رواية عشيقة لوسيفر البارت الثامن 8 بقلم روزان مصطفى
رواية عشيقة لوسيفر الفصل الثامن 8
عليك أن تتعامل دائماً مع الأشياء على ماهيتها الطبيعية ، لا يمكنك توقع أن يتحول الشيطان لعاشق بين ليلة وضُحاها ، لقد كان ومازال عدونا الأزلي حتى نهاية ذلك العالم
جلوريا برُعب : عالمك ! يختلف عن عالمنا في شيء ؟
لوسيفر بنظرة غريبة جعلتها تشعُر أنها مُنومة مغناطيسياً : يختلف بالطبع ، لإني بعيش فيه
نبرة الغرور ترتد في صوته مرة أخرى ، لتشعر جلوريا بشيء خاطيء داخلها ، ما الذي حدث بحق السماء ! هل قضت معه ليلة ك زوجته
إتسعت عيناها لتزداد جمالاً ف نظر لها قائلاً : مش هنستغرق وقت طويل ..
ليُصفق بأصابعه وتظلم دورة المياه حولهم ، ألتصقت جلوريا به وهو يقول : إنتي في حُلم ، غريب .. تعايشي معاه ، تخيلي إن قدميكي مش لامسة الأرض ، غمضي عينيك وتخيلي إنك وسط مجرة زرقاء
بالفعل بدأت جلوريا تُغمض عينيها ، دون أدني تفكير ولو للحظة
باغتها عقلها بفتحهما مرة أخرى ، لتجد نفسها بين ذراعيه ولكن
مُعلقة في هواء وسط لون أزرق مُضيء في ذلك السواد المُحيط بهم ، وهي لا تشعُر بأطرافها من شدة البرودة التي قد تصل لتحت الصفر تقريباً ، كيف يجلس مخلوق النار في ذلك المكان البارد !
لتقول هي برُعب وبدا صوتها مُرتفعاً للغاية بالرغم من عدم تعمدها لذلك : عاوزة أرجع البيت ، أنا خايفة !
تحول وجهه من شاب يافع كما كان يظهر لها ، لخطوط سوداء تبدو كالعروق ، عينان حمراوان حتى كادت تسقط من بين يديه ولكنه أمسك بها بإحكام ..
جلوريا وقلبها يكاد يتوقف من كثرة النبض : خ .خايفة
لتتحول نبرته من تلك النبرة الخادعة إلى نبرته الحقيقية ويقول بصوت أجش : أنا بكرهه الضُعفاء!
لا حيلة للعودة ، كانت تُجاهد حتى تبتعد عنه ، دار بها وسط ذلك الظلام وهي لا ترى بالفعل شيء سوا الظلام ، إستقر بها أخيراً على أرض صلبة ، لم تشعر بقدميها ف إنهارت من بين ذراعيه .. ليعود وجهه كما كان عندما ظهر لها ، وقال بنبرة باردة : مش حاسك مرتاحة ، في شيء مضايقك ؟
جلوريا بغضب : مين طلب منك إني أشوف عالمك اللعين !!
لوسيفر ببرود : بفركة إصبع ، أقدر أرجعك لعالمك الطبيعي تاني ، أرض النفاق كما يصفها بعض الكاتبين .. عالم التنمر والهمس في الظهر ، الأرض أصبحت ملوثة بخطاياكم
جلوريا بغضب : مين بيتكلم عن الخطايا ! صاحب أكبر خطيئة ؟؟؟
ملامح الغضب سرت في أنحاء وجهه .. الهواء البارد وصفيره كانوا يصفعونها بشدة وهي لا مأوى لها أمامه
ليُطلق صوت مُخيف أشبه صافرة قيام الحرب
ثم يعود ليحني رأسه ويقول بغموض : مش هخليكي تشوفي عالمي .. أبداً
صمت تام من جلوريا ، إنتابها الفضول لوهلة وتغلب على الخوف الذي تشعر به ، ليضحك هو ضحكته المُخيفة وهو يجول أمامها برداؤه الأسود الطويل ويقول : دي بقى خطيئتكم إنتوا .. سبب نزولكم هنا
أمسك بيده طرف تُفاحة وأدارها أمام وجه جلوريا وهو يقول : إيه المختلف فيها ؟ .. ها !
جلوريا بعدم تحمل : عاوزة أرجع
إستمر بإدارة التفاحة وهو يقول : يمكن طعمها مميز ، تحبي تجربيها ؟
صرخت هي بإنهيار لتقول : رجعنييييي
أحاطها الضباب الأسود لتشعر وكأنها غابت عن الوعي
.
.
جلوريا ! جلوريااا
صوت الحذاء ينقر بشدة على الأرضية الخشبية ، كانت تستعيد وعيها والرؤية مشوشة أمامها .. لكنها إستطاعت تمييز دُخان سيجار والدتها المميز .. فتحت أعينها لتجد والدتها تقول : تحدثت مع السيدة مديرة أكاديمية ماري لويس ، وشمحت برجوعك لكن وجب عليكي تدلي بإعتذار ليها عنورك المسرحي الباهت اللي قدمتيه وخروجك عن النص
كانت جلوريا ترتجف في فراشها من الرُعب ، رمشت والدتها وهي تقول : هترتدي معطفك الثقيل وهنروح سوا ..
سارت مع والدتها في طريق المدرسة وهي تشعر بدوار يُمزق رأسها ، تجاهلت ثرثرة والدتها حول أن الفتاة يجب أن تكون مُطيعة مُلتزمة بالأوامر دائماً ، وليست متمردة ك شخصية جلوريا ، كانت ترى الأشخاص في عينيها مشوشون
وقفت أخيراً في مكتب المُديرة وهي تتلقى كلمات العتاب ، ولطنها تجاهلتها أيضاً وهي تنظر لحذاؤها الملوث بالثلوج البيضاء
لتقول المديرة وهي تصفع مكتبها : هل أنا واضحة يا أنسة جلوريا ؟
جلوريا إنتفضت وهي تقول بهدوء : نعم سيدتي ، أعتذر عن كل ما حدث ولن يتكرر أعدك
أشارت لها المديرة بالخروج من المكتب لتبدأ أولى دروسها
وقفت المعلمه الخاصه بالمدرسه الثانويه لتقول : عشان كدا كل المخلوقات بأمكانها الزواج والإنجاب ، وكل الكائنات هنا أقصد بيها البشر والجان والحيوانات والطيور
رفعت إحدى الفتيات يدها لتقول : طب وإبليس ؟ مبيتجوزش ؟
عدلت المعلمه من وضعية النظاره على انفها وهي تقول : أكيد بيتجوز وبيخلف
ضحكن الفتيات بهمس ف قالت المعلمه : وبعدين ؟ بلاش صوت
ثم نظرت إلى الخلف ووجدت طالبه مستنده على نافذة الفصل بخمول وغير منتبهه ف قالت المعلمه بحزم : جلوريا !!
تنتفضت الفتاه وهي تنظر حولها ثم ثبتت عيناها غلى المعلمه التي قالت : أنا كنت بقول إيه ؟
نظرت جلوريا ببرود للمعلمه وقالت : معرفش
المعلمه : قومي اقفي !
إحدى الفتيات : كانت بتقول إن إبليس بيتجوز وبيخلف
تهامسن الفتيات بالضحك مجددآ بينما تنظر لهم جلوريا بملل
جرس الاستراحه يصدر صوتآ مدويآ لتخرج المعلمه حامله اغراضها
خرجن الفتيات لتناول الطعام واللعب بينما إتجهت جلوريا إلى دورة المياه لتغسل وجهها
وعندما انحنت واعتدلت وجدته في المرأه ف نظرت له بصدمه
ظلت تتحسس عنقها علها تجد الصليب ولكنها لم ترتديه
إبتسم هو وقال : إنتي بتتعاملي معايا على إني طيف هيروح ؟ أنا ناري تحرق مدينتكم دي كلها ، أنا قادر أنسيكي إسمك مش هقدر أنسيكي الصليب ؟
حاولت الحديث لكن يداها تجمدت ثم تمالكت نفسها وقالت بهمس : هتختفي ، هتدخل اي بنت دلوقتي وإنت هتختفي
زادت إبتسامته وقال : محدش هيدخل هنا غير بإذني انا
انا وبس
حاولت تمالك ما تبقى منها ثم قالت : إنت عايز ايه ؟ انت مين ضايقك عشان تجيلنا
قال هو بنبرته المغروره : أنا محدش يقدر يضايقني ، أنا أضايق أو أعصب أو أعفرت أمثالكم
جلوريا : طب انت عايز إيه ؟
هو : عايزك
جلوريا : مش انت بتكرهنا ؟ واحنا اقل منك ؟ يبقى عاوزني ليه
في سرعة البرق كان يقف أمامها لدرجة أنها إرتعبت ، تحولت عيناه للون الأسود ثم قال : إوعي تكلميني كدا تاني ، إوعي أنا راجل وحش وغريزتي هتأذيكي
اغمض عيناه ليعودا كما كانا ثم قال : دا صحيح ، بس إنتي كسرتي معادلاتي أنا ، لوسيفر ..
شعرت بالدوار لتقول وهي تخرج من دورة المياه : للجحيم .. ميهمنيش
بينما كانت تسير لتجلس على أحد الكراسي قاموا بضعة فتيات بمُناداتها وهم يقولون بحماس : ناقص بنت واحدة تلعب معانا .. تيجي ؟
شعرت أنها بحاجة لتغيير تفكيرها ف إقتربت منهم وهي تنظر للمربعات المرسومة بطباشير أبيض
الفتاة : اللعبة سهلة هنرمي الحجر والرقم اللي هييجي عليه الحجر هتنطي على المربعات برجل واحدة لحد ما توصليله
قاموا بحدف الحجر ، بدأت جلوريا بالقفز على قدم واحدة ، لكنها وقفت فجأة على قدميها الإثنين وبدأ الدماء يسيل من بينهما حتى فزعوا الفتيات اللاتي كن يقفن على مقربة منها ..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية عشيقة لوسيفر" اضغط على أسم الرواية