رواية جنة أميري الفصل الثلاثون بقلم دعاء عبدالحميد
رواية جنة أميري الفصل الثلاثون
لابد من وضع الحدود في التعامل مع الآخرين، فلا تمزحين مع البائع ليقلل ثمن السلعة، ولا تضحكين مع المعلم وتقولين معلمي، ولا السائق ولا الجار ولا ابن الخال، ولا تقولين هذا بعمر أبي وهذا بمثابة أخي، فكلهم غرباء وأجانب عنكِ، حافظي على نفسك يا فتاة فأنت غالية والغالي لا يقلل من نفسه.
★★★★
في بيت المنشاوي من أكبر عائلات سوهاج تجلس ورد في الغرفة الخاصة بجميلة تتحدث معها
جميلة: بصي يا بت الحلال انتي هتنامي عندي اهنه...هتنامي چمبي يعني...أمي خايفة منيكي وإني دخلت واحدة منعرفوش عنها حاچة بيتنا بس أنا واثجة فيكي..شكلك بت غلبانة وملكيش حد وأنا خوفت أسيبك تمشي لوحدك أكده والجو عتمة...الدنيا مبجتش أمان وفيها ناس واعرة يامه
ورد بحزن: أنا اسفة والله.. أنا عارفة أن مش أى حد هيدخل واحدة غريبة بيته.. وإن شاء الله أول ما النهار يطلع همشي علطول...انا عارفة انك شفقانة عليا
جميلة: وه..انا مش جصدي اجول اكده...انا اول ما شوفتك اعتبرتك متل أختي بالظبط...قمان مش هسيبك تمشي غير بعد ما أخبر ابوي يشوفلك حل...هو انتي ايه حكايتك وكيف تركتي بيتك وجيتي اهنه
ورد: دي حكاية طويلة..بس حقك تعرفي عشان تكوني مطمنة اني مش ممكن أأذيكم..أنا بنت طول عمري بحب الضحك والهزار والفرفشة...دايما بكون ........................................................لحد ما سمعت أنه ناوي يطلقني...وساعتها قررت اني لازم اسيب البيت وامشي حتى لو بحبه...بس يا ستي دي قصتي
جميلة بتأثر: لأ بس حرام تفترجو بعد ما عشجتيه..وواضح قمان ان هو عيحبك
ورد بحزن: يلا بقا مش هتفرق...اتعودت على الفقدان
جميلة: لع بجولك ايه..عندينا بسوهاج نحب الحرمة اللى تجف زي الراچل..مبنحبوش الاستسلام ده..معاكي صور ليه
ورد بابتسامة: تعالي افرجك
وفتحت الفون وجميلة شافتها وهي بتفتح الباس وورد بس مركزتش لأن مش معاها تليفون وفضلو يتفرجو عالصور وهما في الملاهي والمطعم والمول وصور تانية
جميلة: وه دا زين جوي يا بت كيف تركتي الچمال دا كلاته
ورد بغيرة: انتي هتعاكسي جوزي قدامي ولا ايه
جميلة: بصراحة لو أنا كنت ربطت يده بيدي وما اسيبه أبدا
بينما في القاهرة في فيلا الحمزاوي ينام أمير على ظهره ويتصفح الهاتف ويعرض الصور الخاصة به وعندما تأتي صورة لورد ينظر فيها بحزن شديد ويكبر الصورة مرة ويصغرها مرة ثم تنزل من عينه دمعة حزن على غيابها
أمير: اه يا ورد...يا ترى انتي فين دلوقتي...ليه مشيتي وسبتيني...انتى مش عارفة اني روحي متعلقة فيكي
أتى الصباح وقرر الجميع تأجيل عرس آرون وكارما
أما في بيت المنشاوي
استيقظت ورد وتوضأت وصلت ركعتي الضحى، فهي قد تعودت على صلاة الفجر في وقته وأيضا صلاة الضحى فهي بمثابة صدقة وأوصى بها النبي
١-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أواصني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر)
٢- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، وهي صلاة الأوابين) ومعنى أواب: كثير الرجوع إلى الله
فحمدت ربها على نعمة الصلاة والتقرب إلى الله، علمها أمير الكثير من أمور دينها وتعودت عليها وهذا ما نفعها وقت محنتها وتعتبر أحسن الذكريات اللتي بقيت لها منه.
جميلة: يلا يا ورد الوكل جاهز
ورد: لأ الحمد لله مليش نفس
جميلة: ااااه..وبعدهالك عاد...أبوى مستني تحت والكل جاعد مستنيكي يلا ورانا مشاغل
قامت ورد بإحراج: حاضر
على مائدة الطعام
جميلة: أعرفك يا ورد على أبوى الحاج رضوان
ورد: أهلا بحضرتك
الحاج رضوان: أهلا يا بتي
جميلة: ودا حامد أخوي
حامد بنظرات غير مريحة: الصعيد كلاتها نورت
ورد بحرج: شكرا
جميلة: وطبعا انتي عارفة أمي الست صفية
ورد: سعيدة بمعرفتي بيها
صفية: تشكري انتي زي چميلة بتي
ورد: أنا اسفة اني تقلت عليكم بس انا بستأذنكم همشي بعد ما نفطر
حامد: وه على فين..الدار منورة بيكي
جميلة: لع لما أبوي يشوفلك حل الأول..عتروحي على فين..؟
رضوان: اجعدي يا بتي مفيش خروج من اهنه غير وانتي ليكي مكان تروحي عليه
في القاهرة
ظل أمير يبحث عن ورد في كل مكان يعرفه ولا يعرفه وذهب إلى القسم وقدم بلاغ باختفائها وتولى الظابط معتز أمر عودتها والبحث عنها
في سوهاج
الحاج رضوان: چميلة يا بتي عايزك في أوضة الضيافة
جميلة: حاضر يا ابوي...وذهبت خلفه
رضوان وهو يعدل عبائته على كتفه: إيه حكايتها البت دي
جميلة: انا عحكيلك يا ابوي......................
رضوان بتفكير: لع يبجى احنا لازم نعرف الحكاية من جوزها الاول
جميلة: لع يا ابوي جايز يطلجها ويرميها وساعتها عتروح فين
رضوان: احنا مش عنجوله هي فين غير لما نعرف عيحبها ورايدها ولا لع...في الاول وفي الاخر هي خرجت من غير ما تخبره...ودا ما يصوحش أن حرمة تعمل أكده...انتي خابرة زين ان لو واحدة من بلدنا اللى كانت هجت من بيتها كنا جتلناها
جميلة: طب وعنوصل لچوزها كيف...؟
رضوان: حاولي تجيبي رقم چوزها من البتاع المحمول اللى كان في يدها ده
جميلة: انا مخبراش فيه يا ابوي
رضوان: اتصرفي يا بتي عشان نحل المشكلة دي...انا مش ناجص بلاوي يمكن وراها حاچة كبيرة ومخبية تودينا في داهية
جميلة: حاضر عحاول
في القاهرة
اتصل أمير على معتز: سلام عليكم
معتز: وعليكم السلام
أمير بتوتر: ها وصلت لحاجة
معتز: لسة والله بس بسبب الصورة اللى انت نزلتها عالنت ناس شافتها في أكتوبر بس بعد كده اختفت
أمير بحزن: بالله عليك تلاقيها بسرعة
معتز: احنا بنبذل كل جهدنا
في سوهاج
صعدت جميلة إلى غرفتها وجدت ورد تتوضأ لصلاة الظهر فأمسكت بهاتفها بسرعة وتوتر ولا تعلم كيف تشغله أو تفتحته ظلت تحاول وتحاول حتى تذكرت بعض الحروف الغائبة عن عقلها وقد رأت ورد وهي تكتبها، وفجأة فُتح الهاتف ابتسمت بشدة بحثت في جهات الاتصال عن اسم أمير ولم تجد، بحثت مرة أخرى فلاحظت اسم مسجل ب ( الواد اللى حيلتي) ضغطت عليه فوجدت صورته، أمسكت قلم وورقة بسرعة وكتبت الرقم وقبل أن تنهي وجدت ورد تخرج من الحمام
ورد باستغراب: جميلة؟ انتي دخلتي امتا محستش بيكي..؟
ابتسمت جميلة بتوتر وخبأت الورقة خلف ظهرها وأغلقت الهاتف: هههه كنت اي.. كنت بشوف المحمول ده بيتشغل كيف..انتي خابرة بقاا فضول مش اكتر
ورد: عادي ولا يهمك لو عايزاني افتحهولك...
جميلة: لا لا عروح اشوف أمي عشان كانت بتنادي فوتك بعافية
نزلت جميلة بسرعة ودخلت الغرفة التي بها والدها بخوف: خد يا ابوي كنت هتجفش
أمسك منها الورقة وقبل أن يتصل دخل حامد
حامد: متخبرش جوزها على مكانها يا ابوي
رضوان: ليه
حامد: انا رايدها وعتجوزها
رضوان بصدمة: انت اتجننت يا ولدي ايه اللى بتجوله ده..؟
حامد: بجول عجباني وعتجوزها
رضوان: عتتجوز واحدة متجوزة يا مجنون انت..؟ خبر ايه لعقلك عاد...؟
حامد: هو عيطلجها وانا اتجوزها انا جولتلكم...وتركهم وخرج
جميلة: سيبك منيه يا ابوي اتصل
اتصل رضوان على أمير وانتظر الرد
أمير بتفاؤل: سلام عليكم
رضوان: وعليكم السلام كيفك يا ولدي
أمير بخزي: الحمد لله مين معايا
رضوان: انت رايد مرتك يا ولدي
أمير بلهفة: ورد؟ انت تعرف مكانها..ابوس ايدك دلني عليها
نظر رضوان إلى ابنته بمعنى أرأيتي
رضوان: أمير يا ولدي عايزك تخبرني انت رايدها ولا لع
أمير: أيوة أكيد عايزها دي مراتي أرجوك قولي مكانها
رضوان: بس هي بتجول انك ناوي تطلجها وترميهاو..
أمير بمقاطعة: والله العظيم ابدا...هي فاهمة الموضوع غلط..هي عندك طيب..؟ خليها تكلمني..عايز اسمع صوتها أطمن عليها
رضوان: اهدى يا ولدي مرتك بخير اطمن...
أمير: طب هي فين؟ بالله عليك تقولي على مكانها انا منمتش من ساعة ما مشيت وبدور عليها في كل حتة مش لاقيها
رضوان بتنهيدة: هجولك...مرتك عندينا في سوهاج
أمير بصدمة: سوهاج؟
رضوان: العنوان بالظبط****
أمير: حاضر حاضر هكون عندك في أسرع وقت
أغلق معه أمير واتصل على معتز: ألو أيوة يا معتز أنا لقيت ورد
معتز: لقيتها فين
أمير: في سوهاج أنا رايحلها دلوقتي
معتز: يااااه وايه اللى وداها هناك كدا..عموما تمام ابقا طمني كل شوية
في الغرفة التي بها ورد
فتحت الهاتف أخيرا بعد مرور وقت طويل فوجدتها على صورة أمير تأملتها بحب ممزوج بالحزن ولكن تفاجئت أنها جهة الاتصال استغربت متى فتحتها ولكن تذكرت جميلة، فمن الممكن....يا إلهي! ليس بممكن بل أكيد
نزلت ورد تبحث عن جميلة فوجدت حامد أمامها
حامد: الجمر رايح على فين؟
ورد: لو سمحت سيبني في حالي...فين جميلة؟
حامد: انتي اللى جميلة
ورد: مسمحلكش
حامد: طب وتعرفي بقاا ان جميلة اللى بتدوري عليها دي چابت رقم چوزك لابوي عشان يخبر أمير ياچي ياخدك
ورد بصدمة: نعم؟
حامد: زى ما بجولك..
صعدت ورد بسرعة وأخذت شنطتها ونزلت قابلت في طريقها جميلة
جميلة: على فين يا ورد؟
ورد: أنا ماشية...وشكرا جدا لضيافتك..
رضوان: اجفي عندك يا حرمة (انت لو مش راجل كبير كانت ورد عرفتك ازاي تقول عليها حرمة😂)
ورد: أنا اسفة بس لازم أمشي..وخرجت ورد سريعا
جرت خلفها جميلة وقبل أن تلحق بها أتت سيارة ونزل منها رجل أمسك بورد ووضعها داخل السيارة وركب بسرعة وغادر المكان
جميلة: يا مرك يا چميلة...إلحجني يا أبوي ولدك عملها
رضوان: كيف
جميلة: عربية حامد إچت ونزل منها خدها وطار
رضوان: دايما المصايب بتچيلي من ورا راسه
اتصل على أمير: انت فين يا ولدي..؟
أمير: قدامي ساعتين بالظبط وهكون عندك
رضوان: توصل بالسلامة...وقفل السكة
جميلة: انت مخبرتوش ليه؟
رضوان: دا جوزها وعيعشجها ولو عرف هيطير عالطريچ مش ناجصين مصيبتين يا بتي
اتصل مرة أخرى ولكن هذه المرة على ابنه الآخر
رضوان: أيوة يا ولدي كيفك..؟
معتز: الحمد لله يا أبوي كيفك انت
رضوان: أخوك خطف بنية يا ولدي...عايز يوجعنا في مصيبة
معتز: مش عنخلص من مشاكله بجا..ماشي يا ابوي مسافة السكة واچي سلام
رضوان: سلام
يتبع الفصل الواحد والثلاثون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية جنة أميري" اضغط على اسم الرواية