رواية المهندسة نور البارت السابع عشر 17 بقلم وفاء الغرباوي
رواية المهندسة نور الفصل السابع عشر 17
"حتى فساتينى التى اهملتها
فرحت به . رقصت على قدميه
سامحته . وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه .
ونسيت حقدي كله في لحظة "
هل هذا يحدث؟
دخل عمر غرفته ،قعد مع نفسه وافتكر خروج ياسمين وهى بتجرى ..نادى عليها
استنى هنا رايحة فين
عمر كان بيتكلم بحدة شويه
لسه ياسمين ماشيه ومش بترد ،سبقها بخطوة وقف قدامها، وقفت وبصت له بدموع ومن غير ما تتكلم
:ينفع كده أجرى وراكى وانادى ومترديش عليا
وبنفس اللهجة الحادة ردت عليه
:هو حضرتك مين اصلا..انا أعرفك
استغرب عمر قوة ردها وبتلقائية اتكلم
:حضرتى عمر خطيبك
ضحكت بسخرية واستهزاء
:خطيبى!!
ورفعت ايديها فى وشه
حضرتك انا مش مخطوبه، لا فى دبلة ولا اعرف لى خطيب
دا حتى العريس اللى اتقدملى وفرحنا يوم الجمعة معرفش
شكله اى
بذمتك فى إهانه ليا اكتر من كده
دى البنت اللى فى ورق الكوتشينه ليها قيمة عنى
ومشيت وسابت عمر اللى من كلامها متحركش سنتيمتر واحد من مكانه ..
تمالك نفسه وحاول يلحقها
:ياسمين استنى بكلمك مينفعش كده
وقفت ياسمين وربعت ايديها
:بالمرة قولى عيب كده يا شاطرة
وممكن كمان تضربنى على ايدى
وصرخت فيه
هو اى اللى مينفعش حضرتك ، اللى بتعمله دلوقتى
هو اللى ميصحش ومينفعش كده
وبعدين
احب اقول لحضرتك هات مايثبت انك تعرفنى
لو صرخت وقولت بتعاكسنى، شوف الناس هتعمل فيك اى
ولا عمر بيه مينفعش حد يتعدى عليه؟
ولا انت خدت أن الناس كلها تقولك حاضر
وكملت بحزن اوى
:استغليت فرصة أن بابا عايز يخلص منى ، اصل مينفعش اهين بابا بكلمة ، وحرمتنى من أقل حقوق ليا فى الدنيا
ورفعت وشها وبصتله بلوم
اشوف نفسى عروسه ، بتتخطب.. بتقدم الشربات
بتلبس دبله وتفرح بيها
ونزلت وشها فى الارض
ويسالوها رايك اى
وتتكثف ومتردش
تبقى مبسوطة بخطوبتها ، تعيش فترة مبتتكررش فى العمر فى اجمل سنين حياتى
وكملت ياسمين بدموع المرة دى
حرمتنى من حاجات كتير اوى يابشمهندس
اهمها احس انى موجودة
ومتقلقش البيعة هتم ويوم الجمعة هتلاقيتنى عروسه لابسه ابيض
بس قلبها كهف مهجور كله سواد
وقبل ما تمشى قالت:
تصدق انا بعد ما شفتك انا مبقتش عايزة اعرف
اختارتنى ليه، واشمعنا انا، ولا عرفتى منين
مبقتش تفرق ..كلها حاجات تحصيل حاصل
عن اذنك
الحق صاحبة عمرى ،غلطت فيها
هى استحالة تعرف ان انت العريس ومش تطمنى
رد عليها عمر بحزن
:والله هى متعرفش حاجة الموضوع كله فى اسبوع واحد انا كنت عايز
وقف الكلام بيه ومقدرش يكمل
وسخرت ياسمين من كلامه
من غير ما تحلف ،انت متعرفش يعنى اى نور وياسمين
ومش عايزة اعرف كنت عايز اى ، دا شى يخصك
انما هى اهم
سلام يا هندسة
مشيت ياسمين وهو بعد اللى قالته مينفعش يقرب او يوصلها، فضل مراقبها لحد مارجعت بيت نور
رجعت بيها الذاكرة للوقت الحالى
ومسك الموبايل وبعت ليها رساله ، وقرر حاجات مهمة هيعملها،وأولهم انه يصالح والده، ويحكى له على كل حاجة حصلت ،وياخد راية فى اللى ناوى يعمله
على الاقل يبدأ المرة دى صح
فى نفس الوقت دا كان كريم لوحده،عايز يطمن على نور
بس هيكلمها ازاى او بحجة اى
بس لقى أن الموضوع مش محتاج حجة ،خاصة بعد كلام والده اللى طمنه ،وانه هيكون معاه
هو محتاج انه يكون جرئ ويقتحم حصون قلعتها
ويوصل لقلبها بس بطريقه فيها مودة ورحمة
وفورا اتصل على صلاح من غير ما يفكر او يستأذن محمود والده
اول ما رد عليه صلاح،سأله عن حاله وصحته وسكت
شويه بعد رد صلاح
:كنت عايز حاجة يا كريم..فى حاجة..اتكلم يابنى انا سامعك
نبرة صوت صلاح كانت بطابع حنين.. خلت كريم مرتاح للكلام
:عمى صلاح انا عايزة اطمن على نور
ومش عايز ادخل من الشباك
احنا اهل ومينفعش تثق فيا واعمل حاجة تعيب فيا وفى تربيتى
ابتسم صلاح جواه وافتكر حكايته من نور، كان بيسمع باستمتاع لحد ما خلص كريم كلامه، وقلب جد بقا
:كل الكلام دا حلو بس برضه مفهمتش فى اى
كريم بتلقائية :عايز اتجوز المهندسة نورسين صلاح محمود ..بنتك
الكلمة نفسها خضت صلاح
هو متوقعها
لكن كريم يخليه يسمع ويفتخر ان نور بنته
كانت حاجة غير متوقعة
وقتها صلاح عرف انه بنسبة كبيرة اختار لبنته صح
بس باقى رأى نور
سكوت صلاح وعدم رده خلى كريم قلق
وسأله:هو انا قلت حاجة غلطت يا عمى
صلاح بعفويه:لايابنى دا انت قلت اكتر كلمه نفسى اسمعها
كريم بتعجب :انى اتجوز نور
صلاح :لا انك قلت اسمها كامل
المهندسة نورسين صلاح محمود
الكلمة دى مفرحتش صلاح لوحدة ،دى خلت قلب كريم يرقص
وقتها صلاح قاله
:هستناك انت وباباك بس اخد رأى نور الاول
:وانا فى انتظارك يا عمى
قفل كريم وجرى على باباه يحكى له وقرر انه ينام يعوض تعبه من الايام اللى فاتت
ومحمود كان فخور أن ابنه راجل
ومهما هو كان غلطان ، ابنه افصل منه
وهو هيحسن صورته .
********
خرج عمر وراح وقف قدام والده واعتذر له ، باباه لسه ساكت متكلمش
:هحكيلك كل حاجة من الاول خالص
ايوة غلطت فى التصرف بس كانت نيتي خير والله
وكنت بحسب أن بعمل الصح
معرفتش انى غلطت اوى كده
شوف يا بابا
الموضوع بدا من فترة ،كنت راجع من شغل بره الحى ، لقيت بنت قاعدة بتعيط فى جنب ، عياطها كان عادى
بس تليفونى رن وانا بطلعه
وعينى عليها لقيتها بتجرى فى اتجاه واحدة
ودى كانت نور زميلتى
وبتعيط اكتر من الاول ونور بتهديها
خلصت التليفون لقيتها بتحكى
ورجع بذاكرته للموقف نفسه
"انا مش عارفة اعمل اى يا نور،كل شويه إهانه وضرب
وتطاول على ليه بيكرهنى اوى كده "
اتكلم عمر وهو مركز
:انا كنت فاكر انها بتتكلم عن جوزها رغم انها لسه صغيرة
قلت ربنا يهدى لهم الحال
بس سمعتها بتكمل كلامها
"بابا يانور بيضرب ماما حتى اختى الصغيرة، هو عايز ولد، لا مش عايز ولد
هو مش عايزنا خالص، عارفة وانا صغيره كنت ببقى نفسى أجرى عليه احضنه زى اصحابى مبشوفهم
تعرفى أن باباكى احن عليا منه
ماما كمان بتصعب عليا اوى ،مبقتش تتحمل إهانه كده ،ومن يوم ما باباكى بقا بيساعده بفلوس سكت عن ضربها ،لانها لو باباكى عرف هيمنع عنه
انا مش عارفة ليه بيعمل كده"
كلامها وجعنى يا بابا اوى
مقدرتش اتحرك
هو كان غلط انى اسمع كلامهم
بس غصب عنى
وبقيت نفسى اساعدها بس ازاى
لحد ما سمعتها بتقول
"والله لو جانى اى عريس لو شحات هتجوزه،نار الجواز ولا جنة ابويا
هبقى خلصت منه ومن خوفى انه...."
سكت كريم عن الكلام ومرضي يكمل
وباباه سأله
اى حصل تانى
توه كريم الموضوع وقاله
:اصل نور قالتلها انا اللى هبقى خلصت منك يا زغلول
تصدق يا بابا انا مش عارف اى سر ارتباطات ببعض
دا حتى ياسمين مع نور دلوقت فى بيتهم
والده بقا اتكلم
:قامت الشهامة خدتك ورحت متقدملها وعايز الفرح فى اسبوع وارجع انا من العمرة اروح لهم وانت مسافر
مفكر انك زرتهم وقلتلها بابا مسافر
كنت فاكرك تعرفها،اتفاجا انها متعرفكش
عمر بحزن
:والله يابابا كان نفسى اساعدها
وقف والده وقاله بحدة
:انا مش موافق على الجوازة دى
استغرب عمر
:لانها شفقة وعطف
يابابا
خلاص يا عمر
لحظة يابا ياسمين وجعتني بكلامها
انا بفكر فيها من يوم ما شفتها والنهارده نفسى اكمل واسعدها
وبدأ يحكى لوالده كل كلامها
والده اقتنع نوعا ما على اساس انه يبدأ بالإجراءات الطبيعية زى اى عروسه واحسن كمان
فى غرفة نور
كل واحدة نايمة او عاملة نفسها نايمة وظهرهم لبعض
بعد شويه
رسالتين وصلوا فى نفس الوقت على موبايل ياسمين ونور
فتحت ياسمين رسالتها وكانت
"اسف واوعدك بااكتر من اللى تمنية وفرحة عمرك ويارب يكون لى نصيب فى قلبك بعد ما عرفتى مين عمر "
قرأت الرسالة وقفلت الموبايل
فى نفس الوقت دا
نور قرأت رسالتها
"جراح قلب اصاب سهم قلبه فاسقطه ببئر عميقة
اضأت بنور وستكون لحياته نورسين "
"فهل ستقبلين ذلك"
وجلسنا الفتاتان متقابلين
وقد نويا البوح بكل ما حدث
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية المهندسة نور" اضغط على أسم الرواية