Ads by Google X

رواية زوجة ابليس الفصل الرابع 4 - بقلم روزان مصطفى

الصفحة الرئيسية

رواية زوجة ابليس البارت الرابع 4 بقلم روزان مصطفى

رواية زوجة ابليس كاملة

رواية زوجة ابليس الفصل الرابع 4

نظرت له رباب بدهشة من أوامره الغير منطقية لتقول بنبرة يشوبها الحُزن : هو إنت هتفضل تتعامل معايا بالطريقة دي كتير يا لؤي ؟ 
إتسعت عيناه غضباً وهو يقول : إسمي لوي .. مش لؤي ! 
إرتعدت هي ، حركت جسدها للخلف وهي تنظُر له بخوف ، ليفرُك وجهه بيده ويقول بإبتسامة : يلا ننزل ؟ 

مضطرب نفسياً ؟ يُعاني من إنفصام في شخصيته الغريبة ! لا تعلم ولكنه ليس طبيعي ، ومُنذ سكنها هُنا لم تستمع إلى صوت أذان وكأنه لا مسجد قريب من تلك المنطقة  ، لم يقوموا عائلتها أو عائلته بزيارتها مُنذ يوم الزواج .. فقط والدتها من جائت لتطمئن ومن وقتها لم ترفع حتى الهاتف لتطمئن على إبنتها ، قبل أن تغرق في أفكارها وتتعمق أكثر أفاقها لوي بنبرته الجادة وهو يقول : هننزل ؟ ولا هتفضلي واقفة كدا ! 
رفعت رأسها لتتلاقى عينها مع عينه ، كان بهما شيئاً غريب .. وكأنه
وكأن عينيه ، أحجار سوداء مُنطفئة ! هُناك شيئاً ما غير طبيعي به 

تجاهلت كُل ذلك وسارت معه خارج الشقة ، قاموا بإحضار حاجتهم  الضرورية وعادوا للمنزل 
أغلق لوي الباب وسار وهو يحمل الحقائب ووضعها أرضاً ، إستدار ليجد رباب واقفة تنظُر له بصمت 
بدون أن يرمش  نظر لها ليقول ببرود : مالك ؟ 

رباب بضيق : هو إنت شفاف ؟ 
نظر هو لجسده ثُم إستدار للمرآة ينظر بها بقلق وهو يقول : شفاف إزاي ؟ 
عقدت حاجبيها وهي تقول : أنا مبهزرش !! إحنا نزلنا مفتحتش بوقك مع البياعين ورجعتنا قبل الأذان حتى ملحقتش أسمعه ومختارتش ولا حاجة ، حتى لما جيبت عصير قصب ليا إنت مشربتش منه غير لما أنا عزمت عليك بيه 
أخرج من جيب بنطاله حلاوة صغيرة ووضعها في فمه وهو يمضغها ببرود ويقول : مش لازم أكل قدامك عشان أثبتلك إني كويس مش تعبان ، غيري هدومك وشوفي هتعملي إيه لإني لازم أنزل أروح مشوار ومش هتأخر 
رباب بضيق : طب وأنا ؟ ماليش ولو جزء صغير من يومك نثبتلي فيه جوازنا ! ليه محسسني إني فارضة نفسي عليك ؟؟ ليه كل ما نقرب تبعدني عنك وتعمل حجج 

لم تهتز به شعرة بل قال بذات البرود الذي يتملكه مُنذ يوم زواجهم : لما أرجع هثبت جوازنا ، حضري نفسك 
ظهرت إبتسامة على ثُغرها ولكنه لم يكترث بها ، أدار ظهره لها وخرج من المنزل 
بدأت هي في تنظيم الأغراض حتى تنتهي منها وتبدأ في تزيين جسدها بأحد ملابس النوم الرقيقة التي لم يُحالفها الحظ لإرتدائهم 
دخلت إلى المطبخ الصغير وهي تفتح الثلاجة وتضع الطعام بها ، كان هُناك في أخر رف بالثلاجة بكرة خيط من الصوف الأسود ، عقدت رباب حاجبيها بحيرة وهي تنظُر لها ، وقعت البكرة وظل الخيط ينفرد منها ، والبكرة مُستمرة في التدحرج وكأنها تعرف طريقها جيداً ، توقفت البكرة بالقُرب من باب غُرفة لوي ، إنحنت رباب لتلتقطها ولكنها إستمعت لصوت سيدة داخل الغُرفة 
وقفت رباب بخوف وهي تنظُر للباب المُغلق ويدها ترتجف بالقُرب من المقبض في تردد أن تفتحه 

ولكن الأحاديث الدائرة داخل الغُرفة أثارت فضولها ف أدارت المقبض ببطيء وفتحته وهي تنظُر للداخل بعينان مذهولتين 
كانت السيدة ترتدي ثوب من اللون الأسود وعُنق الثوب لونه أبيض ، شبيه برداء الراهبات ولكنه ثوب عادي ، خُصلات شعرها باللون الرمادي الباهت ، مُجعدة وغير مُرتبة ، ووجهها مُمتليء بالتجاعيد وبشرتها صفراء اللون  ، أما عيناها ! البؤبؤين بياضهما ناصع وكأنها كفيفة 
كانت تجلس على الكُرسي الخشبي الهزاز ، وهي ترجع به للخلف ثُم تتقدم به ببطيء ، وكانت تخيط بيدها وشاح من الصوف الاسود وتقول بنبرة عميقة ميتة : مين سمح للقطة بدخول البيت ؟ 
كانت تقف أمامها فتاتين ، متساويتان في الطول ، آحداهن كانت قد ربطت خُصلات شعرها السوداء الداكنة بخيط من الصوف أسود طويل 
قالت تلك الفتاة بنبرة أسفة : أنا لكن ..

قاطعتها السيدة  العجوز لتقول  : شافتكم ؟ القطة شافتكم !!
الفتاة ذات ربطة الشعر بخيط الصوف أجابت بوجل : شافتني أنا بس ، بس..
لم تُكمل جُملتها ، قد أوقفت السيدة بقدمها الطويلة المُمتلئة بالتجاعيد ، أوقفت الكُرسي عن الحركة 
مما أثار رُعب رباب وهي مُتعرقة الوجه وتنظر لقدم السيدة العجوز ، أظافرها كانت صفراء اللون باهته وقدمها طويلة !
قامت العجوز لتقف وصوت تكسر العظام قد خرق أُذن رباب لتقول السيدة بصوت مُخيف : ليه كدا ؟ 
إقتربت من الفتاة الصغيرة وهي تسحب طرف الخيط الصوف الأسود وتحل ربطة شعرها ، لتصرُخ الفتاة وخُصلات شعرها تنسحب مع الخيط 
صرخت رباب بصدمة ف توقفوا هم عن الصراخ وعن أي صوت ، إستدارت لها السيدة العجوز وهي تنظُر لها بعينيها البيضاء 
إنحنت السيدة العجوز لتسير على قدميها ويديها في آن واحد وتقترب من باب الغُرفة ! تقترب من رباب !
أغلقت رباب الباب وركضت بإتجاه باب الشقة وما أن فتحته حتى تخرج وقعت داخل أحضان لوي وهي ترتجف 
هو بتساؤل : مالك ؟
دخل الشقة ومازالت مُتشبثة في قميصه وهي تقول ببكاء ورعب : في .. في حاجة في أوضتك .. أءء  أنا 
تغيرت نبرة صوت لوي وعيناه أظلمت وهو يقول : مين سمحلك تدخلي أوضتي !!!

google-playkhamsatmostaqltradent