رواية الخادمة الفاتنة الفصل الثاني
رواية الخادمة الفاتنة الفصل الثاني
نضرات منبهرة...عمال الإسطبل في حالة ذهول....رجل يغمز الأخر ....أعين ستخرج من مكانها....لأول مرة يرون وجه المرأة التي احتقروها مرات عدة داخل الإسطبل ....شعر حريري ذو خصلات ذهبية...فم مكتنز....وجه ملائكي قوام ولا أروع تحت توب خفيف غير توب العمل الفضفاض....كانت كالحلم تمر مع رئيسة الخدم أمام نضراتهم المفترسة والمتفاجئة.....
تضحك نوال...
-يبدو أنهم لأول مرة يرو وجهك ..أليس كذلك..؟
تطرق رأسها أرضا من شدة الحرج..
-أجل...
تبتعد عن الإسطبل لتدخل ممر القصر من الباب الخلفي له....تخطو خطوتها الأولی لتفتح فمها في ديكور القصر....لقد كان كالخيال...لم تستمع به كما يجب لتجرها نوال وتدخلها غرفة جميلة وبسيطة ..
-هذه غرفتكي من الأن.....تشير بيدها للباس الرسمي الموحد...
-هذا لباسك منذ الأن...ستشتغليني في المطبخ لا غير...أنتي مسؤولة عن ترتيب المطبخ ومساعدة الفتيات في الطلبات داخل المطبخ لا غير....وإن احتجتكي سأطلبكي بنفسي...
تومئ برأسها لتتركها نوال بالغرفة وتغلق الباب لترتدي تيابها الجديدة....تهمس برقة بينها وبين نفسها...
-إنني في القصر...لا أصدق....تخلصت من الرائحة الكريهة...تخلصت من وشاحي الرديئ....أنا في غرفة نضيفة وجميلة بحق..
تقهقه لتنزع تيابها...تتحسس قماش الزي الموحد...كان جميلا في الأبيض والأسود...تنورة قصيرة نوعا ما وقميص أبيض جميل ....انتهت من لباسها لتطالع نفسها في مرآة بجانب الخزانة....
تبتسم ببلاهة...
-إنه يلائمني جدااا...جدااا
تربط شعرها ديل حصان لتضعه خلف ضهرها ويمتد طوله إلی أخر خصرها....تتشكل صورتها كأميرة في زي خادمة...
طرقات علی باب الغرفة...لتسمع صوت نوال تستعجلها...تخرج لتتبعها وعينيها في الأرض......تدخل لمطبخ كمطابخ منازل السينما....كان ضخما جدا ليكون مجرد مطبخ هذا ما فكرت فيه سما....
تعرفت علی مهامها الجديدة وأيضا علی طباخ القصر....لتشرع في عملها ....أنهت يومها بعد أن تعبت من الوقوف...تركض بسرعة لغرفتها بعد إنتهاء دوامها....تستحم لترتدي فستان طفولي جدا.....تستلقي علی السرير المريح ...لكن تفتح عينيهت علی وسعهما لسماعها شيئا ما يتحرك....نهضت بسرعة لتنير الغرفة...نهضت بفزع وقد سكن الشئ المتحرك....خافت بشدة...خرجت من الغرفة ببطئ علی رؤوس أصابعها الحافية....الممر كان فارغا فالكل نيام...لم تشأ إيقاض نوال ولا تحب التطفل....خرجت بسرعة من الباب الخلفي لتتمشی وتقف في حديقة الباب الرئيسي المزين بأنوار خفيفة وجميلة توضح الرؤية في الحديقة بأكملها...كانت كالجنة...وجدت كرسي بعيد نوعا ما ومريح...استلقت عليه وضمت نفسها لتنعم بالدفئ...فقد ساعدتها الإضاءة الخفيفة لتحس بالأمان.......
يمرر أصابعه علی خصلات شعره القصير....يزفر حنقا ليترجل من السيارة أمام بوابة القصر الرئيسية....نضرات فولاذية....جسم رياضي بامتياز....طول يهيب من يراه....شخصية مرموقة بكل المقااايس....رجولة متفجرة....
يتكلم وهو يضغط علی وسط جبينه بقوة من شدة الألم....
-مبارك...عد أدارجك واجلب لي دواءا للصداع....
يومئ مبارك بكل خنوع...
-حاضر سيدي...
يتقدم بعد دخوله من بوابة القصر بالممر المؤدي للداخل ....يفتح الأزرار الأولی لقميصه....يحمل هاتفه ويتكلم بلغة أجنبية سلسة.....نضرات جدية تجعل من وجهه أشد وسامة من ذي قبل....يقترب من مدخل القصر ولا زال يتحدث في هاتفه....لكن فجأة يتوقف....يلتفت للجهة الثانية لحديقة القصر الأمامية....يمعن النضر في شئ لم تتوضح صورته.....يركز بشدة في شئ مكوم فوق كرسي ما بالحديقة.....ينهي إتصاله ليتقدم أكثر ولم تتوضح له الرؤية بعد....
يقترب وملامحه جادة جدا....كأنه ينتضر شجارا مع أيا كان....يخفف من حدة خطواتها وتتوضح له الرؤية قليلا....يرفع حاجبه لتلك القدم الصغيرة ....جسد أنثی بدون شك...يقترب أكثر ليقف أمام الكرسي ويضع يده في جيب بنطاله.....ينحني ليميز من هذه المخلوقة المتكومة في هذا الليل علی كرسي حديقته....كان وجهها مغطی بشعرها الذهبي....لأول مرة ينتابه فضول لإزاحة ذاك الشعر....بالفعل مد إصبعه ليزيل الشعر ويتبين له نصف ملامح الفتاة....وقف منتصبا وعلامات الصدمة بادية عليه....ابتعد قليلا وهو يتأمل طريقة نومها....لم يوقضها اكتفی بالإبتسام بسخرية وابتعد ليتابع طريقه للمدخل ليجيب مكالمة سريعة وينسی ما حصل منذ قليل في جزء من الثانية...........
تستيقض علی لمسات أحد ما...تقوم بفزع...
-من أنت...
يجيبها الرجل الكبير ....
-أنا مبارك السائق ياابنتي...لما تنامين هنا فالليل..
تلتفت للمكان وتستوعب ماحصل لتردف بخوف...
-لقد كان هناك شئ بالغرفة....وخفت كثيرا...
يبتسم مبارك ويتكلم بكل حنان...
-هيا ابنتي....سأريك غرفة أخری...إن القصر مليئ بالغرف....وبعدها أطلبي من نوال تغير غرفتكي هل اتفقنا...
تومئ برأسها ليدلها علی غرفة ثانية....تنام بكل راحة بعد تأكدها من سلامة الغرفة....تستيقض صباحا لتستقبل يوم جديد من العمل ولم تری أميرها الوسيم
كانت ترتب شيئا ما بالمطبخ لتشعر بضربة خفيفة علی ضهرها....تلتفت لتری فتاة في نفس عمرها تقريبا ...
تشهق الفتاة وتصرخ...
-أنتي خاااادمة؟؟
تبتسم سما علی شكل الفتاة المضحك...
-أنا جديدة...لما الصدمة؟
تتحسس الفتاة جبينها وترمش عدة مرات...
-أنتي حقااا رااائعة لتكوني خادمة....ياإلاهي أنتي جميلة جدا ...رائعة..
تبتسم سما برقة..
-شكرا هههه رغم أنكي أخفتني....
تمد الفتاة يدها...لتردف.
-أنا بشری ...وأنتي؟
تمد سما يدها ....-أنا سما..
تجلس بشری في كرسي بجانبها...
-هل رأيتي السيد أسر...أخبريني...ماذا كان يرتدي...كيف كانت نضراته...
التفتت سما لحمقاء أخری مثلها...لتبتسم وتطرق رأسها ...
-لا لم أری السيد...ليس بعد...
تنهض بشری وتتكلم بكل رومانسية..
-إنه لا يضهر إلا نااادرا....لم نره إلا مرات قليلة تعد علی رؤوس الأصابع...لا يكلمنا مباشرة....نتلقی الأوامر من نوال....أتعرفين نوال تخاطبه فقط في الهاتف...لا تتواصل معه كثيرا....
تضع يديها علی قلبها لتردف....
-إنه مخلوق فضائي....لم أری مثيله في حياتي....مرة كنت محضوضة ليمر من أمامي...أتعرفين أسكرني عطره....لم يغادر حواسي لأشهر...ملابسه ...شعره سياراته الثمينة....كل شئ متعلق به راااقي....أتعرفين لو عرضو علي العمل موضفة سأرفض لأبقی بجانبه ...رغم أني لا أراه مباشرة أو يتكلم معي....
تجهم وجه سما وطبولا ضخمة تقرع في قلبها....يخرج صوتها خفيفا..
-كل هذا....يبدو أنه محبوب...
تصرخ بشری....
-محبوووب...محبوووب....هههه لقد تخطی مرحلة محبوب....كل العازبات هنا مجننونات به....فلنترك من بالقصر...أتعرفين كم امرأة تحاول إغواءه عندما يقيم حفلة ما ....أنا أراهم يوشكون علی البكاء ليكلمهم.....أنا أتكلم عن الطبقة الغنية الراقية.....أما أمثالنا....لا يجب أن ننسج أحلام اليقضة...
تبتعد لتهم بالرحيل....وتتكلم بجانب مخرج المطبخ الضحم...
-أنصحكي بالإبتعاد عن السيد....لا تنصاعي مع القطيع....فستتألمين جدا لأنه صعب المنال وجداااا...
تومئ بسرعة وتشرع في إتمام مهامها....أحست بثقل في قلبها لسماع كل ذاك المديح لسيد القصر....أغمضت عينيها لتتنهد وتهمس لنفسها...
-سأنسااك....أنت لست في متناول يدي...أنت بعيد جدا لن أؤذي نفسي بعد الأن بحب من طرف واحد...وأبدا لن أنصاع مع القطيع...
يجفلها صوت نوال ورائها..
-سما أسرعي للذهاب مع السائق لتنضيف بيت الجبل الصغير.....سيزوره السيد في المساء ويحتاج من يخدمه.....هيا بسرعة......
لم تكن سعيدة لذهابها هناك ....فقد صممت علی نسيانه ولا تريد أي فرصة لرؤيته....استقلت سيارة السائق ليصلو إلی بيت بعيد وشكله مريح....
ودعها السائق لتدخل البيت ...كان من طابقين وديكوره حميمي....استغرقها تنضيفه نصف اليوم....كانت غرفته أخر شئ ستنضفه....انتهت من كل شئ تقريبا لتجلس أرضا وتحل رباط شعرها وتنزع حذائها لتريح قدميها....كان منضرها كلوحة لفنان ما....شعرها الذهبي ملقی علی كتفيها وقدميها الناصعتي البياض ...مغمضة العينين تتأوه بخفة من شدة تعبها.....لكن صوتا كالجليد شل حركتها .....
-من أنتي؟؟؟
يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية الخادمة الفاتنة" اضغط على اسم الرواية