رواية عشق الغيث الفصل الأول بقلم ايمان شلبي
رواية عشق الغيث الفصل الأول
ياباااابا سبتني ليه يابابا احنا ملناش غيرك اااآه
صرخت بتلك الجمله فتاه في منتصف العشرينات وهي تجلس علي فراش منزلهم المتهالك وبجانبها شقيقتها الاصغر منها بسنه تجلس وتنزل دموعها بصمت لم تتحدث منذ ذلك الخبر والذي وقع علي مسامعها كالصاعقه ....فتركهم ! والدها قد تركهم وذهب ستصبح بلا اب وبلا ام فقد توفت والدتهم وهي في سن التاسعه واصبح والدهم هو الاب والام والاخ والصديق اصبح الجميع بالنسبه لهم فبموته قد فقدت الجميع !
تقي شقيقتها الاكبر ببكاء :ميان
لم ترد وانما كانت تتطلع امامها بشرود ودموعها لن تجف !
تقي وهي تضمها وتقبل اعلي رأسها :ميان ارجوكي اعملي اي حاجه .....عيطي صوتي متفضليش ساكته متقلقنيش عليكي ياروحي
احدي السيدات جارتهم وتدعي كوثر:لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يرحمك ياعم إبراهيم كنت راجل طيب
عندما استمعت ميان الي ذلك الحديث ظلت تبكي بقوه اكبر حتي تحولت دموعها الي شهقات وتقي ايضا لم تتحمل ذلك لتنفجر في بكاء مرير
بعد فتره ذهب الجميع وتركوا تلك الفتاتان في ذلك المنزل والذي يحمل ذكرياتهم الجميله ومع خروج اخر السيدات اغلقت تقي باب منزلهم واستندت بظهرها عليه لتجلس ارضا وتبكي بقوه فهي لم تتذكر يوما انها بكت داخل هذا المنزل سوي يوم وفاه والدتها فقد فعل والدها كامل جهده لعدم رؤيه دموعها او دموع شقيقتها
تقي لنفسها:ليه يابابا ؟ ليه تسيبنا لوحدنا احنا ملناش غيرك ياحبيبي ليه تموت وتسبني أ ااااااه .....كان نفسي اكون اقوي من كده زي ما علمتني كان نفسي اكون اقوي من كده ومخليش ميان تنزل دمعه واحده بس غصب عني يابابا غصب عني مش قادره اتحمل فكره موتك اااااه
استمعت الي صوت طرقات غليظه علي باب منزلهم لتنهض بفزع وتمسح دموعها وتضع ذلك الوشاح الاسود علي رأسها لتفتحه وياليتها لم تفعل فقد كان يقف ذلك الغليظ ابن عمها وبجانبه شقيقه الاصغر امتعضت ملامح وجهها الي الاشمئزاز فور رؤيتهم فهي تخشي ذلك الوقع بنظراته من اعلاها الي قدمها
تقي بقوه مزيفه:خير عايز ايه ؟!
صالح بخبث :تؤ تؤ ياتوتي في حد برضو يقابل ابن عمه واللي هيبقي في مقام جوزه بالطريقه ديه ؟!
تقي بصراخ:امشي اطلع برا جوزي في عينك قولتلك ميه مره مستحيل علي جثتي اتجوزك انت فاهم مستحيللللل !
صالح ببرود:خلاص ياتوتي اللي كنتي بتتحامي في بح مات وغار في داهيه يعني مفيش حد يقدر يمنعني اخطفك واتجوزك ياقطتي
لا في انا اقدر واوي كمان يابن الدهاشنه !
التفت صالح الي مصدر الصوت خلفه بأستغراب وتقي فتحت فاهه من الصدمه ...
صالح بسخريه :غيث بيه عمده الصعيد هنا بنفسه ! الدنيا جرا فيها ايه ياولاد
غيث ببرود وهو يضع يديه في جيب جلبابه الصعيدي :عايز ايه من مراتي ياصالح !
صالح بدهشه:مرررراتك !!!
غيث وهو يتخطاه ويقف بجانب تقي ليضع يديه علي كتفها بتملك:اه مراتي عقبال ما نحضر فرحك
كانت تتطلع اليه بفم مفتوح وعيون متسعه من الصدمه فقد قال زوجتي ! بل ويضمها بتملك وكأنها بالفعل زوجته !
اسامه شقق صالح بغضب:اذا كانت تقي مراتك ميان مش مراتك وانا اقدر اخدها واتجوزها ومتقدرش تمنعني
غيث بأبتسامه خبيثه:لا هو انا مقولتلكش ؟!
اسامه بأستغراب :قولتلي ايه ؟!
غيث:ميان تبقي مرات يونس اخويا
صالح :انت كذاب
غيث بصوت حاد :غيث الجبالي مبيخفش من حد عشان يكذب..... تقي مراتي وميان مرات يونس..... ويالا اتفضلوا من هنا منك ليه بدل ما نفتح في القديم وتبقي بحر دم من تاني
صالح بشر وهو يجذب شقيقه :خليك فاكر ياغيث ياجبالي انت اللي فتحت ابواب الجحيم من تاني استعد للحرب اللي هتبقي نهايتك فيها
غيث ببرود:هنشوف يابن الدهاشنه
ذهب صالح وأسامه كل ذلك وسط صدمه تقي والتي لم تغلق فمها ولم تتحدث لم تتحرك ايضا فقط تقف كالاصنام !
غيث بصوت رجولي:البقاء لله ياتقي
تقي وهي تنفض يديه :انت ازاي يا استاذ يامحترم ياشيخ ياللي بتقول خطبه في يوم الجمعه تلمس واحده مش حلالك كده
غيث بهدوء:اهدي ياتقي انا عمري ما المسك لو انتي مش حلالي انتي فعلا مراتي
تقي بصدمه :ا انت بتقول ايه ياجدع انت !!!
غيث :طب ممكن نقعد نتكلم بهدوء
تقي :طيب
جلست تقي وجلس غيث امامها لتتطلع اليه بعينيها البنيه الباكيه
تقي بصوت مبحوح:ممكن تفهمني
غيث بهدوء وهو يقرب وجهه من وجهها حتي انها رجعت برأسها الي الخلف بخوف لتجده يمد طرف اصابعه ويمسح دموعها برقه ليبتعد ويجلس بثبات
غيث :لو سمحتي ممكن بلاش عياط
تقي وهي تحاول الا تبكي:حاضر
غيث :طبعا عم إبراهيم كان بيشتغل من زمان عند بابا زي ما انتي عارفه ....ولما بابا اتوفي انا كنت عايش في القاهره انا واخويا بنتعلم هناك مكنش ينفع نسيب ماما واختي في الظروف ديه ونزلنا الصعيد ....وكان لازم بما انه عمده البلد ابنه الكبير يبقي مكانه المهم اني مرضتش امشي عم إبراهيم لاني كنت بحبه من وانا صغير ....وفي يوم هو جالي ودموعه علي خده وبيقولي محتاج مساعدتك طبعا مترددتش لحظه وقولتله عيوني ليك
فلاش بااااك
إبراهيم :ارجوك ياغيث بيه تتجوز تقي وتخلي بالك منها ومن ميان
غيث بصدمه :ايه !
إبراهيم :عارف اني فاجئتك بس انا مليش غيرك ...انا اكتشفت مؤخرا اني عندي الكانسر وصعب يتعالج ده قضاء ربنا ومش هقدر اعترض ابدا بس انا اكتر حاجه خايف عليها هي بناتي وخصوصا ان بعد موتي عيال عمهم مش هيرحموهم لو سمحت ياغيث بيه اتجوزها ولو شهر واحد وبعدين طلقها وخليها تسافر بعيد عن هنا هي واختها
غيث بهدوء:انا موافق ياعم إبراهيم ويونس كمان هيتجوز ميان
بااااك
كانت تستمع تقي اليه ودموعها تتساقط بدون توقف فقد عاني والدها من ذلك المرض ولم يتحدث لم يشكو وانما كان كل همه هو حمايتهم
غيث :تقي ادعيله ربنا يرحمه العياط مش هيفيد هو محتاج دعواتكم ليه
تقي :ربنا يرحمه ...ا انا اسفه اني اتعصبت عليك ياغيث بيه شكرا جدا للي حضرتك عملته معانا عشان بابا ينام مرتاح في قبره... حضرتك تقدر تطلقني واخو حضرتك يطلق ميان واحنا هنتصرف..... اكيد جوازنا عملكوا مشاكل كتير !!
غيث بأبتسامه هادئه وقد برزت غمازاته :اولا مفيش واحده بتشكر جوزها ....ثانيا مفيش واحده تقول لجوزها يا بيه ....ثالثا بقي وده الاهم انا مش صغير واكيد انا فكرت في قراري قبل ما اوافق علي الجواز منك ! .....ويالا قومي حضري شنطتك وشنطه ميان وانا هكلم يونس يجي يشيل معانا الشنط عشان نروح البيت بتاعنا
تقي :ب بس
غيث بحده نسبيه :يالا ياتقي بلاش عناد
تقي بتعب فهي ليس لديها طاقه للمناهده:حاضر
نهضت لتدلف الي غرفه والدها والتي تجلس بها ميان وتجدها كما هي لتجلس بجانبها وتخبرها بكل ما حدث
كادت ميان ان تتحدث ولكن صوتها مبحوح فقد فقدت النطق
تقي بقلق :ميان مالك ؟!
ميان وهي تجاهد لأخراج صوتها ولكن دون فائده
تقي بصراخ:ميان مالك مش بتتكلمي ليه
انتفض كلا من غيث وشقيقه يونس والذي صعد فور ان هاتفه غيث ليدلفوا الي الغرفه
غيث:في ايه ياتقي ؟
تقي ببكاء:غيث الحقني ميان مش بتنطق مش عارفه تتكلم
اقترب يونس منها بهدوء ليضع يديه علي عنقها لتسير كهرباء في جسد كلا منهما ولكنه ازال يديه سريعا ليهتف بأسف:للاسف فقدت النطق لفتره بس ان شاء الله هتقدر تتكلم تاني مع العلاج
سقطت دموع كلا منهما بغزاره وغيث ويونس يتطلعون اليهم بشفقه
غيث :يالا ياتقي اهدي يابابا ان شاء الله هتبقي كويسه يالا حضري شنطتك...
تقي بدموع:مش قادره اهئ اهئ
اقترب منها غيث ليحاوط وجهها برقه ويهتف بهدوء:ادعيله لازم تبقي اقوي من كده عشان اختك هي محتجالك
هزت تقي رأسها بالايجاب بضعف شديد
غيث وهو يجذب كف يديها:تعالي اساعدك
ليخرجوا من الغرفه ويتركوا يونس وميان
اقترب يونس من ميان ليجلس بجانبها ويربت علي كفها برقه :ان شاء الله هتبقي كويسه ادعي لعم ابراهيم
عندما استمعت الي اسم والدها تحولت دموعها الي شهقات متتاليه ليقترب منها ويجذب رأسها الي صدره لتضمه هي بقوه وتبكي بقوه اكبر وقد بللت دموعها جلبابه الابيض
بعد فتره قد انتهي غيث وتقي من تحضير الحقائب ليدلفوا الي الغرفه ويجدوا ميان تطوق خصر يونس بقوه ويبدو انها ذهبت في النوم
يونس بهمس:هششش خلصتوا
غيث بنفس الهمس:اه
ابعدها يونس برقه لينهض ويحملها بهدوء ليهتف:يالا بينا
وصلوا الي الفيله ليجدوا شقيقتهم صبا ووالدتهم في انتظارهم
هبه والدتهم لتقي:البقاء لله ياحبيبتي
تقي بدموع:ونعم بالله
هبه :مالها ميان يايونس
يونس:تعبانه شويه يا امي عن اذنك هطلع احطها في الاوضه
هبه بشفقه:ماشي ياحبيبي
صبا وهي تقترب من تقي:البقاء لله
تقي بتعب وقد داهمها الدوار:و ونعم بالله
لاحظ غيث انها تترنح ليسندها بذراعه ويهتف بقلق:تقي مالك
تقي بتعب:دايخه مش قادره اقف
انهت جملتها لتجد نفسها مرفوعه عن الارض عندما حملها غيث لتتسع عينيها بصدمه
تقي:غيث انت بتعمل ايه نزلني
غيث بلا مبالاه وهو يتجه نحو الدرج:ماما وصي الخدم يحضروا العشا عشان تقي
تقي :لا مش هقدر لو سمحت نزلني انا هطلع لوحدي
غيث وقد وصل الي غرفته ليسندها بذراع ويفتح الغرفه بذراع اخر :خلاص وصلنا الاوضه ادخلي
دلفت تقي بخوف لتتجه نحو الاريكه وتستند عليها بتعب
غيث :يالا غيري هدومك وانا هنزل تحت اجبلك تاكلي
تقي :لا شكرا انا هنام
غيث بحده:لا طبعا هتاكلي الاول
بعد دقائق صعد بالطعام وقد بدلت هي ملابسها ليضعه امامها
غيث بلهجه امر:الاكل ده كله يخلص
تقي بضعف:ارجوك ياغيث مش هقدر
غيث بحنان وهو يحاوط وجهها:لازم تاكلي عشان متتعبيش ياتقي اختك بحاجه ليكي لو فعلا بتحبيها وخايفه عليها لازم تاكلي
تقي بدموع :مش قادره.. مش قادره ياغيث
غيث بحنان :هتقدري عشان ميان هتقدري يالا
تقي:حاضر
لتبدأ في تناول الطعام بضعف شديد حتي انتهت
تقي وهي علي وشك البكاء :ارجوك كفايه كده انا عايزه انام مش قادره
غيث:ماشي يالا قومي نامي
تقي بخجل:ه هنام فين
غيث :جمبي
تقي :مستحيل
غيث :ليه !!!
تقي بخجل:ا انا متعودتش يعني عليك م معرفكش وغير كده انت شهر وهتطلقني
غيث بصوت رجولي:ومين قال هطلقك ؟!
تقي :ا انت لما قولتلي بابا قال شهر وطلقها
غيث:يالا ياتقي ننام مش وقته الكلام ده
تقي :ب بس
غيث بحده:يالا ياتقي
نهضت تقي لتتوجه الي الفراش وتضع رأسها عليه وقد توجه غيث ايضا الي طرف الفراش من الجهه الاخري ظناً منه انها ذهبت في النوم ولكنه استمع الي صوت شهقات مكتومه ليقترب منها ويديرها بقلق
غيث:تقي في ايه
تقي بشهقات:ب بابا و وحشني ياغيث
اغمض غيث عينيه بألم ليجذب رأسها علي صدره وظل يهمس بأيات قرأنيه حتي نامت ليضمها بقوه وحنان ويذهب في سبات عميق
يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عشق الغيث" اضغط على اسم الرواية