رواية أقبلني كما أنا الفصل التاسع بقلم فاطمة الزهراء عرفات
رواية أقبلني كما أنا الفصل التاسع
..............
أستعدت مكية للخروج والذهاب للسنتر وأقسمت انها ستنصر عندما وصلت جلست بعيد عن زملائها ولكنها سمعت همهمات من الفتيات: أنا هختار الدكتور يحيى وش.. ده عليه جوز عيون رمادية يسحروا
همست لنفسها بسخرية: الدكتور الملون
في غضون دقائق وصل يحيى بكامل أناقته ألقى عليهم السلام وتحدث بجدية: فين الأنسة بتاعة الأتفاق هى أنسحبت
وقفت مكية وأردفت بفخر: أنا هنا يا دكتور ومستحيل أنسحب
ثم تقدمت اليه بثقة ونظرت له ليتحدث هو بأستفزاز: مستنية ايه ماتشرحي.. Ladies first
ثم جلس يحيى على البنش خاصته وبدأ يسمعها وعلى وجهه أبتسامة ساخرة، توترت مكية قليلا وقالت بثقة مصطنعة: أشتغل على نفسك عشان تنجح وآآ.. يعني كون واثق من نفسك عشان آآ عشان تنجح وآآ
لم تعرف بماذا تكمل حديثها من التوتر وعدم معرفتها أكملت المحاضرة بالتعلثم حتى جمعت كلمات وحيدة فزفرت بارتياح: خلصنا
صفق لها يحيى وصاح بصوت عالي: براڤو عليكي.. قد ايه أنا مبهور بيكي.. أتفضلي أقعدي مكانك
أبتسمت مكية بفخر وسارت الى مجلسها بخطوات واثقة لتسمع صوت يحيى الساخر: طبعا الكلام ده مالناش دعوة بيه
ضحك الجميع على مكية مما سبب لها الخجل ووضعت يديها على وجهها فتحدث يحيى بنبرة جدية: كنت عاوز أقولكم ان دي اخر محاضرة النهاردة ومش هقدر أكمل بسبب انشغالي بحاجات تانية كتير وعشان تركزوا في جامعتكم باقي الفلوس هتاخدوها من السكرتيرة امل
جلس مجددا على البنش وقال بنبرة هادئة: نتكلم في المحاضرة هتكون عن أقبل نفسك زي ما هي بشكلها بطبعها بعيوبها بحسناتها قبل ما تقبل نفسك لازم تحب نفسك.. أقبل نفسك زي ما هي خليك انت وماتكونش حد تاني خليك مختلف ربنا سبحانه
وتعالي خلق بصمة الأيد مختلفة من شخص لشخص ماتشبهش نفسك بحد.. عارفين يا شباب انك تكون مختلف أحسن بكتير من انك تكون حاجة روتينية كل يوم، شكلك اللي مش عاجبك ده في حد بيعشق تفاصيلة
تأكدت مكية بالمحاضرة عليها أنزعجت في البداية ولكن مع أكمال يحيى حديثه أنتبهت له
قاطعه شاب بنبرة توجس: بس يا دكتور في ناس بتحاول تقبل نفسها زي ما هي على قد ما تقدر لكن ناس تانية بتأذيه بكلامها ولسانها
هز يحيى رأسه وقال بتفهم: اخطر نوع للسان هو اللسان القوس بيحدف عليك الكلام زي سهام مسمومة مابيحسش هو بيها ومش فارقة تزعل او انشالله تشرب من البحر الحاجات دي مش روشنة
دي قلة أدب وحرام انت كده بتتريق على خلقة ربنا الواحد دخل في حياته ناس شوهته نفسيا خلته محطم، سيدنا محمد صل الله عليه وسلم قال أن أشر الناس منزلة يوم القيامة يتقيه الناس مخافة لسانه.. وفي ايه في القرآن بتقول لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم
عشان ماخرجش عن الموضوع حابب أقول لأي شخص مش قابل نفسه أنت جميل اوي حتى لو مش شوفته
أستمر يحيى بالشرح وتعجب هو من حديثه الذي جعل مكية تبتسم ولم تنكر بأن شرحه غاية في الروعة بعد أنتهاء الشرح تحدث شاب بأبتسامة: يا دكتور ممكن نصيحة تنفعنا في حياتنا بما انها اخر محاضرة
خلع يحيى نظارته الطبية وأردف بجدية: اعمل اللي عقلك يقولك عليه.. انما قلبك ده غبي زي بسيط اللي في سبونج بوب
ثم سلط أنظاره على مكية بأبتسامة أنتصار وقال بأبتسامة: ها يا شباب فاكرين الأتفاق.. اللي موافق على شرح الأنسة مكية يرفع أيده
لم يرفع أحد يده في القاعة لأن مكية لم تقوم بالشرح الممتاز فتابع يحيى بسخرية دفينة وقال بإنكار: لأ أزعل منكم كده.. معقول ماحدش عجبه شرح الأنسة ماتخفوش مش هزعل لو أخترتوا مكية.. يلا أرفعوا أيدكم.. انا مابحبش صوت صرصور الحقل ده
ظل الصمت قاتم بين الشباب فقال يحيى بأنتصار: طب اللي عجبوا شرحي يرفع أيده
رفعت القاعة جميعها شباب وفتيات أيديهم مما سبب حرج لمكية فقال بأستفزاز: ده أنا كده هتغر يا شباب.. معقول أفوز على شرح الأنسة مكية
تحدثت فتاة بأبتسامة شماتة لمكية: العفو يا دكتور شرح حضرتك جميل جدا ورائع
رمق يحيى مكية بأنتصار وخرج من القاعة، تعجبت انه لم يطلب منها شيء ظنت بأنه نسى الموضوع لتخرج مع الفتيات وتحدث معهن في امور عامة أوقفها صوت يحيى الجاد: أستني هنا.. انتي نسيتي الأتفاق ولا هتعملي نفسك من بنها
ادارت جسدها له وكانت ستتحدث ولكنه كان الأسرع بالأمساك بهاتفها الذكي نطقت بتعلثم: آآآ
قاطعها هو الأخر بنبرة سخرية: ششششش
كان هاتفها له كلمة سرية فرفعه على وجهها ليفتح ببصمة الوجه وبادر في كتابة رقمه وضغط على زر الأتصال به ثم عاوده اليها بسخرية أكبر: أتفضلي ده رقمي عشان لما أحتاجك في حاجة يكون سهل عليا اني أبلغك
رمشت بعينيها وهمت بالكلام ولكنه أبتعد عنها، مدت فتاة بجانبه قائلة بفرح: ممكن تديني رقم دكتور يحيى
أسرعت الفتيات بأخراج هواتفهن ورددوا على نغمة واحدة: وأنا كمان
لفت مكية رأسها لهن وركضت بعيدا عنهن حتى لحقت بيحيى الذي كان سيستقل سيارته فقالت بحدة خفيفة: ازاي تعمل كده؟
ألقى بالمفاتيح اليها لتلقطها ونظرت له بفضول: ايه دي؟
أتكأ يحيى على باب سيارته وأجابها بأستفزاز: مفاتيح شقتي اللي تحت شقتك
هتفت مكية بذعر لأنها فهمت شيء أخر: لأ حضرتك انت فهمتني غلط انا مش من البنات اياهم انا محترمة
وضع يحيى قبضته على وجنته وأجابها بسخرية: هتدخلي الشقة وبعدين اوضة النوم وهتفتحي الدولاب و
لم تدعه يكمل جملته لتهتف بنفس نبرتها: عيب كده يا محترم.. انت عامل الاتفاق ده كله عشان كده
أكمل يحيى حديثه بأستفزاز: بعد ما تفتحي الدولاب هتلاقيه فاضي هتقومي باصة على شمالك هتلاقي شنطة كبيرة هتفتحيها وهتحطي الهدوم في الدولاب بنظام وتقفليه
جزت مكية على أسنانه وتابعت بغيظ ممزوج بنفي: ازاي ادخل شقتك
أستمر يحيى بالتحديق بها بأستفزاز ليقول بتحدي بعدما القى نظرة على ساعته: دلوقتي الساعة سبعة ونص انا هروح على الساعة عشرة ونص.. في التلت ساعات دول تكوني وصلتي ووضبتي أوضة نومي وكمان حضرتيلي العشا
لبرهة لم تستوعب حديثه فقالت بإنكار: طيب خليني ماشية معاك على الخط.. تخيل عرفت اقول حجة لأهلى على التأخير ووضبت هدومك بس انا مابعرفش أطبخ
أبتسم في تهكم ثم أردف بأبتسامة ساخرة: ماليش فيه.. ده الأتفاق بتاعنا
أردفت مكية بحزن: كنت فاكرة اني هفوز.. أنا مشهورة ازاي يختروك أنت.. لما أتخطفت كلهم سألوا عليا.. يبقا ازاي مابيحبونيش
تنهد يحيى وقال بنبرة جادة: مش اي حد يسأل عليكي يبقا بيحبك في ناس بتسأل عليكي عشان تطمن انك بتتوجعي.. أو تعبانة.. ماتصدقيش اي حد
رفعت مقلتيها إليه بحرج فواصل حديثه بنبرة فكاهية: بما انك هتخدميني لمدة شهر.. أنا كنت واخد عهد على نفسي اني لما أفوز اول حاجة هأمرك بيها انت تبعدي عن النت
رمقته بصدمة وقالت بانكار شديد: ازااااي؟ انا ماقدرش أعيش من غير النت مش انا بس ده العالم كله.. فوق ده كله الجامعة هتبدأ.. طب أقول للناس ايه
تكلم يحيى بنبرة لامبلاة: خدي هدنة من النت مش اي حاجة تشيريها عليه.. وبخصوص الجامعة أبقي كلمي واحدة صحبتك لو محاضرة اتلغت او اتغير
معادها.. ولو في حاجة ضرورية نزلوها على الجروب أبقي خديها منها تاني يوم.. مش حوار يعني.. طبعا ممنوع انك تنزلي بوست او اي حاجة على أكونتاتك لاني هعرف طبعا.. أرجعي لأيام زمان اعرفي الاخبار من التليفزيون.. وده أمر
هزت مكية رأسها بعدم استيعاب وقالت برفض: مش هقدر صدقني.. كأنك بتقولي عيشي من غير قلب
حك يحي على ذقنه ثم نطق ببرود: انا مش لسة من شوية بقول ماتسمعش الكلام اللي يقول عليه قلبك لأنه غبي.. خلي بالك انتي بتضيعي وقتك
ثم أستقل سيارته وأغلق الباب وأبتعد بها هتفت مكية بصراخ: ياربي.. انا كان مالي ومال الأتفاق ده
...................
بداخل منزل أخر عائلة مكونة من خمس أفراد الأب أسمه ألكسندر وزوجته ڤيكتوريا والأبن الأكبر جايدن صاحب السادسة والعشرون عام
خريج كلية التجارة والابن الثاني رفاييل ذو الرابعة والعشرون متخرج من كلية الأداب يعملون بمطعم والدهم للمأكولات البحرية والأبنة الصغيرة ماريا
التي في عمر الثانية والعشرين وأخر سنة لها بكلية التمريض، جميعهم جالسين ويتسامرون بحب لتقول ڤيكتوريا بأبتسامة : ماريا بكرة أول يوم ليكي بالكلية جهزتي حاجتك كلها
أومأت ماريا رأسها وقالت بأبتسامة: من زمان يا ماما
أردف رفاييل بسخرية وأستفزاز في آن واحد: هتكوني سرنجة
ردت عليه بتشفي: بس يا الكعب العالي أنت
ربت ألكسندر على أبنته وقال بضحك: أيوة أديلو ماتسكتلوش
أستمروا بالمزاح والحديث الى أن أستأذنت ماريا بالدلوف الى غرفتها وبدأت تتصفح على الشبكة العنكبوتية لتوقفها صورة مكية سند فأبتسمت وهمست لنفسها: احنا الأتنين في كلية تمريض بقا.. بس انتي في القاهرة وأنا في الأسكندرية.. يااااه نفسي أقابلك أنا بحبك أوي
.....................
وصلت مكية الي العمارة التي تسكن بها وصعدت للمصعد ولكن وقفت بالطابق الخامس وأخرجت المفتاح الذي أعطاه لها يحيى زفرت على مهل وهمست لنفسها: هقول لماما وبابا عشان كانت أخر محاضرة فهو أخرنا
ثم دلفت للداخل وأغلقت الباب خلفها بهدوء نظرت للشقة وأنبهرت بها ثم قالت بصوت مسموع: أموت وأعرف ليه غير الشقة اللي فوق
وضعت المفتاح على الطاولة وقامت بأخراج هاتفها من حقيبتها وجعلته صامت ثم دلفت لداخل غرفة نومه بعد بحث لتقول بأبتسامة وهي تتوعده: كمان ساكن تحت أوضتي.. طيب
تذكرت قوله بالنظر على الشمال لتفتح الحقيبة وبدأت في وضع ثيابه بالدولاب بنظام كي لا يغضب عليها، أردفت لنفسها بسخرية: يا جدعان انا مابرتبش أوضتي امي اللي بتعملهالي أقوم ادبس في الدكتور الملون
بعد الانتهاء من تفريغ ثيابه من الحقيبة تنهدت بتعب: وبعدين بقا انتي تعبتي من أولها ده لسة فاضل ٢٩ يوم
خرجت من الغرفة وهى متعجبة من الكم الهائل من الزهور الموضوعة بجميع الشقة ألتقطت واحدة ووضعتها خلف أذنها ثم نظرت بالمرآة وهى مبتسمة
تذكرت حديث يحيى عندما قال: حابب أقول لأي شخص مش قابل نفسه أنت جميل اوي حتى لو مش شوفته
زادت أبتسامة مكية وحدثت نفسها بالمرآة: يعني أنا فعلا جميلة.. أنت صحيح دكتور ملون بس أنت الوحيد اللي أتعامل معايا عادي من غير شفقة أو أنبهار
لتتوجه الى المطبخ ثم نظرت بأعينها عن شيء تجيد طهيه فتحت باب الثلاجة وأمسكت بالبيض وهزت رأسها بأبتسامة: مافيش غير البيض والجبنة هو عشا المصريين المعروف.. بس لو في أندومي تبقا كملت والله
أغلقت باب الثلاجة بقدمها ولكن سقط منها البيض لتنهر نفسها: يعني لازم أعمل فيها الشيف الشربيني
دنت بقدميها لتشم الرائحة وقالت بتقزز: ريحته وحشة.. مش من أولها يا مكية هتخربي بيت الدكتور الملون
بحثت بأعينها لتفتح أحد أدراج المطبخ لتجد به يحتوي على أدوات تنظيف شرعت مكية بالتنظيف بتهكم: تخيلي لو حد صورك بمنظرك وانتي بتنضفي بيت راجل ومابتعمليش كده في بيتك هيحصل ايه؟
بعد أنتهاء مكية من تنظيف الأرضية سمعت صوت الباب يفتح ويغلق توترت قليلا فنظرت بساعة يدها وقالت بقلق: يا نهار أسود هو جه بدري ليه ده لسة فاضل نص ساعة
خرجت من المطبخ بتوجس فوقعت عيناها على يحيى الذي في حالة لم تعهدها كان يترنح ويرتعش والعرق ظاهر على وجهه شحب وجهها فقالت بتوتر: آآ.. أنت كويس
ألقى جسده على الأريكة ونظر لها نظرات غريبة وقال بعدم استيعاب: أنتي بتعملي ايه هنا
حدقت به لبرهة وهى تراه يرتعش حتى وقع من الأريكة فأسرعت إليه وحاولت تهدئته ولكنه لم
يعطي لها الفرصة بدأت عيناه بالتحديق في السقف ومغلق فمه بعنف مازالت مكية منصدمة منه ثم تابع هو تشنج يداه وأقدامه حتى فقد وعيه
يتبع الفصل العاشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أقبلني كما أنا" اضغط على اسم الرواية