رواية عهد الحب الفصل الثالث عشر بقلم نور بشير
رواية عهد الحب الفصل الثالث عشر
أردفت سمية قائله بحب أمومى: أهلا يا حبيبى ، وحشتنى فأقترب منها شريف ثم سحب يديها واضعا عليها قبلة رقيقة ، متحدثا بحب هو الأخر: أنتى أكتر يا ست الكل ، فربتت سمية على يدية بحب ثم ألتفت شريف إلى عاصم متفوها بحب: حمدالله على سلامتك يا عاصم ، مبسوطة أوى أنك رجعت بالسلامه
ابتسمت عاصم له أبتسامة باردة لم تصل إلى عيناه ثم أردف على مضض: الله يسلمك ، و من ثم حيا شريف الجميع و دعتهم سمية بعد ذلك إلى السفرة لتناول العشاء سويا
و ها هم يجلس الجميع على مائدة الطعام ، يعم الصمت المكان إلى أن نطق زين بسعادة: أنا مبسوط أوى يا بابى أن حضرتك رجعت تانى
ثم أكملت ليا بسعادة هى الأخرى: و أنا كمان يا بابى مبسوطة أوى ، و فرحانة أن حضرتك هتقعد معانا على طول و مش هتسبنا فصاح عز بحب : أيوه يا بابى كلنا مبسوطين أن حضرتك رجعت تانى
أجابهم عاصم بحب: أنا مبسوط أكتر أنى شوفتكم ، و أنكم ولادى
فأردف غريب بأمتنان و هو رافع يديه إلى الأعلى: الحمدلله يارب ، ألف حمد و ألف شكر ليك ، أنا كنت خايف أموت يا عاصم من قهرتى عليك ، الحمدلله أنك رجعت وسطنا تانى بالسلامه يا حبيبى
أبتسم عاصم بحب إلى ذلك العجوز ثم قال بأحترام: بعد الشر على حضرتك ، ربنا يطول فى عمرك و يخليك لينا، و وضع قبله حانية أعلى يديه ، تحت نظرات عهد و سمية المستغربة ، فهو حقا يتعامل مع والده و الصغار بحب خالص على عكس معاملته للجميع ، فأردفت سمية و هى تأخذ وحدات الورق العنب و تضع فى صحن عاصم مردفه بحب: أنا عملتلك الورق العنب اللى بتحبه يا حبيبى و كل الأصناف اللى بتحبها ، عوزاك تخلص على الأكل ده كله
فأبتسم لها عاصم و بالفعل بدء بتناول الطعام ، و كل ذلك يحدث تحت نظرات فرحه الحارقة الموجهه نحوهم و نحو عهد على وجه الخصوص ، فالجميع يتجنبها منذ أن دلفت إلى هذا المنزل و كأنها نكره أو شيئاً لم يكن ، تشعر بالكره الشديد تجاه تلك العهد ، و تفكر بأنها بالتأكيد خصما قوى لها ، و تخشى أن تتغلب عليها فى هذه المعركة التى تجهل عنها كل شئ ، ثم نظرت بطرف عينيها إلى شريف فوجدته ينظر إليها ، نظره لم تفهم معناها ، و ما أن تقابلت عينيها بعيون تلك الشريف حتى ألتفت بعينيه بعيداً عنها
ما به هذا الأبلة ؟
كيف ينظر لها هكذا ؟
و لماذا ينظر لها بالأساس ؟
أنتبهت من شرودها هذا على صوت سمية القائله بلطف: إيه يا حبيبتى مش بتأكلى ليه ، الأكل مش عاجبك
أجابتها فرحه مسرعه: لاااا يا طنط الأكل تحفه تسلم إيدك ، أنا بأكل أهو ، و بالفعل بدءت فى الأكل تحت نظرات الجميع الموجهه لها على أثر حديث سمية لها
و بعد مرور عشر دقائق أنهى الجميع طعامه ذاهبين إلى غرفة الجلوس لشرب الشاى و القهوة ، و أول من بدء الحديث هو هشام قائلاً بفرحة: والله يا عاصم يا أبنى ، مش قادر أقولك فرحتى قد إيه برجوعك وسطنا تانى
فأكملت يسرا بحب: و أنا كمان يا عاصم والله ربنا يعلم يا حبيبى كنت متأثره بغيابك ازاى ، ربنا يارب ما يورينا أيام صعبه زى اللى فاتت دى أبدا ، و نفضل دايما متجمعين على الحب و الخير ، فتمتم الجميع مرددين: أمين
فأبتسمت عهد ثم تحدثت بمرح: و دلوقتى ميعادنا مع فقرة البسبوسة بتاعتى ، ثم وجهت حديثها إلى شريف و نطقت بمرح؛ و طبعا منستش أم على اللى سيادة العقيد بيحبها
أردف شريف بحب: حبيبى اللى فاكرنى ده
ثم ذهبت عهد بالفعل إلى المطبخ لتأتى بالحلو الذى صنعته هى خصيصاً لتلك السهرة ، فهى بالرغم من حزنها على ما فعله بها عاصم للمرة الثانية إلا أنها سعيدة للغاية بعودته و أنه مازال على قيد الحياة ، فهى قد تعلمت خلال تلك السنوات أشياءا كثيره فى غيابه هذا ، و أتقنت بكل ما لديها من مشاعر و حب بأن وجود حبيبها على قيد الحياة يكفيها فقط لتتنفس أو لتشعر بأنها على قيد الحياة هى الأخرى ، تاركه عاصم يشتعل غيظا من فعلتها هذه و حديث ذلك المدعو شريف
يتسأل كيف له أن يناديها بهذا اللقب ؟
كيف له أن ينطق بتلك الكلمة ( حبيبى )؟
أيعقل أنه يكن لها مشاعر حب بداخله ؟
لااااا
لا يعقل شئ كهذا فهى صباحاً كانت تشتعل أمام عيونه لمجرد معرفتها بأنه تزوج من أخرى
فهى من المؤكد أنها تحبه
و لكن كيف تتعامل مع ذلك الشريف بتلك الطريقة ؟
ثم فاق من تفكيره هذا عند عودتها محمله بالصوانى و الصحون هى و الخادمة ، ثم قامت بتوزيع الحلوى عليهم جميعاً ، و عندما جاءت لتعطيه الصحن خاصته لمست يديها يديه ، فشعر كلايهما بأن الزمن قد توفق عند هذه اللحظة ، و كأن هناك صاعق كهربائى ضرب بهم هما الإثنان فى نفس اللحظة ، ألتقت عيون كل منهم فى عين الآخر ، فأرتبكت عهد ثم هتفت و هى تحيد بعيونها عن عينيه قائله بأرتباك: أتفضل طبقك ، و بالفعل أخذ من يديها الصحن ثم بدء بتناول البسبوسة الذى يعشقها ، و ظل يتناولها بتلذذ شديد ، يشعر و كأنه يتناولها لأول مرة ، فهى حقا شهية المذاق ، مذاقها مختلف تماماً عن ما تناولها من قبل ، يكاد يجزم بأنه لأول مره يتناول مثل هذا الطعم فى حياته أو على الأقل طوال السنوات القليلة الماضية ، فاق من شروده هذا و أستطعامه للبسبوسة على صوت سمية المتسائله بحب: إيه رائيك يا حبيبى فى البسبوسة ، زمان ما كنتش ترضى تأكلها غير من أيد عهد ، و كنت بتقول أنا بأكل بسبوسة كتير و قليل و عمرى ما بستطعم حلاوتها إلا من أيد عهد
فأردف غريب بحب: هى عهد كده محدش يقدر يغلبها فى الحلويات
أبتسم هشام و تابع بمرح: ما أنا مجاليش السكر من شوية برضو ، ما أهو من اللى بتعمله فينا
و عند هذه النقطة قهقه الجميع ضاحكا على حديث هشام فأردفت عهد بمرح: ما عشان كده يا بابا حضرتك هتأخد الحته الصغننة دى بس
صاح هشام و هو يتصنع الحزن: أهون عليكى طيب
أردفت عهد بأبتسامة و بعض المرح: و لو هى الحتة دى برضو
فأضافت يسرا بمرح هى الأخرى: هى الحتة دى يا هشام بس ولا أقولك دى كبيرة أوى كمان ، ثم قامت بتقليل القطعة المقدمة له و تابعت بعد ذلك قائله ببلاهه و كأنها لم تفعل شئ: كفاية عليك دى يا حبيبى
فقهقه غريب و واصل بمرح: إيه يا H مش هتقدر تتكلم دلوقتى صح
تفوه هشام بكذب لا يخلو من المرح: أنا ساكت ليهم بس عشان أنا مش عاوز ، لكن أنت عارف طبعاً لو أنا عايز أخد حته البسبوسة بتاعتى كاملة كنت أخدتها
شريف بمزاح: أوماااااال
فنطقت أمينة بحب: إيه يا جماعه أنتم كلكم عليه و لا إيه ، ثم أقتربت محتضنه هشام و تابعت بحب: متزعلش نفسك يا H ، كل براحتك يا حبيبى دى حتة بسبوسة صغيرة مش هتخسر
صاحت يسرا بمرح: محدش مقويه عليا غيرك يا سهونة أنتى
نطق زياد بحب: لا بقولكم إيه كله إلا أمينة
أردف عمر بمرح: أتوكس أنت و أمينة
فهتفن سمية قائله: مين يشهد للعروسة يا سى زياد
تحدثت أمينة و هى تصتنع الحزن: دلوقتى بقيت وحشة يا ست ماما ، و لما كل شوية تندهى عليا و تقوليلى تعالى يا ماينو ، ده أنا مخلفتش غيرك يا ماينو
قهقهت عهد و تابعت بمرح: بتجاملك يا حبيبتى
فأردفت أمينة بمزاح: أنا مش هرد عليكم و هسيب H هو اللى يرد عليكم
هشام مقهقا: ما خلاص بقا يا عيال ، أنتم هتتكتروا عليها ولا ايه و أنا موجود ، ثم وجهه حديثه إلى أمينه قائلاً: محدش له دعوه بمرات أبنى
و هنا تحدث مراد قائلاً: والله يا جماعة أنا مبسوط جدا بلمتنا دى ، و أن شاء الله نفضل متجمعين دايما على الخير ، ثم وجه حديثه إلى عاصم قائلاً بحب: مبسوط برجوعك بالسلامة يا صاحبى ، ثم أضاف و هو يهم بالرحيل؛ أنا همشى بقا عشان عندى شغل بدرى الصبح و يدوب ألحق أنام ليا شوية
هتفت سمية بنبرة حانية: ما أنتم قاعدين يا أبنى شوية كمان
همس مراد بترقب و هو يضحك ضحكة ذات مغزى: لا ما أهو أنا بس اللى همشى ، أميرة بايته معاكم أنهارده أميرة
نطقت بأبتسامة بارده: أيوه يا ماما أنا بايته معاكم انهارده
أردفت أمينة بمرح: ليه يا حبيبتى كده معندكوش مايه فى بيتكم ولا إيه
أردفت أميرة ببرود: أنا قعدة فى بيت بابا
تابعت عهد قائله بمرح: طيب و بيت جوزى ، أتمنتچت ، يا بنتى أنتى بتقعدى معانا أكتر ما بتقعدى فى بيتك
صاح عمر بمزاح: لا يا جماعة متقولش كده ، هى قعدت شهر كامل فى بيتها أول ما اتجوزت بلاش ظلم
أردفت أميرة و هى تذهب إلى جوار عاصم و تمسك بذراعة قائله: أنا بايته مع أخويا ، مالكوش دعوه أنتم
شعر عاصم بالألفة و الحب عندما مالت برأسها على كتفه ثم تفوه بأبتسامة: هو من الواضح أنهم مستقصدينك كلهم ، بس أنا عن نفسى موافق تقعدى معانا
تحدثت سمية بمرح: أنت بتقول إيه دى ما بتصدق
أردف غريب موجها حديثه إلى مراد بمزاح: هو أنا يا أبنى مش و أنا بجوزهالك قولتلك البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل ، و قولتلى دى قلبى يا عمى و فى عيونى ، إيه اللى بيحصل دلوقتى بقا
مراد بمزاح: ما أنا بصراحة يا عمى حسيت أنكم بتوحشوها أوى فمردتش أحرمها منكم
أردفت عهد بمرح: يا حنين
فنطقت أميرة بغيظ: حتى أنت يا بابا ، ثم أكملت بلامبالاة؛ أنا قعدة مع أخويا حبيبى ، مش معاكم أنتم
أردفت سمية قائله: ما هو مسكين يا حبيبتى ، ميعرفش حاجه بس بكرا يتعود
هتفت أمينة بمرح: على رأئيك يا مامتى بكرا يتعود و يكتسب مناعه
مراد بتوديع: طب أنا ماشى بقا تصبحوا على خير
أردف هشام قائلاً هو الآخر: خدنا معاك يا مراد أحنا كمان لازم نمشى ، لأن عندى شغل الصبح أنا كمان
فأردفت غريب قائلاً: إيه يا H و مش هغلبك دور طاولة عالماشى كده
هشام بمرح: أنسى يا غريب ، أنا إنهارده مودى حلو بصراحة و مش عاوز حاجة تعكنن عليا مودى
أردف شريف قائلاً هو الأخر: و أنا كمان همشى عشان عندى مأمورية الصبح بدرى
نطقت سمية داعية: ربنا معاك يا حبيبى و يجعلك فى كل خطوه سلامه
فهتفت يسرا بحماس: يلا يا جماعة تصبحوا على خير ، و بالفعل أنصرف الجميع بعد وداع حار بينهم ، بعد أن أتفقت يسرا مع عهد فيما بينهم على أن تذهب إليها غداً فهى تريدها فى أمراً هام ، و بعد ذهاب الجميع أردفت عهد قائله بنعاس: أنا هطلع أنام بقا لأن بكرا عندى إجتماع بدرى
فأضاف عمر هو الآخر: و أنا كمان هطلع أنام عشان الإجتماع الصبح
فأردف غريب بجدية: طيب أحنا محتاجين نقعد نتكلم بكرا بعد الإجتماع ، عايز أعرف آخر الأخبار
هتفت عهد قائله و هى تضع قبله حانيه على وجنته: كله تمام يا حبيبى متقلقش
أردف عمر بهدوء: متقلقش يا بابا كله تحت السيطرة
ثم تحدثت عهد موجهه حديثها إلى الصغار الذين يقبعون بأحضان والدهم بسعادة: يلا يا شباب عشان وقت النوم
فنطق عز بترجى: بليز يا مامى عاوزين نقعد مع بابى شوية ، أحنا فى إجازة
فأكملت الصغيرة ليا قائله: أيوه يا مامى بليز ، عاوزين نقعد شوية
أردفت عهد بحب: إنهارده بابى تعبان فنسيبه إنهارده على راحته ، و بكرا أن شاء الله أسهروا براحتكم
أردف زين بمشاغبة: وعد
رددت عهد بحب: وعد يا أبو لسانين ، يلا بينا ننام بقا
فأردف عز قائلاً: طب هنام جمبك إنهارده
اردفت ليا هى الأخرى: و أنا كمان
و كذلك زين مرددا: و أناااا يا مامى
فهتفت عهد بحب: طب يلا قولوا لبابى تصبح على خير و يلا بينا ، و بالفعل فعل الأطفال ما أمرتهم به والدتهم ثم أنصرفوا بصحبه عهد إلى غرفتها للنوم معها ، تاركه خلفها عاصم واقفا مشدوها لا يعلم من أين أتى له كل هذا الكم من المشاعر منذ دلوفه إلى هذا المنزل ، لا يعلم سببها و لكنه يشعر و كأنه يريد إحتضان تلك العهد ، و لكن كبرياءه يمنعه عن فعل ذلك و سحقها داخل أحضانه ، فاق من شروده على صوت سمية قائله: تعالى يا حبيبى أوريك أوضتك فين ، و كمان أورى فرحه مكان أوضتها ، لأن طبعا مش هينفع تبات معاك فى أوضة واحدة لحد ما نروح لشيخ نشوف هيقول لينا إيه
أوما عاصم برأسه ثم نطق قائلاً: بس أنا فى حاجات كتير أوى محتاج أعرفها و محتاج أتكلم فيها بعد إذنك
تحدث عمر بهدوء و حكمة: هتعرف كل حاجه يا عاصم ، و كل اللى عاوز تسأل فى هتلاقى إجابه عليه بكرا أن شاء الله
أجابه عاصم بتساءل و فضول: و ليه ميكونش إنهارده
أردف عمر بهدوء: لأن أنا عندى إجتماع مهم بكرا أنا و عهد و لازم نكون فايقين له كويس ، و كمان أنت أكيد تعبان إنهارده و اليوم كان طويل عليك و محتاج ترتاح ، بكرا أن شاء الله هقعد معاك و هفهمك كل حاجه
أوما عاصم برأسه فى تفهم ثم هتف سمية بحماس: يلا يا حبيبى عشان أوريكم أوضكم ، و بالفعل أصطحبت سمية كل منهم إلى غرفته ، و ما أن خطى عاصم بقدميه إلى داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه ، حتى شعر بعدم التوازن و كأن برأسه يوجد سباق من الذكريات ، لا يعلم عنها شئ
هناك لقطات عدة تمر أمام أعينه و لكنه لا يعلم عنها شئ ولا حتى قادراً على معرفه حقيقتها ، فخارت قواه و لم تعد قدماه قادره على حمله ، فجلس على طرف الفراش ثم أسند بيديه إلى الفراش و أرجع رأسه إلى الخلف ، مبحلقا فى السماء ، ثم هبطت دمعة ساخنة من عينيه ، يشعر و كأن حزن العالم كله يقبع فوق صدره
لا يعلم من هو ؟
لا يستطيع تحديد شعوره أو تسميته ....
لا يعلم أيحب هذه العائله و يقترب منها كما أحدثه قلبه ، أم يبتعد عنها و عن الدفء الذى شعر به وسطهم كما حدثه عقله بالغربه عنهم ؟
أيترك هؤلاء الصغار الذى تعلق بهم منذ الوهلة الأولى ، أم يطاوع قلبه الذى يأبى الرحيل عنهم و يريدهم بشده داخل أحضانه ؟
عهد و آااااااه من عهد ...
سحب نفس عميق ثم كتمه لثوان داخل رئته و بدء بتفريغ رئته تدريجيا ، ثم رفع يديه ماسحا بها أعلى خصلاته محدثا نفسه قائلاً: أنا لازم أعرف كل حاجه ، لازم أعرف عاصم ده كان عايش حياته أزاى ، كان بيتعامل مع كل اللى موجودين هنا أزاى ، لازم أعرف حكايته مع عهد ، يمكن أعرف وقتها أحدد مشاعرى تجاهها ، أو حتى أقدر أتقبل الوضع اللى أنا فى دلوقتى ، ثم مسح دموعه بكف يديه و تابع و هو يرفع رأسه إلى الأعلى يشعر بالضياع موجها حديثه إلى الله؛ ياااااارب ، ياااارب أنا مش قادر عالوجع اللى أنا عايشة ده ، يااااارب قوينى و خلينى أفتكر كل حاجه يارب ، يارب أنا تعبت من كتر الضياع اللى أنا عايش فى بقالى سنين ثم أكمل و هو يسترد قوته: أنا صبرت يارب و صبرت كتير أوى و عمرى فيوم ما كنت نأقم على اللى أنا فى ده بس أنا تعبت خلاص و صبرى نفذ ، فبدءت دموعه بالهطول من جديد و أضاف قائلاً؛ أوقف جمبى يارب ، و قوينى على اللى أنا فى إيه ، ثم أغمض عيونه بألم و أرجع رأسه ممددا جسده على الفراش هامسا؛ يااااارب ياااارب
ابتسمت عاصم له أبتسامة باردة لم تصل إلى عيناه ثم أردف على مضض: الله يسلمك ، و من ثم حيا شريف الجميع و دعتهم سمية بعد ذلك إلى السفرة لتناول العشاء سويا
و ها هم يجلس الجميع على مائدة الطعام ، يعم الصمت المكان إلى أن نطق زين بسعادة: أنا مبسوط أوى يا بابى أن حضرتك رجعت تانى
ثم أكملت ليا بسعادة هى الأخرى: و أنا كمان يا بابى مبسوطة أوى ، و فرحانة أن حضرتك هتقعد معانا على طول و مش هتسبنا فصاح عز بحب : أيوه يا بابى كلنا مبسوطين أن حضرتك رجعت تانى
أجابهم عاصم بحب: أنا مبسوط أكتر أنى شوفتكم ، و أنكم ولادى
فأردف غريب بأمتنان و هو رافع يديه إلى الأعلى: الحمدلله يارب ، ألف حمد و ألف شكر ليك ، أنا كنت خايف أموت يا عاصم من قهرتى عليك ، الحمدلله أنك رجعت وسطنا تانى بالسلامه يا حبيبى
أبتسم عاصم بحب إلى ذلك العجوز ثم قال بأحترام: بعد الشر على حضرتك ، ربنا يطول فى عمرك و يخليك لينا، و وضع قبله حانية أعلى يديه ، تحت نظرات عهد و سمية المستغربة ، فهو حقا يتعامل مع والده و الصغار بحب خالص على عكس معاملته للجميع ، فأردفت سمية و هى تأخذ وحدات الورق العنب و تضع فى صحن عاصم مردفه بحب: أنا عملتلك الورق العنب اللى بتحبه يا حبيبى و كل الأصناف اللى بتحبها ، عوزاك تخلص على الأكل ده كله
فأبتسم لها عاصم و بالفعل بدء بتناول الطعام ، و كل ذلك يحدث تحت نظرات فرحه الحارقة الموجهه نحوهم و نحو عهد على وجه الخصوص ، فالجميع يتجنبها منذ أن دلفت إلى هذا المنزل و كأنها نكره أو شيئاً لم يكن ، تشعر بالكره الشديد تجاه تلك العهد ، و تفكر بأنها بالتأكيد خصما قوى لها ، و تخشى أن تتغلب عليها فى هذه المعركة التى تجهل عنها كل شئ ، ثم نظرت بطرف عينيها إلى شريف فوجدته ينظر إليها ، نظره لم تفهم معناها ، و ما أن تقابلت عينيها بعيون تلك الشريف حتى ألتفت بعينيه بعيداً عنها
ما به هذا الأبلة ؟
كيف ينظر لها هكذا ؟
و لماذا ينظر لها بالأساس ؟
أنتبهت من شرودها هذا على صوت سمية القائله بلطف: إيه يا حبيبتى مش بتأكلى ليه ، الأكل مش عاجبك
أجابتها فرحه مسرعه: لاااا يا طنط الأكل تحفه تسلم إيدك ، أنا بأكل أهو ، و بالفعل بدءت فى الأكل تحت نظرات الجميع الموجهه لها على أثر حديث سمية لها
و بعد مرور عشر دقائق أنهى الجميع طعامه ذاهبين إلى غرفة الجلوس لشرب الشاى و القهوة ، و أول من بدء الحديث هو هشام قائلاً بفرحة: والله يا عاصم يا أبنى ، مش قادر أقولك فرحتى قد إيه برجوعك وسطنا تانى
فأكملت يسرا بحب: و أنا كمان يا عاصم والله ربنا يعلم يا حبيبى كنت متأثره بغيابك ازاى ، ربنا يارب ما يورينا أيام صعبه زى اللى فاتت دى أبدا ، و نفضل دايما متجمعين على الحب و الخير ، فتمتم الجميع مرددين: أمين
فأبتسمت عهد ثم تحدثت بمرح: و دلوقتى ميعادنا مع فقرة البسبوسة بتاعتى ، ثم وجهت حديثها إلى شريف و نطقت بمرح؛ و طبعا منستش أم على اللى سيادة العقيد بيحبها
أردف شريف بحب: حبيبى اللى فاكرنى ده
ثم ذهبت عهد بالفعل إلى المطبخ لتأتى بالحلو الذى صنعته هى خصيصاً لتلك السهرة ، فهى بالرغم من حزنها على ما فعله بها عاصم للمرة الثانية إلا أنها سعيدة للغاية بعودته و أنه مازال على قيد الحياة ، فهى قد تعلمت خلال تلك السنوات أشياءا كثيره فى غيابه هذا ، و أتقنت بكل ما لديها من مشاعر و حب بأن وجود حبيبها على قيد الحياة يكفيها فقط لتتنفس أو لتشعر بأنها على قيد الحياة هى الأخرى ، تاركه عاصم يشتعل غيظا من فعلتها هذه و حديث ذلك المدعو شريف
يتسأل كيف له أن يناديها بهذا اللقب ؟
كيف له أن ينطق بتلك الكلمة ( حبيبى )؟
أيعقل أنه يكن لها مشاعر حب بداخله ؟
لااااا
لا يعقل شئ كهذا فهى صباحاً كانت تشتعل أمام عيونه لمجرد معرفتها بأنه تزوج من أخرى
فهى من المؤكد أنها تحبه
و لكن كيف تتعامل مع ذلك الشريف بتلك الطريقة ؟
ثم فاق من تفكيره هذا عند عودتها محمله بالصوانى و الصحون هى و الخادمة ، ثم قامت بتوزيع الحلوى عليهم جميعاً ، و عندما جاءت لتعطيه الصحن خاصته لمست يديها يديه ، فشعر كلايهما بأن الزمن قد توفق عند هذه اللحظة ، و كأن هناك صاعق كهربائى ضرب بهم هما الإثنان فى نفس اللحظة ، ألتقت عيون كل منهم فى عين الآخر ، فأرتبكت عهد ثم هتفت و هى تحيد بعيونها عن عينيه قائله بأرتباك: أتفضل طبقك ، و بالفعل أخذ من يديها الصحن ثم بدء بتناول البسبوسة الذى يعشقها ، و ظل يتناولها بتلذذ شديد ، يشعر و كأنه يتناولها لأول مرة ، فهى حقا شهية المذاق ، مذاقها مختلف تماماً عن ما تناولها من قبل ، يكاد يجزم بأنه لأول مره يتناول مثل هذا الطعم فى حياته أو على الأقل طوال السنوات القليلة الماضية ، فاق من شروده هذا و أستطعامه للبسبوسة على صوت سمية المتسائله بحب: إيه رائيك يا حبيبى فى البسبوسة ، زمان ما كنتش ترضى تأكلها غير من أيد عهد ، و كنت بتقول أنا بأكل بسبوسة كتير و قليل و عمرى ما بستطعم حلاوتها إلا من أيد عهد
فأردف غريب بحب: هى عهد كده محدش يقدر يغلبها فى الحلويات
أبتسم هشام و تابع بمرح: ما أنا مجاليش السكر من شوية برضو ، ما أهو من اللى بتعمله فينا
و عند هذه النقطة قهقه الجميع ضاحكا على حديث هشام فأردفت عهد بمرح: ما عشان كده يا بابا حضرتك هتأخد الحته الصغننة دى بس
صاح هشام و هو يتصنع الحزن: أهون عليكى طيب
أردفت عهد بأبتسامة و بعض المرح: و لو هى الحتة دى برضو
فأضافت يسرا بمرح هى الأخرى: هى الحتة دى يا هشام بس ولا أقولك دى كبيرة أوى كمان ، ثم قامت بتقليل القطعة المقدمة له و تابعت بعد ذلك قائله ببلاهه و كأنها لم تفعل شئ: كفاية عليك دى يا حبيبى
فقهقه غريب و واصل بمرح: إيه يا H مش هتقدر تتكلم دلوقتى صح
تفوه هشام بكذب لا يخلو من المرح: أنا ساكت ليهم بس عشان أنا مش عاوز ، لكن أنت عارف طبعاً لو أنا عايز أخد حته البسبوسة بتاعتى كاملة كنت أخدتها
شريف بمزاح: أوماااااال
فنطقت أمينة بحب: إيه يا جماعه أنتم كلكم عليه و لا إيه ، ثم أقتربت محتضنه هشام و تابعت بحب: متزعلش نفسك يا H ، كل براحتك يا حبيبى دى حتة بسبوسة صغيرة مش هتخسر
صاحت يسرا بمرح: محدش مقويه عليا غيرك يا سهونة أنتى
نطق زياد بحب: لا بقولكم إيه كله إلا أمينة
أردف عمر بمرح: أتوكس أنت و أمينة
فهتفن سمية قائله: مين يشهد للعروسة يا سى زياد
تحدثت أمينة و هى تصتنع الحزن: دلوقتى بقيت وحشة يا ست ماما ، و لما كل شوية تندهى عليا و تقوليلى تعالى يا ماينو ، ده أنا مخلفتش غيرك يا ماينو
قهقهت عهد و تابعت بمرح: بتجاملك يا حبيبتى
فأردفت أمينة بمزاح: أنا مش هرد عليكم و هسيب H هو اللى يرد عليكم
هشام مقهقا: ما خلاص بقا يا عيال ، أنتم هتتكتروا عليها ولا ايه و أنا موجود ، ثم وجهه حديثه إلى أمينه قائلاً: محدش له دعوه بمرات أبنى
و هنا تحدث مراد قائلاً: والله يا جماعة أنا مبسوط جدا بلمتنا دى ، و أن شاء الله نفضل متجمعين دايما على الخير ، ثم وجه حديثه إلى عاصم قائلاً بحب: مبسوط برجوعك بالسلامة يا صاحبى ، ثم أضاف و هو يهم بالرحيل؛ أنا همشى بقا عشان عندى شغل بدرى الصبح و يدوب ألحق أنام ليا شوية
هتفت سمية بنبرة حانية: ما أنتم قاعدين يا أبنى شوية كمان
همس مراد بترقب و هو يضحك ضحكة ذات مغزى: لا ما أهو أنا بس اللى همشى ، أميرة بايته معاكم أنهارده أميرة
نطقت بأبتسامة بارده: أيوه يا ماما أنا بايته معاكم انهارده
أردفت أمينة بمرح: ليه يا حبيبتى كده معندكوش مايه فى بيتكم ولا إيه
أردفت أميرة ببرود: أنا قعدة فى بيت بابا
تابعت عهد قائله بمرح: طيب و بيت جوزى ، أتمنتچت ، يا بنتى أنتى بتقعدى معانا أكتر ما بتقعدى فى بيتك
صاح عمر بمزاح: لا يا جماعة متقولش كده ، هى قعدت شهر كامل فى بيتها أول ما اتجوزت بلاش ظلم
أردفت أميرة و هى تذهب إلى جوار عاصم و تمسك بذراعة قائله: أنا بايته مع أخويا ، مالكوش دعوه أنتم
شعر عاصم بالألفة و الحب عندما مالت برأسها على كتفه ثم تفوه بأبتسامة: هو من الواضح أنهم مستقصدينك كلهم ، بس أنا عن نفسى موافق تقعدى معانا
تحدثت سمية بمرح: أنت بتقول إيه دى ما بتصدق
أردف غريب موجها حديثه إلى مراد بمزاح: هو أنا يا أبنى مش و أنا بجوزهالك قولتلك البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل ، و قولتلى دى قلبى يا عمى و فى عيونى ، إيه اللى بيحصل دلوقتى بقا
مراد بمزاح: ما أنا بصراحة يا عمى حسيت أنكم بتوحشوها أوى فمردتش أحرمها منكم
أردفت عهد بمرح: يا حنين
فنطقت أميرة بغيظ: حتى أنت يا بابا ، ثم أكملت بلامبالاة؛ أنا قعدة مع أخويا حبيبى ، مش معاكم أنتم
أردفت سمية قائله: ما هو مسكين يا حبيبتى ، ميعرفش حاجه بس بكرا يتعود
هتفت أمينة بمرح: على رأئيك يا مامتى بكرا يتعود و يكتسب مناعه
مراد بتوديع: طب أنا ماشى بقا تصبحوا على خير
أردف هشام قائلاً هو الآخر: خدنا معاك يا مراد أحنا كمان لازم نمشى ، لأن عندى شغل الصبح أنا كمان
فأردفت غريب قائلاً: إيه يا H و مش هغلبك دور طاولة عالماشى كده
هشام بمرح: أنسى يا غريب ، أنا إنهارده مودى حلو بصراحة و مش عاوز حاجة تعكنن عليا مودى
أردف شريف قائلاً هو الأخر: و أنا كمان همشى عشان عندى مأمورية الصبح بدرى
نطقت سمية داعية: ربنا معاك يا حبيبى و يجعلك فى كل خطوه سلامه
فهتفت يسرا بحماس: يلا يا جماعة تصبحوا على خير ، و بالفعل أنصرف الجميع بعد وداع حار بينهم ، بعد أن أتفقت يسرا مع عهد فيما بينهم على أن تذهب إليها غداً فهى تريدها فى أمراً هام ، و بعد ذهاب الجميع أردفت عهد قائله بنعاس: أنا هطلع أنام بقا لأن بكرا عندى إجتماع بدرى
فأضاف عمر هو الآخر: و أنا كمان هطلع أنام عشان الإجتماع الصبح
فأردف غريب بجدية: طيب أحنا محتاجين نقعد نتكلم بكرا بعد الإجتماع ، عايز أعرف آخر الأخبار
هتفت عهد قائله و هى تضع قبله حانيه على وجنته: كله تمام يا حبيبى متقلقش
أردف عمر بهدوء: متقلقش يا بابا كله تحت السيطرة
ثم تحدثت عهد موجهه حديثها إلى الصغار الذين يقبعون بأحضان والدهم بسعادة: يلا يا شباب عشان وقت النوم
فنطق عز بترجى: بليز يا مامى عاوزين نقعد مع بابى شوية ، أحنا فى إجازة
فأكملت الصغيرة ليا قائله: أيوه يا مامى بليز ، عاوزين نقعد شوية
أردفت عهد بحب: إنهارده بابى تعبان فنسيبه إنهارده على راحته ، و بكرا أن شاء الله أسهروا براحتكم
أردف زين بمشاغبة: وعد
رددت عهد بحب: وعد يا أبو لسانين ، يلا بينا ننام بقا
فأردف عز قائلاً: طب هنام جمبك إنهارده
اردفت ليا هى الأخرى: و أنا كمان
و كذلك زين مرددا: و أناااا يا مامى
فهتفت عهد بحب: طب يلا قولوا لبابى تصبح على خير و يلا بينا ، و بالفعل فعل الأطفال ما أمرتهم به والدتهم ثم أنصرفوا بصحبه عهد إلى غرفتها للنوم معها ، تاركه خلفها عاصم واقفا مشدوها لا يعلم من أين أتى له كل هذا الكم من المشاعر منذ دلوفه إلى هذا المنزل ، لا يعلم سببها و لكنه يشعر و كأنه يريد إحتضان تلك العهد ، و لكن كبرياءه يمنعه عن فعل ذلك و سحقها داخل أحضانه ، فاق من شروده على صوت سمية قائله: تعالى يا حبيبى أوريك أوضتك فين ، و كمان أورى فرحه مكان أوضتها ، لأن طبعا مش هينفع تبات معاك فى أوضة واحدة لحد ما نروح لشيخ نشوف هيقول لينا إيه
أوما عاصم برأسه ثم نطق قائلاً: بس أنا فى حاجات كتير أوى محتاج أعرفها و محتاج أتكلم فيها بعد إذنك
تحدث عمر بهدوء و حكمة: هتعرف كل حاجه يا عاصم ، و كل اللى عاوز تسأل فى هتلاقى إجابه عليه بكرا أن شاء الله
أجابه عاصم بتساءل و فضول: و ليه ميكونش إنهارده
أردف عمر بهدوء: لأن أنا عندى إجتماع مهم بكرا أنا و عهد و لازم نكون فايقين له كويس ، و كمان أنت أكيد تعبان إنهارده و اليوم كان طويل عليك و محتاج ترتاح ، بكرا أن شاء الله هقعد معاك و هفهمك كل حاجه
أوما عاصم برأسه فى تفهم ثم هتف سمية بحماس: يلا يا حبيبى عشان أوريكم أوضكم ، و بالفعل أصطحبت سمية كل منهم إلى غرفته ، و ما أن خطى عاصم بقدميه إلى داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه ، حتى شعر بعدم التوازن و كأن برأسه يوجد سباق من الذكريات ، لا يعلم عنها شئ
هناك لقطات عدة تمر أمام أعينه و لكنه لا يعلم عنها شئ ولا حتى قادراً على معرفه حقيقتها ، فخارت قواه و لم تعد قدماه قادره على حمله ، فجلس على طرف الفراش ثم أسند بيديه إلى الفراش و أرجع رأسه إلى الخلف ، مبحلقا فى السماء ، ثم هبطت دمعة ساخنة من عينيه ، يشعر و كأن حزن العالم كله يقبع فوق صدره
لا يعلم من هو ؟
لا يستطيع تحديد شعوره أو تسميته ....
لا يعلم أيحب هذه العائله و يقترب منها كما أحدثه قلبه ، أم يبتعد عنها و عن الدفء الذى شعر به وسطهم كما حدثه عقله بالغربه عنهم ؟
أيترك هؤلاء الصغار الذى تعلق بهم منذ الوهلة الأولى ، أم يطاوع قلبه الذى يأبى الرحيل عنهم و يريدهم بشده داخل أحضانه ؟
عهد و آااااااه من عهد ...
سحب نفس عميق ثم كتمه لثوان داخل رئته و بدء بتفريغ رئته تدريجيا ، ثم رفع يديه ماسحا بها أعلى خصلاته محدثا نفسه قائلاً: أنا لازم أعرف كل حاجه ، لازم أعرف عاصم ده كان عايش حياته أزاى ، كان بيتعامل مع كل اللى موجودين هنا أزاى ، لازم أعرف حكايته مع عهد ، يمكن أعرف وقتها أحدد مشاعرى تجاهها ، أو حتى أقدر أتقبل الوضع اللى أنا فى دلوقتى ، ثم مسح دموعه بكف يديه و تابع و هو يرفع رأسه إلى الأعلى يشعر بالضياع موجها حديثه إلى الله؛ ياااااارب ، ياااارب أنا مش قادر عالوجع اللى أنا عايشة ده ، يااااارب قوينى و خلينى أفتكر كل حاجه يارب ، يارب أنا تعبت من كتر الضياع اللى أنا عايش فى بقالى سنين ثم أكمل و هو يسترد قوته: أنا صبرت يارب و صبرت كتير أوى و عمرى فيوم ما كنت نأقم على اللى أنا فى ده بس أنا تعبت خلاص و صبرى نفذ ، فبدءت دموعه بالهطول من جديد و أضاف قائلاً؛ أوقف جمبى يارب ، و قوينى على اللى أنا فى إيه ، ثم أغمض عيونه بألم و أرجع رأسه ممددا جسده على الفراش هامسا؛ يااااارب ياااارب
يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :" رواية عهد الحب" اضغط على اسم الرواية