رواية امرأة العقاب البارت التاسع والثلاثون 39 بقلم ندى محمود توفيق
رواية امرأة العقاب الفصل التاسع والثلاثون 39
رفعت نظرها إلى ساعة الحائط المعلقة بعدما انتهت من مكالمتها الهاتفية .. وضيقت عيناها بقلق عندما وجدتها أوشكت على الواحدة بعد منتصف الليل .. فنهضت من فراشها وتحركت نحو النافذة تتطلع منها تتفقد وصوله فرأت سيارته بالحديقة بمكانها المخصص في الأسفل .. دار بذهنها ألف سؤال في اللحظة الواحدة .. لقد عاد ! ، أين هو إذا ؟!! .. اندفعت إلى باب غرفتها لتغادر ونزلت الدرج بخطوات شبه سريعة لكن هدأت من سرعة خطواتها تدريجيًا وتوقفت تمامًا عندما رأته يجلس فوق الأريكة الكبيرة واضعًا ساقًا فوق الأخرى ويفرد ذراعيه بجانبه على طول رأس الأريكة من الأعلى ونظراته ثاقبة ومريبة يثبتها أمامه في الفراغ بشكل مربك .. كانت معالم وجهه غريبة ومخيفة للدرجة التي اشعرتها بالقليل من الاضطراب والتذبذب في التقدم إليه وسؤاله عن حاله وماذا حدث ! .
أثرت بالأخير الاقتراب منه وأكملت خطواتها البطيئة تنزل الدرج وسارت نحوه حتى جلست بجواره وهمست بتعجب :
_ عدنان .. إنت كويس ؟!
سمعت صوته الخافت الممتزج ببحة رجولية مهيبة :
_ كنتي ناوية تفضلي مخبية عني لغاية إمتى ؟!!
ارتبكت من نبرته وسؤاله الذي لا تفمهه حتى الآن لتجيب بخفوت :
_ اخبي إيه !!
التفت لها وحدها بنظرة قذفت الرعب في نفسها :
_ إنك كنتي حامل في ابني ونزلتيه
تجمدت مكانها وشعرت بالبرودة ترتفع لكافة أجزاء جسدها .. ازدردت ريقها وقالت بثبات متصنع :
_ أنا منزلتهوش !
انتصب في جلسته وقال بلهجة منذرة وقد تحولت نبرته من الخفوت إلى القوة والوضوح :
_ متكذبيش !!
اشتدت حدة نظراتها وقالت بغضب بسيط تنفي اتهامه لها بالكذب :
_ أنا مبكذبش ياعدنان قولتلك منزلتهوش
استقام واقفًا وصاح بها منفعلًا :
_ واللي أنا سمعته ده كان إيه .. معقول كرهك ليا يوصلك للدرجة اللي تخليكي تقتلي ابنك بنفسك .. دي آخر حاجة كنت أتوقعها منك ياجلنار
وثبت هي الأخرى واقفة بعد أن اثارت كلماته جنونها وجعلتها تصرخ به بهيستريا وغصب هادر :
_ مقتلتهوش
سمعته يصرخ مزمجرًا كالأسد المجروح :
_ لما منزلتهوش امال حصل إيه !!!
سكتت لبرهة تستعيد رباطة جأشها وتجيبه بقوة مزيفة وعينان دامعة :
_ كنت هنزله وفي واحدة صحبتي كانت دكتورة نسا وكانت هتعملي العملية بعد ما أصريت عليها بس قبل ما ادخل العملية وعلى آخر لحظة تراجعت ومقدرتش اقتله .. مقدرتش اعمل كدا فيه .. بس بعدها باسبوع بظبط حسيت بألم شديد في بطني وتعبت جامد ولغاية ما وصلت المستشفى والدكتورة كشفت عليا قالتلي إني الجنين نزل
هدأت ثورة ملامحه قليلًا وأجابها بعدم استيعاب لما يسمعه :
_ حصل من إمتى الكلام ده وأنا كنت فين !!!!
جلنار بصوت مبحوح :
_ من سنة لما كنت مسافر في لندن لشغل واخدت تلات أسابيع هناك
عاد لسخطه وجموحه من جديد حيث هتف بشبه صيحة متألمة :
_ وحاجة زي كدا تخبيها عني إزاي ومتقوليش ياجلنار
استاءت بشدة من عصبيته والقائه اللوم عليها وحدها فصاحت به في عصبية وعدم وعي لما تتفوه به :
_ إنت السبب واللي خلتني اعمل كدا واخبي عنك .. وبدل ما إنت بتتعصب عليا وبتلومتي وبتتهمني إني قتلته وبتحاسبني كمان إني خبيت عنك .. روح حاسب مامتك أسمهان هانم اللي حاولت تقتلني واتفقت هي وفريدة لما كنت حامل في هنا وحاولوا اكتر من مرة يسقطوني .. ده غير أفعالها معايا اللي متتعدش وأنا كل ده وكنت ساكتة بس خلاص كفاية مش هسكت اكتر من كدا
رأت الغضب وطوفانه العاتي يتلاشي من فوق معالمه ليحل محله الصدمة وعدم الاستيعاب لما تتفوه به .. ها هو يطعن من جديد بخداع أقسى ومؤلم ومن والدته ! .
خرج صوته خافتًا وبه بحة غريبة :
_ إنتي مدركة اللي بتقوليه ده !!
جلنار بتأكيد وبغضب :
_ أيوة مدركة .. حاولت تتخلص مني ومكفهاش وحاولت تقتل بنتك من وهي لسا في بطني .. من كتر كرهها وغلها ناحيتي مهتمتش إن اللي في بطني دي حفيدتها وبنتك اللي بتتمناها ومستنيها
ظل متسمرًا مكانه يحدق بها بسكون مريب لا يبشر بخير وكأن عقله ما زال يحاول استيعاب ما تسمعه اذناه الآن .. وإذا بها فجأة وجدته ينحنى ويلتقط ما تطوله يداه أمامه ويلقيه على الأرض يفرغ بالأشياء غضبه وألمه التي استطاعت رؤيته بوضوح فوق قسمات وجهه .. تراجعت للخلف بزعر من أن يطولها شيء وكانت على وشك أن تتقدم نحوه مشفقة عليه لتحاول تهدئته لكنه توقف بلحظة فجأة كما بدأ واندفع لخارج المنزل بأكمله .. وماهي إلا لحظات قصيرة وسمعت صوت صرير عجلات سيارته بالخارج تحتك بالأرض في عنف تدل على السرعة المرتفعة التي تحرك بها ! .
وقفت مكانها لدقيقتين صامتة حتى ألقت بجسدها تجلس فوق الأريكة وترفع يديها لشعرها تعود بخصلاته المتمردة للخلف وتصدر من بين شفتيها تأففًا مختنقًا .. ليتها لما تخبره .. فقد اختارت الوقت الأنسب لتخبره به عن بعض من أفعال أمه !!! .. كان يجب عليها أن تتريث لبعض الوقت حتى يهدأ من غضبه بسبب إخفائها أمر طفلهم الذي فقدوه مبكرًا ومن ثم تخبره بوالدته ! .
***
بمكان آخر داخل منزل حاتم الرفاعي ......
تعالت الزغاريد من فاطمة بفرحة وسعادة غامرة فور انتهاء المأذون من مراسم الزواج الشرعي وألقى بجملته الشهيرة ( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ) .. كان كتاب الكتاب بحفلة صغيرة في المنزل بوجود العائلة فقط و بعض المعارف وأصدقائه .. وبعدما انتهوا من المراسم أخذ يتلقى التهنئات والمباركات من الجميع وكذلك هي .. كانت السعادة بادية على ملامحه بوضوح وتظهر في عيناه اللامعة فآخيرًا أصبحت زوجته وله فقط .. أما هي فكانت فرحتها تطغى عليها لتلوح فوق معالمها بالخجل .. مازالت حتى الآن لا تستوعب أنه أصبح زوجها بعدما عانت لسنوات من حبها الخفي له .. أخيرًا كُتب لذلك العشق أن يخرج للنور ويكتمل باجتماعهم ! .
جلسوا لدقائق طويلة مع الجميع ووسط ضحكهم ومرحهم كانت تلاحظ نظراته المتلهفة لها يختلسها كل لحظة والأخرى .. فتتورد وجنتيها بحمرة الخجل وتشيح بوجهها بعيدًا عنه مسرعة تشغل نفسها بالتحدث مع فاطمة .
مسح حاتم على وجهه متأففًا بنفاذ صبر .. لم يعد يتحمل الصبر أكثر من ذلك سيهب واقفًا ويأخذها ليخلو بها وحدهم بعيدًا عن أنظار الجميع .. وبالفعل استقام واقفًا واقترب منها وينحنى بجانب أذنها هامسًا بمكر :
_ تعالي معايا يلا
أمسك بكفها وسط الجميع غير مباليًا بنظراتهم وابتسامتهم فوق شفتيهم .. أما نادين فتلفتت حولها بخجل شديد ووقفت معه لكن فاطمة قبضت على ذراع ابن اختها واوقفته هامسة في حزم :
_ واخدها ورايح فين ؟!
ضيق عيناه وهتف بجدية :
_ في إيه يافطوم دي مراتي هاخدها ونقعد مع بعض شوية لوحدنا
مالت فاطمة عليه أكثر وهدرت بتحذير وحزم :
_ طيب بس متاخدش على كدا .. نادين دلوقتي زي بنتي ومش عشان خالها مش موجود ولسا مرجعش تفتكر إني هسيبلكم الدنيا سبهللة كدا
ضحك حاتم ورد خالته وهمس بدهشة :
_ ايه ياخالتو انا ابن اختك حتى قلبتي عليا كدا ليه .. هو أنا هعمل فيها إيه ماهي دايمًا كانت معايا
ردت فاطمة بخبث :
_ كانت معاك بس مكنتش مراتك لكن دلوقتي الوضع اختلف وصلت ولا لا
فرك عينيه بعدم حيلة ورد عليها ضاحكًا :
_ وصلت ياباشا .. حاضر يافطوم متقلقيش .. ممكن تسبينا بقى نقعد شوية مع بعض
أفسحت لهم المجال للعبور فتحرك حاتم وسارت نادين معه وهو لا يزال ممسكًا بيدها حتى وصلوا لغرفة مكتبه الخاصة .. دخلت هي أولًا بعدما أشار لها وثم لحقها هو واغلق الباب .. التفت لها فوجدها تتطلعه بابتسامة عريضة ووجنتين يطغى عليهم اللون الاحمر من فرط خجلها .. ليبتسم بتلقائية ويتقدم منها ثم يلف ذراعه حول خصرها ويقربها منه برفق هامسًا في سعادة حقيقية تلوح في عيناه :
_ مش هتتخيلي أنا سعيد إزاي دلوقتي يانادين !
انزلت نظرها عنه باستحياء وهمست بخجل وحب :
_ وأنا كمان كتير فرحانة
قرب رأسه منها واستند بجبهته فوق جبهتها يأخذ نفسًا عميقًا يستنشق رائحتها التي تسلب عقله ويطلق زفيرًا متهملًا دافيء يلفح صفحة وجهها كلها فيسبب رعشة بسيطة في كامل جسدها .
خرج صوته خافتًا بنبرة جديدة ومختلفة تحمل العشق في ثناياها .. ليقول لها في احساس وصلها صدق مشاعره من خلاله :
_ بحبك !
رفعت نظرها له أخيرًا تحدجه بذهول مما تفوه به للتو .. كم كانت تنتظر ذلك الاعتراف منه بشوق ولهفة وأخيرًا حصلت عليه .. تشعر بقلبها يتراقص فرحًا ، يدق في صدرها بعنف وكأنه سيقفز من مسكنه كدليل على اضطرابه وسعادته .. لم تتمكن من تمالك لسانها أكثر من ذلك حيث ارتمت عليه تتعلق برقبته وتهتف في هيام وغرام :
_ وأنا كمان !
اتسعت ابتسامته فوق شفتيه بسعادة ثم أبعدها عنه برفق وتمتم بترقب لسماع كلمة بعينها :
_ وإنتي كمان إيه ؟!
من فرط سعادتها تناست خجلها تمامًا وهتفت بتلقائية في مشاعر صادقة وحب يغمرها كلها :
_ بعشقك !
رأت عيناه تلمع بوميض مختلف والسرور يظهر فوق معالمه وابتسامته تشق طريقها بقوة فوق ثغره .. ثم وجدته يميل نحوها بتريث ونظراته ثبتت فوق الهدف بالضبط .. وبعدها انغمسوا معًا في لحظات قصيرة يوثقوا فيها أولى لحظات عشقهم وأولى دقائقهم وهما زوجين ! .
***
داخل غرفة آدم بقصر الشافعي ......
كان ممدًا فوق الفراش ويمسك بهاتفه يرفعه لمستوى نظره يحدق بشاشته وبالرقم الذي يتصدر قائمة الاتصالات منذ دقائق طويلة ! .. يستشير عقله بتردد هل يتصل بها أم لا .. جزء من عقله يجيب بالرفض والجزء الآخر بالإيجاب .. بينما قلبه فكان له رأى آخر ! ، يحسه بمشاعر غامضة على الاتصال بها حتى يطمئن ويسمع صوتها .. لا يدري ماذا يحدث له لكن ذلك العقل السخيف لا يتوقف عن التفكير بها .. هل يعقل حادثة جدتها ووجوده الدائم معها خلق نبضًا مختلفًا بينهم وفي علاقتهم !! .
رفع نظره لساعة الحائط وحين وجد الوقت متأخر فجزء عقله الذي يرفض وجد فرصته حتى يردعه عن الاتصال بها .. وهو استسلم له بالفعل في باديء الأمر مقنعًا نفسه المتوقة لسماع صوتها بأنه بالصباح سيتصل ! .. ترك الهاتف على المنضدة المجاورة للفراش ووضع رأسه فوق الوسادة ينوى الخلود للنوم .. لكن هيهات من ذلك العقل الذي حتى في تمنعه لا يتوقف عن التفكير ! .
استقام جالسًا في الفراش ومد يده يلتقط الهاتف وبداخله يهتف ( تبًا للوقت !! ) .. اجرى اتصال بها ووضع الهاتف فوق أذنه يستمع للرنين وينتظر ردها .
على الجانب الآخر كانت مهرة تجلس بالصالة أمام التلفاز تشاهد إعادة مسلسلها المفضل وإذا بصوت رنين هاتفها يصدح بقوة .. ظنت المتصل في البداية سهيلة لكن حين التقطت الهاتف وحدقت باسم المتصل الذي يملأ الشاشة شهقت بدهشة ! .
بقت تحدق بالهاتف وهو يهتز بين يديها بفعل الرنين وعيناها ثابتة على اسمه بذهول وعدم استيعاب أنه يتصل بها بهذا الوقت ! .. ضحكت ببلاهة وقالت بعبث :
_ هو أكيد أنا عملت مصيبة من غير ما أخد بالي في الشغل وهو بيتصل عشان يهزقني .. أنا عارفة هو بيستمتع لما يهزقني .. ارد ولا مردش .. مش هرد .. لا أرد .. لا مردش .. خلاص هرد .. ولا بلاش ارد .. يووووه
ضغطت على الشاشة دون قصد و اغلقت الاتصال فصاحت بصدمة وخنق :
_ احييه قفلت في وشه .. بقرة .. أنا بقرة والله
لحظات قصيرة وعاد يصدح صوت الرنين من جديد فابتسمت بتلقائية وأجابت فورًا تهتف في عفوية :
_ معلش كنسلت عليك بالغلط
سمعت صوته الساحر وهو يجبها بلطف :
_ولا يهمك .. إنتي عاملة إيه ؟
رفعت أناملها لشعرها تعبث به بارتباك وترد في حيرة :
_ أنا كويسة الحمدلله .. هو في إيه حاجة حصلت ؟
ابتسم على الجانب الآخر من خلف الهاتف وهدر في ثبات وهدوء جميل :
_لا مفيش حبيت اتصل بيكي واطمن على جدتك .. أخبارها إيه دلوقتي ؟
مهرة بثغر مبتسم :
_ اه جدتي .. الحمدلله بقت زي الفل وكويسة
آدم في خفوت يذيب القلب :
_ طيب الحمدلله .. بعتذر إني بتصل بيكي في الوقت ده بس طول اليوم مكنتش فاضي وأول ما فضيت قولت اتصل بيكي
اتسعت ابتسامتها بحياء بسيط وردت في رقة غير معهودة منها :
_ لا عادي مفيش مشكلة .. متشكرة يا آدم
نبرتها المختلفة ارسلت سهمها في الصميم .. فضيق هو عيناه وقال ببلاهة بعد جملتها الأخيرة :
_ على إيه ؟!
مهرة باستغراب :
_ إنك اتصلت تتطمن على تيتا قصدي !
أجابها بسرعة متداركًا الأمر :
_ امممم .. سلميلي عليها
_ يوصل إن شاء الله .. أنا بكرا هرجع الشركة
أجابها بابتسامة استطاعت لمسها في صوته :
_ تمام بس مش عايز تأخير في وقتك بالظبط تكوني هناك
اردفت بابتسامة مماثلة له وشيء من المرح :
_ حاضر متقلقش يا آدم بيه في الدقيقة والثانية هكون موجودة هناك
انهى معها الاتصال بعدما ودعها وانزل الهاتف من فوق أذنه وعلى ثغره ترتسم ابتسامة عجيبة وجديدة .. القى بالهاتف بجانبه وتسطح بجسده كاملًا فوق الفراش يغمض عيناه أخيرًا براحة دون أن يزعجه ذلك العقل بالتفكير .. لكن الصوت المرتفع بالاسفل جعله يثب واقفًا من الفراش مسرعًا .. ولم يكن سوى صوت أخيه ! .
***
خرج صوت أسمهان المضطرب :
_ إيه اللي أنت بتقوله ده ياعدنان !
صاح بصوته الجهوري ووجهه كالبركان الذي تفوح حممه البركانية والحمراء فوق سطحه :
_ سألتك سؤال ياماما .. إنتي فعلًا حاولتي تقتلي جلنار وكنتي عايزة تقتلي هنا وهي لسا حامل فيها !
توترت وظهر تلعثمها بوضوح في صوتها وقد شحب لون وجهها .. فلجأت للكذب كالعادة حيث هتفت تنفي الحقائق بكذبها الفاشل :
_ لا .. طـ..بعًا أنا مستحيل أعمل كدا
تطلع بأمه في غضب وخزي .. ثم تقدم نحوها ووقف أمامها تمامًا وهتف في نفاذ صبر :
_ كفاية كذب .. أنا قرفت من الكذب والخداع .. مبقتش عارف هصدق مين ولا هثق في مين بعد كدا .. حتى أمي مبقتش قادر أصدقها
أدمعت عيناها وردت عليه بتوسل حتى لا يتطلع إليها بتلك النظرات :
_ عدنان أنا ...
قاطعها بصوت موجوع ونبرة حادة :
_ إنتي آخر واحدة انتظر منها ده ياماما .. المفروض إنتي اللي تكوني واقفة جمبي وبتسانديني مش ضدي .. كنتي عارفة إني نفسي في طفل وبتمناه واتجوزت للسبب ده ورغم كدا مهمكميش ابنك وكنتي عايزة تقتلي بنته قبل ما تيجي الدنيا
همت بأن تتحدث لكنه باغتها ببقية كلماته في نظرات أصبحت أكثر نارية :
_ أنا عارف كرهك لجلنار بس مش للدرجة اللي تخليكي تحاولي تقتليها
انهمرت دموعها وقالت بغضب ونقم على زوجة ابنها تكمل محاولاتها المعتادة في بث الضغينة بقلبه تجاهها :
_ دي عينها على الفلوس زيها زي فريدة الحيوانة .. أبوها جوزهالك بسبب الفلوس وبنته لازم هتكون زيه .. لكن هي خدعتك وخلتك تصدقها وتحبها كمان و .....
عاد صوته الجهوري يصدح من جديد وهو يمنعها من استرسال حديثها :
_ كفاية مش عايز اسمع كلمة تاني يا أسمهان هانم
سكت لوهلة قبل أن يتابع في تحذير حقيقي وغضب :
_ ملكيش دعوة بمراتي ياماما ومتقربيش منها تاني وإلا صدقيني سعتها انسى إنك ليكي ابن أصلًا
ثم استدار واندفع لخارج المنزل لكنها لحقت به قبل أن يغادر تتشبث بذراعه تمنعه من الذهاب وتهتف في بكاء وتوسل :
_ استنى ياعدنان .. متعمليش فيا كدا يابني سامحني اوعدك مش هقرب منها تاني ابدًا .. أنت عارف إني مقدرش على بعدك عني
حدجها بعينان تلوح بها علامات الألم والخزى قبل أن يبعد يديها عنه بهدوء ويبتعد ليكمل طريقه .. انهارت باكية والتفتت للخلف لترى آدم واقفًا يتابع ما يحدث بصمت ونظرة السخط والخزي التي بعين شقيقه كانت نفسها يتطلع بها إليها .. همت بأن تقترب منه وهي تهتف برجاء :
_ آدم روح ورا أخوك يابني عشان خاطري متسبهوش وحده
آدم في ضيق من أفعال أمه التي لا تحتمل :
_ سبق وقولتلك هتخسري عندنان في النهاية بأفعالك وهو ده اللي حصل فعلًا
كانت تبكي بقوة وحزن دون أن تجيب على كلمات ابنها الأصغر الذي باللحظة التالية كان يندفع للخارج مهرولًا يلحق بأخيه ! .
***
بصباح اليوم التالي ......
منذ ليلة الأمس ولم يعد للمنزل .. حاولت الاتصال به أكثر من مرة عند استيقاظها ولكنه لا يجيب .. يستمر الهاتف في الرنين دون إجابة .. تدرك أنه لا يجيب عليها متعمدًا ولكنها تقلق عليه بشدة وتخشى أن يكون تأذي بمكروه في لحظات غضبه العاتية .. تخشي عليه بشدة وكلما تتذكر ما أخبرته به بالأمس تندم أكثر وتلوم نفسها بقسوة .
كانت تجلس فوق الأريكة المقابلة للتلفاز وتمسك بالهاتف تحدق به في سكون حتى سمعت صوت صغيرتها التي جلست بجوارها وهمست بعبوس :
_ مامي هو بابي فين ؟!
التفتت جلنار لها وغمغمت متنهدة بيأس :
_ معرفش يا هنا أنا برن على بابي من الصبح ومش بيرد عليا .. خايفة عليه أوي
عبست الصغيرة وزمت شفتيها للأمام بحزن قبل أن تتعلق برقبة أمها وتهتف في عفوية :
_ متخافيش هو هيجي دلوقت .. وأنا هستناه ومش هاكل من غيره
ردت عليها جلنار بحزم بسيط :
_ لا ياحبيبتي مينفعش لازم تفطري وإلا هو هيزعل منك أوي لما يرجع ويعرف إنك مفطرتيش
عقدت ذراعيها الصغيرة أمام صدره وتمنعت برأسها هاتفة في عناد :
_ لا مش هاكل غير لما بابي يجي وناكل مع بعض
سمعوا صوت مفتاح الباب في القفل ينفتح .. فقفزت الصغيرة من مكانها فرحًا وهرولت راكضة نحو الباب صارخة :
_ بابي
ابتسم لها بحب وانحنى عليها يلتقطها ليحملها فوق ذراعيه ويلثم وجهها وشعرها بشوق وحنان هامسًا :
_ وحشتيني ياهنايا
زمن شفتيها بضيق وقالت في انزعاج طفولي جميل :
_ لا أنا زعلانة منك .. كنت فين ؟
ارغمته صغيرته على الضحك حيث أجابها بلطف :
_ كان معايا شغل ياروح بابي وجيت أهو .. متزعليش أنا مقدرش على زعل ملاكي الحلو
ابتسمت بسرعة واختفى غضبها ثم انحنت على أذنه وهمست بخبث طفولي :
_ مامي كمان زعلانة وكانت خايفة أوي عليك
رفع نظره يتطلع بجلنار الجالسة فوق الأريكة وتحدقه بعينان ملتهفة ونظرات مهتمة .. تجاهل نظراتها تمامًا فمازال غضبه منها لم يزول .
انزل صغيرته من فوق ذراعيه بعد أن لثم وجنتها بحب أبوي وهمس بدفء :
_ هروح اغير هدومي ياحبيبتي عشان نفطر مع بعض
قفزت فرحًا وأماءت له بالموافقة ثم تحرك هو تجاه الدرج يتجه للطابق العلوى حيث غرفته .. بقت هي مكانها ساكنة لدقائق حتى رأت ابنتها جلست بجوارها وانشغلت بمتابعة برنامج الرسوم المتحركة المفضل لديها .. فاستقامت واقفة واتجهت لأعلى حيث غرفتهم .
فتحت الباب بهدوء ودخلت فوجدته قد نزع سترته و قميصه عنه وبقي فقط بالبنطال .. تجاهلت الأمر تمامًا وتقدمت منه تهتف بتساءل واهتمام :
_ روحت لمامتك ؟!!
لم يجيبها وتجاهلها تمامًا فاقتربت أكثر منه وجذبته من ذراعه العارى تديره باتجاهها حتى ينظر إليها وتقول في غضب :
_ عدنان أنا بكلمك مش بترد عليا ليه !!
عدنان بغضب بسيط ونظرات مظلمة :
_ عشان مش عايز ارد عليكي
جلنار باستياء :
_ إنت السبب في اللي حصل !
التهبت عيناه وأصبحت أكثر ظلامًا ليصيح بها في زمجرة :
_ متحاوليش تبرأي نفسك .. إنتي غلطانة ولازم تعترفي بده .. مهما كان أنا كنت ازاي وحش ومهملك وحقير معاكي ده ميدكيش الحق إنك تعملي كدا .. اللي كان في بطنك ده ابني يعني ليا الحق اعرف بوجوده أو عدمه .. مش تخبي عني لسنة كاملة ومتعرفنيش حاجة
صرخت به في سخط ممزوج بالألم :
_ خبيت عنك عشان إنت أساسًا مكنتش فاضيلي .. أنا مكنش ليا وجود في قائمتك من الأساس وكنت متأكدة إني لو قولتك مش هتديني اهتمام برضوا
عدنان بعصبية مفرطة :
_ متقوليش متأكدة من حاجة إني مجربتهاش .. لو كنتي قولتيلي إنك حامل كنت هسيب كل حاجة ويتحرق الشغل باللي فيه وكنت هجيلك جري .. بس إنتي حتى مهنش عليكي تقوليلي لما اجهضتي .. رغم إنك لو كنتي قولتي كنت هجيلك وهفضل جمبك ومش هسيبك .. لكن إنتي مصممة دايمًا تشوفيني الشيطان اللي معندوش قلب ولا شفقة .. كنت مهملك فعلًا كزوجة ليا بس عمري ما كنت قاسي معاكي ولا عديم رحمة
انهمرت دموعها رغمًا عنها واقتربت منه تدفعه في صدره بسبابتها في قسوة وتهتف بألم :
_ وهو اهمالك ده كان شيء سهل !! .. الأهمال ألمه بنسبالي كان زي ألم الخيانة بنسبالك
توقفت للحظة قبل أن تتبع بصوت مبحوح تخرج الكلمات بصعوبة من حلقها :
_ إنت متعصب وبتتجاهلني ومش عايز تسامح في غلطة واحدة أنا غلطتها كنت إنت السبب فيها وإنت اللي دفعتني للتصرف ده .. بس أنا سامحتك رغم كل اللي عملته معايا ودلوقتي بتخليني اندم إني سامحت
تعطيه الأمل وتسلبه إياه في اللحظة التالية .. تمنحه مسامحتها في التوقيت الخطأ وتخبره بندمها خلفها فورًا ! .
غاضب منها ويحق له الغضب لكنه كان سيلين وسيهدأ غضبه وسيسامحها .. سيسامحها لأنه يريدها ويحبها ! .. أخبرها أنه يريد البدء من جديد ولم يكن ليسمح بالماضي الأسود أن يعيق مستقبلهم .. لكن كان من حقه أن يغضب لبعض الوقت أنها أخفت عنه حملها في طفله .
هو يريد وهي تريد وعقولهم بالأخير تفسر تبعًا لأهوائها .. تحكم عليه دون أن تفهم وهو ينتظر منها التفهم ! .. كلاهما ينتظران العشق المتبادل وهم لا يتمكنوا من تحقيق المعادلة الصحيحة لعشقهم .. الثقة !! .
ابتعدت عنه وجففت دموعها قبل أن تستدير وتنصرف من أمامه تاركة إياها يقف متسمرًا بأرضه في ألم ويأس .. يقسم أنه لم يعد يحتمل كل هذا .. لأول مرة يشعر باشتياقه للسعادة والراحة ! .
***
تحركت ألاء بخطوات هادئة تجاه أخيها الجالس بالشرفة وبيده فنجان القهوة خاصته الصباحي .. يرفعه ببطء لفمه ليرتشف منه ثم ينزله بنفس البطء وعيناه ثابتة على الفراغ أمامه شارد الذهن ومهموم ! .
جذبت مقعد وجلست بجواره تهمس في جدية :
_ هشام هتفضل كدا لغاية إمتى !
ام ينظر لها وتصنع البرود وعدم الفهم ليجيب :
_ هفضل كدا إزاي ؟!
ألاء بضيق :
_ إنت من وقت ما رجعت من السفر وإنت على الحال ده ياهشام .. علطول قاعد وحدك ومش بتتكلم معانا وحتى ماما زعلانة ومش عاجبها وضعك
هشام في حزم بسيط :
_ ألاء أنا فيا اللي مكفيني فبلاش تيجي وتزودي عليا عشان أنا مش ضامن ردة فعلي ومش عايز ازعلك مني
ألاء بغضب وحرقة على أخيها :
_ إنت الغلطان ياهشام مكنش لازم تسيبها وتسافر
انفعل وهتف بغلظة صوته الرجولي :
_ كنت هغصبها عليا مثلًا .. واحدة كنت شايفها مش بتحبني وبتحب ابن خالتها .. كنتي عايزاني اعملها إيه أجبرها تحبني !! .. مقدرتش اتحمل اشوف نظراتها لآدم وكلامها عليه قدامي وقررت إني ابعد واحاول انساها .. بس مقدرتش ولما رجعت تاني وكنت ناوي اعافر عشانها ومسبهاش لقيتها اتخطبت
هدرت شقيقته بجدية :
_ يبقى تحاول تنساها تاني .. زينة مش ليك خلاص .. بص لنفسك إنت كمان واتجوز وعيش حياتك مع واحدة تكون بتحبك بجد
أسند فنجان القهوة فوق الطاولة الصغيرة أمامه والتفت برأسه تجاه شقيقته يشير بسبابته تجاه يساره متمتمًا بألم ويأس :
_ ده ملوش سلطان !!
انهى جملته واستقام واقفًا ليتركها ويعود للداخل حيث غرفته .. بينما هي فبقت مكانها تتنفس الصعداء بخنق وأسى على حال شقيقها المسكين ! .
***
في المساء .......
أجاب أخيرًا على اتصالاتها المتكررة لتهتف هي بغضب هادر :
_ أنا برن عليك من الصبح يا رائد مش بترد عليا ليه !!
أتاها صوته الخافت وهو يجيبها :
_ عملت حادث بسيط يازينة ومكنتش عارف ارد عليكي
انتفضت فزعًا وهتفت مسرعة بخوف :
_ حادث إيه .. إنت فين دلوقتي ؟!
_ في الشركة محبتش اروح البيت عشان مقلقهمش عليا
استقامت واقفة وهدرت بغضب واهتمام :
_ إنت مجنون يا رائد شركة إيه .. ازاي متروحش المستشفى .. أنا هجيلك دلوقتي وهنروح المستشفى سامع
هتف برفض :
_ لا متجيش أنا كويس يازينة .. هو حادث بسيط والله .. زينة اااا ......
لم تعيره اهتمام وأغلقت الاتصال ثم أسرعت وهرعت بارتداء ملابسها في عجلة .. ولم تكن والدتها بالمنزل حيث خرجت لزيارة صديقتها المريضة .. فقررت أنها ستخبرها بالطريق بما حدث وأنها في طريقها له ! .
***
عاد للمنزل وصعد الدرج متوجهًا نحو غرفته بعد أن القى نظرة على ابنته النائمة في فراشها بثبات .
فتح باب غرفته ودخل ، كان الضوء مغلق فمد يده إلى كبس الكهرباء ينير إضاءة الغرفة البنية الخافتة .. ليجدها نائمة في الفراش ومتدثرة بالغطاء إلى أعلى صدرها .. وشعرها مفرود بجوارها على طول الوسادة مولية ظهرها للباب .. تنهد بعمق واغلق الباب ثم تحرك تجاه الخزانة وشرع في تبديل ملابسه وبعد انتهائه اقترب من الفراش لينضم إليها على الجانب الآخر .. بينهم مسافة تتسع لفرد ثالث في المنتصف ! .. عقد كفيه أسفل رأسه وهو ممدًا على ظهره ويتطلع في السقف بحنق وسكون تام .. وأذا به فجأة يسمع صوت شهقة متمردة انطلقت منها رغمًا عنها .. سكن تمامًا للحظات يعطيها كامل تركيزه فسمع صوت أنفاسها العنيفة ليتأكد أن تلك الشهقة لم تكن سوى بفعل بكائها ! .. أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يسألها بخشونة :
_ بتعيطي ليه !
لم تجيبه ولم تتحرك أنشًا واحدًا من مكانها فأطلق هو زفيرًا مغلوبًا واعتدل في نومته ليقترب منها ويمسك بكتفها يديرها إليه عنوة فيقابل عيناها الغارقة بالعبارات وشفتيها المنتكزة بفعل البكاء .. لانت حدة نظراته وهدأت غلاظة صوته ليتمتم بعدم حيلة :
_ ممكن افهم سبب العياط ده كله إيه !!!
رفعت أناملها تجفف دموعها بسرعة وتهتف في كبرياء وعناد :
_ ملكش دعوة وابعد عني
رأت الاحتدام والخنق يظهر في عيناه من جديد .. ولم يبدي أي ردة فعل كعادته بل تركها وابتعد عنها يعود لمكانه في الفراش يصنع المسافة التي بينهم مجددًا !! .
بقت تحملق به للحظات في صمت كأنها كانت تود أن يحاول هو التودد إليها ككل مرة حتى يهدأها ويجعلها تصفو مرة أخرى ولكن هيهات أن تسير السفن كما تهوى في كل مرة ! .
استدارت في نومها توليه ظهرها وهي عابسة الوجه ومهمومة .. هناك الكثير تريد التحدث به لكنها تجد صعوبة في التكلم .. تشعر بأن صدرها يضيق عليها كلما تكتم ما بداخلها لوقت أكثر .. تمالكت لسانها لدقائق طويلة تمنعه من التحدث إلا أنها فشلت في النهاية وخانها ليتحدث رغمًا عنها تهتف في حرقة :
_ مكنتش عايزة أي طفل يربطني بيك تاني .. مكنتش عايزاك وكنت عايزة اتطلق بأي شكل .. وأول حاجة جات في بالي لما عرفت بالحمل ده هي إني مش هقدر اتطلق منك .. والشيطان قدر يلعب في دماغي ويخليني افكر في عملية الإجهاض دي ولما عقلي رجعلي قبل فوات الآوان برضوا خسرت الجنين .. هو مكنش ليه نصيب إن يعيش .. وكنت خايفة كمان من ردة فعلك تكون إنت مش عايز يكون عندك أطفال مني تاني وتتعصب وترفض الطفل و.....
توقفت عن الكلام عندما شعرت بيده الغليظة تديرها إليه من كتفها ويهتف أمام وجهها باستياء بسيط :
_ ششششش متكمليش .. كل اللي إنتي بتقوليه ده كلام فارغ .. أنا كنت ومازالت مش بتمنى حاجة قد إن يكونوا ولادي كلهم إنتي أمهم .. إنتي ادتيني اغلي حاجة في حياتي ورديتي فيا الروح لما جبتيلي هنا .. فكرك إني كنت هبقى مش عايز يكون عندي أولاد منك تاني !! بالعكس ده كان منايا
اعتدلت في نومتها لتهب جالسة وتقول له بخفوت ودموع تملأ عيناها :
_ كنت خايفة اكرهك اكتر لو قولتلك وردة فعلك كانت الرفض والنفور
مسح على وجهه متأففًا بأسى قبل أن يقترب منها ويستند بجبهته فوق خاصتها متمتمًا بألم :
_ ليه يا جلنار ليه عملتي كدا ! .. ليه مصممة إننا كل ما نتقدم خطوة ترجعينا لنقطة الصفر من جديد .. أنا عايز اعوضك وعايز نعيش حياة طبيعية ونبدأ بداية جديدة بس إنتي مصممة تفضلي باصة وراكي .. رغم إن كل حاجة اتغيرت وأولهم أنا
سألت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وتطلعت بعيناه في ضعف وغرام :
_ توعدني !!
لم يكن بحاجة ليفهم مالذي تريده أن يعدها به .. سيعدها بكل شيء وستكون كلمة واحدة تحمل معاني جمة بثناياه .. رد عليها بهمس يذيب القلوب وعاطفة صادقة :
_ اوعدك
ثم اتبع بجملته الخاصة في ابتسامة تنبع بالعشق والحنان :
_ وكيف يتخلى العُقاب عن زهرته الحمراء !
زاد انهمار دموعها لكنها لفت ذراعيها حول رقبته وارتمت عليه تعانقه بقوة تتشبث بملابسه وتدفن وجهها بين ثنايا كتفه ورقبته هامسة بصوت مبحوح وسط دموعها :
_ والزهرة تريد عُقابها !!
يتبع الفصل الأربعون اضغط هنا
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية امرأة العقاب كاملة) اضغط على أسم الرواية