Ads by Google X

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الثالث 3 بقلم روزان مصطفى

الصفحة الرئيسية

  رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الثالث بقلم روزان مصطفى


رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الثالث 

إعتدلت جولييت على فراشها عندما شعرت بأن جسدها دافيء وكأنها تتلحف بغطاء !
نظرت حولها وعيناها دامعتين إثر بُكاؤها على ذلك اليوم السيء الذي مرت به ، لتعود مرة أخرى وهي تتمدد على الفراش وتحتضن وسادتها 

قام جبريل من خلفها وهو ينظر لها بملامحه الصادقة ويشعر أنه يود أن يُحطم ذلك العالم القاسي الذي يجعل تلك الجميلة حزينة 
تسلل بهدوء وهو يخرُج من غُرفتها ذات الباب المتوارب ونظر حوله وهو يبحث عن غُرفة شقيقتها المُتمردة ، سار بهدوء حتى فتح باب الغُرفة ف تململت ليلى في فراشها وهي تقول : تؤ تؤ تؤ ! أقفلي الباب وإخرُجي !

لم يُجيب جبريل عليها لكنه كان ينظُر لها بسخط على مُعاملتها السيئة تلك لشقيقتها وعلى حياتها الفوضوضية وإتكالها على الغير 
أمسك جبريل بمقبض الباب ليصفعه بقوة ف إنتفضت ليلى في الفراش وهي تجلس على رُكبتيها وتصرُخ بصوت مُرتفع 
سمع جبريل خطوات أقدام تركُض بإتجاه الغُرفة لتفتح جولييت الباب وهي تنظُر لشقيقتها بخوف وتقول : مالك بتصرُخي ليه
ليلى قامت مفزوعة وهي تقترب من جولييت وتحتضنها وتقول : نامي جنبي إنهاردة ، الباب إترزع وخوفت ! 
ملست جولييت على شعر شقيقتها وهي تنظُر حولها وتقول بهدوء : أنا برضو وأنا نايمة حسيت بجسمي سخن فجأة ومرتاحتش ، تعالي هنام جنبك متخافيش 

عدلت جولييت الملاءة والغطاء وهي تُدخل شقيقتها للداخل وتنام هي على الطرف الخارجي للفراش ، أغمضت عيناها ف نظر لها جبريل وهي نائمة ثُم قال داخل عقله : مش عاوز أأذيها لإنها أختك ، وأنا مستحيل أعمل شيء يضاييق ملامحك الجميلة 

* صباح اليوم التالي
كانت ليلى لا تزال نائمة وجولييت جالسة بإرهاق على الأريكة وهي ترتدي حذارها إستعداداً للذهاب إلى العمل ، بدون إفطار ك عادتها ستتناول شيئاً ما خفيفاً ك قطعة من الكعك أو رقائق البطاطا 
إلتقطت حقيبتها المُكتظة بأشياء عشوائية ثم أغلقت أضواء المنزل وأغلقت الباب ، وقفت ك عادتها في مُنتصف الشارع تنتظر سيارة أُجرة تُقلها إلى عملها ، مرت بضع دقائق حتى وجدت سيارة أُجرة تقترب من مكان وقوفها ، سائقها يرتدي قُبعة تُخفي عيناه ولا يظهر منه سوا شفتيه 
فتحت جولييت باب السيارة لتقول بإرهاق : عاوزة أروح *** 

أغلقت باب السيارة ليتحرك السائق بهدوء وهو ينظُر لها بين الحين والأخر في المرآة الأمامية ، أخرجت من حقيبتها أحمر الشفاة ولطخت به شفتيها ثم وضعته في حقيبتها مرة أخرى وهي تنظُر لذلك السائق غريب الأطوار ، ف رائحة سيارة الأجرة من الداخل نظيفة للغاية ، وملابسه مُهندمة ورائحته شخصياً رائعه ، تُذكرها برائحة زائر مُنتصف الليل ( جبريل ) 
شردت قليلاً به قبل أن تقول : هو إنت وصلت حد قبلي مش كدا ؟ 
مرت ثوان قبل أن يرفع إصبعه ويشير ب لا .. تعجبت جولييت أنه لا يتحدث ، وقبل أن تُقحمه بسؤال أخر كان قد أوقف السيارة أمام المتجر ، نزلت جولييت ووققت بجانب باب سيارته وهي تبحث في حقيبتها عن النقود لتُحاسبه ، لكنه كان قد إنطلق بالسيارة بعدما أوصلها ولم يأخُذ أُجرته ! 
نظرت هي بإستغراب لذلك السائق وهي تقول : مجنون دا ولا إيه ! وفرت ..
أما في السيارة خلع جبريل قُبعته وهو يُعدل من خُصلات شعره المموجة وينظُر بعينيه العميقتين في المرآة ويقول : مش هعرضك أبداً ليوم سيء زي يوم إمبارح !
فتحت جولييت المتجر وهي تتناول علكة على معدة فارغة ، تمضُغها مُحاولة الإلتهاء بها عن الجوع الصباحي 
وضعت حقيبتها على المكتب المُستدير ووقفت خلفه في إنتظار أحد الزبائن ، مرت عشر دقائق قبل أن تدخُل المتجر فتاة بخُصلات شعر طويلة للغاية ، بشرتها بيضاء وترتدي نظارة شمسية .. تُمسك بيدها حقيبة ورقية ك حقائب الطعام .. ورائحتها جميلة للغاية ، لا تعلم لما يمُر جبريل على عقلها كُلما أستنشقت رائحة جميلة
قالت الفتاة بهدوء : صباح الخير ، من فضلك عاوزة تمثال الملاك الحزين .. هشتريه 
جولييت بسعادة : صباح النور ، حاضر 
إلتقطت جولييت التمثال وهي تُنظفه جيداً من الغُبار ، ثم وضعته في الحقيبة الورقية وهي تُسلمه للفتاة وتقول : دا حسابه ٣٠ 
أخرجت الفتاة من حقيبتها ورقة من فئة المائة وهي تقول : خلي الباقي عشانك 
نظرت جولييت للورقة وهي تقول : لا طبعاً ، ميرسي بس مش بقبل بقشيش 
الفتاة بغموض : أنا مُصرة إنك تخلي الباقي ليكِ ، أنا سعيدة اليوم وحابة كُل اللي حواليا يكونوا سُعداء زيي 
جولييت بإعتراض : أوك بس مش هينفع أصل ..
قاطعتها الفتاة وهي تضع الحقيبة الورقية على المكتب وتقول : وياريت تاكلي دا ، هتحبيه 
نظرت لها جولييت بذهول ، ف خرجت الفتاة من المتجر قبل أن تعترض جولييت 
ركضت جولييت وراؤها وهي تفتح الباب وتقول : يا أنسة !! يا مدام ، خدي بقية فلوسك والأكل !
لكن الفتاة الغريبة قد إختفت وكأنها ذابت في الهواء !
* بعد مرور نصف ساعة
كانت جولييت تُحدث سارة على الهاتف وتقول : بقولك تمثال الملاك الصُغير ب ٣٠ وهي سابت ليا ورقة ب ١٠٠ يعني ضعف تمنه مرتين ! وغير كدا سابتلي شنطة فيها أكل عصير فريش وخُبز فرنسي ومربى وجبن 
ضحكت سارة وهي تقول : شكل في حد مُهتم بيكِ أوي وموصيها توصلك الحجات دي 
نظرت جولييت أمامها بإستغراب لتقول : حد مين هو أنا أعرف حد ؟ 
سارة بهدوء : كُل ما بتحفظي السر ، وبتلتزمي بتسليم القنينة كُل ما هتحسي بإهتمام محدش حس بيه غيرك .. أنا لازم أقفل ورايا حجات في البيت 
أغلقت سارة الهاتف ف ظلت جولييت تُحدثها : ألوو ! تقصُدي إيه ؟؟ .. قفلت 
وضعت جولييت الهاتف بملل على المكتب المُستدير وهي تنظُر لحقيبة الطعام ، رائحة الخُبز الطازج أغرتها كثيراً أن تبداً في تناول الطعام 
مع القضمة الأولى تذكرت رائحة جبريل في الفتاة غريبة الأطوار وفي سيارة الاجرة ، أيُعقل ! 
تذكرت جملة سارة الأخيرة عن الإهتمام ف إبتسمت وهي تتذكر سيارة الأجرة تتخطاها قبل أن تُحاسب 
بعد ما إنتهت من تناول طعامها ، ظلت واقفة تؤدي عملها بنشاط وسعادة غير المُعتاد ، وجبريل يُراقبها وهو سعيد .. مثلها تماماً ، لكن إبتسامته باهتة .. وكأن هناك شيئاً ما ينقُصه 
* في تمام الساعة العاشرة مساءً
رفعت جولييت هاتفها تطمئن على شقيقتها ليلى ، ردت الأخيرة على الهاتف بسعادة وإمتنان وهي تقول : من إمتى الدلع دا يا جولي ، هُما زودولك مُرتبك ولا أخدتي بقشيش ؟ 
عقدت جولييت حاجبيها في إستغراب ثُم قالت : دلع إيه ؟ بتتكلمي عن إيه !
ليلى وصوت مضغ الطعام كاد يخترق الهاتف : هو مش إنتي بعتيلي أكل دليفري على البيت ؟ دا متحاسب فلوسه وكله تمام دا أنا خلصت نصه وسيبتلك نصه في الثلاجة ، يا سلام لو من وقت للتاني تجيبيلنا أكل من برا 
جولييت بسُرعة : إستني بس ! مين سلمك الأكل دا ؟ 
ليلى بإستمتاع بالطعام : هيكون مين يعني الدليفري سلمهولي !
جولييت بفضول : شكله إيه يعني ؟ 
ليلى بضيق : إيه الأسئلة بتاعتك دي ، خلصي شُغلك وتعالي نحكي ونتكلم سوا
جولييت بإرهاق : على أساس لو خلصت وجيت هلاقيكِ صاحية ؟ المُهم هقفل عشان شكل في زبون جاي ..
أغلقت الهاتف مع شقيقتها ورأسها يدور يميناً ويساراً بحثاً عن أجوبة ، من الذي يفعل كُل ذلك وما هذا اليوم العجيب ! .. منذ وفاة والديهم وجولييت تحملت المسسولية على عاتقها حتى تُدلل شقيقتها الصغيرة ولا تُشعرها بالفقدان المُفاجيء لوالديها رغم أنها كانت تتألم أيضاً ولكنها أثرت شقيقتها على ذاتها وظلت تتنقل من عمل إلى أخر حتى لا تمد بيديها لأقاربهم .. لم تحظى جولييت بالإهتمام أبداً ، لذا تشعُر اليوم بشعور مُميز ، ولكنها خائفة من ذلك الإهتمام المُفاجيء 
مرت ساعتين وتحركت عقارب الساعة بإتجاه الثانية عشر مُنتصف الليل ، تحرك الجرس الصغير المُعلق فوق الباب ف رفعت جولييت رأسها ، لترى جبريل يدخُل المتجر برائحته الرائعة وملابسه السوداء المُهندمة ، وخُصلات شعره الكستنائية المُجعدة ، ينظُر لها بذات الحُزن الذي يحتل ملامحه الجميلة 
مال برأسه يميناً وهو يقول : مساء الخير 

نظرت له جولييت وصدرها يرتفع ويهبط .. مرت دقيقة قبل أن تقول : هو ، إنت .. يعني أقصد مين جاب الأكل لأختي ووصلني و ..
قاطعها جبريل بصوته العميق : أنا 
فتحت فمها من الصدمة ثُم قالت : إنت !
رفع رأسه ونظر لها بعينيه ، كانت عينيه تتفحص كُل قطعة في وجهها ، ثُم قال بصوتاً ساحر : تسمحيلي أخدك معايا رحلة صغيرة ؟ أوعدك قبل شروق الشمس هرجعك بيتك 
جولييت مازالت الصدمة تعتلي وجهها وهي تنظُر له ف قالت : بعتذر مش هقدر ، أُختي هتكون ..
قاطعها جبريل بنبرة هادئة : هتكون نايمة ..
إتسعت عينا جولييت من الصدمة وهي تقول : إنت تعرف منين ! 
ظل جبريل ينظر داخل عيناها ثُم قال : قبل شروق الشمس هتكوني في بيتك ، أوعدك .. وافقي عشان الطيارة مستنيانا 
إتسعت عيناها بصدمة وهي تقول : طيارة إيه !! هنسافر ؟؟ 
ظل ينظُر إليها وهو بيقول : بما إنك بقيتي مسؤولة عن تسليمي القنينة بداية كُل شهر ، ف حابب تشوفي شيء .. رحلة صغيرة ، مش هتنسيها طول حياتك ، حتى لو أنا إختفيت ..
وضعت جولييت يدها على قلبها تلقائياً ثُم قالت : أنا خايفة 
جبريل بهدوء : مُستحيل أأذيكي 
مد يده وهو يقول : ثقي فيا !

google-playkhamsatmostaqltradent