رواية توليب الفصل الثلاثون بقلم سلمي سعيد
رواية توليب الفصل الثلاثون
حالة من الهرج والمرج تأهبت بالفندق من العاملين والحراس الشخصين لاسر وماهر ، بينما يركض اسرائيل كالمجنون بين ممرات الفندق باحثا عن توليب..توليب التي قررت ولأول مرة بحياتها ان تخرج بمفردها دون حراسة ودون إخبار أحد..ذهبت بمفردها وجعلت ذلك الأسر المتسم بالبرود يظهر براكينه الخفيه من اختفائها المفاجئ
_ أسر باشا احنا فتشنا كل الاوتيل الهانم مش هنا
اذاد جنون فوق جنونه لم يفكر مرت ليركض بطريق غرفة جيلان، طرق على الباب بقوة كادت تحطمه من قوتها..الهلع والخوف مسيطرين على كل خلية من جسده وتثير الجنونخبه ، ليفتح ماهر الباب ليتحدث بقلق
_ ايه يا آسر لقيتو توليب
لم يجيب والده بل مر من جانبه للداخل مثل البرق باحثا عن جيلان ، صار بعينه في اركان الغرفة حتى وجد جيلان جالسة على الاريكة وتبكي بحرقة كبيرة..تحدث بصوت جعلها تنتفض فزعاً
_ انتي قولتلها ايه
نظرت له وهي مازالت تبكي دون توقف و هي تنظر لماهر تناجيه أن ينقذها من ذلك الموقف..ازداد غضب اسر من صمتها ليصرخ عليها مرة اخري، ولكنها لم تتحدث ايضا بل زاد بكائها، لا تعلم ماذا تقول فهي مازالت تحت تأثير كليمات توليب لها
لم يعجب صمتها اسر ليركل الطاوله الزجاج امامه، لتهب جيلان واقفه من خوفها..تدخل ماهر موقفا ثورة جنون ابنه
_ اسر انت اتجنن..اهدا كده وفكر بالعقل
جذب خصلاته بغضب و اخذ يدور حول نفسه مثل المجنون، بينما ماهر كان يقف ناظرا له بعدم رضا لجنونه هذا ، التفت اسر لولده وتحدث بصوت عالي للغاية
_ اهدا ايه وعقل ايه، انا مراتي مختفيه ، سابت الاوتيل ومشيت بعد ما قعدت مع الهانم ،وانت عارف كويس واكتر منى كمان ان توليب عمرها ما مشيت خطوة واحدة لوحدها والله اعلم هي فين دلوقتي وكويسة ولا لا ،وكل ده بسبب الست دي
ليجيبه ماهر بغضب
_ أسر الذم حدودك ، توليب دي بنتي وانا خايف عليها اكتر منك ،انت معشتش معاها اد اللي انا عشته ، وحابب اطمنك لو فضلت تدور عليها وانت في الحاله دي مش هتوصلها ابدا مهما عملت ، وجيلان معملتش حاجة دي كانت بتتكلم مع بنتها وده حقها
اجاب اسر بابتسامه متهكمه وهو ينظر لجيلان
_ بنتها!! وده من امتى بقى ان شاء الله
_ اسر
قالها ماهر بغضب بعدما رأى سخريه ابنه ، لم يجيب اسر بل اوله ظهرة وصار سريعا للخارج باحثا عن توليب، ما ان اغلق الباب خلفه حتى خارت قوى جيلان لتسقط على الأريكة مرة اخرى تبكي بقوة، جلس ماهر بجوارها يحاول تهديها قدر الإمكان، حسنا كان يتوقع رد فعل غاضب من توليب ولكن ليس لتلك الدرجة التي آلت إليها الأمور
خرج اسر من الغرفة ليجد أحد الحراس يقف منتظرة بالخارج ،تحدث الحارس سريعا
_ أسر باشا احنا فرغنا كل كاميرات الاوتيل زي ما حضرتك أمرت
ما أن سمع أسر تلك الكلمات حتى ركض سريعا وخلفه الحارس لغرفة المراقبة
________________________
نسمات الهواء العليلة تلفح وجهها بقوة لتجعل تلك الدموع تصبح مثل قطع الثلج علي وجهها، بينما غزا الاحمرار وجهها من شدة البرودة والبكاء
تنظر للمياه أمامها صامته وهي تحتضن نفسها بقوة تشعر نفسها بالاطمئنان والدفء ، اثار حديثها مع جيلان كل مراكز الغضب بداخلها لتنفجر جميع البراكين المخبأة داخلها والتي لم تعلم عنها شئ من قبل ولم تتوقع أن تفعل هذا ..لينتهي الأمر بتركها المكان بأكمله والخروج بمفردها
ولاول مرة لم تكبُت مشاعرها بل عبرت عن حزنها وغضبها وقهرتها من والدتها في تسلسل سريع وغاضب بصوت عالي للغاية جعلها تنتفض وهي تفعل هذا دون تردد وخوف من ردت فعل جيلان
(فلاش باك منذ قليل)
كان كل منهما يقف متصنم بمكانه وماهر يتقدم منهم بجواره جيلان تسير بخطوات بطيئة وعيناها علي ابنتها، بينما الأخرى تقف متصنمة في حالة ذهول شديدة..لم تتوقع ابدا وجود جيلان أمامها تشعر بداخلها مشاعر متضاربه مع كل خطوة تخطوها جيلان، في ظل تقدم جيلان منهم اكثر واكثر، كان اسر قد أخذ نصيبه من صدمة الموقف ولكن كانت مشاعره واضحة وأخذ ردت فعل سريعة بتغير ملامح وجهه المبتسم والسعيد الي وجه متهجم بشدة وعروق بارزة متشنجة بغضب من وجود تلك المرأة هنا، نظر لماهر نظرة فهمها ماهر جيدا وكأنه يقول له..ليس هذا اتفاقنا
اصبحو متواجهين الان امام بعضهم بعض و الاجواء مشحونة لكم هائل من المشاعر المتضاربه،لك تجد توليب حلا سوى التمسك بذراع اسر بقوة أكبر،في حال كانت جيلان تطالعها بنظرات جعلتها ترتبك كثيرا نظرات لم تراها يوما من قبل تلك المرأة.
قطع ماهر الصمت هذا واشتباك المشاعر المتضاربه بكل منهم وتحدث بحنان وهو يتقدم من توليب يقبلها ويحتضنها
_ ازيك يا قلب بابا شكلك مبسوطة، كنتم فين احنا هنا من بدري اوي
لم تجبُه بل ظلت صامتة، بينما تحدث اسر بضيق
_ ممكن اتكلم معاك يا بابا
اجابه ماهر بجديه
_طبعا، يلا نطلع فوق ونتكلم براحتنا في كل حاجة.
_ تمام اتفضل حضرتك
قالها باحترام وصوت حازم ، فتح باب المصعد ليدلف ماهر وجيلان الصامته ، لكن لم يدلف اسر لتنظر له جيلان باستغراب عكس ماهر
تحدث اسر بجديه
_ نتقابل فوق يا بابا ، انا وتوليب هنطلع في اسانسير تاني
ثم صار بها باتجاه المصعد الاخر، دلف وجزبها خلفه..وقفت صامته بينما اغلق باب المصعد حتي التفت اسر لتوليب متحدث سريعا مبررا
_ والله العظيم انا معرفش انها جيه انا وبابا متفقناش على كده ، توليب مالك سكته كده ليه قولي اي حاجة بدل سكوتك ده
_ انا عايزة انام
كلمه ليست بمحلها ابدا قالتها ببرود وهو لم يتوقعها بتلك اللحظة ابدا ، امسك يديها جاعلها تنظر له ، ليتحدث قائلا
_ انتي مصدقاني صح ، انا والله ما اعرف انها جايه
نظرت له قليل في صمت..فتُح باب المصعد مشيرا الي الوصول للطابق المنشود ، خرجت توليب وبجوارها اسر التي بدا الخوف يتسلل بين طيات قلبه من صمت تلك الفتاة..عندما تصمت يحدث لها شئ سيئ باخر المطاف وهو لن يتحمل ان يحدث لها اي شئ
التفت ناظرة له لا تعلم ماذا تفعل الان يسيطر عليها لحظات لا تعلم بماذا تشعر حتي او كيف تتعامل ، لكن لا هذا اسر
ابتسمت له..جزبته من زراعة ليدني منها قليلا وقفت هي علي اناملها و قبلت وجنته ثم ابتعدت، نظر هو لها بذهول من ردة فعلها في ذلك الموقف، ولكنه ابتسم لها بحنان ، تحدثت هي قائلا بابتسامة مصطنعة
_ روح شوف بابا عايز ايه، وانا هبقي في الاوضه واحتمال انام
شعر بالقلق من حديثها الودي هذا ، قبض على يدها ببعض الرقة وتحدث بحذر
_هرجع هلاقيكي صح؟!
ابتسمت له متحدثه بمرح مصطنع
_اكيد هروح فين يعني، هو انا ليا غيرك
التفت ودلفت للغرفة سريعا،بينما ظل اسرائيل واقفا لعدة ثواني يراقب دلوفها للداخل بقلق يريد الدلوف لها ولا يذهب ولكن يجب ان يذهب لولده ليعلم ماذا تفعل جيلان هنا
جلست علي حافة فراشها باهمال بينما عقلها يعمل بكل الاتجاهات..ماذا تفعل والدتها هنا..وايضا قادمة مع ماهر، وماءا كان يقصد اسر بحديثه عن عدم اتفاقه على هذا مع والده ، تعلم ان اسر يفعل الكثير من خلف ظهرها مثل فهد وعادل وغيرهم ولكنها لا تفتح الحديث ابدا يكفي ان يظلو بعدين عنها ليس الا
وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة دقاته ولمن ما باليد حيله ماذلت رغم كل شئ تحمل مشاعر جياشه لجيلان رغم كل شئ .
سمعت طرقات متتاليه على باب الغرفة ،نهضت لتفتح الباب بعقل غائب ، فتحت الباب لتجد جيلان امامها مباشرتا
فركت جيلان يدها بتوتر قائلا دون النظر باعين توليب
_ ممكن اتكلم معاكي
تطلعت توليب اليها في صمت لثواني دون حديث ثما اومأت براسها فاسحة للاخري المجال للدلوف
(باااك)
قضت حياتها باكملها في خوف بسبب اختيارات والدتها الخاطئة ، تتذكر كيف كانت جيلان تكذبها عندما تشتكي لها من سوء معامله عادل معاها وايضا فهد..ذلك المجنون الذي جعل حياتها جحيماً
شعرت بيد باردة تزيل دموعها، لم تخف ولم تتحرك بل اتكائت عليه في صمت..تعلم انه اسر فهذه رائحته
ضمها هو اليه وهو يمسك علي ظهرها..تحدث بعتاب قأئلا
_ينفع كدا يا توليب كان قلبي هيقف وانا بدور عليكي
تحدثت بهمس
_ انا اسفه
ساد الصمت ثواني تلاه صوت نشيجها الرقيق يعالا رويدا رويدا والاخر يربت علي ظهرها بحنان..كانت تبكي ولكن بسعادة مما فعلته ،تلك الدنوع الفرح كما يقولون نعم هذه هي
تحدثت قائلا
_ جبتلها القديم والحديد مسبتش حاجة، قولت كل حاجة،وهي اتاسفتلي
مسد علي خصلاتها وتحدث بخفوت
_ وبعدين
_ ولا قبلين مفيش حاجة في ايد حد وكل حاجة حصلت عدت وخلاص المهم دلوقتي ، وانا قفلت كل الصفحات القديمة خلاص
ابتسم علي حديثها،قادرة ان تجد شعاع الضوء في الممرات المظلمة رغم كل شئ حدث
تململت في احضانه ليقول هو سريعا
_خلينا نرجع الاوتيل يا روحي الدنيا سقعة وانتي هتبردي
اومات براسها قائلا بصوت مبحوح
_ بس خلينا شويه
ظل يزيد علي خصلاتها، اخرج هاتفه من جيب بنطاله وبداء في كتابه رساله لباسم
_ باسم خرج فهد من المخزن و حطة في المصحة اللي في المانيا ذي ما اتفقنا وخلي حراسه عليه طول الوقت ،انت المسؤول قدامي ، وابداء في اجرئات الفرح بسرعة من بكرا
_________________________
فُتح باب الغرفة فجاة ليطل من خلفه عوني تصلبت صبا بمحلها بينما اخذ قلبه طريقة ليسقط بقدمها في فزع..والدها هنا وباسم بفراشها..اغلقت عيناها في خوف من ردة فعل عوني..قبضت على يدها بقوة منتظرة انفجار عوني بها هي وباسم ولكن اتاها صوت عوني مسالم للغاية
_ انتي واقفه كده ليه يا صبا
فتحت عيناها ببطء..نظرت لوعني وتحدثت بتقطع وارتباك..
_ والله انا معرف هو جه هنا ازاي، اول مرة في حياته يعمل كده والله وانا انا اتفاجئت وكنت هصوت والله بس انت فتحت الباب
نظر لها بحيرة واستغراب لا يفهم عن ماذا تتحدث
_ هو مين ده اللي اول مرة يعمل كده ، في ايه ؟..وانتي واقفه كده ليه
نظرت له باستغراب على ردت فعله، انظرت باتجاه الفراش تشير إلى باسم ولكن قطبت حاجبيها في ذهول وهي ترى الفراش فارغ ولا أثر لباسم ابدا ، لتشهق بذهول وعيون جاحظة أين ذهب ذلك الرجل كان هنا منذ لحظة واحدة ، كان عوني يراقب ذهولها في استغراب وحيرة من امره من تعابير وجهها
_ في ايه يا صبا مالك
_ هو راح فين
_ هو مين يا بت ،في ايه
نظرت له بذهول لا تعلم ماذا تقول،شهقت بصوت عالي للغايه عندما شعرت بشئ يقبض على قدمها..ارتجف جسدها بالكامل ، نظرت الاسفل ببطء وفزع لتجحظ عيناها وهي ترا باسم متختبئ اسفل الفراش و ممسك بقدمها، رفعت راسها سريعا تنظر لعوني بابتسامه بلهاء، لتقول بغباء
_ ده هنا تحت السرير
اجابها عوني بضيق دون فهم
_ هو مين يا بت
اغلقت عيناها لثواني تلملم شتات عقلها حتي لا تفضح امرها بنفسها ، فتحت عيناها وقلبها ماذال ينبض بفزع من ان يعلم عوني بوجود باسم هنا خصوصا وان باسم ممسك بقدمها!! وكانه يغيظها
نظرت لعوني و رسمت ابتسامه بالهاء علي وجهها قائلا
_ مفيش يا بابا، ده انا بس برقي الاوضه عشان بقلها كتير مقفوله
اجاب باستغراب
_ بترقي الاوضه!!!
وقبل ان تجيبه كانت منال تدلف للغارفة على عجله متحدثه باستعجال
_ الحق يا عوني
التفت لها بانتباه بينما زاد هلع صبا
_ في فار في المطبخ
_ فار
قالها بذهول
لتجزبه من يده للخارج وهي تقول
_ ايوا فار ومبهدل الدنيا و الكل واقف على رجل واحدة تحت في المطبخ ، تعالي معايا بقي وشوفه
خرج عوني سريعا علي وقع حديث منال التي التفت سريعا لابنتها متحدثه ببعض الحدة
_ فين جوزك.
اشارت على نفسها بغباء
_جوزي انا
اقتربت منال منها سريعا بغضب ولكن توقفت لثواني وهي تجد يد باسم ظاهرة من اسفل الفراش ، جزبت صبا لجوارها لتبداء الاخري في اللطم بخفوت وقد علمت ان والدتها علمت بامر باسم
رفعت منال ملئات السرير ليظهر الجزء السفلي وباسم نائما اسفل الفراش ، نظر لها باسم بابتسامة مرحة قأئلا
_ ازيك يا حماتي ، عملا ايه
اجابت منال بغضب
_بخير يا اخويا بخير
رفعت راسها لصبا وتحدثت بغضب مصطنع
_ وده بيعمل ايه هنا ده ، انا شوفته وهو طالع من البلكونه بس ان اجيبه من تحت السرير زي الحراميه ده كتير كتير اوي ،ابوكي لو عرف هينيمني انا وانتي في الشارع
تحدث باسم بجديه لا تليق باختبأة اسفل الفراش قأئلا
_ حماتي متفهميش غلط انا كنت جاي اسال سؤال وامشي علي طول
منال بتهكم
_ سؤال ايه ده
باسم بمرح
_ الجاتوه بتاع الفرح اجيبه كريمة ولا شكولاته وهل انتو بتحبو رموش الست ولا اجيب بسبوسه
مالت صبا بجوار والدتها وتحدثت بحماس
_هات بسبوسه انا بحبها اوي يا باسم
نظرت لها منال وهي تكاد تجن ، ما هذا الحديث الذي يدور الان بينهم وما هذا الجنون بينما باسم ارسل قبله في الهواء لصبا وهو يغمز لها
يتبع خاتمة الرواية اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية توليب" اضغط على اسم الرواية