رواية أقبلني كما أنا الفصل السادس بقلم فاطمة الزهراء عرفات
رواية أقبلني كما أنا الفصل السادس
نظر عاصم لأبن شقيقته وتابع بنبرة تفطر لها القلوب: نوبة التشنج اللي بتيجي ليحيى بيكون سببها الأول الصرع.. والسبب لكدة صدمة نفسية أتعرض ليها وهو يوم الحادثة لما شاف أمه وأخوه الصغير بيتحرقوا قدام عينيه
زرف عاصم الدموع تلقائيا فمد أصبعه وجففها ليتابع بحزن: ومن يومها ويحيى بيحلم بكوابيس وكل ما يفتكر اللي حصل جسمه يتشنج ويهلفط بالكلام لحد ما يغمى عليه.. زي مابتشوفه يا فارس وأحنا بنفوق فيه.. انا خايف لاحسن تضاعف عليه بس هو رافض يتعالج .. لما بيفوق مابيفتكرش اللي قاله او اللي عمله اخر مرة قالي انا اسمي بدر بس انا مادققتش على كلامه .. حاول يا فارس انك تقنعه
أومأ فارس برأسه ثم تنهد بحزن وواصل حديثه لخاله بتريث: حاضر يا خالي هحاول معاه.. هى الحادثة كانت تقيلة عليه
نظر عاصم بجانبه على الغرفة ليرى أشرف وزوجته يهرولون للدخول بعدم معرفة فأرشدهم فارس: في الأوضة دي
دلفت هالة الأول وما أن رأت أبنتها أرتمت مكية بحضنها: ماما
قبلتها هالة وهى مستمرة بالبكاء فأقترب أشرف منهم وأيضا أحتضن أبنته بشوق جارف، أردفت هالة بلهفة: أنتي كويسة يا حبيبتي في حد عملك حاجة؟!.. وقميص مين ده اللي لبساه؟
جففت مكية عبرات والدتها وأشارت على يحيى بامتنان: قميص دكتور يحيى.. هو اللي حماني من الناس واللي فيه ده بسببي
أقترب أشرف من يحيى وسيف ثم شكره: مش عارف أشكرك ازاي.. او ايه الجميل اللي أردهولك انك حميت بنتي و..
قاطعه يحيى وقال بجدية: انا اللي بشكر حضرتك انك ربيت زي الأنسة.. هى كمان عرضت نفسها للخطر وساعدتني
عاود أشرف النظر لأبنته وأحتضنها بسعادة: أخواتك البنات كانوا قلقانين عليكي يا مكية
وجه يحيى حديثه لفارس بتلقائية: أقلع الجاكت يا فارس
تعحب من طلبه ولكن سرعان ما تدارك بأن يحيى ثيابه ممزقة فخلع الجاكت الجلدي وأعطاه له ألتقطته وهو ينهض ثم أرتداه ووجه حديثه لسيف ببرود: ماتشكر يا دكتور
رد عليه سيف بأستفزاز أكبر: ده مجرد جرح سطحي.. اي عيل صغير يستحمله انشف انت
رفع حاجبه لفوق وصاح به: هو انا كنت بعيطلك زي العيال!!
تكلم فارس بضيق: ماتبس بقا انتوا مابتزهقوش
جلس سيف عاى المقعد وقال بنبرة ذات معنى: انا دكتور وواجبي اني اعالج اللي قدامي حتى لو كان عدوي وبيني وبينه مشاكل كتيرة
رد عاصم عليه بسعادة خفيفة: وانا مقدر مجهودك يا دكتور وشكرا تاني مرة
ثم نظر لهم بجدية: يلا عشان نروح
خرج الجميع من الغرفة، مكية التي ذهبت مع والديها بسعادة، قبل ان يستقل يحيى السيارة سأله عاصم مستفهما: ماتعرفش حد من اللي خطفك او المكان
حدق به يحيى لفترة ولم يتفوه بكلمة فواصل عاصم حديثه: ماتقول يا يحيى عرفت تهرب ازاي؟ ومين اللي عمل كده
نظر في وجه والده ثم أردف بجمود: كنت في المزرعة القديمة
أتسعت حدقتي عاصم بذهول ليتابع حديثه بتأكيد ممزوج بوعيد: المزرعة القديمة!.. يعني اللي خطفك حد نعرفه و.. يعني اللي عمل كل ده هو لطفي.. كلنا كنا هنموت عليك من القلق إلا هو.. فتح على نفسه نار مالهاش اخر
واصل يحيى حديثه بأرهاق: ممكن يا بابا تسمعني وبعد كده اللي هتحكم بيه انا موافق عليه.. عمي لطفي بيلعب على المكشوف وخصوصا بعد مادخل مواد مسرطنة للفواكه والخضار
هتف عاصم بحدة خفيفة: مواد مسرطنة؟!!! وانتو عارفين كل ده وانا اخر من يعلم.. ازاي تخبوا عليا حاجة زي كده
أسرع فارس بالرد: انا ويحيى عرفنا الحاجات دي من كام يوم وأتفقنا اننا هنشوف حل بس جات حكاية خطفه.. كمل يا يحيى
أتكأ على السيارة وقال بتعب: هنعمل نفسنا مانعرفش حاجة عن اللي خطفوني والمزرعة القديمة حتى المبيدات والمواد المسرطنة لحد مانجر رجله ونوقعه.. واللي هيدخل المزرعة دلوقتي السماد مافيش حاجة تانية لا مبيدات ولا كيمواي اللي ممنوعة من وزارة الزراعة.. ودلوقتي انا تعبان وعاوز انام
تفهم عاصم فكرة أبنه ثم وافق عليها وأستقل الثلاثة السيارة ليتوجهوا الى الڤيلا
.................
دلفت مكية بصحبة والديها لشقتهم أسرع شقيقاتها بأحتضانها بحنين، تكلمت مريم بلهفة مبالغ بها: حد عملك حاجة؟
قبل ان ترد عليها أسرعت هالة بقول: سيبو اختكم ترتاح.. وبعدين نتكلم في كل حاجة.. انا هحضر غدا دلوقتي
ردت عليها مكية بتعب: انا هاخد شاور وهنام مش قادرة
لم تضغط عليها والدتها لتكمل مكية سيرها لغرفتها نبشت بدلابها بعض الثياب ودلفت للحمام
...................
وصلت سيارة فارس اسف ڤيلا (عاصم القاضي)
ترجل يحيى بتعب وضع فارس ذراعه حول خصر يحيى ليعدل توازنه في السير، دلف الجميع الي الداخل، عندئذ ركضت اليهم توحيدة وهي تردد: سلامتك يا يحيى.. انت كويس يا حبيبي
أجابها بإيجاز قائل بنبرة منهكة: انا كويس يا عمتي بس محتاج انام
تكلم لطفي بقلق مصطنع حتى لا يكشف سره: كنا هنموت من القلق عليم يا يحيى.. المهم انك رجعت بالسلامة
جلس عاصم على الاريكة ثم تحدث بلهجة أمر: فارس خد يحيى لأوضته هو تعبان دلوقتي
أيماءة بسيطة صدرت على وجه فارس فتابع بالامساك بأن خاله وصعد به لفوق
كانت أعين رواء تتابعه لاحظ ذلك لطفي هو متأكد بمشاعر أبنته لفارس فهتف بها بحدة: انتي قاعدة بتعملي ايه هنا مش وراكي مذاكرة وجامعة
فزعت من هيئة والدها الغاضبة وقبل ان ترد عليه كان عاصم قد سبقها في قوله بهدوء مصطنع: انت متعصب كده ليه؟ يا لطفي.. خضيت رواء
ثم نظر لها وأشار ان تأتي وتجلس بجواره لتطيع أمره، وضع كف يده على خصلات شعرها وقال بتنهيدة: انا مستحيل اخليك تزعلها.. فاطمة كانت بتحب رواء اوي كانت بتعتبرها بنتها اللي ماخلفتهاش
غمغمت كوثر بهدوء بالرحمة عليها وعلى أبنها فأمن الجالسين، لوى لطفي فمه بتهكم وهو يبتعد عنهم: انا خارج.. في مشوار مهم
ثم أغلق الباب خلفه بضيق، جاءت توحيدة لتجلس بجانب أخيها وتربت على فخذه برضا: الحمد لله ان يحيى جه بالسلامة
..................
خرج يحيى من الحمام الملحق بغرفته وهو مرتدي بنطال وفوقه تيشرت أسود وعلى رأسه فوطة يجفف بها شعره، أنتبه له فارس المُمدد على الأريكة
توقف يحيى عن السير لتقع الفوطة تلقائيا من بين أصابعه وشعر بالدوار قليلا ثم ترنح لينهض فارس ويمسكه، أجلسه على الفراش وأنحنى قليلا ليرفع ساقيه ويضعها على الفراش سأله فارس بقلق: أنت متأكد انك كويس؟
أغمض يحيى كلتا عينيه ورد عليه بتعب: انا بقالي يومين مانمتش
جثى فارس على ركبتيه وأراح ذراعيه على السرير وظل يدقق النظر بجسد يحيى فأجابه بتعب جلي وهو يحرك يديه بهدوء : انا كويس يا فارس.. النوبة ماجتش سيبني انام بقا
لم يريد الضغط عليه خاصتا انه محتاج للنوم، نهض فارس وخرج وأغلق الباب خلفه بهدوء
.................
أستيقظت مكية على صوت شقيقتها مريم توقظها برفق، فتحت مقلتيها وأغلقتهم مجددا اثر الضوء الغرفة، تحدثت مريم بجدية: انتي ماشبعتيش نوم الدنيا مقلوبة عليكي
نهضت مكية بعدم فهم ثم قالت بدهشة: الدنيا مقلوبة عليا!.. وأنا عملت ايه؟
جلست مريم على طرف السرير وقالت بسرعة: انتي نسيتي يا مكية انك أتخطفتي وعشان انتي مشهورة بقا طلعتي ترند ودلوقتي القنوات عاوزة تكلمك عشان تعرف الحقيـ
قاطعتها بعدم تصديق: انتي بتتكلمي جد؟.. انا فعلا طلعت ترند
دلفت مودة ممسكة بيدها هاتف وهمست لمكية في أذنها: المذيعة اللي على قناة (..) عاوزة تكلمك خلي بالك انتي على الهوا
ألتقطت الهاتف من شقيقتها بسرعة ممزوجة بلهفة فغيرت نبرة صوتها للتعب: السلام عليكم
أجابتها المذيعة بأبتسامة رضا: مكية.. مكية انتي سمعاني.. اولا حمد الله على سلامتك ممكن تقوليلنا وتقولي لفانزك صحتك اخبارها ايه؟
أردفت مكية بنبرة تعب خفيف: انا بخير وشكرا لكل الناس اللي قلقت عليا وسألت عليت في غيابي.. طب ممكن أقفل عشان في قناة تانية عاوزة تكلمني
رمقت مريم شقيقتها مودة ببلاهة ثم ألقوا نظرة عدم حيلة على مكية الكاذبة فأكملت المذيعة حديثها برفض بصوتها الجاد: معلش مش هأخرك بس طمنينا.. الناس اللي خطفتك ليه؟
عاودت مكية الجلوس على الفراش وقالت بخبث: ناس لابسة ماسك اسود .. خطفوني وانا خارجة من الكورس والدكتور شافهم وحاول يخلصني بس الكترة تغلب الشجاعة وخطفونا أحنا الاتنين وبفضل ربنا ودعوات حضراتكم رجعنا بسلام
أومأت المذيعة رأسها وأستأنفت بتفهم: الف سلامة عليكي وعان انتي بنت حلال ربنا وقفلك ابن حلال يحميكي.. انا سعيدة انك بخير وحمد الله على سلامتك تاني
أنهت مكية حديثها مع المذيعة بوء حتى أغلقت الهاتف وبدأت في القفز وهي تردد بسعادة: انا طلعت ترند.. الناس بتحبني وقلقانين عليا وبيسألوا عليا.. انا فرحانة اوي
دلف أشرف وهالة الى الغرفة بضيق، ثم نهرها والدها بتهكم: انتي ماتعلمتيش حاجة خالص من الدرس اللي فات.. بقيتي كدابة يا مكية
هدأت ملامح وجهها وأردفت بتريث: دي الحقيقة يا بابا.. انا مابكدبش
صاح أشرف بغضب: لا بتكدبي.. انتي عكستي الاية الناس اللي خطفوكي مش كانوا عاوزين يخطفوكي كان السبب الاول هو الدكتور يحيى وانتي اللي قربتي منه وصوتي فاهما ماكنش قدامهم حل غير انهم يخطفوكي
جلست على طرف الفراش وقالت بملل: مش هتفرق يا بابا.. المهم اننا رجعنا بالسلامة
سحق أسنانه من ثرثرة أبنته وغرورها فقال بوعيد: طيب يا مكية.. اعملي اللي عاوزة تعمليه وخلي النت حاجة مقدسة عندك بس انا في يوم هفقد أعصابي عليكي ومحدش هيرحمك مني
لم ينتظر منها رد وخرج وأغلق الباب خلفه، حدجتها هالة بتهكم: انتي مس هتبطلي قلة ادبك دي ابدا.. والله لو ابوكي في يوم ضربك ماهحوش عنك عشان انتي تستاهلي
خرجت هى الأخري من الغرفة فرمقت مكية شقيقاتها وأردفت بسخرية: وانتو كمان ماعندكمش شوية تهذيء ليا.. بقولكم ايه أخرجوا برا انا مش طايقة نفسي
خرجت مريم لأنها تعرف ستدخل في جدل عقيم مع شقيقتها ولكن مودة وقفت امام شقيقتها وأستفزتها في قولها اللازع: ليكي حق ماطقيش نفسك بالوحمة اللي في وشك.. عارفة كأنك غوريلا يا مكية.. يا بنتي انا بقرف من شكلها عليكي
تخيلي في حد هيحبك بيها؟ .. انا لو مكانك أعمل عملية تجميل واشيلها أو البس نقاب عشان محدش يشوفها
رمشت مكية بجفني عينيها ثم نظرت لشقيقتها وأردفت بتنهيدة حزينة: انا مش غوريلا يا مودة
رمقتها بتشفي قبل ان تخرج وتقول بأستفزاز أكبر: واضح فعلا
أغلقت مكية الباب وأراحت ظهرها عليه تلقائيا العبرات تدحرجت من مقلتيها وشعرت بأن أناتها سترتفع فأبتعدت عن الباب وأقتربت من التسريحة
جلست على المقعد تطالع نفسها امام المرآة فلمست الوحمة التي أسفل عينها بحزن وقالت بتمني: يااااه لو ماكُنتيش موجودة.. او حتى كنتي في حتة تانية بس مش في وشي
..................
(أسترجاع للماضي)
..................
في المرحلة الأعدادية لمكية، كانت الفتايات والفتيان يتمازحون في فصلهم قبل دلوف المعلم وكانت مكية جالسة بجوار تسنيم رفيقتها يتحدثون في موضوع أخر ليأتي فتى ويقول بأستفزاز: هى أمك أتوحمت عليكي في ايه
أجابته مكية بحرج شديد وصوت خافت: لحمة راس
أتسعت أعين الفتى فتابع بسخرية أكبر وصوت عالي لكي يسمع الفصل: يا جماعة البت دي امها اتوحمت عليها على لحمة راس.. عشان كده شكلها وحش واسود وفيها شعر.. شكلها وحش اوي
صرخت به تسنيم بغضب: وانت مالك.. بتتريق على خلقة ربنا ليه؟.. خليك انت في حالك
هز رأسه بنفي ووجه حديثه لمكية: خليكي انتي على جمب يا تسنيم.. انا بكلم ام وحمة سودة
أقترب فتى أخر وأردف بسخرية: ماتبطل تتريق عليها.. ممكن تكون مراتك لما تكبر
رمقه بغضب ثم هتف بصوت صارم: أنت أتجننت.. انا أتجوز دي.. ده الشعر اللي في وحمتها أكتر من شعر شنبي
ترقرقت العبرات بأعين مكية لتترك لنفسها العنان في البكاء من الموقف المحرج الذي سببه لها جلست على مقعدها وأخفضت بصرها ولم ترد عليه
كذلك هو ورفيقه ذهبوا بعيد عنها ربتت تسنيم على ظهر رفيقتها وأردفت: ماتعيطيش يا مكية.. هما بيسفزوكي والله
ثم جففت عبرات رفيقتها وطول اليوم وتسنيم تهدأ مكية الى ان أفترقت لطريقها، عند دخول مكية المنزل صرخت ببكاء: انا وحشة
ركضت إليها هالة بعد أن سمعت صوتها من المطبخ وقالت بتريث: مالك يا حبيبتي.. ليه بتقولي على نفسك كده.. انتي جميلة اوي
أرتمت مكية بحضنها وردت عليها بصوتها الباكي: لا يا ماما انا وحشة كلهم بيقولولي كده في المدرسة.. ليه يا ماما أتوحمتي عليا على لحمة الراس وانتي مابتحبيهاش وبابا ليه مش جبهالك.. انا ذنبي ايه أعيش حياتي وحشة زي الغوريلا
ربتت هالة على أبنتها وحدثها بهدوء ولكن الحزن انتصر على نبرة صوتها: انتي مش غوريلا يا مكية انتي قمر من جوا ومن برا يا حبيبتي.. انتي ربنا زودك على زمايلك بحاجة
أكملت مكية حديثها بحزن: أنا مش زايدة عليهم بحاجة بالعكس انا ناقصة عنهم.. انا لما أكبر هعمل عملية تجميل
لم تعرف هالة بماذا تفعل لأبنتها سوى التربيت على ظهرها لكي تهدأ
..................
(عودة للحاضر)
.................
أفاقت مكية من شرودها بحزن ثم نهضت وحاولت طرد تلك الذكريات التي تنغص عليها أيامها فتذكرت القميص الذي أعطاه لها يحيى فأسرعت بالخروج للبلكونة التي في غرفتها
وأخذته من الحبل لتتأكد انه جف ودلفت للداخل مجددا، قامت بطيه وأدخاله في خذانة ثيابها، همست بتهكم: أيفوني سرقوا الحرامية يا خسارة
ثم أحضرت اللاب الخاص بها وجلست على الفراش تعبث به وتتحدث لتطمأن الناس الذين أنتابهم القلق بشأنها
....................
بعد مرور ثلاثة ايام تحسنت حالة كل من يحيى ومكية، كان فارس ينقل له الأخبار عن المزرعة بينما لطفي مستمر بإرسال المواد المسممة للخضار والفواكه معتقدا بأنه يتم رشه على النباتات ولم يحدث ذلك سوى مجارية لأفكاره الدنيئة وحتى يقع وقعة لا يقوم لها
................
في مكان أخر كان يحيى جالس فوق السيارة وينظر للأرض بفراغ بدون مشاعر ظل لقرابة الساعتين وهو محدق بالأرض وبدن اي كلمة
تنهد بثقل ثم قفز وأستقل سيارته وتوجه بها للعمارة التي يمكث بها أحياناً، تحدث بجدية وهو يخرج من السيارة: انا وصلت أهو.. ثواني وأكون عندك
دلف لداخل المصعد وأرتفع للطابق السادس قام بفتح الباب وتركه مفتوح ليتوجه الي غرفة نومه وألتقط بحقيبة كبيرة وفتحها ثم فتح خذانة الملابس
وبدأت في وضع ثيابه بها بدون اكتراث، سمع صوت شاب بالخارج يقول بصوت عالي: استاذ يحيى.. انا والرجالة وصلنا
رد عليه وهو مستمر بوضع ثيابه بالحقيبة: أدخل وشوف شغلك اللي فهمتهولك
بعد أنتهاء يحيى من وضع الثياب أخذ الحقيبة وجرها متوجها للخارج، سمعت مكية بالصوت العالي فأسرعت كي ترى يحيى وعند فتح الباب
تفاجأت به ممسك بحقيبة سفر كبيرة، هتفت بقلق: أنت رايح فين؟
قبل أن يرد عليها خرج فارس من المصعد وأسرع في خطواته إليه ليتفاجأ هو الاخر ثم ردد بدهشة: انت واخد شنطة هدومك ورايح على فين؟ انت صحيح هتسافر؟
يتبع الفصل السابع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أقبلني كما أنا" اضغط على اسم الرواية