رواية حنين الفصل السادس بقلم حسناء حسانين
رواية حنين الفصل السادس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إسلام: حنين.. إنتي بتعملي إيه هنا؟
بلعت لساني ومقدرتش أرد وحسن بيبصلنا بـ غضب وحصل اللي كنت خايفة منه وإسلام إتكلم:
إسلام: إنتي تعرفي مين هنا يا حنين؟
حنين: أااا.. أصل أنا...
إسلام: إنتي طول الوقت كده متوترة وخايفة؟ إنت تعرفها يا حسن؟
حسن برقلي وقرب مني وقاله ببرود:
حسن: دي مراتي، إنت بقا عرفتها إزاي؟
إسلام: مراتك!! هو حسن جوزك؟
حسن: ما قولتلك مراتي، ولا إنت لازم تسألها هيا، إنطق عرفتها منين؟
إسلام: في الجامعه، أنا رجعت إسكندرية لمكاني، وبدرس لسنة أولي، وحنين طالبة من الطلبة بتوعي.
حسن: وإنت بقا لحقت تعرف كل الطلبة في أول يوم؟!
إسلام: لأ.. بس..
شاورت له عشان ما يتكلمش ويحكيله على الخناقة، والحمد فهمني وقاله:
إسلام: أصل حنين جايبة مجموع كبير أوي في الثانوية وتقريبا هي أعلي مجموع في الدفعة عشان كده إتعرفت من أول يوم.
حسن: آاااه.. وناويين تقعدوا هنا قد إيه؟
سهير: ده كلام يتقال برضو يا حسن؟ مش هتسلم على خالتك ودارين بنت خالتك.
بصلهم وإبتسم بالعافية ومردش على مامته كالعادة، دارين حاولت تكلمه بس هو مسك دراعي وضغط عليه وزقني قدامه عشان نطلع، كنت خايفة ومرعوبة زي ما قال إسلام أنا متوترة وخايفة طول الوقت.
كان بيضغط على دراعي اللي كان متجبس وأول ما دخلنا الأوضة زقني على الأرض جامد، صرخت أول ما وقعت، وبصيت لملامحه لقيتها رجعت تاني للكره والغضب، نزل علي الارض ومسك إيديا الإتنين وصرخ:
حسن: فاكرة إنك هتعرفي تكدبي عليا إنتي والغبي اللي تحت ده، فاكرة إني مش هعرف اللي عاكسك النهاردة والبطل اللي دافع عنك وأنقذك منه.
حنين بعياط: والله العظيم مليش ذنب، أنا سكت ومشيت من غير ما أرد على اللي كان بيعاكس وإسلام هو اللي إتدخل وكلمني.. أرجوك يا حسن سيبني أروح الكليه أنا مليش ذنب.
حسن: تروحي إيه؟.. الكليه ده تنسيها خالص، ده إنتي تنسي الشارع أصلا، ولو لقيتك بتكلمي إسلام أو أكرم أو أي مخلوق علي وش الأرض هرجعك الأوضة الضلمة تاني والمرادي مش هتخرجي منها.
حنين: يا حسن أرجوك أنا مليش ذنب إنت ليه مُصِّر تعذبني من غير سبب.
حسن: مات الكلام يا حنين.
وقف ورزع الباب وسمعت صوت مفتاح بيقفل الباب من بره، قعدت علي الأرض أعيط زي ما إتعودت، كل ما الدنيا تبتسم لي تتقفل في وشي تاني، لا عرفت أنتحر ولا أهرب ولا أقنعه أكمل تعليمي، مستحيل أكمل حياتي كده، مستحيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضلت مكاني وبلبسي زي ما هو لحد ما الليل جه وباب الأوضة إتفتح، كان حسن وقرب مني ونزل علي الأرض:
حسن: إنتي لسة قاعدة زي ما إنتي!!
حنين:..........
حسن: ردي عليا أنا بكلمك.
حنين:..........
حسن: حنين أنا مش بعرف أتحكم في نفسي وأنا متعصب، أنا عرفت من قبل ما ترجعي موضوع الخناقة ومكنتش متدايق عشان رد فعلك كان صح، وكنت راجع بدري عشان تحكيلي من نفسك من غير خوف، بس أنا لما.. لما شوفت إسلام إتعصبت، إنتي متعرفيش إسلام ده بيكرهني قد ايه، فاكر نفسه أفضل مني عشان بقا معيد ولا دكتور وأنا مكملتش تعليمي.. حنين أنا آسف، إسمعي كلامي وأنا مش هدايقك تاني.
عيطت ووطيت راسي وأنا مش قادرة آخد نفسي من كتر العياط، طبطب عليا وباس راسي، إحترت في أمرك يا حسن!! رفعت راسي وقلت وأنا بشهق:
حنين: أنا مش بطلب منك حاجة غير إنك تعاملني كويس، أنا مش بعمل حاجة تزعلك أو تأذيك ومع ذلك إنت بتكرهني مش عارفه ليه.
حسن: والله ما بكرهك، إنتي مش عارفه إنتي إيه بالنسبالي، قلتلك إن مفيش حد معايا غيرك.. وعشان تصدقي أنا مش هقعدك من الكلية.
حنين: مبقاش يفرق معايا خلاص.. أنا عايزة أتطلق، طلقني يا حسن.
بصيت لبعيد وهو سكت ومردش، قام وفتح الدولاب بتاعه وهو بيدور علي حاجه، مردتش أبص عليه لحد ما رجع تاني وقعد جمبي وإتكلم:
حسن: بصي.. فاكرة اليوم ده؟
بصيت بجنب عيني لقيته ماسك ألبوم صور، حط صورة منهم قدامي وكنت فيها أنا وهو وفريدة وأكرم وإحنا صغيرين، كمل كلامه:
حسن: كان يوم جميل أوي، كنا بنلعب ومش شايلين هم حاجه، مكناش نعرف إن ده آخر يوم هيجمعنا ومش هنشوف بعض تاني غير لما نكبر، أنا محتفظ بالصور لحد دلوقتي، كنت بفتحهم وأفتكر الأيام ده وأنا لوحدي.. شوفي الصوره دي، كنت بأكلك غزل البنات اللي بتحبيه، أجيبلك غزل بنات؟
حنين:.......
حسن: طب أجبلك ومتزعليش مني؟
حنين: طلقني.
حسن: سمعتهم تحت بيقولوا إن العشا جاهز، غيري هدومك ويلا عشان تتعشي.
حنين: مش هاكل ومش هقوم من مكاني غير لما تطلقني.
حسن: حنين أنا ماسك نفسي لحد دلوقتي ومش عايز أتعصب تاني عليكي، إسمعي الكلام وبلاش عِند بدل ما إنتي عارفة قلبتي.
سابني ومشي وساب الباب مفتوح، معرفش جبت منين الشجاعة وطلبت الطلاق من غير خوف، ومعرفش برضو هو إزاي كان هادي كده، بصيت للصور ومسكتها بإيدي وعيطت لما شوفت ماما في الصور، كنا فعلاً مش شايلين هم حاجه، وفي وسط الصور لقيت صورة جديدة ليا لوحدي، غريبة أوي إن الصورة أنا كنت بضحك فيها بس متغفلة زي ما يكون قدام السنتر اللي كنت باخد فيه دروس ثانوي، يا تري مين صورها ووصلت إزاي لحسن؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غيرت هدومي وقررت إني مش هنزل بس إتفاجئت بحماتي عندي في الأوضة وبتتكلم معايا لأول مرة تقريبا:
سهير: معلش يا بنتي عشان خاطري إنزلي معايا، مينفعش شكلنا قدام ضيوفي يقولوا إيه؟
حنين: يعني هما مسمعوش حسن وهو بيزعقلي ويهزقني؟!
سهير: هو إنتوا إتخانقتوا؟ معلش يا حبيبتي بكره وبعده تتصالحوا وتبقوا سمن علي سعل وربنا هيرزقكوا بالذريه الصالحه.
بصتلها ومردتش شكلها متعرفش حاجه عننا أو عامله نفسها مش عارفه، إتحايلت عليا كتير عشان أنزل وعشان أنا هبلة وغبية نزلت معاها، كانوا بيقربوا من السفرة وحسن أول ما شافني إبتسم بس أنا بصيت بعيد وإتجاهلته، وقبل ما أقعد فريدة قالتلي:
فريدة: يا حنين إنتي عايزاه يعملك اللي إنتي بتتمنيه وإنتي مكشرة في وشه كده، إضحكيله يا ماما وإتدلعي بكلمتين وهيعملك اللي إنتي عايزاه، وياريت تقعدي جمبه علي السفرة وتاخدي بالك منه عشان ممكن يتخطف ها.
مفهمتش هي ليه قالت كده وهي عارفة كويس طبيعة علاقتي بحسن، إستغربت وقربت من السفرة عشان أأدي واجبي وأطلع تاني، لقيت دارين ده قعدت جمب حسن عملت نفسي مش شيفاهم وجبت جدي بالكرسي المتحرك وقعدت جمبه، بدأنا ناكل في هدوء لحد ما إسلام كلمني:
إسلام: طبعاً إنتي يا بشمهندسه إختارتي تبقي مهندسة معمارية عشان شركة المقاولات وكده.
إتفاجئت من سؤاله وقبل ما أرد حسن رد:
حسن: لأ هي بتختار اللي هي عايزاه كدراسة بس، محدش بياخد كل حاجه بقا، يعني عندك أنا مثلاً صحيح مبقتش مهندس أو معيد، بس عندي شركة مقاولات كبيرة.
إسلام: كبيرة إيه يا عم؟ ده أنا سمعت إن فيه منافس أجنبيّ واكل منكوا الجو.
حسن: ما إتولدش لسة اللي ياكل الجو من حسن الأنصاري.
سكتوا وهما بيبصوا لبعض بتحدي، الدنيا كانت متكهربة مابينهم لحد ما خلصنا العشا.
طلعت أوضتي بعد ما خلصنا وقعدت أقلب في مذكرة مادة إسلام، بصيت من البلكونة لقيت حسن راكب عربيته وماشي، نزلت والمذكرة في إيدي وفريدة قالتلي إنه راح مشوار وإحتمال يتأخر، أخدت مذكرتي وقعدت في الجنينة.
كنت باصة للفراغ وسرحانه، حسيت بحد بيقعد جمبي، إتخضيت:
حنين: دكتور إسلام!
إسلام: من غير دكتور يا بشمهندسه.
إبتسمت ومردتش، خطف المذكرة من إيدي:
إسلام: إيه ده إنتي بتذاكري المادة بتاعتي؟ علي فكره أنا دكتور شاطر ولو عايزة أي مساعدة أنا موجود.
ضحكت: متشكرة أوي الدكتور اللي بيشرحلنا المادة ده في الكلية شاطر برضو.
ضحك وسكت شويه، رجعلي المذكرة وقالي:
إسلام: ممكن أسألك سؤال يا حنين؟
حنين: إتفضل.
إسلام: إنتي ليه إتجوزتي حسن وإنتي مقامك أعلي منه علميا وفي التفكير وفي كل حاجه؟ ليه شخصيتك ضعيفة ودايمًا خايفة وبتتكلمي بالعافية؟ هو بيضربك؟!
حاولت أستوعب كمية الأسئلة ده ومقدرتش، دموعي خانتني ورديت عليه:
حنين: نصيبي كده.
إسلام: النصيب ممكن يتغير لو قولنا لأ، إيه اللي مخليكي ساكته علي الظلم ده؟ أرفضي حياتك ده ومن غير خوف، وإتكلمي بحرية ومتخافيش من حد القانون بيحميكي.
حنين: قانون إيه ده اللي ممكن يمنعه لما بيحبسني في الأوضة الضلمة؟
إسلام: إيه؟!.. متسكتيش يا حنين علي اللي بيعملوا ده، دموعك غاليه أوي علي فكره.
قلقت وندمت إني إتكلمت، فاجئني ومد إيده علي خدي يمسح دموعي، إتخضيت وبعدت إيده بسرعة، وإتصدمت من اللي لقيته واقف ورانا وشايفنا.
يتبع الفصل السابع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية حنين" اضغط على اسم الرواية