رواية انجذاب الروح الفصل الثاني والعشرون بقلم زينب خالد
رواية انجذاب الروح الفصل الثاني والعشرون
صباح جديد ملئ بالتفاؤل على الجميع ..
يوم الجمعة ..
بعد صلاة الظهر ..
كانت رهف تقف بجانب إيناس يراقبون العمال وهم يزينون الحديقة الخارجية للقصر .. كان الجميع يعمل بِجد وسرعة شديدة لمحاولة الإنتهاء بوقت باكر قبل وصول الجميع .. كانت رهف تتحدث مع العامل تأمره بكيفية توزيع الأنوار فى الحديقة بجانبها إيناس تتحدث مع العامل الخاص بالفراشة و كيفية تنسيق قماش المقاعد مع الديكورات .. خرج حازم من الداخل متجه لرهف الواقفة مع العامل وقف بجانبها رأته رهف حيث أمرت بابتسامة للعامل بالانصراف وتنفيذ ما تريده .. تحدث حازم بإبتسامة :
أنتِ كل دة لسه مطلعتيش أوضتك
أجابت رهف بإبتسامة مشرقة :
بشوف العمال وبتأكد أن كل حاجة مظبوطة
هتف حازم بجدية قائلا :
طب يلا روضة لسه جاية واطلعى فوق عشان تجهزى لان كلها نص ساعة والميكب ارتست توصل وحضرتك لسه واقفة
تحدثت إيناس لرهف قائلة :
يلا روحى أنت خدي شاور بسرعة واجهزى وأنا هكمل لو فيه حاجة ..
أجابت رهف قائلة :
يبقى أنتِ كمان تيجى معايا وحازم هيقف مع العمال .. يلا روضة جت ومستنية جوة
أخذتها رهف من يدها وسحبتها خلفها بينما تركت حازم يقف مكانهم .. دخلت رهف و إيناس داخل القصر وجدت والدتها تجلس مع روضة تتحدث معها بإبتسامة .. وقفت رهف أمامهم حيث تحدثت :
صباح الخير يا حلوين
وقفت روضة ثم حضنت رهف بسعادة ثوان حتى ابتعدت عنها ثم سلمت على إيناس .. تحدثت رهف بإبتسامة :
أحب أعرفكم على بعض .. دى إيناس صحبتى فى الشركة ودى روضة مرات مالك أبو الفضل صاحب يزن وصحبتى بردوا
تحدثت إيناس لروضة مبتسمة :
تشرفت بيكى
أجابت روضة بإبتسامة مماثلة :
أنا أكتر
تحدثت حنان بتسرع :
أنتُ لسه واقفين هنا .. يلا بسرعة على فوق الميكب ارتست على وصول ووافقين ترغوا هنا
أخذتهم رهف واتجهت بهم لغرفتها للاستعداد لحفل الخطوبة المقامة على يزن ..
_______________________
في غرفة رهف ..
خرجت رهف ترتدى البورنس بعدما انتهت من الاستحمام جلست على الفراش هاتفة بنبرة غير مصدقة لما حدث :
مش مصدقة بجد .. حاسة أن كل دة بحلم
قرصتها إيناس بقوه من ذراعها ، تأوهت رهف بألم قائلة بغضب :
اى اللي أنت عملتيه دة
ضحكت روضة باستمتاع قائلة :
برافو عليك يا إيناس بعدين مش أنت قولتى مش مصدقة بنخليكى تصدقى
تحدثت بغضب مشيرا لهم باصباعها :
أنتُ لحقتوا عملتوا ربطية عليا
هز الاثنان رؤسهم بايجاب وثوان حتى انفجر ثلاثتهم من الضحك هتفت إيناس بمكر قائلة :
بس لعبت معاكى .. الولا وسيم .. طول بعرض يعنى حاجة اخر منجهه
ضربتها رهف قائلة بغيظ :
ملكيش دعوة ب يزن
شهقت إيناس بتفاجؤ :
شوف البت .. أنت لحقتى تدافعى عنه لسه بنقول يا هادى
غمزت روضة ضاحكة حيث تحدثت :
الحب يابنتى وعمايله مش بعيد بعد خمس دقائق تقولك متنطقيش اسمه تانى
قذفت الخديدة الموجودة بجانبها حيث تحدث بغيظ :
تصدقوا أنتُ حلوفتين .. بعدين أنت مالك أنت وهى .. أكيد متضايقين منى أنى هتخطب
أجابت روضة عليها ساخرة :
ده على اساس انى مطلقة .. ما أنا متجوزة وزى الفل .. أكيد البت دى اللى بتحقد علينا
شاورت على إيناس حتى ضحكت إيناس باستمتاع قائلة :
قال أحقد عليكم .. لا يا حبيبتي أنا عايشة سنى وبغنى وبحب الحياة
كانت الغرفة تمتلئ بضحكاتهم العالية حتى قطع عليهم دلوف الفتيات لتجهيز رهف حيث أمرتهم بتجهيز أيضا روضة و إيناس معاها ..
______________________
فى المساء ..
بدأ الحفل و دلوف الناس يزداد بينما يقف سُليمان بجانبه حنان يستقبلان القادم بإبتسامة فرحة .. كانت الحفلة منظمة بشكل رائع بداية من المنضدة الدائرية الكبيرة نسبية الذي يتماشى مع قماش المقاعدة بينما فى المنتصف ستيدج كبير بينما يوجد ممر على جانبيه عواميد من الورد الذي يفوح بعطره الهادئ الذي يصل للمكان المخصص لهم ، مقعد كراسيك هادئ يتماشى لونه مع الألوان الهادئة المنتشرة .. كان الجميع منبهر بتصميمات الحفلة واجوائها الهادئة بينما سُليمان يقف بفخر بما صنعته ابنته وصديقتها
مالت حنان على سُليمان تتحدث بجانب أذنه حتى يستطيع سماعها وسط الموسيقي المتواجدة بنبرة عالية :
هو حازم اتأخر ليه هو ويزن ، رن عليه ..
أجاب عليها سُليمان بإبتسامة :
ممكن يكون الطريق زحمة .. شوية ويوصلوا بعدين البنات لسه مخلصوش فوق
فى الأعلى .. غرفة رهف
كانت قد انتهت السيدة من تجهيز الفتيات فا ظهروا فى أبهى صورة الذي بالتأكيد ستخطف أنفاس حبيبهم .. بدأت السيدة أن تجمع أشيائها ثم هتفت بابتسامة دبلوماسية :
مبروك يا رهف وعقبال الفرح وتمم على خير
أجابت رهف بإبتسامة المعهودة :
الله يبارك فيكى .. وأشكرك على مجهودك انهاردة
أجابت عليها السيدة باعتزاز :
ده واجبى .. استأذن أنا ومبروك مرة تانية
خرجت السيدة ومعاها مساعديها بينما هتفت رهف بانبهار وهى ترى انعكاس صورتها :
شكلى حلو .. حاسة نفسي مختلفة أوى .. أكنى مش عارفه نفسي
ابتسمت روضة لفرحتها التى كانت تنطق من عينيها هاتفه بفرحة :
جميلة أوى يا قلبى .. يارب دايما تفضل الفرحة فى عنيكى كدة
اقتربت منها إيناس وحضنتها بحنان بينما تنظر لعينيها فى المرآه حيت تممت بإبتسامة مشرقة :
أنت انهاردة أحلى بنوتة شوفتها .. حتى أحلى منى بس مش أوى هاا
ختمت جملتها بمزاح حيث ضحك ثلاثتهم .. ربتت يد رهف على يديها التى تحتضن كتفيها بحنان هاتفه وعينيها تلمع من السعادة :
أكتر حاجة كنت بتمناها وأتحققت .. أن يوم ما أفرح يكون جمبى الصحاب اللى تكون فرحتهم بيا أكتر من فرحتى .. بعدين أنت وروضة طالعين فى أبهى طله .. مبسوطة أوى أنكم معايا .. بعدين اتشطرى عايزين أخر الفرح تكونى اخدتى عريس
ضحكت إيناس بنبرة عالية قائلة من بين ضحكاتها حيث غمزت بخفة :
عيب عليكى هجنن الحفلة كلها إنهاردة .. بس ادعولى
ربتت روضة على يد رهف بحنان متأملة فرحتها متمنية بداخلها أن يطرد يزن كل هواجسه ويقدر حبها الظاهر فى عينيها ..
تعالى رنين هاتف روضة برقم مالك .. اخذت الهاتف بين يديها ثم وضعته على أذنها تجيب حيث تحدثت :
ازيك يا حبيبى .. هاا وصلتوا لفين
أجاب عليها مالك بينما هى هزت رأسها بالموافقة هاتفة :
ماشى متتأخروش
اغلقت معه الهاتف ثم نظرت لرهف متحدثة :
جايين فى الطريق بس الدنيا زحمة
__________________________
بعد مدة ..
كانت تتأبط ذراع والدها تمشى بجانبه بإبتسامة مشرقة بينما تصدع أغنية مع دخولها .. سارت معه حتى وقفت أمام يزن بابتسامته الرجولية الاخذه الأنفاس يرتدى بدلة باللون الأزرق يزينه قميص باللون أبيض تارك أول زرار القميص مفتوحة بينما دقنه التى تهندمت بشكل رائع .. هتف سُليمان بإبتسامة :
بديلك أغلى كنز عندى
أجاب عليه يزن برزانه وابتسامة تزين شفتيه :
وكنزك هيفضل محفوظ بلمعانه طول العمر
سلمه سُليمان رهف ليزن وسط تسقيف الحضور من حولهم أخذها .. سار الاثنان حتى جلس على المقعد المخصص لهم .. كانت رهف يمتلكها الخجل بشدة لكن رغم ذلك كانت فى أقصى درجات الفرحة تتمنى لو تصرخ من الفرح .. مال عليها يزن هاتفا بإبتسامة :
شكلك حلو اووى انهاردة
خجلت رهف كثيراً ولم تجد إجابة تجيب بها عليه كأن الحديث هرب منها ضحك يزن على خجلها بينما أجابت بنبرة خجولة :
وأنت كمان شكلك حلو
أجاب عليها بمشاكسة :
عارف .. كل البنات اللى هناك هتموت عليا
نظرت له بتفاجئ بينما نظرت لجميع الفتيات فى الحفلة رأت معظم عيونهم على يزن .. هتفت بنبرة حانقة :
ما تروح تعد معاهم أحسن طلما عجبك الموضوع
ضحك يزن باستمتاع قائلا بنفى :
طب ينفع حد يسيب القمر بردك ويمشي .. ده حتى يبقي مش بيفهم
هربت من النظر لعينيه التى تجذبها لعالم أخر ولم تستطع أن تجيب .. كانت أجواء الحفل رائعة حتى طلب منظم الموسيقي أن يتقدم العروسين لرقص أول أغنية كا افتتاحية .. تضع يديها على كتفه براحة بينما يضع يديه حول خصرها يتمايل معها على الاغنية ، يشاكسها بين الحين والآخر وهو يرى خجلها الواضح فى كلمتها بينما عينيها تلمع بلمعة غريبة لا يعرف وصفها ..
على الجانب الآخر
دخلت رؤي للحفل سارت حتى وقفت في مكان تبحث بعينيها عن أى أحد تعرفها .. رأئها حازم من على بعد استأذن بلباقة من الذي يقف معهم وإتجه ناحيتها بإبتسامة تزين شفتيه .. وقف أمامها مد يده متحدثاً :
نورتى الحفلة .. فرحت أنك قبلتى الدعوة وجيتى
وضعت يديها فى راحة يديه بإبتسامة مشرقة :
مقدرتش أرفض العرض الصراحة
شملها بنظرة متفحصة ينظر لها بإعجاب بينما هى خجلت قليلاً من تحديقه بها .. هتف حازم بنبرة رخيمة :
تعالى أعرفك على بابا وماما
سارت بجانبه يتبادل معها الحديث بخفة حتى اتجه ناحيه والديه تحدث حازم بإبتسامة :
حبيت أعرفكم أنهاردة على شخصية مهمة جداً فى الشركة .. دى رؤي سمير محامية الشركة إنسانة مميزة و شاطرة فى شغلها
وشاور لوالديه يعرفهم عليها مجيبا :
ودول بقي سُليمان باشا وحنان هانم
سلمت عليهم بخجل بينما حضنتها حنان بحنان قائلة :
ومقولتش حاجة كمان وطالعة زى القمر انهاردة
خجلت كثيراً من اطلائها مجيبة بنبرة خجولة :
ميرسى لزوق حضرتك .. وحضرتك كمان نجمة متألقة فى الحفلة
ربتت على ظهرها بحنان قائلة :
حبيبتي تسلمى ..
وقفت معهم قليلاً حتى جاء موعد ارتداء الشبكة .. اقتربت حنان بالعلبة فتحتها قام يزن بمساعدتها فى ارتداء شبكتها خاتما بارتدائها للدبلة بينما ساعدته ليرتدى دبلته .. تعالت زغاريد روضة بفرحة التى تقف بجانبها هى وإيناس .. حضنها سُليمان بحنان وعينيه تلمع بها الدموع تحدث بفرحة عارمة :
مبروك با رهوف .. مبروك يا حبيبه بابا
دمعت عينيها بينما تحدث حازم بمشاكسة :
على فكرة هى شوية وتدخل معاك القصر اللى بابه هناك دة
نظر له سُليمان بازدراء :
ملكش فيه تلاقيه غيران منك
أجاب حازم بمرح :
طب وسع يا حج عشان أغير بقوة
حضنها بحنان بالغ متحدثا بنبرة حنونة ملئية بالفرح :
مبروك يا حبيبتي .. ربنا يتممها على الخير وتفضل الفرحة مالية عنيكى
تركها واتجه ليزن يحضنه بعدما بارك له مالك .. هتف مالك بفرحة أخوية :
مبروك يا يزن .. فرحان أوى بجد
اجاب يزن بغيظ :
فرحان أنت .. دبستنى وخلعت
تحدث حازم ضاحكاً :
طول عمره سهون الواد دة .. عشان كدة هعمله بلوك لحسن أصحى فى يوم الاقي نفسي مدبس
أجابه يزن ضاحكا :
الحق اخلع لانه لو مسكك مش هيسيبك بسهولة
أردفت مالك بامتعاض ووجه محتفن :
ماشاءالله خفة دمكم مقوياكم
انقضى اليوم بين مرح الشباب والفتيات عالى شغلة الحفل عندما بدأت الاغانى المعتادة وانتهى الفرح بعدما استمتع الجميع ..
____________________
شقة مالك .. فى الغرفة
كانت روضة تزيل الميكب من على وجهها أمام المرآة .. اقترب منها مالك بخفة لف يديه حول خصرها ثم قبلها على احدى وجنتيها .. تحدث مالك بحب :
كنتى انهاردة أحلى واحدة شافتها عينى
ابتسم روضة بخجل قائلة وهى ناظرة عبر المراة :
الفستان عجبك .. حبيت اعمله مفاجأة
أجاب عليها ويديه على خصرها يتلاعب بأصابعه :
أحلى مفاجأة .. عينى مكنتش شايفة غير جمالك
لفها واقترب منها حتى امتزجت أنفاسهم قبلها بخفة بينما سندت يديها على صدره هتفت بانفاس لاهثة من فرط المشاعر :
تتوقع يزن هيعمل اى مع رهف
أجاب مالك قائلاً :
يزن هيعاملها حلو بس كا مجاملة ويهزر وكدة لكن مع الأيام وعلاقتهم تتعمق أكتر بس هو لازم يسيب نفسه شوية يبطل هواجسه دى .. ورهف رقيقة وهتعرف تتعامل معاه وهى معجبة بيه أوى
أكمل حديثه بنبرة ماكرة :
بعدين سيبك من كل الكلام دة وتعالى معايا فى مناقشات هامة من ساعة ما شوفت الفستان وهى جت فى دماغى ومحتاجة شرح مبسط منك ..
يتبع الفصل الثالث والعشرون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية انجذاب الروح" اضغط على اسم الرواية