأت له و من ثم دلفت إلى المرحاض تحت أنظاره ..و ما إن دلفت هي حتى تنهد امير ب ألم و من ثم يتوجه نحو غرفة جده الراحل و هو لا يعلم ماذا سوف يحدث ب الايام الاتيه ..
ما إن وصل إلى غرفة جده حتى طرق فوق الباب حتى استمع الى صوت والدته و هي تأمره ب الدلوف و ما إن دلف حتى راى والدته قريبة من الباب و كأنها كادت أن تدلف خارجًا و بسمه جالسه فوق فراش جدها و الى جانبها جثمانه بعدما وضعوا فوقه تلك القماشه البيضاء فوق وجهه .. و ما إن رأته والدته حتى قالت :- انت جيت يا حبيبي تعالى شوف مراتك عامله في نفسها اي ..
امير و هو ينظر نحو بسمه ب حزن لما هي عليه الآن و يقول :- سيبيني معاها يا ماما و انا هشوفها بس انت كنت راحه فين ..؟!
ايمان :- كنت هروح اشوف قرايبنا من البلد وصلوا لحد فين علشان قالوا إنهم هيجوا بعد ما اتصلت بيهم لما الدكتور قالها أنه توفى و معاهم اللي هيغسلوه ..
أومأ لها امير قبل ما إن تتركه و تذهب خارج الغرفه ..
و ما إن استمع الى صوت انغلاق الباب حتى تقدم نحو بسمه و يجلس أمامها و يقول :- ممكن افهم مموته نفسك من العياط ليه ..
بسمه ب بكاء :- انا ..انا السبب في موته .. انت اللي موته .. انا يا أمير ..
امير و هو يحاول تهدئتها :- بسمه انت عارفه أنه مش انت السبب ده قضاء و قدر و لا اي ..انت واحده مسلمه و عارفه الكلام دا كويس ..
بسمه و هي تزداد في بكائها :- امير انت مش فاهم حاجه ..مش فاهم حاجه
امير و قد وصل إلى ذروته من الغضب :- طب فاهمني انت في اي و ليه بتقولي كده ..ما هو مش منطقي واحده متعلمه و مسلمه زيك تقول كده ..
بسمه :- هو مات بعد ما سمع كلام الدكتورة ..
امير ب استغراب :- دكتورة اي ..؟!
بسمه و هي تحكي له ما حدث و مع كل كلمه تقولها كانت تزداد في البكاء :- انهاردة الصبح كنت تعبانه علشان مكلتش من امبارح و نمت على طول لما رجعت من الشغل و لما صحيت حسيت ب هبوط علشان م فطرتش انهارده ف أغمى عليا قدام جدو و ماما ايمان و لما اغمى عليا قدامه جدو اتصل ب دكتورة نساء و توليد و لما الدكتورة وصلت كانت دادة خيريه عرفت تفوقني و انا لما شوفت الدكتورة قولتلهم اني مش عايزة حد بكشف عليا بس جدو اثر أنها تكشف و يطمن عليا و بعد ما كشفت عليا و خرجت جدو سألها اي سبب الإغماء هو كان متوقع اني حامل لما قالها أنها تتأكد إذا كنت حامل ولا لا .. قالته اني لسه بنت اغمى عليه و لما طلبنا الدكتور قال إنه جاله أزمة قلبية أدت إلى وفاته .. فاهم معني كل دا اي ..
امير ب عقلانية :- اقوله انا معني كل دا اي ..أنه فضاء و قدر زي ما قولتلك لا انت قصدك انك يغني عليك و يحصل اللي حصل ولا كنت عارفه إن جدك هيجيله صدمه عصبيه لما الدكتورة تقوله كده ..و انت اللي واهمه نفسك ب الشكل دا و تعبه نفسك و تعبانا معاك ..انت لو ملاحظه أنهن كلهم خايفين عليك علشان عارفين قد اي انت رقيقه و خايفين تدخلي في صدمه زي ما حصلك زمان .. انت شايفه احنا فوق زعلنا على موت جدك خايفين عليك ..متحملناش و متحمليش نفسك حاجه ملهاش اي تلاتين لازمه .. علشان اللي انت بتقوليه دا مش صح و انت مش السبب في موته فاهمه ..
بسمه :- بس هو كان نفسه أننا نتجوز و ...
قاطعها امير و هو يقول :- كان نفسه أننا نتجوز و احنا فعلا اتجوزنا بس على الورق ..و انت عارفه أننا اخوات ..و إن كل واحد فينا قلبه مش ملكه ..قلبه مش معاه ..جوانا احنا الاتنين نار محدش حاسس بيها غيرنا ..جدك كان عايز يحافظ على العيله ب أنه يجوزنا ل بعض و هو فاكر إن بعد ما نتجوز هنشوف بعض ب منظور تاني غير الاخوات ..مع إن عمر الاخ او الاخت م بتتحول ل حبيب لو هما من البدايه شايفين نفسهم اخوات من الاول .. ولا اي يا بنت عمي ..
بسمه :- بس ...
قاطعها مره اخرى ب صراحه اكبر :- مفيش بس ..بلاش تجدلي في موضوع غلط ..و يالا روحي اغسلي وشك و غيري عدوك اللي كلها بقيت مايه دي و انا هقعد هنا ..
اومأت له دون محاولة للجدال معه .. و ما إن دلفت خارجًا حتى جلس مكانها و امسك ب يده التي كانت خارجه من تلك القماشه البيضاء و هو يقول :- طول عمرك كنت جدنا و سندا و حمايتنا ..و بتاعتنا ب عماليه و عمرك م فكرت ب حاجه اسمها مشاعر ..عمليتك كانت دائمًا مسيطره عليك انت ..بسبب عمليتك دي كلهم فاكروك جامد ..قاسي القلب مع انك بعيد عن كده ..فيك حنين مش عند حد ..بس عمرك ما ظهرتها ..خوفك من الدنيا موتنا كلنا و احنا عايشين ..خوفك ل يدخل حد يفككنا موتنا ..تهديدك ليا ب اعز حاجه عندي و هو قلبي خلاني احس ب شعور سيء جداً تجاهك ..
و خلاني قاسي معاك ..مع انك عارف و متاكد اني بحبك و يحترمك بس ليه ..ليه كل الخوف من حاجه في ايد ربنا .. مش عارف اقول اي غير ربنا يرحمك و يسامحك ..و الحاجه الوحيده اللي اقدر اوعدك بيها اني هصلح كل حاجه بوظتها انت و نحافظ على العيلة دي زي ما انت عايز ..
و من ثم طبع قبله فوق جبينه و قد نزلت من مقلتيه لؤلؤتان نادراً ما تظهر من أعين رجل و لكن هل الرجال ب صخور ..ب الطبع لا ..فهم مثلما لهم قناة دمعيه تخرج الدموع مثلنا نحن الفتيات و لكن من الصعب إخراجهم ف مثل ما قال نزار قباني عندما يبكي الرجال، يسقطُ كلُ شيء، إلارضُ والنبات، والهضابُ والجبال، ويصبحُ الفكر كحمار، ويصبحُ الأنسان، أذل من صرصار، ويصيرُ الحرام حلال، عندما يبكي الرجال، يموتُ كل شيء، الشرفُ الرفيع، والشجاعةُ والقتال، وينتهي النظال، وتسقطُ السماء، ويسقطُ الهلال، وينتهي الأنسان، ويصبحُ فريسة كالغزال .
...................................................
نزلت جملته الأخيرة عليهم ب صدمه ف ماذا يعني هو ب تلك أنه لم يقتل ابن عمه ..اهو يكذب ..فقد أكد له احمد أن وهناك جثة رجل في زنزانتهم ..ف كيف ..هل مؤمن مازال على قيد الحياة !!
ما إن رأى الآخر حيرته حتى أطلق ضحكته الخبيثة و هو يقول :- لا متقلقش تفكيرك غلط ..مؤمن فعلا مات ..
وليد :- قصدك اي ب كلامك انك مقتلتش ابن عمك
امين :- و هو انا هكدب عليك ولا اي ..فعلا انا مقتلتش ابن عمي ..
و من ثم أطلق ضحكته الخبيثة مره اخرى و هو يكمل حديثه:- مؤمن مش ابن عمي مؤمن .. اخويا !!
نزلت عليهم كلمته الآخرة ك إعصار هب فوقهم و أطاح ما أمامه .. كيف يمكن أن يكون مؤمن هو أخيه ؟!
ضحك مره اخرى تلك الحية و هي تكمل بعدما حصلت على مرادها و يقول :- اي اتصدمت مش كده ..فعلا هي حاجه غريبه بس علشان انا طيب هقولك في اي بدل الحيرة اللي في عنيك دي .. مؤمن اخويا بس من الاب
و من ثم أكمل و هو يقول ب نبرة حقد :- ابونا كان متجوز ام مؤمن بس طبعًا كانت ست هاي كلاس و طبعًا همها الاول و الاخير مظهرها و مكانتها في المجتمع و كانت راميه مؤمن للخدامين و جوزها كانت عارفه إنه بيسهر و ليه علاقات مع ستات كتير بعدد شعر رأسه و ساكته ..ماهو ب النسبة ليها بنك نوت مش اكتر .. و في مره ابويا شاف بنت باين عليها جديده و تقريبا ملهاش في جو النايت كلاب و الحاجات دي ..عجابته خصوصًا انها كانت حلوة و بيضه و عيونها خضرا .. و لما خدها اغت*بها لما حاولت تمنعه ..و خدها في شقه خاصه بيه هو و كل شويه كان يعمل نفس الحكايه لو م سلمتش ب إرادتها ..لحد ما امي استسلمت للأمر الواقع بعد ما عرفت انها حامل فيا ..و فضلت تعيش زليله بس علشان ملهاش مأوى بعد موت ابوها و امها ..و للاسف لما جت تولدني ماتت نظرًا ل صغر سنها و ضعف جسمها ..حالها نزيف و ماتت ..ابويا ساعتها حب يربيني انا و مؤمن مع بعض بس طبعًا الهانم مراته موافقتش و رفضت تمامًا ازاي هو هيعيش معانا على أساس أنه ابنه هيقولوا عليها ست فاشله و جوزها بيخونها و ساكته مع إن دي الحقيقه ..
و من ثم ضحك مره اخرى و لكن تلك المرة ب ألم و هو يكمل حديثه و يقول :- ساعتها ابويا قال للكل اني ابن ابن عمه و سماني اسم مركب خصوصا إن أبوه كان مساميه على اسم جده .. و محدش خد باله من باقيه الاسم ..و لكن ابويا كان بيسيبنا و يروح للميت كلب و يسيبني انا مع الهانم مراته اللي كانت اقل حاجه تعملها معايا هي الجلد ..كنت بتجلد و بتشتم و لك حاجه و طبعًا مؤمن هو البرنس اللي محدش يقدر يقول ليه نص كلمه و اي حاجه غلط بتحصل بكون انا اللي عملتها مش مؤمن .. شوفت بقا الحكايه ..حلوة مس كده ..
حبيبه و التي كانت تستمع إليه و هي تقول رغم آلامها :- بس دا ميمنعش انك قتلت اخوك ..انك انسان مريض و سا ...
قاطعها و هو يخرج سلاحه الناري و من ثم أطلق رصاصه عليها و لكن لحسن حظها انها إصابة كتفها .. و من ثم أردف ب غضب و يوجه حديثه نحو وليد و الذي كان ينظر إلى حبيبه التي ارتمت فوق الارض بعد تلك الضربه ب ألم :- مش دي بردو اللى بعتها بس تعرف خطتك دي نجحت بس علشان غباء مؤمن ..علي طول عمره و غباؤه بصراحه ساعدني كتير على موته بس بردو ضرني .. بس مش مشكله اللي ضره هو هعمله أنا و اخلص عليك و اخد السنيورة بتاعتك و *** ...
قاطع حديثه وليد و الذي كان يقول ب غضب :- فكر بس تيجي ناحيتها و شوف هيحصل اي ..
امين ب ضحك و هو يمسك ب وعد التي كانت مقيده من قبل أحد رجاله و من ثم يوجه سلاحه فوق دماغها :- انت مش شايف انك مش مصدر قوة دلوقتي علشان تهدد .. انا ممكن اعمل اي حاجه دلوقتي اقولها ..اغت* بها و انت واقف قدامي
وليد و هو يحاول أن يفلت من يد ذلك الرجل :- صدقني عمرك ما هتلمسها طول ما فيا النفس ..
امين ب ضحك و هو يرفع سلاحه الناري أمامه و يقول :- فعلا عندك حق شكلك مستعجل على موتك و انا هحققلك أمنيتك دي
و من ثم انطلقت رصاصتان اصابتا هدفهما بنجاح ..
يتبع الفصل الواحد والثلاثون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عشق وليد الصدفة" اضغط على اسم الرواية