Ads by Google X

رواية حب وتضحية الفصل الثاني عشر 12 بقلم داليا السيد

الصفحة الرئيسية

   رواية حب وتضحية الفصل الثاني عشر بقلم داليا السيد


رواية حب وتضحية الفصل الثاني عشر

دمار
اتسعت عيونها وكاد قلبها يتوقف عندما رأت وليد يدخل خلف سارة وما أن رأى أمجد يبتعد عنها حتى تراجع بغضب وأسرع ينقض على أمجد الذي كان بالطبع يتوقع ذلك فانتفض من فوقها إلى الطرف الآخر من الفراش ثم قفز خارج النافذة وهي تدرك أن كل شيء كان معد مسبقاً بالطبع 
سقطت دموعها وهي ترى نظرات سارة الموجهة إليها بينما كاد هو يقفز خلف أمجد عندما لحقت به سارة وقالت
“لا يا وليد لا تفعل فهو لا يستحق إنها هي التي أغوته وألحقت العار بك"
كان جسدها يرفض أن يستجيب لها كي تسحب أي غطاء تخفي به جسدها وهو يلتفت إليها ويعود ليمسكها من عنقها ويقول بغضب 
"أنتِ تفعلين بي ذلك أيتها الخائنة، وأنا الذي ظننت أنكِ أشرف امرأة، أنتِ طالق، طالق، طالق، أنا لابد أن أقتلك وأغسل عاري لابد أن أقتلك" 
 أحكم قبضته على عنقها وتوقف الهواء عنها وضاق صدرها واحتبست أنفاسها وشعرت أنها تفقد نفسها وهو يزيد من ضغطه على عنقها دون أن يمنحها أي فرصة للتنفس أو الدفاع عن نفسها حتى عاد الظلام إليها وقد أدركت أنه الموت قد أتى ليأخذها من ذلك المصير الذي لحق بها. 
عندما أفاقت كان صداع فظيع يدق رأسها ولكنها رفعت نفسها بصعوبة فشعرت بألم حول عنقها فتذكرت ما كان انتفضت بمكانها فوجدت أنها على فراش وسط ظلام غريب بحثت عن أي نور حتى عثرت على زر قريب ضغطته ليضيء المكان فوجدت نفسها بغرفتها بالفندق تحركت لتنهض ولكن الدوار أسقطها مرة أخرى على الفراش استعادت نفسها فوجدت أنها بملابسها فتساءلت هل ما حدث كان كابوس واستيقظت منه؟
دق الباب بطريقة مزعجة فاستعادت نفسها واتجهت إلى الخارج لتفتح فرأت جاك أمامها ويبدو الفزع على ملامحه فقالت
“جاك ماذا حدث؟"
قال "آسف مدام ولكن مستر وليد"
انتبهت حواسها إلى اسمه فقالت بخوف "وليد؟ ماذا به؟ تحدث هيا انطق"
قال "المشفى اتصل بنا وأخبرنا أنه أصيب بحادث على الطريق وهو الآن هناك وحالته خطرو.."
ترنحت أمام الرجل وقد فقدت أقدامها القدرة على حملها فأسرع جاك يساندها إلى أقرب مقعد وقد تساقطت المصائب عليها كالسيول لا تبقي ولا تذر. 
ناولها بعض الماء تناولته بصعوبة وسط فزعها ودموعها إلى أن قالت "خذني إليه أريد زوجي أريد أن أعرف ماذا أصابه"
أشفق عليها وقال "عرفت أنه كان يقود بسرعة كبيرة عندما تفاجأ بسيارة بالاتجاه المعاكس فلم يمكنه التحكم بالسيارة التي اصطدمت بجانب الطريق وانقلبت عدة مرات حتى توقفت" 
أغمضت عيونها بألم ثم عادت تقول وهي تنهض بصعوبة "جاك من فضلك خذني إليه، هيا ساعدني من فضلك"
هز رأسه وهو يساعدها على الذهاب والخوف يملاء قلبها وهي تعلم أنها سبب ما أصابه فقد صدق أنها تخونه، أي رجل بمكانه كان سيفعل وهي تعلم ذلك ولا يمكنها أن تثبت براءتها بأي شكل. 
وصل بها جاك إلى المشفى وقد استعادت نفسها وقواها، بالداخل أخبرها المسؤولين أن حالته خطيرة وأنه الآن بالعمليات. 
تصلبت قدماها أمام غرفة العمليات رافضة أن تتحرك لأي مكان بعيداً عنه بينما تولى جاك كل الإجراءات اللازمة، وظلت هي أمام حجرة العمليات دون أن تعرف ماذا يمكنها أن تفعل من أجله. 
"مدام تفضلي اشربي هذا أنتِ بحاجة إليه" 
كان جاك يمد يده لها بكوب من القهوة الدافئة لم تمانع وهي تأخذه لتتناوله بصمت قاتل زادها ألماً على ما كان داخلها من ألم. 
مر الوقت ولم تعرف مقداره إلى أن خرج الطبيب لتنهض هي وتتوجه إليه فنظر إليها فقالت "زوجي كيف حاله من فضلك؟ أرجوك أخبرني أنه ما زال معنا ولم يتركني أرجوك تحدث" 
أشفق الطبيب عليها وقال "من أنتِ؟" 
قالت بنفس الدموع "أنا، أنا زوجة وليد كامل، هل هو بخير لماذا لا تتحدث؟" 
قال بهدوء "اهدئي مدام، ما زال الوقت مبكرا حتى نقول ما إذا كان بخير أم لا، لقد أجرينا له العديد من الجراحات فإصاباته كلها جسيمة والنزيف الداخلي كان شديد أوقفناه بأعجوبة" 
أغمضت عيونها من الألم وقالت "والآن ماذا؟ أنا لا أفهم"
قال “هو الآن بالعناية ولم تمر مرحلة الخطر لذا لا يمكنني أن أخبرك أنه بخير" 
انهارت دموعها بقوة بينما حاول جاك تهدئتها ولكنها عادت تقول "هل يمكنني أن أراه؟" 
نظر إليها وربما رفق بحالتها عندما هز رأسه وقال "لا يجب أن أفعل ولكن، يمكنكِ الدخول لدقائق قليله من فضلك، دقائق قليلة مدام فهو لا يشعر بأي شيء، ثم أريدك بمكتبي عندما تنتهي" 
هزت رأسها وتحركت إلى الداخل كان المكان هادئ إلا من صوت الأجهزة ورائحة المعقم وربما سمعت صوت أنين قلبها المتألم، كان ممدداً أمامها والأجهزة متصلة بكل جسده، جلست إلى جانبه وأمسكت يده بيد مرتجفة ثم رفعتها إلى فمها وقبلتها وقالت بحزن وألم ودموع 
"وليد سامحني أرجوك، وليد أنا آسفة والله آسفة لأنني لم أتخيل أن أكون سبباً في ضررك ولكني الآن كنت السبب بدون أن أملك أن أكون، وليد أنا بريئة أقسم أني بريئة ولكني لا أملك أن أثبت لك برائتي، ولكن صدقني أنا لم ولن أحب أحد سواك، أنت حبي الأول والأخير، حب حياتي وحلمي الذي حلمته من أول يوم عرفتك به، ولكن استكثرتك الأقدار على فتاة فقيرة مثلي لا تستحق رجل مثلك، ولكني لم أخنك أنا بريئة يا وليد كيف يمكنك أن تصدق أني يمكن أن أفعل ذلك وأنت أكثر الناس معرفة بي؟ كيف أمكنك أن تصدق؟"
تملكتها الدموع ولكنها عادت تكمل "وليد من فضلك عد إلي ولا تتركني أنا ليس لي أحد سواك، أنت لست زوجي فقط وإنما زوجي وأبي وأخي وحبيب عمري، أرجوك لا تتركني أنا أحبك وليد، أحببتك من أول يوم رأيتك فيه بل من أول نظرة لعيونك حبيبي، أنا فعلت كل شيء من أجلك وأجل حبي لك وسأفعل أي شيء من أجلك مرة أخرى، أرجوك لا تتركني أنا لن أتحمل فراقك، يا إلهي أرجوك لا تأخذه مني فأنا لن أتحمل فراقه" 
شعرت بيد تربت على كتفها فالتفتت لتجدها الممرضة التي قالت "من فضلك يكفى هذا، هو بحاجة إلى الراحة" 
مسحت دموعها وقامت ثم نظرت إليه مرة أخرى قبل أن تخرج في صمت. 
لم تجد جاك بالخارج فاتجهت إلى مكتب الطبيب مدير المشفى الذي رحب بها خاصة بعد أن عرف الجميع من جاك من هو وليد كامل وكيف أنه رجل من أغنى أغنياء المدينة
أشار إليها بالجلوس وقد أصبحت حالتها يرثى لها فجلست أمامه وسمعته يقول 
"بالطبع نحمد الله على نجاته من تلك الحادث الفظيع ولكن أنا أيضاً أعلم أن ما سأقوله الآن أمر ليس بالسهل تقبله  ولكن لابد من أن أقوله" 
ضاقت عيونها ودق قلبها من المجهول فقالت بصوت مبحوح من الخوف والألم "من فضلك لا تحاول أن تزيد من قلقي وخوفي أكثر وتحدث مباشرة" 
قال وهو ينظر بعيونها "الحادث كان صعب بالتأكيد وطبعاً أثر على أماكن كثيرة بجسده، بالإضافة إلى الكسور، ولكن كل ذلك يمكن علاجه إلا .." 
وسكت دون أن يكمل فدق قلبها مع كلماته وهي تتساءل; تُرى ماذا يمكن أن يحدث له أكثر من ذلك؟ 
استجمعت شجاعتها وقالت "إلا ماذا يا دكتور؟ أرجوك تحدث" 
تأمل ملامحها المتعبة والحزينة وقال "هناك جرح عميق في الرأس نتيجة من نتائج التصادم، ولكن هذا الجرح للأسف أثر على عصب النظر وبالتالي أثر على حاسة النظر لديه" 
لم تستوعب ما قال فقالت "ماذا تعني؟ أنا لا أفهم؟" 
نهض وتحرك بعيدا وقال "الإصابة أدت إلى ظهور تجمع دموي على عصب الإبصار، وهذا قد يؤدى إلى أنه، قد لا يرى" 
تراجعت في مقعدها وهى تحاول أن تستوعب الأمر ونهضت بصعوبة واتجهت إلى الطبيب وقالت "لا، ليس صحيح لا يمكن أن يصاب زوجي بالعمى، أنت مخطئ بالتأكيد، أحضر له أطباء آخرين نعم أحضر له أفضلهم بالعالم وليد لا يمكن أن يكون أعمى لا يمكن هل تسمعني أنت لا تعلم من هو وليد؟" 
ترنحت أمامه فأمسكها وقال "مدام اهدئي من فضلك أنا أعلم من هو وأنا بالفعل طلبت بعض الأطباء الذين سيصلون غدا لفحصه ولكن كان لابد أن أخبركِ بالأمر" 
قالت بقوة" لن يصبح زوجي أعمى هل تفهم لن.. "
ولم تكمل حيث داهمها الدوار مرة أخرى وترنحت بين ذراعي الطبيب الذي ناداها ولكنها لم تقو على الرد، شعرت به يحملها ويضعها على فراش الكشف وسمعت ضوضاء حولها وأصوات لم تميزها ثم شعرت بألم بذراعها وصوت الطبيب يناديها وهي تحاول أن تظل معهم ولكن الدوار كان أقوى 

يتبع الفصل  الثالث عشر اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية حب وتضحية" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent