رواية حكاية سهيلة الفصل الخامس بقلم ديانا ماريا
رواية حكاية سهيلة الفصل الخامس
سهيلة بصدمة : أنت؟؟
نظر لها ببرود قبل أن يقول بسخرية : لا مش أنا.
نظرت له بحنق: هو أنت متعرفش ترد زى الناس أبدا؟
و قبل أن يجيب ظهر أخاها من وراءه .
إيلاف : روحى قولى لبابا يا سهيلة أنه إحنا
جينا و بعدها ساعدي ماما فى المطبخ.
زفرت بنفاذ صبر وهى تنظر بغيظ إلى الذى يقف
أمامها : حاضر.
ثم ذهبت لإخبار والدها و وقفت على مقربة منهم
لتعلم ما يدور بينهم من أحاديث.
ارتسمت إبتسامة واسعة على وجه والدها و هو يرحب
بالغريب و يجلسه كأنه فى بيته تماما و سهيلة
تراقب بدهشة قبل أن ينتبه لها إيلاف و يأمرها
بعينيه أن تذهب بعيدا.
بعدها خرجت والدتها من للمطبخ.
والدها : تعالى يا إلهام عايزة أعرفك على ضيفنا .
صدمت وهى تشاهده يعامل والدتها بتهذيب و أدب.
الشاب: أهلا بحضرتك يا طنط أتمنى مكونش
مصدر إزعاج ليكم .
والدتها بحنان و ترحيب: أبدا يا بنى أنت دلوقتي
فى بيتك و اعتبرني زى والدتك بالضبط .
أحس بإحساس غريب للغاية من الكلمة التى
قالتها و كأن كلمة أم هو شي غير معتاد بالنسبة إليه!
رغم ذلك رسم إبتسامة رغم عدم الارتياح داخله: أكيد
ده شرف ليا .
والدها : إيلاف راح له و اتكلم معاه و بما إنه مش فاكر
حاجة ، إيلاف اتفق معاه هيقعد فى الشقة اللى فوق
و جاب أم محمد وضبتها و هيشتغل معانا لحد
ما ذاكرته ترجع إن شاء الله.
الشاب بتهذيب: ده كتير عليا .
إيلاف و هو سربت على كتفه : ده أقول واجب نعمله
معاك بعد ما أنقذت أختى.
والدتها : يلا العشاء جاهز و هنحطه على السفرة .
أدهم: لا مفيش داعي .
والدتها باعتراض: إيه مفيش داعي دى كدة هزعل
أنت مش معتبرنا أهلك ولا ايه؟
أدهم بإبتسامة باهتة: براحتك يا طنط اللى تشوفيه.
ذهبت لتجد سهيلة محدثة بذهول وهى فاتحة فمها
بدهشة، ف ضر'بتها على كتفها بتوبيخ خفيف
و هى تأخذها معها إلى المطبخ.
أثناء تناول الطعام كانت سهيلة رغما عنها تختلس
نظرات لذلك الغريب الجالس الذى يأكل بطريقة
توحى برقى طريقته .
إيلاف بمزاح: بس لازم بقا نعرف لك إسم
علشان نناديك بيه مش هنفضل طول الوقت هقولك
يااا.
ابتسم إبتسامة جانبية بينما تطلع والدها إليه
برزانة: فعلا إيلاف معاه حق، لو أنت مش فاكر
أي حاجة ممكن نختار لك إسم.
والدتها بحماس: إيه رأيك فى إيهاب؟
قطب جبينه و كان واضح عليه الإعتراض.
والدها : طب زين ؟
نظر إليه أيضا و لم يرد .
إيلاف : طب حازم؟
نظر إليهم جميعا و بأن عدم الرضى على وجهه.
أدهم؟
نظر الجميع إلى سهيلة التى نطقت ذلك الإسم
بصوت منخفض و هدوء.
نظرت إليهم فى خجل و هى تقول : أنا قولت أقترح
إسم معاكم .
نظر إليها بغموض وهو يردد بصوت أجش منخفض: أدهم.
إيلاف بفضول: عجبك ؟ يبقى أدهم.
والدها برضى: خلاص يبقي أنت من النهاردة أدهم.
ابتسمت سهيلة برضى و هو تعود للأكل و ثم
رفعت ملعقتها ولكن تجمدت فى منتصف الهواء
و عينيها صليت على أدهم وهى ترياه ينظر
إليها نظرات لم تستطع أن تفهمها .
بعد إنتهاء الطعام ذهبت إلى غرفتها تجلس بها
و تذكرت ما سيحدث غدا، ظهر الضيق و قلقت
حقا و لم ترد مواجهة يارا أبدا ف مجرد
تذكرها يشعرها بالخيا'نة و الخسارة فى آن واحد.
التقطت هاتفها و أتصلت على ابنة عمها لتتحدث
معها قليلا و تلهى أفكارها عن أي شئ آخر.
سهيلة : إيه يا بنتى كل ده علشان تردى ؟
قوت بضحك: أيييه مشوفتش التليفون كنت
بذاكر شوية .
سهيلة بذهول: بتذاكرى إيه أنتِ مش اتخرجتى
من شهرين خلاص؟
قوت بتوضيح: يعني مع نفسي كدة بنمى المعلومات
بتاعتى فى وقت فراغى.
سهيلة بسخرية: طب كويس أنك بتنمى معلوماتك
إيه هتطلعى وزير يعنى .
قوت بذكاء: حتى لو مطلعتش وزير على الأقل
لو قدمت على وظيفة أبقي أحسن من غيري
و من غير وظيفة الإنسان بيفضل يتعلم لحد
ما يموت .
تنهدت تنهيدة عميقة بتعب و لم ترد عليها .
قوت بتساؤل: مالك يا سهيلة حساكِ مش على
بعضك كدة و بعدين مختفية فين بقالك
يومين ؟
سهيلة بحزن: دى حكاية طويلة أوى يا قوت.
قوت بقلق: طب أنا سمعاكِ يا حبيبتى لو حابة
تحكى .
سهيلة بتعب: مش وقته دلوقتي ، على العموم
ماما عاملة عزومة بكرة ، ممكن تيجي و بالمرة
احكي لك ؟
قوت بتردد: بس دى عزومة خاصة و.....
سهيلة بإنزعاج: قوت أنتِ بتتكلمى إزاي، ده بيت
عمك يعنى بيتك و مش محتاجة وقت معين
أو حد يقولك علشان تيجى.
قوت بمودة : خلاص متزعليش ، هاجى بكرة
إن شاء الله بدرى و. أكون معاكِ.
سهيلة : تمام يا حبيبتى ، تصبحي على خير.
قوت : و أنتِ من أهل الخير .
أغلقت الهاتف معها و وضعته على الطاولة بجانبها
ثم أغلقت الضوء لتنام، و عندما كانت على وشك
النوم ذهبت أفكارها دون إرادتها لذلك المجهول.
أدهم! نطقتها بهمس قبل أن تغط فى النوم .
فى اليوم التالى استيقظت باكرا لتساعد والدتها
و بعد قليل حضرت إليها قوت ف ذهبا لغرفتها .
قوت و هى تجلس على السرير : ها فى إيه بقا؟
نظرت لها ثم تنهدت بثقل قبل أن تبدأ فى
سرد ما حدث لها .
هبت قوت واقفة بعن'ف و غضب: أنتِ بتقولى
ايه؟ هى عملت معاكِ كدة و النهاردة جاية
عندكم إيه البجا'حة دى ، أنا هو'ريها لما تيجى
و أعرفها مقامها .
نهضت سهيلة و هى تمسكها من كتفيها و تهدأها.
سهيلة برجاء: أهدى يا قوت يعنى هتعملى إيه
خلاص اللى حصل حصل أنا مش عايزة مشاكل .
قوت بسخط: يعنى إيه خلاص ؟ أنتِ كنتِ
معتبراها أكتر من أخت وهى تعمل معاكِ كدة؟!
أنا مش قادرة أصدق.
لم تتمالك نفسها و انهمرت الدموع على وجهها
و أغمضت عينيها بألم.
قوت بحرارة: سهيلة متعيطيش بالله عليكِ
هى مش تستاهل ، يصعب عليا أوي أشوفك
كدة .
سهيلة بنبرة مرتجفة : أنا مش بعيط عليها يا قوت
أنا بعيط على نفسى ، و صعبانة عليا أوي العشرة .
احتضنتها قوت وهى تضغط على شفتيها بضيق:
العشرة اللى تهون ميستاهلش يتبكي عليها يا سهيلة
حتى العشرة و الذكريات لو كانوا مع شخص ميستاهلش
يتمحوا خالص.
ظلت تبكى لبعض الوقت و تشهق بقوة حتى هدأت
و مسحت دموعها و ابتعدت عن قوت .
سهيلة بتحسر: معاكِ حق .
كانت تنظر إليها بعطف حتى تذكرت شيئا
قوت بفضول: صحيح يا سهيلة إيه حكاية الشاب
اللى شوفته خارج من بيتكم مع إيلاف و عمى .
تشدقت سهيلة : ده الشاب اللى أنقذنى من الحادثة
و العربية خبطت'ه بدالى.
صدمت قوت وقالت بقلق: حادثة؟ حادثة إيه
طب أنتِ كويسة؟
سهيلة: كويسة متقلقيش، كنت هعمل حادثة يومها
و ربنا ستر و الشاب ده زقنى بعيد.
قوت بإستغراب: طب و هو ليه كان خارج من عندكم؟
سهيلة بتوضيح: بعد ما فاق اكتشفنا أن فقد الذاكرة
و ميعرفش هو مين ولا مين أهله حتى ولا أي
حاجة عن حياته ف بابا و إيلاف قرروا
يجيبوها هنا هيعيش فى الشقة اللى فوق
و يشتغل معاهم فى المعرض ك رد جميل لحد ما
ذاكرته ترجع إن شاء الله.
قوت باهتمام: طب و أنتوا واثقين فيه ؟
طب ملوش إسم خالص؟
سهيلة بإبتسامة و حماس : اه بابا أتكلم معاه و أرتاح له
و إيلاف كمان ، أنا أخترت له إسم و بقا إسمه أدهم.
رفعت حاجبها الأيسر بمكر و هى تنظر لها
بإبتسامة جانبية: أدهم....اااه قولتيلي.
سهيلة و هى تضيق عينيها: ايه بتبصيلي كدة ليه؟
قوت بعدم اكترات: لا عادى أصل عجبني الإسم.
سهيلة بتهكم: طب يلا ياللى عجبك الإسم نساعد
مرات عمك .
ذهبا و ساعدا والدة سهيلة فى إعداد الطعام و
ترتيب الشقة حتى حان موعدها و رن جرس
الباب معلنا وصول الضيوف .
ربتت قوت على يد سهيلة مواسية حينما وجدتها
شاردة بحزن .
تجمع الجميع على طاولة الطعام بعد إنتهاء
الترحيب و عودة والد سهيلة مع إيلاف و أدهم
من العمل .
لا تعرف ماذا أصابها حينما دلف أدهم، ولكن قلبها
بدأ ينبض بسرعة و توترت و أحست كأن تأثيره
ينتشر فى المكان .
أعجب به زوج خالتها و البقية فورا ، ف كان متحدثا
لبقا و مهذبا فى الوقت نفسه .
والد يارا : يعنى أنت هتشتغل مع الحاج أحمد بعد كدة
و أنت بتفهم فى الشغل ده يابنى؟
أدهم بنبرة جدية و باردة : لو مش عارف حاجة
مش هشتغل فيها و الحمد لله الحاج هيصبر عليا
لو مش عارف ولسة بتعلم .
الحاج أحمد بضحك: متخدش بكلام أدهم ده طلع
شاطر أوى و أنا مش عارف .
و استمر تبادل الأحاديث و سهيلة من حين لآخر
تختلس نظرة إلى أدهم الذى يتناول طعامه بصمت
حتى لاحظت أن قوت تنظر لها بخبث ف توقفت
و انشغلت فى طعامها و لم تعرف يارا أدنى انتباه.
والدة سهيلة : هو أنتوا لسة محددتوش ميعاد الفرح
يا يارا يا حبيبتى ؟
يارا : حددنا الحمد لله يا طنط و هيبقي بعد تلت
شهور و الأيام دى أنا مشغولة أوى فى التحضيرات
بقا و بنزل كل يوم مع أصحابي يدوب
ألحق على ميعاد الفرح.
كانت تتكلم وهى ترمى سهيلة بنظرات جانبية
لامبالية.
أحست بتجمع الدموع رغم عنها ثم شعرت بيد
قوت تمسك بيدها و تضغط عليها ، نظرت لها
بامتنان .
بعدما انتهى تناول الطعام ، لم تتحمل أكثر من
ذلك و خرجت إلى الشرفة .
أخذت نفسا عميقا و هى تغمض عينيها ثم فتحتها
و هى تنظر أمامها و تبتسم بسخرية .
شعرت أنها لم تعد وحيدة ف نظرت بجانبها
لتجد أدهم.
نظرت بعيدا وهى تتظاهر بعدم الاكتراث و الملل.
ظلت كذلك لبعض الوقت حتى اخترق ذلك الصمت .
أدهم بهدوء: كانت صاحبتك ؟
سهيلة باندهاش و قد اتسعت عيناها: هى مين ؟
أدهم: البنت اللى كانت عمالة تتباهى بنفسها جوا و
بخطيبها اللى قاعد زى الكرسى.
سهيلة بحزن : كانت أكتر من أختى؟
أدهم باستفهام: و إيه اللى حصل ؟
سهيلة بسخرية: واضح أنه أنا بس اللى كنت شايفة كدة
ثم حاولت تغيير الموضوع و هى تقترب من إناء
الزهور و تمسك بإحدى الأزهار.
سهيلة بإعجاب: تعرف أنا بحب الورد جدا ، تحسه
كدة حاجة مبهجة قادر تغير مزاجك هو .....
قاطعها بهدوء : تتجوزيني؟
اتسعت عينيها حتى كادت تخرج من محجرهما
وهى تنظر إليه بصدمة كبيرة: إييه؟
يتبع الفصل السادس اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية حكاية سهيلة" اضغط على اسم الرواية