رواية جبران العشق البارت الرابع عشر 14 بقلم دينا جمال
رواية جبران العشق الفصل الرابع عشر 14
إلي سقف الحجرة الفخم عينيها معلقة تزرف الدمع وجهها شاحب كالموتي عينيها حمراء جسدها يرتجف بعنف ... ضمت ركبتيها لصدرها تنخرط في البكاء تتذكر ما حدث بالأمس
Flash back
- اريدك خاضعة
شخصت عينيها ذعرا تلتصق بالحائ خلفها تحرك رأسها بالنفي بعنف صرخ الذعر خائفا علي وجهها ، مجنون كانت تشك في ذلك والآن تأكدت توسلته ترجوه أن يبعدها عن ذلك الجحيم الذي يرغب في رميها فيه قصرا :
- أرجوك لا
توسلت فابتسم انتشت ابتسامة مريضة تعلو ثغره بثت الذعر في نفسها ليحرك هو رأسه بالإيجاب اغمض عينيه يتمتم مستمتعا :
- المزيد ! لا تعلمين كم اكون سعيدا حين أسمع من أمامي يتوسل إلي
تخبط قلبها بين اضلاعها بعنف تنظر حولها كقطة مذعورة بين براثن وحش تحركت حدقتيها بجنون تنظر لباب الغرفة ها هو المفتاح معلق في قفله لا سبيل للخروج من حصار ذراعيه سوي أن تدفعه بعيدا عنها وهذا بالضبط ما فعلته لملمت ذرة الشجاعة الباقية لها لتدفعه بعيدا ارتد خطوتين فقط خلف ثغرا تهرب منه فرت راكضة إلي باب الغرفة ما كادت تصل وصل هو إليها شعرت بجسدها الضئيل يرتفع عن الأرض بين ذراعيه يديه تكبلان خصرها ككماشية بأنياب حادة تلوت بين ذراعيه بعنف تصرخ تتوسله أن يبتعد عنها كمش رسغيها في يمناه ينزلها أرضا جذبها بعنف ليواجه وجهها الصارخ قسمات وجهه المتلذذة السعيدة بخوفها رفع سبابة يسراه أمام شفتيه يهمس بخبث افعي رقطاء :
- هشش توقفِ عن الصراخ يديكِ الصغيرة دفعتني إن لم تكوني فقط ضيفتي لكنت قطعتهما
- أنت مريض
صرخت بها بشراسة تحاول أن تجذب يديها من بين كف يده لتسمع ضحكاته تشق المكان ترك رسغيها يقبض علي ذراعيها يتمتم بجنون مخيف :
- نعم أنا مريض يعشق رؤية الخوف والعذاب في أعين الجميع ... مريض سيجعلكِ تتوسلين الموت كل لحظة ولن تحصلي عليه ... مريض سيسلخ براءة روحك كما تُسلخ الشاه حية .. مريض سيجعلك نسخة عنه ... شيطانية سأنصعها بيدي
رماها بعنف إلي الفراش القريب منه ضم شفتيه يصفر لحن بطئ مخيف انهمرت دموعها ذعرا تزحف للخلف تنظر له بهلع خاصة وهي تري يديه تحل أزرار قميصه حاولت أن تقفز بعيدا عن الفراش ليسرع هو يمسك بأحدي قدميها يضحك عاليا مستمتعا بما تفعل هسهس بصوت يرجف الأبدان :
- أعدك بأني سأنزع الحياة منكِ يا حياة !!
Back
عادت من ذكراها المريرة تحتضن جسدها بين ذراعيها تشهق في البكاء صدق في وعده انتزع الحياة منها لون صفحتها البيضاء بقطرات دمائها وها هو ينام جوارها كشيطان يرتاح من غواية الناس قليلا ليعود يعثو في الأرض فسادا ... لم تفعل شيئا لتكن خادمة لدي عمها منذ سنوات والآن تُباع لمسخ .. ارتجف جسدها تشعر بالغضب ...بالقرب منها تقبع سكين الفاكهة الصغيرة ستقتله كما فعل هو ... عرجت الخطي تلملم ثيابها الممزقة تواري بها جسدها امسكت السكين بأيدي مرتجفة تحركت تعود للفراش يهتز السكين في يدها جلست علي ركبتيها جواره ترفع يديها لأعلي تزرف عينيها الدموع بحرقة قلبها النازف المنتهك ... كادت أن تهوي بالسكين علي صدره حين فتح عينيه في لحظة يبتسم ابتسامة مخيفة صرخت مذعورة تلقي السكين من يدها من خوفها فئ حين انتصف هو جالسا يمسح وجهه بكف يده يغمغم ضاحكا :
- تريدين قتلي يا حلوة ... أنا لا أموت هل سمعتي عن شيطان يُقتل
ربت علي وجهها بخفة يضحك ساخرا تحرك من الفراش ليسمعها تصرخ بشراسة :
- الشياطين تُحرق واقسم اني سأحرقك كما حرقت روحي
ضحك عاليا دون أن يوليها وجهه يكمل طريقه إلي المرحاض يصفع الباب في وجهها تاركا إياها تتجرع مرارة أياما سوداء فاتت وايام أشد سودا ستأتي علي يديه !!
________
طوال فترة عملها وهي تراقب ما يحدث في الحي أمامها كل تلك الزينة والاضواء إبتسامة حسن المتوعدة التي تخبرها بأن القادم سئ ... ابتلعت لعابها خائفة ، تنبهت حين نزلت وتر من سيارة زياد تتحرك إليها تحادثها بابتسامة واسعة :
- أمل اطلعي بسرعة غيري هدومك زياد جاي ياخدك عشان تخرجوا
توسعت عينيها في دهشة تشير لنفسها مذهولة وقفت للحظات مصدومة مذهولة تنهدت وتر يآسة تمسك بكف يدها تجذبها معها تحادثها :
- يلا يا أمل أنتِ لسه هتنحي ...زياد كلم عمو صابر قوله
دفعتها إلي عمارتها السكنية تستأذن من زياد لتهرع إلي منزلها هي الأخري لتُعد نفسها للحفلة
وقف زياد مكانه يستند إلي سيارته يتأفف حانقا لم يكن يريد أن يأخذ تلك الفتاة ولكنها طلبت منه برقة لم يستطع رفض طلبها وهي تحادثه بابتسامة رقيقة:
- زياد ممكن اطلب منك طلب لو ينفع يعني تاخد أمل تخرجها حتي لو مشوار سريع نفسيتها وحشة جدا بسبب اللي اسمه حسن حتي لو ساعة واحدة
ابتسم في اصفرار يومأ لها موافقا لتتوسع ابتسامته تشكره بلا توقف ... اجفل من شروده حين رأي حسن يقترب منه وقف بالقرب منه يحادثه مبتسما :
- اهلا اهلا يا زياد باشا نورت الحتة كلها والله
رفع حاجبيه الأيسر ساخرا مد يده يصافحه بأطراف أصابعه يغمغم متهكما :
- الله يبارك فيك يا أبو علي عقبالك
ابتسم حسن ابتسامة قاتمة بها وعيد مخيف اشار بيديه حوليه يغمغم متفاخرا :
- قريب يا باشا إن شاء الله ما هي الليلة اللي ييجهزوها دي ليلتي ... أنا اللي المفروض اقولك عقبالك
نظر زياد للعمال التي تتحرك هنا وهناك يبدو أن الزفاف قريب ولكن من العروس يا تري شئ ما بداخله يخبره بأن حسن يخطط لشئ كاد أن يسأله عن هوية العروس حين نزلت أمل من أعلي تتهاديي بفستان باهظ الثمن فستان وتر علي ما يبدو من اللون السماوي الفاتح يعلوه سترة بيضاء وحجاب يتماشي معهم لم يعرف زياد أنها نزلت الا حين رأي عيني حسن مثبتة علي شئ ما ترتكز ترفض التحرك التفت ليراها فرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه اقترب منها وقف أمامها يغمغم مبتسما:
- أنا كلمت عم صابر استأذنته وهو وافق ، بتحبي البيتزا هنروح مطعم بيتزا هايل
أمسك بكف يدها يجذبها معه بخفة إلي السيارة فتح الباب لها لتدخل حين اقتربت من الباب المفتوح وقعت عينيها علي حسن الواقف هناك ويا ليتها لم تفعل نظراته وكأن الجحيم فتحت أبوابها توا داخل عينيه نظرة وعيد رأتها جيدا
اختبئت بعيدا عن نظراته المخيفة داخل السيارة في حين ارتسمت ابتسامة سخرية متهكمة علي شفتي زياد ينظر لحسن بإزدراء قبل أن يلتف حول السيارة يأخذ مقعده ينطلق بالسيارة يخلف دخان أبيض ظهر من بينه أعين حمراء تنفجر كبركان غاضب
____________________
- حفلة ايه دي اللي أنت ناوي تعملها يا طارق ، أنت ناسي اننا مسافرين بكرة
غمغم بها مجدي محتدا ينظر للواقف أمامه يتابع تنظيم حفله الخاص دون أن يعبئ بما يقول اطلاقا اشار بيده إلي أحد الخدم يحادثه آمرا :
- في الكورنر الفاضي دا تحط البوفية وتهتموا كويس اوي بال appetizer اللي جنب الوسكي
انحني الخادم له بأدب لينصرف سريعا لينفذ ما يقول ...ليدس طارق يديه في جيبي سرواله الجينز يصفر لحن عالي مزعج سخيف ارتسمت ابتسامة ساخرة علي ثغره رفع كتفيه لأعلي يغمغم ضاحكا :
- حفلة الوداع مش أنت بتقول احتمال نطول في الرحلة دي فقولت اودع فانزاتي الأحباء
ومن ثم ضحك عاليا ليزفر مجدي أنفاسه حانقا من ذلك المدلل الذي لا نفع منه ... استل مسدسه من غمده يشهره أمام وجه طارق قبض علي تلابيب ملابسه بيسراه يصيح محتدا :
- طارق ما تستفزنيش أنا اصلا علي أخري مش هتبقي اغلي من وليد اللي كان ماسك شغل العيلة كلها ومع أول غلطة غبية حاول بيها يهد كل حاجة قتلته بأيديا ...أنجز حفلتك وابعد عن وتر بنت سفيان أبوها ممكن يفجر الدنيا لو اتمس منها شعرة ...فاهم
ابتسم طارق في سخرية يومأ برأسه بلامبلاة ليدفعه مجدي بعيدا عنه بعنف فانسحب طارق يصعد لغرفته سريعا فتح بابها ينظر للثريا المعلقة بالسقف أحضر مقعد صغير وقف فوقه يلصق بها كاميرا صغيرة للغاية لا تُري بسهولة أعاد الكرسي لمكانه يخرج من جيب سرواله زجاجة صغيرة بها قطرات من مادة شفافة مخدرة نظر للزجاجة ليعلو ثغره إبتسامة شيطان مخيفة يهسهس متوعدا :
- قال أبعد عن وتر ... دا أنا هعزف علي الوتر !!
_______________
المكان فاخر فخم راقي مطعم لبيع المأكولات السريعة تجلس أمامه علي الطاولة منذ خمس دقائق لا يدور بينهما ولو كلمة عابرة الي أن جاء النادل يعطي لكل منهم قائمة الطعام نظر زياد لها محرجا من أن تكن لم تفهم المكتوب أمامها حمحم يهمس لها بخفوت :
- تحبي اطلبلك أنا
ليست بغبية لكي لا تفهم سبب سؤاله ابتسمت في بساطة تتحرك برأسها إلي النادل تردف بطلاقة :
-grilled patty , mashed potatoes, and some pasta, please
اتسعت حدقتي زياد في دهشة ينظر لها مذهولا بائعة الكبدة تجيد الإنجليزية !! ... أعطي القائمة للنادل يطلب نفس ما اخذت اهي انسحب النادل ليحمحم هو تلك المرة محرجا من ذاته اعتدل في جلسته يحرك كفه علي رقبته يتمتم معتذرا :
- أنا آسف ، أنا بس ما كنتش عايز احرجك مع الويتر ... بس أنا حقيقي منبهر أنت بتتكلمي بالانجلش كويس أوي
ابتسمت في بساطة تومأ برأسها بخفة تتمتم :
- لا أبدا ما فيش حاجة ، الانجليزي كانت اسهل مادة في المدرسة كنت بحبها جدا أنا جايبة فيها في 3 اعدادي الدرجة النهائية كنت طالعة الأولي علي المدرسة
قطب ما بين حاجبيه يسألها مدهوشا :
- طب ما دخلتيش ثانوية عامة علي طول ليه بدل ما تدخلي دبلوم وترجعي تعملي معادلة
ارتسمت ابتسامة صغيرة حزينة علي ثغرها شردت عينيها بعيدا لتتنهد بعمق تردف هامسة :
- ما كنش ينفع عشان ظروف أبويا وظروفنا المادية ما كنتش هتسمح ... وكان لازم ابقي موجودة علي عربية الكبدة عشان أمي بتشتغل ... بس أنا مش هيأس وبإذن الله هنجح في امتحاناتك المعادلة وادخل كلية التجارة أنا صحيح كان نفسي ابقي دكتورة بس دي إرادة ربنا فوق كل شئ
لمع زيتون عينيه إعجابا بتلك الصغيرة التي تناضل أمواج الدنيا لتصل لما تحلم به ضحك بخفة يمازحها :
- وعلي كدة بقي الكبدة دي في السليم ولا ما عندكوش كلاب وقطط في المنطقة
ضحكت تجاري مزحته التي لم ترقها كثيرا ولكنها حاولت أن تضحك تردف :
- لا لا ربنا يعلم هي صحيح مستوردة مش بلدي بس نضيفة وكويسة أنا ببعت منها لابويا واحيانا باكل منها فما تقلقش اكلنا نضيف وكويس
اومأ بخفة يدق بأصابعه علي سطح الطاولة بضع لحظات لا يجد ما يقوله قاطع الصمت وصول النادل ومعه الطعام وضعه أمامهم وغادر ابتسم يغمغم مبتسما:
- اتفضلي .. أنا حقيقي واقع من الجوع
ابتسمت له تومأ له في صمت رفعت عينيها تنظر من الزجاج المقابل لها لتتسع عينيها في ذعر هل رأت حسن يقف علي الجانب الآخر من الشارع أم أنها فقط تتوهم نظرت إلي زياد لتعاود النظر حيث كان يقف حسن فلم تجده كانت تتوهم حسن لم يأتي هنا أليس كذلك ؟!
__________________
وقفت أمام مرآتها تلتف حول نفسها تنظر لانعكاس صورتها بابتسامة كبيرة واثقة وتر جميلة وستظل حتي وإن عاشت بين ذرات الغبار أكملت وضع زينة وجهها تسدل خصلات شعرها القصيرة التقطت معطف دون اكمام ( شال) تضعه علي كتفيها وحقيبة صغيرة للغاية تلمع تأخذ لون الفستان وحذاء بكعب رفيع .... خرجت من الغرفة لتري والدتها تجلس علي الأريكة أمام التلفاز تشاهد مسلسل قديم لا تعرف اسمه ولا تهتم تحركت تخطو خطاها إلي الصالة تحادث والدتها :
- ماما أنا هخرج
رفعت فتحية رأسها تنظر لابنتها لتشخص مقلتيها في ذهول هبت واقفة تصيح فيها :
- يا نهار ابوكي اسود أنتِ عايزة تخرجي بالمنظر دا ، أنتِ فاكرة نفسك لسه في فيلة ابوكي أنتي هنا في الحارة يا عين أمك يعني لو خرجتي كدة ألف لسان ولسان هينهش في لحمك اللي معرياه دا
ارتسمت ابتسامة بسيطة علي شفتيها تعدل من وضع المعطف علي كتفيها تغمغم ساخرة :
- حارة ، فيلا ، صحرا حتي ما حدش ليه حاجة عندي أنا وتر بنت سفيان الدالي اللي عملني أني احط الشوز بتاعي علي رقبة اي حد يجيب سيرتي ولو بكلمة واحدة ... حقيقي كنتي محتاجة تتعلمي من بابا حاجات كتير خسرتيها ، سلام يا ماما عشان ما اتاخرش
رفعت هامتها لأعلي بإيباء تحركت لخارج المنزل فتحت الباب تنظر لوالدتها قبل ان تخرج لتري نظرة عذاب تصرخ في عينيها جذبت الباب تغلقه خلفها دون أن تلتفت لوالدتها التي تهاوت علي ركبتيها أرضا ، ارتجف جسدها ، انهمرت الدموع تغرق وجهها فقط تحرك رأسها بالنفي تتمتم بحرقة :
- أنتِ مش فاهمة حاجة دا شيطان ، شيطان مش بني آدم
في حين تحركت وتر لأسفل تخرج من عمارتها السكنية تسلك طريقها إلي الشارع الرئيسي لتوقف سيارة أجرة لم تره وهو يجلس علي كرسي خشبي علي تلك القهوة البلدي الصغيرة يضع ذراع النارجيلة ( الشيشة) في فمه يسحب أنفاس طويلة يزفرها بحرقة عينيه شاردة ينظر للفراغ نظرات حانقة غاضبة ... ليفيق علي يد وضعت علي يده وصوت صبيه يهتف سريعا بتوتر :
- الحق يا معلم مش دي المدام
نظر سريعا لما يشير الفتي لتحمر عينيه غضبا ألم تكتفِ تلك الصغيرة بما فعلت صباحا نفذت جميع فرصها معه طوي الطريق بسرعة ، وغضب علي وشك حرق أرصفة الطريق تحت قدميه صار خلفها في عدة لحظات ليجذب مرفقها بعنف خرجت منها شهقة عالية متألمة حينما شعرت بأصابع خشنة قاسية تقبض علي مرفقها لتشعر بتلك اليد تلفها بقسوة ... شخصت عينيها غضبا حينما رأته يقف أمامها لحظات وتحولت نظراتها الغاضبة الي احتقار وغيظ ... حينما هزها بيده بعنف يصيح بصوت افزع الكلاب الضالة التي تجول في الشوارع ليلا :
- رايحة فين يا هانم في انصاص الليالي وايه اللي انتي لابساه دا انتي بتشتغلي رقاصة يا بت
جذبت ذراعها بعنف من قبضته تنظر له باحتقار تصيح بغيظ :
-وأنت مالك ومالي يا جبران ... بقولك ايه أنت تبعد عن طريقي خالص ... فاهم ولا افهمك
دس يديه في جيبي بنطاله ينظر لها نظرات ماكرة متسلية ... يبتسم بخبث اقترب خطوتين ليصبح أمامها مباشرة يهمس بتلاعب :
- لاء مش فاهم ... فهميني أنتي
احتقنت الدماء في وجهها تصر علي أسنانها من الغيظ ذلك الرجل ستقتله وترتاح ... لتشخص عينيها بفزع حينما رأته يفتح ازارا قميصه الأسود ... شهقت تضع يديها علي عينيها تصيح بغضب تحاول به إخفاء خوفها مما يفعل :
- إنت بتعمل إيه يا منحرف يا قليل الأدب
سكتت فجاءة حينما شعرت به يضع قميصه علي كتفيها يغطي ذراعيها العارتينين لتسمعه يهتف بحدة :
- بستر لحمي يا بنت الذوات .
أنزلت يديها تنظر له بغيظ ... مدت يدها تنزع قميصه بعنف تلقيه ارضا :
- ابعد الزبالة دا عني ... هتوسخ فستاني ... كلك علي بعضك ما تقدرش تجيب ربع تمنه حتي
ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يهمس باستمتاع :
- الرك علي الحشو يا بنت الذوات وضعت يدها اليسري علي خصرها تبتسم بثقة أنثي تعرف قدرها جيدا لتهتف ساخرة :
- ماله الحشو يا سواح ...
عقد ذراعيه أمام صدره يقيمها بنظراته ليبتسم ساخرا يردف متهكما :
- حلو .... بس عامل زي الفراخ البيضة يشبع ما يرمش ... البلدي يوكل يا بنت الذوات
نظرت له بإزدراء تحركت لتغادر ليقبض علي رسغ يدها من جديد التفتت له بعنف تحاول نزع يدها من يده تصيح فيه :
- سيب إيدي ، لهصرخ وألم عليك الناس
ضحك عاليا في سخرية ليتوقف عن الضحك فجاءة بعد لحظات يغمغم ببساطة:
- مش هسيبك غير لما تقوليلي رايحة فين
اشتعلت أنفاسها غضبا ذلك الرجل ستقتله وتريح العالم منه يقبض علي يدها وكأنه سلطعون وجد فريسته لا فائدة لا تقدر علي نزع يدها من يده لتصيح فيه :
- وأنت مالك هو أنت ولي أمري
حرك رأسه بالإيجاب بلا تردد يؤيد ما تقوله تنهد بعمق يبتسم باتساع يغمغم :
- تقدري تقولئ زي جوزك كدة بالظبط ها رايحة فين بقي
شخصت عينيها في ذهول بما يهذي التفسير الوحيد لما يفعل أنه منتشي من تلك المخدرات التي يبيعها لتجاريه لتتخلص منه ابتسمت تردف علي مضض :
- رايحة حفلة تبع ناس زمايلانا في الجامعة حلو كدة ممكن تسيب ايدي عشان متأخرش
همهم متفها ترك رسغها للحظة ليشبك كفها في كفه نظرت له مذهولة في حين صدح صوته بصوته العالي يصيح في أحد صبيانه :
- واد يا مصطفي روح لورشة الواد عادل السمكري كان عنده عربية فخيمة الصبح بيرد فيها خبط قوله المعلم جبران عايز المفتاح
أسرع الفتي ينفذ ما يقول ليلتفت لها يغمغم بابتسامة واسعة :
- يعني يرضيكِ اسيب مراتي تروح حفلة لوحدها ولا تتشخطط في المواصلات لاء أنا ابن بلد واعجبك أوي يلا معايا يا زوجتي العزيزة !!!
_____________
حين خرجت معه من المطعم آتاه اتصال طارئ من عمله فأوقف لها سيارة أجرة وحاسب السائق وأخبره بالعنوان الخاص بها ليركض عائدا لعمله ... جلست في سيارة الأجرة تستند برأسها إلي النافذة المغلقة المجاورة لها تفكر زياد شخص لطيف مرح إلي حد ما ولكن ما بينهم ليس سوي لعبة لن تكن حقيقة أبدا ، زياد يستحق فتاة كوتر ليس بائعة كبدة في حارة شعبية بسيطة .... اعتدلت جالسة تطلب من السائق التوقف قبل منزلها بشارعين فقط نزلت منها تتحرك بخطي سريعة للداخل ... تسمع صوت خطوات غريبة تسير معها ابتلعت لعابهت خائفة تسرع خطاها أكثر من تكاد تركض من الخوف ... تعثرت دون أن تنتبه في صخرة لتسقط أرضا تنظر للظلام خلفها لا أحد ربما هي تتوهم ... نعم تتوهم !!
شهقت مذعورة حين ظهر فجاءة أمامها من الظلام يبتسم لها متوعدا وقبل أن تأتي بحركة كان يكمم فمها وانفها بمنديل مخدر قاومت بعنف تحاول دفعه بعيدا عنها ولكنه كان عنيفا غاضبا مصرا علي ما يفعل اخيرا تهاوت بين يديه فاقدة للوعي ليضحك متلذذا يحملها بين ذراعيها إلي حيث هو فقط يعلم !!!!!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية جبران العشق" اضغط على أسم الرواية