رواية انسان سافل بس محترم البارت العشرون 20 بقلم رانيا محمود
رواية انسان سافل بس محترم الفصل العشرون 20
الجد في الحرم قاعد جنب احمد اللي مابطلش دعاء ولا بكاء كان حاسس ان قلب احمد هيقف من كتر البكاء وكأنه فقد العزيز الغالى ..كان بيدعله ان ربنا يطمن قلبه و يهديه إلى طريق الصواب ويبعد عنه مكر ميسون ولو في جوازه فيها خير يستمر ولو شر ليه يبعده عنه ....احمد كل ماكان يبكي بيحس براحه شديده كان حاسس فعلا ان ربنا هيطمنه
وهيكون ديما جنبه ميسون تقريبا مش فاهمه الحاله اللي احمد فيها كانت واقفه جنبه وشايفاه متعلق باستار الكعبه وتقريبا سمعه صوت بكاه ..وحست للحظه أنها غلطت في حق احمد لكن رجعت تاني لشخصيتها
بعد انتهاء العمره جلس احمد يصلي بخشوع وتذلل وأنهى صلاته كانت ميسون بجانبه ومالت عليه وقالت
ميسون :-:- مالك يا احمد انا اول مره اشوفك كده
احمد :-:- وانتى من أمتي شوفتيني وأنا بعمل عمره قبل كده ولا حتى وأنا بصلي
ميسون :-:- مش قاصدي بس حسه ان فيك حاجه موجوعه
احمد :-:- بص للكعبه وصوته فيه أثر دموع وقال ((ومين مافيهوش حاجه واجعاه))
ميسون :-:- انا صحيح يا احمد طلبت منك الجواز بس انا ما غصبتكش
احمد :-:- وأنا اتجوزتك بإرادتي مش غصب عني ارتاحي ياميسون انتي دلوقتي مراتي الموضوع منتهى
ميسون :-:- طيب عاهدني واحنا فى بيت الله انك تفضل جانبي لآخر العمر
احمد :-:شوفي يا ميسون العهد اللي اقدر اقولهولك إني هعمل المستحيل علشان العلاقه اللي بينا يكون فيها موده ورحمه وأنها تستمر
ميسون بصتله باستغراب :-:- انت بتسمي جوازنا علاقه يعني حتى مش هتدي نفسك فرصه تحبني طيب اضحك عليا وقولي بحبك حتى ولو بالكدب
احمد :-:- يا ميسون الموده والرحمه والاحترام هما أساس العلاقه الزوجيه هما اللي بيولدوا الحب وأنا اوعدك إني أكون الزوج اللي هيتقي الله في زوجته ...انابقي اللي عاوز وعد منك
ميسون :-:- انتي حبيبي يا احمد وعمري كمان ليك
احمد :-:- ميسون من فضلك بلاش كلام مشاعر مندفعه انتي عارفه ان طريقه جوازنا كانت مختلفه ( وسكت وكأنه بيحاول يهرب من ذكره اللي حصل في بيت ميسون)
انا عاوزك توعديني انك تكوني الزوجه الصالحه وتتقي الله في حياتنا وبتنا لأن بصراحه يا ميسون انا تعبااان اوى طول عمري لوحدي بجد محتاج اللي تقف جنبي وتكون أمي واختي ومراتي وحبيبتي وبنتي وعيلتي كلها عاوز زوجه تحتويني وبس (احمد مش عارف ليه أن كلامه ده موجه لندي وأنه ماكنش شايف ميسون قدامه وأن الوصف ده كان وصفه لندي مش ميسون
((ميسون حضنته من جنبه وقالت:_ اوعدك ))
احمد طب طب على ايديها وسكت وقال في سره(( ياااااارب)) بس كانت قويه لم يسمعها ولا يعلم بمدى الألم إلا الله_"_
_______________________________________________
ندى وليلى وابن اخوها جمال راحوا يعملوا عمره واتقبلت ندى مع أمينه و عيلتها وكانوا في منتهى السعاده واللقاء كان رائع وراحوا يعملوا عمرتهم كانت ندى مع صديقتها أمينه بيطوفوا وبيدعوا وكل. واحد بيدعي باللي بيتمناه ويشتكي وجعوه للحي الذي لا يموت
ندى بعد انتهاء مناسك العمرة .جلست على إحدى السلالم تدعوا ربها وبتضرع وكان دعائها لأمها بالجنه والرحمه وأن يجتمعوا تاني في الجنه وكانت بتدعي لبنتها وايضا وكالعاده تدعوا لأحمد بالهدايا
ندى ..:-:- يارب نجيه واحميه يارب من شر شيطان نفسه يارب عرفه طريقك يارب مايرجعش للسكه الغلط تاني يارب ,)
وسكتت شويه وكان فيه دموع في عنيها فدفنت وشها بين كافيها وكملت دعائها ) :_يارب نفسي اشوفه نفسي اطمن عليه نفسي اعتذرله
يارب يسامحني
@@@@@@@@@@
في الوقت ده احمد قام من جنب ميسون يجيب ميه زمزم علشان يشرب اتجه نحو إحدى سلالم الحرم الداخلي وهو ماشى لمح ليلى أو حس أنه لمح ليلى لم يهتم كثيرا
اتجه لإحضار المياه وفي عودته لمح الفتاه مره أخرى فنظر إليها جيدا وتأكد أنها ليلى وكانت تجلس بجانب امرأه تضع رأسها بين كفيها وتسندها على ركبتيها ..و اتجه إليهما وكأنه مسلوب الاراده وقلبه يخفق كان يتمنى أن تكون ندى وفي نفس الوقت لا يتمنى ذالك
تمنى أن يرى ندى التي اشتاق إليها بجنون ولم يتمنى أن يراها لأنه لا يعرف ماذا سيفعل إذا تأكد أنها هي ماذا سيقول لها ..
احمد متحدثا لنفسه-:انتظر يا احمد هي من رفضتك لا يحق لها لومك .
.لكن ندى لم تلوم احمد ابدا بل دائما تسمعه تعطيه النصائح باسلوبها الجميل لكن ابدا لا تلومه
حتى في الحوار الأخير احمد شعر ان ندى بداخلها شحنه غضب كان لابد أن تخرجها وكان لابد أن ينتظرها حتى تهدأ هو أخطأ لم يعطي لنفسه فرصه ان يفهم لماذا هذه الثوره ..كان لابد أن يعطيها الفرصه لكي توضح له لكن أكتفي بالبعد وقطع التواصل معها
كل هذا الحوار يدور في عقل احمد وهو يتقدم ببطئ نحو ليلى وندي وهو مسلوب الاراده حتى وصل أمام ندى مباشراً لم يفعل شي سوى أنه ظل واقفا ينظر لها وابنتها..
لم تنتبه له ندى لكن ليلى هي من انتبهت ونظرت إليه ولم تستطع حتى أن تتكلم ظلت هذه الطفله للحظات غير متأكده مما رأته أمامها كل ما فعلته أنها نكزت أمها عده مرات في ذراعها
لكي تنظر إلى احمد و بالفعل ندى انتبهت ونظرت إلى ابنتها باستغراب
ندى :-:- بس بقي يا ليلى بتخبطيني في دراعي جامد كده ليه عاوزه ايه ؟؟
ندى بتتكلم وتنظر لابنتها التي كانت جالسه بجوارها لكنها لاحظت أن ابنتها ترفع رأسها لأعلى فاتجهت أنظار ندى لما يشغل انتباه ابنتها وكانت المفاجاه او الصدمه او الدهشه لا تعلم ندى وصف تلك اللحظه لأنها حقا لا يمكن وصفها كانت منذ قليل تدعوا الله أن يحفظ لها حبيبها وأن تلقاه يوما ما وها هو أمام عينيها بكل بساطه ( سبحانك يا الله حقا لك في هذا حكمه )
وتعلقت اعينهما في نظره طويله جدا لم تستطع ندى حتى أن تقف من مكانها ولم يستطع احمد ان يجلس أمامها ظل كلا منهما على وضعه وكأن الزمان والمكان توقف لبرهه. لكن صوت ليلى قطع هذا الصمت
ليلى .:-:-, uncleاحمد ازيك انا مبسوطة إني شوفتك تاني شوفي يا مامي uncle احمد. انا ماكنتش مصدقه بس هو فعلا
احمد بعد أن استوعب الموقف :-:- اذيك ياليلي اذيك ياندي(( كان نفسه ياخدها في حضنه لكن منعه الف سبب)
كان ماسك كوبيتين من المياه وفي لحظه انتبهت ندى للدبله في يد أحمد الشمال ولم تسمع بعدها شئ مما قاله احمد وهو أيضا لاحظ نظرتها لاصباعه الذي يحمل دبله ميسون
رفعت عينها في عينه وقالت:: -((مبروك))، ومسحت دمعتها قبل أن تنزل لكن احمد كان رائها وتأكد ان ندى تبادله نفس مشاعر الحب بل العشق أيضا وكان يتمنى أن يسألها (لماذا). ؟؟ طالما كل هذا الحب في عينيكي لماذا ابعدتيني عنكٍ؟
ولكن لم ينطق حرفا حيث ظهرت أمينه مع ابنتها ووالدتها
أمينه :-:-احمد ذيدان مش ممكن يا سبحان الله الدنيا صغيره معقول اشوفك هنا ازيك يا احمد أخبارك ايه واراضيك فين دلوقتي
احمد :- ازيك انتي ياامينه ...وايه ده مين البنوته القمر دي
أمينه :- دي بنتي
احمد :- بنتك انتي لحقتي تتجوزي وتخلفي
أمينه :-:- لأ يا احمد دي بنت يتيمه انا اتبنتها ما انت عارف ان ربنا ماانعمش عليا بنعمه الأطفال(قالتها بحزن وبصت في الأرض بس فاقت سريعا وكملت ) لكن بردوا الحمد لله انه انعم عليا بميمي الصغننه الجميله دى هى بقت دنيتي الجديده
احمد كان عارف انها مابتخلفش لكن ماحبش يضايقها
احمد :-:- انتي عظيمه اوى يا امينه ربنا يجعله فى ميزان حسناتك تستهلي كل خير
أمينه لاحظت أن ندي تنظر في الأرض في شرود وهي لم تتوقع منها هذا كيف لا تكون سعيده بعد أن قابلت احمد حبيبها وفي اطهر مكان على وجه الأرض كان هذا رد فعل غير منطقي لامينه
ميسون و الجد كانوا خلف احمد
الجد :-:- انت فين يا احمد قلقتنا كل ده بتجيب ميه
احمد :-:- اسف يا جدي اتفضل الميه اهه
(ميسون تركت الجد ووقفت بجوار احمد وايضا تمسكت بذراعه عندما رأته يتكلم مع أمينه وندي
ميسون :- خير يا حبيبي ( نظر لها احمد نظره غضب ولكنها تجاهلته)
ميسون :-:- مين حضرتهم اللي شغلوك عنا
احمد :- أحب اعرفك ندى و أمينه زمايلي في شركه مصر ودول بناتهم
أمينه :- أهلا وسهلا(أما ندي فلم تنطق بل ظلت تنظر إلى ميسون بارتباك
ميسون :- طيب مش تعرفهم عليا
احمد وكأن الدنيا ضاقت عليه مره واحده وخصوصا لما لاحظ نظرات ندى المتعلقه بيه وكأنها تقول له ارجوك لا اريد ان اسمع هذه الكلمه
احمد :-:- ميسون.. مراتي..
ندى،لفت الدنيا بيها وكادت ان تسقط لكنها تماسكت وسندت على ابنتها و امينه حاولت أن تصطنع إي شي يبرر موقف ندى فقالت-:كده ياندي ما انا قولتلك تاكلي الأول قبل ما تعملي العمره كده دوختي من قله الأكل
احمد كان عارف ان الكلام ده غير صحيح لأنه لاحظ ارتباك أمينه وعارف نظره ندى ليه
ميسون :- تشرفت يا جماعه بمقابلتكم اتمنى أشوفكم مره ثانيه ( وسلمت بفتور). يالله يا احمد انا تعبانه احنا كده خلصنا العمره
احمد سلم على امينه وندي ومشى لكن عنيه كانت علي ندى وبس
ميسون مسكت في ذراع احمد ومشيوا مع بعض ..كل هذا كان علي مرأي و مسمع من الجد الذي رأى مدى روعه ندى حس بيها أنها انكسرت ليست هي فقط بل احمد أيضا ذهب لندي وقال: ( اذيك يا بنتي اناجد مروان)
طبعا ندي عرفاه وسلمت عليه بحراره
ندى :- احمد حكالي كتير عن حضرتك وعلى فكره حضرتك ليك معزه خاصه عنده كفايه انك السبب في هديته
الجد :-:- لا يا بنتي انتي السبب الحقيقي انتي اللي عرفتيه الطريق أما انا فمشيته معاه.. انتي يا ندي الملاك اللي ربنا بعته لأحمد
(شد على اديها وقالها) -"قل يا عبادي الذين اسرفوا
على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ( ماتقلقيش مافيش حاجه بعيده عن ربنا اعتبريه امتحان علشان ربنا يشوف صبرك
ندى بصتله باستغراب
(الجد) :ماتبصليش كده زى ما انتي عارفه كل حاجه عني من احمد انا بردوا عارف كل حاجه عنك من احمد بقولك ايه انا عاوز اكلمك
أمينه :-:-لحظه واحده ممكن تليفونك وأنا هكتبلك رقمها وكمان الواتس آب
ندى :-:- لو عاوز توصلي احمد معاه اسم الاكونت بتاعي تقدر تاخده منه
الجد :- ومين قالك انى عاوز احمد يعرف حاجه خدي يا بنتي التليفون سجلي عليه رقمك
أمينه فرحت لصاحبتها وحست ان وجود الراجل ده هياثر بشكل إيجابي على احمد
وفعلا سجلت تليفون ندى و الواتس أب بتاعها
احمد أتصل بالجد وأخبره أنه هيحصله علي الفندق
أمينه وندى بعد ما ذهب الجد جلسوا سويا وظلت ندى تبكي في صمت
أمينه :-:- ليه كده ياندي اهدي بطلي تعياطي وقولي يارب وبعدين مش انتي اللي طردتيه من دنيتك انتي ناسيه خلاص بقى متلوميهوش بقى
ندى :-:- لأ لازم الومه لازم الومه أيوه انا انفجرت فيه ودي أول مره.... يعني اللي فات ماشفعليش عنده كنت بسمعه زي واحد صحبه واكتم جوايا ايه مش من حقي ازعل أغضب انفجر وبعدين ليه مكلمنيش تاني يعاتبني يسألني يشتمني حتى
فين حق الصداقه فين انا كنت طول الوقت بسمع منه وبس ولا مره حتى حكتله حاجه وهو مش احنا يا أمينه بتسمع مشاكل بعض بنتكلم وبنحكي مع بعض اشمعنا معاه هو كنت انا بسمع وبس انا بقى عنده ابقى ايه
وظلت تبكي و أمينه خدتها في حضنها
هكذا كان الألم ذاد قليلا لكنه ظل في الوجدان مأثرا لأبطال حكايتنا ..كلا منهما فكر وفكر في الماضي والحاضر وحتي فى المستقبل ..هل هذه هي النهايه ..أم انها فقط بدايه النهايه و النهايه الحقيقه لم تكتب بعد
- تابع الفصل التالي عبر الرابط التالي: "رواية انسان سافل بس محترم" اضغط على اسم الرواية