رواية سكان العمارة الفصل الثالث والعشرون والأخير 23 بقلم زهرة عصام
رواية سكان العمارة الفصل الثالث والعشرون والأخير 23
دلفت إليها المحل بدموع علي وجهها فانتفضت الأخري بشده
حبيية مالك يا هنا يا حبيبتي
نظرت إليها هنا ثم ألقت بنفسها داخل أحضانها تبكي بقهر أخدت ترتب علي كتفها بحنان محاولة التهدئة من روعها و لو فقط القليل
حبيبه اهدي يا حبيبتي و قوليلي مالك بس اي اللي وصلك للمرحله دي
هنا انا محدش بيحبني .. كل واحد همه نفسه بس .. كل واحد بيفكر في نفسه بس .. محدش همه انا اي و حاسه بايه .. طب عايشة ازاي .. انا تعبت و لما اتكلمت و قلت الحقيقة ابقي غلطانه و استاهل ضرب الجذم
حبيبة ينفع تهدي و تحكيلي اي اللي حصل عشان اعرف اساعدك
تنفست هنا بعمق مجاهدة في تحليها بالهدوء والسكينة ثم توجهت علي اقرب مقعد و جلست عليه قائلة .. من و انا صغيرة بشوف اهتمام ماما بغزل .. و كانها مخلفتش غيرها كانت دايما تمنعنا بالتعامل مع أروي و كل مببررها انها بنت البواب .. كنت بحاول اعوض غيابها عني بمخالفة أوامرها اللي اهمها طبعاً المكانه الاجتماعية.. و اني مش لازم اعمل كدا و مش لازم اعمل كدا .. كنت بتكلم مع أروي و بقف معاها ضدها هي و غزل .. مش عارفه كاني كنت بعاقبهم أو لاني بحب الحق دايما .. كنت لما غزل تيجي عليها اروح و اتخانق معاها عشان بس الفت انتباها علي انها تكلمني أو حتى تديني اهتمام زيها .. لحد ما ياست و معنتش بعمل حاجة غير أني يقف اتفرج و بس .. هكذب عليكي لو قولتلك اني مكنتش بغير من غزل ساعات .. بس برجع و اقول هي مش زنبها حاجة .. لحد اما تعوت علي غيابها في حياتي .. منكرش اني ما زال جزء صغير مني عاوزها بس انا مكابرة ضده .. لما حصلت المشكلة و اطرت أنها تبعد عننا محستش باختلاف من عدم وجودها .. لاني كنت خلاص اتعودت علي غيابها و لما رجعت تطالب بحقها فيا انا رفضت و كان مقابل رفضي دا اهانه اول مرة تحصلي .. اول مره بابا يمد أيده عليا بسببها برضوا .. هي ملهاش الحق أنها تطالب فيا لاني مش ملكها .. هي ملهاش الحق أنها تضمني ليها عشان خلاص معتش هتفرق معايا .. انا بجد تعبت يا حبيبة اوي
جلست حبيبة جوارها و أخذت ترتب على كتفها و قالت اقولك على حاجه يا هنا و تسمعي مني
هنا اتفضلي
حبيبه احمدي ربنا أنها لسه معاكي علي وش الدنيا غيرك بيتمني ضفرها .. انا مش ببرر ليها اللي عملته ولا التفرقة اللي عملتها بس كان ممكن تكليميها براحة و اكيد كانت هتسمع منك .. كفاية أنها عايشة و بتشوفيها .. انا بتمني إني امي ترجع لو لساعة واحده ارمي نفسي في حضنها و اشكلها من نفسها حتي لو مش هتعمل حاجة .. اتمني انها ترجع حتي لو هتظلمني مهما وصل بيكي الظلم مش هيوصل لظلم مرات الأب اللي انا اتعرضتله .. احمدي ربنا و بوسي ايدك وش و ظهر أنها بتحاول تتغير عشانكم .. اكيد كلامك دا هياثر فيها .. هو بس هتلاقي الفوارق الاجتماعية كانت وخداها شوية و لما بعتوا فاقت لنفسها .. نصيحتي ليكي انك تحاولي تقربي منها و تسمحي لنفسك تاخدي شوية من حنانها عشان بجد لو الوقت دا عدي و حصل حاجه لقدر الله هتتعبي اكتر من كدا ميت مره .. هتاخدي بعضك دلوقتي و تروحي تعتذري ليها .. ارمي نفسك في حضنها و ابكي على قد ما تقدري يلا بسرعة
هنا بجد شكرا ليكي يا حبيبتي علي اللي عملتيه معايا دا .. غيرك كان قال أنا مالي .. انتي من النهاردة اختي
ابتسمت حبيبة بدموع و قالت هو أنا أطول اني ابقي اختك يا هنا .. ثم أزاحت دموعها جانبا و قالت اجري يلا علي البيت و اعملي اللي قلتلك عليه
هنا حاضر .. ثم غادرت مسرعة الي منزلها و الابتسامه على شفتيها ...
.....
مطت أسماء شفتيها بتزمر و قالت عشان مش عاوزين يكلوا البطه .. قعدوا يغنوا شيماء شيماء و هربوا مني
ياسين بصدمة بيغنوا شيماء مش دي اللي طلعت بطة و واخدة الترند دي كل تكاتك الشوارع نزله شيماء شيماء
اسماء يعني دلوقتي مين هياكل البطه
ياسين انا اكل البطه يا جميل يا قمر انت
اسماء بخجل بس بقي يا ياسين عشان بتكسف
انتبهوا اللي الأصوات الثلاثه عندما قام برد الفعل هذا .. هيييييح
ياسين بغمزه بس يا شوية كلاب .. بتتريقوا عليها طب اي رأيكم بقي انتوا اللي هتاكلوا شيماء قصدي البطه
عمر بسخرية هو أنا متعرفش مش البطة طلعت بتكسف
اسماء بغضب و انت كمان يا ياسين بتحفل معاهم طب مفيش اكل لا بط ولا وز ولا رز حتى و خلي بقي شيماء تنفعكوا كتكم الهم كلكم ثم تركتهم و اتجهت صوب غرفتها
ياسين عجبكم كدا اهي قلبت علينا هناكل اي احنا دلوقتي
هبه بحماس بيتزا يا بابا بسرعة بقي.. و سندوتش شاورما عشان خاطري
ياسين بقرف يلا هنقضيها اكل من بره و احنا عندنا بطه
.....
دلفوا الي الداخل باحثين عنها
محمد أروي .. أروي
أروي نعم يا بابا جيتم
سهاد ايوه جينا و جبنالك دا
أروي بصدمه و سعادة اي دا حمص الشام انا بحبه اوي اوي
سهاد مهو عشان كدا قولت لابوكي يجبلك منه منتي مدمنه يا بت
ضحكت اروي قائلة هروح اكله في الجنينه بقي
محمد روحي بس مش عاوزين مشاكل
أروي أخص عليك لا بجد أخص عليك و انا من امتي بعمل مشاكل سلام بقي عاوزه استفرد بحمص الشام ثم ذهبت مسرعة الي الحديقة و أخذت تأكل منه بسعادة الي أن أحست بشئ صلب تجاهها رفعت عينيها إليه و قد صدق ظنها فقالت انت تالت
.....
بعد أن تناول طعامه و أخذ قسط من الراحة أخذ يتذكر ما يحدث.. فأحس بضيق كونها غاضبة منه... فأخذته قدميه الي الحديقة عله يراحها و كان الحظ حليفه هذه المرة .. فوجدها تاكل بسعادة كالطفل الصغير ثم توجه إليها خليه و وقف امامها
صخر ايوه انا تالت .. ثم رفع حاجبه بابتسامة و قال ايوه انا تالت في مانع
أروي بلامبلاه مصطنعة لا مفيش حاجه عن اذنك
كادت أن تذهب و لكن تفاجأت حينما امسك يدها قائلاً بلهفة استني انا نازل مخصوص عشان اتكلم معاكي
التفت أروي بهدوء و قالت اتفضل اتكلم بس الأول سيب ايدي عشان منزعلش من بعض
ترك صخر يدها و قد رفع يديه كعلامه استسلام و ابتسم قائلاً هتقعدي تسمعيني
أروي بهدوء اتفضل قول اللي انت عاوزه
صخر هاتي حمص الشام دا كدا أما اخد منه شوية .. ردت عليه قائلة بهدوء طب ثواني اجبلك معلقه نضيفه تاكل بيها
صخر بخبث لا انا هاكل بالمعلقه دي تعالي بقي اقعدي هنا و اسمعيني
أروي اتفضل
صخر انا آسف .. قبل ما تتكلمي اسف علي اللي حصل مني و زعلك صدقيني مكنش في نيتي و لا كنت اقصد اللي فهمتيه
أروي بهدوء و تفهم خلاص حصل خير .. انا مش زعلانه من حضرتك
صخر طب الحمد لله .. المهم دلوقتي صحاب
أروي بهدوء بس انا مبصاحبش ولاد يا حضرت
صخر بابتسامة خلاص اعتبريني اخوكي الكبير
اروي تمام
صخر حيث كدا بقي عرفيني عن نفسك
أروي بابتسامة أروي كنت في ثانوية عامة السنه اللي فاتت طلعت التانية على الجمهورية و هدخل أن شاء الله كليه هندسه حلم عمري بس كدا
صخر بس كدا دي كل حياتك
أروي تقدر تقول كدا مفيش حاجه مهمه اكتر من كدا فيها
صخر بس تقريبا انتي متصاحبة علي ولاد سكان العمارة كويس.. يعني صحابك اووي و كدا
أروي بشرود قالت دا دلوقتي زمان كان غير كدا
صخر تقصدي اي ؟!
نظرت له أروي بابتسامة و قالت بكرة تعرف سلام دلوقتي يا .. صدق انت مقولتليش اسمك لحد دلوقتي
صخر اسمي صخر
أروي تشرفت يا استاذ صخر سلام بقي دلوقتي .. ثم فرت هاربة من أمامه
....
دلفت الي المنزل كان الوضع هادئ للغاية أخذت تبحث عن والدتها فلم تجدها جلست القرفصاء تبكي و بشده فقد خيلت لها أشياء سيئة للغاية ..
هنا انا آسفة والله مكنتش اقصد ارجعي و انا هعمل كل اللي انتي عاوزه عمري ما هشتكي تاني ولا هفتح بقي بكلمه واحده ..بس ارجعي مش معقول تكوني كنتي وهم لا .. ثم أخذت تصرخ باسم والدتها فل هسكون هذا اختبار جديد ام ستكون بداية طريق السعادة لعائلة فقدت معنى قوه الترابط الأسري
....
كان يتحدث على هاتف غافلا عن تلك الكاميرات التي ركبت خصيصا له ..
- كله تمام يا بص متقلقش العملية هتم علي أكمل وجه و مفيش اي عائق هيكون قصادها
- انت متأكد من الكلام دا يا تامر .. انت عارف الغلطة عندنا برقبتك
تامر بثقة متاكد يا بص دلوقتي رجل المهام الصعبة خلاص بح خلص .. و اللي استلم مكانه هو أنا يعني مفيش كبيرة و لا صغيرة بتحصل غير بمعرفتي
- أما نشوف بس خليك فاكر لو اتكشفت و اتكلمت رقبتك هتكون التمن .. دا لو متصفيتش قبلها اصلا
تامر انا عاوزك تطمن و تحط في بطنك بطيخه صيفي يا بوص
مصطفى دا انا اللي عاوزك تحط في بطنك بطيخه صيفي قرعة يا روح امك
عماد الله يخربيتك يا تامر الكلب حلال فيك اللي هيحصلك يلا خد الشر و راح ثم نظر الي مصطفى قائلاً بجدية عاوزك تجمعني بـ صخر قريب يا مصطفى
مصطفى حاضر يا فندم في اقرب فرصة هنكون في زيارة ليه علي أساس أننا قرايب ليه من بعيد و جايين نطمن عليه .. دا غير أنه هيستلم الوظيفة الجديد قريب
عماد تمام أوي كدا علي الله يا رجاله
.....
مر الأيام سريعاً بدون اي جديد يذكر سوي تقرب صخر من أروي .. فكانوا يتحدثون يوميا بمكانهم المفضل و هو حديقة العمارة .. اليوم هو أول يوم للدراسة في الجامعات تجهزت أروي سريعاً استعداد للذهاب إلى الجامعة
أروي ماما انا نازلة انا بقي على الجامعة
سهاد ربنا يجعلك في كل خطوة سلامة يا بنتي خلي بالك على نفسك يا نور عيني
اروي حاضر يا حبيبتي .. محتاج مني حاجة يا بابا قبل ما امشي
لا يا حبيبتي ربنا يوفقك .. انا فخور بيكي أوي يا أروي
أروي انا اللي فخورة بيك أوي يا بابا قريب اوي هشيل عنك الحمل دا و هتسيب الشغل دا يا حبيبتي
محمد هو أنا كنت اشتكيتلك يا أروي هتزعليني منك لي
أروي مش قصدي يا بابا بس انت عارف اللي حصلنا من سكان العمارة مش سهل و انا حلفت انك هتاخد حقك علي كل دا يا حبيبي
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي يلا روحي شوفي جامعتك يا بشمهندسة أروي
قبلت اروي يده و قالت خليك فاكر دايما يا حبيبي اني فخوره بيك و بشغلك و بعشتنا دي و عمري في يوم ما زعلت منهم الا لما كانوا بيضايقوك و هاخدلك حقك صدقني من اكتر حد اذاك بكلمه واحده بس سلام يا حبيبي
وصلت اخيرا الي الجامعة تلفتت حولها الي أن عرفت وجهتها جيداً..كادت أن تذهب و لكن قاطعها صوت قائلاً
- لو سمحتي
أروي يوة اقدر اساعدك في حاجة
- عاوزة اجيب جدول فرقه أولي هندسة متعرفيش منين
أروي ابتسمت لها و قالت انتي معايا علي فكرة و انا جبت الجدول و تقريبا فاضل عشر دقائق على المحاضرة تحبي تخدية مني في المدرج
ابتسمت لها و قالت ايوة طبعا بصي انا ارحتلك كدا لله في لله ما تجيبي حضن
أروي يخبر بس كدا تعالي و حضنوا بعض
- انا حبيبة
و انا أروي
حبيبة اتشرفت بمعرفتك يا أروي و شكل فينا من بعض كتير
أروي انا اكتر والله يا حبيبة و فعلا شكلنا كدا زي بعض بس احنا لو مرحناش دلوقتي المدرج هنطرد من أول يوم
حبيبة انتي عارفة الطريق
أروي ايوه
حبيبة طب اجري يا مجدي بقي
و انطلقا الي المدرج بسرعة رهيبة
دخلوا المدرج و قعدوا جمب بعض
أروي بس انا لي حاسة اني شوفتك قبل كدا
حبيبة اقولك و متقوليش لحد
اروي قولي
حبيبة بجدية اصل انا شبح
ضحكت اروي بشدة لا بجد والله
حبيبة بصي يا ستي ممكن تكوني شوفتيني في التلفزيون مع مني الشاذلي
أروي ايوه صح الاولى على الجمهورية
هزت حبيبة رأسها بايجاب و قالت دا سر بينا بقي
ابتسمت أروي و قالت ماشي
.....
انتهت اول محاضره للدكتور يامن عبد الله دون ذكر احداثها ( هجمعلكم اللينك بتاع الرواية اللي حابب ) و جاء موعد المحاضرة الثانية
دلف بثبات و بوجه خالي من التعابير ثم امسك بالمايك قائلا السلام عليكم يا شباب كبرنا سنه و بقينا في الجامعة الف مبروك .. اولا احب اعرفكم بنفسي انا الدكتور صخر حسين ...
نظرت إليه بصدمة و ...
نتقابل علي خير في الجزء الثاني...لقراءة الجزء الثاني اضغط هنا
- تابع الفصل التالي عبر الرابط التالي: "رواية سكان العمارة" اضغط على اسم الرواية