رواية امرأة العقاب البارت الثاني والثلاثون 32 بقلم ندى محمود توفيق
رواية امرأة العقاب الفصل الثاني والثلاثون 32
فور دخوله الغرفة وجدها تقف بجانب الشرفة عاقدة ذراعيها أمام صدرها وترمقه بقوة .. لم يعير نظرتها اهتمام وتجاهلها متعمدًا حتى يزيد من غضبها
لحظة وسمعها تهتف بدهشة :
_ وديت الكنبة فين ؟!
شرع في ارتداء ملابسه وعلى شفتيه ابتسامة عبثية متسلية .. استشاطت غيظًا من تعمده التجاهل وتلك الابتسامة المستفزة التي فوق شفتيه تثير أعصابها ، فأندفعت إليه ووقفت أمامه تحدقه شزرًا وتهتف :
_ أنا بسألك !
لم يتخلى عن ابتسامته لكن صاحبتها نظرته المثلجة :
_ كانت عاملة زحمة في الأوضة على الفاضي وملهاش لزمة .. ده غير إنها كانت مضيقاني
عقدت يديها في خصرها وهدرت بازدراء :
_ لا والله !
مالت برأسها للخلف في تلقائية بعدما وجدته يدنو منها بوجهه ويهمس أمام شفتيها متسليًا بنظرة تلمع بوميض الانتقام :
_ امممم وخصوصًا امبارح عصبتني أوي
لم تشعر بنفسها سوى وهي تبتسم بشكل لا إرادي وتستمر في التطلع إليه متلذذة بغيظه الدفين منها .. هذه المرة لم تخجل أو ترتبك كعادتها بل مالت هي بوجهها عليه وقالت مبتسمة بنظرة نصر وتشفي :
_ الكنبة برضوا اللي عصبتك !!
اتسعت ابتسامته وعيناه تجولت على وجهها وبالأخص ابتسامة ثغرها في نظرات جريئة ثم همس بخبث غامزًا :
_ عندك شك في كدا !
ضحكت بصمت في سخرية ثم رفعت كفها تضعه على صدره لتدفعه بخفة من أمامها ثم تعبر وتتجه نحو الحمام .. وقبل أن تدخل سمعت صوته العابث وهو يجيب عليها بتحية الصباح التي لم تلقيها عليه من الأساس :
_ صباح الخير ليكي إنتي كمان يارمانة !
هزت رأسها بعدم حيلة تبتسم في استنكار ثم دخلت وأغلقت الباب ! .
***
تسمرت مهرة مكانها وهي ترى تلك المرأة تنقل نظراتها النارية بينها هي وآدم بصدمة .
كانت امرأة متقدمة في العمر .. لكن لا يبدو عليها الكبر أبدًا .. جسدها متناسق وملابسها أنيقة وفخمة .. ترتدي حذاء عالي وتقف بشموخ .. ولديها نظرات كلها استعلاء وقوة .. رأتها تمامًا كالسيدات التي تتجسد دور الشر في المسلسلات ! .
التفتت برأسها تلقائية للخلف عندما سمعت صوت آدم المندهش واستقام سريعًا من مقعده :
_ ماما !!!
نست أنه عاري الصدر عندما التفتت لكن سرعان ما اشاحت بوجهها فور التقاط نظرها جسده وعضلات صدره البارزة والصلبة التي تجعله يقف باستقامة دون أي انحناءة .. تطلعت مرة أخرى لتلك المرأة التي اتضحت هويتها الآن كمان قال " والدته " .
هدرت أسمهان بذهول وغضب :
_ إيه اللي بيحصل بظبط .. ومين دي ؟!
لمست مهرة نظرة الاستحقار في نبرتها وهي تشير بسبابتها عليها وتسأل عن هويتها .. فتقلصت عضلات وجهها لتجيب عليها بابتسامة صفراء :
_ مهرة .. اسمي مهرة
صاحت أسمهان بعصبية وبنبرة فظة :
_ أنا مش بسألك إنتي .. إيه اللي بيحصل يا أستاذ آدم وإيه المنظر اللى إنت فيه ده !!
تلك المرأة المتعجرفة تثير الروح الشرسة والمنحدرة التي تكمن في أعماقها .. لكنها تمالكت أعصابها واجابتها بقوة وابتسامة كانت متكلفة :
_ أصل القهوة ادلقت عليه عشان كدا هو قالع .. عمومًا أنا كنت رايحة اجيب مرهم للحروق عشان الالتهاب ميزدش
فور سماعها لتلك الكلمات اندفعت نحو آدم مسرعة تتفقد صدره وبطنه هاتفة بتلهف وقلق :
_ فين الحرق ياحبيبي إنت كويس ؟!
آدم بخفوت وهو يتنهد بقوة :
_ كويس ياماما متقلقش
بقت مهرة واقفة تحدق بأسمهان في أعين تتجول على طول جسدها بنظرات دقيقة وساخرة ، بينما الأخرى فابعدت نظرها عن ابنها وهتفت بحدة تحدث مهرة :
_ واقفة عندك كدا ليه روحي جيبي اللي قولتي عليه ده
جزت على أسنانها وسط ابتسامتها المزيفة وأماءت برأسها في الموافقة ثم استدارت وفتحت الباب لتخرج وتغلقه خلفها .. وقفت خلفه وقالت بقرف واغتياظ :
_ أما ست تنكة بصحيح .. ومتتنكش علينا ليه بعد الكعب اللي لبساه في رجلها .. ده أنا لو زوزا لبستهولها الولية يجيلها تشنجات في عضلات رجلها
بينما في الداخل فهتفت أسمهان وهي تشير على الباب باستهزاء :
_ مين البنت البيئة دي !
احتدمت نظرة آدم ليجيب على والدته بغضب بسيط :
_ ماما من فضلك .. مهرة شغالة في الشركة هنا ولما ترجع بلاش تتصرفي معاها بطريقة مش لطيفة
هتفت أسمهان منفعلة :
_ وهي إيه عمية مش بتشوف عشان تكب القهوة عليك
بتلك اللحظة تحديدًا عادت مهرة وهي تمسك بيدها علبة صغيرة بداخلها أنبوبة مرهم مضاد للحروق ولسوء الحظ أنها سمعت جملة أسمهان الأخيرة .. فضغطت على العلبة بقوة حتى كادت أن تفعصها تمامًا كما ترغب في فعله بتلك المرأة .. لاحظ آدم الوضع فمد كفه لها هاتفًا بنظرة ذات معنى ضاغطًا على حروف الكلمات :
_ شكرًا يامهرة .. هاتي المرهم
تقدمت ووضعته في كفه دون أن تنظر له وعيناها عالقة على أسمهان التي عادت تتحدث من جديد تقول بفظاظة متجاهلة تنبيه ابنها منذ قليل :
_ مش تخلي بالك وإنتي بتحطي القهوة ولا اتعميتي
بتلك اللحظة حذفت من ذهنها فكرة بقائه عاري حيث رمقته بنظرة محتقنة وعادت مجددًا بنظرها لأسمهان تجيب في تهكم امتزج بضحكة عبثية منها :
_ أنا اتعميت ! .. لا بعيد الشر عني ان شاء الله عدويني
تجاهلتها أسمهان وجذبت الأنبوبة من يد ابنها وتولت هي مهمة تهدئة التهاب حرقه بوضع المرهم فوقه .. وكان آدم يمسح على وجهه متأففًا بخنق حتى سمع صوت طرق الباب ومن بعده دخل أحدهم وهو يمسك بيده القميص الذي طلبه فأسرعت مهرة تجذبه من يده هاتفة :
_ أخيرًا القميص وصل
هز آدم رأسه للرجل بإيجاب كإشارة له أن يرحل وفور رحيله التفتت مهرة تجاه آدم وناولته القميص متمتمة :
_ اتفضل يا آدم بيه القميص .. متقلعهوش تاني بقى هااا
ثم تمتمت بخفوت بينها وبين نفسها لكن صوتها وصل إليه فجعله يبتسم بعفوية :
_ هي كانت أول وآخر مرة اجبلك قهوة فيها أصلًا
رأت ابتسامته فارتبكت واشاحت بوجهها عنه سريعًا بينما أسمهان فرفعت نظرها لها وهتفت بحزم :
_ خلاص اتفضلي على شغلك يلا ايه اللي مقعدك
التفتت مهرة توليهم ظهرها وترفع يدها مغلقة قبضتها بغيظ وتهمس مستنكرة في صوت غير مسموع :
_ بتفرج على جمالك
ثم اندفعت نحو الباب وقبل أن تفتحه وتنصرف التفتت برأسها تجاه آدم وابتسمت بغيظ وبعيناها تشير على القميص ويديها تحركهم فوق كتفيها بمعنى أن يرتديه ثم تلقى أخيرًا نظرة مشتعلة على أسمهان فتجده يهتف في حدة بدت لها حقيقية بمجرد ملاحظته لنظراتها المغتاظة لأمه :
_ امــشي يامهرة
ودون أن تنظر له فتحت الباب وانصرفت فترتفع الابتسامة المغلوبة فوق شفتيه ويتابع بعيناه أمه وهي تعالجه بلطف وحنو .
***
فتحت نادين باب غرفتها وخرجت وقبل أن تخطو خطوة واحدة رأت باب الغرفة المقابلة لها ينفتح .. توترت للحظة وبسرعة همت بأن تذهب لكن تسمرت بأرضها على أثر همسته الرخيمة :
_ نادين !
ثواني معدودة واحست بخطواته تقترب منها ، أصدرته زفيرًا حارًا ثم التفتت بكامل جسدها إليه فوجدته أمامها مباشرة يتطلع إليها بعمق ثم أردف :
_ كدبتي عليا ليه وقولتلي إنه راجل في الأول مش واحدة صحبتك ؟!
علّقت عيناها عليه فتنصهر أسفل نظراته واقترابه منها .. ذلك الماكر لن يتوقف أبدًا عن الاقتراب منها .. يعلم أن قربه يبعثرها ويفعلها عمدًا حتى يتلذذ بخجلها واضطرابها .
حين لم يحصل على الرد منها غمغم بنبرة رجولية ساحرة :
_ عشان تخليني اغير مش كدا ؟
تمالكت أعصابها المرتبكة وردت عليه بثبات متصنع وابتسامة غير مبالية :
_ هو الحقيقة كانت الفكرة للخالة فاطمة هي اللي اقترحت سوي هيك ، وأنا حبيت الفكرة وقلت يعني بتسلي شوى وبعصبك .. ما توقعت إنك تكون بتغير عليا عن جد
ابتسم باستنكار وتقدم بقدمه خطوة منها جعلها ترتد للخلف بشكل لا إرادي وغمغم :
_ كانت فكرة خالتي ! .. ومتوقعتيش إني بغير ! .. هو إنتي شيفاني عبيط يانادين عشان اصدق الكلام ده !!!
هزت رأسها بالنفي في عفوية وعلى شفتيها المزينة بأحمر شفاه ابتسامة متوترة ، ثم خرج صوتها المبعثر تمامًا كخطواتها في التراجع ونظراتها :
_ والله كانت فكرتها .. إذا مو مصدق أسألها
زادت ابتسامته في الاتساع وهو يمعن النظر بها في غرام مستمتعًا بخجلها وتوترها .. لا يعرف كيف أثرته بذلك الشكل دون أن يشعر .. لكنه متيقن من حقيقة واحدة إنها أصبحت خطرًا عليه .
هدر حاتم بمشاكسة يعترف للمرة الثانية :
_ اممم طيب .. وبما إنك عرفتي إن بغير عليكي وغيرتي وحشة زي ما شوفتي فمتكرريهاش تاني
وسط الأجواء المضطربة التي تهيمن عليها وعلى الحديث بينهم إلا أن ما قاله دفعها تلقائيًا للابتسام في خجل وسعادة جعلت قلبها يتراقص بجنون .
رأت نظراته انخفضت لتستقر فوق شفتيها فتلاشت ابتسامتها فورًا وتوقف قلبها عن التراقص ليزيد من دقاته بعنف ، النظرة التي في عيناه اشعرتها بالخطر القادم فإن بقت أمامه للحظة أخرى سيفعلها كما تظن .. همت بأن تفر مسرعة من أمامه لولا قبضته التي أمسكت بذراعها لتوقفها .. أغمضت عيناها بقوة ولوهلة داهمها شعور أنها ستفقد الوعي متوسلة إياه بين نفسها أن لا يفعلها .
أصدرت زفيرًا متنهدة براحة وهي تراه يخرج منديلًا من جيبه ويضعه في كف يدها هامسًا بلهجة لم تكن آمرة لكنها حازمة :
_ ياريت تمسحي الروچ ده كمان متطلعيش بيه
وباللحظة التالية كان يحرر ذراعها ويسير مبتعدًا عنها .. فرفعت يدها تضعها فوق قلبها الذي ينبض بعنف وتتنفس الصعداء بارتياح هامسة :
_ وليش ما قلت هاد الكلام من الأول .. لك وقفت قلبي ياغبي !
***
في مساء ذلك اليوم ...........
عاد للمنزل بعد يوم طويل ومرهق قضاه بالعمل .. تفقد غرفة ابنته أولًا كعادته ليجدها نائمة في فراشها بثبات عميق .. ثم اتجه لغرفته وبيده ينزع السترة السوداء عنه .. دخل ورآها متدثرة في الفراش مولية ظهرها للباب فظنها هي الأخرى نائمة .. علق سترته وشرع في فك إزرار قميصه حتى انتهى وقبل أن يخلعه عنه تمامًا اقترب وجلس على حافة الفراش من الجهة المعاكسة لها ورفع يده لينزع ساعته ويضعها على الطاولة الصغيرة بجوار الفراش .. ثم قوص ذراعيه ليهم بنزع قميصه لكن أوقفه صوت الأنين الضعيف المنبعث منها .. غضن حاجبيه باستغراب وسكن دون حراك للحظات يتأكد من الأنين الذي سمعه عله يكون قد هيأ له .. لكنها عادت تأن بألم مكتوم من جديد .
التفت بجسده فورًا لها ثم صعد جيدًا فوق الفراش ينحنى عليها من الخلف ويبعد خصلات شعرها عن وجهها متمتمًا :
_ جلنار إنتي كويسة .. جلنار !
لم يسمع رد منها فقط أنفاسها كانت سريعة وشفتيها حمراء كالدم .. فوضع كفه مسرعًا فوق جبهتها يتحسس حرارة جسدها .. وكما توقع كانت تحترق من حرارتها المرتفعة .. حاوطها من كتفيها وادارها حتى تتسطح على ظهرها وبكفه يملس على وجنتيها برفق هاتفًا بقلق حقيقي :
_ جلنار افتحى عينك وردي عليا .. جلنار متقلقنيش ردي عليا
سمع همسًا ضعيفًا منها دون أن تفتح عيناها :
_ مش قادرة افتح عيني ياعدنان تعبانة
استمرت أنامله في التجول فوق وجنتها الساخنة ويجيبها بحيرة :
_ إيه اللي حصل مرة واحدة .. ما إنتي كنتي زي الفل الصبح قبل ما اطلع
ابعد يده والتفت برأسه يمد ذراعه ليتلقط هاتفه ويهدر باهتمام ملحوظ في نبرته :
_ هتصل بالدكتور
احس بلمستها الضعيفة فوق كف يده الآخر تقول بخفوت متعب :
_ لا متتصلش ملوش لزمة أنا هبقى كويسة
احتضن كفها الناعم بين قبضته وهتف بصرامة ولهجة لا تقبل النقاش :
_ ملوش لزمة إزاي يعني .. هو أنا هستني لما تبقى كويسة واسيبك تعبانة كدا
لا تملك القدرة على مجادلته ، فالتزمت الصمت وتركته يفعل ما يريد .. وماهي إلا دقيقتين حتى سمعته يتحدث مع الطبيب في الهاتف ويطلب منه قدومه على الفور .. وفور انتهائه نهض من جوارها واتجه للخزانة يفتحها ويبحث بين ملابسها عن شيء مناسب ترتديه بدلًا من ثوب النوم الذي فوق جسدها .
فعثر على رداء طويل وبأكمام طويلة ومحتشم لا يظهر شيء من الجسد .. أخرجه وعاد لها مجددًا يهتف في لطف :
_ قومي يلا غيري هدومك عشان الدكتور في الطريق
تحاملت على جسدها المنهك واعتدلت لتجلس بمساعدته لها .. وانزلت قدماها من الفراش لتضعهم على الأرض ثم تقف وهو يحاوطها بذراعيه .. ضرب رأسها دوار عنيف فور وقوفها ولولا يديه لكانت سقطت .. فقالت تهز رأسها بالرفض وملامح وجهه طفولية على وشك البكاء :
_ لا لا لا مش قادرة أقف
احكم قبضتيه حول خصرها يسندها ويهتف في حنو :
_ أنا هساعدك يلا معلش استحملي دقيقتين
تطلعت إليه بأعين واهنة وقالت بصوت مدهوش :
_ هتساعدني إزاي .. لا خلاص اطلع برا وأنا هعرف اغير وحدي
مد يده يبعد خصلاتها عن عيناها ويهدر شبه ضاحكًا :
_ مش وقت عند خالص يارمانتي .. متخافيش هغمض عيني
_ كذاب !
تنهد بيأس ثم اغمض عيناه وفوق شفتيه ابتسامة جذابة ليجيبها :
_ أهو حلو كدا
جلنار بخفوت لعدم قدرتها على الكلام :
_ عارف لو طلعت بتكذب عليا وشايف .. مش هكلمك بجد المرة دي ومش هسامحك
تمتم بصوت منخفض وهو يضحك بعبث ووقاحة :
_ على أساس هشوف حاجة جديدة يعني !
لكزته بضعف في كتفه بعدما سمعته وقالت بغيظ :
_ قولت إيه ياوقح !
_ ولا حاجة اخلصي احسن افتح عيني بجد .. قولتلك مش شايف
دققت النظر به للحظات في عدم ثقة ، لكن بالأخير استسلمت فهي للأسف لا تقوي على الوقوف ولولا يديه التي تحاوطها الآن لسقطت فوق الفراش من جديد .. بدلت ملابسها سريعًا بمساعدته البسيطة لأنها لم تسمح له بالتعدي الزائد .
فتح عيناه بعدما انتهت وحملها ثم وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء .. دفعته بعيدًا عنها فورًا قبل أن تفتح فمها وتغطيه بكفيها تعطس عدة مرات متتالية .. ثم خرجت همسة ضعيفة منها بعدما توقفت عن العطس :
_ الحمدلله
ابتسم وانحنى يطبع قبلة دافئة فوق جبهتها مجيبًا :
_ يرحمكم الله
سمعت صوت رنين الباب فاعتدلت هي في نومها وجلست نصف جلسة تستند بظهرها على ظهر الفراش بينما هو فخرج حتى يفتح للطبيب .
***
اختفى من الغرفة فور رحيل الطبيب .. تركها وغادر ولا تعرف ماذا يفعل لكن هناك اصواتًا خافتة تلتقطها أذنيها .. وترجح أن الأصوات منبعثة من المطبخ .
ضيقت عيناها بحيرة واحست أن فضولها سيقتلها أن لم تذهب وترى ماذا يفعل .. نزلت من الفراش وسارت للخارج في خطوات بطيئة وضعيفة مستندة بكفها على الحائط وهي تسير .. فحرارتها المرتفعة أضعفت جسدها وانهكته فلا تقوى على الوقوف والسير بخفة كطبيعتها .
وصلت أخيرًا للمطبخ فاتسعت عيناها بدهشة ، وتجمدت بأرضها تحدق به في ريبة ، يقف ويقوم بتقطيع الخضروات في مهارة بحركات متقنة ، هي نفسها لا تحسن امساك السكين بهذا الاحتراف ، يديه سريعة في التحضير والطبخ ، لم تكن تظن أبدًا أنه يحسن تحضير الأكل بهذا الشكل ! .
انتفضت على أثر صوته الذي خرج هادئًا دون أن يلتفت لها :
_ روحي ارتاحي في السرير وأنا دقايق وهاجي وراكي
جلنار بتعجب :
_ إنت بتعمل إيه ؟!
_ روحي ياجلنار وهتعرفي لما آجي
زمت شفتيها بعدم فهم والحيرة لا تزال تعتلي ملامحها .. ثم استدارت وعادت مرة أخرى للغرفة لتجلس فوق الفراش وتسحب الغطاء على جسدها تتجول بنظرها في الغرفة ننتظره كما قال .
دقائق وكان يدفع الباب بقدمه ويدخل حاملًا الطعام فوق يديه ، رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول .. ظلت تتابعه بملامح وجه متجمدة حتى رأته يجلس ويضع الطعام في المنتصف بينهم .. استمرت في التحديق لحظة بالطعام ولحظة به حتى هتف هو متعجبًا :
_ في إيه كلي !
جلنار مشيرة للطعام بسبابتها في دهشة :
_ إنت عملت الأكل ده عشاني !!!!
_ امال عشان مين يعني !
اعتقدت أنه يعد الطعام لنفسه لم تتوقع أبدًا أنه لها ، فظهر شبح ابتسامة رقيقة فوق شفتيها لكنها قالت برفض :
_ شكرًا ، بس أنا مش قادرة أكل والله ومليش نفس
رأته يبتسم بطريقة مريبة ويمسح على وجهه مطلقًا زفيرًا حارًا .. وكانت حركته القادمة أشدهم دهشة حيث وجدته يمسك بالمعلقة ويملأها بالحساء ثم يرفعها لفمها يحثها بنظراته الحازمة أن تأكل .. لكنها أمسكت منه المعلقة وانزلتها في الصحن مرة أخرى تهتف في دهشة :
_ عدنان في إيه مالك إنت مش طبيعي !!
عاد يمسك بالمعلقة من جديد ويقول مبتسمًا ببساطة ولهجة آمرة :
_ أنا هبقى مش طبيعي فعلًا لو مكلتيش .. يلا كلي
لم تتمكن من أظهار رفضها مجددًا بعد لهجته فانحنت تبتلع الحساء الذي بالمعلقة في نفور وعدم رغبة ، وقبل أن يضع المعلقة ويملأها من جديد جذبتها من يده وقالت :
_ ميرسى خلاص أنا هكمل وحدي
لم يعترض وتركها على راحتها يشاهدها بتركيز وتأمل وهي تأكل مجبورة .. كل لحظة والآخرى ترفع أناملها لتبعد خصلاتها المتمردة عن عيناها وتعيدهم خلف أذنها .. وبالمرة الأخيرة سبقها هو وابعدهم بكامل اللطف والحنو فرفعت نظرها إليه تتابعه وهو يملس على شعرها ويبعده بأنامله ، توقفت المعلقة بالطريق قبل أن تصل لفمها من دهشتها بتصرفاته الغريبة والغير مألوفة ، بعد أن انتهى وسحب أنامله ابتلعت ريقها ورفعت المعلقة لفمها لكن وقف الطعام في حلقها فجعلت تسعل بقوة وحين تمكنت من أخذ أنفاسها قليلًا رأت يده يمدها بكوب الماء هاتفًا :
_ خدي اشربي وكلي على مهلك
جذبت الكوب من يده بقوة في غيظ من تصرفاته التي لا تفهمها .. لا تزعجها بالعكس تمامًا لكن يستفزها كونها لا تفهم سبب تحوله الجذري .. ارتشفت كوب الماء كله دفعة واحدة وانزلته ثم قالت بحدة :
_ إنت عايز إيه بظبط ؟!!
فهم ما تلمح إليه ومقصدها ليبتسم بساحرية ثم يهز كتفيه بعبث متمتمًا في لؤم وانامله وجدت طريقها لوجنتها :
_ ولا حاجة .. مراتي تعبانة وبهتم بيها .. فين الغلط في كدا !!!
رمقته شزرًا وهتفت بشراسة مثيرة :
_ شيل إيدك
لم يعاندها وامتثل لطلبها وهو يبتسم بمداعبة بينما فهي فعادت تكمل طعامها لكن قبل أن تدخله لفمها مرة أخرى شعرت بمعدتها تتقلص تحثها على التقيء رافضة الطعام الذي دخل إليها .. فكتمت على فمها بيدها ووثبت من الفراش واقفة تهرول تجاه الحمام لتقف أمام المرحاض تفرغ به جميع محتويات معدتها بما فيها ما تناولته للتو .
كان صوت تقيأها مرتفع وكأن روحها تخرج معه .. اسرع هو إليها غير مباليًا بتقأيها يحيطها بذراع وبالآخر يثبت خصلات شعرها خلف ظهرها .
بعد لحظات طويلة توقفت أخيرًا ففتحت صنبور المياه بيد مرتعشة لتغسل وجهها وانفاسها متسارعة وقد عاد الدوار يداهمها مجددًا وقدماها لا تقوي على حملها مرة أخرى .. فوجدت نفسها بتلقائيًا تلقى بحمل جسدها كله عليه واضعة رأسها فوق صدره ويديها المرتجفة تتشبث بهم بملابسه خشية من أن تسقط .. بينما هو فانحنى وحملها بين ذراعيه يسير بها للخارج عائدًا للفراش وبشفتيه يطبع عدة قبلات متفرقة فوق شعرها وجبهتها .
وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء ثم ابتعد عنها حتى يحمل الطعام ويعود به للمطبخ وبعد دقيقتين عاد لها من جديد ..
فوجدها متكورة في الفراش كالجنين وترتجف بعنف واسنانها تحتك ببعض من شدة ارتجافها .. ليسمع صوتها الذي يكاد يسمع بصعوبة :
_ بـ..ـردانـ..ـة ياعدنان .. دفيني
فتح الخزانة وأخرج غطاءًا آخر وفرده فوقها ثم انضم لها في الفراش أسفل الغطاء يحاوطها بذراعيه ويجذبها لحضنه ويده يحركها نزولًا وصعودًا فوق ذراعها كنوع من بث الدفء في جسدها وبشفتيه يلثم شعرها فلتفحها أنفاسها الدافئة لتشعرها بالقليل من الدفء .
احس بلكزتها الضعيفة فوق صدرها معبرة عن رفضها لما يفعله لكنها ليست في حالة تمكنها من الشجار معه فاستسلمت لدفء احضانه واكتفت بجملتها الساخرة والمغتاظة :
_ قولتلك دفيني مش احضني
سمعت بضحكته الخافتة يجيبها في مشاكسة :
_ ماهي دفيني دي بنسبالي احضني ياعدنان
لم تعقب عليه فرجفة جسدها كانت أقوى وأشد من أن تنشغل به .. استمر هو فيما يفعله حوالي خمس دقائق حتى هدأ ارتجاف جسدها ومعه هدأت أنفاسها لتسكن بين ذراعيها تتنفس براحة وانتظام .. لكن رأسها كانت تمامًا فوق يساره فأحست بدقات قلبه القوية .. صوت نبضه العنيف يضرب بأذنها ورأسها في قوة مما جعلها تسأله بخفوت دون أن تحرك رأسها أنش واحد من مكانها :
_ قلبك بيدق جامد ليه ؟!!!
عدنان بهمس جميل لاثمًا شعرها بعمق :
_ تفتكري ليه !!
هزت كتفيها بجهل دون أن ترفع رأسها وتنظر له فحصلت على الرد منه بالصمت للحظات حتى سمعت صوته ينسدل كالحرير ناعمًا محملًا بعواطف جديدة :
_ قربك منه بيخليه مش على بعضه
صدمها الرد وتجمدت بين يديه واحست بالبرودة تعود لجسدها مرة أخرى لكن ذلك لم يمنع الابتسامة من الخروج لثغرها تاركة نفسها تستمتع بسماع دقاته الناتجة عن قربها منه كما أوضح للتو .. وماهي إلا دقائق قصيرة وكانت تغط بنوم عميق وسط لمساته الرقيقة فوق شعرها .. وبعدها بدقائق هو أيضًا أغمض عيناه مستسلمًا للنوم .
***
توقف بسيارته أمام بناية منزلها ثم التفت برأسه لها يحدجها مبتسمًا بدفء ، فتبتسم الأخرى باستحياء وتهمس في رقة :
_ ميرسى يارائد بجد انبسطت جدًا النهارده
رائد في ابتسامة عريضة وبحنو هتف :
_ تعيشي واسعدك دايمًا ياقلب رائد
مدت يدها في حقيبتها وأخرجت شالًا قصيرًا من الصوف صنعته يدويًا ومدته له في خجل ورقة جميلة :
_ كويس إني منستش .. كنت هنسى ادهولك
التقطه من يدها يتطلع له بإعجاب كان من اللون الرصاصي وسميكًا لكي يبث الدفء في الجسد .. نظر لها وقال مبتسمًا بدهشة :
_ إنتي عملاه ؟!!!
أماءت برأسها في إيجاب وهتفت بتشوق لمعرفة رأيه :
_ أيوة ، إيه رأيك ؟
رفعه ولفه حول رقبته في وجه مبتسم يجيب عليها في نظرات كانت لها أثر عميق على نفسها :
_ جميل أوي تسلم إيدك ياحبيبتي .. شكرًا على الهدية الجميلة دي
زينة بسعادة عفوية تميل للطفولية قليلًا :
_ بجد عجبك يارائد !
_ طبعًا عجبني هو ده سؤال برضوا .. كفاية إن إنتي اللي عملاه بإيدك الحلوة دي
زينة بفرحة وخجل :
_ الحمدلله كنت خايفة ميعجبكش
ثم تابعت كلامها بعد لحظات طويلة نسبيًا من الصمت بينهم تودعه بعجلة وإشراقة وجهها البريء :
_ يلا أنا هطلع بقى عشان اتأخرت وماما قلقت عليا أكيد
قبل أن تفتح الباب وتنزل وجدته يمسك بكف يدها ويرفعه لفمه يلثم باطنه بعمق ويتطلع لها في أعين أثرت قلبها .. ثم يخرج همسة عاطفية بعينان لا تحيد عنها :
_ بحبك
انصدمت واضطربت بشدة لكنها تصلبت بمكانها لدقيقة كاملة تحدقه بعدم استيعاب .. ولا تصدق ما سمعته أذنها .. هل حقًا اعترف لها بحبه للتو ؟! .. كانت تسمع الأحاديث الكثيرة حول تأثير تلك الكلمة ولم تكن تصدق لكنها عاشت اللحظة بالفعل الآن وصدقت .
تسارعت دقات قلبها ولاح شبح ابتسامتها المصدومة والخجلة على شفتيها ثم سحبت كف يدها بسرعة من قبضته وفتحت الباب لتنزل وتهرول شبه راكضة لداخل البناية وابتسامتها تزداد اتساعًا ! .....
***
بصباح اليوم التالي .......
دوى صوت رنين الباب فظنت فوزية أن مهرة قد نست شيء وعادت لتأخذه .. فتحركت باتجاه الباب لتفتح لكنها قابلت جارتهم من المنطقة " سميرة ".. ابتسمت لها فوزية ورحبت بها بحبور هاتفة :
_ أهلًا ياسميرة تعالى ادخلي اتفضلي
انحنت عليها سميرة تعانقها وتهتف في بشاشة :
_ أزيك ياحجة فوزية أنا قولت أما اجي اشقر عليكي واطمن على صحتك
فوزية بعذوبة وصفاء :
_ فيكي الخير ياسميرة أنا بخير الحمدلله .. اخبار أمك وأخواتك إيه ؟
دخلت سميرة وسارت باتجاه الأريكة لتجلس فوقها وتجيب عليها :
_ زي الفل وبيسلموا عليكي
فوزية في وجه مبتسم :
_ الله يسلمهم .. أنا هروح اعملك حاجة تشريبها
أمسكت بذراع فوزية توقفها هاتفة في رفض تام :
_ لا والله ما تعملي حاجة .. هو أنا غريبة .. أنا جاية اطمن عليكي مش اتعبك
_ ولا تعب ولا حاجة يابنتي هعملك حاجة سريعة كدا بس
_ اقعدي بس ياخالتي والله ما له لزمة .. متتعبيش نفسك
تنهدت فوزية بعدم حيلة ويأس ثم جلست بجوارها تحدجها بعتاب بينما الآخرى فملست على كتفها بلطف وهتفت في فضول :
_ ألا صحيح هي مهرة سابت الشغل مع الحج سمير
فوزية بإيجاب في بساطة :
_ آه سابته والله بس الحمدلله لقت شغل في مكان تاني ومرتاحة فيه
حكت سميرة ذقنها وقالت بحيرة :
_ أصل أنا استغربت لما سمعت طراطيش كلام كدا .. أن الحج سمير قال طردها من المكتبة عشان الكلام اللي داير عليها في المنطقة
تجهمت ملامح فوزية التي أجابت في صدمة :
_ طردها !!!
هتفت سميرة في استغراب ودهشة :
_ يووووه يقطعني هو إنتي متعرفيش ولا إيه ؟!
فوزية في حدة وقد أظلمت نظرات عيناها بغضب :
_ اتكلمي ياسميرة كلام إيه ده اللي داير على بنت ابني !!!
رمقتها سميرة في خوف مترددة من أن تسرد عليها كل شيء يدور على الألسن بالمنطقة ولا تدري به لكن نظرات فوزية المشتعلة أجبرتها على الحديث !! ...
***
فتحت عيناها بخمول وتكاسل .. رغبت بالتحرك لكن ثقل ذراعيه حول جسدها التي لا زالت تحاوطها حتى الآن لم تمكنها من التحرك .. كان يحكم قبضته حولها جيدًا بل كان يحتجزها بين أحضانه بالمعنى الحرفي كطفل يحتضن لعبته بقوة أثناء نومه خشية من أن يأخذها أحدًا منه خلسة .
تلوت بين يديه محاولة الخروج من ذلك القفص المحتجزة به .. ذراعيه وبنيته الضخمة وصدره الواسع اشعرتها أنها داخل قفص بالفعل .. لكن إن كان يجب عليها الاعتراف فهو قفص رائع ! .
نجحت أخيرًا في أبعاد ذراعيه عنها ومع تلويها وحركاتها العبثية في الفراش ايقظته .. ففتح عيناه في خمول مماثل لها بالبداية ومجرد وضوح صورتها أمامه وجدته يهمس في شبه ابتسامة وهو يرفع يده ماسحًا على شعره :
_ صباح الخير
اعتدلت وهبت واقفة من الفراش تجيبه وهي تتجه إلى الحمام :
_ صباح النور
تشعر بتحسن كبير عن الأمس حتى حرارتها انخفضت مما جعلها تتمكن من التحرك بخفة وطبيعية على عكس أمس .
غسلت وجهها جيدًا بالمياه ثم اتجهت لمياه الدش لتنزع ملابسها عنها وتفتح صنبور الماء الساخنة لتدخل بجسدها أسفلها .. تزيح عنه تعرق وإرهاق الأمس .
عصفت بذهنها جملته التي بصمت أثرها في نفسها ( قربك منه بيخليه مش على بعضه ) .. فرفعت ذراعيها ترجع بخصلات شعرها للخلف أسفل المياه والإبتسامة تشق طريقها لثغرها الجميل .
بعد تقريبًا عشر دقائق خرجت مرتدية روب الحمام الخاص بها ( البرنس ) وشعرها تلفه بمنشة صغيرة ترفعه بها لأعلى .. لكنها ارتدت للخلف في فزع حين فتحت الباب ورأته أمامها مباشرة .. وضعت كفها على قلبها تتنفس الصعداء ثم تبعده بلطف من أمامها وتعبر لكنه قبض على رسغها ليوقف ويقترب حتى يقف أمامها مباشرة ثم يمد أنامله يضعها على وجنتها يملس فوقها برفق متفقدًا حرارتها ويتمتم :
_ عاملة إيه دلوقتي ؟
مازال يتصرف كالأمس .. اعتقدت أنها حالة من الجنون ضربت بعقله للساعات وسيعود لطبيعته فور استيقاظه .. لكنه كما هو بلطفه ورقته معها .. ماذا يحدث مع ذلك الرجل ! .. هل تلك الأريكة السخيفة تسببت في كل هذا ؟!!!
أجابت جلنار بنبرة هادئة لكن نظراتها تائهة كعقلها تمامًا :
_ الحمدلله احسن من امبارح
انحنى بوجهه عليها يلثم وجنتها في عمق مغمغمًا :
_ الحمدلله
لم تسامحه بعد ولا تريد أن تضعف أمامه بكل سهولة هكذا وبنفس اللحظة لا تريد أن تنفره بقسوة وجفاء كعادتها بعد تصرفاته الحانية معها بالأمس والآن .. فقالت في لطف ونبرة جادة :
_ عدنان ممكن متقربش مني أنا لسا تعبانة وممكن تتعدي وتتعب
غمز لها بنفس نظراته العبثية منذ أمس وقال في مكر :
_ خايفة عليا يارمانتي !
جلنار بغيظ دفين :
_ متقوليش يارمانتي بتعصب
عدنان ضاحكًا بخفة :
_ مش ذنبي إنك شبهها
غضنت حاجبيها باستغراب وهتفت :
_ شبه مين ؟!!
_ الرمان يارمانة
هزت رأسها بيأس متنهدة ثم همت بالابتعاد لكن يده مازالت تقبض على رسغها فوقفت بعد خطوتين والتفتت برأسها له للخلف تشير ليدها بأن يتركها .
ثلاث ثواني وشعرت به يسحبها إليه من ذراعها فتصطدم بصدره في قوة ولم يكن ليمهلها اللحظات ككل مرة حتى تدفعه أو تنفره كالعادة بل مال بوجهه عليها وكان على لحظة فقط ويفعلها لولا صوت طرق الباب بيد صغيرته التي تطرق بقوة تتناسب من قبضة يدها الصغيرة هاتفة في خنق :
_ بابي ! .....
يتبع الفصل الثالث والثلاثون اضغط هنا
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية امرأة العقاب كاملة) اضغط على أسم الرواية