رواية عشقت كفيفة الفصل الرابع عشر 14 بقلم رنا هادي
رواية عشقت كفيفة الفصل الرابع عشر 14
لا تهتم بشأني أيها الزمان، فالأمور على ما يرام ، ولا تقلق بما يحدث، فأنا الخيبة لا زالت هُنا ، فلا تقلق لأن الحزن أصببح جزءاً لا يتجزأ من حياتي🥀💔
••
صوت صراخ وتحطيم يملأ المكان ليجعل كل من معه فى المنزل يفزع من قوة صراخ ليهرولوا الى الاعلى سريعا بخطوات متعثرة ليجدوا الغرفة مغلقه ويصدر صوت الصراخ بالداخل ليقوموا بطرق الباب شاعرين بالفزع عليه
يقول والده بخوف وقلق وهو يطرق الباب بقوة
=مصطفى افتح يابنى فى ايه لكل دا مصطفى
بينما هو فى الداخل يقوم بتكسير جميع ما يقابله ودموعه تسيل فوق وجنتيه يصرخ بقوة ويصدر أهات موجوعه يقول بألم وصراخ محدثا نفسه بوجع
=سابتنى خلاص مبقتش ليا .. انا خسرتها .. خسرتها هتجوزوا وتسيبنى ... ليه ليه انا وليه هى اه اه قلبى والله بحبها ليه تسيبني وتجوزوه هو، مش هيحبها زى ما انا بحبها ليه بموت يا سارة تعالى ليا
يبكى و ينتحب كطفل فقد امه من يراه لن يصدق بأنه هو نفسه مصطفى المرشيدى صاحب شركات SAM، المعروف ببروده وقوته الصارمه، من يصدق انه الان يبكى لا بل يصرخ على مفقودته التى قد علم منذ لحظات ان عقد قرانها على امير الشهاوى غدا، ومنذ سماعه للخبر وهو على هذا الحال من حزن وضعف على من اصبحت لغيره .
يقع على ركبتيه بضعف فوق الارضية وقد استنزف قوته فى الصراخ يستند بظهره على الفراش .. يتنفس بصوت مسموع وكأنه يحاول ان يضبط انفاسه، ينظر امامه ويبتسم بألم لتتحول تلك الابتسامه الى ضحكات هستيرية قويه يضحك بصخب لتمر دقائق وهو على هذا الحال يضحك ويبكى بنفس الوقت الى ان انفجر مرة اخرى بالبكاء وصوت شهقاته تعلو بالغرفة المحطمة وصوت طرقات الباب المستمرة التى كادت تكسره لكنه لا يستمع الى احد فقط فكرة انها ستتزوج لغيره فى الغد هى الفكرة الوحيده التى بعقله يتسأل كيف لها ان تنساه وتقبل بغيره ان يكون معها ؟ هل نسته بهذه السرعه؟
وهو الذى لم ينساه قط فى مدة بعده عنها ... لماذا تتركه بعد ان جعلته اسيرا لها ؟
بينما فى الخارج يقف ابيه والمربية الخاصة التى كانت تتولى رعايته وهو صغير يطرقون الباب وينظرون الى بعضهم بقلق ليقول سليم والده بقلق واضح
=هو فى ايه يا انصاف ماله دا اول مرة يكون بالحال دى
لتردف بتوتر وقلق هى الاخرى =ا.. اصل سارة .. سارة فرحها بكرا
ليقاطعها سليم بغضب =تانى سارة وزفت احنا مش هنخلص من الهم دا ... ايه البت دى سحراله حتى وهى عاميه لسه بيحبها انا مش عارف آخرة الموضوع دا ايه هنخلص منه امتى انا مش عارف
لتقاطعه السيدة انصاف بحزن واسى على مصطفى الذى صوت نحيبه مازال مستمر
=بس مصطفى لسه بيحبها ليه تحرمه منها
ليردف سليم بغضب وهى يشيح بيده فى الهواء ويعود مرة اخرى الى الاسفل
=دا عيل بيدلع ما تتجوز ولا تغور فى داهيه خليه يفوق لحاله وينسى البنت دى دى واحده عامية ملهاش فايدة مفيش حاجة اسمها حب ولا فى زفت
ليختفى من امام أعين انصاف تلك السيدة الكبيره فى السن تنظر بأسى الى سليم ذلك الرجل المتعجرف ... لتقترب من الباب تطرقه بهدوء تقول بدموع
= مصطفى حبيبى افتح يا بنى طمنى عليك
لياتيها صوته المبحوح من خلف الباب قائلا بضعف
=امشى يا داده مش عاوز حد سيبينى فى حالى بالله عليكى
لتقول باصرار رافضه ان تتركه وحده وهو بتلك الحالة فهو يعتبر ابنها التى لم تنجبه
= طب خليني معاك ومش هضيقك بس اطمن عليك
ليقول بصراخ =مش عاوز مش عاوز حد
لتردف باصرار هى الاخرى =مش هسيبك وافتح بقولك اسمع الكلام
لتنتظر لحظات استمرت لدقائق حتى ظنت انه لم يقوم بفتح الباب وما كادت لترحل الا انها سمعت صوت باب غرفته يفتح بهدوء وبطئ لتهرول ناحيته تدفع الباب لنتمكن من الدخول وتغلقه من خلفه ليرتمى هو فى احضانه كطفل صغير يبكى لأمه ويشتكى لها ... فدائما وابدأ ما كانت انصاف هى الأقرب اليه منذ ان كان طفلا صغير ليتحدث بتعب
=خلاص نستنى وهتجوز غيرى مش هتبقى ليا والله بحبها وربنا يعلم حبها فى قلبى عاما ازاى.
لتربت هى على ظهره بعدوء وكأنها تواسي طفل صغير ليس برجل فى الثلاثينات من عمره
=حبيي متعملش فى نفسك كده أكيد ربنا شيلك الخير هى مش نصيبك..........
قاطعها وهو مازال يبكى بين احضانها =هى حبيبتى حبيبتي اللى سابتنى
لتقول بهدوء جادى =انت اللى سبتها يا مصطفى
ليبتعد عنها قائلا بصراخ وهو يتراجع الى الوراء
=كانت هتموتها هتموتها ... انا مقدرش اكون السبب فى موتها.. تبعد عنى بس متفارقنيش .. انا بحبها
لتغمض عينها بألم و وجع على ذلك الشاب العاشق الذى بسبب غبائه ترك خطيبته فى اكثر وقت تحتاجه به لكنها تعلم أسبابه، لتقترب منه تحنو عليه قائلة بحنان وهدوء
=طب اهدى يا حبيبى انت كدا بتتعب نفسك .....
قاطعه بعصبيه وهو يضع يده على أذنيه =متقوليش اهدى متقوليش ... هى خلاص سابتنى
ليقف ودموعه تسيل ينظر بتيه حوله وتنفسه اصبح سريع بشكل غير طبيعى ولم يمر لحظات الا ووقع مغشيا عليه .
_______________
أنت المحيطَ إلذي أوردتهُ سُفني ، والبلاد إلتي أسميتها وطني🌻❤
______________
طوال الطريق وهم فى حالة من الصمت، منذ ان أخذها من امام البوابة الرئيسية للقصر ... القى عليها تحية الصباح فقط عندما راها ومن بعدها لم يفتح شفاه ببنت كلمه، تختلس النظرات من حين لآخر
لتحاول صنع حديث معه قائلة بعفوية
=هو فاضل كتير لحد ما نوصل
ليبتسم بخفة قائلا ومازالت عينه نحو الطريق =ايه زهقت بسرعه ؟
لتقول بسرعه وهى تنظر اليه =لا ابدا والله مقصد كدا .. انا بس .. بس
لينظر اليها بابتسامته من ثم يعود ببصره نحو الطريق
=مالك متوترة كده ليه .. اهدى مش هخطفك، فاضل ١٠ دقايق ونوصل
لتوما له براسها بصمت تدير وجهها تنظر الى الطريق عبر نافذة السيارة .. ليمر الوقت سريعا الى ان وقف مالك بسيارته امام البرج السكنى الذى بقطن به هو واخوته ليقوم بصف السيارة بمكانها المحدد ليترجل منها ويتجه يفتح لها الباب لتترجل هى الاخرى منه تنظر الى المبنى بانبهار هى لم تتوقع أن يكون بمثل ذلك المكان كانت تتوقع انه متوسط الحال لكن يبدو انهم متيسيرين ماديا .
=مش هنتحرك ؟!
اخرجها من شرودها وتفكيره هو سؤاله لها فقد كانت تقف تنظر الى البرج السكنى، لتسير بجانبه تبتسم بخفوت فى وجه الحارس الامنى الذى القى عليه التحيه ... ليصعدا عبر المصعد الى الطابق المحدد ليقوم هو بوضع المفتاح فى الباب ولكن قبل فتحه، استدار بوجهه قائلا بجديه
=هندخل اوريكى كل حاجة بس الجناح بتاعى انتِ اللى هتدخلى وتشوفيه ولو فى حاجة عاوزة تغيريها تبلغيني وانا هغيرهالك.
ليكمل بداخله وهو يفتح الباب =مش عارف ليه جدك مجاش ايه مش خايفين عليكِ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ليدلف كلا منهما الى الداخل ليبدا مالك بتفريجها للمنزل بداية بالطابق الاول الذى يضم غرفة المعيشة والصالون وايضا غرفة السفرة ومعها المطبخ الامريكى لتنبهر هى بالمكان والاساس العصرى .
لتلتفت اليه ما ان انها من الطابق الاول قائلة بسعادة وهى تنظر اليه بحب
=ماشاء الله بيتكم جميل اوى وزوقه حلو اوى مش اى حد يعرف ينسق مابين الفرش المودرن والكلاسك كدا
ليبتسم هو بخفة ينظر الى الاسفل وهو يحك عنقه من الخلف قائلا بحزن حاول اصطباغه بجديه
=زوق سارة وامى الله يرحمها .
استشفت نبرته الحزينه لتنظر له بتأثر قائلة برقه وهدوء =الله يرحمها
ليأمن بعد جملتها يتجه الى الطابق الاعلى قائلا =الدور اللى فوق مفهوش غير اوضتى انا وسارة وملك واوضة نوم للضيوف .. لتصعد خلفه هى الاخرى بسرعه حتى تلاحق خطواته ليشير لها الى احد الغرف لانظر له باستفهام ليجيبها وهو يرفع كتفيه ببساطة
=دى اوضتى ادخلى شوفيها عشان لو عاوزه تغيرى حاجة ايه الصعب فى كدا
لتردف ببلاهة =وانت !
ليردف قائلا ببساطة يشير باتجاه الغرفه =انا مش هينفع ادخل معاكى انتى هتشوفيها وانا هنزل اشوف حاجة نشربها فى المطبخ.
لتوما له براسها وهى تنظر اليه بابتسامه وقد ارتفعت صورته داخلها اكثر
اتجه مالك نحو المطبخ لكى يحضر مشروب له ولها
لكن جذب انتباهه صوت طرقات متتاليه حاده فوق باب
المنزل يكاد الباب يسقط من قوتها ... و صوت شاب يصيح بحده
=افتح .... افتح يا ××× يا بتاع النسوان افتح .....
القى مالك ما بيده فوق طاوله المطبخ مهرولاً للخارج باحثاً عن تولين ليجدها تقف فوق الدرج تنظر اليه باستغراب قائله بخوف وقلق
=فى ايه يا مالك ؟!
ليجيبها باستغراب =مش عارف
انتبه الى الضجه الاتيه من الخارج اتجه نحو باب المنزل تتتبعه تولين، ليجده مفتوحاً على مصراعيه و هناك عدة رجال و امامهم شاب يقفون بمدخل الشقه
صاح شاب بحده ما ان رأه واقفاً
=شوفتواااا اهووو بنت فى بيته و فى عز الضهر العالم الفاجرة زى ما قولتلكوا و مش اول مره ............
قاطعه مالك بصوت حاد صارم اخرسه على الفور
= ايه يا كريم ... ايه الدوشه اللى انتى عامله دى..
ارتبك وجه كريم فور سماعه نبرته الحاده تلك اخذت
يتفحصه باعين ثاقبه قلقه ليعلم على الفور من مظهره و هالة القوة التى تحيطه بانه لن يتنازل عن حقه وعن صياحه به مما جعله يغلق فمه عما كان ينوى قوله على الفور.....
صاح احدى الرجال الواقفين
=البت دى بتعمل ايه هنا ... هو الكلام اللى اتقال صح ولا ايه
هم مالك بالرد عليه لكن جذب انتباهه صرخه الالم التى صدرت عن تولين التفت اليها على الفور ممرراً عينيه عليها بقلق اهتز جسده بعنف من شده الغضب فور رؤيته لاحدى الرجال يقوم بلوى ذراعها خلف ظهرها بقسوة بينما هى تقاومه محاوله الابتعاد عنه اندفع نحوه على الفور يسدد له لكمه قويه بوجهه كادت ان تطيح برأسه مسقطه اياه بقوه على الارض مما جعل باقى الرجال يتراجعون الى الخلف بخوف..
لف ذراعه حول خصر تولين لا اراديا جاذباً اياها بجانبه محيطاً جسدها المرتجف بذراعيه بحمايه صائحاً بشراسة بالجمع الواقف
=من الاخر كده انتوا عايزين ايه بالظبط .....؟!
اجابه احدى الرجال الواقفين بغضب
=عاوزينك تسيب البرج السكنى، انت واخواتك سمعتكم بقت على كل لسان واحنا مش ناقصين بلاوي ودلوقتي جايب واحده شمال الشقه عندك
انهى الرجل كلماته تلك و هو ينظر الى تولين بنظرات غير لائقه لتقف هى خلف مالك تتشبت بثيابه من الخلف، مالك الذى كان واقفاً بجسد يشتعل الغضب بداخله كبركان على وشك الانفجار قبض مالك من ذراعه بقوه دافعاً اياه بحده للخلف صائحاً بشراسه بث الرعب بداخل جميع الواقفين
=لو فكر اى حد فيكوا بس يجيب سيرتى انا او اى حد من اخواتى قسما بالله لاروح فيكم فى داهيه ... ما هى مش ناقصة بلاوي هى واللى بتكلم عنها دى تبقى مراتى تولين الشهاوى عارفين يعنى ايه مرات
شحب وجه الرجل فور سماعه تهديد مالك ذلك هتف بصوت مرتبك غير مرتب
=يا .. يا .. مراتك .. انت اتجوزت ..
ليقاطعه مالك بقوة وصرامه غير قابلة للنقاش وعيون تطلق الشرر
=ايوة مراتى اللى انتوا بتكلموا عنها، بس قسما بالله لاجيب حقها واعرفكم معنى الكلام اللى اتقال علينا دا
ليقول احد الجيران باسف =يا بنى حقك علينا مكناش نعرف انك اتجوزت وانت بقالك يومين مختفى انت واخواتك من بعد الكلام اللى اتقال
ليجيبه مالك بقوة وصوت واثق =قاعد فى بيتى التانى ان واخواتى فيها حاجة دى .. محدش ليه عندى حاجة عشان يحاسبني، اجوز بقى اطلق اخطب دى مش بتاعة حد ولا انتم ليكم علاقة .. والكلام اللى اتقال عليا انا واختى مكنتش اعرف انكم هتصدقوا الكلام دا .. انا وعيلتى بقالنا اكتر من ١٠ سنين ساكنين هنا عمركم سمعتوا عننا حاجة ....
ليكمل بنبرة ساخرة =انا مش بعاتب لسمح الله يا سيادة المستشار لا انا بس بوريكم حقيقتكم، يلا بقى من غير مطرود اصلى عريس جديد
انهى كلامه بنبرة صارمه غير قابله للنقاش ليطيعونه على الفور الجيران يخرجون على الفور ووجهم شاحبه بعضهم من يشعر بالندم انه صدق على تلك الاسرة ذلك الكلام وتلك الإشاعات، والآخر يشعر بالغل والغضب انه لم يستطع ان يهدم تلك الاسرة.
بينما فى الداخل بعد خروج هؤلاء الرجال زفر مالك بغضب يرتمى بجسده فوق اول مقعد قابله يغمض عينه محاولا امتصاص غضبه ناسيا امر تلك التى تقف لا تعلم ماذا تفعل لتهمس باسمه بهدوء ورقه، وكانه تذكر انها معه ليعتدل فى جلسته قائلا
=معلش على اللى حصل بس للاسف الجيران زى ما انت شايفه
لتقول بهدوء ورقه فى محاولة لتخفيف عنه =انت ملكش ذنب دا كله بسبب الإشاعات اللى ظهرت
ليقول بغضب غير منتبه لما يقول
=كله بسبب اللى اسمه امير هو السبب فى كل اللى بيحصل انسان مغرور معندوش مسؤليه لحاجة
لتقول هى برقه بعد انتهائه من حديثه =بس طيب
لينتبه انه تحدث عن اخيها بسوء امامها ليتنحنح بحرج ينهض من جلسته يعدل من ثيابه قائلا مغيرا الموضوع
=يلا نخرج عشان اتخنقت وفى العربيه قولى ل عاوزه تغيرى حاجة
_________________
"كم هو قاسٍ وموحش أن يُعدم الإنسان رميًا بالكلام" 🖤 .
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية عشقت كفيفه" اضغط على اسم الرواية