رواية قلبه لي انا البارت الثاني 2 بقلم ديانا ماريا
رواية قلبه لي انا الفصل الثاني 2
نظرت ندي بصدمة بالغة للشخص الواقف أمامها، استردت وعيها عندما اقترب منها وهي يقول بشوق و حزن : ندي .... أنتي فعلا هتتجوزي وتسبيني؟
لتتكلم تيا بغضب وعدم تصديق: أنت ايه يا بني ادم أنت اللي جايبك هنا ثم تتجوز ايه وتسيبك انت ناسي أنت عملت فيها زمان و دلوقتي جاي تكمل وتبوظ فرحها ، يلا امشي من هنا.
أحمد برجاء و توسل: ندي اسمعيني بالله عليكي، أنا اتغيرت من ساعة ما بعدتي عني وأنا تايه و ضايع محستش بقيمتك غير لما بعدتي عني ، أرجوك يا ندي ارجعي لي .
ندي ببكاء: أنت جاي متاخر كدة ليه ، النهاردة فرحي.
أحمد: أنا لما عرفت أنه النهاردة فرحك ، مقدرتش استني وجيت مقدرتش اخسرك، بالله عليكي يا ندي تعالي معايا ، سيبك من كل حاجة و تعالي معايا أنا اتغيرت بجد .
تيا بحدة و هي تمسك بذراع ندي: ندي متسمعيوش كلامه اللي زي ده مبيتغيرش صدقيني ، هيفضل زي ما هو ، ده راجع تاني علشان يدمر حياتك مش اكتر ، مش بيحبك ولا هيسعدك بلاش تخسري قيس و المستقبل علشان أحمد والماضي، فكري بعقل .
نظرت ندي لهم وهي تبكي و أحمد ممسكا بيدها يتوسلها العودة إليها و تيا تنظر لها متمنية لو لا تصدق كلام أحمد و تذهب معه مدمرة حياتها بيدها لأجل لحظة تهور طائشة.
نظرت ندي أخيرا لندي وهي تخلع دبلتها و تعطيها إياها مع طرحة فستان الزفاف.
ندي : أنا آسفة يا تيا بس أنا لسة بحب أحمد مقدرتش أبدا حياتي مع قيس علي كدبة وأنا بحب حد غيره، أرجوكِ قولي لقيس أني آسفة أوي بس مقدرتش.
تيا بصدمة: ندي .... ايه اللي أنتي بتقولي ده ..... أرجوك متدمريش حياتك بايدك تاني .
ندي: أنا مش بدمرها، أنا راحة ابنيها مع حب حياتي ، أرجوكِ تقولي لقيس أني آسفة و أنه يسامحني.
ثم أمسكت بيدي أحمد و خرجا من المكان محاولان ألا يلاحظهما أحد.
وقفت تيا و بيدها خاتم الزواج واقفة بحيرة وصدمة لا تعرف ماذا تفعل أو كيف تخبر قيس بأن ندي هجرته قبل كتب كتابهم بنصف ساعة !
دلف قيس إلي المكان وهو مبتسم : ايه يا تيا واقفة كدة ليه ولا كأن حاصل مصيبة و بعدين فين ندي؟
نظرت تيا له لا تعرف ماذا تقول حاولت التكلم عدة مرات إلا أن لسانها لم يسفعها بالكلام.
قيس بإستغراب: في ايه يا تيا ما تتكلمي، بقولك فين ندي؟
تيا بهدوء : مشيت .
قيس بصدمة : مشيت ؟؟؟ مشيت يعني ايه؟ وضحي كلامك.
تيا : يعني مشيت ، سابت الفرح و مشيت قالتلي أقولك أنها آسفة وارجعلك دي. ثم مدت يدها إليه بخاتم الزواج.
أخذها منها و قد بلغت الصدمة منه مبلغا عظيما ، لم ينطق لعدة دقائق وهو ينظر لخاتم الزواج في يده ، ثم سرعان ما استجمع هدوءه و اكتسب وجهه وضعية الجمود كأن لم يحدث شئ لتنظر تيا له بدهشة علي أثر ذلك.
قيس بهدوء مريب : ممكن بكل هدوء كدة تقوليلي ايه اللي حصل بالضبط وايه اللي يخلي ندي تسيب فرحنا قبل ما يبدأ بنص ساعة .
بدأت تيا تحكي له ما حدث بهدوء محاولة ولو ببعض التبريرات الخرقاء تصحيح صورة ندي وجعلها ضحية إلا أن ملامح قيس لم تلن أبدا حتي انتهت من الكلام.
دخل والد و والدة العروس ليرا سبب تأخرهم ف حفل الزفاف علي وشك أن يبدأ .
والد ندي : ايه يا قيس يا بنتي اتأخرتوا كدة ، الناس عمالة تسأل عليكم و فين ندي ؟
لينظر له قيس و يقول: بنتك هربت يا عمي مع حبيبها.
توسعت عينا والدها بصدمة بينما انطلقت شهقة من والدتها.
والد ندي : اللي أنت بتقوله ده يا بني ، مستحيييل.
قيس بغضب بارد: بقول اللي حضرتك شايفه بعينك يا عمي بنتك هربت وسابت كل حاجة وراها ، سابت الفرح و مهمهاش لا أنا ولا أنت ولا والدتها هيحصل ايه لما نعرف ولا سمعتنا أو شرفنا اللي هيبقوا في الأرض أو الناس هتقول علينا ايه ، سابت كل ده و مشيت مع خطيبها الاولاني أحمد.
والد ندي: يادي الفضيحة ، طب هنعمل ايه دلوقتي ، ده الناس هتاكل وشنا ، طب هنقولهم ايه هنواجههم بعد كدة إزاي؟ لينظر إلي تيا بتفكير ثم يقول : لو سمحت يا قيس يا بني روح سلم علي الناس و اشغلهم شوية عقبال ما أشوف حل للمصيبة دي.
ما إن خرج قيس حتي التفت والد ندي لتيا : تيا يا بنتي أنتي كنتي عارفة حاجة من دي أو هي ناوية علي ايه؟
نفت تيا بشدة: لا والله يا عمي و بعدين هي مكنتش ناوية علي حاجة خالص بالعكس دي كانت مبسوطة و فرحانة النهاردة أوي وكانت جاهزة وكل حاجة تمام ، أنا مش عارفة بس ايه اللي حصل.
والد ندي: طب يا بنتي ايه رأيك، نعمل ايه دلوقتي في المصايب اللي هتحصل من ورا الفضيحة ومش هنلاحق عليها ، أنا بس... في حل في دماغي كدة ....ولا بلاش.
تيا : حل ايه يا عمي قول وأنا لو في أيدي حاجة أقدر أعملها هعملها والله.
والد ندي: هو في حل بس أنا مش عايز اظلمك يا بنتي.
تيا : قول يا عمي بس وأن شاء الله مفيش ظلم ولا حاجة.
والد ندي: تتجوزي قيس.
لم تستطع تيا الرد عليه فقط بقيت تنظر له بصدمة.
والد ندي: شوفتي بقا هو صعب ازاي و ممكن اظلمك بالحل ده يا بنتي، بس صدقيني لو قدامي حل غيره مكنتش فكرت أبدا أني أعرض عليكي حاجة زي كدة ثم أضاف بضعف أنا يا بنتي رجل كبير في السن مش حمل كل اللي بيحصل ده غرقان وبدور علي أي حاجة تنجدني.
تيا بدموع: متقولش كدة يا عمي أبدا حضرتك متعرفش غلاوتك عندي أد ايه، كفاية أنك اعتبرتي زي بنتك وعمر ما فرقت في المعاملة بيني وبين ندي، أنا موافقة اتجوز قيس لو ده هيريحك و يجنبك الفضيحة.
زفر والد ندي بارتياح شديد هو وزوجته اللتي كانت صامتة منذ بداية الحوار لا حيلة لها غير البكاء .
ثم ذهب ليخبر قيس بالموضوع و يتفقا علي ما سيفعلون، ف كانت الخطة كالآتي سيذهبون لأسفل و يتفق والد ندي مع المأذون عل تغيير العروس حتي تكون الوثيقة صحيحة ثم يكتبون الكتاب بتوكيل العروس لوالدها دون الداعي لظهورها و سيذهب والدها لها بالدفتر حتي تقوم بالتوقيع علي وثيقة الزواج و عند الانتهاء ، سيعلن العريس مرض العروس الذي يمنعها من إتمام حفل الزفاف والاحتفال به لذلك سوف يتوجهوا مباشرة إلي منزل الزوجية ، برغم البرود الشديد و الامتعاض اللذان ظهرا علي وجه قيس إلا أنه وافق ثم باشروا بتنفيذ الخطة ، انتهي حفل الزفاف مع توجه قيس وتيا لمنزله.
كان طوال الطريق لم يتوجه إليها بكلمة و حالما دلفوا إلي المنزل بعد وداع أهل ندي توجه إلي غرفة داخل المنزل و أقفل الباب تاركََا إياها وراه لتقف وحيدة حائرة لا تعرف أين تتوجه، جالت بأنظارها في الشقة لتكتشف أنها جميلة ذات ألوان هادئة و مريحة للأعصاب، شقة تناسب عروسين حقا!
لم تعرف أين تذهب ف تجولت قليلا حتي وجدت غرفة الأطفال ف دخلت إليها ولجت إليها ثم أغلقت الباب لتجلس بحزن علي السرير وهي تبكي ،تفكر الي ما آلت إليه الأمور
كانت تشعر بمشاعر مختلطة فهي حزينة للغاية من أجل قيس و تشعر بما يقاسيه الآن من خيبة أمل و عذاب، كما تشعر بالقلق الشديد و الغضب في الوقت نفسه ، تشعر بالغضب من تصرفه المستهتر الاناني كما تشعر بالقلق عليها من أحمد ف هي تعرف شخصيته جيدََا و تخشي أن يخذل صديقتها و يجعلها تعاني ، صدمة زواجها من قيس مازلت تؤثر عليها ف هو أمر لم تتوقع حدوثه في يومِ من الأيام كمان شعور بسيط من السعادة التي جعلتها تري نفسها خائنة مستغلة فكيف هي سعيدة في موقف يعاني فيه الجميع كما أن هذا الشخص لولا تدخل القدر كان سيصبح زوج صديقتها، تنهدت تنهيدة عميقة ثم نظرت إلي نفسها ، لم تعرف كيف استطاعوا إحضار فستان زفاف بهذه السرعة لها كانت تريد إبدال ملابسها ولكن كيف ذلك فهي جائت فقط بهذا الفستان ، نظرت بقلة حيلة إلي نفسها بالمرآة قبل أن تتوجه إلي الحمام بعد أن بحثت عنها ثم تتوضئ و تصلي قيام الليل و تدعي بقوة لكل احبائها انتهت ثم توجهت إلي السرير لتتمدد عليه ثم ذهبت في نوم عميق.
استيقظت ثم نظرت حولها لزم الأمر منها بضعة دقائق لتتذكر أين هي و ماذا حدث ثم نهضت بضيق من الفستان الذي ترتديه و أنها غير مرتاحة فيه بعدها جلست تفكر:
( ياربي مين كان يتوقع أنه ندي تعمل كدة و أني اتجوز قيس و في يوم من الأيام ألاقي نفسي في بيته ، طب ايه اللي هيحصل دلوقتي؟
ممكن يستني يعدي شوية وقت بعديها يطلقني علي أني مدي و كل واحد يروح لحاله ولا في أمل أن الجوازة دي تكمل؟؟
ده حتي متكلمش معايا قالي أي حاجة وسابني تائهة كدة صحيح أما أقوم أشوفه فين علشان ننهي الحيرة دي و أعرف مكاني بالضبط).
خرجت من الغرفة لتجد الشقة في حالة غريبة من السكون توجهت إلي غرفة قيس و ظلت واقفة أمامها ليس لديها الشجاعة ل تطرق علي الباب و تبادر بالتحدث إليه.
كانت مستغرقة في التفكير و فجأة...
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية قلبه لي انا" اضغط على أسم الرواية