رواية حب الصدفة الفصل الرابع والستون 64 - بقلم ملك عتمان
رواية حب الصدفة الفصل الرابع والستون
بداخل مركز الشرطة دخلت نوران وهى متشبثة بيد كريم وتنظر لأشكال المسجونين بخوف
كريم: يبنتى ارحمينى وسيبى إيدى المفروض أنا إللى أسند عليكى
نوران بخوف: أصل أنا خايفة الصراحة الناس هنا أشكالها غريبة أوى
كريم: مهو ده الطبيعى أمال عايزاهم لبسين بدل ولا ايه احنا فى قسم شرطة يعنى دول هتلاقى إللى فيهم متهم بقضية قتل وإللى بيتاجر فى المخدرات وإللى عليه ديون مش عارف يسددها كدا يعنى
نوران: لا لا كلامك خوفنى أكتر يلا نمشى بسرعة
كادت أن تتحرك لكنه أمسكها من ملابسها ونظر لها عصبية
كريم: والله لو مسكتى ومشيتى معايا لى جوه دلوقت يا هاخدك أوديكى ليهم وشوفى هيعملوا فيكى أى بقى
أردفت مسرعة: وليه تتعب نفسك وتودينى ليهم يا كريم باشاا انا همشى معاك اهوه وهسكت كمان
رفعت يدها على فمها حقا كانت تشبه الأطفال فى هذه اللحظة إبتسم رغما عنه على طفلتة التى تعذبه دائما ولكنه برغم ذلك يزداد كل يوم حبها فى قلبه
تحركوا نحو مكتب الظابط وكان العسكرى يقف بالخارج
كريم: لو سمحت ممكن أقابل رياض باشاا
العسكرى وهو ينظر لهم : استنوا هنا
وبعد دقائق خرج رياض من مكتبه ليرحب بهم
رياض: حمدلله على السلامة يا كيمو
كريم: الله يسلمك يا رياض باشاا
ونظر إلى نوران الواقفة وأردف قائلا: إزيك يا أنسة نوران
نوران بإبتسامة: تمام الحمدلله
رياض: تعالوا ندخل نتكلم جوه بدال وقفتنا وسط المساجين ديه
نوران بصوت يكاد ان يسمع: والله إنت راجل بتفهم ألا أشكالهم ترعب والله
سمعها كريم وضحك على كلامها
رياض: ايه يا كيمو بتضحك على ايه
كريم: هاا... لا مفيش
رياض: تمام يلا ندخل جوه
دخلوا المكتب وقعدوا جوه وإبتدى كريم بالكلام
كريم: احنا كنا جايين عشان ...
ولكن قاطعة رياض بقوله: أنا عارف إنتوا جايبن ليه عشان يوسف
وأردف قائلا: الصراحة كدا عشان مش عايز اكدب عليكوا النسبة إن هو يطلع من هنا قليلة جدا ومش بعيد القاضى يديلوا إعدام كمان عارف إن الكلام صعب عليكوا وعارف كمان إنه برئ ولو مكنش قتل ممدوح كان هو قتله بس زى مقولتلكوا قبل كدا أنا مش بإيدى حاجة أعملها
كريم بعصبية: أنا مستحيل أسيب صحبى يحصل فيه كدا أنا هقوم أكبر المحامين إللى فى البلد وإنت كمان لازم تقف جنبنا
رياض: كان نفسى والله يا كريم بس القضية اتحولت للنيابة دلوقت
وأردف قائلا: هو هيتعرض على النيابة كمان ساعة بالظبط عالفكرة
كريم: طب احنا عايزين نشوفه ويكون المحامى جه برضوا عشان يبقى معاه
رياض: حاضر
وأردف بصوت عالى: يا أمين
دلف أمين للداخل وأردف قائلا: نعم يا رياض ياشاا
رياض: هاتلى يوسف الدمنهورى من الحبس جايله زيارة
أمين: حاضر يا باشاا
خرج أمين من مكتب رياض واتجه نحو الزنزالة التى بها يوسف
فتح باب الزنزانة وهب المساجين واقفين على أمل أن ينادى على أساميهم
أمين: اقعدوا انا جاى عشان يوسف
وأردف بصوت عالى: يوسف الدمنهورى
هب يوسف واقفا وأردف قائلا: نعم
أمين: جايلك زيارة
خرج معه وكانوا فى طريقم لمكتب رياض
أمين: هيص يا سيدى حبايبك شكلهم كتير كل شوية حد يجيلك
يوسف بتريقة: على أساس إنهم جاينلى فى الصباحية دول جاينلى السجن
أمين: إحمد ربك غيرك هنا فى السجن بيفضلوا بالشهور ومش بيجيلهم ولا زيارة
يوسف بإستغراب: أمال اهلهم بيروحوا فين
أمين: دول أكترهم بيبقوا شباب زى الورد زى ما إنت شوفت بيبقوا من غير أهل فا بيكونوا محتاجين فلوس عشان يقدروا يعيشوا يجى بقى تجار المخدرات والسلاح والناس ديه يستغلوهم ويقولولهم إنهم هيشغلوهم معاهم وبيكونوا عاملين حسابهم ان اى عملية هيطلعهوها الشباب دى هى إللى هتبقى فى الوش عشان لو العملية اتكشفت يتقبض على الشباب دى وهما يبقوا فى السليم
يوسف: وليه مش بتمسكوا الناس ديه ولا إنتوا شاطرين بس تحبسوا الناس المظاليم
أمين: صدقنى يبنى أنا بقالى ١٥ سنة شغال هنا عدا عليا ظباط كتير وكلهم بيقبلوا بالرشوة علشان يفضلوا ساكتين على إللى بيحصل فى البلد لغاية ما جه سمير باشاا كان من أكفأ الظباط حاول كتير انه يمسك الناس ديه لحد ما فى يوم قدر يمسك واحد منهم فى عملية تهريب سلاح بس معداش عليه اليوم إللى بعديه وكانوا قتلوه مسك بعديه رياض باشاا بشوف سمير باشاا الله يرحموا فى رياض باشاا زيه مش بيحب الظلم وبيحاول ينضف البلد من الناس ديه بس للأسف مش قادرين نمسك عليهم أى حاجة
كان يستمع له يوسف بحزن وهنا تأكد من جملة "ياما فى الحجز مظاليم"
أمين : بقالنا كتير بنتكلم ادخل يلا عشان تلحق تقعد مع إللى جاينلك عشان بعد ساعة هتتعرض على النيابة
يوسف بحزن: حاضر
دلف يوسف إلى الداخل وعندما رأى كريم أسرع ناحيته وحضنه بشده وهو يبكى
كادت عينيه أن تدمع ولكنه أمسك نفسه وأردف قائلا: إنت بتعيط يلا ولا ايه مفيش رجالة بتعيط إنت فاهم
يوسف: تعبت يا كريم تعبت
قاطع رياض كلامهم وأردف قائلا: طب أنا هطلع وأسيبكم تتكلموا براحتكم وأول ما المحامى يجى هدخلوا ليكم
خرج رياض وهم كريم بالتحدث موجها كلامه ليوسف وأردف قائلا: عامل ايه طمنى عليك
يوسف: سيبك منى طمنى عليك انت بقيت كويس بعد العملية
كريم بعصبية: يوسف متوهش الموضوع و...
كاد أن يكمل كلامه ليقاطعه يوسف قائلا: كريم أنا خلاص مبقتش فارقة معايا إنى أطلع براءة أو أخد إعدام مش هتفرق
كريم بصدمة: مبقتش فارقة معاك ازاى يعنى وأنا صاحبك هتسيبه لوحدك وكل حبايبك إللى مستنينك تطلع هتسيب كل دول
يوسف وبدأت الدموع تنهمر من عينيه: أنا محدش عايزنى ومحدش بيحبنى ومحدش مستنينى أطلع
كريم بزعيق: فوووق يا يوسف حتى لو محدش مستنيك أنا مستنيك تطلع وهحاول بأقصى حاجة عندى انك تطلع من القضية انت أخويا يا أهبل
يوسف: أنا مش عايز كل ده أنا بس عايز ريم مش عايز حاجة تانية
نظر إلى نوران وهو يبكى مثل الأطفال وأردف قائلا: شوفتى صحبتك عملت فيا ايه يا نوران باعتنى وجاية بكل سهولة تقولى طلقنى وهتتجوز حد غيرى
وأردف بزعيق وسط دموعه التى أغرقت وجنتيه: جاية بعد كل ده وتقولى إنها هتتجوز حد غيرى طب نسيت حبى ليها نسيت إنى عملت كل ده عشان عشانها وعشان بحبها بحبها من واحنا لسه داخلين ثانوى حتى بعد ما سابت المدرسة حبها جوه قلبى كل يوم كان بيزيد عمره مقل لما شوفتها فى الجامعة حسيت ان روحى رجعتلى تانى هى مكنتش تعرفنى كانت هتحبنى ازاى مكنش قدامى غير الطريقة ديه عشان تحبنى وبعد كل ده عايزة تسبنى طب نسيت إنى فى السجن وممكن أخد إعدام بسببها كل ده عشان كنت رايح أنقذها وأحميها بس هى معملتش حساب لكل ده وبكل سهولة جاية تقولى طلقنى
جلس على الكرسى الذى بجانبه وأراح رأسه بين يديه الإتنين وأردف بهدوء: أنا خلاص مبقاش عندى طاقة لأى حاجة أنا تعبت
أحس بشخص يحتضنه
يوسف بفرحة: ريم
لكن فرحته لم تكمل عندما رأى والدته أمامه
نفض يدها من عليه وأردف بزعيق: إنتى مبتفهميش مش قولتلك سبينى فى حالى جاية تشمتى فيا صح ياريت تطلعى بره
ونظر إلى كريم بغضب: وإنت ازاى تسبها تدخل مع انك عارف بكل بلاويها وكل إللى عملته فيا
كريم: لازم تحل مشاكلك مع مامتك يا يوسف صدقنى هى الوحيدة إللى فى الوقت ده إللى هتلاقيها خايفة عليك
يوسف بسخرية: لو كانت بتخاف عليا مكنتش سابتنى وانا طفل وقت مكنت محتاجلها سابتنى ومشيت
اقتربت منه وأمسكت وجه بكفيها وهى تمثل البكاء: صدقنى يبنى أنا كنت مجبرة على كدا
نفض يديها من على وجهه وأردف قائلا: كفاية كدب بقى أنا زهقتلك يشيخة هو إنتى مش بتزهقى ولا ايه
ناهلة: أنا مش بكدب يا يوسف هما أجبرونى أعمل كدا يإما كانوا هيقتلوا أبوك
يوسف : هما مين دول إللى كانوا بيهددوكى
سكتت لدقائق فأردف هو قائلا: إيه متكلمى ولا اتخرستى لما سألتك إنتى فعلا عمرك ما هتتغيرى
ناهلة: إللى أجبرنى أعمل كدا نور الصديق
يوسف بإستغراب: نور الصديق مين
ناهلة وهى تمثل البكاء: إنت متعرفهوش ده كان أكبر منافش لأبوك فى شغله لما كنت بتشوفنى بكلم ناس من ورا أبوك كان هو إللى بيجبرنى أعمل كدا لانه كان نفسه أبوك يطلقنى لإنه كان عارف إنى نقطة ضعف أبوك وانه من غيرى ممكن حياته تدمر رغم إن إنت كنت بتقوله كل إللى انا بعمله بس عشان كان بيحبنى مكنش بيصدق اى حاجة وحشة عليا لحد ما جه فى يوم لما إنت وأبوك شوفتونى معاه فى أوضة النوم أول مطلعتوا بره الفيلا لقيته جه ودخل الأوضة عليا وبيقرب منى بطريقة مش كويسة وساعتها كان الحظ ان أبوك يرجع البيت عشان نسى ورق وشافنى معاه وافتكر إنى بخونه كان نفسى أقوله أوى إنى مظلومة وإنى مستحيل أخونه وأحط راسه فى الأرض بس هو كان محذرنى إنى لو قولتله هيموته عشان كدا خوفت أقول لأبوك على أى حاجة
يوسف: أكيد دى قصة من إللى بتألفيهم عليا عشان توصلى لهدفك صح
اقتربت منه وأخذته فى حضنها وأردفت قائلة: أيوة صح أنا عندى هدف أوصله إنى أفضل معاك الأيام إللى بقيالى من حياتى وأعوضك عن أى حاجة وحشة حصلتلك بسببى صدقنى يا يوسف انا مش بكدب عليك أنا مش بقول غير الحقيقة
لم يقدر على إبعاد نفسه عن أحضانها تشبث بها وهو يبكى كأنه طفل صغير لقى ملجأه
يوسف: عارفة الحضن ده كان نفسى فيه من زمان أوى فى كل مشكلة كنت بتحط فيها كنت بحتاجه بس مش بلاقيه
ناهلة: من هنا ورايح أنا مش هسيبك تانى خلاص وهفضل معاك لحد أما أموت بس أهم حاجة تكون سامحتنى
خرج من أحضانها ونظر لها وأردف قائلا: مسامحك ، بس إللى عمل فينا كدا ودمر عيلتنا وبعدنا عن بعض أنا مش هسيبه غير لما أشوفه ميت قدامى
صدمت ناهلة مما قاله وأردفت بتوتر: ما هو مات خلاص مات من حوالى سنة كدا ، المفروض بقى ننسى كل ده ونبتدى حياتنا من جديد مش كدا
كريم: طنط معاها حق لازم ننسى إللى فات ونبتدى من جديد
اقترب يوسف منها وأخذها لحضنه: وحشتينى أوى
ناهلة: وإنت كمان يا حبيبى
كريم: معلش هقاطع اللحظة الجميلة ديه بس أظن كدا بقى عندك سبب تطلع من السجن عشانه صح
وأردف قائلا: وعندى خبر سعيد ليك كمان
يوسف: خبر ايه ده
كريم: أنا شاكك بنسبة كبيرة أوى ان ريم كل إللى عملاه ده تمثيلية عشان تاخد حقها منك من إللى عملته فيها
يوسف بفرحة: إنت متأكد من الكلام
كريم: متأكد بنسبة كبيرة بس مش متأكدة برضوا ان كلامى يطلع صح ، كدا بقى يعتبر عندك سببين عشان تطلع عشانهم
يوسف: عارف إللى بتقوله ده يا كريم لو طلع صح أنا هقلب اللعبة عليها وأوريها
كريم: سيبك بس من كل ده دلوقت خلينا فى قضيتك انا كلمت المحامى وفهمته كل حاجة تخص القضية وهو زمانه جاى دلوقت عشان يدخل معاك وإنت بتتعرض على النيابة
اقترب منه يوسف واختضنه: بجد إنت أجدع صاحب قابلته فى حياتى
كريم: بس يا أهبل إحنا إخوات
قاطع كلامهم دخول رياض
رياض: المحامى جه ويلا عشان هتتعرض على النيابة دلوقت
خرجوا كلهم برا مكتب رياض
كريم: بقولك ايه يا متر حاول تعمل اى حاجة بس يخرج من القضية وانا هديك إللى هتطلبه
عادل: متقلقش يا كريم هحاول بأقصى جهدى إنه يطلع منها
ذهب كلا من يوسف ورياض وعادل لمكتب وكيل النيابة
كان جه دور يوسف فدخلوا جوه
رياض: شريف باشا يوسف تبعى حاول تكون لطيف معاه شوية ماشى
شريف بإبتسامة: حاضر يا رياض باشاا
رياض: تمام هطلع أنا بقى أستناكوا بره لحد متخلصوا
خرج رياض وجلس يوسف وعادل "المحامى" أمام شريف
شريف: سمعت انك متهم بقضية قتل
يوسف: كان دفاع عن النفس والله أما أنا عمرى مقتل حد قصد والله
شريف : طب هسألك شوية أسئلة
وأردف قائلا: إنت تعرف الراجل إللى قتلته ده
يوسف: لا معرفهوش
شريف: أمال قتلته إزاى
يوسف: قتلته دفاع عن النفس كان هيقتلنى ومكنش قدامى حل تانى غير إنى أعمل كدا
شريف: مهو لو كل واحد قتل التانى عشان يدافع عن نفسه البلد كلها هتقتل بعضها
عادل: شريف باشاا موكلى أضطر يعمل كدا لانه لو مكنش قتله كان زمانه ميت دلوقتى وأكيد يعنى إنت لو مكانه و شايف انك خلاص هتموت أكيد هتحاول تدافع عن نفسك مش كدا ولا ايه
شريف: طب إنت ايه اصلا إللى خليك تروح هناك
يوسف: الراجل ده كان خاطف مراتى بسبب طار قديم بينوا وبين أبوها وحياتها كانت فى خطر وكان لازم أروح أنقذها ورياض باشاا جه معانا وكنا متفقين على خطة ونجحت بس مكنتش أعرف إن فى الأخر هتحط فى موقف زى ده وأضطر إنى أقتل حد عشان أنقذ حياتى
عادل: من الأخر كدا القصة كلها دفاع عن نفس يا شريف باشاا
شريف: أنا عارف إنها دفاع عن النفس بس زى مقولتلكوا لو كل واحد قتل التانى عشان يدافع عن نفسه البلد كلها هتقتل
وأردف قائلا : اكتب يبنى يحبس المتهم ثلاث أيام أخرى على ذمة التحقيق
خرج يوسف وعادل بره أول مشافوهم جريوا عليهم
كريم: ها يا متر عملتوا ايه
عادل: أخد تلت أيام كمان
يوسف: شكلى كدا مش هطلع منها
كريم: كفاية احباط بقى متخافش انا فى ضهرك ومعاك مش هسيبك غير لما تطلع
يوسف: متعيطيش يا أمى ونبى
ناهلة: مش عارفة أبطل عياط يبنى يوم متسامحنى تكون فى السجن
يوسف: كريم خود ماما ونوران وامشى
كريم: حاضر هبقى أجيلك بكره ، يلا يا طنط يلا يا نوران
مشيوا لحد مطلعوا بره القسم
نوران: عالفكرة يا طنط مكنش ينفع تقولى يوم متسامحنى تكون فى السجن انتى كدا أكنك بتزودى الحمل عليه المفروض نواسيه فى الفترة ديه مش نقوله كلام يضايقه
كريم: خلاص يا نوران
وقفوا تاكسى وركبوا
كريم: هنوصوا طنط وبعدين هوصلك انتى هتروحى بيتكوا صح
نوران : أيوة بابا وحشنى أوى
كريم: تمام
وأردف قائلا: اطلع بينا يسطاا على ..............
فى المستشفى
كان يجلس على السرير وحوله ألين ونهى
نهى: ألف سلامة عليك
أدم: الله يسلمك يا نهى
ألين: إنت كويس دلوقت
أدم بإبتسامة: متخافيش بقيت كويس كنتى خايفة عليا ولا ايه
ألين: اه قصدى لا قصدى أيوة اكيد أمال مين إللى هيحمينى انا وإبنى لو موت كنت خايفة عشان كدا مش أكتر
كانت تتكلم وخدودها مصبوغة بالحمرة ارتسمت ابتسامة على ثغره وهو يرى وجهها محمر من خجلها
أدم لنفسه: مش مهم تكونى خايفة عليا أهم حاجة إنك متأكدة إنى مصدر حمايتك ووخدانى حمى ليكى
نهى: مقولتلناش يا أدم مين إللى عمل فيك كدا
أدم: إللى ضرب الطلقة مكنش عاوزها تيجى فيها
نهى بإستغراب: أمال فى مين
نظر إلى ألين وأردف قائلا: إللى ضرب الطلقة كان عايزها تيجى فى ألين
ألين بصدمة: اناا
أدم: أيوة إنتى بس الحمدلله عرفت ألحقك قبل متيجى فيكى
ألين بدموع: وإنت بتخاطر بحياتك عشانى ليه كان ممكن تموت فيها
أدم: لإنك لسه قايلة بنفسك انك بتعتبرينى حاميكى إزاى بقى حاميكى ميحمكيش
نظرت فى عيونه مباشرة بس الغريب إنها مكانتش فاهمة حاجة منها
ليقاطع تواصلهم البصرى صوت نهى
نهى: طب وإنت عرفت منين إن فى حد هيقتل ألين فى الوقت ده
أدم: أنا كنت بجيب العربية عشان نمشوا لقيت تليفون ألين بيرن طلعته من جيبى وبشوف مين لقتها واحدة اسمها مريم الصراحة مكنتش هرد بس لقيتها متصلة كتير جدا فرديت وأول معرفت إن أنا إللى رديت مش ألين قالتلى ان فى حد هيقتل ألين دلوقت الصراحة إفتكرت إنها بتهزر بس أخدت بالى ان فى حد واقف فى العمارة إللى جنب المستشفى وماسك مسدس ومصوبه ناحية ألين ساعتها عرفت ان كلامها صح جريت بسرعة عليكى عشان ألحقك وكنت بنادى عليكم عشان تدخلوا جوه المستشفى بس إنتوا مسمعتوش
نهى: معقول ومريم ايه إللى عرفها ان فى حد هيقتل ألين
أدم: مين مريم ديه
ألين: دى مرات عمر أخويا
أدم: هو أخوكى ده مش هيبطل يعمل مصايب بقى ولا ايه أراهنك إن هو إللى عمل كدا فيكى
ألين: أدم إنت بتقول ايه ده مهما كان أخويا برضوا ومستحيل يعمل حاجة زى كدا
أدم: أنا الصراحة مش عارف إنتى غبية ولا بتستعبطى ده ضربك وقالك فى وشك إنو هينزل البيبى وفى الأخر تقولى مستحيل يعمل كدا لا انا بقى بقولك إنو يعمل كدا وأكتر من كدا كمان
ألين بدموع: أدم لو سمحت اسكت كفاية ده مهما كان أخويا ومسمحش لأى حد يقول عليه كدا
أدم: على راحتك يا ألين بس هتعرفى ان كلامى أنا إللى فى الأخر إللى صح
ألين: نهى اتصلى على مريم بسرعة اعرفى منها ايه حكاية القتل ديه
نهى: حاضر
أمسكت بهاتفها واتصلت على مريم
كانت جالسة أمام غرفة العمليات إللى بقاله فيها حوالى تلت ساعات ودموعها على وجنتيها وتحمل ابنتها على كفيها
ليقطع هذا الصمت صوت رنين هاتفها أمسكت به لتنظر لإسم المتصل لتكون نهى فتحت المكالمة بسرعة وأردفت قائلة: إيه يا نهى ألين كويسة محصلهاش حاجة صح
نهى: أيوة هى كويسة متخافيش بس كنا عايزين نعرف إنتى عرفتى منين إن ألين هتتعرض للقتل دلوقت
مريم: الصراحة عمر هو إللى قالى
نهى بصدمة: عمر يعنى هو إللى كان ناوى يقتلها
نزل هذا الكلام كالصاعقة على أذن ألين
مريم ببكاء: أيوة هو بس هو محتاجكوا جنبوا دلوقت يا نهى عمر فى المستشفى عنده نزيف فى المخ حالته خطيرة وهو فى العمليات دلوقت
نهى بصدمة : انتى بتقولى ايه قولى اسم المستشفى بسرعة
مريم: مستشفى ......................
نهى: تمام احنا جايين حالا
ألين: فى ايه يا نهى ومستشقى ايه إللى بتتكلموا عنها
نهى: عمر فى العمليات دلوقت عنده نزيف فى المخ
ألين بصدمة: انتى بتقولى ايه يلا نروحله بسرعة
أدم: هتروحيله برضوا بعد ما عرفتى إنو إللى كان مأجر حد يقتلك
ألين: أدم ده أخويا ومحتاجنى ومستحيل أسيبه فى وقت زى ده
وأردفت قائلة: ياريت تقولى هتوصلنا ولا لا عشان لو مش هتوصلنا ناخد تاكسى
أدم: هوصلكوا يختى بقى عايزة تركبى تاكسى وانا معاكى انجروا قدامى يلا
ألين: حاضر بس بالراحة على نفسك طيب
نزلوا تحت وركبوا العربية ومشيوا
فى جامعة الأسكندرية كلية الهندسة
نيرة ببكاء: ضربنى بالقلم كل ده عشان اتأخرت شوية ده حتى مفكرش يسألنى عن سبب تأخرى
بتول: معلش يا نيرة انتى برضوا مدام مش بتكلميه المفروض كنتى اتصلتى بمامتك وقولتيلها انك هتتأخرى شوية ساعتها مكنش حصل كل ده
نيرة: انتى معاه ولا معايا هو ملوش الحق إنو يضربني هو ولا أخويا ولا قريبى ولا أى حاجة خالص
وأردفت قائلة: ماما قالتلى انه قالها إنى أروحله الشركة بعد الكلية عشان أبتدى تدريب
بتول: يبنت المحظوظة طب قوليله عليا ونبى أتدرب أنا كمان
نيرة: لا مهو انا مش رايحة فى حتة هو بعد ما ضربنى عايزنى أروحله ولا كأن حاجة حصلت ولا ايه
بتول: كبرى عقلك يا نيرة فرصة زى دى انك تدربى فى شركة لو ضيعتيها من إيدك مش هتلاقيها تانى صدقينى
نيرة: مش رايحة يعنى مش رايحة أنا كرامتى أهم من اى حاجة
بتول: ماشى أنا غلطانة ضيعتى علينا فرصة شغل منك لله
نيرة بعصبية: غوررررى من وشى يبت ولا أقولك أنا ماشية أحسن
كادت أن تتحرك من مكانها ولكن سمعت صوت يناديها
نيرة: ده عمار يلهوى مش إللى معاه ده أدهم
وجهت كلامها للواقفة بجانبها وأردفت قائلة : بتول انا همشى ولما يسألوا روحت فين قوليلهم إنى تعبت شوية فقومت عشان اروح
لم تنهى جملتها وكانت وصلت لبوابة الجامعة
وصلوا عند بتول
عمار: هى نيرو مشيت ليه يا بتول
بتول: الصراحة كدا شكلها زعلانة من أدهم من إمبارح
أدهم : طب أنا هروح وراها أشوفها
بتول: معاك ربنا اصل دماغها ناشفة وهتزهقك
عمار بضحك: دى لو سمعتك هتنفخك
بتول بضحك: عندك حق
عمار: تاكلى أيس كريم
بتول: بنضرب أى حاجة يا معلم روح هات يلا
عمار وهو يضحك على طريقة كلامها: أنا مش عارف هما حاسبينك من البنات ازاى بس
بتول بعصبية: قصدك ايه يعنى
عمار بخوف منها : انتى هتقلبى ولا ايه قصدى انك احلى من البنات كلهم فى المفروض يعملوا حاجة تميزك عنهم
وأردف قائلا: شوفتى بقى انك ظلمانى
بتول: مدام كدا احنا أسفين يا باشاا يلا بقى روح هات الأيس كريم ولا رجعت فى كلامك
عمار: رجعت فى كلامى ايه ثوانى وأحلى أيس كريم هيبقى عندك
كانت واقفة أمام الجامعة منتظرة مرور أى تاكسى أمامها لتوقفه
لكنها أحست بيد توضع على كتفيها لتستدير للوراء لتراه أمامها
نيرة لنفسها: ينهر إسود ايه إللى جابه ورايا ده
أدهم: نيرة متزعليش منى عشان زعقتلك امبارح بس كنت متعصب شوية ومقدرتش أمسك نفسى
نيرة: إطمن انا مش زعلانة ياريت تروح وتسيبنى امشى بقى
أدهم: بس صحبتك قالتلى انك زعلانة منى
نيرة بصوت يكاد أن يسمع: البت بتول دى مشافتش ساعة تربية أيوة والله
وأردفت قائلة: سيبك من كلام بتول انا مش زعلانة صدقنى سلام بقى عشان متأخرش
كادت أن تتحرك ولكن أوقفها صوته وهو يقول: كنتى عايزة تعرفى مين عمل فيا كدا وليه وأنا هقولك يا ستى
ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغرها
وأردفت قائلة: بجد
أدهم بإبتسامة: أيوة بس اكيد مش هنا تعالى هنروحوا نقعدوا فى كافية وهحكيلك على كل حاجة
نيرة: تمام يلا بينا
كانوا لسه هيتحركوا من مكامهم سمعت صوت يناديها من ورائها
زياد: نيرررررررررررة
نعم إنها تعرف هذا الصوت وتعرف من صاحبه ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تتمتم بينها وبين نفسها: هو بيطلعلى منين ده شكله يوم أسود من أوله كدا
* يتـبـــــــــــــــــــــــع الفصل الخامس والستون اضغــــــــط هنا
* الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية " رواية حب الصدفة " اضغط على اسم الرواية