رواية حب وتضحية الفصل الحادي عشر بقلم داليا السيد
رواية حب وتضحية الفصل الحادي عشر
خيانة
بالمساء ارتدت الفستان الذي اشترته ورفعت شعرها كعادتها ووضعت عقده اللولي على صدرها العاري عندما رأته يدخل لغرفتها ويقول
“مساء الخير"
التفتت إليه وقالت "مساء الخير تأخرت"
طبع قبلة على شفتيها وقال وهو يخلع جاكيت بدلته ويلقيه جانبا "نعم السيارة سقطت بالوحل نتيجة الأمطار الشديدة وانتظرت سيارة أخرى لتعيدني"
ضاقت عيونها وهي تتبعه يخلع قميصه ويتجه إلى الحمام فقالت "سيارة أخرى؟ ووحل؟ أين كنت يا وليد؟"
دخل الحمام اغتسل ثم خرج بالمنشفة حول شعره ووجهه وقال "بمزرعة خارج الولاية"
نهضت وهي تتذكر كلمات أمجد ولكنها ما زالت تتذكر كلمات وليد عن الثقة فقالت بحرص "وما الذي يدفعك للذهاب إلى هناك بمثل ذلك الجو؟"
ارتدى الملابس التي كانت تعدها له وقال "مشروع جديد أحاول دراسته قبل أن أتخذ به أي قرار"
لم ترد وابتعدت عنه ولكنه انتبه إليها فقال "تبدين متعبة، أعلم أني أترك لكِ أمور الفندق"
قالت وهي تلمس شعرها بتوتر "لست متعبة الأمور تسير على ما يرام لا تقلق فقط ينتظرنا تحديد موعد الافتتاح"
ارتدى جاكتته وقال "سأفعل بعد مراجعة الأمور معكِ ومع موريس بالصباح"
لم ترد عندما أحاطها من الخلف وقال "افتقدتك اليوم حبيبتي"
حاولت أن تبدو طبيعية وهي تبتسم وتقول "ولكنك انشغلت عني"
أعادها أمامه دون أن يتركها وقال "لا يمكن أن يشغلني عنكِ أي شيء حبيبتي ولكنك تعلمين العمل، أعدك أن أعوضك"
خطف قبلة وتركها وهو يخرج علبة صغيرة من جيبه وفتحها وهو يخرج خاتم ماسي تلألأ ضوئه أمامها وقد حدقت به وهو يلبسها إياه ثم يقبل يدها ويقول
“ لم يكن جميلاً هكذا وهو خارج يدك حبيبتي، أنتِ تجعلين كل شيء وأي شيء جميلاً مثلما فعلتِ بحياتي"
ابتسمت بصدق وقالت "كفى وليد، لا داعِ لكل ذلك، أنا لا أريد هذه الأشياء أخبرتك من قبل أني أبسط من ذلك بكثير"
قبل يدها مرة أخرى وقال "أعلم، ولكن أنا لي رأي آخر ولن يتأثر بكلامك هذا، ثم هذا الخاتم له سبب، اليوم مر على زواجنا شهر كامل حبيبتي فكان يجب أن أشكرك على أجمل شهر بحياتي لأنكِ معي"
تراجعت وهي تندهش كيف لم تفكر هكذا قالت بدهشة "أنا! كيف ذلك أنا لم أشعر بمضي الأيام"
عاد وقبلها بحنان وقال "لأن السعادة تمر سريعاً حبيبتي وأنتِ تجعلين كل أيامي سعيدة"
ابتسمت وقالت "كما هو وجودك بحياتي حبيبي يمنحني الدفء والحنان، شكرا وليد على وجودك معي"
ابتسم وقبل وجنتيها برقة وقال "أظن أننا لابد أن نذهب كي لا نتأخر أكثر من ذلك"
كان العشاء ممل ولم تكن تركز بأي حديث لزوجة العمدة لدرجة أنه ناداها أكثر من مرة لتنتبه إلى حديث المرأة فتعتذر وتعود إلى الحديث وبالنهاية مالت عليه وقالت بتعب واضح
"وليد أريد أن أذهب أنا أشعر بصداع فظيع"
انتبه إليها وقال "بالطبع حبيبتي"
وبالفعل استأذن من الرجل وزوجته وقادها إلى الخارج حيث سيارتهم وما أن انطلق حتى قال
"هل نذهب المشفى؟ تبدين متعبة"
نظرت إليه وقالت "لا، ولكن هبة اتصلت وأخبرتني أن ماما كانت مريضة وأحضرت لها الطبيب بالبيت مما أثار قلقي عليها"
نظر إليها وقال "هل تريدين العودة؟"
نظرت إليه وقالت "لا الطبيب طمأن هبة فقط طلب منها بعض الفحوصات وستجريها لها بأقرب وقت، ولكن هذا لا يمنع اشتياقي لها لنا هنا وقت طويل كما تعلم، أنا لم أعتد أن أبتعد عنهم كل هذه المدة فقط أشتاق إليهم"
نظر إليها ولم يرد، ما أن عادا حتى رن هاتفه فلم تنتظر لتسمع وإنما غيرت ملابسها واندست بالفراش ونامت.
لم تجده بالصباح ولاحظت أنها تأخرت بالنوم نهضت بنفس الصداع فبحثت عن أي مسكن وغيرت ملابسها ونزلت لتجد السائق بانتظارها وصلت إلى مقر العمل فوجدته هناك، نظر إليها وهي تتقدم تجاهه وقال وهو يحيطها بذراعه
“أهلا حبيبتي، كيف حالك اليوم؟"
ابتسمت وقالت "بخير لماذا لم توقظني؟"
قال بحنان" بدا وجهك شاحباً فتركتك لترتاحي قليلاً"
لم ترد وموريس مدير الفندق يتقدم منهما ليتناقشا بأمور الافتتاح فاندمجت بالعمل رغم الصداع.
بالظهيرة اقترب منها وقال "يمكنكِ العودة مظهرك لا يشعرني بالراحة سأنتهي أنا مما تبقى وأتبعك"
لم تحاول أن تعترض فقد كانت متعبة حقاً فهزت رأسها وذهبت وما أن عادت إلى الفندق حتى رأت أمجد يتقدم منها مرة أخرى وهو يقول
"لم تتصلي؟ كنت أعلم أنكِ لن تفعلي لذا أتيت بنفسي لآخذك إليهم"
نظرت إليه بضيق وقالت "لا أريد أن أذهب لأي مكان، أخبرتك أن تبتعد عني ألا تفهم؟"
لم يبتعد وقال "إذن شاهدي هذا الفيديو"
تراجعت وهو يضع هاتفه أمامها ويقوم بتشغيل فيديو، تراجعت عندما رأت وليد مع سارة بمكان لا تعرفه وسارة تتحدث إليه ثم فجأة تقترب منه وتتعلق بعنقه وتلقي رأسها على صدره دون أن يبعدها وسمعت كلمات سارة
“تعلم أني ما زلت أحبك"
وأخيرا أبعدها وابتعد وقال "سارة لن نتحدث بالماضي كم مرة يجب أن أذكرك"
اقتربت منه ووضعت يدها على صدره ونظرت بعينيه وقالت "لم أنسى وليد ولكني أيضا لم أنس أيامنا سويا ولا لمساتك وأحضانك أنا بحاجة إليها وليد أنا ما زلت أحبك وأعشقك"
ثم احتضنته بقوة وهو لم يبعدها، أوقف أمجد الفيديو وقال "لا يجب مشاهدة ما بعد ذلك لأنه يخدش الحياء، والآن هل آمن عقلك هذا بأن زوجك خائن؟"
كانت تحاول أن توقف دموعها ولكن ذلك الألم الذي نبض داخل قلبها زاد من دموعها ولم تجد كلمات تجيب بها بينما قال أمجد بدون رحمة بها أو بقلبها
“ هل ظننتِ أنه مخلص لكِ؟ بالطبع لا كل ما في الأمر أنه أرادك كأي امرأة أرادها فتزوجك كي ينال مراده منكِ، أما سارة فهي القلب"
كانت كلماته سم يسري داخل شرايين قلبها فيزيد من تدفق الدماء منه إلى جسدها وللحظة شعرت بدوار يصيبها فأمسكت رأسها وأغمضت عيونها بينما قال أمجد
"أمل أنتِ بخير؟ لا يمكن أن تجعليه يفعل ذلك بكِ لابد أن تتركيه فهو لا يستحق قلبك، بل أنا من يحبك هاتي يدك، هيا أمل تعالي معي وأنا سأمنحك ما لم يمنحه هو لكِ"
عندما لمس ذراعها أفاقت ودفعت يده بعيدا وقالت "اتركني وابتعد عني، لا أريد أن أراك، لويس، لويس"
أسرع رجل الأمن إليها بينما تراجع أمجد أمامها وهي تقول بحزم "اصطحب مستر أمجد إلى الخارج من فضلك"
حدق بها أمجد قبل أن ينصرف مع رجل الأمن واستعادت هي نفسها. ظلت واقفة بمكانها لا تعرف ماذا تفعل وكأن جسدها يأبى أن يطيعها ولكنها بالنهاية تمكنت من نفسها وتحركت إلى خارج الفندق لم يمكنها أن تصعد إلى الأعلى، وسارت بدون هدى ولكن فجأة توقفت سيارة سوداء بجوارها ليخرج منها رجلا لا تعرفه هجم عليها بسرعه وكمم فمها وشل حركتها ثم جذبها إلى داخل السيارة بقوة وهي تحاول أن تقاوم ولكن رائحة غريبة تسللت إلى أنفها جعلت الدوار يعود إليها ولكن هذه المرة حل الظلام مكان النور ولم تشعر بأي شيء.
عندما فتحت عيونها وجدت نفسها مقيدة بقوة من ذراعيها وقدمها وملقاة بدون اهتمام على فراش كبير بغرفة لم تراها من قبل حاولت أن تتحرك ولكنها لم تستطع، تملكها الخوف عندما تذكرت ما حدث والفيديو وأمجد ولكنها الآن لا تعرف أين هي ومن الذي خطفها ولماذا؟
فتح الباب فجأة ورأت أمجد يدخل وهو يبتسم ويقول "أهلا بالصغيرة، بصراحة لقد سهلتِ الأمر علينا بخروجك من الفندق فقد كان خطفك من الداخل صعب"
تحرك تجاهها فحاولت أن تبتعد ولكن جسدها لم يطاوعها وكأنها مشلولة الحركة فقال "لن يمكنكِ الحركة لقد حقنتك بمادة تشل حركة جسدك وتمنعك من الحركة، ولكن لا تقلقي لا رغبة لي بكِ، لا أهوى من هن أقل مكانة مني، فأنتِ بالنهاية مجرد سكرتيرة متسلقة لذا سنزيحك من طريقنا ليعود إلينا من نريد"
اقترب أكثر وفك قدمها وذراعيها ولكنها بالفعل لم تستطع أن تتحرك حتى لسانها لم يقو على الصراخ وطلب النجدة
ابتسم قال "لا تقلقي سأفك قيودك هذه بكل هدوء لأن لا داعِ لها فالمخدر بدأ يسري بجسدك"
فجأة بدأ يجردها من ملابسها وهي عاجزة عن أن تفعل شيء توقف وقد سمعت صوت سيارة فأبتسم وقال "والآن اللحظة الحاسمة"
خلع قميصه وفك بنطلونه دون أن يخلعه وانقض عليها بنفس اللحظة التي سمعت فيها سارة وهي تفتح الباب وتقول
“تعالى وانظر بنفسك لأنك لا تصدقني"
اتسعت عيونها وكاد قلبها يتوقف مما رأت.
يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية حب وتضحية" اضغط على اسم الرواية