رواية عشقت كفيفة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم رنا هادي
رواية عشقت كفيفة الفصل السادس والثلاثون 36
المُحب لا يؤذي قلبًا أحبه، مهما كانت الضغوطات.🫂🖤
تجلس شاردة ملامحها الرقيقة قد ارهقها الحزن والتعب دموعها تلمع داخل مقلتيها، غير قابلة للاستسلام وإظهار ضعفها، من وجهة نظرها انها اذا بكت ستضعف من من حولها، تعلمت ان تكون قوية فى جميع الأوقات وخاصة عندما تكون فى موقف صعب مثل الذى هم به الآن .. تنهيدة عميقة تخرج لتعبر عما بداخلها من حزن وتعب وقبل كل هذا خوف وتوتر، خوف وقلق على اختها، توتر من عمها ومن ما هو قادم، خوف من مجئ جدتها وخالتها الى هنا وخاصة فى ذلك الوقت..
عشرات من الأمور جميعهم يدورون برأسها ولا تعلم كيف تتوقف عن التفكير .. تنهض من مكانها محدثه ديما ابنة خالتها بأن تعتنى بحازم وان لا تتحرك، بينما هى تتجه الى خارج المشفى تريد الهواء تريد ان تسير بين الناس تريد ان ترى الحياة بصورة مختلفه .. تنظر الى المشاة تتساؤل هل هذه الاناس مثلها يتألمون ام هى واخوتها فقط من كُتب عليهم الحزن والألم .. تسير بتعب وخطوات بطيئة منهكة وإذ مرة واحده تسمع اسمها ينادى لتلتفت للوراء علها تجد صاحب الصوت لكن لا أحد، لتكمل مرة اخرى سيرها محدثة ذاتها بأنها تتخيل .. لكن لحظات وعادت لتسمع ذلك الصوت مرة اخرى لتنفى برأسها وتزيد من سرعة سيرها لتجد يد توضع فوق كتفها لتطلق صرخة خوف وتقف مكانها تضع كفيها فوق راسها فى وضح حماية ...
=ملك دا انا مروان فى ايه انا اسف انى خضيتك
لترفع هى رأسها له ما ان استمعت الى صوتها ليرى هو تلك الدموع التى تحبسها بمقلتيها الخضراء، كم كان يتمنى بذلك الوقت ان يسحبها بين ذراعيه عله يخفف عنها ذاك الحزن البادى فوق ملامحها
ليردف قائلا بخوف وقلق حقيقى ونبرة حب
=ملك مالك فى ايه اللى حصل ؟ وليه الدموع دى؟!
لتردف قائلة بتعب وصوت منخفض يكان يكون قد وصل الى مسامعه
=ينفع ترجعنى مستشفى ****
ليفزع عليها قائلا بنبرة قلقه
=ملك انتِ فيكى ايه طب تعبانه حاسة بأيه وجعك؟ والله انا قلبى كان حاسس بيكى بس للأسف معرفتش اوصلك ؟
لتردف هى قائلة بدموع = سارة اختى يا مروان سارة تعبانه اوى وانا خايفه عليها
ليقترب خطوة منها لكنه عاد للخلف مرة اخرى قائلا
=طب متعيطيش بس عشان خاطرى وهى ان شاء الله هتكون كويسة
لتردف قائلة برجاء
=يارب يا مروان يارب
ليبتسم لها بخفة وهو يتألم برأيتها بتلك الحالة من التعب والضياع، ليمد لها يده حتى يعود بها الى المشفى التى اخبرته عن اسمها، لتنظر هى الى يده بتردد من ثم تمسك بها ليضغط هو على كفها بتشجيع
يقف ثلاثتهم امامه مخفضين الراس وعلامات الاسف بتدية فوق وجوههم بينما يسير حولهم ذهابا وايابا بخطوات غاضبه ليردف قائلا بالالمانية بصوت حاد مرعب
(الحوار مترجم)
=أنتم تمزحون صحيح؟ تأتون لي بشخصًا خطأ وتضعونه فى المكان الذى اخبرتكم به أيها الاغبياء؟ أين هو امير الشهاوى؟
ليرفع أحدهم رأسه ويبدو على ملامحه الاحترام والجدية قائلا بنفس اللغه
=سيدى لقد كنا نراقبه وعندما خرج من الفندق امسكنا به لكن بالفعل لا ندري كيف حدث هذا؟
ليتنفس تيم بغضب فقد قبض على رجل اخر غير امير والان لا يستطيع ان يجده ليردف قائلا بغضب موجها حديثه الى نفس الشخص الذى كان يتحدث
=انت يا طونى أريدك أن تأتى به الى هنا بأسرع وقت لا أريده ان يغادر المانيا
ليردف طونى باسف
=اعتذر سيدى لكنه قد استقل طائرة خاصة الى مصر منذ نصف ساعة
ليطلق تيم سبابا لاذعا فور سماعه لذلك الخبر ليأمر ثلاثتهم بالرحيل بعد ان اخبرهم بأنه سيتم الخصم من راتبهم على ذلك الإهمال بالعمل .. الغضب يشتعل برأيه وفى قلبه لم يستطع ان ينتقم من ذلك المدعو بأمير ولم يستطع ان يوفى بوعده الى صديقه مالك، لتأتى بباله فكرة من الممكن ان تنهى على الشهاوى فى جميع الدول الاوروبية
ليبتسم ابتسامة خبيثه وهو يخرج هاتفه ليردف قائلا بنبرة آمرة ما ان اته الرد من الطرف الاخر
=اريد إنهاء جميع شركات الشهاوى بألمانيا وباسرع وقت ممكن
ليغلق الخط فورا من دون أن يستمع إجابة الطرف الاخر، ويقوم بالعبث بهاتفه قليلا من ثم يضعه فوق اذنه قائلا بجدية الى مساعدته الشخصية بالعمل
=سيدرا أريدك أن تؤجلى جميع اعمالى القادمة لمدة شهر كامل، وأريد أن تحجزى تذكرتين للسفر الى مصر بأسرع وقت
لتشهق سيدرا بفزع من الجهة الاخرى قائلة بصدمة
=ماذا؟ ... كيف هذا سيد تيم؟ انت تعلم أن العمل القادم لا يمكن تأجيله بالإضافة إلى الصفقة الجديدة مع شركات الشهاوى.......
ليقاطعها هو بنفاذ صبر قائلا بنبرة آمرة غير قابلة للنقاش
=سيدرا لا اريد ان اتحدث اكثر من ذلك، قد قضى الأمر أجلى جميع العمل واذا استصعب عليكى تأجيله ف ألغيه
الصمت هو مقابله من الجهة الاخرى ليردف اسمها بقلق ليأتيه صوتها الحاد وهى تقول بعصبيه لأول مرة معه
=تيم لا تجننى لماذا مصر على الذهاب الى مصر الان، ما تلك الأهمية التى تجعلك تلغى جميع أعمالك؟ اتدرك كم الخسارات التى ستنجيها من هذا الذى......
ليردف قائلا بصراخ
=سيدرا احسنِ كلامك لا أحد يدري ان يتحدث معي بتلك الطريقه وان كان هذا الشخص هو انتِ
لتصك هى على أسنانها بغضب لتردف قائله وهى تحاول ضبط انفاسها
=اعتذر سيد تيم
لتغلق الخط فورا قبل ان تعطيه فرصة للرد، بينما هو جاء ليمنعها من ان تغلق الخط هامسًا باسمها لكنها كانت قد اغلقت الخط .. ليشد خصلات شعره للخلف بغضب ف ها هى الأمور قد تأزمت بينهما مرة اخرى، لا يعلم لما هى الوحيدة التى يخرج بها غضبه لكنها مخطئة نعم هى كذلك فلو كانت كلفت نفسها وسألته لمن التذكرتين لأخبرها بأنها له ولها، فهو لا يستطيع ان يرحل عنها لمدة شهر كامل
______________
“ لا أسفاً على راحل ولا حزناً على مستغني ” 🖤
______________
الان قد وصل الى المشفى يشعر بتثاقل خطواته وهذا الثقل الذى يحمله فوق قلبه، ليسأل عنهم الاستقبال وتخبره بوجودهم عند غرفة العناية، ليلمح ابنته تجلس مع حازم فى الكافية ليتجه ناحيتها بلهفة
=ديما
ما ان سمعت صوته انتفضت من مكانه تقترب منه بسرعه معانا اياه بحب ولهفه، ليشدد هو من ضمها لها وتبكى هى فى احضانه قائلة بخوف
(الحوار مترجم)
=أبي ... سارة أنها الان بالعناية لقد فقدت طفلها .. ابى ان أخشى أن افقدها مثل عمى وزوجته ... انهت مريضه والى الان لم يخبرنا أحد عنها شئ
ليربت هو فوق ظهرها بحنان، منذ ان جاء الى مصر ولمست قدميه ارض الوطن وهو يشعر بتلك النغثة بقلبه لكنه لم يدرك ان تكون بسبب ابنة شقيقه هى التى قلبه موجوع لأجلها، يا الله لطفك ورحمتك لهؤلاء الأشقاء
=حبيبتي سيكون كل شئ على ما يرام فقط اهدئى، سارة الآن تريد دعمنا ولا ان نبكى هكذا كونى قوة، والان اجلسى مع حازم واعتنى به وانا سوف اصعد اليهم ليطمئن قلبى
لتومأ له بطاعة بعد ان قبل جبينها بحنان ابوى دائما ما كان يمنحها اياه ولن يبخل عنها به، لتنظر تجاه خطواته وهو يختفى عن انظارها لتجلس مرة اخرى وهو تبكى بصمت .. ليقترب منها ذلك الصغير حازم قائلا ببراءة
=ديما لماذا تبكى اختى؟
لتجيبه هى بسرعه وهى تمسح دموعها
=لا حبيبي انا لا أبكى
ليردف قائلا بعقلانية مخالفة لسنه
=لا اختى انتِ تبكى لان سارة مريضه أليس كذلك؟ لكنني أعلم انها ستكون بخير هى وطفلها
لتعقد هى ما بين حاجبيها وجاءت لتستفسر منه عما قاله ومن أين أتى بتلك المعلومات، لكنه سبقها مكملا حديثه بابتسامه بريئه
=انا سأصعد الى مالك لا اريد ان اظل هنا .. الى اللقاء
ليتركها ويرحل مهرولا الى الاعلى عند مالك، بينما هى تنظر فى اثره باستغراب لتنفى برأسها وتتحرك هى الاخرى فى نفس اتجاهه
_____________
مُبتكِر الفاصلة كان يريدنا أن نأخذ نفسًا! ونحن نركض في نصٍ طويل!
_____________
لا يعلم كيف عاد الى الاسكندريه بمده اقل من 4 ساعات لكنه كان يحمد الله على وصوله وبنفس الوقت يدعو الله ان ينجيها من اى بلاء، صوت بداخله يخبره انه هو السبب فيما يحدث معها الان وهذا ما يجعل قلبه يحترق ندما على معاملته لها التى تسببت بأن يخسر طفله ..
نصف ساعه
هى المدة التى استغرقها ليصل من المطار الى المشفى لم يكن متأكدا من انهم هنا ام لا ؟! لكن من المحتمل ان تكون هى نفس المشفى التى تعمل بها تولين وعدى، بالإضافة الى ان المشفى هذه ملك لعائلة الشهاوى اى ملكهم
ليسأل الاستقبال عن مكانها وما ان اخبره انطلق فورا للأعلى وعندما وجد ان المصعد مشغول انطلق يصعد الدرج رغم كونها بالطابق ال13 لكنه لم يهتم بل صعدهم بأقل من 10 دقائق
ليجد منظرا جعل قلبه يسقط بين قدميه عندما وجد الجميع فى حالة هلع ينظرون الى زجاج الغرفة بينما يرى مالك دموعه تسقط فوق وجنتيه بصمت ... ليتجه نحوه بخطوات متثاقله وكأن الطاقة التى كانت لديه قد فقدها الان، يدعوا بداخله ان ما يشعر به الآن يكون معاكسا للواقع ... ليشعر بالصدمه ما ان رأى سارة هى التى يتعامل معها الاطباء
لم ينتبه مالك الى وجوده او انه يقف بجانبه فكل ما يشغل باله هو اخته التى يراها الان تصارع الموت، جميع حواسه معها بالداخل لا يشعر بأى شئ من حوله
يستمع الى عدى وهو يقول بأمر
= بسررعة اتحركو
لتعطى الممرضة حقنه الى معاذ ويقوم بضربها بقلب سارة بقوة بينما فى خارج الغرفة كان والياس و امير يضعون ايديهم فوق رأسهم من هول الصدمة
ويبدا معاذ بالصدمات الكهربائية ويضربها فى صدرها وكان جسد سارة ينتفض من الصدمات
كان جسد سارة مع كل صدمه يتنفض وضربات القلب كانت قد توقفت وجهاز قياس درجات دقات القلب يصدر صوت ان القلب وقف وصورة دقات القلب كانت بلا حركة (______) ومع ذلك لم يوقفوا العمل ويزيدوا من سرعة الصدمات الكهربائية للقلب
اشار معاذ للممرضه ان تغلق الستارة فاحجبت الرؤيه عن مالك وامير اللذان كانا فى حالة من الصدمه والذهول فقط مالك يحرك رأسه بالنفى
كان الوسط يسوده غيمه من الحزن والالم ينتظرون بترقب خروج شخص من الغرفه
كان التوتر سيد الموقف عندما خرج عدى اولا منكس الرأس لا يدرى ماذا سيقول الان وهو يرى تجمهر افراد العائله حوله واى عائلة هى عائلته واصدقاءه
هتف امير بحذر :
= "سارة كويسه ؟ "
رفع عدى رأسه ناحيته بألم ليهتف :
=" للأسف القلب توقف....................... "
أصبحت خفقات قلبه جنونيه وهو لا يصدق كلمات صديقه تلك، وبسرعه جنونيه انطلق ناحية الغرفه التى كانت تقبع بداخلها ليصرخ بحدة لكل الموجودين قائلا:
= " اطلعو براااا "
انتفض كل من كان بالغرفه ليخرجوا سريعا يرتطمون ببعضهم البعض .. فى حين امسك هو جهاز الصدمات وهو يوجه انظاره ناحيتها بقوة قائلا بألم:
= "مش هسمحلك تموتى يا سارة، مش هسمحلك تروحى وتسبينى كده بعد ما لقيتك"
ليضع الجهاز ناحية قلبها ليرتفع بجسدها معه ومن ثم تهبط مكانها ، عاد الكرة مرة واثنين وثلاث ولكن دون استجابه، اصبحت حالته الان على المحك وهو يعاود الكرة بشكل جنونى..
دخلت اخته تولين تبعده عنها وهى تقول بدموع
قالت بأسف :
= " مينفعش كده يا امير ، خلاص "
وجه نظرة ناريه لها ليهتف بجنون غير واعى لاحد.. :
= " برااااااااااا "
انتفضت بخطوات متعثرة للخلف ولم تنطق بحرف واحد لكن عندما لاحظت قدوم العائله خرجت من الغرفه ولم تنطق حرفاً واحداً
فى حين التف كل افراد العائله يطالعون الموقف ببكاء ونحيب ... انهار مالك ايضا وهو ينحب ببكاء يخلع القلب من مكانه ..
القى امير جهاز الصدمات من يده بقوة ليرفع اطراف قميصه الابيض ويضغط على قلبها بقوة محاولا عمل تنفس اخر بنفسه .. لحظة تلتها الاخرى وما من جديد.. نظر اليها نظرة الم وضياع يرفع قلبه يحتضن قلبها بقوة، تلك الروح التى تركته
انهار امير جالسا على ارضيه الغرفه وهو يرى قلبه الذى توقف عن النبض
وسقط جانباً لا يشعر بشئ فقط يتمنى الموت حتى يلحق بمعشوقته التى تركته ورحلت
صرخت تولين بصوت عالى وهى ترى جسد امير ممد على الارض دون حركه :
= " اميييييير ".
وفى اقل من عشر دقائق تم نقل امير الى احد الغرف واعطائه بعد المهدئات
بينما الجميع كان لا يزال بالغرفة التى تقبع بها سارة وهم يتطلعون اليها بحزن ودموع، ليقترب منها مالك قائلا بدموع والم
=ليه ليه يا سارة ؟ ليه استسلمتى للموت وسبتيتى؟ للدرجادى مش واثقة انى هجبلك حقك! ليه تسبينى وتروحى عندهم؟ للدرجة انتِ وماما وبابا مستكترين نفسكم عليا؟ ردى عليا يا سارة ردى عليااا ... انا توأمك يعنى لو موتِ انا كمان اموت معاكى ... ما هو مش معقول كدا كلكم تروحوا وتسبونى هنا ... يا سارة ردى عليااا .. انتِ عايشه مش هتموتى مش هتموتى
كان ينهى كل جملة من حديثه بصراخ وكأنه يأمرها وكانت دموعه تنهمر كالشلال فوق وجنتيه لتقترب منه تولين تضع يدها فوق كتفه قائلة بحنان ودموعها مازالت تنهمر فوق
=مالك حرام كدا ادعيلها بالرحمه
ليرفع رأسه لها قائلا بدموع ورجاء
=هى زعلانه منى صح؟ عشان كده عاملة المقلب دا فيا؟ بس والله العظيم هجيب حقها ومش هسيبه بس تقوم .......
بنفس الوقت كان الياس قد اخرج الجميع من الغرفة حتى لا يرون صديقه وهو بهذه الحالة فقط ترك معه زوجته لأنه يعلم بأنها تحبه وستساعده على أن يتعدى تلك المحنة الصعبة عليهم جميعا، بينما قد امر احدى رجاله ان يتابع خطوات مراد فى الخفاء لانه ليس بالوقت المناسب ان يتحاسبوا الان
_______________
"هل انت حزين؟!"
=سؤال بسيط، يأتي كموجة تضرب شُطآن راحتنا، تلك الراحة المصطنعة أشبه بواحة صحراوية من سراب...
"أأنت حزين؟!"
سؤال غبي بظل الظروف المعاصرة، " المعاصرة" كلمة ليست بمعبرة هنا.
لهذا سأعيد صياغتها:
سؤال غبي بظل الظروف العاصرة لنا، أتخيل كما لو أننا نعيش بداخل " مرطبانات مخلل "
"أأنت حزين؟!"
سؤال قد أجاب عنه مظفر النواب حين قال:
لا مو حزن، لكن حزين...
"أأنت حزين؟!"
سؤال يجبرك على التفكير و التدبُّر ب-لعن-ة السماء عليك أو بمدى صلاحيته لمقدمة قصيدة
"أأنت حزين؟!"
غالباً ما يكون السؤال الرافد بعد الأجابة عنه ب" لماذا"
- نعم أنا حزين!
= "لماذا؟"
- لا لست بحزين!
= لماذا لست بحزين؟!
ولأنني أقرف هذه المحادثات الطائشة، غالباً ما أنجح بالهرب من فخ هذا السؤال و أن ضاقت بي الحيلة، فلا ضرر من جريمة قتل أخرى لذات السبب، مقيدة ضد مجهول و لأسباب حزينة.
أحقًا لهذه الدرجة لا أحد يشعر بى ان روحى تتمزق داخل قلبى .. أين أحبائي فقد رحلوا جميعهم عنى وانا الان فى اشد ابتلائى، حبيبتى وزوجتى قد رحلت وتركتني فى تلك الحياة القياسية، مر على فراقها اسبوع 7 ايام وانا نيران الندم تتأكل داخلى، فقد اتضح جميع الفحوصات انه السبب الاساسى لسوء حالتها هو النزيف الداخلى الذى كان برأسها .. وانا انا وحدى من تسبب بهذا نعم انا الذى قتلتها غرورى وكبريائى هما ما جعلتني اقتلها واشك فى طيارتها وكونها على علاقة بأحد غيرى ....
=نعم .. نعم انا القاتل
صاح بصراخ وهو يسحب المحاليل المعلقة بيده وهو يقول بجنون نفس جملته "انه القاتل"
ليأتى على اثر صراخه الممرضين وإحدى الاطباء ليحقنوه بأبرة مهدئة وهو مازال يهذى بجنون قائلا
=انا اللى قتلتها انا اللى لازم اموت مش هى ... سارة سارة انا اسف يا سارة
ليبدأ صوته فى الخفوت الى ان ذهب فى ثبات عميق
فسينتهي بك الليل كل يوم بالخلو الى هذا الظلام الكحيل القاتم مُحمّلق بعيناك الى مجرة سوداء، تضجُ فقط تناهديك واحدةٍ تلو الأُخرى ... فقد كان قلبي يحترق.. بطريقة روتينية، ضمن حلقة يومية، يحترق ثم يحترق مجدداً، لكن الفيزياء هذه المرة لم تنفذ قوانينها، ظهرت القاعدة الشاذة، فالحرارة إما تصهر المادة، أو تحولها لبخار، أو تشكل رمادًا تحمله الرياح، أما أنا فمن فرط الحرارة تحول قلبي لكتلة جليد
لينظر الطبيب له باسى ليقابله بالخارج عاصم جد امير الذى اصبحت حالته مأسى لها .. ليردف عاصم قائلا بجدية
= امير حالته بتسوء كل يوم عن اللى قبله
ليردف الطبيب قائلا بأسف
=للأسف امير لحد دلوقتى معتقد موت سارة وان هو اللى قتلها لما زقها، دا غير طبعا القضية اللى استاذ مالك عملها وخسارته لشركاته اللى فى المانيا، فكل دا اثر على عقله الباطنى بس طبعا موضوع سارة ليه الأثر الأكبر
ليكمل عاصم بسخرية متألمة
=وطبعا اللى واجع كرامته انه مالك اتنازل عن القضية
ليردف الطبيب بجدية
=ياريت المواضيع منتكلمش فيها قدام امير .. بعد اذنك
ليومأ له عاصم بجديه، ليتركه الطبيب ويرحل بينما هو وقف ينظر الى باب غرفة امير الذى يقبع بها الاخير، ليتنهد بتعب على ما حدث وما يحدث معهم جميعا، فمنذ ان جاءهم ذلك الخبر الأليم، وأصبح الحال بغير الحال ليست هى فقط من تركتهم، بل الجميع قد رحل حفيدته وزوجها بأسرته وايضا عدى ومهاب لم يتبقى لديه غير حفيده لكن أين هو فهو ايضا فى حالة لا يرثى لها ..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: " رواية عشقت كفيفه " اضغط على اسم الرواية