رواية صعب الاختيار البارت الثاني والعشرون 22 بقلم اسراء ابراهيم
رواية صعب الاختيار الفصل الثاني والعشرون 22
نجلاء بزعيق: بس ده كله كذ*ب فاهم مش لازم كل حاجة نشوفها يبقى نصدقها يعني أمك هى اللي كذا*بة، وأنتم ظلـ ـمتم منى عشان ملهاش أهل غير عمها الغلبان؛ فجيتوا عليها، عشان مش هيقدر يقول ليكم بتعملوا فيها ليه كده؟ عشان شايفينها ضعيفة؛ فبتستقوا عليها؛ لكن نسيتوا إن ربنا بيمهل ولا يهمل.
ياسر: أنتِ بتقولي إيه؟ وتعرفي منى منين؟ وبدافعي عنها ليه؟
نجلاء: أنا بقول الحق، وبدافع عنها عشان هى مظلـ ـومة، وأنا مبسكتش عالظـ ـلم يا أستاذ ياسر.
ياسر: أنتِ بتتكلمي وبتبرري على أساس إيه؟ ومين قالك الهبل ده، ولا هى جاتلك، وضحكت عليكِ بكلمتين؟
نجلاء بعصبية: لأ مضحكتش عليا، لكن عرفتني الحقيقة اللي كنت مصدومة لما عرفتها وسمعتها.
أمك دي كدا*بة وضحكت عليك بكلمتين، وهى السبب في إن منى تطلب منك الطلاق.
ياسر قال بزعيق: نجلااااااء الزمي حدودك، أنا عامل احترام إن في بيتكم وكمان أهلك موجودين؛ فمش عايز أعمل تصرف يزعلك.
وقتها منى اتخضت لما سمعته بيزعق وبقى متعصب جدًا.
منى: يارب استرها وعدي اليوم ده على خير.
نجلاء ببرود: ياريت متعليش صوتك، وخلي بالك إنك واقف في بيتي، وكمان متفكرش تاني إني بتهدد.
ياسر: تمام بس أنتِ حاسبي لكلامك، واعرفِ أنتِ بتقولي إيه؟
نجلاء: والله أنا عارفة أنا بقول ايه؟
كانت فوقية واقفة بتسكت في رفيف اللي مش مبطلة عياط.
وخالد اللي واقف مستمع ومش بيتكلم خالص.
ياسر: طب فين الدليل على كلامك الفارغ ده؟!
نجلاء: عايز دليل ماشي، ونادت على منى اللي اتخضت من ظهورها قدام ياسر.
نجلاء بصوت عالٍ: تعالي يا منى.
ياسر بصدمة: منى، منى مين؟
خرجت منى وهى باصة في الأرض، ومتوترة، وخايفة.
قربت نجلاء منها ووضعت يديها على كتفها، وجذبتها، ووقفت قدام ياسر.
ياسر مش مصدق إزاي منى عندهم؟ وجت امتى؟ ولا قالت ليهم ايه؟
ياسر: منى بتعملي إيه هنا؟ أنا مش حذرتك من يومين مشوفش وشك قريب من البيت ده؟
يعني لما شوفتك امبارح، كنتِ أنتِ فعلا، ومكنتش بشبه وخلاص.
ونظر لخالد وقال: ولما كنت متوتر يعني أنت كنت عارف إن دي أم رفيف، على كده بقى جيتي ليهم من امتى وعرفتيهم حكايتك من امتى؟ قصدي قصتك الكذ*ابة اللي بتحكيها لأي حد عشان يصدقك.
منى بدموع: أنا مبكذ*بش، وأنت اللي معمي عالحقيقة، ومفكر أمك ملاك مش بيغلط وكل اللي بتعمله صح.
ياسر: لإمتى هتفضلي تمثلي دور البراءة؟ أنا لغاية دلوقتي مش قادر أنسى اليوم اللي طلبتِ فيه الطلاق بكل جـ ـحود.
أنا مكنتش موافق على حكاية الطلاق دي، لكن مش عشان خاطر عيونك، ولا واقع في حبك ومش قادر أستغنى عنك.
لأ أنا مكنتش عايز أطلقك عشان بنتي دي اللي هى تعبانة دلوقتي بسبب إنها مش لاقية حاجة طبيعية تغذيها لو كانت بترضع لبن طبيعي، مكنش حصل اللي حصل، وعياطها اللي بيقطع في قلبي ده، وأنا واقف بتفرج عليها ومش إيدي حاجة أعملها غير الدعاء.
منى خلاص طلعت عن شعورها: ما قولتلك كان بغصب عني، ليه مش عايز تصدقني؟ مفيش حد بيرمي ضناه كده، وأنت كنت شايف بعينك إزاي كنت مستنية اللحظة اللي بنتي تيجيها عالدنيا دي، وأحملها بين إيديا.
أمك هى السبب ست أنا*نية حرمت أم من بنتها عشان هوس في مخها مخليها مش عارفة بتعمل إيه؟ أهم حاجة عندها تنفذ اللي في دماغها حتى لو هتلجأ للطريق الغلط اللي حسابه شديد وهو السـ ـحر والعمو*لات.
ياسر مبقاش مستحمل إها*نتها لأمه؛ فكان رايح يضر*بها.
ولكن منى تراجعت بسرعة خلف نجلاء اللي وقفت في وشه وقالت: مش من الر*جولة إنك تستقوى عليها، وتمد إيدك عليها يا متعلم.
ياسر: أنتم بقى اتفقتم عليا أنا وأمي ولا ايه؟ أنا هاخد بنتي وأمشي من الهبل اللي بسمعه ده.
وقرب عشان ياخد رفيف من فوقية، ولكن يد خالد منعته.
خالد: أنا واقف ومش راضي أتكلم عشان مقولش كلام على والدتك، ويزعلك.
لكن رفيف مش هترجع معك والمفروض أنت اللي تنساها؛ لأن هتبقى في أمان معايا أمها مش في كُر*ه وأنا*نية عندكم.
خليها مع أمها عشان تعلمها الحنية والحب والألفة والطيبة لما تلاقيها نابعة من أمها، مش القسو*ة والجـ ـفاء منك ومن ست الوالدة.
ياسر: أنا مش عارف أي اللي مخليكم مصدقينها، ومطلعين أمي هى اللي غلطا*نة؟
أظهرت نجلاء الموبايل من جيبها وقالت: ده اللي أكد لينا الكلام اللي منى حكته لينا.
ياسر بعدم فهم: إيه ده؟ وفي إيه ده؟
نجلاء: طب اسمع بقى، وفتحت الريكورد.
كان ياسر بيسمع وهو مصدوم مش مصدق اللي بيسمعه، وأيضًا فوقية وخالد اللي مكنوش متوقعين يحصل ده كله منها.
واتصدموا أكتر لما سمعوا إنها بتعمله عـ ـمل، ولكن ياسر اتصدم أكتر ومبقاش متحمل يقف على رجله فقعد على الصوفا وكانت خلفه مباشرة.
ياسر وهو مصدوم: لأ مستحيل أمي تعمل كده مستحيل.
نجلاء: لو مش مصدق، ولو مفكر إن الريكورد ده مفبرك ممكن تاخده وتتأكد.
عالناحية الأخرى كان بدر قاعد مع زاهر، وكانوا مسافرين في مهمة عن الخطـ ـف.
بدر: وحشتني أوي يا زاهر ياترى عاملة إيه دلوقتي؟ نفسي أسمع صوتها؛ لكن مينفعش أتصل عليها تاني، وكمان إنها شايفاني شخص خلوق ومحترم؛ فمش عايز أخيب ثقتها فيا.
عايز مش أغضـب ربنا بمكالماتي ليها وربنا يحرمني منها، وكمان هى مش تضايق؛ لأنها محترمة ومش بتاعت كده.
زاهر: يعني عالحب لما يبهدلنا كده ويعذ*بنا.
بدر: ده جميل بس لو كان للشخص الصح.
زاهر: فعلا معك حق بس أنت إن شاء الله أول ما تنزل روح اتقدم ليها، وربنا يقدم اللي فيه الخير.
بدر: إن شاء الله لسه باقي أسبوع وننزل، وأخد أهلي وأروح أطلبها من أهلها، وتبقى كده ليا.
زاهر: إن شاء الله، وربنا يوعدنا ياعم ونتبهدل البهدلة الحلوة دي.
بدر بضحك: والله أحلى بهدلة. ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تو*قعك من أول نظرة على جذ*ور رقـ ـبتك.
زاهر بضحك: يارب يا أخويا، أنا راضي بكده.
بدر: طب يلا بقى عشان ننام، ونشوف الخطوة الجديدة اللي هنتناقش فيها بكرة.
زاهر: ماشي يا باشا.
وكل واحد غمض عينه واللي بيدعي إنها تكون من نصيبه، واللي بيدعي إنه يلتقي ببنت الحلال.
عند صباح قاعدة بتتصل على ابنها ولكن لا يوجد رد منه.
صباح: ياترى مش بيرد ليه؟ يكونش حصله حاجة؟ ربنا يسترها.
المشكلة إني مش معايا رقم نجلاء ولا حد من أهلها، كنت اسألهم لو كان عندهم ولا جه ومشي.
ماشي يا ياسر لما تجيلي لما أشوف مبتردش عليا ليه، وتقلقني كده عليك.
عند ياسر اللي كان لسه بيستوعب اللي سمعه وعينه بتلف عليهم كلهم، وهو بيتأكد إن دي حقيقة ولا كابوس.
خالد: أنا عارف إن الصدمة قوية، لكن كان لازم تعرف الحقيقة؛ لأنك كده كنت هتـ ـظلم شخصين اللي هما بنتك وطليقتك.
ياسر: مش قادر فعلا أستوعب اللي هى عملته، وأنا كنت غـ ـبي وبصدقها، ولكن للأسف كانت بتخر*ب حياتي وأنا مش وأخد بالي، وقام سابهم ونزل.
عند صباح عمالة تروح وتيجي في البيت وكانت رايحة تلبس عشان تنزل تشوفه عند نجلاء وأهلها ولا لأ؟ ولبست العباية وبتفتح الباب، ولكن وجدت ياسر قدامها.
ياترى هيحصل إيه؟ وهيقول ليها إيه؟ وهتنكر وتقول أي حجة وخلاص ولا هيعمل معها إيه؟!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية صعب الاختيار" اضغط على أسم الرواية