رواية عشقت كفيفة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم رنا هادي
رواية عشقت كفيفة الفصل الثالث والثلاثون 33
وصل مالك وتولين الى المشفى اولا ليترجلان مم السيارة سريعًا يتجهان ناحية الاستقبال ليسأل مالك الموظف لكن سبقته تولين وهى تسأل بجدية
=سارة الصياد فين
ليجيبها الموظف بعملية واحترام فهى طبيبة فى تلك المشفى ومن اهم الاطباء
=حاليًا فى الطوارئ بس بنجهز غرفة العمليات رقم 502
لتجيبه بجدية وهى تحاول ان تخفى قلقها عن مالك الذى يتابع الحديث بانتباه شديد
=عاوزة تقرير للحاله فورا وانا اللى هدخل العمليات وبلغ دكتور معاذ
ليجيبه الاخر بعملية وسرعه
=حضرتك عاصم باشا استدعى دكتور عدى وهو حاليًا اللى مع المريضه فى الطوارئ
لتوما برأسها تذهب إلى مكتبها كى تغير ثيابها، لكى تذهب الي سارة حتى تتابع حالتها بنفسها، بينما تسحب مالك من يده الذى يحاول الى الان استيعاب الحديث "أخته بالطوارئ وستدلف للعمليات بعد قليل؟!"
وما ان دخلا الى مكتبها لتولين امسكها من مرفقيها وهو يديرها اليه حتى تنظر اليه ليقول بهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة
=انا عاوز افهم اختى مالها، وايه اللى هيخليها تدخل العمليات
لتجيبه تولين بنبرة حنونه هادئة تعلم انه خائف على اخته وانه لا يريد ان تتكرر تلك الدوامة التى ظلوا بها لثلاث سنوات كاملة فى المشفى من عملية لأخرى، وهو لا يريد لأخته ان تعيش نفس الأحداث مرة اخرى
=حبيبى انا عارفة انك خايف على سارة، صدقنى انا كمان خايفه عليها، هدخل اغير هدومى عبال ما يجيبوا التقرير الأولى ليها
لتطبع قبله رقيقه فوق وجنته من ثم تذهب لتغير ثيابها الى الزى الرسمى للمشفى ..
فى نفس الوقت الذى جاءت به تولين جاءت الممرضه ومعها التقرير الطبي الخاص بسارة، لتسحبه منها بسرعه لتقرأه بتركيز شديد بينما مالك ينظر لها بتساؤل وترقب ينتظرها ان تنهى ما بيدها، وما ان انهت قرأته اغلقته بهدوء، لترفع رأسها تنظر اليه بصمت وعقلها يدور بجميع الاتجاهات لتجد طريقة مناسبه ان تخبره بها لتردف قائلة بحذر
=مالك...
كان يجلس يحستى ذلك المشروب المحرم وهو ينفث دخان سجائره بحرقه وكأنه بذلك التصرف سيهدأ من غضبه ومن تلك النيران التى تشتعل بقلبه، لكن كيف؟! كيف يريد ان يبرد الله قلبه وهو بعيدا عنه كل البعد؟! لا بل يشرب ما حرمه لتزداد نيران الغضب بداخله .. عقله موقف عن التفكير ولا يريد التفكير او مراجعة ما قد فعله ويفعله، لا يريد ان يواجه حاله او انه من الممكن ان يكون قد ظلمها وانها بالفعل بريئة !..
ليأتى له أشعار عن وصول رساله، وكانت من مساعدته الشخصية إيمان وكانت الرساله تنص على
[ امير بيه، ميعاد الطائرة اليوم الساعه 3 العصر ]
وهذا يعنى انه قد تبقى ساعتين على أن تقلع، لينهض من مكانه ببطئ وخمول يتجه الى الحمام حتى ينشط من حاله ويعيد تركيزه
بعد مرور نصف ساعه..
كان يقف امام مرأته يصفف خصلات شعره بانامله بكل ثقه وبرود وهو يصدر لحن صفير، ليتحرك بعدها ساحبا حقيبته الذى قد حضرها بنفسه قبل قليل، ليخرج من شقته، ليأخذ سيارته وينطلق بها متجها نحو المطار، ولم ينتبه الى هاتفه الذى اخذ برنين فوق البار الموجود بالمنزل ناسيًا اياه او قد تناساه...
كانت تنزل بسرعه شديده من فوق الدرج وهى تصرخ بصوت عالً
=ماما الاقى يا ماما مصيبه .. القى
لتهرول امها اليها بسرعه وهى تقول بهلع من منظر ابنتها التى تسيل دموعها وقد اختلط كحل عينها بدموعها لتسيل فوق وجنتيها
=في ايه خير يا منى ايه اللى حصل حد من الولاد حصله حاجه
منى ببكاء =ديما لسه مكلمانى وبتقولى ان سارة فى العمليات ومحدش عاوز يقولهم عن حالتها
امها بصدمه وهى تنظر اليها بعدم فهم عقلها يحاول ان يستوعب ما قد قالته بالفعل = ايه انتِ بتقولى ايه يا منى؟ سارة حفيدتى انا .. بنت داليا واحمد فى فى المستشفى .. ليه
لتجيبها منى بتوتر وقلق وهى تدور حول نفسها وتضع كفها فوق جبينها
=مش عارفه بس انا خايفه تكون عرفت حاجة او....
لتقاطعها بقوه واهنية وقد بدأت الدموع تلمع فى عينها
= لا مش ممكن يكون حد من الولاد عرف وبذات هى لا لا سارة من بعد الحادثة وهى....
لم تستطع اكمال حديثها خانتها غثات البكاء ماذا تقول وماذا ينفع ان يقال فحفيدتها تغيرت "360 درجه" كما يقال بالعامية اصبحت انطوائيه، فرغم انها بعيدة عنهم الا انها تتابع أخبارهم اولا بأول
لتردف منى قائلة بهدوء عندما لاحظت سكوت والدتها وعدم اكمالها للحديث : بس يا ماما هنعمل ايه
لتردف الاخرى بجديه وهى ترفع رأسها تنظر الى إبنتها بقوه = خلاص انا قررت هحل كل حاجه لازم كل حاجة تبان مش لازم نفضل نتفرج كدا من ورا السيتار مش ياسمين اللى تستخبى
منى بخوف من نضرات امها والاكثر هو من قرارها القادم الذى ستلقيه عليها كالقنبلة
= تقصدي اي هتعملي ايه ياماما متخوفينيش
ياسمين وهي عيناها تلتمع باالدموع = هعمل الي كان لازم اعملو من سنين من اول ما بنتى وجوزها ماتو
منى بخوف من قرار امها
=بس ياماما انتي كده هتخلفي بوعدك لداليا واحمد الله يرحمهم
ياسمين بحزن شديد ودموعها مازالت تنهمر فوق وجنتيها
=انا غلطت لما وعدتهم بس خلاص انا هريح ضميري
منى بمقاطعة وهى تحاول ان تثنيها عن قرارها
= بس يا ....
ياسمين وهي تقاطعها بجديه : مفيش بس احنا هننزل مصر على اول طياره احجزي لينا
ليأتى ذلك الطفل الشقى من خلفهم وهو يصرخ بفرحه ويقفز بطفوليه على قدميه يردف قائلا بحماس
=يهووو ياسلام واخيرا هنزل مصر وهشوف سمسمه
وهرول الى جدته وهو يقبلها من كلتا وجنتيها
=حبيبتي يسوسو انتي بتفهمي
وقبل منى ايضا وركض الى الاعلى مرة آخرة ومازال يقفز ويرقص ويحدث نفسه بحماس
=انا هنزل مصر الله الله عليكي يسوسو
وبعد ان ذهبت ذلك الطفل
اردفت منى بخوف وهى تنظر الى والدتها
= ماما انا مش هسيب حازم ينزل معانا علشان اكيد مالك هيحاول ياخده وانا مش عاوزه دا يحصل
ياسمين وهي تمسك يدها تحدثها بحزن
=هو مالك فى ايه ولا ايه .. دا يا حبيبى ملحقش يرتاح من 3 سنين اللى فاتوا ودلوقتي..... ربنا يقويك يا حبيبى ويصبرك يارب، وبعدين حازم متربى معاهم ويعتبر اخوهم وانتِ عارفة هو متعلق بيهم ازاى
منى بحزن وبكاء =معاكي حق يا ماما حازم بالاخير هتشوفهم ومش هيفضل طول عمره كده ماحبوس وسطنا .. انا هجهز الشنط وحجز على اول طياره
قالت ذلك ثم صعدت الى الاعلى، بينما ياسمين جلست اوق أقرب كرسى تشعر بان قدميها لا تستطع ان تحملها عقلها يدور بجميع الاتجاهات وشئ واحد هو الذى تصل اليه "ان الحقيقة ستكشف عما قريب".
______________
بعد مرور 3 ساعات فى المشفى كانت سارة قد دخلت الى غرفة العمليات..
كانت حالة حزن تخيم على المكان والكل فى حالة انتظار اى خبر بأنها بخير
كان مالك يقف وهو يشعر بالضياع يشعر بأنه السبب فى ما حدث لها لأنه من تركها وسلمها الى شخص لا يعرف معنى الإنسانية مغرور ومتكبر، عنده يقين بأنه هو من تسبب فى اذيتها
=ليه..ليه يا سارة عملت فيكى كدا كنتِ اقفى قدامى وارفضى وقولى مش عاوزاه، كنت هسمع كلامك ريحتينى فى الاول بس دلوقتى قلبى بيوجعنى عليكى اختى فوقى يا سارة عشانى انا فوقى
بينما كان الياس يقف وهو يشعر بالعجز لا يستطيع ان يقدم اى شىء صديقته واخته وابنة عمه الان بين الحياة والموت ولا يستطيع ان يقدم لها شىء يشعر بالخوف من فقدانها هو لا يريد ان يفكر بأنها من الممكن ان تتركه وترحل فهى صديقة طفولته منذ الصغر كلن يعتبرها امه واخته وصديقته وكل شىء له من قبل الحادث ولكن من بعده ابتعد هى عن الجميع لكنه بالفعل لا يستطيع العيش بدونها فى الحياة هو من قام بتربيتها هى مالك عندما كانا صغار كان يهتم بها كثيرا وكأن ذلك يغضب مالك كثيرا، هو من علمها معظم الاشياء والان هى فى الداخل وحدها رحمتك يا الله.
عاصم الذى كان يقف و يرى نظرة التيه والانكسار فى عيون جميع المتواجدين .. بالاضافة الى تأنيب ضميره الذى يحدثه بداخله بأنه هو السبب فى كل ما يحدث الان ف غم علمه بطباع حفيده الا انه وافق أن تكون تلك الضحيه فريسه له .. ولا احد يعلم الحقيقة غيره لكن تأنيب ضميره يالمه هو لاينكر انه كان يريد ان يجعل حفيده بأحسن حال وان يتغير على يد سارة .. هو لا يعلم ماذا حدث لكى يفعل امير بسارة هذا فهو يعلم انه من تسبب بكل هذا بالاضافه الى ان عدى قد أكد له انه قد تم دفشها عن طريق التعمد لان الوقفه ليست بالهينه وكانت قوية..
كانت ديما تبكى فى حضن الياس والاخر بدوره كان يشدد من احتضانه لها ويهمس لها بكلمات مطمئنه حتى تهدئ لكن لا يؤثر ذلك وكانت تزداد فى البكاء اكثر ...
بينما ملك ..
تركتهم وانعزلت بعيد عنهم ببعض المترات ويبدو على معالم وجهها الخوف دموعها الحبيسه فى مقلتيه..
تهز رأسها بالنفى وهى تجلس على احد المقاعد وجسدها يتارجح للامام والخلف بهستريا
وهي تتمتم بهمس وضياع وقلب حزين منكسر
=لا لا مش هيحصلها حاجة مش هتموت وتسيبنى زيهم .. بابا وماما مشوا .. سارة لا مش هيحصلها حاجة يارب اختى
الا ان قاطع تفكيرها وشرود كل فرداً منهم خروج عدى تتبعه تولين وطبيب اخر من العمليات وكانت معالمهم حزينه
قال عدى باسف وحزن
=انا اسف بس هى وصلت المستشفى متأخرة جداً وللاسف نزفت دم كتير ..
كم حزنً كتبته ، كم حزنً اريد الافصاح عنه ، كم خيبه ملئت قلبي ، وكم من طعناتً اخترقت ضهري ، تمتلئ عيوني بالدموع ، رئتاي تمتلى بلآهات ، كم يحمل هذا القلب من مراره هذه الحياه ، ماذا نستطيع ان نصنعه ؟ سوى المكوث بصمت ، ننتظر انتهاء اليوم لنبداء قصه كفاحً جديده عنوانها حزن اليوم اشد من حزن الأمس .
- خيبات مُتتاليةَ 🖤.
*سارة ايه مصيرها ؟!
*مالك هيتقبل فكرة ان ياسمين ترجع ؟
(اكلم عنها قبل كدا)
*حد هيعرف يوصل لامير؟!
*توقعتكم للحلقة الجاية؟!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: " رواية عشقت كفيفه " اضغط على اسم الرواية