رواية انجذاب الروح الفصل التاسع 9 بقلم زينب خالد

   رواية انجذاب الروح الفصل التاسع بقلم زينب خالد

رواية انجذاب الروح الفصل التاسع

فى شقه مالك 

فتح الباب بمفتاحه الخاص ودخل بخطوات مُرهقه بحث عنها بعينيه حتى نادى عليها بنبره عالى  : 

روضه يا روضه 

هتفت روضه من داخل المطبخ مجيبه : 

ايوة يا حبيبي ... أنا هنا 

سار حتى دخل لها وقف على عتبه الباب حيث سند جسده على الحائط مربع يديه على صدره ... يراقبها وإبتسامه محببه مُرتسمه على شفتيه ... كانت تقف تنتهى من إعداد الطعام التفت بجسدها له وعلى وجها إبتسامه ساحره ... تقدمت منه حتى تحدثت : 

حمدالله على السلامه 

أجاب مالك عليها بابتسامة محببه : 

الله يسلمك

قلقت من ملامح وجه المرهقه أردفت بنبره قلقه : 

مالك .. فيك أى 

أجاب مالك بنبره مرهقه : 

مفيش تعبان شويه .. محتاج أنام 

أجابت روضه بإصرار : 

انا حضرت الاكل .. كُل ونام بعدها 

اعتدل فى وقفته متحدثا : 

لا هنام بعدين ابقي أكل 

أمسكت روضه يديه مكمله بأصرار : 

لا هتاكل لو مكلتش مش هاكل 

خضع لها وأومأ لرغبتها مجيبا باستسلام : 

خلاص هدخل أخد شاور وأجى 

شعرت بأنه ليس بخير تعرفه .. دائما فى بعض الاحيان لا يرضي أن يظهر ضيقه لها ... لم تجيب عليه بل لفت ذراعيها حول عنقه وأحتضنته بحنيه شديده ... لم يمانع وأنما وضع يد على ظهرها والاخرى على خصرها ... أخفى وجهه فى عنقها متنفساً بعمق شديد كأنه كان ينتظر هذا العناق ... ظل هكذا بعض الوقت حتى ابتعدت عنه متحدثه بنبره حانيه : 

يلا عقبال ما أحط الاكل 

بعد تناول الطعام 

جلسا الاثنان على الاريكه جلس مالك وظهره مسنود على الاريكه بينما وضعت كوبان من العصير بعدما أعددته ... جلست على الاريكه وهى أمامه ربعت قدمها وسندت ذراعها على فخدها تحدثت بفضول : 

ها قولى مالك بقي 

أجاب مالك عليها بابتسامة : 

تعالى 

سحب يديها حتى أدارها وأراح ظهرها على صدره لف ذراعيه حول خصرها ... ظل الصمت هو من يغلف المكان تركته ولم ترد أن تضغط عليه حتى يتحدث بمفرده ... تحدث بعد فتره من الصمت الشديد : 

زعلان على يزن ... ومش بإيدى اعمله حاجه 

لفت روضه رأسها له مجيبه : 

زعلان من أى ... إتخانقتوا فى الشغل 

هز مالك رأسه بنفي مردفا : 

لا عشان الجواز ... اتكلمنا تانى إنهاردة بعد ما خلصنا الاجتماع .. وهو كالعادة سابنى ومشى 

رجعت برأسها مره أخرى مجيبه بنبره هادئه : 

بلاش تضغط عليه بعدين هو مش بايده 

أجاب مالك بنبرة متضايقه : 

ايوة عارف دة ... بس بايده أنه أنه يدور و يشوف يتقدم بأى خطوة 

أجابت روضه بنبره هادئه : 

أكيد شاف ومعجبهوش ... ماهو كل يوم بيشوف فى المستشفى فى الحفلات اللى بتحضروها .. لو كان في حاجه عجبته كان قالك ... سيبه على راحته 

تأفأف بضيق وحزن على صديقه يقلق عليه دائما ومن وحدته الذى فُرضت عليه ... قاطعت تفكيره متحدثه بقلق استشعره هو : 

كنت عايزه اروح للدكتورة اكشف 

لفها بقلق له واعترى وجه القلق شديد متحدثا :

مالك فيكى أى ... حاسه بحاجه وجعاكى 

نفت برأسها مكمله حديثها بتوتر بينما تفرك يديها : 

لا ... كنت عايزه أروح لدكتورة نسا عشان أكشف 

زفر براحه بأنه لم يصيبها مكروه حيث تحدث باهتمام : 

في حاجه بتشتكى منها 

نظرت لعينيه مباشره ثم ردت : 

عايزه أشوف أتاخرت ليه فى الحمل ... بقالنا أكتر من سنه ومفيش حاجه حصلت 

وضع كفيه على وجها مردفا بحنان شديد : 

وأى مشكله بعدين أكيد ربنا هيرزقنا ... مهم أنك تصبرى 

أجابت بإصرار شديد لتنفيذ ما تريده : 

لا عايزه أروح .. وأطمئن بنفسي 

مسد على شعرها حتى جذب رأسها على صدره ثم قال : 

اللى تحبيه ... بكره هنروح سوا المستشفى عند يزن .. عشان تطمنى براحتك 

هزت رأسها حتى وضع قبله على خصلات شعرها ... ثوانى حتى قرع جرس الباب دليل على وصول أحدهم ... رفعت رأسه من على صدره حتى وقف واتجه ناحيه الباب ليرى من الطارق فى هذا الوقت ... فتح الباب حتى قابل والدته وعلى وجها البشوش ابتسامه بسيطه قالت : 

معلش لو جيت دلوقتي ... بس زهقت الاقعده لوحدى وجيت أشوفك وحشتني 

أتت روضه من خلف ظهره متحدثه بابتسامة : 

أنت بتسأذنى .. ده بيتك يا ماما تعالى 

دخلت زهره حتى أقفل مالك الباب خلفها ثم قبل رأسها ب حنان شديد ... تحدثت زهره بعتاب : 

ولا حد منكم يسأل عنى .. والبيه مش بيكلف نفسه يسأل عنى لسه عايشه ولا موت 

أجاب مالك بأسف قائلا بغضب طفيف من نفسه : 

أسف يا ماما بجد ... بس يزن كان مشغول وأنا كنت شايل الشركه كلها 

أحتضنتها روضه بحنان وعلى وجها ابتسامه قائله : 

وأنا اقدر أزعل القمر بتاعى .. أنا أسفه والله حقك عليا متزعليش مننا 

أشاحت زهره وجها عنهم قائله بعتاب : 

لا لولا أن انا نزلت مكنش حد منكم قرر يجى ... رغم أن شقتين فوق بعض 

قبل رأسها متحدثا بابتسامة مشاكسه : 

خلاص يا زوزو ... متزعليش بعدين مقدرش على بعادك ده أنت الحته الشمال 

رفعت زهره حاجبها بسخريه مجيبه : 

لا يا ولا ... اضحك عليا ب كلمتين 

خرجت من حضنها وأخذتها من يديها مردفه : 

طب تعالى أجبلك عصير تهدى بيه .. ونصالح القمر بتاعنا 

______________________

فى مساء اليوم التالى 

فى مبنى يقع في حى سكنى إلا حد ما شعبى ... حيث محلات البقاله ومحلات التجاريه كل ما تتمناه تجده ... فى شقه تقبع فى الدور الثالث من العماره 

نجد رجل يغزو الشيب رأسه يمتلك من العمر التاسع والستون يجلس أمام التلفاز يشاهد أخر الأخبار ... يفتح الباب وتدخل فتاه على وجها ملامح مجهده جلست على الاريكه وأراحت جسدها عليها بأريحية شديده .. ابتسم لها قائلا : 

حمدالله على السلامه يا حبيبتي 

أجابت بابتسامة مجهده : 

الله يسلمك يا حبيبي ... بقيت عامل أى دلوقتي التعب راح 

أجاب سمير عليها : 

الحمدالله يا بنتى أحسن من الصبح ... عملتى أى انهاردة 

أراحت رؤى رأسها للخلف براحه متممه : 

قضايا كانت كتير والشغل كتر .. وكل قضيه عايزه دماغ عن التانيه ... المهم مينفعش تنزل الشغل تانى خلاص أنت بقيت تتعب من أقل مجهود ... تروح بكره تقدم استقالتك وأنا بشتغل والدنيا هتمشي 

أجاب عليها ورأسه منشغل بالشركه وكيفيه الاستقاله : 

بس مقدرش يا بنتى .. ده أنا خدمت عمرى فيها من أيام حسين بيه بعدين جه مكانه حازم 

أرادت إقناعه ب ترك العمل والاهتمام ب صحته جيدا .. تقلق عليه دائما عندما يذهب لعمله حيث قالت رؤي : 

يا بابا لازم تهتم ب صحتك شويه وخلاص أشتغلت معاهم كتير جه وقت الراحه ... بعدين أكيد ابنه هيقدر تعبك .. وأنت كبرت مينفعش تهدر صحتك .. أنا بخاف عليك 

فكر قليلا ب حديثها حتى فكر ربما ب فكره تستطيع ب حل المشكله وتشعره ببعض الراحه .. قال سمير : 

ماشى هقدم الاستقاله 

ضحكت لأنها نالت ما أرادته ولكن اتمحت الابتسامه مره أخرى من اقتراحه ... أردف حديثه مكملا : 

هتمسكى مكانى أنت الشغل 

اعترضت رؤي على حديثه مردفه : 

أمسك مكانك أى يا بابا ... هو حضرتك ناسى أنى بشتغل فى مكتب محاماه 

أمسك يديها بين يديه مكملا حديثه بنبره هادئه : 

لا مش ناسى .. بس أنا مقدرش أسيب شغل الشركه ل حد تانى مقدرش أمامن لحد

تحدثت رؤي بتعجب : 

أحنا مالنا ... أنت هتقدم الاستقاله وهو يشوف حد غيرك ... وهو أكيد ادرى ب مصلحته 

هز سمير رأسه بنفى مكملا باصرار : 

لا مالنا الشركه دى أمانه .. وقضيت عمرى فيها من ساعه لما استلمت الشغل من حسين بيه 

نفخت رؤي بنفاذ صبر محاوله استمالته عن قوله : 

يا بابا أنا اصلا ليا شغلى وحياتى مينفعش أنى اسيب كل ده ... وأروح أمسك مكانك .. بعدين مين قال أن ابنه ده هيرضى اصلا 

هتف سمير بإصرار على قراره : 

ملكيش دعوة أنت ... أو هنزل أكمل شغلى عادى بعدين أحيان كتيره ميبقاش الشغل كتير .. تقدرى تشتغلى فى قضايا بتاعتك ... بكره تقولى ل مستشار بتاعك وانا هكلم حازم 

أتت فى هذا الوقت والدتها من الغرفه بعدما استيقظت من غفوتها .. رأتها جالسه بجانب زوجها قالت حانيه : 

جيتى امتى .. حمدالله على السلامه يا حبيبتي ... تحبى احضرلك الغداء 

لم تجيب عليها بينما نهضت واتجهت لغرفتها .  ثم أقفلت باب الغرفه بغضب ... استغربت من حاله بنتها واتجهت حديثها ل زوجها باستنكار : 

مالها قولتلها أى .. يخليها متعصبه 

اراح جسده أكتر على الاريكه متحدثا : 

مفيش قولتلها تمسك مكانى فى الشركه 

جلست بجانبه وهى تحاول أن تفيق من أثر النوم قالت متعجبه : 

اللى بتقوله ده يا راجل ... ماهى البت بتشتغل أنت ناسى ولا اى 

أجاب سمير عليها بعدما مسك ريموت التلفاز مره اخرى :  

لا مش ناسى .. بس مقدرش أمن على شغل فى الشركه غير ليها 

فى الغرفه 

رمت حقيبتها بعصبيه وظلت تتجول فى الغرفه ب ضيق وغضب من قرار والدها ... لا تعرف ما تفعله ولا كيفيه العمل بين جهتين ... حتى والدها لم تعرف أن تثنيه عن قراره .. يبدو الاصرار على قراره الذى يراه من وجهه نظره صحيح لكنه ليس صحيحا بتاتا ... قررت أن تاخد حمام بارد لعلها يساعدها على الفكير ...

نامت على الفراش بعدما انتهت من حمامها لم تشعر بالجوع ف قررت النوم كا أحل أفضل ... لا تعرف هل سيوافق مديرها على هذا القرار .. أم المدير الاخر هل سيوافق على تعينها وهى تعمل ب مكان أخر ... شعرت بالصداع من كثره التفكير في الامرين مع كميه القضايا التي عملت بها اليوم ... قررت النوم وترك جميع كل شئ لتنعم ب نوم هادئ 

______________________ 

فى الشركه 

كان يتفحص الاوراق الموضوعه أمامه بأهتمام وتركيز عالى ... دق الباب حتى دخلت السكرتاريه قال بينما عينيه لم تزيح عن الاوراق بنبره جديه : 

خير 

أجابت بنبره عمليه : 

أستاذ سمير المحامي مدير الشئون القانونيه 

أجاب حازم بجديه : 

دخليه 

خرجت من الغرفه وثوان حتى دلف ... ثم أقفل الباب خلفه وقف له بابتسامة مد يديه حتى سلم عليه بابتسامة مماثله  تحدث سمير : 

جيت من غير معاد .. يارب مكونش عطتلك 

أجاب حازم بابتسامة : 

تعطلنى اى ... ولو متعطل افضالك أنت غالى عندى 

أجاب سمير عليه بطيبه : 

الله يخليك 

تحدث حازم باستفسار : 

سألت عليك قالولى أنك تعبان ... مالك ألف سلامه عليك 

أجاب سمير بتوضيح : 

الله يسلمك ... أنت عارف السن وحكمه .. بس أنا كنت جاى لحاجه تانى 

انتبه حازم له ب كامل تركيزه قائلا : 

اتفضل 

تحدث سمير في عرض الفكره عليه لعله يوافق على طلبه : 

أنت عارف أنى كبرت و حمدالله فضلت ماسك الشركه من ساعه ما اتعملت أيام بشمهندس سُليمان ... وجه الوقت اللى ارتاح فيه ..وكنت جاى اقدم استقالتى بس حبيت أن بنتى هى اللى تمسك مكانى ... ممكن تستغرب من الموضوع لكن من ساعه لما مسكت الشغل ودى أمانه بالنسبالى .. وحابب أنى أسلمها مكانى 

صمت قليلا لم يجيب على اقتراحه او فكرته بل فكر بتعجب قليلا من طلبه الذى الا حد ما غريب ... بالتأكيد يعرفه من أيام والده عندما كان يسمع أسمه كثيرا يتردد بين والديه فى الحديث عن الشركه ... وأنه ساهم كثيرا عندما كانت الشركه فى انتكاسات دائمه بسبب السوق والمنافسه بين الشركات وخاصه فى بدايه افتتاح الشركه عندما كان يحاول والده أن ينهض بها وأن يبنى اسم له ... كان يساعده دائما فى الإجراءات القانونية خاصه الصعبه عندما كان والده لا يجد حل لمشكله ما كان يساعده .. ويقدم له الحلول حتى نهض بالشركه ووضع اسم ابيه بين اسماء رجال الأعمال .  حتى ما وصلت بها الا الحال حتى بعدما تولى مسئوليه خلف ابيه وجاهد كثيرا ل يثبت نفسه حتى ارتقي بالشركه .. ووصل بها إلى أعلى المراكز حتى اكتسح السوق بجدارة ومساعده موظفينه والمحامى ... يعرف أمانته ولا ينكر مهاراته في إدارة الاعمال ... ولكن يضع سؤال هنا لما ابنته ما المميز بقي حتى يترك لها كل هذا الحمل ... هو ليس من الناس التى تذهب من العمل .. ويترك ابنه يشغل مكانه ... لابد أن يعرف لما ابنته التى يضع بها كامل الثقه لتمسك منصب كهذا .. الا إذا أنها جديرة بهذه الثقه ... ولابد أن يعرف ابنته وعن حياتها ... وضع يديه فى داخل بعضها على هيئه قبضه وسند بذراعه على المكتب حيث تقدم بجسده للامام وأجاب ب جديته المعهوده : 

طبعا أنت غالى عندى وكل حاجه ... بس مش غريب شويه أنك تمسك بنتك مكانك 

رد الاخر بجديه : 

زى ما اقولتلك هى انسب حد للمكان ده 

أجاب بكلمات قاسيه قليلا : 

أنت عارف أن مش أى حد يقدر يمسك أى شغل هنا غير أنه يكون أده .. بعدين سمعت أن بنتك بتشتغل اللى يخليها تسيب شغلها وتيجى هنا... وأنا أى اللى يضمنى أنها أد المسئوليه .. بس آسف الكلام لوحده ميكفيش 

أجاب عليه متوقعاً رده فعله قائلاً سمير :  

لا هى مش هتقدر تسيب الشغل .. هى هتشغل الاتنين مع بعض .. بعدين الامور حاليا مستقره ومفيش اى مشاكل .. ولو فى حاجه أكيد هتعرف تحلها وتوفق بين الاتنين ... وتقدر تعمل انترفيو بكره وتشوفها مناسبه ولا لا ... أعطاه ورقه استقالته .. دى الورقه جاهزه على التوقيع بس 

فكر لثولت بعدها أخذ حازم قلمه ووقع على الورقه وقدمه لها متحدثا بابتسامة قال : 

سعيد بأن اتعاملت معاك لانك شخصيه محترمه وتستاهل التقدير ... وبكره إن شاء الله تيجى هنا الساعه تسعه عشان المقابله 

نهض من مقعده وغمرته راحه نفسيه لتحقيق ما أراد .. مد يده لها حتى وقف حازم وسلم عليه ... تحدث حازم باسما : 

هفتقدك فى الشغل ... وتكون أجازة نهايه الخدمه كويسه ... تروح الحسابات عشان يتصرفلك شيك 

سعد كثيرا ولكن باستحياء قليلا أجاب سمير : 

ملهوش لزوم يابنى 

أجاب حازم بهدوء : 

ده حقك .. وحق المجهود اللى عملته هنا طول السنين

شعر بالسعاده تغمره وأنه سيستطيع تأمين حياه ابنته .. بهذا المبلغ وأن قراره فى محله لان ابنته تستحق هذه المكانه ... قال سمير : 

أشكرك ... و فرصه سعيده عن اذنك 

إتجه ب جسده للخارج ثم أقفل الباب خلفه .. جلس على مقعده ورفع سماعه هاتف الشركه يطلب مدير الحسابات تحدث حازم بجديه : 

استاذ سمير هيجيلك دلوقتي ..تتصرفه اكبر مكافأه من خزانه الشركه لنهايه الخدمه 

وضع سماعه الهاتف ورجع بجسده للخلف بأريحية .. يفكر قليلا ب هذه الفتاه التى وضعت في طريقه و وضع شرط لتقديم استقالته .. لما هي نظر للامام ب شرود هاتفا : 

لما نشوف بكره هتبقي عامله ازاى ... وتستحقي ثقه دى ولا من أول محاوله هتفشلى 

___________________________ 

مكتب المحاماة 

جلست على المقعد وزفرت بارهاق أزالت بعض من قطرات الماء على جبهتها .. دخل الساعى المكتب رأته وهو يحمل كوب ماء نادت عليه : 

عم ابراهيم كبايه الميه دى بسرعه 

اتجه ناحيتها بخطى سريعه .. أعطاها حتى أخذتها منه سريعا وشربتها على جرعه واحده .. قال مشفقا على حالتها : 

حرام الدنيا حر انهاردة 

أجابت بابتسامة مرهقه قليلا : 

حاله طلاق ودى جلسه أخيره .. عقبال ما خلصت الإجراءات وجيت على طول .. المهم المستشار جه 

أجاب إبراهيم بابتسامة : 

اه فى مكتبه ... ربنا يوفقك ويعينك 

نهضت وابتسمت له وتخطو للخارج قالت : 

يارب 

اتجهت إلى مكتب المستشار وقفت أمام السكرتريه وقالت : 

المستشار فاضي ادخله 

هزت راسها بايجاب حتى اتجهت للباب طرقت الباب .. ظلت تدعى فى داخلها للموافقه على الجنون الذي فرضه عليها والدها ... سمعت أذنه للدخول تنفست بعمق وزفرته ثم فتحت الباب وعلى شفتيها رسمت ابتسامه .. جلست أمامه متحدثه : 

صباح الخير يا مستشار 

ابتسم لقدومها منذ أن عملت هنا رأى اصرارها واجتهادها .. لذلك يوكل لها اصعب القاضيا وفى كل مره تثبت جدارتها لذلك يعتبرها كابنته .. قال مبتسما : 

جيت ملقتكيش كنتى فى المحكمه 

أجابت رؤي ومازالت ابتسامتها مرسومه : 

كان عندى قضيه طلاق بدرى فا روحت وجيت .. بس كنت حابه أحكى لحضرتك على حاجه لان مش عارفه اتوصل لقرار .. وحبيت أخد رأى حضرتك 

أجاب عليها : 

اتفضلى 

قصت عليه ما دار بينها وبين والدها كامله حتى اختتمت حديثها قائلة : 

مش عارفه ليه متمسك ب قراره .. وأنا مستحيل أعمل اللى عايزه 

فكر قليلاً ثم تحدث : 

وأنت معرفتيش ليه مصمم .. أكيد فى سبب ل دة مش مجرد هيقرر وخلاص .  والدك وقور بعدين ده مش أى حد ... أكيد عارف هو بيعمل كدة ليه 

احتارت قليلا لانها تعرف والدها ولكن اجابت ب قله حيله : 

هو عايز كدة وخلاص .. وأنا ليا شغلى الخاص مش هقدر اوفق بين الاتنين .. وجيت عشان أخد ناصيحتك 

ظل ينظر للامام بصمت يفكر بتمعن حتى تحدث موجها نظره لها : 

طلما هو مصمم وافقى وبكره روحى شوفى المقابله هتمشى ازاى .. وعلى أساسها حددى هتكملى ولا لا 

غضبت من إجابته لم تكن هذه الاجابه التي أرادت سماعتها .. تحدثت بغضب : 

حضرتك أنت كمان هو أى عاملكم حاجه .. مش هروح بكره 

كلمها بلطف ولين حتى يوضح وجه نظره .. قال بلين : 

يا رؤى أنت لسه فى بدايه طريقك . . ومينفعش تشتغلى فى مكان واحد ... عشان تاخدى خبره لازم تدورى الدنيا كلها .. تشتغلى فى مكان يوم ومكان تانى شهر وتعرفى اللى ينفع واللى مينفعش ... مينفعش تثبتى على مكان واحد غلط .  أمل هتاخدى خبره منين ... الخبره مبتجيش غير من التجارب وانك تلفى الدنيا كلها .. أنا تعبت عقبال ما وصلت للمكتب ده موضوع مش من يوم وليله .. لا لازم يكون عندك الخبره الكافيه قبل ما تخطى لخطوة قدام عشان تبقى قدها وتقدرى تواجهى مشاكلها .. أى مشكله تشتغلى هنا وهناك .. جربى وشوفى الحياه تجارب .. أنا راجل كبير وعارف بقول أى الدنيا مش كل مره هتقف معاكى فى مره هتغدر بيكى .. فيا تقفى قدام غدرها وتواجيها .. ولما توقعى تقومى تانى .. يا هتقعى ومش هتقومى تانى .

فكرت في حديثه حتى أجابت قله بحيله وبال مشغول بحديثه الذي غير مسار تفكيرها ل منظور أخر لم تنظر له من الاساس .. قالت رؤي : 

هفكر فى اللى قولته حضرتك .. وأكيد هتوصل لقرار .. عن أذنك 

نهضت ببال مشغول وعقل يفكر في كل كلمه نطق بها وتعيد تحليل المشهد مرة أخرى .  حتى توصلت بعد تفكير كثير وإعادة النظر من جانب آخر توصلت للذهاب للمقابله غدا .. على أساسها سيتحدد الكثير من الامور .. لكن ما شغل تفكيرها هذا المدير الذي سيوافق على تعينها ب كل هذه بساطه لمجرد طلب من والدها 

__________________________

فى المساء 

كانت جالسه على الفراش وعلى قدميها الحاسوب تحاول أن تنسق الألوان مع بعضها وضعت كامل تركيزها عليه على أن تخرجه فى أبهى صوره .. أصدر هاتفها رنين مخصص يعلن عن وصول رساله من تطبيق "الماسنجر" .. لم تعير له أى انتباه الا أن انتهت نظرت بفخر لنفسها على ما فعلته .. والابتسامه ارتسمت على شفتيها سقفت ب مرح لما انجزته بعد ساعات من محاوله حتى أخرجته فى أحسن صورة .. لعلى ينال إعجاب المهندس كما نال إعجباها ... اقفلت الحاسوب حتى شعرت ببعض الجوع قررت النزول للمطبخ والبحث على شئ يسد جوعها .. 

نزلت على الدرج حتى إتجهت للمطبخ .. فتحت الثلاجه ووقفت أمامها بحيره تبحث عن شئ تستطيع أكله ... دلفت الخادمه وجدت رهف واقفه أمام الثلاجه وبابها مفتوح وعلى ملامحها الحيره فى اختيار ماذا ستأكل ؟ ... تحدث الخادمه مبتسمه على هيئتها : 

تحبى اساعدك فى حاجه يا هانم 

انتفضت رهف من مكانها على أثر الصوت .. نظرت لها بتفاجأ من وجودها وجسدها مازال فى اثر الخضه : 

مش تكحى او تعملى أى صوت 

خافت قليلا وتحدث وهى ناظره للارض فى استعطاف قائله : 

أنا أسفه يا هانم .. حقك عليا سامحيني 

ابتسمت لها باطمئنان .. بعدما هدأت من أثر الفزع حيث قالت رهف : 

مالك خايفه ليه .. عادى بتحصل أنا اللى محستش .. محتاره أكل أى فا سرحت 

رفعت لها رأسها بتفاجئ من رده فعلها الغير متوقعه توقعت أن تنهال عليها بالكلمات المسيئه .. لكن خالفت كل توقعتها حتى قابلتها بابتسامة مطمئنه قررت أن تنسيها مع حدث وقالت بعفويه بعدما نظرت مره اخرى للثلاجه بحيره فى ماذا تختار : 

متعرفيش الواحد مننا لما يجوع بالليل يأكل أى .. لانى جوعت مره واحده ومحتاره أكل أى 

أجابت الخادمه عليها ببساطه : 

طب أنت نفسك فى حاجه معينه مثلا 

أقفلت الباب وسحبت مقعد حيث توجد منضده صغير يحيطها أربع مقاعد .. سحبت واحد وجلست قائله بتفكير : 

والله لو كنت أعرف .. مكنتش الاجابه هتغلى عليكى 

ضحكت الخادمه على جملتها الاخيره تحدثت بامتعاض : 

اضحكى اضحكى .. ما انت مش مكانى وتحسى ب اللى انا فيه

ظلت تفكر قليلا ب ماذا تأكل سؤال يصعب إجابته ... لو كانت أمام تصميم لستطاعت ايجاد حل .. ولكن عند الطعام يعجز الجميع عن إجابه هذا السؤال كأنه من أحد الاختراعات الجديده التى يصعب فهمها .. وضعت يديها على وجنتيها وقالت الخادمه : 

هو فى لانشون و فينو 

اومأت الخادمه برأسها مجيبه : 

ايوة موجودين 

نهضت مره أخرى واتجهت لفتح ثلاجه للمره التى لم تعرف عددها .. القت نظره متفحصه لها أخرجت ما تريده ثم وضعته على الرخام المطبخ .. تحدثت للخادمه بلطف : 

خلاص روحى أنت .. وأنا هعمل بنفسى عشان بمزاج 

ردت عليها بطاعه : 

اللى حضرتك تؤمريه 

انزعجت قليلا حيث قالت : 

بلاش حضرتك وحاجات الكبيره دى ... أنا رهف على طول حتى اسمى سهل وبسيط .. أكملت بمزاح بعدين ده منظر واحده يتقالها حضرتك لا خالص 

ضحكت الخادمه واتجهت للخارج مره أخرى .. بينما وضعت الانشون والفينو على الرخام ومعهم الجبنه .. أخرجت هاتفها من جيب بنطالها وشغلت أحد أغانيها المفضله .. بدأت فى عمل الشندوتشات حيث فتحت الفينو بالسكينه أخذت ملعقه ووضعت الجبنه فوقه قطعتين من الانشون .. بينما تتمايل على لحن الاغنيه ... انتهت من عمل أربع الشندوتشات بدأت فى تنظيف ما حولها وأرجاع كل شئ فى مكانه .. اغلقت الاغنيه وأحضرت الطبق حيث وضعت ما قامت به .. أمسكت الطبق فى يد والهاتف فى الايد الاخرى خرجت من المطبخ .. مشت حيت كانت ستضع قدمها على أول درجه ولكن استمتعت لصوت التلفاز .. نظرت للهاتف باستغراب حيث كانت الساعه الواحده والنص .. قررت أن تذهب وترى من يجلس فى الصاله .. سارت حتى وصلت للصاله حيث موضع التلفاز رأت حازم بينما جالس على الاريكه يشاهد فيلم أجنبى .. شعر بها حتى نظر لها تحدثت باستغراب بأنه مازال جالس حتى الان ولم يذهب لغرفته : 

اللى مصحيك دلوقتي .. مش المفروض بتأكل رز باللبن مع الملايكه 

تحدث حازم بعدما نظر التلفاز مره أخرى حيث بدأ الاعلانات فى الانتهاء ورجوع الفيلم مره أخرى : 

تعالى اتفرجى .. الفيلم لسه جاى بقاله ربع ساعه 

جلست على الاريكه الاخرى فردت جسدها ثم وضعت الطبق على قدميها قال وهو يشاهد :

مجاليش نوم نزلت أعدت بره شويه .. بعدين قلبت فى التليفزيون لقيت الفيلم ده اتفرجت .. نظر للطبق بينما أمسكت واحد بدأت فى أكله سندوتشات أى 

أخذت أول قطمه وبدأت فى أكلها ثم أجابت رهف :  

أصل محستش بيك واستغربت أنك المفروض نايم ... كان عندى شغل خليته وحسيت أنى جعانه نزلت عملت سندوتشات جبنه بالانشون 

أجاب عليها بينما يشاهد الفيلم بانتباه : 

هاتى واحد 

تحدثت رهف عليه ببساطه : 

لا .. متعبش أنا و أقف وفى الاخر حضرتك عايز تأكل على الجاهز .. كفايه التلاجه اللى تعبت معايا فى فتحها واقفلها عشان أشوف أكل أى 

أجاب حازن عليها : 

اخلصي هاتى واحد وكُلى الباقى ... أسكتى عشان عايز أركز باين عليه فيلم حلو 

وجهت عينيها نحوه بغيظ .. أخذت من الطبق وأعطته أخذه منها .. وأكمل باقى المشاهده بينما بدأ فى الاكل حيث يحاول التركيز مع أحداث الفيلم... أرادت أن تستفزه قليلا قالت : 

كُل كُل ما أنت بتاخد على الجاهز ... لولا الفيلم الحلو مكنتش عبرتك ب حاجه .. بعدين لما تجوع أعمل لنفسك عشان مش كل شويه تاخد .. عندك إيدين ورجلين تقف وتعمل 

ظل يأكل وهو يشاهد باهتمام شديد ولم يعقب على حديثها بل تركها تتحدث كيفما تشاء .. يعرف جدا كيف يستفزها كما فعلت معه الان .. لولا هذا الفيلم لكانت قامت عراك يومى كما يحدث كل واحد منهم يستفز الاخر على طريقته .. ولكن يجلسان بجانب بعضهم يشاهدون الفيلم الذي بدأت أحداثه في إحداث إثارة ومتعه كأن لا أحد يتحدث مع الاخر ... استفزت بعدم رده وقررت أن تؤجل هذا العراك والاهتمام بأحداث الفيلم 

______________________________

بعد ساعتين ونصف 

جلست على الفراش بعدما انتهت من مشاهده الفيلم الشيق الذي لم تندم أبدا فى مشاهدته ... لكن كانت ستندم لعدم مشاهدتها .. قررت أن تقلب قليلا قبل النوم فتحت هاتفها حتى وجدت رساله من يزن .. ضربت جبينها بخفه لانها نست أمر هذه الرساله التى علمت بوجودها .. بعثت له رساله لكن كان قد أقفل منذ ساعتين حيث كانت الساعه الثالثه فجرا ... قررت النوم والاستيقاظ صباحا حيث تعتذر له على عدم الرد وتشرح له لما لم تجيب عليه 

_________________________

الساعه التاسعه صباحا 

فى الشركه 

دخلت الشركه بكل ثقه وكبرياء عالى جذب الانظار بمجرد أن طرق صوت حذائها على الرخام .. كانت ترتدى جاكت نسائى عملى بلون الزيتى وبنطال من الابيض وحذاء من نفس اللون ثم تركت شعرها حر جذبت انظار جميع من فى الشركه كان الجميع يتهامس على هويتها ولمن هى قادمه ... صعدت المصعد كما أوصي لها والدها وصلت للطابق الاخير .. سارت بكل ثقه عاليه حتى وقفت أمام السكرتيرة تحدثت بعمليه شديده بعدما رفعت نظاره الشمس على شعرها : 

أحب أعرف أستاذ حازم جوة 

يتبع الفصل العاشر  اضغط هنا

•  الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية انجذاب الروح" اضغط على اسم الرواية