Ads by Google X

رواية مات زوجها وتزوجت أخيه الفصل الرابع 4

الصفحة الرئيسية

رواية مات زوجها وتزوجت أخيه سيلا ومازن البارت الرابع 4 بقلم نجلاء ناجي ورشا مجدي

رواية مات زوجها وتزوجت أخيه الفصل الرابع 4

يعتدل الطبيب وينظل لهما بدهشة ويقول : افندم !! حضراتكم مين؟
الحاج رشدى وهو يدخل الى الغرفة ومعه اسلام قاضبا ما بين حاجبيه : احنا اهلها ،انت بتعمل ايه ؟
الطبيب وهو يتفرس، ملامحهما كما يتفرسان ملامحه ،ويرد بهدوء : جتلها حاله هياج ،واخيرا عرفنا نسيطر عليها قبل ما تأذى نفسها؛ دى محتاجة متابعة شديدة لانها ممكن تحاول الإنتحار.
اسلام والحاج رشدى بدهشة وهما يرددان معا : إنتحار!للدرجة دى ؟
الطبيب وهو يقترب منهما ويقول بعملية :

-دى حالة انهيار عصبي حاد . ادعوا لها .
ويهم الطبيب بالانصراف ،فيوقفة اسلام قائلا :
-أمال امها فين ؟
الطبيب وهو يهز رأسة ويقلب شفتية ويقول: مش عارف ، اسأل الممرضة المتابعة بره ،وانا هوصى انها تفضل تحت المراقبة اربعة وعشرين ساعة ،لحد لما تمر المرحلة دى .
اومأ اسلام برأسة موافقة، وخرج مع الطبيب للحديث مع الممرضة بالخارج وظل الحاج رشدى مع سيلا وهو ينظر لها،وهى غائبة عن الوعى وتبكى وتردد اسم ماذن بين الحين والاخر .
تأتى هناء تتكىء على عكازها ،وتخبرهم ان نوران استقرت حالتها واستعادت وعيها . فيذهب اسلام لرؤيتها ويبقى الحاج رشدى فى الغرفة .
بعد فترة من الزمن ..

يجلس اسلام مع والده فى كافتيريا المشفى ويتسائل : فى إيه يا حاج ؟ حاسس إنك قلقان !
الحاج رشدى وهو ينظر له فى عينية: اول ما تستقر حالتها هناخدها من هنا بسرعة يا اسلام .
اسلام مندهشا : طب ما دا الطبيعى .إيه الاختلاف!
الحاج رشدى متأففا بغيظ : الاختلاف إن الدكتور ده فيه حاجة مش مظبوطه؛ قلبى بيقولى كدا ،نظرة عينيه ليها مش مريحانى بالمرة .
اسلام وهو يتأمل وجهه ابيه ويفكر فى كلامه، ثم يسأله :لية يا حاج ؟
الحاج رشدى بفراغ صبر : منا قلت ،هقول ايه اكتر من كدا ، اعرف لى بس مواعيد الدكتور دا إيه علشان نبقى موجودين .
يذهب اسلام ويعلم مواعيد الطبيب، ويعود ويخبر الحاج رشدى الذى يظل صباحا فى منزلة لتلقى العزاء ،وفى المساء يكون فى المستشفى بصحبه اسلام او رمزى. استمر على هذا المنوال اسبوع ،حتى تحسنت حاله سيلا وخرجت من المستشفى الى منزل الحاج رشدى ؛الذى اصر على تكملة علاجها لديه، ويتابعها طبيب الوحدة الصحية .
يسير فى ردهه المستشفى ويقف امام غرفتها ،يتلفت يمينا ويسارا ،متلهفة للقائها نهارا؛فقد حرص على تغيير مواعيد حضوره ليستطيع رؤيتها والحديث معها فى عدم وجود حماها واخو زوجها . ينظر الى الغرفة جيدا وهى ليست بها احدا ،يفق مذهولا للحظات ،ثم يخرج سريعا سائلا الممرضة المختصة بالدور .
دكتور محسن : فين الحالة اللى كانت فى غرفة 440 ؟
الممرضة وهى ترى على جهاز الكمبيوتر امامها وتقول له : خرجت النهارده الصبح يا دكتور محسن .
محسن مندهشا : إزاى دا ! من غير إذن مني ؟
فيتدارك ويقول بسخط وغضب : مين اللى مضى على إذن الخروج ؟
الممرضة وهى لا تذال تنظر الى الملفات التر تظهر امامعا على جهاز الكمبيوتر : أهلها خرجوها على مسؤليتهم الشخصية، ومدير المستشفى وافق .
د محسن : طب هات لى الملف بتاعها على مكتبى ضرورى .
يجلس محسن على مكتبه غاضبا من خروج سيلا بدون ان يراها او يعرف عنوانها . ويتنهد ويقف ويسير فى غرفته قليلا ثم تدلف الممرضة له ومعها ملف سيلا،ويأخذه منها بسرعة وينظر فى الملف على العنوان ورقم الهاتف ويدونهما فى ورقة ويطويها ويضعها فى جيبه .
فى منزل الحاج رشدى
تقف سيارة رمزى ،ويهبط منها رمزى والحاج رشدى ،و الحاجه صفية وتمد يدها لتأخذ بيد سيلا ويحمل رمزى راندا ويدخل بها فورا الى المنزل ،تتسابق الفتيات لحمل الامتعة ومساعدة سيلا ،والترحيب بها ..
بخطواط بطيئة تتحرك سيلا ،وتسير معهم الى الداخل بخطواط حزينه باكية ،ترفض قدميها الحركه وكأنما يرفضان السير ،تنظر سيلا للمنزل من الخارج وتسرى ارتعاشة فى جسدها تشعر بها صفية ،فتربت عليها فى محاوله لها من طمأنتها قليلا ،تسير معهن فى وهن حتى تدخل الى المنزل ،ويقابلها سيف بإشتياق ،ويقدم عليها ،فتنحنى سيلا بألم وتحتضنه وتقبلة بكل حنان وحب وتغمض عينيها فى محاوله منها لمنع نفسها من البكاء .
الحاجه صفية : خدوا يا بنات الشنط ودخلوها جوا .
سيلا معترضة : لو سمحتى يا ماما ،خليهم يطلعوها فوق فى الشقة . انا هطلع فيها .
الحاجة صفية معترضة : لا مينفعش ....
تنظر لها سيلا بدهشة وحزن متسائلة، فتكمل الحاجه صفية :
علشان انتى محتاجه رعاية وملاحظة ،والدكتور هيجى يتابعك فتبقى هنا معانا .
خليها براحتها يا صفية :كانت تلك كلمات الحاج رشدى.
صفية وهى تنظر له تحاول ان تتحدث ،فيكمل : لما الدكتور يجى سيلا تنزل له هنا . وخلى بنتين معاها فوق .خليها تاخد راحتها فى شقتها .
تهز صفية راسها موافقة، وتنفذ كلامه ،تتقدم نشوى وتسلم على سيلا وتقبلها وتعزيها ،فتبدأ سيلا فى البكاء وتجلس محتضنه سيف .
الحاج رشدى امرا الفتيات :يلا خدوا سيلا وطلعوها شقتها وخليكوا معاها ونوران هتبقى معانا هنا ..
سيلا وهى تنهض وبصوت واهن : حاضر يا بابا الحاج .
تذهب مع الفتيات ومعهن صفية. بخطواط بطيئة كانت تصعد الى شقتها ،نفس الطريق ،نفس الدرجات والطوابق ،ولكنه ليس معها . وقفت طويلا امام باب شقتها متردد فى الدخول .
خشى يا بنتى واقفة لية :كلمات الحاجة صفية تحثها على الدخول .
تغمض عيناها وضربات قلبها تكاد تسمع وتدخل الشقة ،وكأنها ترى الاثاث والحوائط يبكى على فراق ماذن ،تدخل الى غرفتها وتتركها الفتيات وتبقى معها صفية وهى تنظر لها وللدموع التى فى عينيها. تجلس سيلا على السرير ولا تستطيع ان تتمالك نفسها فتبكى ،وتأخذها صفية فى حضنها وتبكى معها ،ويظلا حتى تنام سيلا على زراعها .
فى منتصف اليوم يحضر طبييب الوحدة الصحيةلمتابعة سيلا،وتصعد صفية لتحضر سيلا له .
يجلس الدكتور احمد فى المندرة مع الحاج رشدى ؛ منتظرا نزول سيلا ، تحضر صفية ومعها سيلا ،ينهض الدكتور احمد ويسلم عليهما ويحلس يتحدث مع سيلا قليلا ،وهى ترد عليه اجابات مقتضبة .
الدكتور احمد :طب كدا تمام اوى ،زى ما اتفقنا بقى انتا بقينا اصحاب يعنى لو فى اى شىء مضايقك هتقولى لى عليه .
سيلا ،لا ترد ولكنها تهز رأسها موافقة .
الحاج رشدى : طب خدى سيلا يا حاجه لو سمحتى .
تخرج سيلا والحاجه صفية وتصعدان الى شقة سيلا . يلتفت الحاج رشدى ويسأله فى اهتمام كبير : ها يا دكتور ،ايه رايك ،لسه ممكن تفكر فى الإنتحار؟
الدكتور احمد : خلى بالك انها لسه اول يوم ليها هنا النهاردة ،وهى طبعا لسه مطمنتش ليا ،يعنى لسه مقدرش احدد بالظبط بس حضرتك لازم تبقى تحت عنيكم ،ويا ريت يبقى معاها حد وبلاش يبقى جمبها اى شىء ممكن تأزى نفسها بيه؛الاقدام على الانتحار مش محتاج تفكير ،دا بيبقى لحظه يأس وكل شىء بيضيع .
الحاج رشدى: تفتكر اننا كنا نسيبها فى المستشفى شوية ، ولا ايه ؟
احمد : لا ان شاء الله مع المتابعة حتبقى كويسة وانا هاجى لها كل يوم مرتين فى الاول بس لحد لما ترتاح ليا وتبدأ تتكلم معايا وبعد كدا هنظم المواعيد .
الحاج رشدى : البيت بيتك يا دكتور ، بس المهم تبقى كويسة .
احمد وهو ينهض واقفا : تمام يا حاج ،وياريت تخلوا ولادها معاها ،دا هيقلل من شرودها ومش هيخليها تفكر كتير ،بس عايزكم تراقبوها من غير ما تلاحظ.
الحاج رشدى : تمام يا دكتور، الف شكر ليك .
يذهب الطبيب وتأتى الحاجة صفية ويخبرها يما قاله الطبيب .فتصعد لها ومعها سيف وراندا ويبقون معا حتى ينام الجميع .
يمر أسبوع يحضر فيه الدكتور احمد صباحا ومساء ،وبدات سيلا الحديث معه،وكذلك سيف وراندا .
الدكتور احمد : لا احنا بقيما عال خالص اهه ،بتاخدى الدوا فى مواعيدة ولا ..
سيلا : ايوه
الدكتور احمد متفرسا ملامحها :فى حاجه مضيقاكى ،ايه هيه ؟
ترفع سيلا وجهها له ويرى الدموع فى عينيها :اصل جالى تليفون من دبي؛ عايزيني اروح هناك علشان استلم مستحقات ماذن واخد حاجتى من الشقة واسلمها لهم .
تهبط دموعها وتمسحها سيلا بسرعة ، بحركه قوية ،وكأنها تعنف نفسها ودموعها على السقوط امامه .
الدكتور احمد متفهما :وعلشان كدا انتي زعلانه،انك هتسافري ولا لسبب تانى ؟
سيلا وهى تهز راسها نفيا: مش عارفة هسافر ازاى ولا هقول لبابا الحاج ازاى،واولادى هيروحوا فين ؟ انا لسه مش عارفة اعمل ايه ؟ولا همشى حياتى ازاى ؟ انا حاسة انى تايهه .
احمد مبتسمابهدوء : واحنا روحنا فين ؟ احنا مش اصدقاء،انا ممكن ابلغ الحاج رشدى، ونفكر سوا عايزة تعملى ايه وايه اللى يريحك ، المهم تبقى مرتاحه .
تمسح وجهها براحه يدها وتقول متنهده :
والله انا مش عارفة اعمل اية ؟ انا مش عارفة افكر ؟ ولا عارفة اذا كنت اللى بفكر فية دا صح ولا غلط؟
الدكتور احمد :طب قولى بتفكرى فى ايه واشركينى معاكى ؟ يمكن اعرف اشور عليكى.
سيلا: انا عايزة اسافر مع ولادى الاسكندرية واشتغل،بس دا مش هيحصل غير بعد ما ارجع من دبي .
الدكتور احمد : هو حد زعلك من الجماعة هنا علشان عايزة تسبيهم ؟
سيلا بسرعة :لا والله ابدا ،ربنا عالم انا بحبهم قد اية ؟بس انا بفكر علشان المدارس اللى كانوا فيها فى دبي مش موجوده هنا فى البلد، لكن لها فرع فى الاسكندرية؛ يبقى افتح شقتى واقعد فيها وانقل ولادى هناك ،واشوف لى شغل. منا مش هفضل اخد فلوس من بابا الحاج .
الدكتور احمد بهدوء : طب منتى هتاخدى مستحقات ماذن المالية من دبي .
سيلا : حتتقسم حسب الشرع يا دكتور . انا عايزة ابقى مستقلة ماديا. فاهمنى
يهز رأسه بإماءة موافقة ويقول : فاهم ،طب تحبى اساعدك ازاى ؟
سيلا بتوتر : مش عارفة.
الدكتور احمد: طب خلاص انا هقول للحاج رشدى وهقولك .
سيلا وهى تنهض : متشكرة جدا يا دكتور .
وتتجه للخروج فينادى عليها دكتور احمد :سيلا
تلتفت له، فيقول : نمرة تليفونك ايه ؟ علشان ابلغك واطمن عليكى وانتي مسافرة .
سيلا تبلغه رقمها وتذهب .يحضر الحاج رشدى ويسأله عن حالها
الدكتور احمد يبلغه ما أخبرته به سيلا .
الحاج رشدى : انا عرفت بالمكالمه امبارح وكنت هبعت رمزى معاها لدبي .
الدكتور احمد معترضا : لو سمحت يا حاج يعنى انا ليا رأى تانى ،يا ريت لو تسبوها على راحتها ،هى خلاص عدت مرحلة انها ممكن تأذى نفسها ؛ يبقى سبوها تسافر وتشتغل علشان ميبقاش فى ضغط نفسى عليها ،خلى بالك انها لسه خارجه من انهيار عصبى حاد، يعنى مرة تانية وهيبقى لازم تتعالج فى مشتسفى .
الحاج رشدى : تمام يا دكتور ،كتر الف خيرك
احمد وهو يتحه للخروج : العفوا يا حاج دا شغلى وانا بقوم بيه ؟ عن اذنك
يخرج احمد من المندرة ويشاهد سيلا وهى تجلس فى الحديقة شاردة الذهن وسيف ونوران يشريات اللبن امامها . يتقدم منها ويقول لها :
خلاص يا سيتى ،انا بلغت الحاج وخليته ميضغطش عليكى فى حاجة المهم تبقى نفسيتك مستريحه .
لاح له شبح ابتسامه باهته وخرج صوتها واهن :
كتر الف خيرك يا دكتور .
احمد : احنا اصدقاء ،ولو احتاجتى اى شىء او حبيتى تتكلمى مع حد كلمينى فى اى وقت . انا تحت امرك .
سيلا : الف شكر ليك .
احمد :طب سلام عليكم.
يقف لثوانى ثم يذهب فى طريقة .
ست سيلا،الحاج عايزك: تلتفت سيلا لصوت الفتاه وتقف لتذهب للحاج رشدى وتقول للفتاه
-خلى بالك من الولاد لحد لما يشربوا اللبن .
تذهب سيلا الى المندرة وتحلس معهم ،فتجد الحاج رشدى يقول : ناوية تسافرى دبي امتى ؟
سيلا بتوتر : ان شاء الله لما يس محمد اخويا ياخد اجازة .ونحجز
الحاج رشدى : وليه محمد ،ممكن تسافرى مع اسلام او رمزى ،انا كنت هقول لرمزى يسافر معاكى .
سيلامعترضة :بس انا كلمت محمد اخويا ،وعلى العموم زى ما حضرتك عايز يا بابا .
الحاج رشدى : يبقى رمزى يسافر معاكى ..
تخرج سيلا من الغرفة وهى مختنقة بالدموع وتتجه للحديقة لتجلس مع اطفالها .
يمر بعض الوقت ويفاجئ الحاج رشدى والحاجة صفية بدخول نشوى والشر يتطاير من عيناها .
نشوى بغضب : حاج رشدى ،حاجة صفية ،شوفوا حد تانى غير رمزى جوزى بسافر مع سيلا. انا اصلا مش بشوفه ؛ وهو مشغول يبقى يسافر مع الهانم ليه بقى . خلى اخوها يسافر معاها ،وبلاش نخرب البيوت ونجيب البنزين جنب النار .
الحاجة صفية وهى متفاجئه من حديث نشوى : انتى بتتكلمى كدا ازاى ؟ وقصدك ايه بالكلام دا ؟
نشوى بحدة وهى تقترب منهما : قصدى محدش يفكر فى رمزى ... واللى بتفكروا فيه او حتى لسه مفكرتوش فيه ،اوعوا تحطوا رمزى فى اعتباركم . ابعدوا رمزى عن سيلا و متخربوش بيتي .
الحاجة صفية وقد فهمت ما ترمى له نشوى : اطمنى احنا مش بنفكر فى كدا.
نشوى بإصرار : ايووة كدا ،خليها تشوف حالها بعيد عننا ،احنا لينا الولاد وبس ..
تستمع سيلا للحديث ،وتكتم صوت بكائها وتذهب مسرعة الى حجرةماذن فى المنزل وهى تبكى،وتحتضن ابنتها ،ولكنها تجد يدا تربت على ظهرها وصوت سيف يقول :
ماما ... مالك ... بتعيطى ليه ؟
سيلا وهى تنظر له :مفيش
سيف ببراءه : انتى زعلانه علشان بابا سافر ومخدناش معاه ؟
سيلا باكيه أكثر: ايوة ، سافر وسابنا لوحدنا ،والكل خايف مننا . يا ريته كان خدنا معاه ،كان زمانا مستريحين ،وهم كمان مستريحين مننا .
سيف : طب تعالى نروح لبابا .
سيلا وهى تعتدل فى جلستها وتنظر له وكانها تفكر فى كلامه، لتقول فى آليه : هنروح له يا حبيبى، وهنلعب معاه ،ونستريح من الدنيا دى كلها .
ينظر لها سيف وهو لا يفهم شىء من حديثها، ولكن يستمع الحاج رشدى للحديث ويهرول الى حجرته متحدثا الى الدكتور احمد ويخبره بما سمعه من سيلا وخوفه من ان تقدم على الانتحار ،ويطلب منه حضورة بسرعة .
تجلس سيلا فى شقتها وتجد هدى اتية لها : ست سيلا،الحاج بيقولك ان الدكتور احمد تحت وعايزك تنزلى .
سيلا :حاضر
تحضر سيلا وتجلس معهم .
الدكتور احمد وهو يتفرس ملامحها: اخبارك النهاردة ايه يا سيلا؟
سيلا بهدوء وهى تنظر للحاج رشدى :الحمد لله
احمد بهمس :تبقى مش كويسة .
سيلا وهى تشعر بالاختناق ،تريد البكاء والصراخ، تريد البعد عن الجميع حتى يرتاح الجميع منها ولا يظن ان بوجودها خطرا عليه ..تريد .. تريد الاحتواء؛ تريد ماذن ليحتويها بين زراعية ويبعدها عن الجميع ..لحظة وهن وضعف لم تقوى سيلا على تحمل كل هذا تريد الانفجار والاحتواء ..
يأتى اتصلا هاتفيا للحاج رشدى ،يخرج من المندرة ويترك الباب مفتوحا .
احمد بهمس وهو يتفرس ملامحها ويشعر بأنها على وشك الانهيار ؛فهى تفرك يداها بكثرة وحده ،تنفسها سريع غير منتظم ،عيناها تتحركان بشدة الى الاشىء : والنفسة يا سيلا... اخبارها ايه ؟
سيلا وهى تنظر له فى حده وكان هذا السؤال كان القشة التى قصمت ظهر البعير وكشفت ضعفها : منتظر اقولك ايه ؟ ها .. كويسة !! اهى عيشة وبس .
احمد بهدوء وترقب : زعلانه ؟
سيلابحزن شديد : جدا
احمد : لسه مصدومه؟
هنا يحاول احمد ان يكشف سبب غضب سيلا يحاول ان ياخذها بهدوء لتحكى له وتخرج مكنون صدرها ،حتى وان نفثت غضبها به لا يهمه كل ما يهمه ان يطمئن عليها، ويسبر اغوارها الداخلية .
سيلا بصوت مختنق ولم تعد قاردة على التماسك: اوى .
احمد : اتكلمى ،قولى كل اللى جواكى . انا سامعك .
تتنهد سيلا وتقول بإستسلام : عايزتى اقولك ايه ؟
احمد بسرعه وقد شعر بان هذه اللحظه المناسبه لها لتحكى كل شىء :كل اللى حاسه بيه؛ ألمك ،وجعك، فرحك، كل حاجه حاسه بيها .
سيلا ببكاء وانهيار : مخنوقة ... أنا مخنوقة اوى وموجوعه اوى ، مش عارفة أنا عملت ايه لكل دا ؟ أنا طول عمرى بحب الكل ،عمرى ما كرهت حد ،ولا اتمنيت حاجه وحشة لحد . حتى اللى بيغلط فيا كنت بسامحه . يبقى ليه يحصلى كل دا ؟
احمد : ابتلاء من ربنا ،وإختبار
سيلا باكية بشدة :اختبار صعب اوى ... اوى ..انا لوحدى وخايفة .
الكل خايف منى وكارهني ،أنا وأولادى ،حاسة ان مكانا مش هنا ، إحنا مكانا مع ماذن .
احمد بشك : بتفكرى تروحيله ؟ بتفكرى تنتحرى
سيلا وكأنها نزيح ثقلا عن صدرها : ايوة ... فكرت انى انتحر بس صعب عليا الولاد ؛هيبقوا ايتام الاب والام كمان !!
علشان كدا هم بس اللى مخلينى عايشة .كفاية انا عشت يتيمه الاب ،وربنا كتب عليهم يعيشوا تجربتى. أجى انا واقسى عليهم كمان ... ويبقوا ايتام الاب والام كمان .
احمد بغضب لحالتها وانهيارها : إيه اللى خلاكى تحسى الاحساس ده ؟
سيلا: إنك تحس ان كل اللى حواليك كارهينك ،رغم انك بتتعامل معاهم كويس . وتقول كفاية عليا ماذن والحاج والحاجه . لكن ماذن خلاص راح ... راح الأمان يا دكتور . القدر بيعاندنى يا دكتور مش عارفة ليه ؟
احمد : طب ناوى على ايه ؟
سيلا بإستسلام : هعمل ايه يعنى ، هعيش لاولادى ؛هربيهم واعوضهم حنان الاب .
احمد وهو يمسك يدها ليطمئنها ويهدأها : توعدينى لو حسيتى انك عايزة تتكلمى مع حد تكلمينى ؟
سيلا بخفوت : اوعدك
احمد :معاكى نمرة تليفونى ..
سيلا: ان شاء الله ..
يدخل الحاج رشدى وقد سمع كل الحديث وتألم لها كثيرا. تخرج سيلا ويحاول احمد ان يتمالك اعصابه ويجلى صوته من شدة تأثرة ببكاء سيلا فيقول :
-هى كويسة؛ فكرت فعلا فى الانتحار بس ولادها وحبها ليهم هو اللى مانعها . ودا شىء كويس ؛شعورها يإحتياجهم ليها ده الشىء الوحيد اللى مخليها تبعد فكرة الانتحار .
يخفض صوته ويقول ناصحا :يا ريت بس متضغطوش عليها ،وتابعوها من بعيد ..
الحاج رشدى : طب هى مسافرة دبي ايه رايك يروح معاها رمزى ولا اسلام ؟
احمد :هى ..عايزة مين ؟ .
الحاج رشدى : كانت كلمت اخوها
احمد بسرعة :يبقى اخوها ، يتدارك نفسة ويقول ؛ احسن علشان تبقى على راحتها ..
الحاج رشدى : يبقى على بركه الله تروح مع اخوها ....

google-playkhamsatmostaqltradent