رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث الفصل الثاني والثمانون 82 بقلم الكاتبة اية يونس
رواية عشقت مجنونة 3 الحلقة الثانية والثمانون 82
كانت الصدمة هي حليفة الموقف ... صدمته مما قالت والدته جعلت أعضائه بالكامل تتوقف تقريباً لفترة من الزمن ...
ادهم بصدمة ...
_ إية ...؟!
الام بإيماء ...
_ أيوة زي ما سمعت كدا خطوبة ميار انهاردة واتصلت بيا عشان اباركلها لأنها زي بنتي قبل ما تكون مرات ابني .... انا بس بقولك عشان تبقي عارف وبقولك برضة عشان أعرفك انك أغب*ي انسان في الدنيا ...
قالتها والدته بغضب منه وخرجت من الغرفة مغلقةً الباب خلفها ...
كان أدهم مصدوماً للغاية بل وبدأ الحزن يتسلل الي قلبه مع الألم الشديد ...
وقف ادهم من مكانه ليردف بغضب وبكاء ....
_ مش هضيع حبي من ايدي مرتين ... أيوة ... انا بحبك يا ميار واللي يحصل يحصل أنا خلاص فاض بيا معاندة مع نفسي ومع حياتي مش هسيبك تضيعي من ايدي ...
قالها وبسرعة شديدة أخذ جاكيت له وخرج من غرفته ومن القصر بسرعة وركب سيارته في طريقه الي منزلها ، ويا ليتنا نتعلم جميعاً قيمة الأشخاص في حياتنا وألا ننتظر رحيلهم ونتفاجئ بهم مع غيرنا حتي نعرف قيمتهم ، خطأ ادهم الوحيد أنه كان عنيداً مع نفسه ومع مشاعره تجاه ميار ، لم يلاحظ حبه لها إلا في اللحظة التي اختفت ميار فيها من حياته وخُطبت لغيره ...
هل ستكون ميار من نصيبه يا تري ...؟!
وعلي الناحية الأخري في غرفة أخته ندي في القصر ...
لم تكن هي الأخري بأفضل حال من أخيها فقد كانت الصدمة مسيطرة عليها ... فقد رأت ما رأت في اللاب توب جعلها تظن أنها بالتأكيد تحلم أو تهلوس وهذا ليس حقيقياً ...؟! معقول أن إسلام السيوفي فعل بي هذا ...؟!
" هل كان يمثل عليّ ؟!" قالتها ندي في نفسها بصدمة وبكاء ، دموع بدأت تنزل علي وجهها لتغسل معها سعادتها بل تخفيها إن صحّ الأمر ، سعادتها باليوم الذي تقدم فيه اسلام لخطبتها وكادت هي الآن أن ترفضه من اجل أخيها وعداوتهم ، أصبح لديها الآن سبب آخر مقنع ومؤلم أكثر .
المؤلم في الأمر أكثر ، أنها بالكاد بدأت تحبه وتتعلق به ، لتصفعها الحياة وتخبرها أنها ليست ورديه كالروايات التي تقرأها ...
بكت ندي بشدة حسرة علي نفسها وليس حباً به فالمرأة تبكي من أجل نفسها وحسرتها علي حياتها ، وليس من أجل الرجال ... لم تتحمل ندي هذا وأجل عزيزي القارئ خمنت بشكل صحيح ، تم إرسال إيميل الي ندي بصور ومخططات وإيميلات تكشف خطط " اسلام السيوفي" وما كان يخطط له مع ندي وهو فقط انتقاماً منها أنها كانت تريد الهرب منه في كاليفورنيا وما حدث هناك ...
نظرت ندي تجاه اللاب توب لتري كل هذا مجدداً عله يكون خاطئاً ولكن كيف تكون فيديوهاته بصوته خاطئه فلقد كان في الفيديو يقف أمام الشركة التي كانت تهرب منه بها في كاليفورنيا ويتحدث مع الحارس عما حدث ، كيف يكون صوته وصورته الواضحة خاطئة ...؟!
لم تتحمل ندي ما رأته من اكاذيب اسلام التي اكتشفتها للتو واكتشفت كم هو ممثل بارع يمثل عليها الحب والصداقة ببراعة ، لم تتحمل ندي كل هذا ، بكت وهي تشعر بالتقزز من نفسها لأنها وثقت في شخص كما قالت لها حبيبة شخص أحبها انتقاماً منها أو من أخيها وحسب هي تعلم انتقامه من أخيها ولكنها ظنت أنه تغير ولم يعد يفكر في هذا ، لتتفاجئ به ينتقم منها هي ...! لم كل هذا الحقد والكره في داخله وهي التي ظنت أنه تغير لأجلها وأحبها فعلاً ...؟!
التقطت ندي هاتفها ورنت عليه ليرد الآخر علي مكالمتها بسعادة وفرحة ...
إسلام بإبتسامة وسيمة وثقة وحب لها ...
_ ها فكرتي وقررتي ...؟! تحبي اجي اشرب شاي مع عدوي اللي هو اخوكي امتي ...؟!
ندي ببكاء وغضب ..
_ شربو عليك شااي سادة يا بعييد منك لله ربنا يريحني منك ، انت منافق وبوشين وانا في حياتي مشوفتش انسان بقذارتك ... انا بحمد ربنا إنه كشفك ليا قبل ما في يوم من الأيام احبك ...
صُدم اسلام بشدة وقد بدأ يستوعب الآن ما حدث وما لم يكن يتوقع ابداً ، بل لم يكن يريد لهذة اللحظة أن تأتي أبداً ...
إسلام بتوتر وهو علي وشك الانهيار من الصدمة ...
_ ن .. ندي لا لا ارجوكي اسمعيني ، أنا كنت هعمل كدا فعلا وانتقم منك والله بس مقدرتش اعمل كدا لأني فعلا حبيتك بجد يا ندي الو ... الو ...
لم يسمع اسلام أي رد فقد أغلقت ندي الخط في وجهه ...
نظر إسلام الي سماعة الهاتف بحزن وصدمة مخلوطة بالغضب الشديد وهو يعلم تماماً من المسئول عن هذا ومن الذي خطط للإيقاع به أمام ندي ...
إسلام كان شريكاً لصاحب شركة كبيرة منافسة لشركة الآدم في كاليفورنيا وكانا يخططان سوياً للأيقاع بالنمر وشركته وذلك في الماضي عندما كان يريد إسلام أن ينتقم من آدم الكيلاني ، ولكنه حين أنهي خططه مع هذا الشخص شريكه المنافس لآدم ، وعندما قرر إسلام الابتعاد عن الانتقام وأن يعيش حياة طبيعية يدق قلبه فيها مجدداً لتلك التي خطفت قلبه منذ الوهلة الأولي بمرحها وجمال عيونها وجمالها ، حين قرر هذا ، فضحه هذا الذي كان شريكه في كاليفورنيا وأرسل الي ندي كل شئ ك " قرصة ودن " ل إسلام السيوفي ...
غضب اسلام كثيراً ...
_ أنا مبتهددش ، وربي وما أعبد أنا بقي هعرفك يا **** ...
شتم اسلام في سره بغضب شديد وتوعد كبير ، ولكن قبل أن يرد الصفعة لهذا الشخص ، عليه اولاً أن يصالح ندي ويحاول أن يعيدها إليه وتثق به مجدداً رغم أنه يعلم أن هذا صعب للغاية ...
فماذا سيحدث يا تري ...؟!
وعلي الناحية الأخري أمام منزل ميار ...
نزل ادهم من سيارته الغالية بسرعة وتوتر وهو يريد أن يصلح كل شئ حدث بينهما ... يريد فقط فرصة لإصلاح ما حدث ...
صعد السُلم بسرعة الي شقة ميار في الدور العلوي وكانت الزينة علي المنزل من الخارج وفي كل مكان وهو يصعد ، كما كانت الضيوف تتهافت علي المنزل فاليوم هو خطبة ميار للمرة الثالثة من ابن عمها الطبيب ...
نظر ادهم نظرة حزينة ونادمةً في أرجاء المنزل المفتوح بعدما وقف أمام شقتها ، ثواني وسمع الزغاريد التي تطلق في الهواء ، والعروس وهي تخرج للضيوف وكذلك العريس الجالس ينتظرها وقد كان طبيباً في نفس عمره ولكن أقل منه وسامةً وقوة ...
ام ميار بسعادة وهي تغمز ابنتها حتي تبتسم ...
_ الف مبروووك يا حبيبتي ... الف مبروك يا بنتي ... لوولولولولوللي ...
ميار بنصف ابتسامة ...
_ الله يبارك فيكي يا رب ...
نظرت ميار بالجوار حولها لتقع عيونها عليه وهو يقف يتأملها بحزن شديد ولا يصدق أنها الآن تُزف الي غيره وتخطب لغيره ...!
نزلت من عيونه الدموع وهو يقف محملقاً بها بعيون الندم أنه قد اضاعها من بين يديه ولم يهتم أبداً أن يصالحها أو يعيدها اليه ...
نظرت ميار له مطولاً بحزن وألم وكأنها تلومه علي تأخيره وأنه بالفعل تأخر لدرجة أنها خطبت لغيره ... كيف يفعل هذا بها ...؟!
ظل الإثنان ينظران الي بعضهما وعلي عيونهما تظهر دموع الألم والفراق وفي هذا الموقف لا يليق إلا اغنية وائل جسار " اعذريني يوم زفافك مقدرتش افرح زيهم" .
لم تتحمل ميار هذا الألم ونظرته تلك إليها ، لتقوم من مكانها ب عيون امتلئت بالدموع واتجهت الي غرفتها مجدداً بسرعة وهي تبكي ، لاحظ الجميع ذلك ليسألو والدتها إذا كانت بخير ...!
الام بتوتر ..
_ هي كويسة تلاقيها بس تعبت شوية ، ثواني هدخل اشوفها ...
دلفت الأم الي غرفة ميار ، بينما ادهم نظر نظره اخيرة في المنزل وهو يود بشدة اقتحامه ليأخذها بين عضلاته واحضانه ويخبرها أنه آسف كل الأسف علي أي شئ فعله ، ولكن كيف يفعل هذا ...؟
استدار ادهم وهو يمسح دموعه ، ورحل تاركاً المنزل ...
ولكن كان هناك من ينتبه الي ما حدث ، وهو العريس بنفسه هو من كان يري ما حدث ولفت نظره هذا الشاب الوسيم الذي لا يعرفه وليس من أصدقائه ليتفاجئ بميار تبكي عندما رأته وكذلك هو بكي ورحل ، استوعب العريس ابن عمها الأمر ، ليغمض عيونه بألم وهو ينوي شيئاً ما ...
بينما في غرفة ميار ...
ميار بألم وهي تبكي ..
_ أنا مكنتش عايزة اتخطب يا ماما وانتي عارفة كدا وبرضة خطبتيني لإبن عمي ، أنا مكنتش عايزة اتخطب ...
الأم بغضب ....
_ يعني اييييه مش عايزة تتخطبي يا ميار ....؟! اللي قدك فاتحين بيوت أنا استنيت كتير زي ما انتي قولتيلي علي أمل أن المحروس يجي يصالحك لكن ابن عمك أولي بيكي علي الأقل من سوريا زينا وهيفهمك ويفهم دماغك وهو بيحبك و ...
ميار ببكاء ومقاطعة ...
_ ارجوكي يا ماما خلاص ، أنا مش عايزة اسمع كلام ... أنا جاية بس اطلعي شوية علي ما اهدي ...
الام بغضب وحزن في نفس الوقت ...
_ ربنا يهديكي يا بنتي ويقدملك اللي فيه الخير ...
خرجت الام الي ضيوفها ... لتتفاجئ وتصدم بشدة ، فقد كان العريس واقفاً ينتظر خروج الام للتحدث معها في شئ ما ...
العريس بصوت عالي أمام الضيوف ...
_ جماااعة ... انا عايز اقول حاجة ...
انتبه الجميع للعريس بإستغراب واندهاش من بينهم والدة ميار ...
ليردف العريس بحزن وألم وهو يدّعي عكس ذلك ...
_ من الآخر كدا ، انا مجبور علي الجوازة دي ، بنت عمي بالنسبالي زي اختي أنا مش شايفاها الا كدا وامي ومرات عمي جابريني علي الجوازة دي ، أنا مش بحب ميار ...
شهق الجميع بصدمة وهم في موقف لا يحسدون عليه بالتحديد أهل العريس ووالد ميار الذي صُدم بشدة ...
ليرد بغضب ...
_ لا يا ابني وعلي إيه تدخل الناس ما بينا يا حضرة الدكتور خد دهبك واتكل علي الله ...
والد العريس بغضب من ابنه ...
_ اية يا ابني اللي انت عملته دا ...؟! ايه الهبل دا رددد ..؟!
العريس بألم وهو يغمض عيونه بحسرة فهو يحب ميار ولكنه رأي في عيونها وعيون ادهم الحب وهو لا يريد أن يكون طرف تالت بينهم أو مجرد سد خانه لها ..
_ زي ما سمعت كدا يا بابا أنا بحب واحدة زميلتي في الشغل وعايز اتجوزها انا مش بحب ميار ...
قال جملته وقبل أن يغضب الجميع عليه ، خرج من المنزل مسرعاً دون اخذ أي شئ فقد ترك دهبه وخرج من منزل عمه متألماً ومهرولاً ...
خرج الضيوف بعده وكذلك أهله ماعدا والده الذي كان يعتذر لأخيه ولكن والد ميار رفض لأنه تم احراجه هو وابنته أمام الضيوف ...
خرج والد العريس ووالدته غاضبين مما حدث وقد فُضت الخطبة ولم تكتمل ...
عملت ميار الأمر ولكنها أظهرت قوتها أمام والدها ووالدتها فهي ليست شيئاً يشتري أو يباع بالنسبة لهما وبختهما لأنها رفضت من البداية ، وغضبت ميار مما حدث هي الأخري ولكنها حمدت الله أن خطبتها لم تكتمل فهي لا تحب ابن عمها أبداً ...
وجاء الصباح علي الجميع ...
وفي مدينة الغردقة بالتحديد في فندق الآدم التابع له ...
فتحت روان عيونها بوهن وأرق فهي لم تنم جيداً ليلاً بسبب آدم الكيلاني ...
روان وهي تمسك رأسها وتقفز مرة واحدة ...
_ يا ررررربي يااااني اطلعي من دماغ اممممي بققققي ... يخربيت كدا ... بقيت بنام وأقوم احلم بيكي ...
آدم وهو يستيقظ فزعاً بسببها ...
_ في اييية في اييية ...؟!
روان بغضب وهي تمسك رأسها ...
_ في أن شيمااااااء شيمااااء مش عايزة تطلع من دماااغي ...
آدم بإستغراب ...
_ شيماء مين ...؟!!!!
روان بضحك ...
_ أغنية كدا اسمها شيمااااء عين اليليلي شيمااااء يا شيمووو مش عايزة تطلع من دماغي ....
نظر لها مطولاً بغضب ... ثواني وسحب الوسادة بجانبه والقاها عليها بغضب وهو يضحك علي شكلها ...
روان بغضب منه ...
_ لسه طبع السادية دا بيجري في دمك مهنش عليك متضربنيش برضة بترمي عليا المخدة ...!! ديل النمر عمره ما هيتعدل ...
آدم وهو يرفع يديه ويسند رأسه عليها وهو مدد جزعه الملئ بالعضلات القوية والجذابة في نفس الوقت ، ينظر لها بخبث وعشق ليغمز بمرح وهو يقول ...
_ لا ولسه يا حبيبتي بكره جينات الآدم تبقي في اللي في بطنك واللي هي بنت أن شاء الله ...
روان بغضب ...
_ أن شاء الله لا ... يا رب لو بنت تطلع لأمها بس ثواني لا ، لا يا رب إن شاء الله لو بنت تطلع لأمها في كل حاجة الا الكرامة ...
آدم بضحك ...
_ هتطلع لأمها في هبلها ولأبوها في غضبها وقوتها بكرة بنتك دي تمشي تدوس علي خلق الله ...
روان بضحك ....
_ خلاص انت شخصتها بنت يا دكتور آدم مايك الكيلاني ....؟!
آدم بإستغراب ..
_ مايك مين ...؟!
روان بمرح وهي تحرك له حاجبيها ...
_ مايك انت يا حبيبي اصلك شبه دكتور أجنبي اسمه دكتور مايك ...
آدم بغضب ...
_ هو أنا مش اتزفت قولت مفيش سيرة زفت ابن **** راجل تيجي علي لسانك ...؟!
روان بضحك ...
_ اه قولت ...
آدم بغضب ...
_ ولما أنا قولت بتجيبي سيرة رجاااالة لييييه يا رواااان ...؟!
روان بمرح ...
_ انت جوزي إنما دول بتسلي بيهم بس والله ... وبعدين مالك كدا ينموري بتحلو وواخد مقلب في نفسك اليومين دول ... ابتسمت لتتابع بغرور ، مفكرني معجبة بيك وانا في الحقيقة بحبك ...
آدم بضحك وغرور وقد نسي الأمر ...
_ طول عمري ، ما انا آدم الكيلاني برضة مش اي حد ...
روان بضحك ومرح ...
_ شوفت اني بعرف اجيبك سكة ازاي ...؟! انا بعمل بمنطق الرجالة لما يتزنقو في الكلام يقولو انتي خسيتي واحلويتي ...
آدم بغضب وهو ينظر لها بخبث ...
_ بقي كدا ...؟!
روان وهي تتجه ناحية الدولاب لتخرج ملابسها ...
_ أيوة ، وبصراحة كدا كنت عايزة اقولك حاجة تانية من امبارح محشورة في زوري ، أنا بقالي شهر تعبانة معاك ومع العيال ومع البيت ومع الشغل بصراحة كدا يا آدم أنا دخلت في مسئوليات اكبر مني بالغلط اعمل log out ازاي ...!
ضحك آدم عليها بعشق وهو ينظر لها بإبتسامة وضحكة جذابة للغاية ...
اتجه إليها ليردف بمرح ...
_ لو علي العيال عندك خدم بعدد شعر راسك وانتي عارفة دا ، لو علي الشغل سيبيه خالص ومرتبك هيوصلك الضعف كل شهر ، لو عليا أنا ، أنا الوحيد اللي هتعبك عشان أنا بعشقك ...
روان وهي تنظر له بعيونها البُنية الجميلة نظرات بريئة وجذابة ...
_ طب لو قولتلك اني عايزة اتعين سكرتيرة ليك عشان تخوني معايا زي الروايات هتعمل اية ...؟!
آدم بضحك ...
_ هعينك يا جميل دا انا هخليكي ماشية وازنقك في كل ركن من أركان المكتب والشركة واخد منك بوسة ...
روان بخجل ....
_ انت فهمت إني عايزة كدا ...؟! انا قصدي اني عايزة اتعين سكرتيرة عشان ألبس زي السكرتيرة الحرباية في كل الروايات ...
آدم بضحك وهو يحتضنها ...
_ عارفة لولا إني عارف انك بتهزري أنا كنت جلدتك علي الكلام دا ...
روان بخبث....
_ تصدق أنا جوايا نفس الاحساس اني عايزة اجلدك تقريباً أنا حامل في كريستيان جراي من فيلم fifty shades of grey اللي هو فيه البطل المز السادي دا يخربيت حلاوة أمه و ...
_ رواااااااااااان اخررررررسي ...
روان بضحك ...
_ حاضر حاضر والله يلا عشان ألبس والحق شغلي يا حضرة المدير ما انت دافع بقي ...
ارتدت روان ملابسها وحجابها واتجهت برفقة آدم الي الشركة الصغيرة التابعة له في الغردقة ، بينما أطفاله كانو مع المربيات الخاصين بهم ...
وعلي الناحية الأخري في الصباح في قصر باسل الملك ...
فتحت عيونها بعد بكاء طويل علي اختها التي لا تعلم اين هي ... لتشهق من الصدمة وهي تري باسل نائماً بجوارها ...
هدي بصدمة ...
_ ب .. باسل ... باسل ...؟!!
فتح باسل عيونه بتعب والتفت ينظر إليها بتوتر وخجل .. ف كيف يفسر هذا ...؟!
باسل بتوتر ...
_ ا .. أنا ... انا بس كنت .. كنت قلقان عليكي امبارح ونمت جنبك غصب عني ... انا ... انا اسف ...
قالها بتوتر وجري بسرعة الي الحمام يخفي توتره منها فماذا سيقول لها ...؟! أنه كان يتأملها ليله امس ونام بجوارها وهو ينظر إلي تفاصيلها التي راقت له ...؟! ماذا سيقول لها ...؟؟
ابتسمت هدي وهي تراه هكذا بل ضحكت لأول مرة من حزنها هذا تضحك من قلبها عليه ، شعرت بالسعادة ولو للحظة علي هذا الحُلم الجميل بالنسبة إليها والذي تتمني يوماً أن يتحقق وتصبح زوجته اسماً علي مسمي ... يا ليتها تعلم أنه كان بجوارها ليلة أمس كانت ستنقض عليه تحتضنه بإشتياق وكأنها وصلت لحُلمها بعد عذاب ...
أما هو خرج من المرحاض ولم ينظر لها من التوتر ، بل اتجه مباشرةً الي غرفة الثياب ومنها إلي الخارج الي العمل وهو يلوم نفسه علي هذة اللحظة التي ضعف بها أمامها ونام بجانبها دون أن يشعر بنفسه ... ولكن ماذا سيحدث يا تري ..؟!
وعلي الناحية الأخري في المشفي الذي يوجد به " مراد " ...
دلف شخص ما نعرفه جميعاً الي غرفة مراد في الصباح الباكر ...
زينة وهي تتجه الي سرير مراد توقظه برفق وابتسامة وهي تتخيل نفسها زوجته توقظه هكذا ...
_ مراد .. يا مراد ... يا مُرادي ويا ليتك تدري انك مُرادي وامنيتي ...
فتح مراد عيونه بتعب وهو ينظر لها بإستغراب ...
_ زينة ...؟!
ابتسمت زينة لتردف بعشق ظاهر ...
_ ايوة زينه ، انت ليك غيري يسأل عليك يا معفن ... قوم يلا حضرتلك الفطار عشان نفطر سوا ...
مراد بحزن ونفي ...
_ مش عايز أفطر ، أنا تعبان سيبيني ..
زينة بحب ...
_ قوم بس عشان مصرفتش ٢٢ جنية علي الفاضي وفي الاخر تقولي مش هفطر دا انا معملتهاش مع اخواتي يا جدع ... قوم يلا ...
ابتسم مراد لأول مرة وسط حزنه ، ثواني واعتدل علي السرير بتعب لتردف زينة بتوتر ...
_ بالراحة ... خلي بالك ...
مراد وهو ينظر لها بإستغراب لا يفهم ما سر هذا الخوف الكبير عليه ...
_ في اية ...؟!
زينة بتوتر ...
_ خلي بالك عشان قلبك ممكن يوجعك من أي حركة غلط ...
مراد بإيماء وابتسامة ...
_ حاضر ، شكرا يا زينة انتي احسن اخت في الدنيا ...
زينة وهي تنظر له بغضب ...
_ شكراً بس انا أمي مخلفتش اخوات غير اخواتي البنات ...
مراد بضحك ...
_ لا أنا معتبر نفسي اخوكي الراجل بقي ، وابقي سلميلي علي امي اللي هي امك يعني ...
زينة بغضب وصوت خفيض ...
_ ابو تقل دم امك علي دم ام اللي يحبك عيل فقري ...
مراد بإستغراب ...
_ بتقولي حاجة ...؟!
زينة بنفي ...
_ لا لا هقول اية بس ... بقولك قوم اطفح .. قصدي قوم افطر ...
ضحك مراد عليها وبالفعل شاركها الإفطار وقد كان عقله شارداً في يارا معظم الوقت ولكن زينه كانت تقطع عليه تفكيره فيها وتتحدث معه في أي شئ آخر ...
~~~~~~~
وعلي الناحية الأخري في القاهرة وبالتحديد في شقة اسلام السيوفي التي تعيش بها والدته ...
دلف إسلام الي الشقة التي تعيش بها والدته منفرده حزينة من ابنها بسبب ما فعله ...
سلم إسلام عليها رغم رفضها السلام عليه ولكنه أصرّ لتسلم عليه بحزن ...
إسلام بإبتسامة جذابة ...
_ ازيك يا ماما عاملة اية ...
الام بغضب ...
_ كويسة الحمد لله خير جاي تطلب مني تخطف حد تاني ...؟!
إسلام بضحك ...
_ لا تاني ولا تالت أنا جاتلي اللي خلت اسلام السيوفي يتوب علي ايديها خلاص ...
ماجدة بتفاجئ ..
_ بجد ...؟؟
إسلام بضحك ...
_ أيوة ابنك للأسف وقع في الحب من جديد يا أمي ... انا حبيت اللي خطفتها عشان انتقم من اخوها ... انا حبيت ندي ...
ماجدة بصدمة وسعادة ...
_ بتتكلم جد يا اسلام ولا بتقولي كدا عشان خطة جديدة من عمايلك ...؟!
إسلام بنفي ...
_ لا والله يا ماما أنا فعلا حبيتها حتي أننا اتصاحبنا فترة طويلة واعترفتلها بحُبي امبارح ليها و ...( حكي لها اسلام كل ما حدث في الفترة الأخيرة بينه وبين ندي وحكي لها كل شئ فعله وكشفه شريكه في الماضي الي ندي لتتركه وتبتعد عنه )
ماجدة بغضب ...
_ عندها حق ، أنا لو مكانها اصلا مثقش فيك اني اتصاحب عليك ...
إسلام بضحك ...
_ ليه كدا بس يا امي ...؟
ماجدة بغضب ...
_ وانت جاي هنا عشان اصالحكم علي بعض صح ...؟!
إسلام بإيماء ...
_ مش بالظبط كدا ... بس أيوة هو حاجة زي كدا ...
ماجدة بغضب ونفي ...
_ انسي أنا مليش دعوة بيك ... مش كفاية اخر مرة عرتني قدام صفاء أمها و ...
_ ايووووة الله ينور عليكي يا ماما ، هو دا بالظبط اللي أنا عايزه منك ...
_ نعم ...؟!!
إسلام بضحك ...
_ بصي هفهمك ، بكل بساطة أنا عايزك تشتغلي علي ودان امها أولا تخليها تسامحني وثانيا ترضي علي جوازي من بنتها والا هخطفهالهم تاني ...
ماجدة بغضب ...
_ انت بتحلم صح ...؟! قوم اطلع برا يا اسلام ، قوووم ...
إسلام بضحك ...
_ صدقيني بعد كل اللي حصل دا ، الا اني واثق أن ام ندي خايفه محدش يتقدم لبنتها بعد ما اتخطفت وعشان كدا أنا عايزك تقنعيها بكدا ، وتقوليلها اني عايز اتجوز ندي بنتها علي سنه الله ورسوله وتقوليلها اني بحبها وأنها كمان بتحبني ...
ماجدة بغضب ..
_ أمها وأخواتها مش طايقينك أصلاً ... ولو شافوك هيموتوك تقوم تقولي أقنعها تجوز بنتها ليك ...؟!
إسلام بإيماء وثقة ...
_ أيوة ، وساعديني في كدا يا ماما بالله عليكي ، أنا أول مرة احب من قلبي بعد ... بعد روان ... وعشان كدا ارجوكي تساعديني ...
ماجدة بنفي وغضب ...
_ أنا مليش دعوة بيك ... انا مش عارفة اتكلم مع صفاء أصلاً بسببك وبسبب عمايلك اخر مرة ..
إسلام بتودد ...
_ عشان خاطري أنا تعملي كدا ، انتي عليكي صفاء وانا عليا أخواتها وبالتحديد الراس الكبيرة آدم الكيلاني ...
ماجدة بتفكير ...
_ طب ولو موافقوش ...؟!
إسلام بتودد اكبر ...
_ هيوافقو ، برضاهم أو غصب عنهم عشان مخطفش منهم ندي ، ما اهو اصل الواحد مش بيلاقي اللي بيحبهم في كيس قلبظ ...
بالفعل خرج اسلام من الشقة وبدأت ماجدة الكلام في الهاتف مع صفاء ، وبعد زعل طويل بينهم وبعد معاتبة صفاء لها علي ما فعله ابنها اسلام بإبنتها واعتذار ماجدة لها عادت العلاقة والصداقة بينهما مجدداً لتبدأ ماجدة رحلة إقناع صفاء أن ندي وإسلام لبعضهما ... فماذا سيحدث يا تري ...؟!
ومر شهران علي الجميع ، شهران حدث بهما الكثير ...
كان إسلام طيلة الشهران يخطط لشئ ما وهو ينتظر أن يري ندي بفارغ الصبر ولكنها لم تكن تحضر الجامعة أبداً ...
كانت ماجدة تزِّن " والزن أمر من السحر كما يقال " علي أذن صفاء أن ندي وإسلام يحبان بعضهما وأن العلاقة يجب أن تعود بخير وتتوج بالزواج ، ورغم رفض صفاء القاطع في البداية إلا أنه مع الزن والإقناع ، بدأت تعيد النظر في الموضوع وتفكر فيه جدياً شيئاً ف شيئاً ...
أما آدم وروان كانا في الغردقة كما هما ولكن أخيراً انتهي بناء الفندق الذي سيكون به اكبر مفاجأة لروان ، إنتظر آدم كثيراً وها هو حلمه قد تحقق ... عالمه الخاص قد بُني له ولها فقط ... فما هو يا تري ...؟!
ياسمين الكيلاني كانت تبكي طيلة الشهر من ألم قلبها علي بعد جاسر بسببها ورغم وجود غادة اخت جاسر معها لم تذهب إليها لتعرف منها مكانه لأنها كانت تظن أنه سيعود الي العمل بعد يومان أو ثلاثة ، ولكنه لم يعد الي الآن ...؟!
بحث باسل عن يارا كثيراً ولكنه لم يتوصل إلي أي خيط أو أي شئ وكذلك الشرطة لم تتوصل إلي أي شئ ...
أما بالنسبة إلي علاقته مع هدي كانت علاقتهما أشبه بالقط والفأر هو يجذب وهي ترخي ، هو يرخي وهي تجذب .. لم يشعر بنفسه الا وهو متعلق بها لا يستطيع أبعادها عن عيونه وتفكيره رغم أنه مازال معترفاً أنه لا يحبها ، بينما هي تعشقه وتتمني فقط اليوم الذي سيعترف لها بحبه ...
بدأت هدي تستفيق من غيبوبة ضياع أختها بدأت تفقد الأمل رغم بكائها كل ليلة ان تعود يارا إليها ...
أما مراد فكان ما زال متمسكاً بأمل عودة يارا إليه ، كان ينتظر خروجه من المشفي وأن يأذن له الطبيب حتي يذهب إلي اقرب طائرة ويسافر ليبحث عنها بنفسه ، ولكن كل يوم في المشفي كانت زينة تأتي إليه بالطعام والشراب ولم تتركه الا وقت النوم ، حتي أنه اعتاد عليها وإن غابت يوماً كان يشعر بالضجر والوحدة وأنه لا يريدها ان تغيب عليه ... كانت زينة تعيش علي أمل أن يشعر بها في هذان الشهرين ...
قفزة كبيرة في أحداث الرواية توصلنا للختام ...
وها هو مسك الختام قادم بأحداثه ...
خطوة وراء خطوة ، خطوة تسبق خطوة ... كانا يسيران معاً يسير هو خلفها وهو مغمض عيونها يحتضنها بقوته وهيبته وهو مغمض عيونها بعشق ولهفة أن يري رد فعلها ...
روان بضحك وهي تضع يديها علي بطنها التي بدأت تكبر ..
_ ها يا آدم وصلنا ...؟!
آدم بعشق ...
_ وصلنا يا ملكة آدم وروحه ...
ازال آدم يديه من علي عيونها أمام هذا المبني من الخارج لتُصدم روان بشدة وهي تري أمامها في الجزء الخلفي من الفندق مجسم كبير علي شكل حرف (R) ...
روان بصدمة ....
_ اي ضااا ...؟! حرفي ...؟!
آدم بضحك وإيماء ...
_ أيوة يا ملكة قلبي ، اغلي حرف في حياتي ودنيتي ... ولسة اللي هتشوفيه جوه هيبهرك ..
روان بصدمة ...
_ في اية جوا ...؟!
آدم بإبتسامة وهو يسحبها خلفه ...
_ تعالي معايا نشوف ...
بالفعل دلفا الي المجسم الكبير الذي علي شكل حرفها ، لتصدم روان بشدة من الطريق الطويل الذي هو بطول المبني مع سلالم للأدوار العلوية ...
آدم وهو يبتسم بعشق لها ..
_ جاهزة لرحلة زكرياتنا ...
روان بعدم فهم ...
_ هو اية المبني دا اصلا ...؟؟
آدم بإبتسامة جذابة ...
_ دا متحف آدم وروان ، متحف ليا انا وانتي وعيالنا بس مجمع فيه كل مراحل حياتنا محدش غيري انا وانتي وعيالنا هيدخل المكان دا ...
روان بصدمة ...
_ انت عملتلنا متحف ...؟! اهو دا اللي ناقص ...؟! طب كنت هاتلنا الرئيس يفتتحه ونجيب مغنين ونحتفل زي طريق الكباش في الأقصر ....
آدم بغضب منها ...
_ اخرسي يا روان قبل ما اتحول عليكي وارجع نمر تاني ...
روان بضحك ...
_ خلاص خلاص والله ...
نظر آدم الي اللافته اول الطريق في أول طابق في المجسم ...
واللافته كان مكتوباً عليها ... ( أول فترة في حياة النمر )
روان بإستغراب وضحك ...
_ واشمعنا بقي حياة النمر مش حياة آدم وروان ...؟!
آدم بعشق ...
_ عشان انا معرفش حاجة عن حياتك قبلي يا ملكتي ، يلا تعالي ...
بالفعل سار آدم وروان في الطريق الدائري وكان معلقاً علي الحائط صوراً لآدم قبل حياته معها وقبل أن تدخل روان الي حياته وكانت كل الصور بائسة غير مبتسم بها ...
روان بمرح ...
_ اية يا ابني دا انت ملكش صورة بتضحك فيها انت كنت بتتصور في السجل المدني ولا اية ...؟!
آدم بضحك ...
_ أنا ضحكتي ابتدت بعد ما انتي دخلتي حياتي يا روان ، أنا كنت القسوة والشيطان بعينه قبلك وبعدك لحد ما اتغيرت بسببك وعلي ايديك ، انتي كنتي اتحدتيني زمان أن جمالك وجنونك بيتحدي عنادي وقسوتي وكبريائي ، فإسمحيلي اقولك أن انتي كسبتي الرهان والتحدي دا يا روان ...
روان بمرح وهي تنظر له بغرور ...
_ عيب عليك مش انا اللي أخسر ... وبعدين اسمحلي اقولك انك مش طبيعي والله يعني اية ولا صورة ليك مبتسم حتي بالغلط ...؟! مفيش ضحكة واحدة ضحكتها يا آدم معقول ...؟! طب متفرجتش علي افلام او مسرحيات تضحكك ...؟؟
آدم بنفي وحزن ...
_ ولا حاجة أثرت فيا قدك والله ... وبعدين يلا تعالي عشان هنطلع المرحلة التانية من حياتي ...
روان بايماء وحماس ...
_ يلا ...
صعد الإثنان الدور الثاني من المبني والي كُتب عليه المرحلة الثانية من حياة النمر وملكته ...
سار الاثنان في الطريق ليروا زكرياتهم في القصر الذي خطف به آدم روان ، وكذلك الشقة الفاخرة التي احترقت وروان بداخلها لينقذها بها وكذلك زكرياتهم معاً في كل شئ وكل موقف مر عليهم في القصر بداية من هروب روان الذي كانت تخطط له للهروب من آدم ونهاية بإعترافه لها بالعشق والحب ...
روان بحماس وهي تنظر لصورة ما ...
_ فاكر لما شغلتني خدامة ...؟؟ كنت واطشي اووي ...
آدم بضحك ...
_ طب فاكرة لما حبستك اول مرة في اوضة الملابس واتخنقتي جواها ...؟!
روان بضحك ...
_ أيوة فاكرة ، بس الحمد لله خفيت من الفوبيا دي لما كنت في اوكرانيا معاك ودخلو ناس عشان يقتلوني واستخبيت في اوضه صغيرة مع عيالي قاومت عشانهم والحمد لله اتغلبت علي خوفي ... بس قولي صحيح ... هو انت إزاي قدرت تصور كل الصور دي ...؟!
آدم بخبث ...
_ انتي ناسية أن في كاميرات مراقبة في القصر ...؟! دا غير الكاميرات اللي كنت براقبك بيها وانا في الشغل ...
روان بغضب ...
_ انت سوسة والله صدق اللي سماك كيلاني أو نمر ما هي الاسماء اللي تليق بالسلالة بتاعتك ...
آدم بضحك ...
_ طب يلا نطلع الدور التالت ...؟!
روان بضحك ...
_ أنا مش حمل فرهدة والله مش فاهمة أنا لية معملتش أسانسير ...
وبالفعل صعد كلاهما ليتابعا رحلة النظر في زكرياتهم في المتحف بكل شغف وحماس لإستعادة هذة الذكريات ...
وبعد الانتهاء من هذة الجولة ... سحب آدم يد روان خلفه الي الطائرة المتجهة الي القاهرة مودعين الغردقة بجوها وجمالها وجمال متحفهم الخاص ...
وعلي الناحية الأخري في قصر باسل الملك ...
كان باسل يرتدي ملابسه في إستعداد للذهاب الي العمل ككل يوم ...
هدي بتذمر ...
_ يعني مش عايز تقضي معايا يوم واحد حتي اجازة يا باسل ...؟!
باسل بإبتسامة وسيمة وعيون كالبحر ...
_ عايزاني اقعد معاكي انهاردة ...؟؟
هدي بتوتر وخجل ...
_ أيوة ، عاوزاك تقعد معايا كان نفسي طول حياتي أن الشخص اللي هتجوزه دا نقعد أنا وهو تحت البطانية قدام التليفزيون نشوف فيلم واحنا بناكل فشار ويوستفندي ..
باسل بضحك علي بساطتها ...
_ دي أقصي احلامك ...؟!
هدي بإيماء وفي عيونها العشق ...
_ يا رب بس البعيد يفهم اني مراته واني ليه عليه حق ..
باسل بضحك وخبث لذيذ ...
_ ماشي يا هدي وانا موافق ...
سعدت هدي بشدة واتجهت لتجهز الفيلم والبوشار وكل ما خططت له ...
باسل بخبث وهو يجلس ...
_ أنا عايز اختار الفيلم ..
فتح باسل منصة ( Netflix ) واختار منها فيلماً
لتردف هدي بمرح ...
_ فاتح نتفيلكس ومشترك فيها يا باسل ...؟! وهي إيجي بيست قصرت معاك في حاجة ...؟!
باسل بضحك ...
_ اتفرجي وانتي ساكته يا هدي ...
كان الفيلم عبارة عن فيلم رعب ليس فيلماً عادياً ، كانت هدي خائفة للغاية لم تتوقع أن يكون الفيلم هكذا ...؟!
باسل وهو يقترب من هدي في الأريكة حتي صار بجانبها ...
_ خايفة ...؟؟
هدي بقلق وتوتر مع خوفها ..
_ لا لا عادي ..
باسل بخبث وهو يقترب أكثر ...
_ متأكدة ..؟!
هدي بإيماء ..
_ أيوة و ...
قاطع صوت هدي موسيقي تصويرية عاليه ومرعبة من الفيلم جعلتها تقفز من مكانها الي حجر باسل واحضانه ...
باسل وهو يلف يديه حول خصرها بين أحضانه ...
_ إهدي يا هدي ، اهدي يا ، يا حبيبتي ...
هدي بصدمة وهي تنظر له وهي علي قدمه ...
_ اية ...؟! انت قولت اية ...؟!
باسل وهو مغيب العقل تماماً ينظر لها بإبتسامة وسيمة يظهر بها الحب الدفين ...
_ قولت انك حبيبتي ... انا ... انا بحبك يا هدي ....
هدي بصدمة ...
_ اييييييييية ....؟! اخيراااااااا يا ررررربي ... وبعدين انت بتتكلم جد والله ...؟! وأقسم بالله ...؟!
باسل بإيماء وهو مغيب الوعي لا يشعر الا بها في أحلامه ..
_ أيوة بتكلم جد ...
قال جملته واقترب بجزعه العلوي منها وهي علي قدميه ، ثواني وجذبها إليه لترتطم بصدره العريض وهي تشعر بالتوتر وأنه ليس في وعيه ... ف ليس بهذة السهولة يعترف لها بحبه ..؟
باسل وهو يلعب ب يديه علي ظهرها ذهاباً اياباً يحتضنها بقوة وكأنه لم يحتضن انثي من قبل ...؟!
أبعدها عنه قليلاً وهو لا يشعر الا بها ، لتتوتر هي وتحاول القيام ولكنه ثبتها وهو ينظر إلي عيونها بزرقاواتيه ، لم تستطع هدي أن تلملم شتات نفسها أمام زُرقة عيونه البلورية ذات الزُرقة الغامقة .... لتنظر له بقوة وعشق رغماً عنها فهي تعشقه ...
اقترب باسل منها وهو مغمض عيونه ، وبدون شعور من كليهما قّبلها باسل بهدوء وقلبه يكاد يخرج من مكانه كإنه لم يقبل أنثي من قبل ، لفت هدي يديها حوله فهي كانت كمن وجد طوق النجاة ولم تستطع أن تتركه من عشقها فهي تعشقه ، وهو الآخر لم يقاوم ليجذبها إليه أقوي وأقوي وهو يقبلها بقوة وقلبه ينبض بشدة ...
ثواني وحملها بين يديه وما زال يقبلها الي السرير ، وضعها علي السرير برفق وأزال عنها ملابسها دون شعور منه أو منها بأي شئ ، ازال عنها ملابسها وقبلها علي رقبتها بعشق وهدوء وكأنه يعزف معزوفة موسيقية يتقنها جيداً ... وبدون أي شعور من كليهما إنخرطا في عشق كبير ، ذهب كلاً منهما الي عالمهم الخاص لتكون هدي في هذة اللحظة زوجته قلباً وقالباً ، أصبحت هدي الآن زوجه باسل الملك شرعاً واسماً وجسداً ...
إستفاقت هي بعد فترة لما حدث وما حدث قد حدث ... صدمت بشدة وهي تدري جيداً أنه كان مثلها غير واعِ بأي شئ .... صدمت هدي علي حالها عندما رأت عذريتها المفقودة علي يد من تُحب ، إن كان في وعيه وفعلا يحبها كانت ستكون سعيدة الآن ...
استفاق هو الآخر مما كان يفعله ، ليصدم بشدة وهو ينظر إليها تارة والي ما فعله وسببه لها تارة أخري ...
باسل بصدمة ...
_ ه ... هدي ... انا ... انا اسف ... وو....
هدي وهي تنظر له بصدمة وبكاء ...
_ اسف ... ؟! اسف اية هو أنا مش مراتك ...؟؟
باسل بحزن وهو ينظر بعيداً ...
_ أنا آسف اووي ، أنا كنت غبي ومش في وعيي أنا أنا ...
هنا لم تتحمل هدي كلمة أخري لتصفعه بقوة ...
هدي بغضب ...
_ مكنتش في وعيك دي تقولها لما تغلط معايا ، إنما أنا مراتك ، لو مش معتبرني مراتك أنا هعتبر نفسي طالق منك حتي لو انت مقولتهاش ...
قالتها بغضب كبير منه ومن أفعاله ، وقامت من مكانها بغضب لتذهب الي غرفة الملابس تبكي بقوة من الألم الذي يعتري صدرها ... أما باسل إستفاق من الذي فعلته هي به ، لينظر الي صورة زوجته بألم كبير ...
فماذا سيحدث يا تري ....؟!
وأخيراً وصلت طائرة النمر الي القاهرة ووصل هو الي قصره بعد فترة وجيزة ...
ودع آدم روان لأن لديه عمل مهم بالشركة ، ودلفت روان الي القصر لتسلم علي الجميع ولكنها لم تجد ندي أو ياسمين فلا تدري أين هم ...؟!
وعلي الناحية الأخري في الجامعة ...
كانت ندي تسير بغير هدي في طريقها الي الجامعة حتي تنهي هذا العام بسلام ...
ثواني وارتطمت بشخص ما يسير ...
رفعت رأسها لتراه واقفاً ينظر لها بحزن يكاد يبكي عليها ...
إسلام بحزن كبير ...
_ ندي ... أخيراً جيتي ... انا .... انا اسف اووي ليكي .. اسف و ...
نظرت له ندي بضحكه غريبه بعض الشيئ لتردف بمقاطعة وابتسامة منكسرة ...
_ آسف ...؟ اسف علي أيه ...!! هو انت كسرت فازة وبتعتذر ...!! انت كسرت قلب ... ومش أي قلب يا دكتور اسلام ... انت كسرت قلب واحده كانت بتقدرك وهتحبك بجد ... وكنت انت هتبقي أول حب في حياتها ... تخيل بقي لما قلبك يتكسر كدا للمره الأولي ياااه اكيد انت جربتها في روان مرات اخويا وهنروح بعد ليه صحيح ... انت اتكسر قلبك لما خسرتها وجاي ترد لواحده ملهاش أي ذنب غير انها حبتك الضربه دي صح ...! وإيه السبب بقي ... السبب اني اخت الشخص اللي انت بتكرهه ... طب انا اخته امه بنته زفت اي حاجه في الدنيا لييييه تكسرني انااااا لييييه اناااا ذنبي ايييييه ...!!
اسلام بحزن شديد وقلبه بدأ يشعر بالفعل بألم فعلته تلك وألم ذنبه العظيم ...
_ انا عارف والله اني غلطان وإني مستاهلش مسامحتك وإنك خلاص كرهتيني يا ندي ... بس والله انا فوقت يا ندي من اللي كنت فيه ... انا كان ماليني حقد وانتقام وخلاص وعاوز انتقم من اخوكي بأي تمن وانتي وقعتي في طريقي فقولت اكيد القدر حطك في طريقي عشان اكسره بيكي بس النتيجة اني انا اللي اتكسرت يا ندي مش هو انا اللي اتكسرت وانا بشوف دموعك دي دلوقتي وبعتذرلك وانا عارف ان إعتذاري مش هيتقبل بس برضه بعتذر علي إمل تسامحيني ... انا اتكسرت لما عرفتي بحاجة كنت ناوي اعملها ليكي وانتقم منك زي اخوكي بس والله حبيتك قبل حتي ما يتبعتلك أي حاجة انا كنت ماسح من دماغي كل دا وناوي أبدأ معاكي صفحة جديدة مفيهاش غير الحب وبس يا ندي ... انا اسف ارجوكي أنا آسف سامحيني ...
ندي وهي تمسح دموعها بقوة وتتجه في طريقها الي الجامعه ...
_ معلش واسفك مرفوض بس مش عشان انت كسرتني لا ... عشان انت لا تعنيلي أي شيئ ... وآه نسيت اقولك باركلي ان شاء الله خطوبتي علي الدكتور عز الدين آخر الأسبوع .... إبقي إحضر عشان تبارك للدكتور زميلك ولو مش عايز تحضر يكون أفضل سلام ...
قالتها ندي بكذب ولكنها قالتها حتي تحرق قلبه كما أحرق قلبها ... اتجهت ندي بغضب ودموع تمسحها الي الجامعه ...
بينما اسلام علي الناحية الأخري كانت صدمته أكبر من أن توصف ... معقول هل ستخطب ندي ...! معقول انها ستكون لشخص غيره ...! معقول انه بسبب اني كسرتها تفعل هي هذا بي وتكسرني الضعف بهذا الخبر ...!!
ركب اسلام سيارته ودموعه بدأت بالهطول بشدة وبكاء .... هل حقاً ستكون لغيره ...!! هذا ما كان يشغل باله في بكائه وتألمه علي فقدانها ...
فجأه حضر بخاطره شيئ مهم .... إذا كان يريد الحلوي عليه ان يتحمل النيران ...
رفع رأسه وهو مصمم الآن لفعل شيء ما حتي لا يخسر ندي الي الأبد ...
انطلق في طريقه الي واجهه يعلمها جيداً وبالتحديد الي شركات النمر ...
دلف اسلام بكل سهوله بهيئته تلك الي الشركه ومنه الي مكتب الآدم ....
فتح الباب ودخل ليتفاجئ به ادم بشدة وغضب كبير وبداخله بدأت النيران تتصاعد وتتوعد لهذا الذي خطف اخته منه في الماضي ... لماذا يقف أمامه الآن ...؟!
اسلام بهدوء ...: انا جاي اتكلم مع حضرتك شوية يا استاذ ادم ...
ادم وهو يقوم من مكانه بنفس الهدوء ويشمر قميصه ....
_ تمام تمام نتكلم بكل هدوء يا اسلام السيوفي ... بس الاول وقبل الهدوء دا تعالي بس اعرفك علي عقوبه اللي يخطف او يحاول يقرب لأختي وهيكون فين مكانه ...
اسلام وهو يقوم من مكانه مسرعاً بخوف وسرعه ...
_ انا ... انا عاوز أتجوز اختك يا ادم باشا ... !!!
ادم بغضب وعروقه بدأت تبرز بشدة ....: اييييييييه ....!!!
اسلام بسرعه وخوف ....: ومش كدا وبس انا عاوزك تساعدني ارجعها ليا تاني عشان ... عشان هي بتحبني وانا بحبها ....
ادم بصوت عالي وغضب كبير ....: نعاااااااام يا روووووووحمممممك ....!!!
هل سيساعده ادم يا تري ....!! ام هل القدر رأي اخر ...!!
.. يتبع الفصل الثالث والثمانون 83 اضغط هنا