رواية حب وتضحية الفصل الثامن بقلم داليا السيد
رواية حب وتضحية الفصل الثامن
حلم يتحقق
كانت سارة متألقة في ملابسها المفتوحة والقصيرة وكان معها شاب يبدو مثلها وسيم ولكن ليس مثل وليد في رجولته وأناقته ووسامته التي أسرت قلبها، تحركت سارة والرجل نحوهم، نظرت أمل إليه ولكنه لم يبادلها النظرات ما زالت لا تعرف سبب غضبه ولكن ربما أبلغه أحد أن سارة تريد رؤيته أو تكون سارة نفسها طلبته وأرادته فأسرع بالحضور لا تعلم، ولكن مجرد تفكيرها في ذلك أثار غضبها وغيرتها.
"أين كنتم لقد سألت عنكم فلم أجدكم؟"
وضع يديه في جيوبه وقال بهدوء "كنا في جولة سياحية هل تريدين شيء؟"
نظرت سارة إليها وقالت "أمجد خطيبي أنت تعرفه يريد أن يدعوكم على العشاء"
نظر وليد إليها وقال "أعتقد أننا مجهدان وسنتناوله بالجناح، أليس كذلك عزيزتي؟"
قالت سارة بدلال وهي توجه نظرات تحد إلى أمل "هيا وليد من فضلك وأنتِ؟ ما اسمك؟ لقد نسيت"
تسربت الحرارة إلى جسدها واندفع الدم يغلي بعروقها من أسلوب السخرية بكلمات تلك المرأة الوقحة فلم تنظر إليها وإنما قالت توجه كلماتها إليه
"حبيبي أنت محق أنا متعبة لذا سأسبقك إلى الأعلى وأنتظرك وعندما تنتهي من؟ معذرة لقد نسيت ما اسمك، عندما تنتهي منها أيا كانت نتناول العشاء"
وتحركت دون أن تنتظر رد منه أو إجابة من تلك الوقحة، اتجهت إلى المصعد وهي تكاد تنفجر من الغضب والغيرة لأنها تركته معها ولكن واضح أنه جاء من أجلها وربما الآن سيذهب ليعوض ما فاته ورغم وجود خطيبها المزعوم إلا أن نظراتها إلى وليد واضحة وليس بها أي حياء.
أخذت حمام دافئ ربما يهدأ من غضبها الذي تملكها وارتدت روب الحمام الخاص بها وخرجت، تراجعت بذهول عندما رأته أمامها بغرفتها، شدت بيدها على البرنس وهي تتأمله كان يمنحها ظهره وينظر من زجاج الفراندة، شعر بها عندما تحركت خطوات قليلة فالتفت إليها وللحظات ظل يتأملها كما كانت تواجه نظراته بقوة رغم الخوف الذي سيطر عليها من تواجده بغرفتها وهي بتلك الحالة وأخيرا قال ليقطع الصمت المتبادل
"ماذا هناك؟ لماذا شحب وجهك عند رؤيتي؟ أم لم تعد لك رغبة في رؤيتي؟"
لم تفهم شيء من كلامه ولا سبب لغضبه فقالت "عن ماذا تتحدث؟ أنا فقط فزعت لأنني لم أكن أعلم أنك هنا ولم أفكر أن أجدك بغرفتي"
تحركت إلى المرآة في محاولة أن تبدو هادئة من وجوده الذي يربكها فقال "ألم تظني أني سأعود أم فكرتِ أني سأذهب لمكان آخر؟"
قالت وهى تمشط شعرها الطويل "ربما، ألم تدعوك حبيبة القلب على العشاء لقد تركتكم كي تكون على راحتك وربما تستعيد ذكرياتك معها بدون حرج من وجودي"
تحرك في اتجاهها فدق قلبها أكثر وأكثر، ترى ما الذي يريده منها الآن وقد تركت له الساحة؟ قال وهو يتحرك
"هل هذا ما يفكر به عقلك الصغير؟ ألا تذكرين أني أخبرتك أنني لم أعد أسعى لكي أكون معها أو أستعيد ما تتحدثين عنه، كل ما أردته أن أنتقم لكرامتي ولكن يبدو أنكِ لم تعودي على نفس قدر تركيزك الذي أعرفه عنكِ، أم أن ذهنك أصبح مشغول بشيء آخر وأصبح من الأفضل لكِ ان تكوني وحدك بدوني؟"
لم تفهم تلميحاته خاصة وأنها بدأت ترتبك من اقترابه ووجودها معه وحدهم هنا فقالت لتخفي مخاوفها "أنت تعلم أن ذلك غير صحيح، ذهني ليس مشغول سوى بالعمل ووجودك هو أساس وجودي هنا"
قالت ذلك وهي تتحرك مبتعدة لتهرب من مواجهته ولكنه أوقفها من ذراعها وأعادها أمامه وقال "هذا لم يعد كذلك فأنتِ اليوم كنتِ تبدين سعيدة وأنتِ بعيدة عني أثناء العمل، وتوزعين ابتسامتك على المهندسين ومنذ قليل اخترتِ أن تذهبي وتتركيني مع سارة مما يدل على صحة كلامي"
حاولت ألا تنظر إليه وهي تزيغ بنظراتها بعيداً ولكن في النهاية نظرت إلى عيونه وقالت "هل هذا ما تظنه؟ ألم تسأل نفسك متى تركتك وحدك منذ عرفتك أنا تقريباً لا أقضي يومي كله إلا معك، وإذا كنت أفعل ذلك فكيف أكون سعيدة ببعدي عنك؟ أنا فقط تركتك اليوم مع تلك المرأة والتي هي حبيبتك السابقة والتي كانت تتعمد إهانتي بوجودك وأثناء صمتك، فاخترت أن أذهب قبل أن تزيد الإهانات وأنا لن أقف صامته أمام تلك الإهانات"
أعاد خصلات شعرها إلى الخلف وقال "كنتِ سعيدة مع سام المهندس؟"
ضاقت عيونها وهي لا تفهم كلماته التي أخذتها إلى مكان آخر غير الذي كانت به الآن ومع ذلك رددت بدهشة
"سام؟ أي سعادة تلك التي تتحدث عنها كل ما في الأمر أنني كنت أتعلم منه ولم أفكر ما إذا كنت سعيدة أم لا"
قال بنفس النظرات التي تحتوي وجهها كله وما زالت يده تداعب خصلات شعرها وهي لا تعلم لماذا لا تحاول أن تبعده
"ومتى تكونين سعيدة إذن؟"
كادت تقول معك أنت ولكنها قالت "وهل يعنيك الأمر؟"
عادت أصابعه تتجول على وجنتها فشعرت بأنفاسها تتسارع بشكل مزعج ونظرت إلى عيونه فرأت نظرات غريبة بعيونه لأول مرة تراها وسمعته يهمس
"بالطبع يعنيني، أنتِ لا تعلمين ماذا أصبحتِ بالنسبة لي، أمل أنا"
اقترب منها أكثر وزادت دقات قلبها وبدأت تتساءل، ما الذى يحدث لها؟ وماذا يريد منها ولماذا لا تحاول أن تبتعد عنه؟ زاد اقترابه ولم يعد هناك هواء يكفيها وهو يزداد اقتراب منها، ولكن كالعادة يحدث ما يحطم لحظات السعادة، دق هاتف غرفتها فتراجع فجأة وكأنه استيقظ من سبات عميق بينما شدت هي على روبها بدون داعي وهي تخفي خجلها الواضح من قربه وعدلت شعرها بحركة آليه ثم اتجهت إلى الهاتف لتجيب
كانت والدتها حيث كانت قد طلبت من الفندق أن يوصلها بهم فاندمجت في الرد وهي تتابعه وهو يخرج من حجرتها، تحدثت مع أمها وأختها وانتهت فارتدت ملابس النوم وخرجت لتناول العشاء
لم يكن الطعام قد وصل عندما خرجت ولم يكن هو أيضاً موجود فخرجت إلى الفراندة تتأمل المناظر حولها وتفكر هذه المرة الثانية التي يقترب منها إلى هذا الحد وفى كل مرة ترى تلك النظرة في عيونه ولا تعرف ماذا تعني، ولكن عليها أن توقفه لا يمكن أن تترك نفسها هكذا فماذا سيظن بها؟ ثم اندفع تفكيرها إلى وجودها هنا معه بمكان مغلق وحدهم كيف ينظر إليها الآن؟ ربما يظن أنها فتاة سهلة المنال و..
دق الباب فقطع أفكارها، تحركت تفتح حيث رأت النادل يحضر العشاء أدخله الرجل وخرج بعد أن شكرته، أعدت المائدة وشعرت به يخرج من غرفته وجلس في مكانه، نظرت إليه كان قد أخذ حمام هو الآخر بشعره المبلل وملابسه المريحة التي ارتداها فبدا أكثر جاذبية
انتهت من إعداد المائدة ولم تجد ما يمكنها أن تفعل أو تقول فجلست وبدأ الاثنان تناول الطعام عندما قال "لم تخبريني رأيك بالفندق الجديد؟"
قالت وهي تخفي نظراتها عنه "أعتقد أن الفندق يحتاج أكثر من أسبوعين للافتتاح أليس كذلك؟"
قال دون أن ينظر إليها "لا أعتقد ذلك، الأشياء الباقية يمكن إنجازها في وقت أقل مما تتخيلين، الأشخاص هنا يعملون من أجل العمل والمال وأنا أدفع كثيراً"
نظرت إليه وقالت "هل يمكن أن تخبرني ماذا بك؟ أنت اليوم مختلف وكأني لا أعرفك"
نظر إليها وقال "أحيانا ما تمر بنا لحظات لا نعرف فيها ما الذي يصيبنا ونتصرف بشكل مختلف ولا نعلم لماذا نتصرف هكذا، انا أعلم أنى تصرفت معكِ بشكل غير لائق ولكن"
صمت ولم يكمل شعرت بحرارتها ترتفع عندما فهمت ما يشير إليه من قربه منها أكثر من مرة أخفضت عيونها وقالت "لكن ماذا؟ بكل مرة تتذكر بالطبع أنني لست حبيبتك، عموماً أنا أعلم وأحاول أن ألتمس لك الأعذار"
ترك الطعام بشكل عصبي مما أفزعها وقام مبتعداً وهو يتحرك بالغرفة بدون هدى فشعرت بأنها أغضبته ولكن لم تفهم سبب غضبه، لم تحاول أن تنظر إليه أو تسأله عن سبب غضبه وأخيرا قال
"لماذا تصرين على كلماتك هذه؟ ألا تحاولين أن تفهمي أن سارة لم تعد تمثل لي أي شيء؟"
قالت دون أن تنظر إليه "إذن فلماذا أنا هنا؟"
عاد ليقترب منها ثم انحنى عليها وقال "أنتِ مديرة أعمالي أم نسيتي؟"
تحركت وقامت وهي تقول "وطالما أنا مديرة أعمالك فلماذا أنا زوجتك أمام الناس وتضعني هنا بغرفة واحدة مغلقة علينا بوضع لا تقبله أي فتاة مثلي ولكني فعلت من أجلك؟ لماذا من المفروض أن نتحمل امرأة وقحة مثل سارة ونتصرف أمامها وكأننا أسعد زوجين؟"
تراجع وقال "أنتِ حتى الآن لا تفهمين، ما اتفقنا عليه الغرض منه الانتقام منها ورؤية القهر بعينيها، لا أن أعيد العلاقات القديمة، وهذا لم يكن بإمكاني فعله وأنتِ أمامها مديرة أعمالي فقط"
قالت بضيق واضح "وماذا غير ذلك من الأمور إنها لا تهتم بكوني زوجتك وتتعامل وكأني لا وجود لي"
حدق بها وقال "لأنها ترفض الاعتراف بوجودك وتحاول أن تقنع نفسها أنها هي وحدها التي تملكني ولم تدرك أنها انتهت من حياتي وما أراه بعينيها يعني أني نجحت حتى الآن"
نظرت إليه وكأن الأمل دق في قلبها من كلماته ولكنها تذكرت أن ذلك يعنى انها لن تبقى زوجته أكثر من ذلك، وهل هي صدقت بالفعل أنها زوجته فعلا؟ قالت تبعد أفكارها بعيدا ربما ترتاح
"وطالما أنت حققت مرادك إذن فما الداعِ من تكملة التمثيلية؟ فلم يعد لها داعِ"
اقترب منها وقال "أنتِ تعلمين أن ذلك غير صحيح إلا إذا كنتِ لا ترغبين في أن تظلي زوجتي، أم أن هذا أمر أصبح مزعج لكِ؟"
تراجع وقال يكمل "أم أن قلبك أصبح لشخص آخر وتريدين أن تتحرري مني؟"
قالت دون أن تفكر "عن ماذا تتحدث؟ أولاً أنا وافقت أن أكون زوجتك منذ البداية وهذا لا يمكن أن يكون مزعج لي بالمرة، ثانياً أخبرتك مراراً أن قلبي ليس ملك لأحد"
اقترب منها وقال "وهل يمكن أن يكون ملك لأحد؟"
نظرت إليه وقالت "ليس لأي أحد بالطبع"
قال بجدية "ولمن إذن يمكن أن يكون؟"
حدقت به لحظة ثم أخفضت عيونها كي لا تفضحها ولم ترد كان قد اقترب أكثر وهو يقول
"أنا؟"
نظرت إليه واتسعت عيونها من سؤاله وهي تتأمله ولم تعرف بماذا ترد كان قد وقف أمامها ولامست يده وجنتها مرة أخرى وقال "أنا يمكنني أن أختار لكِ"
أغمضت عيونها ودق قلبها بالتأكيد كانت غبية أن تعتقد أنه يمكن أن يفكر بها، فتحت عيونها وتحركت من أمامه وقالت
"ولكن أنا لا أفكر في الوقت الحالي بأي أحد، ما زلت صغيرة وأريد أن أحقق ما أريد قبل أن يدخل أي رجل حياتي"
قال "حقاً أنتِ ما زلتِ صغيرة وأنا أتمنى أن تجدي الشخص المناسب"
قالت "أشكرك اسمح لي أن أذهب أريد أن أنام"
وتحركت إلى غرفتها وهي تحاول أن تمنع دموعها من أن تنزل وما أن دخلت حتى أغلقت باب غرفتها واستندت على الباب لحظة وسالت دموعها، لماذا يفعل بها ذلك؟ منذ لحظات كان قريب منها إلى حد لم تكن تتخيله وفجأة أبعدها عنه لمسافة لا يمكن قياسها، يا إلهي ما الذي يحدث معها؟ هي تحاول أن تضحي بسعادتها من أجله، نعم إنها تحاول أن تمثل أمام الجميع أنها زوجته وسعيدة معه وهو ماذا؟ يتلاعب بها وبمشاعرها كان عليها أن تعرف أن هؤلاء الناس لا تهمهم مشاعر الآخرين ثم لماذا يهتم أصلا؟ إنها لا تمثل بالنسبة له إلا شخص ينتفع منه، مديرة أعمال تعمل من أجله وتمثل من أجله وماذا؟ هو لم يجبرها على أي شيء لقد اختارت بمحض إرادتها ولم يجبرها على ذلك، قلبها هو الذي أجبرها على ذلك نعم إنه قلبها هو الذي جعلها تترك أمها وأختها وحدهم إنها لم تعد تتحمل ليتها تعود.
بالطبع لم تنال قسط وفير من النوم واحمرت عيونها من الدموع ولكنها غسلتها جيدا حتى لا يلاحظها.
تناولت الإفطار معه في صمت بالمطعم وأخيراً بدأ الحديث "تبدين على غير ما يرام كما لو أنكِ لم تنامي، هل أنتِ بخير؟"
لم تنظر إليه وهي تقول "نعم أنا بخير هل سنذهب إلى الفندق أم ماذا؟"
قال بهدوء "أنتِ يمكنكِ الذهاب أما أنا فلدي العديد من الأشياء لابد أن أنهيها قبل الافتتاح تعلمين ذلك"
هزت رأسها ولم ترد وانتهوا من تناول الإفطار فقام الاثنان وأثناء خروجهم قال "نسيت أن أخبرك أني قبلت دعوة سارة على العشاء اليوم فلا تتأخري"
نظرت إليه؛ ها هو يثبت لها أنه ما زال يفكر فيها ويتواجد معها وليس كما قال أمس من أنه لم يعد يحب التواجد معها قالت
"انا لا أريد أن أحضر"
قال وهو يفتح لها باب السيارة "أنتِ تعلمين أنه لابد من حضورك لا يمكن أن أكون وحدي دون زوجتي حبيبتي"
نظرت إليه فبادلها النظرات فلم ترد جلست فأغلق الباب وانطلق بها السائق وهي تحاول أن تهدأ من نفسها، إنها لم تعد تستطيع أن ترى تلك المرأة وتجلس معها وتبادلها النظرات والكلمات، إنها تذكرها بكل شيء، كيف ستتحمل أن تتواجد معها وتراه وهو ينظر إليها؟ إنها، إنها ماذا؟ كيف تنسى أنها هنا من أجل ذلك؟ لا لن تقبل أن يهزأ بها هو أو هي، لابد أن يعرف أنها لن تقبل أكثر من ذلك.
بالطبع عادت إلى العمل وحاولت أن تركز جيداً فيه وأن تنسى ما يحدث حولها، فالعمل هو الشيء الوحيد الحقيقي والباقي لها.
عادت قبل موعد العشاء وحدها ولم يتصل بها ولا مرة واحدة وهي لم تحاول أن تفعل، ارتدت أفضل ما عندها وسرحت شعرها أفضل من أي كوافير، كانت تريد أن تثبت لنفسها أنها أفضل من أي امرأة أخرى.
انتهت واطمأنت على شكلها خرجت من غرفتها لتجده يجلس ويتحدث في الهاتف، نظر إليها كما نظرت إليه كان في أكمل زينته، لهذه الدرجة يهتم بتلك المرأة حتى يتأنق هكذا، ومتى فعل كل ذلك وهو لم يفكر حتى أن يهاتفها ولو مرة واحدة؟
انهى محادثته وقال "كيف حال العمل اليوم؟ لم تخبريني أي شيء"
قالت بدون اهتمام "ظننت أنك قد تكون مشغول، هل تحب أن أخبرك الآن؟"
تحرك إلى الباب وقال "لا هيا بنا قبل أن نتأخر، ربما عندما نعود"
نظرت إليه وهي تفكر بغضب ناتج عن الغيرة، ألهذا الحد يريد أن يذهب إليها بأسرع ما يمكنه دون اعتبار لها ولمشاعرها، تماسكت لبضع لحظات ثم خرجت تتبعه.
كانت المرأة هي الأخرى في أفضل زينتها أجلسها وجلس بجانبها بعد أن حيوا بعضهم البعض، سمعت سارة تقول بطريقة ساخرة
"أنتِ تزدادين جمالاً يا عروسة"
ابتسمت وقالت بنفس طريقتها "أشكرك، أنتِ أيضا تبدين جميلة"
كانت الابتسامات زائفة ولا تعبر عن حقيقة مشاعر كل منهما، اندمج هو في الحديث مع أمجد ولكن سارة لم تتركها حيث مالت عليها وقالت
"هل تحبينه؟"
كان السؤال غريب ومفاجئ ومع ذلك لم تندهش منه وإنما قالت بهدوء "جداً وربما أكثر من نفسي"
لاح الغضب لحظة على عيون سارة وهي تقول "ولكن هو؟ تُرى ما هي مشاعره تجاهك؟ هل يحبك مثلما تحبيه؟"
قالت دون أن تفكر "بالطبع وإلا لما تزوجني"
أجابت سارة ببرود "لا أعتقد ذلك، ألا تعرفين أنه يحبني أنا؟ ألا تعلمين أننا كنا على علاقة؟"
قالت وهى تحاول أن تبادلها نفس البرود "نعم أعلم أخبرني وليد بكل شيء ولكن كما قلتِ كنتم وأنا لا يهمني الماضي فهو ليس ملكي وإنما ما يخصني هو الحاضر والمستقبل، هما لي أنا وأنا وحدي فقط"
زادت نظرات الغضب في عيون المرأة وقالت "لا ليس لكِ، لأن المستقبل سيكون لي أنا، لن تأتى فتاة مثلك وتأخذه مني لن أسمح لكِ هل تفهمين؟ لأن أمثالك بالتأكيد لا يريدون إلا ماله وثروته أليس كذلك؟"
اندهشت أمل من الهدوء الذي أصابها وكأنها كانت تتوقع كلماتها فأجابت بنفس الهدوء "المال الذي تتحدثين عنه لا يمثل لي أي أهمية، لأن وليد يمثل الدنيا وما فيها بالنسبة لي حتى ولو كان فقيراً فهو بحبه لي أغنى رجل في العالم"
ولكن سارة لم تحاول حتى إخفاء نظرات الحقد بعينيها وهي ترد "وأنا لن أتركه لكِ هل تفهمين؟ لن أترك لكِ كل تلك الأموال، أنتِ لا يمكنك أن تكوني مثلي، أنا التي يجب أن تكون زوجته"
ابتسمت وقالت "ولكنك لستِ كذلك"
دقت الموسيقى ألحانها فتولاهم الصمت إلى أن نظرت سارة إلى وليد وقالت "أعتقد أن من حقي الرقصة الأولى فأنا ضيفتك"
يا لها من امرأة وقحة نظر إليها وقال "ولكني أعتقد أن أمجد هو الأولى"
قالت سارة بنفس وقاحتها "أمجد هل لديك أي اعتراض على أن أرقص مع وليد؟"
هز الرجل رأسه نفيا وشعرت أمل أن ذلك الرجل لا معنى لوجوده ولا يمكن أن يكون خطيب لأي أحد.
قالت سارة توجه حديثها لأمجد "شكرا حبيبي، ولكن يمكنك أن ترقص مع أمل"
نظر وليد إليها ولكنها قالت دون تردد "لا أنا لا أريد أن أرقص"
قامت سارة وجذبت يد وليد الذي قام معها بدون أن يبدي أي اعتراض، تابعته أمل وهي تشعر أنها لا تطيق ما يحدث، وبدأ ذلك المدعو أمجد يتحدث معها بأحاديث تكاد لا تفهم منها شيء فحاولت أن تركز معه ولكن نظراتها وعقلها كانا مشغولين بزوجها الذي أخذ تلك المرأة بين ذراعيه ولاحظت أنها تقترب من وليد بشكل وقح وملفت، حاولت أن تكون هادئة ولكنها لم تستطع، لم تنس أن الأمر لا يعنيها إنها لا تملك الحق في الاعتراض، ولا يمكنها أن تبدي غضبها ولكن بالمقابل ليس عليها أن تتحمل كل ذلك.
سمعت أمجد يقول "دعينا نرقص الموسيقى رائعة"
لا تعلم لماذا شعرت بأن لديها رغبة في أن تفعل وأن تنهض وتشارك بتلك الليلة التي أراد هو ومحبوبته القديمة إثبات أن لا وجود لها ربما لو نهضت ورقصت مع ذلك الأمجد لشعرت بأن لها وجود وأنها ليست مجرد صورة تزين المكان، قامت معه وتحركت إلى ساحة الرقص وتلاقت نظراتها معه ورأت نظرة غريبة في عيونه جعلتها تبادله نظرات غاضبة منها ربما يشعر بما تشعر هي به من غضب، لم تحاول أن تسمع ما يقوله أمجد فهو لا يعنيها بالمرة، إلى أن انتهت الموسيقى فعادت إلى مقعدها والجميع يفعل، ولكن بدا على وليد التوتر، فلم تهتم كما لم يهتم بها، تناولوا العشاء في هدوء إلى أن انتهوا، لاحظت هي أن سارة تقترب من وليد ثم أخذت تتحدث إليه
شعرت أنها لن تتحمل أكثر من ذلك فاقتربت منه وهمست "هل يمكن أن نذهب أعتقد أن الوقت تأخر"
قال ببرود "لا، لن نذهب الآن ما زال الوقت مبكراً دعينا نجلس قليلاً، أم هل ضايقك شيء؟ كنت أعتقد أنكِ تستمتعين!"
نظرت إليه ولم تفهم كلماته فلاح عليها الصمت وشردت بعيدا إلى أن سمعت سارة تقول "أليس كذلك يا أمل؟ "
نظرت إليها وقالت بضيق واضح "ماذا؟ لم أسمع جيداً"
ابتسمت سارة وقالت "كنت أقول أن الماضي لا يمكن أن ينتهي من حياتنا دون أن يترك أثر وأثر كبير لا يمكن تجاهله"
بالطبع فهمت كلماتها فقالت "الماضي ماضي، نسير ونتركه خلفنا ولا نفكر فيه لأننا إذا نظرنا خلفنا لن نتقدم إلى الأمام وإذا ترك فينا أثر فالأيام تستطيع أن تمحيه بسهولة"
قالت سارة بتحدِ واضح "وأنتِ؟ أليس لديكِ ماضي ترك لكِ أثر ومحته الأيام؟"
هنا تحركت عيونه إليها كما فعلت وقالت بصدق "لا، فقط وليد هو الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة لي، حياتي بدأت به وانتهت عنده"
طالت النظرة بينهما إلى أن قالت سارة "ماضي ربما، حاضر أكيد أما المستقبل فهو أمر غير مضمون"
نظرت أمل إليها وقالت "ولم لا؟ طالما أن الحب هو الأساس فكل شيء مضمون"
نفخت سارة وقالت " تخبريننا أنكِ تحبينه هذا ما تحاولين إثباته"
عادت لتنظر إليه وقالت "لست بحاجة لإثبات شيء فهو يعلم جيدا أني أحبه أكثر مما يتصور"
هنا شعرت بيده تتسلل إلى يدها ليحتضنها برقة ويرفعها إلى فمه ويقبلها وهو ينظر بعينيها دون أن يتحدث وقد تاهت هي بين نظراته وقبلته التي فاجأتها وانقبض قلبها بها سعيدا حتى ولو كان تمثيل فهي أحبت ذلك وأحبت نظراته
قطعت سارة تلك اللحظة ببرود وقالت "ما هذا أنتم تعيشون قصة حب واضحة، كم أنتم محظوظون"
كانت نظراته إليها كلها حنان وتنطق بمعانِ كثيرة تمنت لو ينطق بها لسانه ولكنه قال "نعم أعتقد أن أي رجل في مكاني ولديه امرأة فاتنة مثل أمل، هو رجل محظوظ حقاً، ليتني أستطيع أن أمنحكِ السعادة التي تستحقينها حبيبتي"
قالت دون أن تشعر بأي أحد من الموجودين وكأنهم تلاشوا من حولها ولم يتبقى سواه معها "سعادتي معك أنت حبيبي، وبوجودك بحياتي التى لم يكن لها معنى من قبلك"
قالت سارة معلنة انتهاء الحلم "أعتقد أني أشعر بالنعاس، هل يمكن أن نذهب يا أمجد؟"
قام الرجل الذي لم تعرف هي ماذا يمثل هنا واستأذن في الذهاب وهو يحيهم برأسه وابتعدت سارة دون أن تودع أحد وغضبها واضحاً لم تحاول إخفاؤه.
سحبت يدها من يده بمجرد ذهاب سارة وخطيبها المزعوم، لن تسمح له بأن يتلاعب بمشاعرها كما فعل أمس قالت
"اعتقد أنني أيضاً أريد أن أذهب"
لم تحاول أن تواجه نظراته بينما قال "أنتِ غاضبة؟"
قالت "لا، متعبة قليلاً وأريد أن أذهب"
قال دون أن ينهض "كنتِ منذ لحظات سعيدة وأنتِ ترقصين مع ذلك الرجل"
قالت بغضب "أنت أيضاً كنت سعيد"
قال "لقد أحرجتني فلم أستطيع أن أتراجع"
لم تهدء وقالت بعصبية "أنا أيضا شعرت بالحرج عندما وجدت أنني مجرد صورة أتيت بها لتزين المكان حولك فكان علي أن أفعل أي شيء لحفظ كرامتي"
قال بغضب "لم يمس أحد كرامتك، ولقد نسيت أنكِ زوجة وكان عليكِ احترام زوجك"
أجابت بنفس الغضب "على أساس أنني لست زوجتك أمامهم وأنت لم تراعي مشاعري أو تحترم وجودي وأنت تأخذها بين أحضانك بتلك الطريقة"
أبعدت وجهها لتخفي دموع لاحت بعينها
قال بهدوء "تعلمين أنني لم أفعل وأنني لم أقصد أي إهانة"
لم تنظر إليه وقالت "وأنا أيضاً لم أفعل، هل يمكن أن نذهب الآن؟ أنا حقاً متعبة وأشعر بصداع وأحتاج إلى الراحة"
وقامت فجأة حتى لا تمنحه فرصة للبقاء أكثر أو التراجع.
كادت تدخل غرفتها لولا أن استوقفها "أمل انتظري"
توقفت فتبعها إلى أن وقف أمامها وقال "أمل ماذا بكِ؟ لماذا أنتِ غاضبة هكذا؟"
قالت محاولة أن تهدأ من نفسها وغيرتها الفاضحة "لا أبداً، أنا حقاً متعبة"
ثم رفعت عيونها إليه وقالت "أنا حاولت أن أساعدك ولكن يبدو أنني لم أكن جيدة وفشلت"
تأمل ملامحها المتعبة وقال بحنان غريب "بل على العكس، لقد كنتِ رائعة، لقد صدق الجميع أنكِ تحبينني"
أبعدت عيونها عنه ولم ترد فقال "لماذا لا تردين؟"
تحركت لتذهب إلى غرفتها لتهرب منه ولكنه أمسكها من ذراعها وقال "أمل انتظري، لماذا تتصرفين هكذا؟ أنا لم أعد أفهمك"
نظرت إليه وقالت "ليس هناك ما يستدعي الفهم، أعتقد أن سارة تحاول أن تخبرني أن وجودي لا معنى له وأنك وجدت ضالتك بعودتها وأن علي أن أنسحب لذا أظن أن دوري قد انتهى"
حدق بها وقال "كم مرة لابد أن أخبرك أني لم أعد أفكر بها وأن وجودها لا يمثل لي أي شيء؟"
نظرت إليه وقالت "كنت سعيد وأنت ترقص معها وهي تتمايل عليك وتضحك بوقاحة فماذا يعني ذلك؟"
قال بجدية "كنتِ أيضا سعيدة مع أمجد وهو يحيطك بذراعيه"
قالت "أخبرتك أني فعلت حفاظاً على ماء وجهي، ثم ما الذي يغضبك هكذا وأنا لا أمثل لك أي شيء؟"
قال بعصبية ورد دون تفكير "بل تمثلين لي الكثير لدرجة أني لم أتحمل أن أراكِ بين ذراعي ذلك الرجل"
نظرت إليه وقالت دون أن تفهم معنى كلماته "إذن أنت يمكنك أن تشعر بي وبإحساسي وأنت معها"
ابتعد من أمامها وقال "أنا رجل، ولي حرية التصرف"
قالت بغضب لم يمكنها أن توقفه "وأنا إنسانة ولي مشاعر وأحاسيس ولم أعد أتحمل كل ذلك فمن فضلك انهي كل ذلك وأبعدني عن حياتك"
التفت إليها واقترب منها وهو يرى دموعها فقال "أبعدك؟ وكيف ذلك؟ أنا لا يمكن أن أبعدك عن حياتي، أمل أنا لم أعد بإمكاني الاستغناء عنكِ"
انهارت أكثر وقالت باندفاع "وأنا لم أعد أستطيع أن أتحمل كل ذلك، أنت تقربني إليك أوقاتاً ثم فجأة تقذفني بعيداً وأنا لم أعد أفهم ماذا تريد منى؟ لن أتحمل أكثر من ذلك، أرجوك دعني أذهب لقد أديت واجبي ولا أملك أن أفعل أكثر من ذلك، لقد صدق الجميع أنني أحبك وتحركت مشاعر تلك المرأة لتعود إليك فحققت أنت ما تريد وانتقمت لكرامتك، فدعني أنا أحتفظ بالباقي من كرامتي، أرجوك أنا لم أعد أستطيع أن أتحمل أكثر من ذلك لم أعد أستطيع "
وفاضت الدموع من عيونها بغزارة ولم تشعر إلا وهو يجذبها إلى صدره وهي تحاول أن تبعده وتقول "دعني أنا تعبت، دعني أذهب، أرجوك اتركني أذهب قبل أن أصبح لا شيء بالنسبة لك وتتركني، أنا تعبت ولم أعد أتحمل أن يحدث لي كل ذلك لم أعد أتحمل"
ورغم قبضتها التي تضربه بصدره كي يبعدها إلا أنه لم يتركها وإنما تحملها حتى توقفت عن الضرب فاحتضنها بشدة وهو يقول
"أمل اهدئي الآن، أنا لا يمكن أن أتركك أبداً لن أتركك، هل تفهمين؟"
ضمها إلى صدره أكثر فشعرت بدفء أحضانه وسمعت دقات قلبه تنبض من خلف عضلات صدره ولامست أنفاسه الدافئة وجهها فبدأت تهدأ
أجلسها وأحضر لها كوباً من الماء، ارتشفت بعضه وأعادته إليه، ركع أمامها على الأرض وقال بحنان "أنتِ بخير الآن؟"
بدأت تهدء فهزت رأسها بالإيجاب فقال وهو يمسح دموعها "أنا أغضبتك إلى هذا الحد؟"
نظرت إليه ولم ترد فقال "لم أقصد إغضابك حقا وإنما كل ما أردته أن أبحث لكِ عن السعادة"
قالت بدهشة ودون فهم "أي سعادة؟"
قال "لا أعلم، ولكن أشعر أن قربي منكِ أصبح يسبب لكِ الألم والحزن"
هزت رأسها وقالت "لا، هذا ليس صحيح بالمرة، قربك لا يمثل لي أي حزن أو ألم"
نظر إليها بقوة وقال "إذن ماذا يمثل قربي منكِ؟"
لم تبعد عيونها عنه وقد انهار قلبها أمام نبرة الحنان التي تملاء صوته فقالت "وهل من حقي أن أقول؟ لا أعتقد أن فتاة مثلي يمكنها أن تختار أو تفكر بأكثر من أنها مجرد سكرتيرة"
قال بصدق "لا أمل أنتِ لستِ كذلك لم تعودي كذلك بالنسبة، وأمر سكرتيرة هذا انسيه تماما لأنه لا يهمني أصلا أنا عرفتك أنتِ أمل فقط دون أي شيء آخر وأصبح قربك مني هو الأساس"
طالت النظرات بينهم إلى أن قالت "وماذا يمثل قربي منك؟"
أحاط وجهها براحتيه وقال "كل شيء يا أمل، وجودك هو كل شيء"
لاح الأمل في عيونها وقد ملأتها كلماته بالسعادة وقالت برجاء مختلط بأمل "حقا؟"
هز رأسه وقال "نعم أمل، نعم، كثيرا ما حاولت أن أبتعد عنكِ ولكن كلما حاولت أن أفعل أجد روحي تعود إليكِ بكل قوة وغصباً عني تدفعني إليك، نعم كنت أقترب منكِ ولكن كنت أتراجع لأني كنت أخشى أن أكون متطفلا على حياتك، أو أن يمثل وجودي ألم أو حزن لكِ فكنت أعود إلى البعد"
أغمضت عيونها ودق قلبها بقوة، هل هي تحلم؟ أم هو بالفعل أمامها ويخبرها بما تمنت أن تسمع، هل حقاً تحقق حلمها؟ إنها لا تصدق.
فتحت عيونها لتواجهه نظراته وقالت "متطفلا؟ يا إلهي أنا لا أصدق أنني أسمع ما تقول، لقد تمنيت أن تكون معي إلى الأبد"
لاحت سعادة غريبة بعينيه وقال "حقاً يا أمل؟ وفارق السن؟"
هزت رأسها بالنفي وقالت "لم أفكر يوما به أو أعترف بوجوده"
ابتسم بأمل وقال "ولا تفكرين في أحد آخر؟"
ابتسمت رغم الدموع وقالت "أخبرتك مراراً أني لم ولن أفكر في أي أحد"
مسح دموعها بحنان وقال "حتى أنا؟"
قالت "أنت الوحيد الموجود بحياتي، لم أعرف رجل سواك"
جذبها إليه بقوة وضمها إلى صدره مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت مختلفة بالتأكيد وهي لم تتمنى سوى قربه لذا كانت سعيدة وهي تدفن رأسها بصدره لتعود إلى دقات قلبه السريعة وتستمتع بدفء أحضانه.
سمعته يقول "أمل أنا لم أعد أعرف ماذا يحدث لي ولكن ما أعرفه ومتأكد منه أني لا أريدك أن تتركيني لحظة واحدة وأرغب بأن أظل أحيطك بذراعي إلى الأبد، فقط أريد أن أسمع ردك"
لم تفتح عيونها وهي ترد "أنا لا أريد أكثر من وجودك معي ولكن.. "
عندما لم تكمل أبعدها برفق ونظر بعيونها وقال "ولكن ماذا؟ هل فقدتِ ثقتك بي؟"
هزت رأسها نفيا وقالت" أبداً لم أكن لأفعل ولكن.. "
قاطعها وقال "إذن لتكوني زوجتي؟ لن يمكنني أن أتحمل قربك دون أن تكوني بين أحضاني"
شهقت من كلماته ووضعت يدها على فمها وهي لا تصدق كلماته ورددت "ماذا قلت؟"
لم يبعد يده وهو يقول "أطلب يدك للزواج فهل توافقين؟"
حاولت أن تستوعب ما يحدث لها ولكنها لم تجد أي تردد بعيونه وقالت"هل تدرك ما تقول؟ هل نسيت من أنت ومن أنا؟ لا يمكن أن تفعل بنفسك ذلك"
ابتسم وقال "يبدو أنكِ نسيت أني بالفعل فعلت ذلك فأنتِ أمام الجميع زوجتي فقط ينقصنا وثيقة الزواج وهو ما سنفعله بالصباح الباكر"
حدقت به بصمت وقد ارتفعت أنفاسها وتملكها خوف بدلا من السعادة فلاحظ تغير ملامحها وقال "ماذا؟ ألا توافقين؟"
أبعد يده عنها ولكنها قالت "بالطبع أوافق ولكن أمي؟ ألا يجب أن ننتظر حتى نعود و"
نهض وابتعد وقال "من ماذا تخافين يا أمل؟"
نهضت واتجهت إليه ووقفت خلفه وقالت "لا أخاف طالما أنت معي ولكن"
التفت إليها وأحاط ذراعيها بقبضتيه وقال "والدتك سأخبرها عندما نعود أو لو شأتِ أخبرها بالهاتف، وعندما نعود سأقيم لكِ حفل زفاف يتحدث عنه الجميع لكن الآن أنا لن أتحمل أن أعاملك على أنكِ مجرد زوجة زائفة أنا أريدك يا أمل أريدك كزوجة حقيقية ولن يكون ذلك إلا على سنة الله ورسوله وبأقرب وقت"
ظلت تنظر إليه بحيرة وهي لا تعرف ماذا يمكنها أن تفعل قلبها يأمرها أن توافق وعقلها يخبرها أن تتوقف وترفض ولكن لمن الغلبة للقلب أم العقل؟
يتبع الفصل التاسع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية حب وتضحية" اضغط على اسم الرواية