رواية سكان العمارة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم زهرة عصام
رواية سكان العمارة الفصل الثاني والعشرون 22
مدت يدها له ببعض النقود قائلة اتفضل دا الباقي
نظر إليها بابتسامة على امانتها و قال خليهم عشانك يا أروي هاتي بيهم اللي تحبيبه
نظرت إليه بعضب و قد تحولت عينيها إلي الازرق الغامق المائل إلى السواد و قالت هو انت مفكرني اي هاخد بقشيش منك و الا مفكرني فقيرة و مش معايا اتفضل خد فلوسك انا مبقبلش صدقه من حد
صخر باستغراب صدقة اي و كلام فاضي اي انا لو كنت روحت اشتريت الحاجة من اي محل مكانش يعطيني الباقي فخديهم عادي و اعبريهم حق المشوار
نظرت إليه و الغضب مقسم على ملامح وجهها.. و لقد اسودت عينيها من الغضب فقالت و هي تجز علي اسنانها محاولة الحفاظ على ثباتها و عدم التحدث بنبرة صوت عاليه خد الفلوس دي كدا
صدم صخر من منظرها .. ففضل أخذ المال بناءً على طلبها .. و لكنه اوجس خيفه من منظر عينيها التي اسودت بشكل ملحوظ
صخر انتي عينك عامله كدا لي هو انتي هتتحولي وألا اي
أروي البركه فيك .. ثم تركته و غادرت المكان قبل أن تنقض عليه تبرحه ضربا فوق قدمه المصابة
صخر هي زعلت كدا لي .. انا مكنش قاصدي حاجة .. ثم أكمل طريقة الي الاعلي
جلست على فراشها تاكل اظافر يدها من شده غيظها قائلة أنا يقولي خلي الباقي علشانك .. انا اصلا غلطانه اني ساعته كان المفروض اسيبه يتمرمط كدا .. هو مفكرني اي شحاته وألا باخد بقشيش من الناس .. انا متغاظة أوي هموت و اقوم اديله علقه عشان افش غيلي فيه .. طب اعمل اي انا دلوقتي اعيط طيب.. لا يا أروي لا انتي قوية مش هتعيطي ايوه .. اهدي بقي و متتكلميش معاه تاني بس كدا واحد متخلف مفكر نفسه جيمس بوند ابن سلطح ملطح
....
ياسمين يا ستي هما دول اللي هييح و تعالي نتفرج يخربيتك دي شويه و كانت هتضربه
فيروز و انا اللي قولت هاجي القي الحب ولع في الذره يا فوزية اتاري الحرب العالمية الثالثة كانت هتقوم دلوقتي
هبه طب والله كانوا اخر منجهه بس يعيني الحلو مبيكملش هما اللي ناس فقر
سجده بسخرية هما اللي فقر برضوا و اللي دي عينك اللي جابتهم الأرض
هبه بشهقه و ردح عين مين يا عنيا دا انا عيني بارده
عمر انتي هتقوليلي
ياسمين طب احنا هننزل بقي على ما تخلصوا حل المشاكل العائلية المهمه و العميقة دي سلام
سجده سيبك منهم يا واد يا عمر المهم امك عامله غدا اي اصل لو حد فينا راح يكلمها هتكله بعد اللي عملناه معاها
عمر بسخرية متخافيش يختي امك قررت تعاقبنا النهاردة و عملتلنا شيمااااء
سجده اي شيماء دي يواد
عمر مليش دعوه بقي إن كنتي مش متابعة شيماء البطة يا بت
هبه لحظة بس هي شيماء طلعت بطة
عمر شوفتي الزمن مش كنا قارفين فاطمة يا بطه يا بطه اهو ربنا انتقم و نصرها و شيماء بقت بطه
سجده انا مش فاهمة حاجة
عمر بسخرية ولا عمرك هتفهمي
دلفت أسماء إليهم قايله بضيق مصطنع يلا عشان تتغدوا
هبه هو انتي عامله اكل اي يا ماما
اسماء بابتسامة نصر عامله بطه و محشي مشكل
هدف الثلاثة في نفس واحد.شيمااااء اه شيمااااء
اسماء شيماء مين يولاد انتوا اتهبلتوا بقولكم عملتلكم بطه و هتكلوها يعني هتكلوها
عمر بضحك هستيري شيماء هناكل شيماء يلا علي البركة جهزي يا اسماء يا حبيبتي شبشبك عشان اللي مش هياكل اللي هو أنا يعني ثم فر من أمامها هاربا
نظرت خلفها لم تجد الأخريات .. فضربت كفيها علي بعضهم قائلة و ربنا العيال دول اتهبلم
.....
نزلت نورا من السيارة متجه خلفه الي المنزل البسيط الذي يقطن به اناسي من الطبقة المتوسطة .. دلفت معه و صعدت الدرج الي أن وصلت إلى الشقة
فتح يوسف الباب فوجد الصوت مرتفع في الداخل فدلف مسرعة خلفه نورا ليعرف ماذا يجري
وجدوا الحرب تكاد تقوم بين يزيد و هنا أما غزل فكانت تشاهدهم بلامبلاه
يوسف بزعيق بس في أي بتتخانقوا علي اي
هنا مش راضي ياكلني من الرز بلبن اللي عدنان حابه .. مع أن انا اللي اخته منه يرضيك
يوسف عدنان مين و رز بلبن اي
هنا عدنا جارنا ساكن في الشقة اللي في وشنا و جاب رز بلبن و قال ترجعي الطبق في حاجة حلوه و بس كدا
يوسف ايوه و بتتخانقوا لي بقي
هنا مش راضي ياكلني معاه
يوسف و انت مش راضي تأكلها معاك لي
يزيد كدا دي طماعه واكله نص الطبق لوحدها
هنا انا برضوا اللي طماعه يا كداب ..كادت أن تشتعل الحرب مره اخري و لكن استوقفتهم والدتهم
نورا بس خلاص عاوزين رز بلبن قولوا و انا هعملكم مش مستاهله الخناق دا كله
نظر الجميع إليها و لم يتحدث أحد مهم لم يلحظوا وجودها من شده الشجار بينهم كانت أول من تحرك إليها غزل محتضنه إليها بشده
غزل مامي وحشتيني اووي كدا تسبيني كل دا لوحدي .. بس انا كنت متأكدة انك هتخرجي و هتجيلي تاني بسرعة
ملست نورا علي شعرها بحنان قائلة غصب عني يا نور عيني انا اسفه إن كنت بعت عنكم كل دا بس مش بايدي .. بس اديني رجعت اهو مش هسيبكم ولا هتخلي عنكم تاني ابدا
نظر نوا الي هنا و يزيد قائلة اي يا ولاد مش هتسلموا عليا وألا اي
اتجه اليها يزيد محتضنا إليها قائلا وحشتيني يا ماما
نورا انت اكتر يا روح ماما .. ثم نظرت إلي هنا قائلة و انتي يا هنا مش هتسلمي عليا
هنا بهدوء و ظلت مكانها لم تتحرك انش واحد حمد الله على سلامت حضرتك
نورا اي البرود دا تعالي هاتي حضن اني مش فرحانه اني رجعت وألا اي
هنا الصراحة مش فارق معايا إن كنتي موجودة في حياتنا أو لا
يوسف هنا عيب الكلام دا اعتذري فورا
نظرت إليه هنا و قالت اعتذر لما اكون غلط بس انا مغلطش في حاجة .. انا فعلا مش فارق معايا و لما بعدت عننا اكتشفت دا هي كان كل همها غزل و بس .. مكانتش شيفانا اصلا .. لا عمرها اهتمت في يوم ناكل اي .. طب نشرب اي .. حتي لبسنا و مذكرتتا كل حاجة لغزل و بس .. كأنها مخلفتش غير غزل دي مش غيره علي فكرة لا .. بس تقدروا تقولوا اتعودت اني اعيش مع نفسي من غير ام .. الام اللي كل دورها في حياتننا أنها تدلع غزل .. كل حاجة لغزل .. بس تصدقي انا بحمد ربنا انك مهتمتيش بينا زيها.. كان زمنا دلوقتي نسخه منك انتي و هيا و مين عارف كان ممكن تجبونا من الأحداث في يوم من الايام
صفعة قوية نزلت على وجهها من شدتها ارتطم جسدها أرضا .. نظرت إلي والدها وجدته ينظر إليها بغضب
يوسف لما تيجي تكلمي والدتك تتكلمي معاها بأسلوب احسن من كدا .. انتي فاهمة اعتذري علي اللي عمليته دا يلا
هنا اول مره حضرتك تمد ايدك عليا و كل دا عشان قلت الحق .. أسفه بس طلما انا مقتنعه اني مغلطش مش هعتزر بعد اذنكم
يوسف هنا متخلنيش اجي اضربك تاني خدي هنا
هنا بعد اذن حضرتك انا هروح عند حبيبة في المحل و اظن حضرتك عارف المحل كويس بعد اذنك محتاجة اكون لوحدي .. لم تنتظر رد ثم تركته و غادرت المنزل باكمله
غزل متزعليش يا مامي انتي عارفة اصلا أن هنا دي واحده حقودة متعرفش حاجه في حياتها غير الزعل و الغل مني و بس
نورا بس متقوليش علي اختك كدا .. انا اللي وصلتها لكدا .. انا اللي كنت بفرق المعامله بينكم هي معاها حق .. انا اللي علطول مدياكي حناني و علطول مهتميه بيكي و هما لا .. و هي كل دا يا حبه عين امها مش بتتكلم .. انا أسفه يا ولاد اسفه إني مكنتش الام اللي نفسكوا فيها بس صدقوني هتغير و عشانكم انتوا قبل عشاني .. ثم جلست على اقرب مقعد لها و وضعت يدها على وجهها و شرعت في بكاء ليس له نهاية
.....
انا مش عارفة يا حسين انت مش راضي تريح قلبي و تقولي ابني فين
حسين يا صفاء إن دي اسرار شغل و لا يمكن تطلع بره ابدا
صفاء شغل اي و نيلت اي انا عاوزه اطمن علي ابني عاوزه اخده في حضني و اطمن قلبي بوجوده انا مش عارفة انت جايب قلبك الحجر دا منين
حسين بسخرية مشتريه من سوبر ماركت في أمريكا إنما اي خامه نضيفة اخر حاجه
صفاء انت بتهزر يا حسين
تدخلت شجن قائله متخافيش يا ماما صخر كويس و مبسوط كمان
صفاء اسكتي انتي يا شجن انا مش عافالك حال شوية صخر تعبان و محتاجني و شوية كويس و مبسوط
حسين اهدي بقي يا صفاء و صخر في اقرب فرصة هيكون عندك
.....
دلفت إليها المحل بدموع علي وجهها فانتفضت الأخري بشده
حبيية مالك يا هنا يا حبيبتي
نظرت إليها هنا ثم ألقت بنفسها داخل أحضانها تبكي بقهر
....
دلفوا الي الداخل باحثين عنها
محمد أروي .. أروي
أروي نعم يا بابا جيتم
سهاد ايوه جينا و جبنالك دا
أروي بصدمه ....
.....
دلف ياسين الي المنزل و استغرب من هدوء المكان .. فوجد زوجته تجلس علي المقعد منتظره إياه
ياسين مساء الخير يا حبيبتي اومال الولاد فين
اسماء مساء الخير يا حبيبي الولاد حابسين نفسهم في اوضهم من الصبح
ياسين باستغراب لي
مطت أسماء شفتيها بتزمر و قالت عشان مش عاوزين يكلوا البطه .. قعدوا يغنوا شيماء شيماء و هربوا مني
ياسين بصدمة ...
- تابع الفصل التالي عبر الرابط التالي: "رواية سكان العمارة" اضغط على اسم الرواية