رواية رفيق الليالي الحلوة البارت الثامن 8 بقلم روزان مصطفى
رواية رفيق الليالي الحلوة الفصل الثامن 8
( ما سر ذلك القصر ؟ )
قعد رفيق مع إخواته في جنينة القصر ، بدأ غالب كلامه وهو بيقول : مفيش حل غير إننا نقبل الوصية عشان ناخد ورثنا
أصيل رفع راسه وقال بنبرة عالية : إنت بتقول إيه يا عم غالب ! إنت عاوز تحجرنا إحنا ال ٣ في القصر غصب عننا ! دا بدل ما نبيعه وكل واحد ياخد حقه ويعيش على كيفه ؟
غالب بتنهيدة وهو بيحاول يتمالك أعصابه ويتحكم في غضبه : عاوزنا نعمل إيه ؟ نُرفض كُل دا ونطلع من مولد بلا حمص ؟ الله يسامح أبوك مش هقول غير كدا
رفيق كان قاعد ساكت تماماً ، كلامهم كان طبيعي وتلقائي وكإن اللي مات وإتدفن من كام يوم مكانش أبوهم ! يعني فيهم حيل يفكروا ويخططوا !
سكت رفيق شوية وقال : أنا رأيي إنكم آنتوا الأتنين أكتر ناس جديرة بالقبول ، دا لإن القصر كان حلم والدتكم ، وبعدين رماح دا قال إن لو وافقنا هيورينا مُحتويات القصر ، محتاجين نعرف أبوكم كان بيفكر ف إيه وجهزه إزاي
غالب بتفكير في مليكة : وفي نفس الوقت قال القرار اللي هناخده أياً كان إيه مفيهوش رجعة
أصيل بتعب : العزاء والجنازة وحضور الناس كله جه ورا بعضه ، رأيي نريح شوية على الكراسي دي عشان نفكر وإحنا فايقين
رجع غالب راسه لورا وهو بيبص على القصر بعيون ناعسة
لحد ما راح في النوم
* في حلم غالب
شوووط
جووووون
دار غالب حوالين المنور وبيجري وراه أصيل وبقية فريقه في الكورة بعد ما جاب جون
صفية والدته كانت واقفة في المطبخ وبتبص عليهم من الشباك في المنور عشان تطمن ، كانت واقفة قدام البوتوجاز بتطبخ حاجة
صفية بصوت عالي من الشباك : يلا يا أصيل إنت وغالب كفاية كدا إطلعوا إستحموا قبل ما أبوكوا ييجي
غالب وهو بيرقص الكورة : نص ساعة بس يا ماما ، أرجوكي
صفية وهي بتحط المغرفة في الحلة : شكلكم ملكوش نصيب تدوقوا المكرونة باللبن السخنة اللي من إيدي
أصيل بهتاف عالي : مكروونة باللبن ، طاالعييين
يطلعوا يجروا على سلم العمارة اللي كان الحج السُلامي مأجر شقة فيها مؤقتاً لحد ما يظبط بيته ، بيقلعوا الجزم بتاعتهم برا وبيدخلوا بحماس للمطبخ وهما شامين ريحة المكرونة
بيقعدوا على الترابيزة ف بتحطلهم ف أطباقهم وتحطها قدامهم وهي بتقول : وأدي أحلى مكرونة لبن لرجالتي ، مش عوزاكم تتأخروا تحت كتير ببقى عاوزة أنام وخايفة أسيبكم برا
أصيل وهو بياكل : إحنا رجالة متخافيش علينا
صفية بسرحان : يابني أنا مبخافش عليكم من الناس ، أنا بخاف عليكم من نفسكم ، نفسك هي أكبر عدو ليك ممكن تهمس لنفسك إنك تجرب سيجارة أو تعمل حاجة غلط . لازم عيني من وقت للتاني تكون عليكم ، سامعني يا أصيل إنت وغالب ؟؟
غالبب .. غاالب
فاق غالب على إيد حد بيصحيه ، بص لقاه رفيق واقف والمطر نازل على راسه ، وغالب كان بيترعش لإنه نام تحت المطر
بص حواليه لقى أصيل ورفيق واقفين قدامه بيبصوله بإستغراب
غالب وهو بيتنفض : هو الزفت المحامي دا فين وسايبنا برا يجيلنا دور برد شديد ؟
أصيل بغيظ : ما أنا بصحيك عشان كدا ! رافض يدخلنا أوض القصر بيقول لازم تقبلوا الوصية الأول
خبط غالب الكرسي برجليه وهو بيقرب لبوابة القصر وبيقول : وحياة أمه لا هضربه !
قبل ما يدخل ظهرت واحدة لابسة جلابية بيتي ، وعاملة ضفيرتين طوال وهي بتقول : بتزعق كدا ليه فزعتنا !
وقف غالب وهو بيبصلها بذهول وقال : إنتي مين؟
البنت الجميلة : أنا فُتنة ، الحج بكري كان جايبني أنضف القصر أنا وأمي
بصلها أصيل بإعجاب واضح ف نزلت راسها بخجل
غالب بتساؤل : هي أمك كمان هنا !
فُتنة بنظرة حُزن بريئة : لا ، أمي الله يرحمها معادش غيري
غالب الغضب وصل لراسه وهو بينادي بصوت عالس وبيقول : إنت يا رماااح الزفتت
خرج رماح أخيراً من القصر وهو فاتح أزرار قميصه والكرافاتة ملفوفه حوالين رقبته وهي مفكوكة وبيقول : في إيه الدوشة دي ! ممنوع الصوت العالي هنا !
بصت فُتنة لرماح بخجل وهي بتقول : والله قولتله كدا ياسي الأستاذ بس هو شكله غضبان
بلع رماح ريقه وهو بيبص لفُتنة وبيقول : حقك عليا أنا ، إدخلي ومحدش هيضايقك بصوته تاني
لعبت في ضفيرتها وهي بتدخل بخجل للأوضة الصغيرة المُلحقة بالقصر وبتقفل الباب عليها
رماح بغضب : أنا لحد دلوقتي مستحملكم وساكت عشان الحج كان غالي عليا ! لكن اللي هيقل أدبه هنا هيشوف رماح تربية شبرا ! خلاص ؟؟
غالب من بين سنانه : إنت لو عامل حساب للحج اللي هو أبويا كُنت دخلتنا القصر بدل ما المطر والبرد أكلوا جسمنا !
رماح بحزم : والله كلامي كان واضح هتقبلوا الوصية هدخلكم وهعرفكم كل حاجة في القصر ، مش هتقبلوها خدوا المركب وإرجعوا لبيتكم اللي هناك من سُكات
أصيل بصوت مرتفع : قبلتها ..
بصله غالب بصدمة ورفيق كان واقف ثابت ، الصدمة زادت على وش غالب لما رفيق كمان قال : وأنا قبلتها
بص رماح بتحدي لغالب قبل ما يقول : بس أنا عندي واحدة وبنتها بهتم بيهم ومسؤولين مني مينفعش أسيبهم ورايا بسهولة !
رماح ببرود : دي مشكلتك مش مشكلة الموقف اللي إحنا فيه ، سهلة يا تقول أه يا لا !
خبط أصيل ظهر غالب بهدوء من غير ما حد يشوف لطن رفيق بص بطرف عينه وشاف الحركه ، رمش غالب بعينه وهو بيقول بنبرة مبحوحة : موافق
إبتسامة واسعة ظهرت على وش رماح وهو بيفتح باب القصر وبيقول : مرحب بيكم يا ولاد السُلامي في ملككم
بعد ما خصل على توقيع منهم بموافقتهم دي ..
دخلوا القصر مرة تانية ف قال رماح : زي ما قولت الشرط إنكم تاخدوا بالكم من الزرع ومن القصر وتعيشوا فيه هنا سوا ، وطالما قبلتوا ف دا ساري عليكم ، نيجي للنقطة الأهم .. حابين تشوفوا محتويات القصر دلوقتي ولا لما تريحوا جسمكم ؟
غالب وهو بيرجع شعره المبلول لورا : ما إحنا خلاص ريحنا ، ف هنشوف دلوقتي
رماح وهو بيقلع الكرافاتة وبيحطها على طرف الكرسي : القصر عبارة عن دورين ، الدور الأول اللي حضراتكم واقفين فيه دا .. في مكتب السيد بكري وغرفتين ملابس هتشوفوهم لما نخلص فوق .. الدور التاني دا فيه الأوض ودول عبارة عن ٢٠ أوضة
تصفيرة خرجت من بوق أصيل بإنبهار وبيقول : ياا ربناا ، أنا ليا عشر أوض
بصله رماح بطرف عينه وقال : الحقيقة مسموحلكم تدخلوا ١٨ أوضة بس .. في أوضتين وهما أكبرهم مقفولين ومفتاحهم معايا .. السيد بكري مانع دخولكم ليها تماماً
غالب بفضول : دا ليه ؟
طلع رماح على سلم القصر وهو بيقول : الحقيقة معنديش إجابة لسؤالك ، أنا بنفذ وصية وبأدي دوري ك محامي ، إتفضلوا
طلعوا وراه ف وقفوا في ممر طويل جداً ، يمين في عشر أوض وشمال في عشر أوض .. وكل باب في مفتاحه
رماح وهو بيتجه للأوضة الأولى وبيدور مفتاحها ، فتحها ودخلوها
كان في بورتريهات قديمة زي بورتريه الطفل الباكي وبورتريه الموناليزا وصور كتير تانية غيرهم ، وعلى الأرض كان في صناديق كتير خشبية مرصوصة بنظام وفي مرايتين كبار متغطيين بملايات بيضا .. وصوت المطر مش ساكت وبرد الشتا منتشر في الأوضة
رماح بهدوء : الصناديق دي أنا معرفش اللي فيها صراحة ف حقكم تفتحوها ..
كل واحد فيهم إتجه لصندوق معين ، الصندوق الأول فتحه رفيق وكان فيه أسلحة ف رجع لورا من الصدمة
جه أصيل يفتح الصندوق اللي قدامه فجأة صرخ بصوت عالي وصرخ غالب ورفيق لما شافوا اللي جوا الصندوق
رماح بضحكة : أيوة بالظبط كدا .. السيد بكري السُلامي كان عنده هواية يشتري الحيوانات المُحنطة زي النسور والسناجب والتعالب اللي محطوطة في الصندوق دا ..
الصندوق اللي فتحه غالب كان بسيط وبيحتوي على شيء واحد بس
صورته هو وإخواته مرسومة بورتريه ألوان
بص غالب بإستغراب ف قال رماح : بالظبط ، دا أجدد صندوق فيهم
غالب بإستغراب : أيوة مش فاهم ، يعني الصناديق دي هنعمل بيها إيه هنبيعها ؟
رماح بحزم : القصر ومحتوياته غير مسموح ليكم إنكم تبيعوها ! كلام الوصية كان واضح
أصيل بعصبية : إنت قولت القصر مقولتش محتوياته !
رفيق بهدوء : طب باقي الأوض فيها إيه عشان الأوضة دي مريبة بصراحة
رماح بغموض : هندخل دلوقتي الأوضة التانية ، بس ياريت تجمدوا قلبكم عشان صندوق الحيوانات المُحنطة فزعكم ف إجمدوا عشان تشوفوا الباقي
مشي وهما وراه ومش فاهمين حاجة
دور مفتاح الأوضة التانية وفتحها
غطوا مناخيرهم وهما بيرجعوا لورا بقرف وخوف ف قال أصيل بعصبية : إقفل الباب بسرعة ، إقفللل !!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية رفيق الليالي الحلوة" اضغط على أسم الرواية