رواية عش العراب الفصل الثالث والعشرون بقلم سعاد محمد سلامه
رواية عش العراب الفصل الثالث والعشرون
بدار العراب.
دخل ناصر الى غرفة هدايه قائلاً:
بقينا المسا وسلسبيل لسه مرجعتش للدار أنا خايف عليها من الطريق بسبب العاصفه دى بتصل عليها بيجولى خارج نطاق الخدمه...أنا جلجان عليها وسايب نهله فى الشجه عقلها هيطير.
تبسم النبوى الذى دخل الى الغرفه قائلاً:
لاه إطمن سلسبيل بخير،هى فى المقر مع قماح،قماح أنا لسه قافل معاه الخط الأرضى،وجالى ، أنه بسبب العاصفه فى عمود واقع عالطريق ومعرفوش يرجعوا لهنا،هيفضلوا فى المقر.
تنهد ناصر براحه قائلاً:بس سلسبيل حامل إزاى هتفضل فى المقر الوجت ده كله بدون أكل ونوم.
رد النبوى:يعنى تفتكر قماح هيجوعها أكيد هيلاجى حل للوكل،وكمان النوم، أنت ناسى إن فى أوضة نوم فى المقر خاصه بـمكتب قماح.
تبسمت هدايه قائله:كله خير يا ولدى إطمن على سلسبيل وإطلع طمنها... وإتأكد قماح مستحيل يأذى سلسبيل يا ناصر.
أومأ ناصر رأسه ثم غادر الغرفه...
لكن فى أثناء خروجه من الغرفه كاد أن يتصادم مع هند،لكن تجنب منها وسار بصمت.
بينما بالغرفه تبسمت هدايه لـ النبوى الذى قال:بتمنى قماح يصلح علاقته بـ سلسبيل،وهى ترضى عنه.
تبسمت هدايه قائله:آمين يا ولدى،قماح غلط كتير فى سلسبيل وأتحملت كل ده وهى حبلى بتمنى قبل ما يچى ولدها عالدنيا يكون الحال إتصلح بيناتهم.
رغم أن هند تسمعت على على حديث النبوى وهو يُخبر كل من هدايه وناصر عن بيات قماح وسلسبيل بالمقر وتلك النيران المُستعره بقلبها لكن حين تصادمت مع ناصر قررت الدخول الى غرفة هدايه ومثلت عدم سماعهم وقالت بلهفه ليست مُصطنعه وقالت:
عمو النبوى أنا قلقانه على قماح،قربنا على الساعه حداشر وهو لسه مرجعش من المقر،العاصفه شكلها قويه.
نظر النبوى لـ هدايه،بنظره فهمت مغزاها وردت هدايه عليها:
أطمنى قماح بخير،بس هيبات فى المقر،زى ما جولتى أها العاصفه جويه،وهو شاف الافضل له يبات فى المقر،إطلعى إنتى شجتك و متجلجيش عليه قماح مش إصغير، يلا يا نبوى إنت كمان أطلع لشجتك تصبح على خير يا ولدى.
رغم غيظ هند من رد هدايه لكن قالت: أنا هطلع أغير هدومى وأروحله المقر مش هطمن عليه غير لما أشوفه.
رد هدايه بحزم:
جولت إطلعى شجتك وبلاه كُهن النسوان هو بخير.
عارضت هند وقالت: لأ قلبى متوغوش عليه، لازم أ....
قاطعتها هدايه بحزم قائله: كلمتى واحده،إطلعى على شجتك،لو رچيلك خطت بره دار العراب الليله ورجتك هتحصلك الصبح.
نظرت هند لها بكُره لكن أخفته خلف دمعه رسمتها بإجاده لكن لم تخيل على هدايه ولا النبوى.
إستسلمت هند لقول هدايه وصعدت بغلولها الى شقتها تصفع خلفها الباب،تقول بتهجم:وليه حيزبون نفسى ربنا ياخدك وترتاح الدنيا من شرك.
.... ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالمقر
بقُبلات حانيه لم تعهدها سلسبيل من قماح سابقًا كان قماح يتودد لها بتلك القُبلات، بين التوهه والتوق كان الأختيار صعب، فى الأستمرار بتذوق تلك المشاعر الجديده.
التوهه من سلسبيل،تسأل نفسها... من هذا الرقيق هذا شخص آخر لم ترى منه هذا الحنان سابقًا، عقلها يُفكر أن تُنهى اللحظه وترفض قُربهُ منها، والقلب بغفوه يتمنى أن ينتشى بحنان تلك اللحظات.
التوق من قماح يريد الغوص معها فى المياه العذبه يرتوى من عشق يسرى فى عروقه مجرى الدم حاول التخلى عنه كثيراً لكن كان إدمان بالنسبه له لم ولن يُشفى منه، دواؤه المُسكن هو قُربها.
بين التوق والتوهه إستسلم الإثنان لتلك المشاعر تسحبهم الى أعماق بعضهما يشعر كل منهما بمشاعر جديده تولد بعد تلك الدقائق المفعمه بالنشوه وروية الأشتياق لشى واحد هو... عشق.. لكن بطريقه لطيفه لكل منهما.
بعد تلك الرحله اللطيفه
قبل قماح جبين سلسبيل وإرتمى بجسده على الفراش
يشعر بإنتشاء،
بينما سلسبيل تشعر بتوهان وتشتت من هذا الذى كان معها منذ لحظات لطيف ومُراعى، أغمضت عيناها هى بحلم ليس واقع، نبه عقلها، لا تفتحى عيناكِ، سينتهى هذا الحلم وقتها وتتأكدين أن ما حدث وما تشعرى به ليس سوى حلم جميل يصوره خيالك.
لكن فجأه شعرت بقماح يجذب جسدها له يضمها لصدره،شعرت بأنفاسه فوق وجهها،مازالت مُغمضة العين هى بحلم جميل،ليتها لا تفيق منه وتظل تشعر بتلك الاحاسيس الجديده عليها،لكن همس قماح بإسمها،مازالت لا تريد أن تفتح عينيها وتنصدم بالحقيقه،شعرت بملمس يد قماح الحانيه على وجهها وصوته الهادئ
سلسبيل إنتِ نمتى.
لم تفتح عينيها وقالت بهمس:أممممم.
ضحك قماح يقول:إزاى نمتى وبتردى عليا،أول مره أعرف إنك بتتكلمى وأنتِ نايمه...هبدأ أخاف وأصدق إنك فعلاً بتشوفى أحلام ورؤى بتتحقق والدليل أهو بتكلمي كمان وأنتى نايمه.
فتحت سلسبيل عينيها ونظرت لوجه قماح لثوانى قبل أن تقول بثقه وتأكيد:بس أنا فعلاً بشوف أحلام ورؤى وبتتحقق،ولا مفكر إنى بكذب وبألف من دماغى.
شعر قماح بنبرة سلسبيل التى تغيرت قليلاً،كما أنها حاولت الأبتعاد عن صدره،لكن أحكم قماح يديه على جسدها وقال:مش قصدى إنى بكذبك،قصدى من أمتى بدأتى تشوفى الأحلام والرؤى دى.
نظرت سلسبيل لوجه قماح وقالت بإختصار معرفش من أمتى.
بداخلها كانت تود أن تقول له أنه كان مُصاحب لأحلامها منذ أن بدأت تعى على الحياه،رغم أنها لم تكُن رأته سوا ببعض الصور، لكن كانت تراه بأحلامها دائماً من قبل أن يعود، كانت كثيراً تشعر بالرهبه من تلك الأحلام التى كانت تراوضها عنه،أكثر تلك الاحلام كان تراه يقترب منها يجذبها إليه بقوه يسحبها للسير خلفه دون إرادتها...حتى أنها كانت تهاب منه، حتى حين ينظر لها كانت تشعر أنها عاريه أمامه وتخجل منه،وكانت تبتعد عن أى مكان يتواجد به.
بينما قماح قال بمراوغه: أنا فاكر يوم ما رجعت لهنا تانى أنتى عرفتينى من قبل ما أقول أنا مين، يمكن شوفتينى فى المنام قبلها.
تلبكت سلسبيل ولم تستطع الرد فصمتت.
تبسم قماح وقال: أنا كمان عرفتك وقتها فاكر إنك جريتى وسيبتينى واقف عالباب.
ردت سلسبيل: يمكن بس أنا مش فاكره.
تبسم قماح وقال: بس أنا عمرى ما نسيت نبع المايه الصافى ورجعت لهنا علشان أشرب منه.
إرتبكت سلسبيل وقالت: قصدك أيه؟
تبسم قماح يقول بتوريه: قصدى مية النيل مش بيقولوا اللى يشرب من ماية النيل لازم يعود لها من تانى.
نظرت سلسبيل لعين قماح ربما كانت تود أن يُجيبها بشئ آخر، لكن خيب ظنها.
بينما تبسم قماح وهو يشعر بـ سلسبيل التى جذبت خصلان شعرها الشارده خلف أذنها، وتذكر حديثه فى الصباح مع جدته هدايه.
فلاشــــــــــــــــــــــــــــ،، باك
قبل أن يتناول الفطور، دخل الى غرفة هدايه
وجدها تُصلى، إنتظر الى أن إنتهت ونهضت من فوق سجادة الصلاه، تقوم بتطبيقها ثم وضعتها بمكانها المخصص لها،
تنهد قماح وقال: حرمً يا جدتى.
ردت هدايه بإختصار: جمعًا.
تنهد قماح قائلاً: هتفضلى متجنبه الحديث معايا لحد إمتى، من يوم ما أتجوزت هند وأنتى مش بتكلمينى غير نادر.
ردت هدايه: وكنت عاوزنى أباركلك على چوازك على بت عمك إياك، خيبت أملى فيك،كان فين عقلك وجتها، أنا غلطت لما جولت لـ رچب السنهورى أنك خطبت سلسبيل، ياريتنى كنت وافجت على طلبه، مكنتش سلسبيل إتعذبت معاك، ويمكن نائل كان سعدها وفرح جلبها، مش زيك.
شعر قماح بالغيره وقال: مالوش لازمه الكلام ده يا جدتى، سلسبيل موعوده ليا من وإحنا صغيرين.
تنرفزت هدايه وقالت له بحده: مكنش وعد كان حديت فاضى، بس أنا رأفت بجلبك وكنت شايفه نظرة عينيك
لـ سلسبيل، كنت بنتظر منك تطلبها فى أى وجت، بس غشوميتك وعنچهيته زى ما بتجول سلسبيل، إختارت غيرها، جولت يمكن ده النصيب والمقدر، مفيش منه مهروب، وسلسبيل نصيبها بكره هيچى ليها، كان بيتجدم لها خُطاب كتير من وهى لسه فى الچامعه، نائل مكنش أول عريس يتجدم لها، بس كنا بنرفضهم أنا أوناصر وأوقات سلسبيل نفسها...إتجوزت واحده وراء التانيه وهى كانت جدامك،كنت مفكر إن محدش بيتجدم لها ولا أيه،أنا كنت شايفه جلبك من چواه رايد سلسبيل،جولى أيه السبب إنك تأذيها بالشكل لما بجت بين إيدك،ليه كنت عنيف معاها،سلسبيل لحد يوم ظهور براءة همس كانت مستسلمه بنصيبها أنا شوفت العلامات الزرجه اللى كانت فى رجبتها يوم ما كنت محموم بسبب ضربة السمس،لو شوفت خوفها عليك يومها عمرك ما كنت هتفكر تأذيها،بس مكنتش بس بتسيب علامات على جسمها كمان على روحها بالكلام الفارغ،وآخرة المتمه داخل عليها بضره،كنت عاوزنى أجوم أزغرط وأستجبلها كمان ،تبجى غلطان أنا اللى يخدش واحده من بنات ناصر مش بس أجتلهُ،عارف لو سلسبيل كانت طلبت الطلاق وإنك تسيب دار العراب كنت هوافجها،جولى سبب واحد يخليك تأذي قلب سلسبيل الأذيه دى كليتها.
رد قماح:أنا مكنش غرضى أئذى سلسبيل أنا كنت عاوزها تحس بالعذاب اللى أتعذبته فى بعدها عنى لسنين قضيتها بين ناس عمرى ما حسيت معاهم غير بالعذاب،كان نفسى تحس قد أيه أنا أتعذبت فى الغياب عن هنا،سلسبيل الوحيده اللى رجعت علشانها،ويوم ما وصلت لهنا هى فتحتلى باب الدار،بس سابتنى على باب الدار و خافت منى وجريت على جوه بسرعه... حتى لما طلعتى تستقبلينى، إستخبت وراء مرات عمى، كأنها مش عاوزه تشوفنى
تبسمت هدايه قائله:سلسبيل هى اللى حِلمت برجوعك لهنا من تانى،ويومها سابتك عالباب وجاتلى مجعدى تجولى إنك رچعت كيف ما هى حلمت فيك... كانت مستخبيه وراء نهله عشان تتمعن فيك.
تعجب قماح وقال: سلسبيل حلمت برجوعى لهنا.
ردت هدايه: أيوا قبل ما ترچع، إنت وسلسبيل كان بينكم خط موصول بس إنت اللى كنت دايماً، بتجطعه بيدك، من أول چوازك من غيرها، سلسبيل اللى كان بيتجدم لخطبتها ولاد أعالى القوم، تفتكر لو مكنتش غالى عليا، كنت وافجت أچوزهالك وتكون الزوجه التالته، بس إنت عملت كيف ما هى جالاتلى، لما تمل منها هتتجوز عليها.
رد قماح: بس أنا مملتش من سلسبيل ولا عمرى هَمِل منها.
تهكمت هدايه قائله:وليه رچعت هند لعصمتك مره تانيه ضره لـ سلسبيل.
رد قماح:كانت غلطه،وكمان رد فعل فى لحظة غضب منى بسبب عنادها.
سخرت هدايه قائله:أهى لحظة الغضب دى كلفتك خسارة سلسبيل.
رد قماح:أنا مستعد أطلق هند لـ
قاطعته هدايه قائله:حتى لو طلجت هند تفتكر سلسبيل هتنسى بسهوله معاملتك الجاسيه ليها،غير چوازك عليها،قماح مبجاش جدامك غير إنك تكسب قلب سلسبيل وتحاول تخليها تثق فيك وتقرب منيك بإرادتها،وده مشوار طويل وأنا مش هساعدك زى ما ساعدتك جبل إكده وخذلتنى جدامها... وخذلتها هى كمان جدامنا.
عــــــــــــــــــــوده
عاد قماح ينظر لوجه سلسبيل الهادئه على صدره، شق صوت السكون بينهم صوت الرعد، للحظه إرتجفت سلسبيل وقالت: واضح إن العاصفه لسه مهديتش، ربنا يستر والنور ميقطعش تانى،وتبقى ليله سوده.
تحدث قماح: سلسبيل إنتى ليه بتخافى من الضلمه قوى كده؟
ردت سلسبيل:
عادى الناس كلها بتخاف من الضلمه، إنت مش بتخاف منها.
رد قماح: لأ مش بخاف من الضلمه، بالعكس برتاح فى الضلمه، بحس بهدوء أكتر.
رفعت سلسبيل جسدها ونظرت لوجه قماح وكررت قوله:
هدوء!
غريبه،معظم الناس بتخاف من الضلمه.
قالت سلسبيل هذا ثم فاجئت قماح بسؤالها: قماح أيه سبب العلامه اللى فى حاجبك اليمين دى.
سألت سلسبيل وهى تضع إبهامها فوق حاجبه...من ثم أجابت هى على جزء من سؤالها:
دى أكيد سببها تعويره وسابت أثر،بس حصلتلك أمتى قبل ما تسافر اليونان ولا وإنت فى اليونان.
بينما أغمض قماح عيناه لثوانى يستمتع بملمس إصبع سلسبيل، ثم فتحها ونظر لوجه سلسبيل قائلاً بإختصار: فى اليونان.
تنهدت سلسبيل وقالت: وسببها أيه.
رد قماح بتتويه: مقولتليش أيه سبب خوفك الجامد من الضلمه.
علمت سلسبيل أنه لا يريد الأجابه عليها... عادت تنام على الفراش مره أخرى وقالت له:
سبب خوفى من الضلمه... هى زهرت.
نظر قماح لـ سلسبيل وقال بتعجب: زهرت!
والسبب أيه؟
تذكرت سلسبيل تلك الواقعه التى حدثت بالماضى وقتها كانت بالخامسه والنصف من عمرها، حين حبست زهرت سلسبيل بقبو أسفل سُلم منزل عمتها، وظلت بظلام هذا القبو لمدة يومين تصرخ حتى إنبح صوتها وضاع،أصبحت تبكى وتهزى،لولا أن زوج عمتها بالصدفه فتح القبو كى يأتى ببعض الأغراض منه،وجدها كانت تهزى وجهها يُشاحب الموتى،أخذها الى دار العراب،التى كانوا مثل الذى لديهم ميتم بسبب فقدهم لطفلتهم لمدة يومين كانت كل الظنون برأسهم،لكن حين دخل زوج عمتها بها الى المنزل فرحوا بعودتها،لكن كانت مريضه تهزى برعب ما عاشته ليومين بالظلام بعقل طفله صغيره كانت يُخيل لها أنها ترى أشباح الظلام،عالجوها جسديًا وقتها لكن ظل الخوف من الظلام مُرافق لها،تخشى الظلام كثيراً،حتى أنها ظلت لفتره بعدها،كانت تخشى أن يأتى الليل وأحياناً
كثيره كانت تنام وضوء المكان شبه ساطع.
إرتعش جسد سلسبيل وهى تتذكر تلك الذكرى.
شعر قماح برعشة جسد سلسبيل وقال:طب وزهرت ليه حبستك فى القبو.
ردت سلسبيل:بسبب شعرى،هى شدتنى يومها من شعرى لحد ما وصلنا القبو،وزقتنى لما دخلت فيه قفلت بابه عليا.
تعجب قماح يقول بتكرار:بسبب شعرك.
ردت سلسبيل:أيوا عشان أنا طول عمرى شعرى طويل،وكان أطول من شعرها،وهى كانت بتحقد عليا بسبب كده،حتى مره جابت مقص وقصت جزء كبير من شعرى وقتها بس رجع طول تانى،هند أجمل منى بكتير،بس هى عندها حقد منى يمكن كان أكتر من أخواتى
التانين.
أمسك قماح خُصلات شعر سلسبيل وقال لها: شعرك طول تانى.
نظرت سلسبيل لخصلات شعرها الذى بين يد قماح وقالت: شعرى بيطول بسرعه ماما دايماً تقولى كنت بقص شعرك كل تلات شهور،يطول أكتر وكنت بكسر لها الأمشاط،وتضايق وهى بتسرحلى شعرى لحد ما كبرت وبقيت أسرحه لنفسى،حتى أنا أوقات بضايق وببقى نفسى أقص كتير منه،بس جدتى هى اللى كانت بتمنعنى كنت بقص جزء صغير من فتره للتانيه وبيرجع يطولها من تانى.
تبسم قماح وقال: وأنا دلوقتى بمنعك تقصى حتى سنتى من شعرك مره تانيه.
نظرت له سلسبيل قائله بتحدى: براحتى ده شعرى أنا ملكى أنا وإنشاله أحلقه زيرو.
تبسم قماح وهو ينحنى على سلسبيل قائلاً بتملُك:
ممنوع تقربى بس المقص من شعرك.
كانت سلسبيل سترد بتحدى، لكن فجأه دوى بالخارج صوت الرعد أقوى، إنخضت سلسبيل وبتلقائيه دون إنتباه رفعت يديها تحتضن قماح.
قماح الذى شعر بيديها فوق عنقهُ،نظر لوجهها وقال:
متخافيش يا سلسبيل،أنهى قوله بقُبله حميميه شغوفه،أذابت ذالك التبلُد القديم وإنسجم الأثنين معا
وتعانقت أروحهما معا قبل جسديهما...بلقاء ودود ومحبب لهما الأثنين دون نفور أو شعور بالآلم سواء النفسى أو الجسدى... بعد عاصفه من العشق تنحى قماح على الفراش بظهره وجذب سلسبيل عليه، يشعر بهدوء وسكينه
بينما
عاود التشتُت مره أخرى لـعقل سلسبيل، التى لامت نفسها على ذالك الإستسلام المُخجل بالنسبه لها كيف سمحت لقماح بحدوث هذا اللقاء الحميمى بينهم،
جاوب عقلها:أكيد دى سيطرة هرمونات سيطرت عليا بسبب الحمل،تأملت سلسبيل ملامح قماح الذى تراها بشكل آخر تمنته منذ الليله الأولى التى تزوجت به،ظلت لدقائق قبل أن تسحبها تلك الغفوه.
بينما قماح يشعر بالسعاده بداخله...سلسبيل بعد فترة هجر ها هى بين يديه يضمها إليه يشعر بانفاسها فوق صدره،تمنى أن ينتهى الكون الآن،ظل يتأمل وجهها بداخله سعاده لا توصف،كم كان يصحو ليالى ينظر الى جواره ويتحسر حين لا يراها جواره بالفراش،يعلم أنه أخطأ الكثير فى حقها،سلسبيل لو طلبت منه طلاق هند سيفعل ذالك برهان على عشقهُ لها.
. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى دبى
رغم أن الشمس لم تشرق بعد لكن هنالك بداية يوم جديد ، مع ذالك لم تنتهى العاصفه لكن هدأت قليلاً.
نظر كارم لـ همس الناعسه بين يديه، لكن فجأه بدأ يشعر بإضطراب أنفاسها وهزيانها ببعض الكلمات المستغيثه...
ضمها بقوه ووضع يدهُ فوق وجنتها يوقظها برفق:
همس إصحى إنتى فى كابوس، فوقى منه.
بينما همس بمنامها تقف بمنتصف طريقين تسمع أصوات وحوش تقترب منها، بالتأكيد تريد نهشها مره أخرى، لم يبقى بجسدها مكان لينهشوه، تريد أن تجرى، لكن ساقيها كأنها لا تتحرك واصوات الوحوش تقترب منها،، لكن هنالك صوت آتى من الجهه بعيد يحسها على الذهاب نحوه
ترتجف بشده أى الطريقين تسلُك وتذهب الى الأمان.
فى ذالك الوقت ربت كارم على وجهها يحسها على الاستيقاظ من ذالك الظلام السابحه به،
بالفعل فتحت عينيها،التى فجعت قلب كارم بدمويتها
لكن نظرت همس بتمعُن لوجه كارم،الذى تبسم لها بود.
بلا شعور منها ضمت جسدها له،كآن إبتسامته طمئنت قلبها،لكن تذكرت ذالك الكابوس التى كانت به منذ قليل،كان هنالك طريقان وهى بالمنتصف،كان عليها إختيار أحد الطريقان كى تنجو،الصوت الذى كان بالحلم كان صوت مألوف لها.
سمعت لذالك الصوت لتصحو عليه،كان صوت كارم،تبسمت بخفوت.
رأى كارم تلك البسمه التى شقت شفاه همس،إقترب برأسه منها وقبل شفاها برقه للحظه ثم إبتعد عنها ينظر لوجهها البشوش المُجهد،رأها تُغمض عينيها.
تبسم قائلاً:
صباح الخير يا همس.
فتحت همس عينيها بخجل وردت بحشرجه: صباح النور، هى الساعه كام دلوقتي.
رد كارم: مش عارف الساعه كام، بس متهيألى بقينا فى يوم جديد... وشكل العاصفه هديت كتير عن ليلة إمبارح... الأصوات تقريباً إختفت.
تنهدت همس براحه قائله: كنت مفكره إن طقس دبى مختلف عن طقس مصر.
تبسم كارم يقول: دى كانت عاصفه قويه وقريت عالنت إنها فى عدة دول عربيه ومنها مصر ودبى، بس الرياح شكلها هديت كتير.
تنبهت همس أنها بحضن كارم، لا تعرف لما لم تعُد تخشى قُربه منها بهذا الشكل، لكن شعرت بالخجل، من نظرة عين كارم لها، حاولت الابتعاد عنه قليلاً، لكنها ضمها كارم قائلاً: أنا منمتش طول الليل، وعاوز أنام ساعتين قبل ما يجى ميعاد فتح المطعم، ممكن تفضلى نايمه فى حضنى الساعتين دول، بس عشان أحس بالدفى.
خجلت همس من طلب كارم وأخفضت عينيها.
تحدث كارم برجاء: أرجوكِ يا همس محتاج أنام الساعتين دول وأنتى فى حضنى.
أمائت همس له برأسها بموافقه.
تبسم كارم لها وضمها أقوى، تبسمت همس مُتغلبه على خوفها السابق،لابد أن تجازف وتتغلب على خوفها وتعود همس القديمه من أجل ذالك القلب الذى يحتويها.
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آتى نهار جديد
بالمقر
فتحت سلسبيل عينيها حاولت النهوض من على الفراش لكن شعرت بيدي قماح تُقيد حركتها، حاولت سلت نفسها، لكن شعر قماح بحركتها فضم يديه عليها أقوى،حاولت سلسبيل سحب نفسها من بين يديه بقوه.
تحدث قماح وهو مازال مغمض العين قائلاً:لاحظى إن السرير صغير بلاش فرك كتير عالصبح،أنا عاوز أنام.
ردت سلسبيل بتذمر: حوش إيديك من حواليا، ونام براحتك،مفكر إنك فى دار العراب،فوق إحنا فى المقر وزمان الموظفين جايين.
فتح قماح عينيه ينظر لـ سلسبيل وتبسم قائلاً:وفيها أيه أما الموظفين يجوا للمقر،هيروحوا على مكاتبهم مش هيجوا هنا.
تذمرت سلسبيل وحاولت سلت جسدها من بين يدى قماح وقالت:بلاش برودك ده عالصبح،أنا عاوزه أقوم أشوف هدومى،يارب تكون نشفت،ماهو مش معقول هفضل بهدومك دى عليا قدام الموظفين،ياريتك كنت قولت لعمى بالليل يجيبلي هدوم معاه.
نظر قماح لـ سلسبيل بوقاحه لأول مره تراها منه وقال:
تصدقى هدومى عليكى شكلها أنيق جداً، بالأخص زراير القميص المفتوحه من على صدرك دى.
نظرت سلسبيل على ملابسها تفاجئت فعلاً بأزرار القميص تقريباً كلها مفتوحه ويظهر جسدها منه... ضمت طرفى القميص وحاولت فك يدي قماح من حول جسدها، لكن
تبسم قماح وقال لها:
متأكد بابا هيجيبلك معاه غيار، من غير ما اقول، بس الله أعلم الطريق إتفتح ولا لسه.
نظرت له سلسبيل بسخط قائله: مفيش مره تكمل الجمله كامله، أكيد زمان الطريق إتفتح، ده طريق رئيسى فى البلد، ووقوفه عطله لكل المصالح، لو سمحت فُك إيدك من حواليا، عاوزه أروح الحمام أخد دوش وأتوضى عشان أصلى.
علم قماح لو ضغط على سلسبيل أكثر من هذا قد يُفسد الطريق الذى بدأه معها بالأمس،ستعتقد أنه عاد كما كان يريد السيطره وفرض الأمر عليها،حقاً لم يفك حصار يده،لكن تهاونت يديه،مما جعل سلسبيل تفك يديه بسهوله وتنهض من فوق الفراش وتوجهت الى الحمام...
بينما تنهد قماح يشعر بنشوه سعيد سلسبيل كانت بين يديه طوال الليل، كم تمنى أن لا يأتى الصباح كى لا تبتعد عنه.
اما سلسبيل دخلت الى الحمام،وقفت خلف الباب تلتقط أنفاسها الهادره،تلوم نفسها،كيف سمحت لـ قماح بالأقتراب منها مره أخرى،ما حدث ليلة أمس كان ضعف وقتى منها،الآن لابد أن يزول هذا الضعف،قماح يتلاعب بمشاعرها لن تسمح له بذالك.
بعد دقائق خرجت سلسبيل من الحمام، سمعت لصوت قماح بالمكتب المرافق له غرفة النوم، كان يتحدث حول بعض الأطعمه، لابد أنه يطلب طعام من أجلهما... ذهبت نحو ملابسها تتحسسها كانت لا تزال مبتله، وضعتها كما كانت ووقفت تتنهد متذمره... تبسم قماح حين دخل قائلاً: إتصلت على عمى ناصر وقولت له يجيبلك غيار معاه.
ردت سلسبيل: أهو شبكة الموبايل رجعت تانى..أكيد زمان الطريق فتح زى ما قولتلك،يارب بابا ميتأخرش فى الوصول .
تبسم قماح وهو يقترب من سلسبيل قائلاً: وفيها أيه لما يتأخر، اللى يسمعك يقول قاعده عريانه ماأنتى لابسه هدومي أهو.
خجلت سلسبيل وقالت له:إنت السبب من البدايه،خليت السواق اللى كان هيوصلنى يوصل المحاسبين اللى أخرتهم إمبارح،لو كان وصلنى قبلهم كنت وصلت للبيت قبل الطريق ما يتقفل.
شعر قماح بنبرة لوم من سلسبيل،كأنها تبدلت عن ليلة أمس،فقال:أنا طلبت لينا فطور وزمانه على وصول هدخل الحمام انا كمان اخد دوش وأتوضى.
بعد وقت بالمقر.
دخل ناصر الى مكتب قماح مبتسماً،نهض قماح من خلف مكتبه ورد بإبتسامه...نظر ناصر بالمكتب وقال بإستفسار: فين سلسبيل أنا جولت لنهله وچابت لها غيار.
تبسم قماح وقال:سلسبيل فى الأوضه مستنيه حضرتك..تبسم ناصر وتوجه الل ذالك الباب،ودخل الى الغرفه.
نظرت سلسبيل لفتح باب الغرفه للحظه ظنت أنه قماح،لكن خجلت حين رأت والداها هو من دخل بيده كيس ورقى كبير.
تبسم ناصر على خجل سلسبيل أن يراها بملابس خاصه بـ قماح،وقالت بتبرير:
هدومى كانت إتبلت بسبب غزارة المطر إمبارح لو كنت فضلت بيها كنت هاخد برد.
تبسم ناصر قائلاً:كويس لازم تهتمى بصحتك،ده الغيار اللى طلبه منى قماح،هسيبك تغيرى هدومك وهستناكِ فى المكتب بره.
أخذت سلسبيل الكيس من يد ناصر بخجل وهى تومئ رأسها له.
بعد قليل خرجت سلسبيل من الغرفه الى المكتب وجدت قماح يجلس مع والداها يتناقشان ببعض الأعمال،شعرت بخجل من الأثنين،سواء من قماح أو والداها،فقالت بتهرب:
هروح على مكتبى كان عندى كذا ملف محتاج تدقيق منى.
قالت سلسبيل وخرجت من المكتب أو بالأصح هربت من عيونهما الأثنين.
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهراً
فى أحد البازارات السياحيه الخاصه ببيع التحف والأنتيكات.
إنبهر صاحب ذالك البازار قائلاً:
لو فعلاً المنحوتات دى بالشكل اللى على الموبايل دى تبقى روعه، دى تقريباً مُطابقه لبعض الأثار الحقيقيه.
رد حماد قائلاً: أنا نفسى إنبهرت من المنحوتات دى، ولو مش عارف إنها تقليد كنت قولت حقيقيه.
تحدث صاحب البازار: طب ومين اللى عامل المنحوتات دى، أنا مستعد أشتريها منه، بالتمن اللى يطلبه... إنت عارف إننا فى موسم الشتا والسياحه فى اسوان بتبقى مزدهره والسواح بيحبوا يقتنوا بعض التحف، ومفيش أفضل من المنحوتات دى.
رد حماد: ده واحد صديقى هو اللى مقلدهم زى ما أنت شايف، بس هو هاوى، وبيفكر يعمل معرض فنى بالتحف دى، يعنى مش للبيع.
رد عليه: قولتلك هدفع التمن اللى هو يقول عليه، وأكيد نسبتك محفوظه.
تبسم حماد بمكر وقال: نسبتى هتبقى كبيره لو أقنعته إنت متعرفش ان قد أيه صعب أقناعه، بس هحاول أقنعه وأرد عليك فى أقرب وقت
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
ذهب محمد لزيارة والداته
تحدث بعتاب لـ قدريه:
ليه ياماما حاولتى تتصادمى مع مرات عمى، مرات عمى ملهاش ذنب فى أى شئ حصل.
ردت قدريه بتهجم: بالعجل مين اللى باعتك، أبوك ولا نهله إتشكت لـلحربايه هدايه وهى اللى بعتتك عشان تهددنى.
رد محمد بتعجب: أهددك!
أهددك بأيه؟ وليه؟
ردت قدريه: أكيد خايفين إن ابوح بسر الخاطيه اللى ماتت، جدام الخلق وأفضحهم.
إنذهل محمد وقال: وأنتى ناويه تبوحى بالسر ده، وكلنا سمعنا الميمورى اللى كان عليه براءة همس، يبقى ليه تعملى كده.
ردت قدريه بخذو: لو كنت عاوزه أعمل اكده مكنتش هستنى الوجت ده، كله، نهله هى اللى حاولت تتصادم معايا ولما جيت أرد عليها وأعرفها مجامها لاجيت النبوى فى وشى.
قالت قدريه هذا وتذكرت وجه النبوى التى خشيت منه لو كان تأخر لدقائق لكانت تشفت فى نهله وقالت لها أن قماخ رد السلف، مثلما دخل النبوى عليها يومً بضره ها هى بنت العراب تتجرع من نفس الكأس العلقم، لكن مجئ النبوى أفسد عليها زهوة التشفى.
تعجب محمد وقال: كلنا عارفين إن مرات عمى نهله ملهاش فى التصادم... ماما بلاش تتجنى عليها، اللى حصل كان نصيب وعلشان خاطرى بلاش تحتكى بها فى الطريق مره تانيه.
تنهدت قدريه بتريقه وقالت بمسكنه: حاضر يا إبن بطنى، لازمن أسمع حديتك ليجبروك تمنع زيارتك ليا،وانا خلاص مبجاش حد بيسأل عليا غيرك.
رد محمد:ليه وكارم كل ما بيتصل عليا بيقولى انه بيتصل عليكى كل يوم وانتى اللى بتفقلى فى وشه السكه.
ردت قدريه:عاوزنى أرد عليه أجوله شكرا انك ساندت ابوك عليا،ولا انه سافر من ورايا بدون معرفتى،وأنت كمان فين خطيبتك دى مفكرتش تعفر رجلها بشوية تراب وتجى تتعرف عليا،طبعاً لازمن تاخد صف هدايه عشان ترضي عنها.
تنهد محمد وقال:لأ مش ده السبب يا ماما،عاوزه خطيبتى تجى للبيت إزاى وهى متعرفوش.
ردت قدريه:بسيطه تعالى معاها.
تحدث محمد:ماما دى خطيبتى مش مراتى،عارفه لو قولت لها تعالى معايا أعرفك على ماما فى بيت خالى ممكن تظن فيا السوء...ممكن أحدد معاها ميعاد ونتقابل فى أى مكان وأعرفكم على بعض،وإشمعنا خطيبتى اللى بتلومى عليها،عندك رباح متأكد أنه مش بيسأل عنك مع ذالك مجبتيش سيرته.
ردت قدريه بتتويه:مين جالك إنى مكنتش هجيب سيرته،فلحت هدايه وفرقت بينى وبين عيالى على آخر عمرى طول عمرها كان بدها إكده ومرتاحتش غير لما نفذت تهدديها وفرقت بينى وبين عيالى.
رد محمد:ماما بلاش النغمه دى،أنا وكارم بنحاول نقرب منك،لكن رباح اللى المفروض كان أقرب واحد فينا ليكى هو اللى مش بيسأل عنك مش بسبب جدتى،لأ بسبب الحقد اللى إتوغل فى قلبه مننا،وانتى كنت أول من ساعد فى توغل الحقد والجحود ده،وأهو دار الوقت وبقى جاحد عليكِ إنتى كمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بدار العراب.
دخل قماح الى المنزل
حين دخل من باب المنزل الداخلى
تفاجئ بـ هند تلهفت عليه وذهبت إليه مُسرعه تحتضنه بقوه غير مباليه بمن يراهم...
بل نظرت لـ سلسبيل التى دخلت خلف قماح لترى هذا المنظر
حتى أن هند قبلت وجنة قماح كى تزيد من إغاظتها.
لكن سلسبيل إدعت عدم الأهتمام ودخلت دون رد فعل.
بينما قالت هدايه بتهجم: أيه قلة الحيا دى.
بعد قماح هند عنه ونظر لـ سلسبيل التى دخلت دون أن تظهر أهتمام بما رأت...
لكن ردت هند على هدايه وهى تمثل الخجل:
مقدرتش أمنع نفسى،أنا كنت خايفه على قماح ومنمتش طول الليل وأنا بفكر أنه بعيد عنى.
تهجمت هدايه قائله:ولو فين الحيا،بس هجول أيه،العيب فى تربيتك.
كادت هند أن ترد على سب هدايه لها،لكن خشيت رد فعل قماح،رسمت دمعه وقالت:مالها تربيتى هو قماح مش جوزى يعنى مش عيب لما أحضنه.
ردت هدايه:مش عيب بس مش جدام الخلق بدون حيا ولا خشى،بس هجول أيه،إن لم تستحى فأفعل ما تشاء...كفايه قلة حيا خلونا نروح نتعشى الوكل قرب يبرد.
رغم غيظ هند وكم ودت أن تصفع هدايه لكن إمتثلت وسارت خلف قماح الى غرفة السفره وجلست بجواره،حاولت إثارة غيرة سلسبيل،لكن إدعت سلسبيل البرود،عكس قلب قماح المشتعل وهو ينظر ناحية سلسبيل التى تأكل ولا تبالى.
لكن بعد قليل صعدت سلسبيل الى شقتها تشعر بنيران فى قلبها لكن لامت نفسها قائله:
مش حتة ليله عاملك فيها بالراحه هتخليكى تنسى قساوته وجوازه عليكى من الوقحه هند،كان فين عقلك وانتى بتستسلمى له،أكيد كانت لحظة ضعف ومش هتتعاد تانى.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر ونصف
بشقة ناصر
تبسمت سلسبيل لـ هدى قائله:
إزاى قدرتى تنقلى الملفات دى؟
ردت هدى:فاكره حماد لما قالى ان الابتوب بتاعه بيهنج وقالى أنى ممكن أصلحه له،أهو بعدها جابه وأنا أستغليت دراستى وحاولت أخترق الباسورد بتاعه ونقلت شوية ملفات من على الابتوب بتاعه،وهقولك سر كمان بحاول أخترق جهازه كمان،بس شوفى الملف ده كده،كله بنات إنما أيه،فى منهم كم بنت أجنبيه يظهر بيتراسل معاهم،شكله عامل فيها ڤلانتينو،وحاطط صوره له اللى يشوفه يقول محترم بجد.
ضحكت سلسبيل لكن تأوهت فى نفس الوقت.
إنخضت هدى وقالت: لها مالك،أوعى تكونى هتولدى قبل ميعادك.
تبسمت سلسبيل قائله:لأ ده البيبى ببحب يعمل لنفسه شخصيه من وقت للتانى،لازم كام رفصه كده...خلاص بقى هانت.
تبسمت هدى قائله:شكله هيطلع واد شقى،زى باباه كده.
ردت سلسبيل:لا مش عاوزاه زى باباه،أنا عاوزاه زى عمى النبوى عنده حب وأحتواء للكل كده،بقولك هقوم أمشى عندى شغل فى المقر،أما ارجع نبقى نتفرج على موزز حماد ابن عطيات.
تبسمت هدى قائله:مش المفروض ترتاحى بقى خلاص قربتى تولدى.
ردت سلسبيل:لا أنا كويسه الدكتوره قالتلى إمبارح المشى والحركه كويسه ليا عشان اولد بسرعه بعدين فاضل شهر ونص ده على قول الدكتوره،لكن جدتك بتقولى،أربعين يوم.
تبسمت هدى قائله:يبقى أتأكدى قول جدتى هو الاصدق،من أول ما عرفنا إنك حامل وهى كانت بتقول أنك حامل فى ولد وده اللى الدكتوره أكدته.
تبسمت سلسبيل لها ووافقتها بالحديث،وخرجت من الغرفه تتجه نحو باب الشقه
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بشقة هند.
دخلت هند الى غرفة قماح بداخلها نار حارقه، قماح يتجاهل وجودها
رسمت هند دمعه وقالت
قماح،نائل أخويا أتصل عليا وقالى إن بابا تعبان شويه.
رد قماح: روحى زوريه، واطمنى عليه ولو عاوزه تفضلى معاه لوقت براحتك.
ردت هند: طب ما تجى معايا، إنت عارف قسوة بابا، وهو من يوم ما رجعتلك وهو مقاطعنى يمكن لما تروح معايا يسامحنى ويعرف إنك رجعتنى عشان رايدنى.
تهكم قماح فى سره وسار من أمامها،
بينما هند إبتلعت تجاهل قماح وسارت خلفه،حتى فتح باب الشقه.
فى نفس وقت فتح قماح لباب الشقه سمع صوت فتح باب الشقه المقابله، نظر بإتجاهها تبسم حين رأى سلسبيل هى من فتحت الباب، لكن هى للحظه تفاجئت لكن لم تُبدى، أى رد فعل خاصتاً حين رأت من خرجت خلف قماح من الشقه وحاولت لفت إنتباه سلسبيل بتدللُها على قماح.... لكن سلسبيل لم تُعيرها إهتمام وأكملت سيرها وتوجهت الى درجات السُلم تنزل من عليها كآنها لا ترى شئ، بينما قماح نزل الى السلم هو الآخر خلف سلسبيل تاركاً الآخرى دون إهتمام لأفعالها النسائية، تشعر هى بغيره فى قلبها.
أثناء نزول سلسبيل على السلم دون إنتباه منها داست على ذيل ثوبها الطويل وكادت تتعرقل بسبب ذالك، لكن
أمسك قماح يدها سريعاً منعها من السقوط
كذالك تشبثت بيدها الآخرى بسياج السلم.
وقفت سلسبيل للحظات تبتلع حلقها الذى جف كان بينها وبين السقوط على السلم لحظه، شت عقلها للحظه ماذا لو لم يمسك قماح بيدها ربما كانت على الأقل فقدت جنينها الآن.
تقابلت عيني سلسبيل مع عيني قماح كانت النظرات صامته.. إنتبهت سلسبيل وجذبت يدها من يد قماح قائله:
شكراً يا قماح،كان لازم أرفع ديل الجونله شويه بدل ما كنت هتعتر فيه.
لم يرد قماح ظل ينظر لها فقط، كم ود أن يجذبها الآن ويحتضنها، ليس فقط يحتضنها بل ويُقبلها ويذهب معها الى متاهة عشق تضمه هو وهى وفقط بعيدًا عن هنا وينسى معها الوقت والمكان، يُبرهن لها كم كان أحمقاً، حين إستسلم لغباء عقله وتزوج بأخرى كيدًا بها، لكن هو أكاد نفسه قبلها...بداخلهُ ينتظر إشاره منها وسيُنهى أى شئ يبعدها عنه .
بينما سلسبيل بلا مبالاه رفعت ذيل ثوبها قليلاً وعاودت نزول درجات السلم، وكذالك قماح خلفها.
بينما تلك التى رأت ما حدث بررته على هواها سلسبيل تحاول لفت إنتباه قماح لها تريد إستعادته وهو أكثر من مُرحب بذالك، أيقنت أن قماح كان يعشق سلسبيل حتى قبل زواجه الأول والثاني،لكن ما الذى كان يمنعه عنها،ولما حين تزوجها لم يحافظ عليها وعاملها بطريقه غير مناسبه،وجعلها تمقت هذا الزواج المستمر ظاهرياً فقط بينهم.
بينما بالأسفل كانت هنالك من خفق قلبها بفرحه وهى ترى نزول سلسبيل وخلفها قماح تتمنى أن يعود بينهم الوصل مره أخرى، ويعودا زوجين حقيقين يجمعهما عُش واحد.
يتبع الفصل 24 اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عش العراب" اضغط على اسم الرواية