رواية ربما قدر الفصل الرابع والاخير 4 - بقلم مريم وليد
رواية ربما قدر الفصل الرابع والاخير 4
- بس أنا مِش موافقة!
كلهم قاموا وقفوا وبصولي، رفعت كِتفي:
- أنا مِش رافضة حمزة، أنا رافضة الأرتباط حاليًا، فاهمة إن فيه بنات بتكمل دراسة في جوازها، بس مِش أنا.
سِبتهم ودخلت البلكونة، مش عارفة رفضت عشان الدراسة فعلًا ولا علشان أنا رافضة الفكرة نفسها وخايفة، بس اللي أعرفه إني مِش مُستعدة حاليًا.
- مش مسمحاني!
جيه قعد جنبي وأتكلم، رديت وأنا باصة علىٰ السما:
- مسمحاك.
- رفضاني ليه يا نور؟
نبرة صوته كان فيها زعل، كان فيها كسرة!
- مش رفضاك يا حمزة، أنا واللهِ مش رفضاك، أنا رافضة الأرتباط.
- ولو أستنيتك! هتختاريني ولا هتخترعي الحِجج والأعذار؟
بصيت لُه:
- هوَ أنتَ هتقدر تستنىٰ يا حمزة؟
بَص في عيونه:
- لأجل عيونك أستنىٰ سنين يا نور، اللي خلاني أستنىٰ أربع سنين هستنىٰ عشرة لأجل إني في النهاية أكون معاكِ.
ابتسَمت وحاولت أغيَّر الموضوع:
- هتسافر تاني؟
رد برد غير مُتوقِع الحقيقة:
- مش عارِف، لو سافرت هبقىٰ بديكِ مساحتك في التفكير أكتر؟
بصيت للسما ومردِتش فكمِل:
- أديني دافِع أستنىٰ عشانه يا نور، قوليلي إنك عيزاني وهتوافقي.
مقدرش أهِد اللي ببنيه من سنين، ببني حوالين قلبي ألف سور وسور علشان مقعش في حُفرة الفِتنة، مش عايزة أقول أني بحبه، بس يعني مِش باين في عيوني!
- براحتك يا نور.
قام وقِف وجيه خارِج، فناديت عليه:
- حمزة!
بَصلي بتساؤل:
- متسافرش تاني يا حمزة.
طيف ابتسامة ظهر علىٰ وشه وخرج، أوقات السكوت والنظرات كافيين يحللوا الموقِف وأنا لِلحق معنديش ياما أرحميني.
- هتحددوا الخطوبة أمتىٰ يا رحوم؟
بَصِتلي:
- واللهِ يا بنتي معرفش، بس زين قال إنه عايز كتب كتاب علىٰ طول وبيتحايل علىٰ ماما توافِق وبتاع، فمش عارفة بقىٰ.
- طيب ما فكرة بقىٰ! يعني أكتبوا الكِتاب عشان تاخدوا راحتكم في الكلام وكده وتبقوا معَ بعض يعني علىٰ ما يخلص الشقة.
بَصتلي وأتنهِدت:
- أنا خايفة اوي يا نور.
لا إله إلا الله! أحنا عيلة نِكدية أصلًا، بدايةً مِن أول راس اللي هيَ أمي لحد أصغر راس اللي هيَ رحمة، آه مانا اكبر منها بخمس دقايق نحطهم في الإعتبار بس.
- ليه يا حبيبتي؟ مش كان نفسك تجتمعي بِزين؟
بَصِتلي بخوف فعرفت إنها هتقول حاجة تعصبني، فبصيت لها بقلة حيلة:
- اتكلمِ.
اتعدلت في القعدة وبصِتلي:
- بصراحة بقىٰ خايفة يتغير بعد الجواز ويخونّني، او يبقىٰ بيحب شغله عني، وبعدين ما هيسبني ويقعد مع اصحابه بقىٰ، ويعاملني وحش ومُمـ..
حطيت أيدي على وداني:
- بااسس! أي يا بنتي أيهه! خارجة مِن رواية أنتِ مش كده؟ يا بنتي ده زين بيعشقك عشق.
بصِتلي بخُبث:
- زي ما حمزة بيحبك كده!
ابتسَـمت، ابتسَـمت أوي، هوَ آه رفضته بس ده ميمنعش أني بحبه، وبعدين ما هوَ سافر أربع سنين! فيها أيه يعني لو دوخته شوية؟ قُليلة أنا ولا قُليلة!
- وأنا بحب حمزة، وأنتِ أكتر حد عارف ده.
بَصِتلي بأستغراب:
- ما الغريبة أني عارفة يا نور، بس مش فاهمة ليه ممكن ترفضيه بصراحة، ده حمزة بيحبك، ودكتور شاطر وناجح، ومحدش في العالم هيخاف عليكِ قده!
حاوِلت أتوه الموضوع وبصيت في الفون:
- يااه! الساعة واحدة بليل، أنا داخلة أنام بقىٰ يا رحمة، يلا تصبحي علىٰ خير.
بصِتلي بفُقدان أمل:
- طول عمرك يا نور بتعرفِ تقفلي المواضيع وتخرجي منها ببساطة، وأنتِ من أهله يا ستي.
أتشغلنا في خطوبة رحمة اللي بقِت خطوبة وكتب كتاب سوىٰ عشان سي زين مُصِر بِما انه باقيله حاجات بسيطة في الشقة مش هتاخد وقت طويل، وحمزة صفىٰ شغله في امريكا عشان يستقِر هنا، كان بينزل معانا عشان نشتري الحاجات وكده ومش بشوفه تاني، في مرة كنت واقفة بسقي الزرع في البلكونة وخرج مِن بلكونتهم:
- بتسقي الزرع وأنتِ زارعة في قلبي مشتل سيباه منغير مية!
بصيت لُه بخضة:
- سلامٌ قولٌ مِن ربٍ رحيم، خضتني يا حمزة!
ضحِك:
- سلامتك من الخضة يا عيون حمزة.
بصيت لُه بجمود:
- حمزةة!
ابتسَـم:
- خلاص أسِف واللهِ، قوليلي بقىٰ هتبدأي الماچستير أمتىٰ؟
أتنهِدت:
- أدعيلي بالله عليك أخلصه بسرعة يا حمزة.
ابتسَـم ودخل جاب كوباية شاي ومدهالي:
- بدعيلك مِن غير ما تطلبِ يا نور، أنتِ مِش مُجرد حد، أنتِ بنتي قبل ما تكوني أي حاجة.
ابتسَـمت بهدوء وقعدت، عارفة أني بغلَط، بس مش عارفة!
- مشيت ليه يا حمزة وأنتَ كنت قادر تبعِد وأنتَ هنا؟
- حاولت أبعد معرفتش يا نور صدقيني، وأنتِ كنتِ في فترة تخبُّط مشاعر مقدرش أحسسك بِحُبي وقتها، وأنا كُنت مكشوف جِدًا، لما حسيت إنك خلاص أتعلقتِ بيا مكنش ينفع أفضل أكتر من كده غايصين في الغلط، صدقيني بعِدت خوفًا عليكِ.
- عُمر البُعد ما كان خوف يا حمزة، البُعد بيتعِب القلب وبينسِل الروح، وبيقتِل المشاعر، كنت خايفة مترجعش، كنت خايفة قلبي اللي متعشِم فيك يترَد مكسور.
- مكُنتش أقدر أكسر عشمك يا نور، أنتِ كُل شيء بِالنسبة ليّ.
بصيت لُه شوية وبعدين مديت لُه الكوباية:
- تسلم أيدك.
دخلت وقفلت البلكونة وقعدت علىٰ السرير، مسِكت صورة كنت طبعاها مِن علىٰ الفون وبصيت فيها، كُنت مكشوفة وقلبي كان مكشوف، جايز مكنش غلطان فعلًا!
- لا لو الفُستان ده مش عاجبني يا نور!
بصيت لها بملل:
- أنتِ جربتِ فساتين المحل كله يا رحمة بقىٰ، وهم أشتروا البدلة خلاص وخلصوا، وبعدين يعني.
- طيب رأيك أيه في اللي قبله؟
ابتسَـمت ومسِكت فستان مُختلف:
- جربِ ده كده.
أخدته مِن ايدي وابتسمِت، دخلت جربته وخرجت، كان شكلها لطيف أوي، لفِت بيه:
- حلو أوي يا نور، هاخد ده.
دخلت غيرت الفُستان وأنا حاسِبت عليه وأخدناه وخرجنا.
- كل ده يا رحمة؟
بصِتلُه:
- مكنش عاجبني حاجة يا زين فيها أيه؟
حمزة ضحِك:
- يا عم سيبها بِراحتها، هتعمل كام كتب كتاب في حياتها هيَ، اتبسطي يا بت يا رحمة سيبك منه.
بَصلي وابتسم:
- متجيبيش فساتين لو مجبتيش.
بصيت لُه بأستغراب:
- أشمعنا؟
زين ابتسم وبَصلي:
- حمزة شاف فُستان بِخماره اول ما شافه حسُه ليكِ، أبقي شوفيه لما نطلع.
ابتسَـمت وبصيت لُه:
- شكرًا.
رحمة وزين كانوا باصين لينا وبيبتسموا، فاهمة إن كلهم عايزين إني أوافق، بس أنا الضغط اللي مضغوطاه نفسه معصبني!
- لا لا الميكب كتير شوية يا رحمة!
بَصِتلي بزعل:
- كنت حاسة يا نور واللهِ، تعالي قلليه.
روحت قربت مِنها وعملتلها ميكب خفيف وابتسَـمت وحضنتها:
- زي القمر يا حبيبتي، مُبارك يا عيون نور، مُبارك.
إنك تشوف عزيزة عينك بتتجوز وبتسلميها بأيدِك لحد قادر يحميها شيء عظيم، مِشاركاني فرحتي وضحكي وزعلي وعياطي ونومي وأكلي 21 سنة، وبعد كام شهر هتسيبني لوحدي، يااه يا رحمة ياااه!
- زين، عارِف لو زعلتها هعمل فيك أيه!
ضحِك:
- عارف عارف ياختي.
«بارك اللهُ لكُما وبارك عليكُما وجمع بينكم في الخير.»
صوت الزغاريط بيعلىٰ، حضنتها وعيطت، مش مُتخيلة إنها بعد فترة هتسيبني لوحدي، سلمت علىٰ زين:
- مش قولتلك هبقىٰ اول داعمينك.
ابتسم وبَصلي:
- بيحبك واللهِ، بيحبك وهيحافِظ عليكِ يا نور.
بصيت عليه وهوَ واقِف بيضحك ويهزر معاهم وبصيت لزين:
- وأنا كمان بحبه يا زين، أدعي بس، أدعي.
***
«بعد مرور سنة ونِصف.»
كُنت واقفة بقدِم رسالة الماچستير بتاعي وباخد الشِهادة، وكلهم كانوا واقفين بيسقفوا، رحمة واقفة وبطنها مِترين قُدامها بس ولو ولو، ماما واقفة بتدمع، زين واقِف زي ما يكون أخ وفخور بِأُخته، طنط سماح حالها ميتخيرش عن ماما، والمختلف فيهم كلهم هو حمزة، واقِف بيبُصلي بكُل فخر، نزلت حضنتهم وبصيت لِزين:
- شكرًا لأنك كُنت سندي وخير الإخوة.
ابتسَـملي:
- لو مكنتش أخ لنور، هكون أخُ مين!
بَبُص لحمزة لقيته واقِف متضايق، خرجت معاهم ومكلمتهوش، روحت غيرت ودخلت البلكونة، وزي ما توقَعت لقيته جوا، عملت كوبايتين قهوة وأديته كوباية:
- زعلان ليه؟
بَص الناحية التانية:
- لا وهزعل ليه؟ هوَ فيه شيء يزعَل حصل وأنا مأخدتش بالي؟
ابتسَـمت:
- بُصلي طيب.
اتكلِم بقمصِة أطفال كده:
- لا، لو بصيت هصالحك وأنا مخاصمك.
ضحِكت فبَصلي:
- ليه مسلمتيش عليا حتىٰ؟ هوَ أنا يعني مستاهلش تسلمِ عليا!
- مين الغبي اللي يقول كده؟
ابتسَم وبعدين سكِت تاني، ثانيتين وأتكلِم:
- قللي كلام وهزار مع زين شوية، زين مِش أخوكِ من امك.
ابتسَـمت:
- عشان أيه؟
بَصلي وبَص الناحية التانية:
- عشان حرام.
قومت وقفت:
- حيث كده بقىٰ فأنا هبطل كلام معاك عشان حرام برضوا، مش كده؟
اتنهِد وبَصلي فقعدت:
- بغير يا نور!
- عارِف زين كويس وعارفك، وواثق فيكم، بس أنا بغير عليكِ من الهوا وده شيء مش بأيدي.
- هو أنا مكنتش أستحِق تفتخري بيا قدام الكل؟
ابتسَـمت وبصيت لُه:
- حمزة!
بَصلي كويس وأتعدَل في قعدته:
- كُنت طفل لطيف بس كُننا بنتخانق، لما رجعت في ثانوي فرحت برجوعك فوق ما تتخيل، شوية شوية بقيت أقرب حد ليا يا حمزة، قلبي مال لك، قلبي مال وهوَ عارِف إنه مينفعش، لما مشيت فوقت، عرفت إن دي فرصتي أرجع لربنا، جايز بغضِب ربنا حاليًا، بس أنا تعبت يا حمزة، أنا كمان عيزاك.
بَصلي وكأنه مِش مصدق كلامي، وبعدين بَصلي جامد:
- يعني.. يعني أتقدِم؟
ابتسَـمت بحُب:
- أتقدِم.
ماما نادت عليا وطنط نادت عليه:
- رحمة بتولِد، يلا البسي بسرعة عشان نروحلهم.
رحمة بتولد في أوقات غريبة هيَ كمان، وقته هوَ يعني!
- ياختي ياختي شبه خالتو!
بَصلي بلا مُبالاة:
- مشوفناش عقل الواد لسه عشان أقولك فيه غباء منك، وبعدين ده شبهي أنا، شبه عمو يعني.
بصيت لُه ودوست علىٰ رجله:
- ابن أختي، ملكش فيه أنتَ.
طلعلي لسانه:
- أبن أخويا، يخصك!
ماما ضحكِت وقربت علينا:
- مش ناويين تكبروا ابدًا، أنتِ أهو 23 سنة، وهوَ 26 ولسه عيال زي مانتوا.
بصِلي وابتسم وهمسلي:
- بس لسه زي مانتِ قمر في عيني.
ابتسَـمت، فزين غمزلنا:
- دي الصِنارة غمزت بقىٰ يا عيال وهنفرح بيكم.
بصيت لُه بقرف:
- وتفرح بيا ليه أنتَ، انا بعرف أفرح بنفسي كويس، واخرس بقىٰ.
أصل معلش أيه دخل الجواز بالفرح! ما عادي النجاح فرح، الأنجازات فرح، عاديي!
- هوَ أنا قُلت أيه!
ميلت عليه وهمست:
- أسفة، هسكت.
اتكلم بصوت عالي:
- حيث كده بقىٰ، أنا عايز أطلب أيد نور.
همستله:
- أيدي بس! ما تاخدني كلي يا حمزة واكسب فيا ثواب.
بَصلي من تحت لفوق وبعدين بص لماما:
- أنا اسِف، رجعت في كلامي.
خبطته في رجله، فرحمة ضحكِت ومسكت ايد زين وبصِت لطنط:
- الله اكبر عليهم يا طنط الأتنين، واحد بيطلب أيدي علىٰ الغدا والتاني بيطلب أيديها في المستشفىٰ.
ضحِك:
- مستعجل يا ستي، مستعجللل بقالي ست سنين مستنيها تخلص ولسه هتكمل الدكتوراة عندي، اييههه مبترحموش!
ضحكوا فابتسَـمت، ما كان لازم يتعب شوية، أيه مستهلش يتمرمط عشاني! مستاهلش يتعب ويحاول معايا؟
- أنا موافقة ياخويا، خدها أهو أقعد في البيت لوحدي منغير صُداع.
بصيت لَها ورفعت حاجبي:
- أنا بصدعك يا تُقىٰ؟ ماشي ماشي، إن ما جينا قعدنا معاكِ، هتشوفي.
ضحكوا كلهم و..! أيوه أيوه، أخيرًا اخيرًا حنيت عليه وأتجوزنا، بس ولأنه يا قلب مامي كان تعِب، طلب كتب كتاب وفرح مرة واحدة، والحقيقة أنا أيدّته المرة دي، هوَ آه أتبهدِل بس أصيل الواد.
«بارك اللهُ لكما وبارك عليكُما وجمع بينكما في الخير.»
ملحقش حد يحضُنّني ولقيته شدّني في حُضنه مِن الفرحة، شدّني وكأنه بياخدني من العالم كله:
- يااه! تعِبت كتير يا نور، كتير عشان اللحظة دي، تعبت ونولت يا عيون حمزة، بحبك يا نوري!
بصيت لُه بكسوف وبصيت علىٰ عمو بتاع الجاتوة:
- عايزة أكل جاتوة يا حمزة!
بَصلي بقرف:
- يا شيخة أتهدي بقىٰ، أنتِ أيه مبترحميش؟
بصيت لُه بصدمة:
- بتحسدني؟
- هنبدأ نكد من الفرح يا نور!
ضحِكت وبصيت لُه، طلعت لمستواه وهمست في ودنه:
- وأنا كمان بحبك يا فرحة قلب نور وعوضها.
بَصلي وحضنّني:
- يجوز كان كل شيء مُقدَّر!
ابتسَمت:
- كل شيء معمول لُه حساب.
«رُبما الإنتظار قاتِل، لكِن الأحداث مُقدَّرة، فشُعلة النور تظهر معَ رحمة الله وعوضهُ للأنتِظار، رُبما قدَر!»
.
يتبع ايضاً "رواية حب بعد الثلاثين" اضغط على اسم الرواية