رواية نار وهدان البارت الرابع 4 بقلم ام فاطمة
رواية نار وهدان الفصل الرابع 4
صوت صرير الباب عندما أُغلق على سالم وبدور كان بمثابة صوت الرعد في أُذُنَيْ نچية لتصرخ ....لا لا .
منك لله يا بوي ، مكنتش أتصور أن الحكاية دي هتكون صعبة چوي چوي إكده .
حاسة بنار چايدة چوايا ، سالم چوزي وياها دلوك ، معچول هيچولها عحبك ، زي مبيچولي.
معچول هيكون مبسوط وهو چارها ويضحك وأنا إهنه هاكل في نفسي .
لا لا يستحيل .
ثم اندفعت خارج غرفتها إلى غرفة سالم وبدور ليسمع سالم صوت طرق شديد على الباب ثم فجأة فُتح الباب ليجدها فوق رأسه هاتفة......سااااااالم .
لتهتف بدور بحرج ....ست نچية ثم دثرت نفسها سريعا بالغطاء .
أما سالم فارتدى سريعا ملابسه ، ثم سحبها من يدها لخارج الغرفة حتى أدخلها غرفتها وأغلق الباب .
ثم نظر لها طويلا وتنهد ولم يدري ما يقول لها ، لإنه يعلم أن زواج الرجل على إمراته شيء صعب ولا يستطيع تقبله
أيّ أحد .
ولكنه ظن ٱنها قوية عن باقي النساء وتعلم أن الأمر وقتي وسينتهي بمجرّد ولادتها .
بادلته نچية نظرات اللّوم والعِتاب وحاولت حبس دموعها في مقلتيها لكي لا يشعر بضعفها.
ولكن عندما إقترب منها وجذبها لصدره ، أجهشت بالبكاء ثم أبعدته عنها وأخذت تضربه بكل قوتها في صدره صارخة ......چدرت تعملها يا سالم .
چدرت ونسيت نچية؟؟
وهتچول عتحبني ، لو عتحبني صوح مكنتش عملتها .
فضمها مرة أخرى سالم لصدره؛ هامسا في أذنها؛ إسمعي إكده دقات چلبي يا نچية وهيه هتچولك إنها بدچ ليكِ وحدك .
نچية ...نفسي أصدچك يا سالم .
سالم.......طيب أحلفلك بإيه عشان تصدّچني؟
نچية......مش عايزة حلفان بس بَيت معايا الليلة .
فاتسعت عين سالم وابتلع ريقه بصعوبة مردّدا....الليلة كيف ده ؟
ابتسمت نچية ابتسامة ماكرة....أيوه الليلة لو عتحب نچية صوح .
فكتم سالم غيظه محدثا نفسه ....هي باينة من أولها چوازة الشوم ، بس أعمل إيه ؟
أمري لله ، دي نچية برده .
أما الحلويات اللي هناك فالصبر حلو بردك ومسيري هنهم منها .
كزَّ سالم على أسنانه بغيظ ثم هتف...وماله أبيِّت معاكِ يا عيون سالم هو في أحلى من إكده ؟؟
طفي يلا النور وتعالي چاري.
أما بدور فاستلقت على فراشها بوضع الجنين في بطن والدته حيث ضمت رجليها إلى صدرها وانهمرت الدموع من مقلتيها بعد طول إنتظار سالم في ليلة زفافهم .
بدور بنحيب....من أولها إكده يا سالم هتروح وراها ، يعني كيف تخدك مني وأنا لسه عروسة ؟
يرضي مين ده ؟
بس هچول إيه وأنا هچدر أتكلم ولا نص كلمة ، هصبر وأكيد هيچي يعني .
حتى وجدت نفسها قد مالت برأسها على قدميها التي تضمها إليها وذهبت للنوم بعد أن انتظرته طويلا بدون فائدة فغلبها النوم .
.....................
نعود للواقع بعض الشيء قبل أن نستكمل الذكريات ..
حيث أخت وهدان التوأم وتدعى ( هيام ) مع زوجها وصديق وهدان المقرب ( حمدي) .
ولج إليها حمدي وهي تحمل أصغر أطفالها (محمد ) على قدميها وتهدهده وتغني له .
سيد الحبايب يا ضنايا إنت
و كل أملي و منايا إنت
سيد الحبايب يا ضنايا إنت
و كل أملي و منايا إنت
يا أحلى غنوة في دنيا حلوة
يا أحلى غنوة في دنيا حلوة
غنت و قالت معايا إنت
سيد الحبايب يا ضنايا إنت
ابتسم حمدي وجلس بجوارها قائلا بمداعبة...يا بختك يا سي حمادة چاعد على حچر أمك وهتدلعك وعتحبك كل ده .
وأنا خلاص شكلها راحت عليه .
فضحكت هيام وأنزلت الصغير محمد الذي انطلق زاحفا على يديه وركبتيه إلى إخوته .
ثم حوطت بيديها حمدي ونظرت إليه بعشق هامسة.....هتغير من الولد كيف ؟
وأنت حبي وابني الأول وأول ما شافت عيوني هو أنت .
ابتسم حمدي مرددا...لا مچدرش واصل على النظرة الجامدة دي والكلام الحلو ده كلاته .
كده هرتكب چريمة حب وهتأخر على الشغل .
فضربته هيام بمداعبة على كتفه مرددة...اختشي ويلا ذوچ عچلك على الشغل يا أبو العيال وهات معاك بطيخة عشان خديچة نفسها فيها چوي چوي .
حمدي...عيوني لخوخة حبيبة أبوها وعيوني لأم خوخة .
هيام......ربي يخليك لينا ويفتحلك أبواب الرزق كلاتها.
فقبلها حمدي في إحدى وجنتيها ثم إعتدل قائلا....أهو أنا عايش بفضل دعواتك الحلوة دي يا أم عيالي .
يلا السلام عليكم .
فودعته هيام بنظرة حب جميلة ولسانها يردد الدعاء له ولما لا ؟؟
فزوجها حمدي عوض الله لها بعد أن كانت وحيدة في هذه الدنيا وبعد فقدانها الشيخ عزيز ومن قبله امرأته سميحة .
فأصبحت وحيدة وتربّص لها الطامعين فيها ، حتى انتشلها حمدي من بين أيديهم وأكرمها .
تنهدت هيام عيناها مغمضتان ودعت لمن آواها ورباها في بيته منذ أن كانت كقطعة اللحم الحمراء التي تكالب عليها الذئاب فانقذها الشيخ عزيز من بين براثمهم .
لتعود لها ذكرياتها ..
حين خرجت نعيمة حاملة الطفلين على يديها وكان موعد آذان الفچر قد إقترب .
فخطت خطوات سريعة نحو المصرف الذي ستلقي به الطفلين كما أمرتها الطاغية نچية وكانت تتلفت حولها كثيرا حتى تتأكد أن لا أحد يراها ولكن الله يراها وهو يعلم السر وأخفى .
وما أن وصلت إلى حافة المصرف ورفعت يديها اللتان تحملهما بهما وهمّت أن تلقيهم بقلب لا يعرف للرحمة عنوان ولا يعبد رب السماء بل يعبد سيد المال .
إذ فجأة يصدح صوت الحق ، صوت آذان الفجر
الله أكبر الله أكبر
معلنا أنّ الله فوق كل شيء
)ويمكرون ويمكر الله واللهخير الماكرين).
فزلزل صوت الآذان قلب نعيمة ، فاهتز قلبها وأخفضت يديها ثم نظرت إلى الطفلين ورأت ابتسامة البراءة على محياهما فشعرت بغصة في قلبها قائلة.....لا لا مچدراش أرميهم وأموتهم ، أنا آه كل الصفات العفشة فيّا بس مش لدرچة الچتل ، لا لا .
ثم تساءلت.. طيّب أعمل إيه فيهم دلوك ؟
وست نچية لما تسألني عملت إيه هچولها إيه ؟
ثم جال على فكرها أن تضعهم في أي مكان مهچور يقابلها قبل أن يراها أحد .
فحدثت نفسها .......أنا هحطهم في أي حتة إكده مفهاش حد وهو ونصيبهم بچا .
حد يغتهم أو تكلهم الديابة ويچابلوا وجه كريم ويرتاحوا من چرف الدنيا أحسن ليهم .
ثم ضحكت بإستنكار مردّدة ..والله چلبك طلع حنين چوي يا بت يا نعناعة.
وسارت بهما حتى وجدت بيتا مهجورا من الناس فوضعتهم به ثم تركتهم عائدة ولم تفكر في مصيرهم أو هزّ قلبها بكاؤُهُم من شدّة الجُوع .
وذكرتني بقول الله تعالى .
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.}
.........
ولكن قدر اللّه أن لا يلقى الطفلين مصرعهم جوعا أو فتكا بذئاب الجبل كان حائلا أمام موتهم .
وجاء قدر الله على هيئة '':
رجل وإمرأة من سكّان الجبل(مأوى الخارجين عن القانون) كانوا في طريقهم للجبل عائدين إليه بعد أن قاما بسرقة مواشي أحد سكان النجع.
فمروا بالبيت المهجور فسمعوا بكاء الأطفال .
لتتخشب المرآة في مكانها وتدعى ( هانم ) تقول بصوت خافت .....أنت سمعت اللي أنا سمعته يا محروس .
محروس بإندهاش ....أيوه أنتِ كومان سمعتي وأنا
اللي كنت فاكر إني بيتهيألي .
فچولت أصهين وأعدي عادي ، مهو من كتر الحچات
اللي هنسمعها في الچبل مبچتش أدچچ چوي .
هانم ...عندك حچ يا محروس ، بس هنعمل إيه ؟
نشوف فين الصوت ولا نمشي ولا كأننا سمعنا حاچة ؟
محروس........لا تعالي نشوف إيه الحكاية ؟
تمتمت هانم وهي تمشي وراء محروس نحو مصدر الصوت خائفة......ربنا يچعل كلامنا خفيف عليهم .
فضحك محروس ...أنتِ لسه كل ده وچلبك رهيف ؟؟
ثم ولجا إلى داخل البيت المهجور الذي يصدر منه صوت بكاء الأطفال .
فاتسعت عينا هانم عندما رأتهم بأم عينيها مرددة....إيه ده ؟
دول عيال صوح واتنين كومان .
ثم أسرعت إليهم بفطرة الأمومة وحملتهم إلى صدرها تربت عليهم بحنو قائلة ...يا ترى مين اللي رماكوا إكده ؟
حد برده يفرط في ضناه بالساهل إكده ؟
فردد محروس مستنكرا...تلاجيهم ولاد حرام ، عشان إكده رموهم .
هانم بشفقة عليهم .....وذمبهم إيه دول بس ؟؟
بجولك إيه يا محروس ، ما ناخدهم نربيهم مع بنتنا قمر .
لوى محروس فمه مستنكرا . ....إحنا يدوبك هنكفي نفسنا بالعافية باللي هنسرجه ، فهنكفيهم منين دول ؟
هانم......والله صعبانين عليه چوي .
محروس ...ومن إمتى الحنية دي كلاتها ؟
هانم.......يوه يا راچل ، دول حتة لحمة حمرا يوچعوا
الچلب بصوح .
ففكر محروس للحظات ثم أردف...طيب بصي فيهم لو ولدين نخدهم أهو ينفعونا في السرجة ويكونوا ظهر لقمر بنتنا وسط الناس اللي عايزة تكلنا في الچبل دي .
فكشفت عنهما هانم لتجد أحدهم ذكر والآخر أنثى .
هانم......دول ولد وبت.
محروس ...خلاص هناخد الولد بس .
هانم ......والبت يا عيني هنسبها إكده تموت من الچوع .
فحسم محروس الأمر بشدة قائلا....أنا چولت هناخد الولد بس وسيبي البت ، يا أما نسبهم التنين ، ها چولتي إيه ؟؟
فرددت هانم "
ولو أن چلبي مش هاين عليه بس أمري لله ماشي، أهو بردك چدر أخف من چدر.
ويمكن ربنا يبعتلها ناس تانيين يخدوها .
بس استنى معلش يا محروس أرضعها تشبع حتى شوية .
محروس .....طيب يا أم چلب حنين ، رضيعها بسرعة ورضعي الولد كمان عشان ينام وميفضحناش في الطريج.
وفعلا قامت هانم بإرضاع البنت حتى إكتفت وخلدت للنوم ثم وضعتها في نفس المكان .
ثم قامت بإرضاع الولد حتى إكتفى هو الآخر وخلد للنوم ليتوجهوا به إلى الجبل.
وفي الطريق إلى الجبل تهامس الإثنين "
محروس.......ها يا أم قمر ، تحبي نسمى الولد إيه ؟
هانم........نسميه نسميه وهدان ، إيه رأيك ؟
محروس ناطقا الإسم بإنسيابية .. .....وهدان محروس ، حلو چوي ، اسم فيه موسيقى إكده .
ثم نظر له قائلا :
ماشى يا وهدان هتنور الچبل وهعلمك كيف تكون واد ليل بصحيح .
ثم توجه به للچبل ليبدأ الصغير حياةً صعبةً فاسدةً ، يأكل الناس بعضهم البعض من أجل المال ويستبيحون الأموال والاعراض والأنفس .
وللأسف هذا ما شبّ عليه وهدان ابن العمدة الذي كان من المفترض أن ينشأ ببيت العمدة في رغد العيش الحلال ولكن طمع زوجة أبيه في أن يكون لها كل شيء ، حال دون ذلك .
............
وظلت الملاك النائم على حالها في ذلك البيت المهجور حتى أكلها الجوع مرة أخرى مع بزوغ شمس يوم جديد، فبدأت في الصراخ من جديد وكأنها تستغيث بالواحد الأحد فما ذنبها أن تكون فتاةلفهي رزق من الله وسيبعث الله من يصونها.
فبينما كان الشيخ عزيز يمُر أمام هذا البيت المهجور ليستقل سيارة أجرة من أجل زيارة أحد أقاربه في بلدة مجاورة .
سمع صوت صراخ طفل فانقبض قلبه قائلا...الله أكبر، إيه اللي أنا سمعه ده ؟
ده صوت عيل صوح ؟ ولا ممكن يكون عفريت هيعمل إكده عشان يضيچني ؟
بسم الله الرحمٰن الرحيم .
الصوت چي من البيت المخروب ده .
طيب أدخل أشوف إيه ؟
لا ليكون عفريت يا بوي .
بس أنت يا شيخ حافظ كتاب الله هتخاف من عفريت بردك .
أتلوا كده آية الكرسي وأدخل وتوكل على الله وهي حافظة من كل شيء وتطرد الشياطين ، فبدأ بتلاوتها أثناء دخول البيت المهجور .
“اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم.”
ثم اتسعت عيناه عندما وجد أنّ مصدر الصوت لطفل حقا ، فأسرع إليه وحمله بين يديه قائلاً...لا حول ولا قوة إلا بالله.
كيف عيل زي الچمر كده يتساب إكده لوحده ؟
تكونش أمه راحت تچيب حاچة وچاية ،بس مأظنش ده يدوبك ملفوف ببطانية وعاري ثم انكشف الغطاء عنه فوجدها بنت .
فردد ...أستغفر الله العظيم .
معچول لسه فيه ناس متخلفة هترمي عيالها لما تطلع بنت معچول .
مسمعوش
قول رسول الله ﷺ: (لا تَكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات).
رواه أحمد والطبراني.
ده فيه ناس تتمنى ظفر عيل ثم انهمرت دمعة من عينيه مردفا....ياريت كان ربنا رزچني إن شاء الله عشر بنات مش أحسن من مفيش .
( الشيخ عزيز متزوج منذ عشر سنوات من سميحة ابنة عمه ولكن لم يرزق منها بأولاد ورفض الزواج بأخرى من أجل الإنجاب لإنه يعشق زوجته فهي حبه منذ نعومة أظافره )
ثم تريث قليلا قبل أن يتابع ...والعمل دلوك ؟
أعمل إيه ؟ آخدها للچسم وهما يدورا على أهلها ،بس هما اللي رمنيها إكده يعني مش عايزنها.
وممكن الچسم يوديها دار أيتام ويعالم كيف يعاملوها هناك ؟؟
ثم نظر لوجهها البريء بعد أن سكنت بين ذراعيه وذهبت للنوم مرة أخرى وكأنها كانت تحتاج الدفء قبل الطعام .
عزيز بشفقة وهو يضمها بحنو....... يا چلبي يا بتي ، لا أنا هخدك أربيكِ ويمكن أنتِ العوض اللي ربنا كرمنا بيه بعد السنين دي كلاتها .
ويا فرحة چلب سميحة بيكِ اللي هتبكي كل ليلة للفچر عشان نفسها في قطعة عيلا، أهو هيچيها على الاچهز .
فقام الشيخ عزيز بتدثيرها جيدا بالغطاء ثم حملها عائدا
بها إلى بيته مرة أخرى .
سمعت سميحة زوجة الشيخ عزيز صوت الباب يُفتح .
فارتجفت سميحة قائلة بذعر....حرامي حرامي غيتونى يا ناس .
فضحك عزيز وأسرع إليها في غرفتها ليطمئنها أنه هو من فتح الباب .
وعندما رأته أمامها وضعت يدها على قلبها قائلة ...الحمد لله هو أنت يا شيخ ، فكرتك حرامي وچلبي وجع في رجليا ، بس أنت إيه اللي رجعك تاني بسرعة إكده ؟
ملچتش ركوبة توصلك ؟
ثم وقع نظرها إلى ما يحمله الشيخ عزيز بين يديه .
لتصرخ مرة أخرى .
أنت أچوزت عليه يا عزيز وچايب ولدك معاك أربيه بعد ما مرتك ماتت .
فضحك عزيز حتى اِهتز جسده ودمعت عيناه .
فشاطت سميحة غضبا مردفة بحدة...ومالك مبسوط
چوي إكده ، هو أنا چولت نكتة إياك !
عزيز...أنت مچنونة يا بت ؟ أچوزت إيه بس ؟
أنتِ شكلك هتتفرجي على أفلام من ورايا .
سميحة ...لا أستغفر الله العظيم أفلام إيه وبتاع إيه ؟
بس يعني أنت مچوزتش عليه ؟
عزيز......هو أنا أچدر يا بت يا مخبولة أنتِ ، أنت الحب كله يا بت .
فابتسمت سميحة بخجل مرددة...أمّال مين العيل اللي
أنت شيله ده ؟
عزيز...دي بتنا بإذن الله .
ضيقت نظراتها هاتفة بإستغراب ....كيف ده ؟؟
ثم تجمعت الدموع في عينيها مردفة...أنت هتسخر مني عشان مبخلفش يا شيخ عزيز ؟؟
فاقترب منها الشيخ وقد لامست كلماتها نبض قلبه فأشفق عليها قائلا......طيب خدي بس شليها وأنا هحكيلك كل حاچة ؟
ترددت سميحة قبل أن تمتد يديها وكأنها كانت خائفة أن تتعلق بها ثم يكون هذا حلم ، فتفيق منه على كابوس الحرمان مرة أخرى .
وكأن عزيز شعر بما تعانيه فأردف قائلا ليخفف عنها ......متشيلي البت ومهتختفيش مهتكهربش .
فضحكت سميحة ومدت يدها المرتعشة لها ، ثم ضمتها إلى قلبها و رفعتها إلى أنفها كي تُشبع نفسها من رائحتها العطرة.
لتُنزلها مرة أخرى إلى صدرها وتنهمر الدموع من عينيها قائلة بنحيب......بچد دي هتكون بتنا يا عزيز وهنربيها .
سبحانك يارب ما أعظم شأنك .
ثم قص عزيز الحكاية على زوجته سميحة فأردفت.....لا حول ولا قوة إلا بالله ، دي نعمة كبيرة ربنا أخذها منهم عشان يدهلنا إحنا .
الحمد لله ، أنا هسميها هيام يا شيخ .
إيه رأيك ؟
الشيخ عزيز ...حلو چوي چوي .
مبروك علينا هيام .
سميحة....بس هنچول إيه للناس ، لما يسألونا بنت مين دي؟
مش معچول نچولهم لاچيناها ولا يفتكروا أنها بنت أستغفر الله العظيم حرام ولا حاچة ويعيروها لما تكبر.
عزيز........آه صوح عندك حچ.
بس هنچول إيه ؟
سميحة.......أچولك ، هنچول إنها بنت ناس چريبنا من بعيد ، إتوفوا وإحنا خدناها نربيها .
ضيق عزيز حاجبيه قائلا...يعني الشيخ عزيز على آخر الزمن هيكذب ؟
سميحة ....دي كدبة بيضة .
عزيز........مفيش حاجة اسمها كدبة بيضة وكدبة سودة ، الكدب هو الكدب.
سميحة.....مش يعني هنكدب أوي ، مش هما ناس رموا بنتهم يعني ناس ماتت چوبهم ، يعني حتى لو هيمشوا على الأرض بس يعني ميتين بسبب الچساوة .
فخدها بالمعنى ده يا شيخ والأعمال بالنيات وإحنا هناخد ثواب فيها .
فضرب الشيخ كفيه ببعضهما قائلا ...أمري لله وربنا يغفر لنا .
سميحة.......المهم دلوك ، هيام عايزة رضعة لبن ، عشان يا حبة عيني عمال تمصص في صوابعها ، وكومان وأنت هتشتري اللبن العلب ده ، هتلها هدمتين إكده بناتي ملعلعين بمبي وأحمر إكده عشان ست البنات .
وكومان مشمع عشان يا روحي أهو عملتها عليه ، لما أروح أغيّر خلچاتي .
فضحك عزيز قائلا.....حاضر ، عيوني لهيام وأم هيام حبيبة الچلب .
ومن هنا تربت هيام في بيت به حب و إيمان في بيت الشيخ عزيز بينما أخيها تربى في الجبل ، فكان كلٌّ منهما في إتجاه مختلف، فكيف سيجمع الله شتاتهما مرة أخرى ؟؟؟
...............
عودة للواقع...
انتبهت وردة زوجة وهدان ، لطرقات سريعة على الباب في منتصف اللّيل ، فجزعت ودق قلبها لتهمس ...خير يارب مين چي السّعادي؟؟؟
............
يارب تكون فكرة الرواية وضحت يا بنات
في أن بدور خلفت توأم وهدان وهيام ونعيمة خدتهم وسابتهم في مكان ومشيت ، وكل واحد منهم هياخده حد يربيه .
سؤال وهدان ليه في السجن لأنه اتربى في الجبل وعمل جرايم كتير بيتعاقب عليها .
وردة مراته هنعرف في الحلقات الجاية إزاي شافها وحبها واتجوزها بس غصب .
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية نار وهدان" اضغط على أسم الرواية