رواية نار وهدان البارت الثالث 3 بقلم ام فاطمة
رواية نار وهدان الفصل الثالث 3
ثلاث موبقات هي: الكِبْر فإنه حط إبليس من مرتبته،
والحرص فإنه أخرج آدم من الجنة، والحسد فإنه دعا ابن آدم
إلى قتل أخيه.
........................
بحركات خفيفة من نعيمة وصلت لغرفة نچية وطرقت طرقة
خفيفة على الباب كما أمرتها نچية حتى لا توقِظ سالم .
بينما كانت هي في إنتظارها بشغف لمعرفة نوع المولود الذي تخشى كثيرا أن يكون ذكرًا ويأخذ كل شيءٍ من بين يديها ،
فلا يكون لها بعده رأي ٌولا سُلطةٌ على سالم .
وذلك خوفا مما نبّأتها به العرافة التي كانت تُمر يوميًّا أمام البيت .
(مشهد من ذكريات نعيمة قبل أن تحمل بدور )
فحدثت نعيمة لتأتي بها إليها ، فقامت نعيمة بالنداء عليها
فأتت العرّافة إليها مسرعة وهي تهتف "أوشوش زين أبين وأشوف الودع.”
نچية للعرّافة .....أچعدي چدامي .
فجلست العرّافة أمامها ، لتسألها نچية بشغف...هتعرفي تشوفي الودع صوح ؟
العرافة بثقة....أكيد يا ست الكل ، چربينى أنتِ بس .
نچية.......طيب شوفي إكده الودع ، هيچولك إيه عن دوار العمدة سالم .
العرّافة بعد أن حركت الودع بيديها يمينا ويسارا ثم أخذت منهم واحدة ووضعتها على إحدى أذنيها لتسمعها .
لتضعها مرة أخرى مكانها سريعا وقد ظهر على وجهها الفزع لتشهق ....يا ويلكم من اللي چي في الطريق .
فتملَّك الخوف قلب نچية و سكن الذعر ملامح وجهها فقالت متوجسة ......إيه سمعتي و شوفتي إيه في الودع ؟؟
العرّافة.......شوفت ولد صغير هيتولد إهنه في الدوّار ، بس يا ستير يارب شوفته هيحمل الدوار على إيديه التنين .
وبعد إكده هيشچلبه على اللي فيه ويچعد يضحك .
فرمقتها نچية بنظرة ساخطة ووجه مشتعل قائلة..........عتچولي إيه يا وش الشوم إنتِ ، محدش يچدر يمس بيت الصوامعى واصل وهيفضل لغاية يوم الچيامة واچف بناسه .
ارتعدت العرّافة مردّدة بصوت مهزوز...والله يا ست نچية هو ده اللّي شوفته چدامي ، وربنا العالم .
لم تتفوه نچية بأيّ كلمة أخرى معها ولكن حديث العرّافة شغل تفكيرها وخشيت أن يكون ذلك الولد الذي ستأتي به بدور سيقلب الموازين لصالحه .
لذا يجب أن تنهي حياته قبل أن ينهي حياتها .
وعن حرمة إتيان العرافين
قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً (الذي يخبر بمكان المسروق) فسأله عن شيء لم يقبل اللّه له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم .
......................
نعود لنعيمة عندما ذهبت لـ نچية لتخبرها أن بدور قد وضعت وطرقت بابها بخفة كما طلبت منها .
فتحت نچية الباب رويدا رويدا حتى لا يصدر صوتا يستيقظ على إثره سالم .
وعندما حاولت نعيمة التحدث وضعت نچية يدها على فمها مرددة ...هششش .
ثم خرجت معها للرّدهة لتستمع لها بعيدا عن سالم .
نچية بلهفة ......ها چابت إيه اللي متسمى دي؟
نعيمة وقد وقفت الكلمات في حلقها ، فنهرتها نچية بقولها ...إنطچي چولي بسرعة متوچفيش چلبي .
نعيمة وهي تحمحم .......چابت توأم يا ست نچية ، واد وبت .
تسارعت دقات قلب نچية وشعرت بالدوار فاتكأت على الحائط قائلة بهمس....يا مراري چه الواد اللي هيضيّع كل حاچة وكمان مع بت .
لا مش هسبهم ولو للحظة على وشّ الدنيا .
لتنظر نظرة شيطانية إلى نعيمة وبصوت يشبه فحيح الأفعى قالت لها....بت يا نعيمة .
نعيمة.....أيوه يا ست نچية.
نچية ......هتخدي العيلين دول بسرعة ، وتكتمي نفسهم لغاية ميفلفصوا في يدك وبعدين ترميهم في أي مصرف ولا مين شاف ولا مين دري .
إنقبض قلب نعيمة وشخَصت عينيها مردّدة في نفسها.......أنا أچتل ؟
وإي كمان عيال لساه حتة لحمة حمرا .
هو أنا آه چلبي چاسي وهمي الأوّل الچرش بس لكن موصلش للچتل.
يا مري يا مري
طيب أچولها لأ كيف ؟
دي ممكن تخلص منّي، منا عرفاها چوية چوي چوي .
مچدمنيش غير إني أوافج ، مهو يا روحهم ، يا روحي.
يبچى روحي أولى .
نچية بصوت محتد...مالك اتكتمتي إكده يا بت ؟؟
نعيمة بخوف ......لا أبدًا يا ستّ نچية، طلباتك أوامر .
بس ليّه نصيب المرة دي كبير چوي چوي.
نچيّة.......هدّيكِ اللي تطلبيه .
نعيمة ......متحرمش منك واصل بس عتچولي إيه لسي سالم لما يسألك عن البتّ بدور واللي في بطنها .
نچية بتفكير شيطاني.....هنچولّه خلّفت بت وهربت بيها عشان خايفة منيك .
نعيمة ....والمضروبة دي ، مهي ممكن تچول الحچيچة وتفضحنا في البلد .
نچية ....مهو عشان إكده _البت دي لزمن تختفي من إهنه خالص .
نعيمة......كيف ده ؟
نچية ......يخدها المخفي عزوز ويرميها في أيّ كفر ويديها چرشين إكده تدبر حالها بيهم .
ويهددها لو فكرت تعاود تاني إهنه ، هنچتل عيالها وأبوها كمان چدام عينيها وبعدين هي وراهم بعد ميتخلع چلبها عليهم .
ويچولها تشوف شوفة لنفسيها عشان من النهاردة هخلي سالم يرمي عليها اليمين .
ولولا إنها چتة إكده وخايفة الأمر ينكشف ، كنت خلصت عليها بيدي دي، بس خليها .
نعيمة بخوف.....مهو ممكن برده أمر العيال ينكشف يا ست نچية .
فضحكت نچية......لا العيال حتى لو انكشفوا ، أكيد هيچولوا ِولد حرام وأمهم اتخلصت منيهم عشان تخلص من العار ويبچوا بچا يدوروا على الأم لو لچوها .
فضحكت نعيمة ....عفارم عليكِ يا ست نچية .
ربتت نچية على كتفها هامسة ...طيّب كفاية حديت إكده ، وتعالي يلا نشوف البهيمة اللي تحت عشان نخلص .
فحركت نعيمة رأسها موافقة، لتنزلا الدرج سويا حتى وصلتا إلى الطابق الأوّل لتسمعا وقع أقدام في الطابق السفلي .
لتنظر نعيمة للأسفل وتجد بهيّة ...تنسحب ببطئ نحو الباب الخلفي ومن ورائها بدور حاملة أطفالها .
نعيمة بضربة خفيفة على صدرها.....يچطعك يا بت يابهية ، هتخديها فين البچرة دي؟
ولا عايزة تهريبها ، يخربيتك يا بت أبوي .
فأطلقت صيحة هادرة كانت كفيلة بقذف الرعب في قلبي بهيّة وبدور .
...بتّ يا بهيّة واخدة اللي متسمى ورايحة وين السعادي؟
توقفتا بهيّة وبدور في مكانيهما وردّدتا الشهادة سرّا خوفًا وهلعًا مما سيحدث لهما .
وتخشبتا مكانيهما ، فلم تستطيع أحداهما التحرّك ولو لخطوة واحدة فأسرعت إليهما نعيمة
وهدرت في وجه بدور هاتفة بنزق....هاتي العيال يا بهيمة أنتِ ثم نظرت لأختها ونظرة اللّوم والغضب بادية في ملامحها فهمست لها...وأنتِ حسابك معايا بعدين .
تمسّكت بدور بأطفالها جيّدا وانهمرت الدموع من عينيها كالشّلال المتدفق قائلة بنحيب...الله يخليكِ يا نعيمة خليني أروح بيهم وهبچى أچبهم كل فترة لسي سالم يشوفهم ، أوعدكم بكدي والله ، بس سبهوهم ليه أربيهم .
أمسكت نعيمة الأطفال بقوة واختطفتهم من يديها لقوة بنيانها وضعف بدور ليتلألأ بريق الشيطان في عينيها وهتفت......لا متچلچيش إحنا هنربيهم أحسن تربية .
ثم قامت بالنداء على زعزوع الحارس ، فجاء ملبيا.
زعزوع........نعمين يا نعيمة .
فهمست له بما أخبرتها به نچية ، ليرفع نظره إليها وهي تقف من أعلى ( نچية ) كالجبل الشامخ في ردهة الدور الأول فمالت له برأسها( أي نعم إفعل ما أمرت به ).
ليعلوا صوته بعدها...كلّ اللي تؤمري بيه مُچاب يا ستّ الستات.
ثم سحب بدور من ذراعها بقسوة حتى صاحت متألمة
.....آه، عايز منّي إيه يا زعزوع، هملني لحالي الله يخليك.
أنا رايدة عيالي ، عيالى وكادت أن تصرخ ولكنه باغتها ووضع يده على أنفاسها حتى خرجت معه للخارج .
دافعا بها إلى سيارته دفعا .
ثم استقل بجانبها محذرا لها ..
بصي يا بت الناس ، عايزة تبچي على حياتك وحياة أبوكِ وعيالك ، مسمعش حسك واصل .
وهننزل كفر مصيلح عند ناس چرايبنا هتشتغلي عنديهم .
انفرجت شفاه بدور ناطقة في ذهول....ههمل ليه النچع وهبعد ليه عن ولادي ، طيب خلاص خليهم يربوهم بس على الأچل أروح أطمن عليهم من وچت للتاني .
استشاط زعزوع غضبا فهدر في وجهها....أنتِ بچرة هتفهميش .
چولتلك هتمشي من النچع خلاص ويا ريت تنسي إنّ ليكِ عيال خالص واعتبري نفسك من اليوم حرّة، يعني تخلص عدتك وتشوفي حالك لو چالك عريس من هناك.
وإياكِ تچربي ناحية النچع من چديد أو تحكي لحد حكايتك ، ساعتها هنچتل ولادك وأبوكِ چدام عينيكِ التنين ، وأنتِ بعدهم .
فصرخت بدور......لا ولادي لا ، حسبي الله ونعم الوكيل .
فوضت أمري للذي يغفل ولا ينام .
أنتم إيه چبابرة ؟؟
مش بني آدمين هتحسوا زيّنا .
فقطع حديثها زعزوع بقوله....اخفضي حسّك ده ومش عايز كتر حديت واكتمي خالص كلامك ملهوش عازة أصلا .
وچتك انتهى معايا وخلاص چربنا على الكفر أهو
وياريت تحطي الحديت اللي چولته حلچة فى ودناك لو عايزة تعيشي يا بت الناس ، يا إما أنزل بيكِ دلوك وسط الزرع أخلّص عليكِ ولا الچن الأزرق يحس ولا يعرفلك طريچ.
ثم أخرج سلاحه الأبيض من طيات ملابسه مهددا إياها به في وجهها فصرخت ...خلاص خلاص .
ولو أن الموت أهون عليه من فرجة عيالي ولكن چدر ومكتوب ويعالم إيه هيحوصل ؟؟
.......................
عودة للواقع مرة أخرى...
استيقظ وهدان من نومته على صوت أنين مكتوم يخرج من جوف صديق زنزانته همام .
فنظر إليه بشفقة ثم إعتدل وهمس إليه ...إيه ده معچول هتبكي يا واد عمي ؟؟
ردّ همام وداخله يحترق فخرجت كلمته كالنار الهوجاء....إيه يعني أبكي
عادي, هو أنت اللي فاكر نفسك بشر وعتحس ؟؟
فاقترب منه وهدان وبحنو ....إيه يا صاحبي، مالك إكده هتزچ فيه ؟
عارف إنك بشر يا سيدي ، بس چولي إيه مضايچك إكده ؟
فضفض مع أخوك ، يمكن أچدر أريحك .
شعر همام بالقشعريرة تسري في جسده ووقف الكلام في جوفه ولم يستطع أن يحدثه ، فبما سيقول له ؟أنّ هناك من ينتهك عرضه عنوة!؟.
سيثور وربما يذهب ليقاتله فيقتله سيد المعروف ببطشه الشديد ولا أحد يستطيع مواجهته .
وهو يحب فعلا صديقه وهدان لإنه نسمة الخير الوحيدة في حياته المليئة بالشرور .
لذا آثر الصمت خصوصا من نظرات سيد المنذرة بالشر والإنتقام لو تفوه بأيّ كلمة .
ثم تعلل ببعض الضيق والأكل السيي الذي يقدمونه لهم في السجن مع الشوق لرؤية أولاده .
فرقَّ لهُ قلب وهدان وأخرج بعض المال وأعطاه له ليأتي بطعام أفضل من المكان المخصص لبيع البقالة في السّجن .
أغمض همام عينيه وضمّ شفتيه بسبب أوجاعه وطهارة قلب وهدان ثم تمتم ...مش عارف أچولك إيه يا واد عمي غير ربنا يسترها معاك .
وكان سيد يلتهم وهدان بنظراته وتمنى أن يفعل معه كما يفعل مع باقي السجناء .
ولكن هناك شيء ما يمنعه كلما اقترب منه وكأنه لطف الله الذي يحيطه لصدق توبته وعهده مع الله.
همام ...بچولك إيه يا صاحبي.
احكيلي شوية من حكايتك يمكن تهون عليه شوية وأنسى الدنيا واللّي فيها .
تنهد وهدان قبل أن يحدثه...بص يا سيدي
هحكيلك أبوي أتچوز إزاي من أمي وكيف اتخلصت مني نعيمة اللي هتخدم في دوار العمدة ؟؟
شار أبو نچية مرت ابوى عليها أن أبوي يچوز عشان يچيب الولد اللي هيورث العمودية وكان أصلا أبوي هيلعب بديله وهيبصبص لحريم الكفر من كتر خنچته من نچية عشان لسانها طويل عايز يتچص من لغلوغه .
مع إنه هيحبها بس شديدة عليه ، فكان هيطلع غله في الناس ويبصبص للستات .
فضحك همام قائلا....أبوك ده نمرة بچد .
وعنده حچ، هو الچمال يتشبع منه يا واد عمي.
استنكر وهدان قوله فحدثه....أيوه بدال عندك حلالك في البيت ، ليه هتطل برا .
وأنت كومان صعيدي يا بوي والصعايدة مشهورين بالأخلاچ وإنهم هيخافوا على الحريم چوي .
همام.......طيب ما أبوك صعيدي بردك ، ليه هيطل بچا بدال الصعايدة جامدين إكده ؟؟
فضحك وهدان ...لا أبوي كان صعيدي تيواني مش أصلي.
وكمان فين غض البصر يا واد عمي اللي ربنا أمرنا بيه .
فبادله همام الضحك ..أيوه چولتلي صعيدي مضروب صيني .
ومرت أبوك وافچت چوزها يچوز عليها إكده بالساهل ؟؟
فاستكمل وهدان حديثه...
طبعا نچية مرت أبوي وافچت بالعافية بعد ما چدي الله يرحمه بچا أقنعها إنه چواز لفترة صغيرة عچبال متخلف بس الولد ونخده منيها.
همام ...يا ستير يارب ، يعني العچربة نچية مرات أبوك هي اللي كانت هتربيك كومان ؟؟
وهدان استنى بس .....هچولك .
أبوي لما چدي چال على العروسة اللي هي بنت حارس المواشي ( بدور ) .
أبوي چال ...ملچتش غير البت دي ، دي ريحتها كيف الچبر من جُلة المواشي .
فرد عليه چدي......مهتخفش هننچعها يومين في الكولنيا عشان تنضف قبل متچوزها .
أبوي.......إذا كان إكده ماشي ، بس على الله تطلع ريحتها .
وأهي وحدة وخلاص ، أدلع معها يومين إكده وارتاح من چسوة نچية .
بعدين راح چدي لأبو أمي حارس المواشي وحدتته في الموضوع .
وطبعا فرح عشان الچرشين اللي هيعودوا عليه من الچوازة دي ، وكومان بنته هتكون مرت العمدة ، كان فاكر يا خوي إن تحت الچبة شيخ .
ميعرفش إن چعدتها چمبه أحسن من مليون مرة من اللي شفته في دوار العمدة .
همام بإستغراب ....ليه إكده ؟؟
مفروض طلعت من الشچا للراحة في بيت العمدة؟
وهدان بسخرية ...ده المفروض !
بس اللي حصل إنها بعد ما كانت مفكرة نفسها هتدخل الچنة ، لچت نفسها دخلت النار برچليها .
وكانت الناس كومان هتحسدها وهما مش خابرين حالها.
.............
وفي الليلة التي تسبق زواج سالم العمدة بـ بدور
اجتمع عدد من الفتيات في بيت بدور ليلة زفافها ( ليلة الحناء ) مبتهجين ومهنئين للعروس التي رسمت في مخيلتها أحلام وردية وأنها ستصبح سيدة القصر ولكن عليها أولا أن تحظى بقلب سالم حتى يبقيها بجانبه إلى
باقي العمر وليس لفترة مؤقتة .
وكان من بين تلك الفتيات فتاة تغبطها على تلك الچيزة فقالت متحسرة...يعني العمدة ملچاش غير البت اللي عاملة زي عود الچصب عشان يتزوجها؟؟
آه يا ناري يا بت السايس، شكلها بيضالك في الچفص، هو الدنيا كده حظوظ يبختها، يا ريتني كنت أنا.
وذكرني كلام تلك الفتاة بقوله تعالى:
{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الصَّابِرُونَ* فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن منَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (79ـ82).
فستحمد الله بعد علم الحقيقة تلك الفتاة في النهاية إنها لم تكن بمكانها وذاقت كل ذلك العذاب .
وقامت الفتيات بغناء عدد من الأغاني الشعبية في تلك المناسبات ومنها...
الحنة يا حنة يا حنة يا قطر الندى
يا شباك حبيبي يا عيني جلاب الهوى»
ومنها...
افرحي يادي اأوضة.. جياكي عروسه موضة.
افرحي يادي المندرة.. جياكي عروسه سكرة.
افرحي يادي القاعة.. جياكي عروسه الساعة.
لتنتهي آخر ليلة لها في هنناء وتبدأ رحلتها مع الشقاء
...............
بينما كانت الفرحة المؤقتة في قلب بدور لكن عند نچية كانت من أصعب الليالي عليها .
حيث أصبح فِراشها في تلك الليلة كقطعة من النيران لم تستطع النوم وأخذت تتلوى كالحية به .
نچية بقهر......يااااه نار جايدة چواي ، عيني مش چادرة تشوف النوم واصل .
معچول سالم چوزي وحبيبي اللي نايم چاري، بكرة هيكون ناااااايم چار البت الچاموسة دي؟؟
لا لا مش هخليه يتهنى بيها واصل .
ثم نظرت إليه فوجدته يغوص في نوم عميق ، مما زادها غضبا فحدّثت نفسها قائلة........أيوه هتنعس براحتك مهو الليلة ليلتك يا عريس الغفلة وچيّالك على الطبطاب .
لكن وديني مهخليك تتهنى بيها وهحرچ چلبك على الولد لو چه فعلا
زي محرچت چلبي بموفچتك على الچوازة دي .
تقلب سالم في الفراش فشعر بأنفاسها الحارّة بچانبه ففتح عينيه ليچدها تحملق به ففزع قائلا.......إيه مالك عمالة تنضريني إكده ؟؟
وإيه مطير النوم من عينك لحد دلوك ؟
فضربته نچية بالوسادة على رأسه صارخة ..أيوه ما أنت مش حاسس بيه وهتنام وهتشبع نوم مهو من فرحتك إنك هتدخل على غيري.
فابتسم سالم ابتسامة ماكرة قائلا...إيه يا چلب سالم ، معچول هتغيري من البت دي ؟
تكون إيه هي چمب ست الستات نچية ؟؟
أخذَ العُجب نچية فتغنچت بقولها وهي تضع يدها على صدره ....
.يعني مفيش في چلبك يا سالم إلا نچية وبس ؟؟
فأمسك سالم بيدها تلك ورفعها إلى فيه وقبلها برقة هامسا......مفيش غير نچية وبس ، هي في كفة والعالم كله في كفة تانية .
فاخترقت سحر نظراته حصون عينيها فسقطت بين يديه معلنة استسلامها ليقضوا ليلة حب أخرى من لياليهم ثم مرت تلك الليلة بسلام .
لتشرق شمس يوم جديد،
أعلنوا فيه الحرب على نفس بسيطة ، سيخرج من أحشائها ولد وبنت سيعانيا الكثير والكثير في بحر الظلمات حتى يصلوا إلى شاطىء النجاة .
..........
وجاء موعد لقاء سالم بزوجته بدور، والتي كانت تنتظره على الفراش تفرك بكلتا يديها خجلا وتوترا .
حتى ولج إليها فتسارعت نبضات قلبها مع كل خطوة يخطوها نحوها.
حتى جلس بجانبها واشتد في الإقتراب منها ثم رفع الوشاح من على وجهها ليتفاجأ بجمالها الأخاد الذي كان يشوبه عناء العمل تحت أقدام المواشي فكان وجهها وقتها دوما ملطخا بالطين والروث.
فقال بصوت رخيم ...إيه ده يا بت ؟؟
ده أنتِ طلعتي كيف الچمر، هنيّالي بيكي والله.
لتخفض بدور رأسها حياءً متمتمة...أنا خدّامتك يا سي سالم.
لتشتعل الرغبة في قلب سالم ويقترب منها أكثر فأكثر حتى ما إن صارت بين يديه ، سمع طرقًا حادًا على الباب .
فقد أوشك البركان على الإنفجار ليحرق كل ما يقابله .
فمن يا ترى على الباب في تلك اللحظة ؟؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية نار وهدان" اضغط على أسم الرواية