رواية حنين الفصل الثامن بقلم حسناء حسانين
رواية حنين الفصل الثامن
حنين: أنا المدام.
السكرتيره وقفت: أنا آسفة يا فندم إتفضلي.
سيبتها وفتحت باب المكتب وإتصدمت لما شوفت دارين قاعدة علي مكتبه وقريبة منه، وقف أول ما شافني والمفاجأة باينة علي ملامحه، إتسمرت مكاني وهو جاي عليا ودارين بتبتسم ببرود زيها، قرب مني وقال:
حسن: حنين إنتي جيتي هنا إزاي؟!
عيني كانت علي دارين وهي بتنزل من علي المكتب، إتعصبت عليه:
حنين: يهمك جيت هنا إزاي ولا ليه؟
حسن: جيتي إزاي وليه؟
حنين: أهو ربنا أراد إني أشوف الشغل اللي حضرتك بتشتغله هنا في الشركة.
حسن: حنين أنا مش فاهم حاجه، إنتي عايزة حاجة طيب؟
حنين: هعوز منك إيه يعني! جدو هو اللي إتصل بيا وبعتلي عربية توصلني هنا، وقالي إنك عارف.
حسن بإستغراب: لأ معرفش ومقلش إنك جاية.
حنين: طب هتقعدني ولا أنا مش زي ناس.
حسن بص وراه وإبتسم لحنين وغمزلها وقال بصوت واطي:
حسن: إنتي غيرانة ولا إيه؟
حنين: أغير؟ وأنا هغير ليه يعني، ومن مين؟
حسن: مش عارف إسألي نفسك، ليه متعصبة ووشك أحمر؟
حنين: وشي أحمر؟!
حسن: أوي أوي.
لسة هرد عليه إتدخلت دارين الباردة ووقفت جمبه:
دارين: إيه يا حسن مش هتفرجني علي الشركة زي ما قولت؟
حسن: إحم إحم.. خليها يوم تاني يا دارين.. هكلم سواق يروحك إنتي وحنين للقصر.
حنين: لأ أنا مش عايزة أروح دلوقتى، خليها هي تروح تقريباً كانوا بيسئلوا عنك يا شيرين.
دارين بغيظ: إسمي دارين.
حسن: خلاص خلاص يا جماعة، روحي إنتي يا دارين دلوقتي.
دارين: بس أنا كنت عايزة أشوف الشركة.
حسن: مرة تاني إن شاء الله.
دارين: بكرة، هاجيلك بكرة.
حسن: إن شاء الله، هتروحي لوحدك ولا مع سواق من عندنا؟
دارين: مع السواق زي حنين.
حسن: تمام، إنزلي وهتلاقيه تحت أنا بعتله رساله.
مشيت من المكتب وأنا قعدت أقلدها:
حنين: مع السواق زي حنين، بكرة هاجيلك بكرة.
حسن: ههههههه، واضح أوي إنك مش غيرانة.
حنين: أنا أغير من ده!! طب شوفلي واحدة حلوة شوية أغير منها.
حسن بإستفزار: وهي دارين وحشة؟
حنين بغيظ وعصبية: لأ ده زي القمر، عشان كده قعدتها علي المكتب وقربتها منك.
حسن: صدقيني هي اللي عملت كده وفاجئتني وإنتي دخلتي في نفس اللحظة، أنا مكنتش أعرف أصلاً إنها جاية! ولا عارف إنتي كمان جيتي ليه؟
حنين: ما قولتلك جدي هو اللي طلب مني أجيلك.
حسن: ماشي، لما أرجع أشوف جدي عمل كده ليه؟
حنين: هو إنت متدايق إني جيت؟
حسن: لأ إزاي، بس أنا عندي شغل مش بلعب وإنتي كده هتعطليني.
حنين: دلوقتي بقا عندك شغل ومش بتلعب ومن شوية كنت هتفسح الأستاذة جموستين في الشركة.
حسن: إسمها دارين، وأنا مش فاضي لغيرة الستات ده.
حنين: برضو هتقولي غيرة؟ كل الفكرة إن إنت قدام الناس جوزي ولازم أحافظ عليك وعلي برستيجي قدام الناس.
حسن قام من مكانه وقعد قصادي وإبتسم بخبث:
حسن: طب وبعيد عن الناس هتحافظي عليا ولا لأ؟
إتوترت: أنا هروح بقا وهشوف جدي ليه طلب مني أجيلك.
وقفت ومسكت شنطتي عشان أمشي، فـ رن فون حسن، بص للفون وقال:
حسن: ده جدي، إستني أشوفه عمل كده ليه.
حسن: أيوة يا جدو.
:......................
حسن: حاضر يا جدو، بتفاجئني دايمًا بس مقبولة منك يا حجوج، سلام.
بصتله كأني بسأل قاله إيه، إبتسملي وقال:
حسن: جدو عايزك تتدربي هنا في الشركة.
إستغربت إنه بيقول كده عادي ومش متدايق، سألته:
حنين: وإنت معندكش مانع أتدرب هنا؟!
حسن: وليه لأ؟
حنين: أيوة بس إنت طول الوقت عايزني محبوسة في البيت وبتدايق لما أخرج.
حسن: ما هو إنتي هتدربي ومش هتدربي.
حنين: يعني إيه؟
حسن: يعني هتلازميني زي ضلي، شغلك كله هيبقي معايا أنا وبس، هتعرفي قد إيه أنا ناجح من غير شهادة جامعية.
حنين: بس ده ما يمنعش إن الشهادة أفضل بكتير.
حسن إتعصب: هتشوفي أفضل ولا لأ، إنتي متعلمة أهو وبتدرسي في نفس المجال، وأنا يدوب معايا إعدادي، هنشوف مين فينا هيشتغل أفضل من التاني.
حنين: علي فكره لو إنت بقيت أفضل مني ده حاجة هتفرحني مش تدايقني، إنت كده هتبقي تفوقت عليا رغم.....
حسن: رغم جهلي.
حنين: مش قصدي يا حسن.
حسن: قولي حسن كده تاني.
إتكسفت وسكت، كمل كلامه:
حسن: أكيد أنا ما إختارتش أبقا بالجهل ده.
حنين: وإيه اللي غصب عليك؟!
حسن ملامحه إتغيرت: مش عايز أتكلم في الموضوع ده.. روحي النهاردة وبعدين أبقي إبدأي تدريب.
حنين بطريقة كلام زي الأطفال: لأ مش هروح دلوقتي هروح معاك لما تخلص.
حسن إبتسم: خلاص إنتي حرة، وإعملي حسابك مش هتيجي الشركة ده غير بإذني بعد كده.
حنين: نعم!! أومال هتدرب إزاي؟!
حسن: في الاجازة مش دلوقتي، أهم حاجه دراستك وبس.
فرحت أوي إنه مهتم بدراستي برغم إن ده بيجرحه، مرضتش أدايقه وأقول حاجة تاني لأني فعلاً محتاجة أركز في دراستي، قعدت في مكتبه نص ساعه كمان براقبه وهو بيشتغل، وبعد ساعة قالي هنروح، وصلنا القصر لقينا إسلام ودارين وجدي قاعدين، حسن شاور لجدي أول ما دخلنا وراحوا المكتب سوا، طلعت بسرعة أوضتي غيرت هدومي وأنا نازلة علي السلم لقيت فريدة وحكتلها علي حصل النهاردة، قالتلى:
فريدة: مش قلتلك يا هبلة خلي بالك، البت ده صفرا وحاطه عينها علي جوزك.
حنين: وإيه يعني يا فريدة أنا مش فارق معايا أصلاً.
فريدة: عليا برضو يا حنين؟! بصي يا حببتي ربنا أراد إنك تتجوزي حسن لحكمة أكيد، إديله فرصة وبلاش موضوع الطلاق ده.
حنين: إنتي عرفتي منين إني طلبت الطلاق؟
فريدة: حسن قالي وكان زعلان جدا وهو بيقول.
حنين: يبقي هو اللي قالك تقنعيني أتراجع في طلبي؟
فريدة: صدقيني هو مقلش حاجه أزيد منه إن نفسه تفهميه وتحسي بيه وتديله فرصة.
سكت وفكرت في كلامها، قلت:
حنين: أنا هديله فرصة أخيرة يمكن حالنا يتصلح مع إن الوضع غلط من الأول.
فريدة: ولا غلط ولا حاجه، إسمه نصيب ربنا كاتبه، تعالي أقولك بقا علي شوية حاجات تعمليها.. لما تطلبي منه حاجة بلاش الوش الناشف اللي بتصدريه ده، إضحكي في وشه كده وإتدلعي عليه.
حنين: أتدلع عليه!!
فريدة: أيوة تدلعي، إيه متعرفيش يعني إيه دلع؟ وحاجة كمان أول ما تشوفي العقربة اللي إسمها دارين بتكلمه إتدخلي وأطلبي منه أي حاجة يعملهالك.
حنين: إنتي جبتي الدماغ ده منين؟
فريدة: من عند بتاع الدماغ أجبلك واحدة؟
حنين بضحك: ياريت والله.. بس أنا مش عارفة دارين ده عايزة مننا إيه؟
فريدة: ما قلتلك عينها في جوزك، ده جاية تخرب بيتك هي وأخوها.
حنين: أسكتي اللي إسمه إسلام ده بيحاول يقربلي بأي طريقه، بس أنا بصراحة قلقانة منه وكمان بخاف من حسن لما بيشوفني بكلمه.
فريدة: إبعدي عنه يا حنين، هو يمكن مش وحش أوي، بس هو فعلاً بيكره حسن، يعني بيكلمك مش عشان عايز مصلحتك بجد، ده بس عشان تزعلي إنتي وحسن ويكرهكوا في بعض.
حنين: خلاص يا فريدة فهمتك.
فريدة: والله إنتي غبية وهبلة ومش بتفهمي أصلاً يا حنين ومش عارفة حسن بيحبك علي إيه؟
حنين: حسن بيحبني؟!
فريدة: إلحقي حسن خارج من المكتب هو وجدي والعقربة عايزة تكلمه.
بصيت لقيتها فعلاً ماشية ناحيته، كنا لسة علي السلم أنا وفريدة، نزلنا درجة وفجأة فريدة زقتني زقة بسيطة وقعتني علي السلم مكاني، لسة هسألها عملتي كده ليه، قامت صرخت:
فريدة: حسسسن، إلحق يا حسن حنين وقعت علي السلم.
بصتلها بإستغراب غمزتلي، صرخت أنا كمان:
حنين: آااااه يا رجلي آااااه، إلحقني يا حسن.
حسن إتخض وكل اللي في القصر إتجمعوا علي السلم، حسن قرب وسألني:
حسن: مالك إيه اللي بيوجعك؟ رجلك إتكسرت المرادي؟
حنين: آاااه يا حسن إنت بتهزر أنا رجلي إتلوت تحتي ومش قادرة أقف.
إسلام: سلامتك يا حنين تحبي نروح المستشفى نطمن عليكي؟
حسن بسخرية: لأ هي تحب تريح في أوضتها هي وجوزها.. بعد إذنكوا.
حسن زق إسلام بإيده وشالني وطلع السلم، بصيت لـ فريدة وهو شايلني فـ غمزتلي وضحكت، دخلني الأوضة ونزلني علي السرير:
حسن: في حاجه بتوجعك بجد ولا إنتي كده تمام؟
حنين: لأ هي إتلوت بس وشوية وهبقا تمام.
هز راسه بضحك، وبعدين ميل راسه وقال جمب ودني:
حسن: قولي لـ فريدة أنا حافظ دماغها كويس، وقوليلها تزقك جامد المرة الجاية من غير ما آخد بالي.
إتصدمت إنه شافها، قررت أنفذ الخطة:
حنين: وأهون عليك تزقني جامد من علي السلم؟
حسن: لأ ما تهونيش ولا عمرك هتهوني عليا يا حنين، أنا مش عايز حركات زي ده عشان أخاف عليكي، إنتي أغلي من كده بكتير.
إتثبت بصراحه ومقدرتش أرد، قام من جمبي وقال:
حسن: أنا نازل آكل بقا وهخليهم يبعتولك أكل هنا.
حنين: لأ خدني معاك.
حسن: ما ينفعش إنتي لسة واقعة قدامهم، هتنزلي تجري علي السلم هتتكشفي.
حنين: لأ ما هو أنا هعرج كده ومش هيعرفوا.
حسن: أنا عندي حل تاني، إيه رأيك أشيلك؟
حنين: لأ هعرج أحسن.
حسن: ههههههه، ماشي يا ستي شوفي مين هيشيلك بعد كده.
نزلنا ناكل وعدي اليوم للآخر ونجحت أنا وفريده في إننا نمنع دارين تكلمه نهائي.. جه الليل وطلعنا الأوضة، حسن خلاني أنام علي السرير وهو على الكنبة، وقبل ما ننام قلتله:
حنين: حسن ممكن أطلب طلب؟
حسن بصوت نعسان: لأ مش ممكن.
حنين: متبقاش غلس بقا.. ممكن متخليش دارين تروحلك الشركة.
حسن لف راسه وبصلي: ليه؟ وأعملها إزاي ده؟
حنين: ليه عشاني، أما بقا إزاي فـ ده شغلتك إنت، يعني مثلا تقولها عندي شغل ومش فاضي، تروحلك الشركة تسيبلها المكتب وتمشي.
حسن: حاضر يا حنين.
حنين: إوعدني يا حسن.
حسن بإبتسامة: أوعدك يا حنين.. تصبحي على خير بقا.
حنين: وإنت من أهل الجنة.
ــــــــــــــــ♡ـــــــــــــ♡ــــــــــــــ♡ــــــــــــــ♡ـــــــــــــــ
عدي إسبوع علي اليوم ده ومفيش جديد غير إن إسلام هو اللي بيبعد دارين عن حسن، وحسن عمل زي ما طلبت منه ومخلهاش راحت الشركة.
إسلام بيحاول كتير يكلمني في الجامعة إني لازم ما أرتبطش بواحد مش مناسب ليا بس أنا بصده زي ما قالت فريدة، مش عارفة هو أنا فعلاً غبية ومش قادرة أميز مين خايف عليا بجد وبينصحني ومين عايز يخربلي حياتي ولا ده طيبة زيادة عن اللزوم!
النهارده بداية إسبوع جديد ومعنديش محاضرات، قررت أكلم حسن لما يرجع إنه يسمح لـ أكرم يخطب فريدة بقا، حسيت إني لازم أساعدهم زي ما بيساعدوني وأعملهالهم مفاجأة.
كنت قاعدة على نار اليوم كله وأنا مستنياه، نزلت قبل ميعاد وصوله بنص ساعه، وأول ما حماتي شافتني، قالت:
سهير: حنين تعالي عايزة أتكلم معاكي شوية.
حنين: حاضر يا طنط إتفضلي.
طلعنا في الجنينة وقعدنا علي كرسيين قصاد بعض، إتكلمت أول ما قعدنا:
سهير: بصي يا حنين إنتي زي فريدة بنتي وأنا بحبك يعلم ربنا، ولما إتجوزتي حسن كان عندي أمل علاقتي بيه تتغير، بس للأسف ما إتغيرتش، وأنا عرفت يعني إن علاقتكوا ببعض مش طبيعية، عشان كده عايزة..
حنين: عايزة إيه قولي؟
سهير: عايزة حسن يتجوز بنت أختي، عايزة حسن يتجوز دارين.
يتبع الفصل التاسع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية حنين" اضغط على اسم الرواية