رواية صعب الاختيار البارت السابع والعشرون 27 بقلم اسراء ابراهيم
رواية صعب الاختيار الفصل السابع والعشرون 27
قربت سونيا من عادل دون أن يحس عليها، ونظرت فيما ينظر إليه، ولكن وقفت مصد*ومة مما رأته، وقالت: إيه ده يا عادل!
عادل بلخبـ ـطة وخـ ـضة من وجودها بجانبه دون أن يحس عليها، وقال: أنتِ جيتِ من امتى يا سونيا، وعايزه إيه؟!
سونيا: وريني بس اللِ أنت خبيته ورا ضهرك.
عادل: مش حاجة ضرورية يا سونيا.
سونيا بعصـ ـبية: قولتلك وريني يا عادل، وأنت عارف إني مش همشي ولا هسكت غير لما اتأكد من اللِ شوفته دلوقتي.
عادل بعصـ ـبية أكتر: دي حاجة مش تخصك يا سونيا، واطلعي يلا عشان عايز أنام شوية.
سونيا بهدوء: ماشي، وذهبت بإتجاه الباب، وعادل أدار وجهه، وكان ظهره إلى سونيا، كان يمسح على وجهه بضـ ـيق.
ولكن سحبت سونيا منه المذكرة، وهو اتخـ ـض، وجريت إلى غرفتها.
عادل: افتحِ الباب يا سونيا أحسن ليكِ، ومتفتحيش المذكرة.
سونيا من خلف الباب: لأ هفتحها يا أخويا يا حبيبي عشان اتأكد من اللِ شوفته، وبعدين أنا مش حد غريب يعني دا أنا أختك.
عادل بنر*فزة: إياكِ يا سونيا تفتحيها، ولكن سونيا فتحتها، وكانت تقرأ ما كان يكتبه.
سونيا تقرأ بصوت عالٍ: - لا تتوقف، عن الصبر، عن المحاولة، عن الدعاء " فأنا أدعو في كل وقتٍ وحين أن يجمعني الله بكِ يا حبيبت قلبي«دارين» .
عادل بعصبـ ـية: دارين افتحِ.
سونيا بضحك: أنا سونيا يا حبيبي مش دارين، وظلت تضحك عليه.
عادل بهدوء: طب افتحِ، ونتكلم بهدوء، وهقولك على كل حاجة.
سونيا: وعد
عادل: وعد
(أهلهم مازالوا في عملهم؛ فوالدهم يعمل محاسب في شركة كبيرة، ووالدتهم تعمل ممرضة في مستشفى)
فتحت سونيا باب غرفتها، ونظرت إلى أخيها، وقالت: احكيلي بقى إيه الموضوع دا، وإزاي تبص لصحبتي!
عادل تحدث بعدما دخل، وجلس على سريرها الصغير، ومد يده إليها؛ لكي تعطيه المذكرة.
وضعتها سونيا خلف ظهرها، وقالت: لأ قولي الأول ليه كدا!
عادل: هو إيه اللِ ليه كدا عادي حبيتها بدون ما يكون في أسباب، وبعدين إيه بصيت ليها دي؟!
أنا لا كلمتها قبل كدا، ولا فتحت كلام معها عشان عارف حدودي، وكمان عشان مش عايز أغضـ ـب ربنا، وكمان مش عايز ربنا يحر*مها مني، وكمان مظهرتش بيها أبدًا إني بحبها أو بكن مشاعر من ناحيتها.
جريت سونيا على أخيها، وحضنته، وقالت: عارفة بس كنت عايزه أسمع منك دا هروح أقول ليها.
عادل بسرعة: لا لا متعرفيهاش حاجة يا سونيا اوعي.
سونيا: بس دي صحبتي، ولازم أعرفها.
عادل: وأنا أخوكِ، ولازم تسمعي كلامي، ومش تفتـ ـشي سري.
سونيا: بس يعني عايزه أقول ليها يا عادل.
عادل: طب لو قولتلك إني هجبلك أيفون بس مش تقوليلها.
سونيا: يابني ولا كإني سمعت حاجة خالص، متقلقش مش هقول ليها حاجة، بس تجبلي الآيفون.
عادل: رغم إنك مصلحـ .جية بس بردوا أختي العسل بس عايز أعرف مشاعرها تجاهي إيه؟!
سونيا: مشاعر إيه مش عارفة يابني بقولك إيه أنا رايحة الحمام سلام.
وجريت من أمامه، ولكن هو فهم ما يريده، وابتسم بإرتياح، وقال: قريبًا هنكون مع بعض.
عند نجلاء كانت جالسة حز*ينة، وتنظر فقط إلى فراشها، وتتذكر رفيف، ودخلت والدتها، وقالت يلا يا حبيبتي الأكل جاهز.
نجلاء: مش عايزة أكل يا ماما.
فوقية: متزعليش نفسك يا حبيبتي، وبعدين ابقِ روحي ليها كل يوم عادي.
نجلاء: بس بردوا يا ماما دي كانت بتنام جنبي.
فوقية: معلش يا حبيبتي ممكن نبقى نجيبها يوم في الأسبوع تنام هنا.
نجلاء: يوم واحد بس يا ماما قليل جدًا.
فوقية: ما هو مينفعش بردوا تبعد عن مامتها.
نجلاء: ماشي يا ماما اللِ أنتِ شايفاه.
فوقية: طب يلا بقى يا حبيبتي عشان نتعشى بابا مستنينا، ومينفعش نسيبه كل دا منتظرنا.
نجلاء: ماشي يلا، وخرجوا عند خالد اللِ كان منتظرهم، وسموا بسم الله، وشرعوا في الأكل.
وصلت منى إلى بيت عمها، وأطرقت الباب، وفتح لها الباب، وفرح جدًا أنها بخير، ومعها بنتها.
دخلت منى، وهى فرحانة جدًا، وبتشكر ربنا إن بنتها عادت لحضنها.
وليد بفرحة: هاتي يابنتي أحملها دي أول مرة أشوفها.
منى بإبتسامة: اتفضل يا عمي، وأنا هدخل أعمل ليها الرضعة، لأنها فضلت تعيط كتير، وأنا جاية.
وليد: ماشي يا حبيبتي بس طلعت شبهك أوي.
منى: اها فعلا أخدت بالي هنبقى نسخة من بعض.
وليد: ربنا يحفظها ليكِ، وتفرحي بيها.
منى: يارب يا عمو، ودخلت إلى المطبخ لتُجهز الرضعة لبنتها.
أما عند ياسر كان جالس في البيت الذي استأجره بيت مكون من غرفة واحدة، حمام، ومطبخ، وصالة صغيرة جدًا.
ياسر جالس مهموم، ولم يعرف ماذا يفعل؟!
وهو في صراع بينه وبين نفسه في الرجوع إلى والدته؛ فهو يعرف أنها تحبه، وخائف من أن يكون حدث لها شئ خطـ ـير، ولكن يقول في نفسه: أنها كانت السبب في كل شيء يحدث معهم.
ولكن قرر أن يخلد إلى النوم؛ لكي ينتهي من كل هذه الأفكار التي تز*عجه.
فذهب بإتجاه حقيبته، وأخرج تيشيرت، وبنطلون مريح، ولكن دخل الحمام لكي يغتسل، ويصلي ركعتين لله بتفريج همه، وكربه، وأن يرشده للطريق الصحيح.
وانتهى من الصلاة وخلد للنوم.
عند صباح والدته كانت شار*دة، دمو*عها على خدها وتنظر فقط إلى الباب تنتظر أن يأتي ياسر ويفتح الباب، ويرتمي إلى حضنها.
ولم تأكل ولا تأخذ أدويتها فقط تشرب المياه عندما لا تتحمل شعور العطش.
صباح ببكـ ـاء: أنا آسفة يا ياسر ارجع، ومش هعمل ليك حاجة تز*علك مني، أرجوك مش عارفة أقعد لوحدي، وأنت بعيد عني، وياترى حالتك إيه، ولا بتنام فين؟!
قدرت يا ياسر تبعد عني، وقلبك طاوعك إنك تسيبني لوحدي كدا.
في اليوم التالي استيقظت نجلاء بحماس، وخرجت من غرفتها، ودخلت المطبخ لمامتها، وقالت: صباح الخير يا فوفا، وطبعت قبلة على يديها.
فوقية: صباح الخير على عيوني، قوليلي مالك نشيطة النهاردة كدا، وكمان متحمسة!
نجلاء بإبتسامة: أصل النهاردة هروح الچيم، وبعدها هاخد سونيا، ونروح نشوف رفيف عشان وحشتني.
فوقية: طب مش اشتريتي ترينج للچيم ليه؟
نجلاء: ما أنا عندي واحد جديد، وهلبسه أهو هيؤدي الغرض، أروح بقى أخد شاور، وأصلي الصبح عشان مصلتش الفجر.
فوقية بعتا*ب: ليه يا نجلاء مصلتيش ليه ينفع كدا يعني؟! هو عشان مش صحيتك النهاردة يبقى تنامي.
نجلاء: والله مش هعملها تاني أنا أصلا مضا*يقة جدًا، ولما أصلي الصبح، وأروح الچيم هبقى أصلي الضحى.
فوقية: ماشي يا حبيبتي ربنا يهديكِ، وقالت نجلاء: يارب، وبعدها أخذت المنشفة، ودخلت إلى الحمام.
بعد نصف ساعة خرجت نجلاء، وفرشت سجادة الصلاة، وقالت دعاء الاستفتاح« اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج، والماء، والبرد»
وبدأت الصلاة، وبعد خمس دقائق انتهت، وأمسكت كتاب الله، وبدأت تقرأ وردها.
خرجت لكي تفطر مع عائلتها، وأخذت بعض الأموال من والدها، ودخلت غرفتها، وأخرجت دريس بسيط لونه أبيض، ويوجد فيه ورود صغيرة باللون اللافندر، وأخرجت طرحة بلون اللافندر، وارتدت الملابس سريعًا، ووضعت على وجهها صن بلوك، وأخذت حقيبتها الذي يوجد فيها الترينج، وأخذت حقيبة صغيرة، ووضعت فيها الموبايل والمال، وخرجت لكي ترتدي الكوتشي الأبيض.
فوقية: متتأخريش يا نوجا.
نجلاء: إن شاء الله، وبعدين هى ساعة بس في الچيم، وهعدي على سونيا مش هطلع كمان ليها؛ لأن احتمال ألاقي مامتها مراحتش المستشفى، وهتقعدني، وبعدها هنطلع على بيت منى.
فوقية: ماشي يا عيوني، وخالي بالك من نفسك.
نجلاء: حاضر يا ست الكل.
في أحد المقاهي في بلدة منى كان يجلس شخص يظهر عليه الغر*ور والتكـ ـبر، بعيونه الزرقاء، وكأنها مليئة بالخـ ـبث.
جاء شاب في عمر 22 عامًا يدعى بسام، وجلس أمامه، وقال: أنا شوفت منى امبارح ماشية، ومعها طفل كانت تحمله على يديها، وفرحانة جدًا.
الشخص ذات العيون الزرقاء بإبتسامة ما*كرة: قولتلي طفل امممم يبقى دي بنتها هى وياسر.
ماشي يا بسام خد المية جنيه دي عشان المعلومة الحلوة دي.
بسام بفرحة: تسلم يا باشا، وذهب من أمامه.
الشخص ذات العيون الزرقاء: حلو خالص يا منى بس أنا بردوا لازم أشوف بنتك طالعة لمين؟!
في بيت منى كانت ترضع رفيف، وهى فرحانة جدًا، وخرج عمها لكي يجلس في الغرفة الصغيرة بجوار بيته، ويبدأ يورنش الجزم للناس.
نامت رفيف، ودخلت منى لكي تجهز، وارتدت جيبة باللون الأبيض، وبلوزة باللون الأزرق، وطرحة بيضاء، وارتدت حذاءها باللون الأسود، وحقيبتها باللون الأسود، وخرجت حملت رفيف، واتجهت إلى عمها، وقالت: هروح أنا الصيدلية يا عمي، وهاخد رفيف معايا.
وليد: طب ما تسبيها معايا يا بنتي.
منى: لأ يا عمي عشان مش تتعبك، وتفضل كمان تعيط، لما تكبر شوية، وتتعود عليك هسيبها معاك.
وليد: ماشي يا حبيبتي، وخلي بالك من نفسك.
ذهبت منى إلى الشارع الرئيسي، وكانت في طريقها إلى الصيدلية، ولكن فجأة، وجدت الشخص ذات العيون الزرقاء أمامها.
فقالت بتو*تر ظاهر على ملامح وجهها: يسري!
يسري بإبتسامة: عيون يسري ليكِ وحشتيني اليومين اللِ غبتيهم الصراحة، قوليلي بقى كنتِ عند ياسر، وأغر*تيه بإيه عشان يديكِ بنتك.
منى بعصبية: يسري الزم حدودك، وركز لكلامك، وابعد عن طريقي عشان اتأخرت.
وكانت ذاهبة إلى أنه مـ ـسك ذراعها، وهى ضربات قلبها زادت من الخو*ف....
ياترى هيحصل إيه؟! وإيه علاقته بمنى؟!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية صعب الاختيار" اضغط على أسم الرواية