رواية عشق الغيث الفصل الحادي عشر بقلم ايمان شلبي
رواية عشق الغيث الفصل الحادي عشر
خرجت تقي بخطوات سريعه ودموعها تسبقها وكأنها في صراع مع خطواتها ....لم تقو علي السير اكثر من ذلك لتقف في منتصف الطريق وتتطلع بضياع وجع حزن وكأنها انتقلت الي عالم اللاوعي ....جلست علي ركبتيها لتصرخ بوجع وكأنها لم تصرخ من قبل !
تقي بصراخ والجميع يقف ويتطلع اليها بشفقه:آااااااااااااااااه ...اهئ اهئ آاااااه ليييييييه !! ليييييه تعمل كده لييييييه اهئ اهئ
اقترب منها احد الاشخاص وكان شاب يبدو وسيم ليهتف بجديه:قومي ياانسه مينفعش كده اللي انتي بتعمليه .....الناس كلها بتتفرج عليكي !
تقي بشراسه وجنون وهي تنهض:ملكش دعوه ...محدش ليه دعوه ابعدوا عني كلكوا خاينين ابعدوا عني ابعدوااااا ...
نطقت جملتها الاخيره لتفقد الوعي علي الفور ...قبل ان يصل جسدها ارضا كان ذلك الشاب يلتقطها بين يديه ...لينحني ويحملها ويقف بثبات ليتجه نحو سيارته ويضعها لينطلق الي وجهته ......
الشاب بغموض:اهلا بيكي في جحيمي !
...............................................................................
عند رانيا كانت تجلس ارضا وصفعه غيث مطبوعه علي وجنتيها وجسدها مليئ بالكدمات حيث جن جنون غيث....
انحني غيث ليجذبها من خصلات شعرها بقوه وانفاسه الحاده تخترق وجهها :ليه ...ليه قولتلها يابنت الكلب؟!
رانيا بشراسه وهي تنظر داخل عينيه:عشان بحبك ...انت بتاعي انا ...!
وفي اقل من ثانيه كانت رأسها مصطدمه بالحائط اثر صفعه غيث والتي كانت اقوي من كل مره ...فهو ليس ملك احد ليس حبيب احد سوي تقي ....
غيث بصراخ هز ارجاء المنزل:انا هوريكي ...
ليقترب من هاتفه ويضعه علي اذنيه اتاهه الرد في خلال ثواني ليهتف بحده وثبات: اطلعوا
ابتلعت رانيا ريقها بصعوبه لتحاول النهوض بارتعاشه في جسدها
ه هما مين اللي يطلعوا ؟!
لم يرد غيث وانما كان يتطلع اليها بشر ...حتي طرق باب المنزل ليفتحه غيث ...
دلف مجموعه من الظباط لتتسع حدقتيها بخوف وهي تهز رأسها بهستريه وتهزي بكلمات بل كان اعتراف مباشر بدون مجهود منهم
رانيا بهستريه:لا م مش انا م مش انا ده هما اللي بيخططوا وبيخطفوا ويسرقوا والله ما انا .....
جذبها احد الاشخاص بقوه ليهتف بغلظه :الاعتراف مش هنا في النيابه خدوها ....ليلتفت الي غيث ويهتف بأمتنان :مش عارف اشكرك ازاي ياغيث بيه
غيث بجديه:مفيش شكر ولا حاجه انا بعمل كده عشان خاطر الناس اللي بتبقي ضحيه الناس الزباله ديه ...عن اذنك
رانيا بصراخ:غيث انا مراتك وحامل في ابنك ازاي هترضي ان مراتك تتسجن ؟!
غيث بسخريه:ههههههه مراتي ! لتتحول نبرته الي الغلظه :مراتي مين يابت ..الورقه اللي معاكي ديه تبليها وتشربي ميتها ...انا ميشرفنيش اني اتجوز واحده زيك يازباله وبالنسبه لابني روحي شوفي مين ابوه ...لانه مش انا ....
ليذهب بخطوات سريعه وهو يحمل هم العالم فوق رأسه فكيف له ان يقنع تقي بالعوده بعد رؤيتها خيانته بعينيها ....
........................................................................
في منزل امجد كانت هناك احدي عجائب الدنيا بالنسبه لأمجد فكانت تقف صبا في منتصف المنزل وتصرخ في وجهه بعصبيه
لاا بقولك ايه مش هتحجب انت مش هتتحكم فيا ...انت فاهم !!
كانت تتحدث وترفع سبابتها في وجهه ...كانت وجنتيها مشتعله من الغضب ...عينيها بها بريق لامع من التحدي الاصرار الغضب ....
لتستطرد حديثها قائله بنفس الغضب:اوعاك تفكر نفسك جوزي بجد ....فوق يااستاذ امجد شهر ولا اتنين والمسرحيه ديه هتخلص ...متتعاملش معايا علي انك جوزي بجد ...متقوليش البسي ده ومتلبسيش ده...متطلبش مني اكون خدامه في بيتك ...متتحكمش فيا لانه مش من حقك اطلاقا !! ولو مفكر انك بتعمل معايا جميل انك اتجوزتني عشان الفضايح ...فأنا بكامل قوايا العقليه بقولهالك لو فضلت تتعامل كده معايا ..تطلقني وحالااا !
كان يقف امجد ويرفع حاجبيه بذهول ودهشه ...فمن تتحدث تلك ؟! اهي حقا تلك الجنيه التي سلبت عقله ...في الحقيقه تحولها المفاجئ رغم انه اغضبه بل وبشده وسيعاقبها لا محاله ولكن ! هي بذلك سلبته كليا ...سلبت عقله وقلبه....ولكن لا تهاون فيما فعلته ..ها ..ها قد حان الوقت لتعلمي ياجنيتي الصغيره من يكن امجد السيوفي ...
وفي ثواني عاد امجد لشخصيته والتي كان يُخفيها عنها كيلا تهابه ولكن هي من اضطرته لفعل ذلك....احتدت ملامحه ...كشر عن انيابه ...
بدأ يشمر عن ساعديه وكأنه سيُحقق مع احد المساجين....!
ليبدأ في الاقتراب منها بخطئ بطيئه ...وعينيه وآااه من نظرتها والتي احرقتها نيرانهم قبل ان يصل اليها ...
كانت عينيه مثبته علي عينيها والتي تحولت الي الخوف وبدأ جسدها يرتعش لتخطي الي الخلف مع كل خطوه يقترب كانت هي تبتعد الف خطوه ...
ورغم اهتزازها ودقات قلبها المسموع يخترق اذنيه لتنطق بتوتر: ا انت بتقرب ليه ...آااااه
صرخت بها صبا بألم عندما قطع امجد المسافه في خطوه واحده ولوي ذراعيها خلف ظهرها ليجعل ظهرها ملتصق بصدره ....
امجد بهمس قاتل بجانب اذنيها :غلطتي والغلطه في قاموس امجد السيوفي بعقاب شديد ياحرمي المصون !
صبا بغضب وهي تحاول الافلات :ابعد عني ياحيوان...ابعد وطلقني
ضغط امجد اكثر علي ذراعها ليهتف وهو يجز علي اسنانه :اهدي واخرسي بدل ما اقسملك بالله ليكون اخر يوم في عمرك فاهمه ...
قال جملته الاخيره بصراخ لترتعش حواسها وتصمت بخوف ....
امجد وهو يحاول ان يتحكم في غضبه :هنقعد ونتكلم بهدوء ولا تشوفي وشي التاني ؟!
صبا وهي تبتلع ريقها بتوتر لتنطق بصعوبه :ن نتكلم بهدوء
تنفس امجد الصعداء ليبتعد عنها ويلتفت بجسده ليجلس علي الاريكه ويضع ساق فوق الاخري بثقه وغرور ...
امجد بأمر:اقعدي
التفتت صبا ودموعها علي وجنتيها لتمس قلبه ولكن لم ولن يتهاون فيما فعلته ..
اقتربت بخطوات بطيئه لتجلس علي الاريكه امامه بقله حيله
امجد بحده:بصي بقي مبدأياً كده مفيش طلاق !
صبا وهي تنتفض كمن لدغها عقرب لتهتف بصدمه:نعم !!!
امجد:زي ما سمعتي مفيش طلاق غير لما اخواتك يطلقوا اخواتي
.............................................................................
في فيله الجبالي وخاصه في غرفه ميان كانت تجلس فوق فراشها وتنظر امامها بشرود تتذكر كل ما حدث خلال ايامها الاخيره ....ضغوطات ضغوطات تتعرض لها من كل جانب تجعل الجبل ينصهر ما بال بها وهي في الاساس ضعيفه ؟!
دلف يونس وقد غزت علامات الارهاق وجهه ليتطلع الي ميان ويجدها لم تتزحزح انش واحد شارده هزيله حزينه فقط ...
يونس وهو يحمحم :احم احم
وايضا لم تعيره اي انتباه
يونس وهو يجز علي اسنانه بعنف :قالولي تحت انك مأكلتيش من الصبح ولا اخدتي العلاج ...ممكن الهانم تقولي السبب ؟!
التفتت ميان ونظرات العتاب من عينيها تسبق حديثها لتهتف بحزن:مش عايزه حاجه ....انا عايزه اموت واروح لبابا وماما
خنجر غرز في قلبه اثر حديثها ليقترب منها ويجلس علي طرف الفراش
يونس بوجع:ولما تموتي هتسبيني لمين
هبطت دموعها بغزاره لتتطلع اليه بعتاب من عينيها ورغم وجعها الا انها تحبه لتنطق بضعف:هتلاقي ناس كتيره جنبك مامتك واخوك واختك واهلك ...لتهتف بحشرجه ودموع :ل لكن انا ...انا مليش حد
يونس بسرعه :انا موجود
ابتسمت بسخريه وهي تهتف :واضح
يونس وقد هتف بجمله جعلت حواسها تتوقف من الصدمه :مكنتش عايز اعلقك بيا وانا مش عارف هعيش ولا هموت ...
ميان بخوف:ي يعني ايه
يونس وقد هبطت دمعه من عينيه:انا عندي الكانسر ياميان ومحدش يعرف بالموضوع ده غيرك ....
.............................................................................
في فيله راقيه ومحاط بها عدد من الحراس لا حسر لهم ....دلفت سياره كبيره سوداء يقودها شاب في اواخر العشرينات ذو جسد رياضي وبشره قمحيه تزينها لحيه خفيفه وعيون حاده كالصقر عيون مُصره علي الانتقام ممن جعلها تصل الي تلك الحاله .....
هبط الشاب بغرور وثبات وايضا قسوه ....وقف جميع الحرس بثبات وتحيه له فكيف لا وهو يُرعب بطلته ابهي الرجال ..؟!
توجه الي الخلف ليفتح باب سيارته ويحملها بقسوه ....نعم حمل تقي من اقسم ان يُذيقها العذاب الوان ....
توجه نحو الداخل وهو يحملها وعيون الجميع وافواههم مفتوحه من الصدمه فسيد عملهم يأتي منزله ويحمل فتاه عدو المرأه بالنسبه لهم معه فتاه !!!
صعد هو الي غرفته ليفتحها بقدمه ويتجه نحو الفراش ويضعها ..
استيقظت تقي في ذلك الوقت والصداع يكاد ان يفتك برأسها ...لتلتفت برأسها وتجده يقف لتنهض بفزع ..
تقي:انت مين ...انا فين
الشاب بسخريه:معقوله متعرفيش ؟!
تقي بصراخ:انت مين بقولك ؟
الشاب بحده:انتي هتستهبلي يابت انتي ؟! في حد ميعرفش اللي كان خطيبه ؟جاسر الحديدي ياليلي هانم
تقي بعصبيه:ليلي مين وزفت مين انا مسميش ليلي انا اسمي تقي ابعد من وشي وسيبني امشي من هنا ..
جاسر وهو يبتسم بتهكم : تمشي !! بتحلمي يالولتي ده انا مصدقت لقيتك تاني عشان انتقم منك!
تقي بصراخ اكبر:قولتلك انا مسميش زفت انا اسمي تقي انت غلطان
جاسر بصراخ هز ارجاء الغرفه وهو يضع شاشه الهاتف امامها :غلطان ايه اومال مين ديه مش انتي ؟
تقي وقد اتسعت حدقتيها بصدمه فالبفعل تلك صوره فتاه تُشبهها ....
تقي :ا ازاي مين ديه ازاي شبهي كده
جاسر بقسوه :كفايه تمثيل ياليلي خلاص مبقاش قدامك فرصه للهروب استعدي للجحيم ....
خرج فور جملته ليغلق باب الغرفه بالمفتاح
تقي وهي تطرق علي الباب بعنف :افتح افتح والله العظيم انا اسمي تقي ...اافتحلي حرام عليك اهئ اهئ لتهبط ارضا وهي تنادي بأسمه
ياغيث تعالي الحقني اهئ اهئ غيييييييييث لتفقد الوعي علي الفور
...............................................................................
ميان بصدمه وكاد قلبها ان يتوقف :ي يونس انت بتهزر صح ...
يونس وهو يحاوط وجهها:للاسف مش بهزر
ميان : لا لا انت مش هتموت مش هسمحلك تموت يايونس مش انت كمان هتموت وتسبني
يونس :انا مستعد اتعالج ..بس بشرط
ميان بلهفه:ايه
يونس وهو يبكي ويضع رأسه علي قدميها:تسامحيني
ميان وهي تضع يديها علي رأسه :مسامحاك ...مسامحاك وهتعالج وهمشي تاني ...و وانت هتتعالج وهتعيش عشاني صح يايونس ؟
يونس :صح
ليضم خصرها بأقوي مالديه وهي تضمه ايضا وقد تناست ما حدث فكيف لا وهو يمكن ان يذهب في لحظه من بين يديها الفكره نفسها تقتلها الف مره ...
فاق كلا منهما علي صوت صراخ غيث لينتفض يونس ويمسح دموعه سريعا
انا هنزل اشوف في ايه
ليهبط بسرعه ويجد غيث يصرخ في الجميع :يعني ايه مش موجوده يعني ايييييه ...اقلبوا عليها البلد لو تقي مظهرتش هقتلكوا واحد وااااحد انتوا فاهمين ....ياللااااا مستنين ايه
يونس بقلق:في ايه ياغيث ؟!
غيث وهو يجلس علي الاريكه ويضع رأسه بين كفيه:تقي جت ورايا عند رانيا ..
يونس:ايه ...طب وبعدين
غيث:قالتلي طلقني ومشت ومن ساعتها معرفلهاش مكان ...
يونس وهو يربت علي كتفه:متقلقش ياغيث ان شاء الله هتلاقيها وهتفهمها انه كان غصب عنك وادينا خلصنا من رانيا ....عقبال يارا
غيث بيه غيث بيه انا عارف مكان تقي هانم
نطق بها احد الحراس وهو يلهث بعنف لينتفض غيث ويهتف بلهفه:فين انطق
الرجل:شوفتها النهارده الصبح استغفر الله العظيم اللهم احفظنا في المكان اللي بيقولوا عليه ديسكو
غيث بصدمه:ايه ...ليجذبه من تلابيب قميصه بعنف:انت بتقول ايه ياكلب والله لهقتلك
يونس وهو يحاول ان يبعده :استني بس ياغيث لما نشوف الراجل ده ...انت متأكد ياجدع انت انك شوفتها
الرجل بخوف:والله يابيه شوفتها بعنيا دول
غيث بغضب وقد احمرت عينيه وبرزت عروق رقبته :تعالي ورايا قولي فينه المكان ....
ليخرج وهو ينوي ان يقتلها ان كان ما استمع اليه حقيقه ....
..............................................................................
احنا نغيب غيبتنا ونرجع بالصدمات بتاعتنا😂😂😂
يتبع الفصل الثاني عشر والاخير اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عشق الغيث" اضغط على اسم الرواية