رواية المهندسة نور البارت الخامس 5 بقلم وفاء الغرباوي
رواية المهندسة نور الفصل الخامس 5
تعالي يا نور محتاجلك أوى
تعالى يا نور محتاجلك أوى
فضل صلاح وقت كبير بينادي على نور وهو بيعيط ، مشاعره كلها كانت حرقة والم وفراق..
:لاول مرة يا نور ما يوم مافارقتينى احس انى محتاج وجودك جنبى اوى
عشان اقولهم دى كانت نور على نور
اسم ومعنى وصفة ونور من جوه
ظلموكى يا نور ..وانا ظلمتك يوم مهربت بيكى ومقدرتش ادافع عنك ...بس التيار كان عالى ومكنش ينفع أقف..كنا هنخسر كلنا..
سامحينى يا نور
دخلت نورسين الشقة،سمعت كلامه
_اكيد تقصد نور دى مش انا ..عايز الأصل مش الجزء
وبدات تشاور على الصورة
نزل صلاح ايده من على وشه ومسح دموعه، وحمحم لاجلاء صوته،كانت نبرة صوته حزينه ،كلها شوق
_ايوة محتاجلها يا نور ،النهاردة اكتر من ١٥ سنه اللى فاتوا على فراقها صحيح انت بنتى وحته منها ،بس انا عايزها
دى اللى كلامها بلسم لكل حياتى والجراح اللى فيها
سكتت نور شويه بس هي عايزة تعرف الحقيقة كلها، مش جزء من الماضى بس
_يبقى ان الأوان اعرف الجراح دى يا بشمهندس صلاح
ولا لسه عايز تفضل عم صلاح الساعى
وقف صلاح وبقى ظهره ليها
:اوعدك يا نور احكى ليك كل حاجة الصبح ،بس سبينى ارتاح..انا محتاج ارتاح أوى يا نور
وياريت تكون نور مستنياني عشان ارتاح أوى
رغم ان صلاح صوته كان واطى فى اخر جملة قالها،بس سمعته نور ، وقلبها هبط فجاة ، حست بالخوف
:بابا انت كويس
ووقف وبص لها وفتح دراعاته الاتنين وهى جريت على حضنه استخبت فيه
:انا كويس يا نور... متقلقيش ربنا كريم يا بنتى
ربنا كريم
وقتها نور سمعت اسم كريم وافتكرت كريم ،متعرفش اى جابه على بالها بس ،نفضت الاسم عن دماغها
ومشيت مع باباها توصله لغرفة النوم بس للاسف ملحقش يوصل ووقع ..صرخت نور باسم باباها
حاولت على قد ماتقدر توصله للسرير تفوق فيه بس مفيش فايدة،طلبت الإسعاف..بس عشان دايما الإسعاف متأخرة، مستنتش نور واتصلت على المدير بتاعها مهندس أحمد، اللى وصل ليها فى وقت قياسى ..وساعدها ونقلوا صلاح المستشفى..
*****
مشى كريم طول الطريق بيفكر فى نور وياسمين ..هو اصلا نسى هو كان رايح فين ..
خبط على دماغه وافتكر انه كان رايح المستشفى
ساعتها قال
:منك لله يا بكيزة انت وزغلول نستيونى كنت رايح فين؟
لسه بيفكر فيهم... رغم فرق السن اللى واضح بينهم ،اى العلاقة القويه اللى بتربطهم ،رغم انهم مش أخوات..كل مايحاول يشيل اسمهم من تفكيره مش عارف خالص..لغاية ما تليفونه رن، كان والده
_ايوة يا بابا ..انا كويس ..رايح المستشفى اه
خلاص عشر دقايق واكون هناك
****
بعد ١٠ دقايق كان كريم وصل المستشفى ولقى باباه فى حديقة المستشفى، راح عنده وسلم عليه وسأله
_خلصت الترخيص
رد محمود من غير ما يرفع عينه
_لا
=طيب ليه يا بابا ،هو فيه حاجة غلط فى البنا
مش انت بتبنى حسب المواصفات ليه الترخيص واقف
_انت مستعجل اوى كده على العيادة يا دكتور
هتفرج يا ابنى بس ربنا يعديها على خير
كريم حس من صوت باباه ان فيه حاجة مش طبيعة وانه مش كويس سأله
:مالك يا بابا..هو موضوع الترخيص دا مضايقك اوى كده، انا ممكن اروح معاك ونشوف حل ..طول مااحنا صح مفيش حد يقف قدامنا
وسال كريم بشك
:ولا فيه حاجة مش صح
رد محمود بكل ثقة
:ما كل الناس بتبنى أدوار مخالف اشمعنا انا بس مش هى دى المشكلة ..المشكلة طلعت اكبر من عمارة وترخيص ..دا ماضى عدى عليه ٢٥ سنه والنهارده جى يقف من تانى ويقول انا اهو قدامك..لو كنت فاكر انك دفنتى قدام الناس ..لا انا لسه حى جواك
سأل كريم بتوهان
:انا مش فاهم حاجة ..ماضى اى اللى تقصده ومين حى ومين ميت
تاه محمود في ذكريات الماضى والدوامة اللى حفرها هو لما نبش فى القديم
:غلطة انا عملتها من ٢٥ سنه واتحاسب هو عليها
وضيع حياته عشانى وانا كنت جلاد وقاضى
ما انا كنت الطيب وكان لازم يصدقونى
بس كنت بغير منه
:بتغير من مين يا بابا وغلطة اى دى
ملحقش محمود يرد على كريم وكان صوت سرينة الإسعاف فى المكان واضح انتبهوا عليه
وقف كريم
:بابا انا هاروح اشوف شغلى ..حضرتك محتاج قاعدة كبيرة ،ينفع لما نرجع البيت
وقف محمود، هز رأسه
:مع كل اللى حصل كنت جاى اطلب منك تسامحني
:اسامحك على اى يا بابا
بس مكنش فيه وقت للإجابة، لان نور كانت بتصرخ باستغاثة عشان باباها ومعاها المهندس أحمد جنبها
:دكتور بسرعة ..الحقونى
شافها محمود وكريم واتكلموا فى نفس الوقت
:نور ...صلاااااح
:بكيزة
اتحركوا بسرعة الاتنين ناحية نور وباباها ،وبسرعة كان فيه ممرضين ودكاترة حوالين حالة عم صلاح
وصل محمود ومسك فى دراع أحمد
:صلاح ماله يا أحمد واى حصله
رد عليه أحمد من غير ما يبص له
:زمان ضيعته وحرمته من اهله والنهارده جاى تحرم نور منه
وافتكر ان قولتلك بلاش نور ووالدها يا محمود
رد محمود بخزى
:انا غلطت وبعترف بكده ولازم أصلح غلطتي
بص له أحمد أوى
:قالوا للحرامي احلف
وسابه ومشى
*****
الممرضين دخلوا صلاح حجرة الكشف وبقا معاه مجموعة من الممرضين والدكتور ، كريم شاف نور واقفة بتعيط بس مكلمهاش ، دخل حجرة الكشف وابتدا يشوف ويفحص عم صلاح مع زميله وبعد شويه خرج
كان نور واحمد ومحمود منتظرين اى حد يطمنهم
:للاسف الحالة صعبة ،من الواضح انه بيعاني من القلب من فترة ،وكان لازم يكون فيه اهتمام اكتر من كده بالعلاج
نور بتوهان
:بابا
بس نظرة أحمد لمحمود بتقول انه كان عارف..وكانت كلها توعد
كمل كريم كلامه
:لازم يفضل فى العناية المركزة فترة وربنا كريم
ادعوله
نور كانت مركزة مع كريم أوى..نفسها تطمن على باباها
فى نفس الوقت جواها شحنه غضب ، زغلول مش هنا
ونفسها فى اى حد تطلع فيه غضبها..بعدت شويه عنهم
بس للاسف كريم مشى وراها وياريته مااتكلم
مصدقت سمعت كريم بيقولها
:متقلقيش بابا بخير يا بكيزة
:دا البعيد معندهوش احساس ،ليك نفس تهزر ولا تتكلم
ابويا بين الحيا والموت وانت اللى بتقول ادعى له، جاى تهزر معايا..هو انا اعرفك...احترم البلطلو اللى انت لابسه
ولأن صوتها عالى
جرى محمود واحمد عليهم
سأل محمود
: فى أى
انتبهت نور ليه
:هو انت...الصبح مسكت نفسى بالعافيه وقلت راجل كبير وقد والداى ولازم احترمه..أصلها تربية
فى الاخر اعرف انه يعرف والدى وبينهم عمر بقاله ٢٥ سنه ويعرفوا بعض أوى كمان
اتكلم كريم وقتها
:هو دا الراجل اللى بتقول غلطت فى حقه من ٢٥ يابابا
كريم دا مدب أوى
سكت محمود ومردش بس وقتها اتكلم أحمد
:ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم
اتكلم يا محمود واحكى الحكاية
الموقف كان صعب جدا بس قرر أن يفتح البير ويخرج اللى جواه
:شوفوا يا اولاد بس قبل ما تحكموا ..اسمعوا الحكاية للآخر بدون مقاطعة
من ٤٠ سنه فاتوا .....
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية المهندسة نور" اضغط على أسم الرواية