رواية عشق الغيث الفصل الثاني بقلم ايمان شلبي
رواية عشق الغيث الفصل الثاني
مع اشراقه الشمس معلنه عن قدوم يوم جديد مليئ بالاحداث مرهقه للبعض ومُفرحه للبعض الاخر ...في فيله الجبالي وخاصه في غرفه ميان ويونس
فتحت ميان عينيها ببطئ وظلت تفرك فيها اكثر من مره لتستطيع فتحها كلياً لتستطيع واخيرا.... لتستند بجزعها علي الفراش وتنهض كل ذلك وهي تعتقد انها في غرفه منزلهم الدافئ وتنتظرها شقيقتها ووالدها الحبيب في الخارج لتناول الافطار ...ولكن مهلا ! مهلا اين انا تلك؟ الغرفه ليست غرفتي هذا ليس فراشي توجد رائحه عطر قوي تخترق انفها لمن تلك الرائحه اذا !.... لتتذكر رويدا رويدا ما حدث وان والدها قد تركها لتنزل دموعها بغزاره ...انتفضت بفزع عندما فتح باب الغرفه ودلف يونس لتتطلع اليه بذعر من عينيها السوداء الواسعه وتلك رموشها الكثيفه وقد شحب لون وجهها
يونس بأبتسامه صافيه:صباح الخير ياميان
كادت ان تتحدث ولكن دون جدوي فحلقها يؤلمها فاقده للنطق
يونس وهو يقترب منها ليجلس علي ركبتيه امامها ويمسح دموعها برقه :كفايه عياط ياميان ادعيله حرام العياط بيعذبه
ميان وهي تشير ناحيه قلبها وتهز رأسها برفض
يونس :عارف ان قلبك وجعك وانك مش قادره تستحملي كل اللي حصل... وجوازك المفاجئ كمان بس باباكي كان خايف عليكي صدقيني لو حابه تتطلقي مني هطلقك بس لما تبقي كويس
ميان وهي تهز رأسها بهستريه وتتمسك في كف يديه بقوه بمعني لا تتركني !
يونس بحنان وهو يحاوط وجهها:حاضر مش هسيبك بس اوعديني بلاش عياط
ميان وهي تمسح دموعها وتهز رأسها بنعم
نهض يونس ليقف بطوله وهيبته الثابته ليمد كف يديه اليها لترفع هي وجهها وتتطلع الي عينيه الرماديه وعينيها مغرورقه بالدموع ...لتمد يديها وتمسك كفه... لتسير قشعريره في جسدها عند ملامسه كف يديه الدافئه والعملاقه مقارنه بكفها الصغير كالاطفال ....تطلعت اليه بسؤال من عينيها بمعني الي اين ؟
يونس بهدوء:انتي دلوقتي هتدخلي تاخدي شاور وتغيري هدومك وانا هستناكي لما تخلص عشان ننزل نفطر
ميان بتعب وهي تهز رأسها بلا لن استطيع ان اتناول الطعام !
يونس بأصرار وخشونه:لا هتاكلي
هزت ميان رأسها بالايجاب لتتوجه الي حقيبتها وتخرج ملابس سوداء بالطبع.... لتتجه بعدها الي المرحاض وتغلقه خلفها
يونس وهو يتنهد:مش عارف هقولك ازاي اني خاطب بنت عمي ياميان وبحبها واني متجوزك شفقه !
بعد فتره قصيره خرجت ميان من المرحاض لتتجه نحو التسريحه لجلب فرشاه الشعر.... لتلتفت وتتجه الي يونس الذي يجلس علي الاريكه لتمد يديها اليه بالفرشاه حتي انه استغرب ! وكانت علامات الاستفهام واضحه علي وجهه ليجدها تجلس ارضا وتربع قدميها كطفله صغيره تطلب من والدتها ان تسرح لها شعرها ....لا تعلم ان بحركتها الطفوليه والعفويه تلك هزت قلبه بالمعني الحرفي ! وظل دقائق يتطلع اليها بذهول حتي فاق عندما التفتت اليه برأسها لتشير اليه بهدوء بمعني هيا ...ليبدأ في تسريح شعرها الاسود الطويل برقه وفي خلال ثواني قد انتهي فنعومه شعرها ساعدته
يونس بأرتباك وهو يحاول الا ينظر اليها:خلصت يالا لميه وهنزل استناكي تحت
لم ينتظر ردها وانما خرج سريعا من الغرفه
................................................................................
في غرفه غيث وتقي استيقظ غيث ولم يجد تقي بجانبه لينهض من الفراش بفزع وكاد ان يخرج من الغرفه ولكنه استمع الي صوت شهقات تأتي من خلفه ليلتفت بجسده وعينيه تبحث عن مصدر الصوت حتي وجدها تجلس ارضا وتتكور حول نفسها كالجنين ...هرول غيث اليها سريعا ليجلس ارضا بجانبها وهو يسألها بقلق:تقي مالك
تقي بشهقات:خ خا ي يفه
غيث :خايفه من ايه ؟!
تقي :خا خايفه
نهض غيث ليجذبها معه كي تقف ويضمها بقوه وهي تضع رأسها علي صدره وتردد كلمه واحده فقط (خايفه)
غيث بحنان :هشش متخافيش طول مانا معاكي محدش هيقدر يمس شعره منك
تقي:و ولا حتي صالح
غيث وهو يبعدها برقه ويمسك كف يديها كتعبير عن الاطمئنان:ولا الجن الازرق
تقي وهي تتطلع الي عينيه بدموع من عينيها :غيث انت مش هتتخلي عني صح ؟
غيث بنبره صوت حانيه:مش هتخلي عنك ياتقي عمري خليكي واثقه في ده وقت ما تبقي خايفه تجري علي حضني من غير استأذان ماشي
تقي بخجل:حاضر
غيث :طب يالا امسحي دموعك ديه مش عايز طول مانا عايش اشوف دمعه في عيونك
تقي بعفويه :انت بتعمل معايا كده ليه وانت متعرفنيش
غيث بأبتسامه هادئه وهو يداعب وجنتيها:مش وقته ..يالا انا هنزل استناكي تحت عشان نفطر
تقي :ا انا عندي شغل وهتأخر
غيث بخشونه في صوته:انتي بتشتغلي ايه؟
تقي:انا دكتوره في مستشفي(.......)
غيث بغموض:طب وانتي هتقدري تروحي ؟
تقي بوجع وصوت مبحوح:هحاول انسي حزني واطلعه في الشغل
غيث:طيب البسي وانا هستناكي تحت عشان اوصلك
تقي بذهول:ايه ده انت مش هترفض؟
غيث بغموض اكبر:لاء يالا هستناكي تحت
ليخرج من الغرفه وسط ذهول تقي
..................….….....................................................
في الاسفل كان الجميع مُلتف حول طاوله الافطار حيث كان يجلس غيث علي رأس الطاوله وامامه يونس من الجهه الاخري وبجانبه والدته وشقيقته صبا وكانوا في انتظار كلا من تقي وميان حتي هبطت ميان اولا لتتجه نحو بأبتسامه هادئه وتجلس بجانب يونس
هبه بأبتسامه حنونه:صباح الخير ياحبيبتي بسم الله ماشاء الله ربنا يحفظك
ابتسمت ميان اليها برقه وهزت رأسها بأمتنان
يونس:معلش يا امي هي فاقده النطق لفتره
هبه بشفقه:ياحبيبتي الف مليون سلامه عليكي
ميان وقد اغرورقت عينيها بالدموع لتهز رأسها بهدوء...لاحظ يونس تلك الدموع العالقه في مقلتيها ليجذب كف يديها ويربت عليه برقه لتتطلع اليه بأمتنان
بعد دقائق هبطت تقي لتتجه اليهم بهدوء مماثل
تقي بخفوت:صباح الخير
الجميع:صباح النور
هبه :لابسه ورايحه علي فين كده ياحبيبتي ؟
تقي:رايحه الشغل يا امي
هبه:شغل!! وغيث موافق علي الكلام
غيث بثبات:ايوا يا امي
هبه :طيب
السلام عليكوا
التفتت الجميع الي مصدر الصوت ليجدوا حمزه صديق غيث المقرب
الجميع:وعليكوا من السلام
هبه بلهفه:حبيبي وحشتني
توجه اليها حمزه ليقبل اعلي جبينها بحب فهو يعتبرها كوالدته ويحبها
حمزه:وانتي كمان وحشتيني ياامي
ثم توجه الي صبا والتي تجلس بأبتسامه واسعه فور رؤيته ليداعب وجنتيها :ازيك ياصغنن
صبا بنفس الابتسامه البلهاء:الحمد لله وانت
حمزه بضحك:ههههه يابت فاتحه بوقك زي الهبله ليه كده ؟!!!
صبا وقد اختفت ابتسامتها لتهتف بضيق:غلس
نظر اليها حمزه بحده لتبتلع ريقها بخوف وتشيحه عنه
غيث بمزاح:ايه اللي جابك هنا يالا
حمزه وهو يجلس بأريحه تامه:بيتي ياعمده في حاجه
غيث بغرور:امشي يالا من هنا
حمزه:هههههه يرضيكي كده يا امي بيكرشني
هبه بضيق:واد ياغيث اتلم
غيث:واد بقي العمده اسمه واد
هبه:واد وستين واد كمان في اعتراض
غيث:لا طبعا ياست الكل
كان الجميع يجلس ويبتسم بهدوء علي تلك المشاكسه العائليه حتي ميان وتقي
غيث بغرور مصطنع لتقي:علي فكره انا مسيطر اوي
تقي بسخريه:اه طبعا
غيث:طب ياجماعه احنا هنقوم بقي عشان اوصل تقي شغلها
تقي:مش لازم متتعبش نفسك انا هروح لوحدي
غيث وهو ينظر اليها بحده من عينيه:يالا ياتقي
تقي:حاضر
غيث لحمزه:خير صحيح مشرفنا ليه
حمزه بقرف: انا حر عندي اجازه من شغلي النهارده وجيت اقضي اليوم مع امي في حاجه
غيث بقرف:لا ياخويا ياارب بس منجيش نلاقي الاكل خلص
هبه:امشي يالا من هنا
غيث وهو يجذب كف يد تقي:يالا يابنتي
اما بالنسبه لميان كانت تجلس وتتطلع الي الجميع بأبتسامه ساحره
وصبا تتطلع الي حمزه بحب وهو ايضا ولكنه يسيطر علي تلك اللهفه عكس تلك الغبيه
حمزه ليونس:عامل ايه مع خطيبتك ياعمنا
اغمض الجميع عينيه بعصبيه من تلك الجمله والتي جعلت ميان تتسع عينيها وتتطلع الي الجميع بذهول وقد سقطت دموعها
يونس :م ميان انا كنت هقولك
لم تنتظر ميان وانما نهضت سريعا لتهرول الي الاعلي حتي كادت ان تتعثر اكثر من مره ليهرول خلفها يونس حتي وصلت الي الغرفه لتدلف وتتجه نحو حقيبتها لتجلبها وكادت ان تخرج لتجد يونس يقف امامها بهيبته الثابته
يونس بخشونه:اقعدي نتكلم
هزت رأسها بنفي لتحاول ان تتخطاه وتخرج ليقبض هو علي معصمها كالقبضه الحديديه
يونس وهو يجز علي اسنانه:قولت اقعدي هنتكلم
ميان وهي تجلب قلم وورقه علي الكمود بجانب الفراش لتكتب :مش هقعد واوعي تفكر اني زعلانه انا مش فارق معايا حاجه لاني بحب واحد وهنتجوز بعد ما تطلقني !
احمرت عينيه بقوه وبرزت عروقه ليجذب تلك الورقه ويكورها بيديه ليقذفها بقوه ليجذبها من ذراعيها بقوه ويقربها منه حتي احست ان ذراعيها سينخلع ليهتف امام وجهها بغضب قاتل:طول مانتي علي زمتي مسمعش سيره راجل غيري انتي فاهمه ؟
سقطت دموع ميان بغزاره من الالم وحاولت ان تتحدث ليخرج صوتها واخيرا
ميان:ابعد
تركها يونس بذهول فهي قد تحدثت
يونس:انتي اتكلمتي
ميان بغضب:شيئ ميخصكش وانت هتطلقني انا مقبلش اكون زوجه تانيه ليك
يونس بخشونه:مش لازم تقبلي وانا اه خاطب وهتجوز بس يكون في علمك طلاق مش هطلق !
ليخرج من الغرفه دون ان يستمع الي ردها لتجلس هي علي طرف الفراش وتبكي بحرقه
ميان:يرضيك يابابا يرضيك اللي انت حطتني في يرضيك قلبي يتعلق بواحد متجوز غيري ؟!
................................................................................
في الاسفل كانت تجلس صبا وبجانبها حمزه في حديقه الفيله
صبا :قولي بقي ياسطا هتتقدم امتي
حمزه:ها
صبا:هو ايه اللي ها مش انت بتحبني وانا بحبك يبقي خلصانه تيجي تتقدملي ونخلص
حمزه بجمود:مش وقته الكلام ده ياصبا انتي لسه صغيره
صبا وقد اغرورقت عينيها بالدموع:انا مش صغيرره وعلي فكره في كتير اوي بيحبوني
حمزه بغضب:في ايه ياختي
صبا بكبرياء وهي تمسح دموعها:زي ما بقولك في واحد بيحبني وهيجي يتقدملي وانا هوافق
حمزه :بقي كده ؟
صبا:ايوا
حمزه ببرود:طيب الف مبروك ربنا يسعدك عن اذنك
..............................................................................
وصل غيث وتقي الي المستشفي التي تعمل بها تقي
تقي:شكرا تعبتك
غيث بهدوء:قولتلك مفيش واحده تشكر جوزها !
ابتسمت تقي لتهتف بحزن:انا هنزل
كادت ان تهبط لتجد يده تقبض علي معصمها ويقترب منها حتي انها خافت والتصقت بباب السياره لتجده يقبلها من وجنتيها برقه حتي اشتعلت وجنتيها واحمرت
غيث:خلي بالك علي نفسك
تقي بتوتر:ح حاضر
لتهبط سريعا وقلبها يهبط ويصعد بعنف من كم المشاعر والتي احست بها في قربه ليعلن قلبها التمرد وقد وقع في حبه غالبا !
دلفت تقي المستشفي لتجد الجميع يعمل علي قدم وساق عكس عادتهم وكأنهم آله الكترونيه
تقي لاحدي الممرضات:هو في ايه
الممرضه بأستعجال:مش وقته بعدين
ازيك ياتقي البقاء الله
هتف بها سامر احد الاطباء لتقي
تقي بأبتسامه حزن:ونعم بالله يادكتور...صحيح هو في ايه
سامر:بيقولوا صاحب المستشفي هيجي النهارده
تقي:ااه طب عن اذنك
سامر بأرتباك:تقي كنت عايز اقولك حاجه
تقي :اتفضل
سامر:تقي انا بحبك وعايز اتجوزك
كادت ان ترد ولكن استمعت اذنيها الي زمجره صوت من خلفها
اسفين يااستاذ اصلها متجوزه !
يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عشق الغيث" اضغط على اسم الرواية