رواية انجذاب الروح الفصل السادس بقلم زينب خالد
رواية انجذاب الروح الفصل السادس
بعد مرور أسبوعين
بدأت الصداقه تأخذ مجراها بين يزن ورهف بعدما تبادل كل منهم الحساب الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فى أحد مرات في شرم .. والصداقه أخذت مجراها فعليا
فى غرفه حازم
نجده يجلس على الفراش ساند ظهره على ظهر الفراش ... مرتدى بنطال باللون الاسود وتيشرت كات بالنفس اللون بينما على قدمه الحاسوب الخاص به ... كان يدقق النظر على أحد الملفات مندمجا فى القراءه .. لم ينتبه لطرق الباب ولا لدخولها وجلوسها على الفراش ... نظرت له كان مندمج حتى نادت بصوت عالى نسبيا :
حازم
لم ينتبه لها فى بادى الامر حتى وضعت يديها على قدمه ذعر من لمستها ردت بغير قصد :
اى مالك اتخضيت كده ليه
رفع نظره وارتسمت على شفتيه ابتسامة بسيطه ثم قال :
أنت دخلى امتى
اجابت رهف :
لسه داخله ناديت عليك مردتش .. فا هزيت رجلك بس كده
رد عليها بينما يضع الحاسوب على الكومدينو الموضوع بجانب الفراش :
معلش كنت مركز فا مخدش بالى ولا حسيت بيكى
رفعت كتفيها وردت بابتسامة بسيطه :
عادى ولا يهمك
ضم ذراعه على بعضها واردفت حازم بمزاح :
واى اللى حدفك عليا ... قصدى جيتى عليا
ضحكت رهف ثم ردت بمشاكسه :
عادى جيت اغلس عليك شويه
فتح ذراعيه لها حتى لبت له نداءه اخذها فى أحضانه ورد بابتسامة محببه :
وانا معنديش مانع ... بعدين بقالى كتير ما اعدناش مع بعض من بعد ما رجعنا من السفر
دفنت نفسها أكتر فى حضنه وأجابت رهف بنبره ملئيه بالعواطف :
عايزه اعد طول اليوم كده
ضحك عليها وأجاب من بين ضحكاته بغير تصديق:
دى أوامر من رهف هانم نفسها .. واو لا ده إحنا نوقف أشغالها عشان رهف هانم بقى
ضربته فى صدره بيديها وأردفت رهف بغيظ :
تصدق أنك غلس .. أنا غلطانه أنى جيت أعد معاك
حاولت أن تبتعد عنه ولكن سحبها مره أخرى بعدما ضرب بيده على رأسها تأوهت من الالم تحدث بتشفى :
أحسن تستهالى
ظل الصمت حليف الموقف بعض الوقت .. تحدث حازم محاولا لكسر الصمت :
وأنت عملتى اى فتره اللى فاتت
أجابت بنبره عاديه وهادئة :
مفيش جديد اقعده فى الجاليرى مره حد يجى ومره مفيش حد خالص .. وبالليل برسم أو بقعد على فون بس كده .... نهضت ونظرت له بارتباك : لكن فى حاجه عملتها وأنت اول واحد تعرفها
أجاب عليها ناظرا لها باهتمام وتركيز شديد :
أى هى
هتفت رهف بنبره يشوبها الارتباك بينما تلعب فى أصابع يديها :
واحنا فى شرم يزن أخد اكونت الفيس وأنا كمان وبقالنا من ساعه لم رجعنا بنتكلم ... هتفت رهف سريعا بخوف خوفا من رده فعله :
بس والله مش بنتكلم فى حاجه غير بوست مثلا نزلته او العكس مثلا بيحكيلى عن يومه ... لكن مفيش والله غير كده .. وهو اصلا محترم جدا ومش بيدخل فى أى حاجة وبيعد يهزر كتير اكتر ما بيتكلم
ظل ينظر لها باهتمام ولم يجيب على ما قالته .. وأنما هى كانت تنظر فى جميع الاتجاهات إلا هو خوفا من رده فعله. ... سحبها من يديها وأضعها فى مكانها سابق وتحدث بهدوء رزين يليق بشخصيته :
ينفع اعرف انت مرتبكه ليه وخايفه
لم يجد أجابه منها ولكن أكمل بدل عنها متحدثا :
أنت خايفه أن اتهور وأزعق وأتعصب والكلام ده .... او أعمل زى الاخوات الشداد اللى بيعملوا وأضربك وأعاقبك وكلام ده صح
هزت راسها نافيه على كلامه ثم أكمل برزانه وحكمه :
أنا قبل ما أكون واثق فيكى أنت .. أنا واثق فيه هو وإن عمره ما هيخون أمانه .... بعدين حتى لو بقيتوا صحاب ليها ضوابط شويه بعدين هو محترم ومش زى الشباب جو بتاع بنات خالص .. هو حياته كلها كانت عيلته وبعد ما اتوفوا بقي حياته شغل أو اقعد لوحده .. فا أى المشكله لما تكونوا صحاب
أخرجها من أحضانه وتحدث رافعا حاجبه لها بعدم تصديق مستنكرا :
ملقتيش غير ده .... ده بيهزر أكتر ما بيتكلم يا زين ما اخترتى يابنتى
لم تجب ولكنها أحضتنه بشده على تفهمه الدائم لها .. دائما ما يدعمها يفهمها من مجرد نظرة يعرف حالها .. لا يتركها دائما إلا وهو سعيده .. هتفت رهف وهى مازالت قابعه فى أحضانه بحب :
أنا بحبك أوى .. مش عارفه من غيرك كنت هعمل أى
بادلها حضنها بحنان أخوى شديد وأجاب عليها بابتسامة :
ابقى فكرينى أجبلك شكولاته ... بعدين أنا مبسوط أنك جيتى كلمتينى وصارحتينى لو حد تانى كنتى هتخافى أنك تعملى حركه زى دى
خرجت من حضنه وعلى وجها ابتسامه سعيده واجابت :
عشان أنت الوحيد اللى بتعرف مالى من نظره عينى
قبلت وجنتيه وهى سعيده بما قامت به ... بسبب خوفها من عدم تقبل الامر أو عدم تفهمه ... ولكن دائما ما يفاجئها بحكمته وهدوء فى الحديث لذلك دائما ما تلجئ له للحديث عن أى شئ يرأقها
وضعت رأسها على الوساده وأخذت الاخرى من خلفه وتحدثت :
يلا اطفى النور عشان عايزه أنام ... ومتنساش بكرة تجبلى شكولاته بالبندق عشان بحبها
نظر لها بصدمه وعدم تصديق وحاول إزاحها من الفراش قائلا :
أوعى كد يا ماما .. بتعملى أى فى سريرى روحى لسريرك بينده عليكى
أجابت رهف براحه وعلى وجها ابتسامه مغيظه له :
لا عاجبنى السرير وهنام هنا ... لو مش عجبك عندك اوض فى القصر كله نام فى أى أوضه
مسح وجه بيده وتمم بكلمات حانقه متضايقا منها لكن حاول ازاحتها من السرير قائلا :
لا مش هتنامى أوعى كده
أزاحت يديه وضربته ثم أجابت :
أنت اللى أوعى بقى عايزه انام وأنت مزعج
جحظت عينيه من الصدمه على وقاحتها معه بينما قال :
بعنى نايمه على سريرى .. ومش عاجبك وبتطردينى منها
رفعت رأسها له واخرجت لسانها باستفزاز و أجابت :
اه لو مش عاجبك طلقنى
لم يرد عليها ولكنه بدأ فى ضربها كى تنهض من على السرير أخذت الوسائده وظلت تسد ضرباته مع ضربه من أى منطقه تقابلها .... ظل يضرب كل منهم الاخر حتى خارت قواهم ونام بجانبها بعدما أخذ وسادته وازاح قدمها قليلا هاتفا بحنق :
اوعى كده واخده سرير كله
أجابت رهف بضيق منه وغضب :
براحتى بحب انام كده .. أقولك لو مش عاجبك نام على الكنبه
تحدث حازم بتعالى مشيرا باصبعه على نفسه :
انا حازم المنياوى اللى بنات كلها بتجرى وراه وتتمنى نظره منه تطردينى من سريرى وأوضتى
اجابت رهف بنبرة مستفزة :
اه ... وبس بقي عشان انام
أطفا الضوء من جانبه وظبط المنبه على ساعه الاستيقاظ المعتاده وأخذ وسادته وسريعا ما غطوا فى نوم عميق بعد مناكفات بينهم وحرب قامت بينهم
__________________________
اليوم التالى
فى الجاليرى
كانت تجلس وحيده لم يأتى أى أحد لشراء اللوحات ... كانت تلعب بالقلم على المكتب بملل زفرت بضيق وملل من وحدتها وعدم وجود أحد يوانسها ... أخذت الهاتف من جانبها وضغط على الازرار وضعته على أذنها متنظره أن يأتيها الرد
فى الشقه عند مالك
كانت تجلس تشاهد التلفاز على أحد مسلسلات الدراميه تتابع بتركيز مع الاحداث حتى أضاء هاتفها وبدأ فى رنين .. نظرت للهاتف ثم أمسكته ارتسمت على وجها ابتسامه هادئه وضعته على أذنها
تحدث رهف بابتسامة :
روضه ... ازيك
ردت عليها بينما تتابع بعينيها المسلسل :
حمدالله ... أنت عامله اى
اجابت رهف بملل :
اعده فى الجاليرى وزهقانه .. فاقولت اتصل عليكى
ضحكت روضه وأجابت :
ما زين ما اخترتى يابنتى
فكرت رهف لدقائق حتى أتتها فكره وبدأت فى عرضها عليها مردفه :
ماتيجى تعدى معايا شويه ... بدل ما أنا لوحدى ومحدش جه انهاردة خالص
اجابت روضه بحيره :
مش عارفه هتصل بمالك أقوله
أردفت رهف بنبره يائسه :
لو مش فاضيه خلاص مش مهم
لم ترد إحزنها ردت روضه عليها :
طب ابعتى لوكيشن وانا هكلم مالك واقوله
ابتسمت رهف مره أخرى بأمل أن تاتى :
ماشى وأنا هستناكى سلام
اجابت رهف بابتسامة :
سلام
_______________________
فى الشركه الادوية
مكتب مالك
كان يتابع المواد الكيميائية الجديده وتركيبتها .... ارجع رأسه للخلف وزفر بإرهاق تشنجت عضلات رقبته حركها يمينا ويسارا فاصدرت صوت طقطقه .... مد يده وأخذ الازازه الملئيه بالمياه شرب منها واراح رأسه على المقعد
جاء فى مخيلته طيف محبوبته وإبتسامتها المرحه عندما يقوم بشراء بعض الاشياء التى تعشقها
بدأ الهاتف فى رنين مد يده حتى أخذه نظر لاسم المتصل نمت على وجه ابتسامه عاشقه حتى اجاب :
جيتى فى وقتك
رددت بقلق من نبره صوته :
مالك يا حبيبي فى اى
أجاب مطمئنا لها :
مفيش متقلقيش مطحون فى الشغل بس
تحدثت بعدما هدأت قليلا :
طب ارتاح شويه بعدين كمل عشان متتعبش
ابتسم على قلقها الدائم عليه وحاول أن يبث لها الاطمئنان :
حاضر انا فعلا بعمل كدة .... مهم اتصلتى ليه
تحدثت بعبوس كأنه يراها :
يعنى هو انا لازم يكون فى حاجه ... عشان اتصل واطمئن عليك
ضحك عليها ثم أردف :
ماهو عشان عارفك .... مهم أنك وحشتينى اللى يسبنى دلوقتي أسيب الشغل واجيلك
ابتسمت بخجل من أثر كلماته ورددت بحب :
وأنت كمان وحشتينى
تحدث بمكر وعنينه تلمع بها الحب :
طب اى مفيش أى تصبيره لغايه لما أجى
نفت برأسها مكمله بابتسامة :
تؤتؤ مفيش ... رهف كلمتنى وقالتلى انها عايزانى اروحلها الجاليرى عشان أعده لوحدها .. تحدث مكمله برجاء ينفع اروح عشان خاطري عايزه انزل زهقت من الاقعده
اجاب بابتسامة :
ماشي مفيش مشكله .. روحى وانا هعدى عليكى لما اخلص
هتفت بفرحه كبيره :
اخيرا ياخراشي أنا بحبك كتير اووى .. مش بحبك من فراغ لا
تقدم بجسده وسند ذراعه على المكتب متحدثا :
الله كل ده .. يا بركاتك يا رهف مهم تاخدى بالك من نفسك
اجابت بسعاده بعدما نهضت من الاريكه واطفأت التلفاز :
حاضر متقلقش يلا سلام عشان الحق انزل
ابتسم على سعادتها المفرطه لمجرد موافقته على نزولها ثم اجاب :
ماشي سلام
صفقت بيدها بسعاده واتجهت سريعا للغرفه لترتدى ملابسها .... اردت بلوزه بلون البيج عليها فتاه وبعض الكلمات الانجليزيه وبنطال بوى فريند وتركت شعرها بتمويجه خفيفه وضعت أحمر شفاه بلون كشميرى و بلاشر خفيف على وجنتيها وبعض من الماسكرا .... أخذت حقيبتها وضعت بها لوازمها .. خرجت من الغرفه ارتدت كوتش أسود واتجهت سريعا لرهف وهى تكاد أن ارقص من الفرحه
_________________________
أما الجاليرى
نزلت من السياره أعطت للسائق الاجره بعدما اغلقت الباب .. ذهبت السياره من أمام الجاليرى أما هى ظلت دقائق تراقب المكان حتى تقدمت بخطوات هادئه وعلى وجها ابتسامه مشرقه
فى الداخل
كانت تجلس والملل كاد أن يفتك بها .. تتمنى أن تُلبى روضه لطلبها وأن تأتى لتجلس معها .. بدل جلوس كل واحده منهم فى مكان مختلف
فتحت الباب ودخلت وعينيها تقوم بفحص المكان باعجاب وإنبهار شديد من تصميم المحل ... ظلت تبحث عنها ... وجدتها تجلس على المكتب الخاص بها وتلعب بالقلم بملل
نادت روضه عليها بصوت وعالى مليئ بالحماس :
رهف ... رهف
انتبهت رهف لصوت ينادى عليها وقعت عينيها على روضه وعلى وجها ابتسامه مرحه .. نهضت من المقعد اتجهت ناحيتها .. أحتضنا بعضهم باشتياق بالغ لعدم مقابله بعضهم منذ السفر واكتفوا ببعض الرسائل والمكالمات الهاتفيه
بعد مده قصيره ابتعدوا عن بعضهم ومازالت الابتسامه مرسومه على وجوهم .. تحدثت رهف بسعاده شديده :
فرحانه أوى أنك جيتى .. مش متخيله سعادتى أد أى تعالى أعدى
أخذت يديها واتجهوا ناحيه أريكه موضوع فى جانب بعيد نسبيا عن مكتبها ... جلسوا عليها هتفت روضه :
قولت بما أن اعده لوحدى ... جيت البى دعوه حضورى للجاليرى
ضحكت رهف مردفا بسعاده :
أحسن حاجه عملتيها .... حابه تشربى
هزت روضه رأسها نافيه مجيبه :
مش محتاجه أى حاجة .. أنا جايه عشان نقعد مع بعض
هتفت رهف بتصميم :
لا طبعا لازم تشربى حاجه .. تحبى أعملك معايا نسكافيه
ابتسمت لها روضه مجيبه :
ماشى ... معلقتين سكر بس
نهضت واتجهت ناحيه الكونتر الموضوع عليه بعض المشروبات وجهاز للقهوه وغلاى للمياه ... وقفت تجهز لهم كوبان من نسكافيه
كانت تجول بعينيها على المكان من اللوحات وبعض الانتيكات الموضوعه .. تحدثت روضه بنبره منبهره وهى تنظر للوحات :
الجاليرى بتاعك حلو أوى
اجابت رهف بينما تضع المياه فى الاكواب :
ميرسى يا قلبى ربنا يخليكى
قلبت بالمعلقه المشروب فى الاكواب وضعتهم واتجهت ناحيتها ... أعدتها الكوب الخاص بها حتى أخذته بابتسامة بسيطه
تحدثت روضه بعدما رشفت قليلا من النسكافيه :
اللوحات حرفيا حاجه خيال حرام ... الموهبه دى عندك من وأنت صغيره ولا حبيتى أنك تتعلمى
أجابت رهف عليها وهى تأخذ رشفه من المشروب :
من ده على دة .. كنت وأنا صغيره كنت بحب أن ارسم وحصه الرسم .. بعدين موضوع كبر فى دماغى وقررت أنى أنميه .... تابعت بعض القنوات على يوتيوب واتعلمت الاساسات للرسم بعدين لما بابا عرف قرر أنه يودينى كورس رسم .... ولما نجحت وجبت مجموع فى الثانويه قررت أنى ادخل فنون جميله
تحدثت روضه :
وفى اقبال ولا لسه فى الاول الدنيا واقعه
أجابت رهف عليها :
مكدبش عليكى مش أوى يعنى .. يوم ممكن يجى كذا حد ويوم زى انهاردة مفيش دبانه حتى عدت قدام المحل
وضعت الكوب على المنضده وادارت جسدها لها وتحدثت :
طب مفكرتيش أنك تكبرى الموضوع .. تشوفى أى اللى مفروض يتعمل وتعمليه
اجابت بابتسامة :
حاولت بس للاسف مفيش أى أفكار ... حتى معظم اللى بيجوا ناس معارف ماما وبابا .. أنت عارفه الناس الاغنيه بتحب البيت فيه لُوح وانتيكات
فكرت روضه قليلا ثم أكملت حديثها :
طب دورى على مسابقات من اللى بتتعمل في محليه وفى عالميه ... اعملى بيدج على فيس وابدأى اعرضى عليها لوحات بتاعتك فاتجذبى ناس ليكى أكتر
استمتعت لها رهف باهتمام شديد وتركيز وأجابت معجبه بالفكره :
تصدقى مجاش فى بالى خالص أفكر كده .... أخر مسابقات شاركت فيها لما كنت فى كليه أو كورسات اللى كنت بأخدها
أكملت روضه حديثها :
طب ليه مفكرتيش تشتغلى فى شركه كا مهندسه ديكور .. دايما شركات بتطلب الناس الموهوبه اللى زيك
اجابت رهف عليها بوضوح :
كنت مهتميه أكتر بالجاليرى وأكبره
تحدثت روضه نافيه لما تقوله :
لا فكرى كده .. أنت موهوبه وحرام موهبتك تكون مغمورة
أردفت رهف بهدوء :
وأنت مفكرتيش تشتغلى ليه بعد الكليه
شربت قليلا ثم ابتسمت روضه لها واجابت :
لان أنا اتجوزت مالك بعد فتره من تخرجى من الكليه .. بعدين مكنش عندى واسطه عشان اشتغل فى اى شركه لا ليا عم ولا ليا خال
عقدت رهف حاجبيها باستغراب مردفه :
مش مفروض ليكى عيله ... بعدين مش شرط تشتغلى بواسطه
هزت روضه راسها نافيه مجيبه بتوضيح :
لا شرط أنت بس عشان أنت مش محتاجه واسطه ... لانك أنت واسطه كلها .. فا هتقدمى فى أى حته هيتوافق عليكى على طول .. أنت بس مش واخده بالك من موضوع مش أكتر .... ثم أكملت حديثها تقص لها ما مرت به فى حياتها لأول مرة لأى أحد قائله بنبره حزينه .. أنا ماما و بابا ماتوا كنت فى إعدادى بسبب حادثه عربيه .. ولأن ماما مكنش ليها غير تيتا .. فا روحت عيشت معاها وكنا بنعيش على معاش جدو .. وقدرت تطلع معاش تانى بسبب أنى يتيمه بس طبعا مكنش بيكفى غير يا دوبك مصاريف بيت وكان بالعافيه الاكل .... وفضلت عايشه معاها لغايه لما ماتت وأنا في ثانوية وهنا حصل الدروب بعد ما كانت عايشه معايا بقيت لوحدى لا ليا عيله ولا قريب يسأل عليا .. وفضلت عايشه على المعاش ودخلت بعديها كليه تجاره عشان أد مجموعى طبعا .. نظرا لان مكنتش باخد دروس يدوبك بحاول أفهم أى حاجة من المدرسة اللى طبعا محدش بيشرح فيها أو بيروح أساسا بس يعنى بعض الاحيان .... فاكنت بذاكر لوحدى وده مجهودى اللى قدرت عليه .. لان أنا مكنتش بجيب كتاب أو اى حاجه من الحاجات دي هو بس اشتريت كام كتاب كده اللى عرفت احله كنت بحله ودخلت الامتحانات وحليت ... جه وقت نتيجه طبعا كنت مضايقه جدا وزعلانه بمقارنه الارقام اللى زمايلى جابوها والكليات اللى هيدخلوها بس حمد ربنا على نعمه اللى أنا فيها غيرى مكنش تعليم اصلا
ترقرت الدموع في عينيها متخيله الايام العصيبه التى كانت تمر بها كأنها تعيشها مره أخرى وأكملت بصوت ملئ بالبكاء :
أوقات كتيره كانت بتمر عليا ممكن مكولش فيها ومره اعرف اعمل غدا .. فا اكل وطبعا مكلش كله حتى لو جعانه عشان اسيب حبه لبكره .... وساعات كنت بصعب على جارتنا فاكانت تبعتلى أكل وكانت بتعدى .. حتى الكليه مكنتش بعرف اكفى مصاريفها قدمت ورق يثبت أن يتيمه وتم أعفائى من جميع المصاريف بس اضطريت اشتغل عشان اعرف اعيش
سألتها رهف بنبره حزينه بما مرت به :
وكنتى بتشتغلى أى
أجابت عليها بتماسك :
مره اقف فى محل هدوم ومره تانى اقف كاشير فى سوبر ماركت .. أى شغلانه ينفع اللى أنا اشتغلها عملتها المهم اقدر أجيب فلوس اعرف أكل بيها أنهاردة
كانت تستمع لها ولمعانتها منذ الصغر حزنت كثيرا عليها وعلى ما عانته تحدثت رهف بنبرة حزينه :
أنا أسفه والله مش قصدى أنى أفكرك وأضايقك
حاولت أن ترسم الابتسامة على شفتيها ولكن لم تنجح مسحت بعض من الدموع التى تحررت من عينيها ... تقدمت بجسدها منها وأخذتها بين ذراعيها ... أجهشت الاخرى من البكاء بعد محاوله يائسة فى كبته ... تذكرت كل ما عانته كأنه يعاد مره أخرى كاشريط فيديو يتم عرضه أمامها ... حاولت أن تهدئها قاله بنبره مرحه :
يا خراشى يعنى انا قولت تيجى تعدى معايا مش تنكدى عليا
ابتعدت عنها متمما بنبره أسفه فى محاوله لزاحه دموعها :
أنا أسفه .. حقك عليا بس مقدرتش
ردتت رهف بابتسامة فى محاوله تخفيف عنها :
بهزر معاكى لا فرفشى كده ... بعدين مش لوحدك اللى عانى يعنى ده واحده بتبقى مكبوته اد كدة
انقلتت منها ضحكه من طريقه رهف وحديثها ... أزالت جميع دموعها وحاولت أن تتحكم بنفسها حتى استطاعت حتى لو بالقدر البسيط
تكلمت روضه بابتسامة بسيطه :
وأنت بقى ياست رهف محبتيش قبل كده ... مكلمتيش مثلا ولد يعنى حاجات من البنات اللى بتعملها
هزت راسها نافيه على حديثها واجابت بحسره :
ده كان حازم جاب خبرى ... ومكنش زمانى أعدين قدام بعض وكنتى تقرأى عليا الفاتحه
ضحكت ضحكه عاليه على حركات وجها المتحسره وضيقها أردفت من بين ضحاكتها :
ليه مكنش فى حد فى جامعه .. كده ولا كده مراقبه وحاجات زى الروايات كدة
أزاحت بعض من الخصلات التى نزلت على عينيها للوراء قليلا متمما بحسره على حالها :
مكنش ده بقا حالى .... للاسف ياريت كان فيه حته مراقبه من بعيد متحسرنيش على حالى ... بعدين مكنش فيه حد حلو
رفعت حاجبها واجابت بمكر :
متأكده أن مكنش فيه حد حلو ما بلاش كلام ده
اجابت الاخرى بلامبالاه :
أحم ... لا عادى كان فى بس أنا اللى معجبنيش بعدين بتوع بنات أكملت بنبره حماسيه احكيلى أنت قابلتى ازاى مالك واتجوزتوا
خجلت روضه من حديثها وابتسمت .. غمزت لها رهف بمكر قائله :
الله الله .. ده الموضوع طلع كبير وأنا معرفش .. احكيلى احكيلى
بدأت تتحدث والابتسامه مرتسمه على شفتيها من تذكر قصه الحب والايام التى عاشتها معه :
أنا كنت فى الكليه بتاعتى عادى الروتين اللى بيتعمل ولو فى ما بين محاضره ومحاضره ساعتين كنت بعدها على أى ركن فاضى كدة أفضل أعده لوحدى .. طبعا زى ما أنت عارفه كان حازم ومالك ويزن صحاب من أيام الجامعه كانت البنات كلهم بيموتوا عليهم .. بس أنا مكنش فى دماغى اصلا كان فيا اللى مكفينى بس عرفت أن كان مالك اعجب بيا وكان على طول بيراقبنى من بعيد وحفظ كل الاماكن اللى بقعد فيها لغايه لما بدأ ينجذب ليا ولهدوئى .. أنا كل ده مكنتش اعرف طبعا ولا باخد بالى لغايه فى مره لاحظت أن حد بيفضل يبصلى جامد وبيركز معايا مخدتش بالى من الموضوع ... بس بعيدين بقيت اركز وحبيت الاهتمام بيا وبدأ الموضوع بانجذاب بينا بس مكنش فى كلام او أى حاجة .. لغايه لما اتخرجت وهو قبليها اتخرج ومتقبلناش تانى زعلت جدا لان بدأ إنجذابى ليه يتحول لبوادر حب مكنتش اعرف أنه اتولد .. اشتغل بعديها عند بابا يزن وكون نفسه وجه هو ومامته اتقدم بس طبعا لانى لوحدى ومليش حد الموضوع تم بسرعه .. واتجوزنا وكانت أحلى أيام عدت عليا ومازالت دايما بيعوضنى على اللى عشته وشوفته وبحمد ربنا دايما على وجوده جمبى لو مكنش معايا .. مكنتش حياتى هتبقى بالراحه دى ولا الحب ده
تنصت لها بكل أهتمام والإبتسامة مرتسمه على شفتيها هتفت رهف :
أى دة أى جمال ده .. عشان أنت تعبتى فا ربنا كفأك على تعبك ومجهودك
سندت روضه ظهرها على الاريكه ثم أجابت :
فى دى عندك حق ... بس المهم أن زى ما قولتلك على شركه تشتغلى فيها وتنظمى وقتك بين الجاليرى والشركه ... أو هاتى حد يقعد مكانك وتعرفيه الشغل
تمكنت جزء من الفكره من رأسها ولكن ليس موضوع سهل كما تعتقد تخاف أن تترك جاليرى مع أحد ... تريد أحد أن يكون محل ثقه لا أن يسرقها ... قررت أن تترك الموضوع جانبا فى الوقت الحالى ... لانه يحتاج إلى كثير من تفكير وتخطيط كى تستطيع أن تنظم جميع الاشياء فى أمكانها الصحيحه
أجابت رهف عليها وعلى وجها ابتسامه :
هبقي أفكر حاضر ... بعدين أنا فرحانه أن لقيت حد أصاحبه بدل الوحده دى
ابتسمت الاخرى لها بسعاده قائله :
وأنا كمان فرحانه خصوصا مكنش ليا غير كام بنت بس كنا زمايل بس مش أكتر ... يارب تديم المحبه ما بينا
أمنت على دعائها والسعاده تكاد تقفز من عينيها ... جاءت كل واحده لثانيه كا نجده من الوحده التى تملكتهم ... كأنها كالنجده التى انتشلتهم من الظلام ...
أضاء هاتف روضه وبدأ فى رنين أخرجته من الحقيبه .. كان يصدع أسم حبيبى على الهاتف ... تحدثت بابتسامة :
هرد على مالك ثوانى
هزت راسها دليل على موافقتها ... وضعت الهاتف على أذنها حتى استمتعت لما يقوله حتى أجابت :
حاضر ... باى
أقفلت المكالمه وأردفت روضه بأسف ونبره حزينه :
للاسف مالك جه وواقف مستنى بره ... مضطره أنى أمشى
أجابت عليها باسمه :
مش مهم هنتقابل كتير متقلقيش هزهقك
ضحك الاثنان .. وقفا الاثنان أحتضنت كل واحده الاخرى بحب حتى تحدثت روضه :
خدى بالك من نفسك ... وفكرى فى اللى قولتلك عليه ولو عوزتى أى حاجة ابعتيلى فى أى وقت أو كلمينى انا فاضيه على طول
أجابت رهف بابتسامة لها :
حاضر هفكر .. يلا عشان ميستناش
اوصلتها حتى الباب فتحت لها الباب وتحدثت :
وصليلى سلامى لمالك
اجابت روضه عليها :
الله يسلمك
خرجت من الجاليرى وبدأت فى السير لملاقاه مالك بحثت عنه حتى عثرت على سيارته مركونه على جانب الطريق .. عدت الجانب الآخر من الطريق ... كان جالسا بالسياره ينتظرها .. فتحت الباب وجلست بجانبه لف جسده لها واستقبالها بابتسامته المعهوده ... تقدمت بجسدها قليلا ناحيه الاخرى حتى قبلت وجنتيه ورجعت لمقعدها مرة أخرى ... نظر لعينيها قليلا تحدثت باسما :
مالك بتبص كده ليه
تحدث ومازال عينيه مركزه على عينيها :
مالك فيكى حاجه
ارتبكت قليلا وحاولت أن تبعد عينيها عن عينه لانها تعرفه جيدا سيقلق اذا علمت انها بكت منذ قليل ردت بتلعثم :
مفيش حاجه هيكون في اى
أجاب عليها بهدوء :
لا في .. وهتقولى أو مش هنمشي من هنا انهاردة
حاولت جاهده الا تتذكر مره اخرى حتى ردت بنبره حزينه ... نظرت لعينيه جيدا قائله برجاء :
ينفع تاخدنى فى حضنك
تقدم بجسده قليلا حتى أخذها بين أحضانه كان يحتضنها كأن الدنيا تعتمد على هذا العناق ... لفت ذراعها حول خصره ودفنت وجها فى صدره كأنها تود أن تخترق أضلعه وتُقيم بها .... شد من أحتضانها ويده تعبث بخصلات شعرها واليد أخرى موضوعه على ظهرها تقربها منه ... ظل بعض الوقت فى هذا العناق الساحق كانت تتنفس رائحته التى مازالت ولازالت تدمنها تنهدت تنهيده قويه كانت تستمع لدقات قلبه كأنها معزوقه موسيقه تعزف لتريها كام أن قلبه لم يُخلق الا لينبض لها فقط
رفعت رأسها ونظرت لعينيه ومازالت داخل أحضانها أردف بابتسامة مشرقة :
بقيتى أحسن
أجابت عليه ونمت على شفتيها ابتسامه :
حمدالله
ارجع خصلات شعرها للخلف وراء أذنها وتحدث :
انا عازمك اانهاردة على غداء بره من باب التغير
رجعت بجسدها لمقعدها وضعت حزام الامان وبدأ فى القياده متجها لاحد المطاعم
فى القصر
على العشاء
كان الصمت هو حليف المكان إلا من بعض أصوات المعالق والاشواك .... أرادت والدتهم الخروج من الصمت حتى تحدثت وعلى شفتيها إبتسامة هادئة :
عاملين أى فى شغلكم
أجاب حازم بينما منشغل بتقطيع الطعام :
حمدالله كله ماشي تمام
أدارت رأسها ناحيه رهف التى منشغله بالطعام قائله بأهتمام وتساؤل :
وأنت يا حبيبتى
رفعت ناظرها لها وأجابت بنبره هادئه :
حمدالله
خيم المكان السكون مره أخرى تحدثت رهف فأجأه :
أنا عايزة اشتغل
نظر الجميع لها باستغراب من قرارها المفاجأة حتى تحدث سُليمان ليكسر استغرابهم :
واى اللى فكرك بالموضوع ده .. مش كنت مهتميه غير بالجاليرى بتاعك ... رغم اننا عرضنا موضوع ده عليكى
رفعت كتفيها وردت بعدم اهتمام :
مش عارفه موضوع جه فى دماغى
تحدثت حنان باسمه مطمئنه لها :
متقلقيش يا حبيبتي .. أحنا معاكى فى أى حاجه وأى قرار تاخديه
منحت حنان ابتسامه ممتنه لما تفعله معها دائما .. نهضت من مقعدها هتفت والدتها :
أى يا حببتى قومتى ليه ... أنت لسه مكلتيش
أجابت رهف عليها بابتسامة هادئه :
مش قادره اكل ... هطلع فوق على اوضتى
صعدت الدرج متجهه ناحيه غرفتها التى تقبع بالاعلى ... تحدث سُليمان :
شوف مالها أنا حاسس بيها متغيره
كان حازم يأكل بينما يجيب عليه :
حاضر متقلقش عليها
______________________________
فى غرفتها
كانت جالسه على الفراش ممسكه بهاتفها تتفحص أحد مواقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " قام بنشر منشور وكتبت فيه "دائما ما نحتاج لاشخاص لتنير لنا أشياء لم تخطر على عقولنا " وقامت بنشره .... قام بعض من الاصدقاء التعليق على منشور قامت بالرد عليهم ... طرق الباب حتى دخل حازم نظرت له بابتسامة ... أقفل الباب خلفه وسار بخطوات متجها نحوها جلس على الفراش والتف بجسده ناحيتها
تحدث حازم بعدما كتف يديه لصدره :
عايزه أعرف أى اللى قولتيه تحت .... بعدين مقولتليش ليه هااا
أخذت نفس عميق وزفرته على مراحل ... كانت أفكارها مشوشه لا تعرف ماذا تريده ومالا تريده تشعر بالفراغ داخلها لاشئ جديد حتى ما كانت تحلم به وتريده لم يتحقق كما كانت تتخيل ... فكرت كثيرا فى كيفيه التجدد بعض الأحيان ولكن لم تلقي أى ردت فعل
كان يتابع كل حركه تقوم بها حتى تعابير وجها ... يعرف ما تشعر به ولكنه يريد أن تتحدث من تلقاء نفسها لا أن يضغط عليها ... أردفت بنبره عاديه :
مش عارفه
نظر لعينيها وتحدث :
اى اللى مش عارفه
أرجعت شعرها للخلف ونظرت لعينيه أجابت بنبره عاديه :
مش عارفه انا عايزة أى
تقدم بجسده واتجه حتى جلس بجانبها وأخذها فى أحضانه ... أما هى بدأت بالبكاء لا تعرف مصدره
تحدث حازم بنبرة قلقه :
مالك .. بتعيطى ليه
تحدثت رهف من بين بكائها :
مش عارفه .. أنا مش بعيط
اجاب حازم عليها مستغربا :
مش بتعيطى ؟ ... أمل مين اللي بعيط أنا
حاول حازم تهدئتها وبدأ بالترطيب على ظهرها برفق :
طب خلاص أهدى متعيطيش
ابتعدت عنه ومسحت عينيها بكف يديها كألاطفال وتحدثت بنبرة مجهشه من البكاء :
أنا مش عارفه أنا عايزة اى ... حاسه أنى مشتته كل حاجه مش عارفه أخد ليها قرار .. أكملت بقله حيله ولا عارفه حابه اعمل أى
حاول حازم أن يلطف الجو تحدث بمزاح :
أى كميه عارفه ومش عارفه دى .. أنت داخله مسابقه مين هيقول مش عارفه أكتر فى كلامه
رسمت إبتسامه بسيطه على شفتيها .. أردف حديثه :
ينفع اعرف اى مناسبه الشغل ... ومن امتى وأنت عايزة تشتغلى أكيد مطلعتش فاجأه فى دماغك كدة
تنهدت تنهيده قويه وقصت عليه ما حدث معاها مع عدم حديث عن حديث الخاص بروضه ... أنهت حديثها بنبره عاديه :
بس ده اللى حصل ... ومش عارفه اعمل اى
سألها بصيغه أخرى حتى تستطيع الرد :
طب انت عندك مقدره أنك توفقى بين الجاليرى وشغلك
لم تستطع الرد عليه استشف من معالم وجها كالمعتاد بأنها لا تعرف ولا تملك الاجابه .. تهاون معها كثيرا فى هذا الموضوع كثره ترددها وعدم الاقبال على الشئ .. فكر ربما عندما تكبر يبدأ ترددها فى النقصان لكن للاسف خرج من توقعاته .. وإنما كلما كبرت زادت عدم معرفتها وقله تصرفها تزداد .. ويجب الوقوف أمام هذا المشكله بحذم وشده حتى تفيق مما هى فيه .. والاقدام وأخذ خطوة للامام
تحدث حازم بنبره جامده :
وهو حضرتك لغايه أمتى صغيره ومش عارفه تاخدى قرار .. أى حياتك كلها هتوقفيها وأنا المفروض أفضل أحللك فى مشاكلك مش هتنضجى خالص
هزت رأسها برفض قائله بنبره ملئيه بالبكاء وعينيها تهدد بنزول دموعها :
موضوع مش كدة .. هو
قاطع حديثها مردفا حديثه بقسوة غير معهودة عليها :
لا هو الموضوع كدة .. قولتلك إشتغلى وأعملى كارير وكيان ليكى وجريتى وراء فتح الجاليرى وقولت ده هدفها وهتبقي تحققه وتكبره لكن أنت مكبرتيش حاجه .. ولا حتى حاولتى تشتغلى على نفسك وتعملى للجاليرى اسم ويبدأ يظهر ويبان أنت واقفه محلك سر .. وأنا المفروض كالمعتاد أحل معاكى بس لا .. دورى لغايه كدة وانتهى موضوع الشغل ده يتفكر فيه مرة واتنين وتلاته .. لو مقبلتيش الموضوع هيتقفل نهائى ولو جيتى فى يوم واتنطتطى كدة مش هشغلك واخليكى أعده كدة الناس كلها تروح وتيجى وتكبر نفسها وأنت أخليكى زيك زى أى حاجة مركونه هنا ملهاش فايده .. عشان لما تندمى متقوليش أصل يارتنى .. جو اللى كنت حنين وبطبط عليكى ده انتهى لان باين تساهلت معاكى كتير ... جه وقت اللى أقف فيه قصادك وأعلمك ازاى من أول وجديد .. هسيبك تفكرى وتقررى وفى الاخر هبقى اعرف قرارك وياريت مشوفكيش غير وأنت مقرره
نهض بجسده واتجه نحو الخارج بعدما أغلق الباب بشده دليل على غضبه وسخطه منها ... نظرت إلى الباب وبدأت دموعها فى الهطول من عينيها .. نامت على الفراش واحتضنت الوساده وبدأت بالبكاء الشديد .. لم تعهد منه هذا الجانب دائما يصبح حنون معها يعاملها كالاميرات حتى عندما تسمع عن قسوته فى العمل وجموده لم تصدق عن هذا الجانب .. لكن رأت حازم الذى دائما ما يخفيها عنه وعن شخصيته بينما هى السبب وراء هذا الجانب ... ظلت تبكى لكثير من الوقت حتى أُرهقت عينيها ولم تقدر على فتحها أما رأسها بدأ بالصداع الشديد .. غرقت فى النوم العميق والوسائده مبلله من كثره البكاء
________________________
فى الصباح الباكر
كان الجميع يجلس يتناول فطوره معادا رهف لم تنزل من غرفتها .. تحدثت حنان بقلق على إبنتها :
البنت منزلتش لغايه دلوقتي .. هنده على حد يصحيها
أجاب عليها حازم بعدم إهتمام :
خليها زى ماهى .. مبقتش صغيره .. يلا لازم امشى
نهض أخذ هاتفه واتجه للخارج .. استغربت حنان بما قاله حيث قالت مخاطبه لسُليمان :
يعنى أى أسبها زى ماهى .. باين عليه زعلها فى حاجه
أجاب سُليمان عليها بإهتمام :
ولادك مش صغيرين .. وحازم عارف هو بيعمل أى ويتصرف ازاى معاها
______________________
فى نفس الوقت
فى الاعلى .. حيث غرفه رهف
فتحت عينيها بإرهاق تحركت بجسدها حيث نامت على ظهرها شعرت بالصداع الشديد عرفت أنه من كثره البكاء ... تأملت قليلا السقف بشرود استمعت لوصول رساله عبر تطبيق الماسنجر حيث لم يكن إلا يزن الذي كتب " الناس تصحى على صباح الخير وأنا أصحى على الناس عميقه 👀🤦 "
نمت على شفتيها طيف ابتسامه تكاد تكون معدومه على مزاحه ..أجابت عليه " عشان نحن نحتلف عن الاخرون "
كتب يزن " اعترفى بوست ده متكبش من فراغ .. أى سببه 👀🤔 "
كتبت رهف " لا عادي مجرد جمله جت في دماغي 🤷 "
كتب يزن " تؤتؤ مش دى إجابه اللى أحب أسمعها 🌚🙂 "
كتبت رهف " هو أن يكون الشخص دايما متردد ومبيعرفش ياخد قرار معين ده غلط "
كتب يزن " مين قال أنه غلط .. أى مشكله أحنا مش زى بعض فى اللى عنده واجه وهدف عايز يحققه وفى اللى دايما بيحتاج شخص يوجه ويسانده .. بس دى مشكله المشكله أن الشخص ده يتعود على المسانده لو راحت هيضيع ويروح معاه "
كتبت رهف " للاسف أنا دايما متررده فى قرارتى مبعرفش أختار وبالنسبالى أى حاجة مش هتفرق .. حيث بدأت فى قص موضوع العمل وبما قاله حازم لها "
كتب يزن " حازم عنده حق فى كل كلمه قالها وهو صح .. مينفعش تبقى الناس كلها تتغير وأنت واقفه مكانك لازم تتغيرى أنت كمان .. حاولى تتغلبى على ده ومش عيب لو أخدتى قرار وطلع غلط المهم أنك تتعلمى منه وتبداى قرار اللى بعده تختاريه صح وبتأنى .. الحياه تجارب وأحنا كل يوم بنتعلم مره قرار يثبت معانا ومره يفشل المهم أنك تحاولى دى أهم حاجه "
كتبت رهف " وأنا أقول مصاحب حازم ليه اتاريكم نفس النظام "
كتب يزن " الموضوع مش نفس النظام ولا حاجه الموضوع أن ده الصح والمفروض يتعمل وبعدين متقلقيش كلنا معاكى وجمبك بعدين اكتسبتى صديق جديد أهو قمر وزى الفل 😌😎😎 "
ضحكت رهف بشده على ما قاله لها ..
كتبت رهف " متشكرين لخدمات سياتك 😂 "
كتب يزن " موجودين في الخدمه يا فندم 😎😌 بعدين يلا بقى هوينا كدة شويه عندى مرضى وبيندهوا عليا "
ضحكت وكتبت " ده على أساس أنك سامع وهما بيندهوا عليك 👀🙄"
ابتسم ثم كتب " أمل أى فى علاقه بينى وبين المرضى أقدر أسمعهم عن بعض 😂😋 "
كتبت " يلا روح شوف شغلك باى "
كتب لها " باى باى يا قطه 😌"
أقفلت معه الرسائل وضعت الهاتف بجانبها وأخذت الوساده فى حضنها مره أخرى حيث أغمضت عينيها وهذه المره وعلى وجها ابتسامه مشرقه الذي استطاع أن ينميها على شفتيها بعدما كانت تبكى
________________________
ساعه الرابعه مساء
فى المشفى
كان يجلس يزن يتابع أخر أوراق وتنظمهم بشكل صحيح بعد قرائتهم .. فتح الباب بشكل عنيف للغايه رفع ناظره بقسوه مقررا تعنيف من أقام بهذا الفعل الشنيع .. تحديث الممرضه بأنفاس متسارعه وكلمات متقطعه :
الحق يا دكتور .. المريض فى أوضه 105 قلبه وقف ومش عارفين نتصرف
نهض بسرعه ومتجه بسرعه البرق ناحيه الغرفه لإنقاذ المريض
فى الغرفه
كان المريض جسده ينتفض بشده وعائلته حوله تبكى بشده مودعا إيها غير مصدقين لما يحدث .. فتح الباب بعنف حتى دخل سريعا للداخل أبعد الناس التى تلتف حوله .. فحص عينيه بكشاف الصغير وعروق جسده .. هتف بنبره عاليه للممرضه :
كل الناس دى .. خرجيها بره
حاولت إزاحتهم ولكن كلما حاولت إخراجهم يزيد تشبسهم وصوت العويل والبكاء يزداد .. وجد ان الجميع مازال متواجد فى الغرفه تحدث يزن بعصبيه ونبره عاليه محمله بالغضب :
بره .. كله بره
خاف الجميع من نبره صوته وخرجوا سريعا بينما هو يحول إنقاذه .. تحدث للممرضه :
هاتيلى حقنه ... بسرعه وجهاز الانعاش
ذهبت سريعا للخارج وجلب ما طلبه .. دخلت ثم أعطته الابره بدأ بملئ السرنجه ووضعها بالمحلول حتى فرغ الحقنه كلها فى المحلول .. لكن مازال صوت صفير الجهاز يدل على أن قلبه انتهى وحياته كذلك .. هتف يزن :
شغلى الجهاز بسرعه
أخذ الجهاز بعدما وضعت به السائل فركه ببعضه سريعا وبدأ بوضعه على صدره .. لكن لم يستجب تحدث للممرضه :
أعلى
وضعه مره اخرى لكن لا فائده حتى زودت السرعه وضعه مره وراه الأخرى حتى بدأ الصفير يقل ويبدأ نبضات قلبه تعود مره أخرى .. أخذا تنهيده قويه بعد مجهود كبير فعلوه تحدث يزن :
خدى دم بسرعه واعمليلى تحاليل .. وتتعبت فورا أول ما النتيجه طلعت
خرج يزن من الغرفه وجد الجميع يلتف حوله منتظرين الاجابه الذي أخذوها سابقا لكن تحدث يزن بأبتسامه بسيطه معتزره :
الحمدلله قدرت أنقذه .. وأتأسف على علو صوتى بس ده كان فى مصلحه المريض
تنفست عائله براحه شديده حيث أجاب أخيه :
شكرا جدا يا دكتور على اللى عملته .. أحنا اللى بنعتز على عدم خروجنا من أول مره بس أكيد عازرنا
هز رأسه بتفهم قائلا بتوضيح :
عارف ومتفهم .. الحمدلله الازمه عدت على خير
تحرك من أمامهم متجه لغرفته مره اخرى وإكمال باقى عمله الذي تركه على وجه السرعه
بعد ساعتين
دلفت الممرضه بعدما طرقت الباب وضعت أمامه نتيجه التحاليل الذي طلب فعلها .. فتح الملف بإهتمام لكن تحولت عينيه من متفحصه مهتمه بالمحتوى إلى غضب مكبوت وزرقه عينيه الهاديه بدأت بالتحول لزرقه ملئيه بالغضب حتى معالم وجه التى تبدلت كليا حيث أنها لا تبشر بالخير إطلاقا .
يتبع الفصل السابع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية انجذاب الروح" اضغط على اسم الرواية