Ads by Google X

رواية ما وراء الابتسامة الفصل الثالث 3 بقلم ديانا ماريا

الصفحة الرئيسية

   رواية ما وراء الابتسامة الفصل الثالث بقلم ديانا ماريا


رواية ما وراء الابتسامة الفصل الثالث 

هبطت السلالم مسرعة فقد تأخرت عن موعدها
ليستوقفها مشهد بقيت تنظر له لفترة ليست بالقصيرة .
كان الطبيب ينظر إلى ساعته بنفاذ صبر ، فقد 
تأخرت كثيرا و لم تتصل حتى الآن.
سمع طرق الباب ليأذن لصاحبه بالدخول فوجدها
هى .
الطبيب بقلق: اتأخرتِ كدة ليه يا سهيلة وحتى 
متصلتيش تقولى أنك هتتأخري، أنا كنت على 
أخلى السكرتيرة تتصل بيكِ.
لم تجبه و هى تتوجه لتجلس على الكرسى 
و الوجوم يسيطر على ملامحها و نظراتها.
الطبيب بإستغراب: مالك حاجة حصلت؟
سهيلة بجمود : شفتها .
الطبيب بإدراك: يارا؟
سهيلة و قد بدت نبرتها مرتجفة رغم التماسك
الظاهر عليها : ااه هى .
الطبيب و هو يضيق عينيه: طب و ده خلاكِ 
حاسة بأيه؟
سهيلة بنبرة مرتجفة: مش عارفة بس فجأة 
كنت ببصلها بحسرة على كل اللى فات و إزاي
كل حاجة بدأت و إزاي انتهت .
الطبيب بعطف: لو مش عايزة جلسة النهاردة و تحكى 
بلاش.
سهيلة بإصرار: لا لازم احكي.
الطبيب : براحتك و أنا سامع .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد الخطوبة بيومين ، كانت سهيلة شبه منعزلة 
فى غرفتها لا تفعل شيئا غير الأمور الأساسية
فى حياتها ك الأكل و النوم و الصلاة فقط 
ولم تتحدث إلى يارا و يارا بدورها لم تتصل بها .
استدعاها والدتها للحديث معها قليلا .
سهيلة : نعم يا ماما فى حاجة ؟
والدتها بحنان: بصي يا حبيبتي مش هقولك زى 
بقية الأمهات أنتِ كبرتي والكلام ده كله بس 
متقدم لك عريس .
سهيلة باعتراض: يا ماما....
قاطعتها والدتها : عارفة قصدك و أنك كمان شهر 
ولا حاجة داخلة تالتة ثانوى اللى هى مرحلة مهمة 
و أنك صغيرة بس هو شافك فى فرح يارا 
و طلب من خالتك تقولى هو قريب بابا يارا 
من بعيد و رغم أنه خالتك قالتله حتى أنه أنك لسة 
بتدرسي، هو قال خطوبة و لما يجي الوقت المناسب 
تتجوزوا.
دار بخلد سهيلة أن يكون هو نفسه الشاب الذى 
حادثها خارج القاعة ، لم تعرف لماذا فجأة ارتاحت 
للأمر.
سهيلة : اللى تشوفيه يا ماما ، ممكن يجي و لو 
مرتحتش مش هوافق.
والدتها بفرحة : طبعا ياحبيبتي و محدش هيغصبك
على حاجة ، أما أروح أقول لأبوكِ بقا.
ذهبت و تركتها تفكر ، أيعقل فعلا أن يكون نفسه 
ذلك الشاب و قد تقدم لخطبتها؟
تحمست نوعا ما و ذهبت لإخبار يارا .
فتحت هاتفها و تطبيق الواتس لتجدها متصلة ف 
فرحت كثيرا و أرسلت لها .
سهيلة بحماس: يارا ، تعرفى إيه اللى حصل ؟
أتقدم لى عريس و أنا وافقت يجى .
ظلت لبعض دقائق متصلة قبل أن ترد .
يارا : بجد ؟ مبارك .
ثم ظهر أنها لم تعد متصلة و قد أغلقت التطبيق .
حدقت سهيلة إلى الشاشة بذهول و عدم استيعاب
و قد اضطربت بشدة .
لم تصدق أن هذا ما حدث للتو ، و بهذه البساطة ؟
بقيت جالسة مكانها بجمود لبعض الوقت
حتى بدأت فى البكاء مرة أخرى و تشهق 
شهقات متتالية .
فى وسط الأمر وصلها إشعار بنزول منشور حديد ليارا 
بالاشارة إلى صديقتيها لترى المفاجأة و أنها
كانت جلسة تصوير الخطوبة بحضور سارة ولميس!
ضحكت بسخرية و مرارة و هى تنظر إلى الصور التى تثبت كذب يارا مجددا، ألم تخبرها أن خطيبها رفض
حضور أي صديقة لها حتى ابنة خاله !
فى المساء أخبرتها والدتها أنها ستذهب فى اليوم 
التالى إلى بيت خالتها (والدة يارا) و أنها ستذهب
معها ، ولم تستطع الإعتراض أو إخبار والدتها أي شئ.
و ذهبوا فى اليوم التالى و بعد الترحيب جلسوا 
سويا أربعتهم و حاولت سهيلة تجاهل يارا 
و الصمت قدر الإمكان.
والدة يارا : بس هقولك محمد اللى متقدم لسهيلة 
بقا ماشاء الله عليه أدب و أخلاق و وظيفة كويسة 
يعنى إن شاء الله مش هيخليها محتاجة حاجة .
والدة سهيلة بمزاح: يارب سهيلة توافق و يارا 
تاخد دور أخت العروسة و تعمل زى ما سهيلة عملت 
مع يارا .
والدة  يارا و هى تقطب جبينها  : و سهيلة عملت إيه مع يارا ؟
والدة سهيلة ببساطة: يعنى زى ما سهيلة لقت لها 
البنت بتاع الميك أب و فضلت وراها لحد ما وافقت 
على الميعاد ده حتى مراحتش معاها السيشن
لأنه وليد مكنش راضي أي حد يروح حتى لميس
و سارة .
والدة يارا باستنكار: بس ده محصلش، يارا هى 
اللى كانت عارفة البنت دى و حجزت معاها فى 
الميعاد اللى هى عايزاه لأنها معرفة لها .
يارا ببرود : وليد ممنعش حد يجي معايا يا طنط 
خالص و أنا مقولتش لسهيلة حاجة زى دى خالص .
والدة سهيلة بذهول: إيه اللى بتقولوه ده ؟ 
أنا سهيلة قالت ليا الحاجات دى بنفسها أيام 
الخطوبة .
يارا : هتلاقيها غلطت ولا حاجة يا طنط بس 
مفيش حاجة من دى حصلت .
عادا إلى المنزل بصمت و لم تتفوه سهيلة 
بأي كلمة هناك أو حتى فى الطريق إلى المنزل.
والدتها : أنا نفسي أعرف أنتِ ليه متكلمتيش
هناك و فضلتِ ساكتة ؟
سهيلة : يعنى هقول إيه يا ماما ؟
والدتها بغيظ: تقولى اللى قولتيه ليا و إلا معنى 
سكوتك ده أنه كلامك صح .
سهيلة بمرارة : هيفيد بأيه لو اتكلمت مهو كل واحد 
عارف نفسه وربنا شاهد على اللى حصل وأنه
أنا فعلا عملت معاها كدة و فى الآخر بتنكر
كل ده يبقى أتكلم ليه ؟؟؟؟
والدتها : طيب ربنا يسامحهم بقا بس مش هنسي
لهم الحركة دى أبدا.
بينما ذهبت سهيلة بصمت إلى غرفتها مجددا 
لتأخذ حقيبتها و تذهب إلى دروسها .
بعدها ظهرت نتيجة الثانوية العامة و قد 
نجحت يارا و لكن مع الرسوب فى مادتين و إعادتهما
بينما صديقتها قد رسبتا و سيعدان السنة مجددا .
حينها لم تتخلى سهيلة عنها و قد ساعدتها بالبحث 
عن جامعة تناسب مجموعها رغم انشغالها
فى دروس الثانوية التى بدأتها للتو و رغم ذلك 
كانت كثيرا ما تعمل دروسها و ترافق يارا للبحث
عن جامعة لها .
و فى مرة و حين كانت سهيلة عائدة من درس لها 
لم تنتبه أثناء عبورها الطريق و صد'متها سيارة .
أفاقت فى المستشفى و قد أحست أن جميع 
جسدها يؤلمها و لا تستطيع الكلام.
سهيلة بهمس : ماما ....بابا ...
والدها بلهفة : أخيرا صحيتي يا بنتي .
والدتها بفرحة و دموع : الحمد لله حمدا لله على السلامة.
سهيلة بتعب: هو إيه اللى حصل ؟
والدها : و أنتِ معدية الشارع عربية خبط"تك 
و جيتي المستشفي و رجلك اتكسرت بس الحمد لله
مفيش غير رضوض و يعنى هتعرجي على رجلك شوية بعد ما تخفى و مفيش حاجة تانى .
سهيلة : الحمد لله دائما و أبدا ، أنا عطشانة أوى.
والدتها بحنان : حاضر بس يجي الدكتور يقول 
مسموح بالمية ولا لا .
فى المساء كانت والدتها جالسة تتحدث فى الهاتف .
والدتها : اه هى كويسة دلوقتي الحمد لله، فاقت 
بس لسة مش قادرة تمشي ، تكلميها؟ طيب ثانية .
والدتها : سهيلة ... خالتك عايزة تكلمك. 
سهيلة : أيوة يا خالتو.
خالتها: ألف سلامة عليكِ ، وحمد الله على السلامة 
إن شاء الله تقومى على خير.
سهيلة : الله يسلمك يارب .
خالتها : خدى يارا عايزة تطمن عليكِ.
يارا : حمدا لله على سلامتك يا سهيلة.
سهيلة : الله يسلمك يا يارا .
يارا : عاملة إيه دلوقتي ؟
سهيلة : بخير الحمد لله على كل حال.
يارا : يارب دايما، هبقى أكلمك بعدين بقا، سلام.
سهيلة : سلام.
و أنتهت المكالمة ، ثم  مر يومين آخرين و لكن 
بدون أي إتصال من يارا أو ذهبت لرؤيتها حتى .
سهيلة بتردد : ماما ... هو يارا مكلمتكيش تانى ؟
والدتها بتوتر : لا...بس خالتك كلمتني امبارح
تطمن عليكِ.
تحولت نظراتها للحسرة و الحزن و لم تتكلم .
بعد قليل دلف والدها إلى الغرفة وهو متوتر .
والدها : سهيلة يا بنتى إحنا دايما عارفين أنه
أي حاجة بتحصل لنا بتبقى خير من ربنا حتى 
لو إحنا مش شايفين ده صح ؟
سهيلة بقلق : فى ايه يا بابا ؟
والدها : محمد الشاي اللى متقدم لك بعت أنه
كل شئ قسمة و نصيب.
ظهرت إبتسامة على وجهها ف صُدم والديها.
سهيلة : مش حضرتك قولت أنه أي حاجة تحصل 
بتبقي خير لينا ؟ ف الحمد لله ربنا كشف حقيقته ليا .
والدتها براحة : اه والله يا بنتى ما كان يستاهلك.
سهيلة : تمام أنا عايزة أنام بقا تصبحوا على خير.
تبادلوا النظرات قبل أن يخرجوا من الغرفة 
و يتركوها وحيدة ، وعندها اختفت الإبتسامة!
~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تبكى و تشهق بقوة شهقات متتالية .
انتحبت لفترة طويلة حتى أحست أن قلبها 
على وشك التوقف .
و كل هذا و الطبيب يراقبها بشفقة و عطف .
ثم نهض من مكانه و  توجه إليها و فى يده محارم 
ورقية .
أخذتها منه وهى تجفف دموعها و مضى وقت 
قبل أن تهدأ قليلا .
الطبيب : كفاية كدة النهاردة .
سهيلة بصوت مبحوح : لو سمحت ممكن أمشي.
الطبيب : تمام براحتك و أن شاء الله أشوفك المرة 
الجاية و ولو عايزة تيجى قبل الميعاد فى أي وقت
تعالى.
لم تنتظر ثانية أخرى و أخذت حقيبتها ونهضت
حتى تذهب إلى المنزل بسرعة و تعود إلى بيتها 
لتبكى ب حرية و كما أنها لا تريد رؤية أي أحد.
كانت على وشك الذهاب إلى غرفتها حينما نادتها
والدتها، ف استدارت لها و هى تدعى الله إلا تنتبه
لبكاؤها.
والدتها : متعرفيش اللى حصل ؟ مش يارا بنت 
خالتك فسخت خطوبتها.
سهيلة بصدمة: نعم!!!

يتبع الفصل الرابع اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent