Ads by Google X

رواية ألف سنة لحبيبي الفصل الرابع 4 بقلم سارة منصور

الصفحة الرئيسية

   رواية ألف سنة لحبيبي الفصل الرابع بقلم سارة منصور


رواية ألف سنة لحبيبي الفصل الرابع 

قامت نجوي من النوم مفزوعة وطلعت تجرى على البلكونة تشوف مين ، اتصدمت لما لقت ان جوزها مرمي على الرصيف غرقان دم واصحابه بيحاولوا يشيلوه وهو مغمي عليه زي القتيل . 
ولقت نفسها بتصوت بحسرة لحد ما وقعت مغمي عليها . 
                            *** 
وبعد مرور ست شهور نجوي لسة حاسة انها في كابوس ، ومش قادرة تفوق منه ، كل يوم تروح المستشفى تطمن على ياسر اللى خلاص هيدخل في سبع شهور غيبوبة . 
وكل الاطباء قاله ان حالته خطيرة مفيش منها شفا ، وانهم يتوقعوا موته في اى لحظة . 
نجوي برغم الهم اللى عاشته مع جوزها الا انها اشفقت عليه وعلى منظره والأكثر ان أهله مش بيجوا يزروه الا كل فين وفين ، حتى مامته نفسها بقالها فترة طويلة مجتش ، سألت نفسها أن ازاى يكون في ام بالقلب الأسود ده ، مش هو  ده اللى كان على طول بيسبها ويروح يعد معاها ، وتعد تقول ابني وابني .. ايه اللى حصل دلوقتي ؟ 
معقول عايشين بياكلوا ويشربوا  وفقدوا الامل بالسرعة دي واعتبروه ميت؟ 
واستمر الوضع على ماهو عليه لمدة اربع اشهر كمان . 
نجوي كل يوم تقوم الصبح تبص على بنتها وقد ايه بتصعب عليها انها اتحرمت من ابوها بدرى . 
_ يعني خلاص يا ماما بابا هيموت معدناش هنشوفه تاني . 
نجوي قلبها وجعها على بنتها ومن كلامها وخاصةً انها بتقول الكلام ده وعنيها مليانه دموع ، فردت عليها وقالت بزعل 
_ ربنا كبير يا بنتي وقادر انه يكتب له الشفى ، أدعيه انت بس . 
البنت الصغيرة مسحت دموعها وقالت 
_ تعرفي ياماما الابلة النهاردة حكتلنا على ايات الاستشفاء ، انا خلتها تكتبهم في ورقة وحفظتهم عشان اقرأها لبابا . 
ابتسمت نجوى لبنتها وهى بتطبطب عليها وتمسحلها دموعها. 
وراحوا الصبح لباباهم في المستشفى البنت فضلت تقرأ الآيات على باباها ويوم ورى التاني ومزهقتش ابدا . 
وفى يوم راحوا المستشفى لقوا السرير بتاعه فاضي فوقع قلب نجوي ووقفت ممرضة تسألها عن مكانه بخوف وقلق فردت عليها وقالت 
_ البقاء لله . 
نجوي حست ساعتها ان الأرض اتشقت وخدتها للجحيم  ،هي عمرها ماحست انها بتحبه لأن كل لما كانت تعطي له فرصة وتحاول تحبه  تلاقى منه العذاب فتنفر منه ، مكنتش متخيلة ان الحزن هيكوي قلبها بالطريقة دي عليه وان قد ايه الدنيا ساهلة انها تسحب حد مننا في اى وقت ،وفي لحظتها قالت بوجع 
_يارب انا مسمحاه . 
البنت الصغيرة  مبطلتش عياط وطول الطريق هم وغم شيلاه نجوي على رأسها يا ترى هتبقي حياتها عامله ازاى والبنت الصغيرة دي  هتعوضها  عن فراق  ابوها ازاى ؟ 
هي اختارت الطلاق قبل كده بس لما شافت تصرف بنتها في تعب ابوها عرفت انها كانت مستحيل تبعد عنه عشانها برغم الخلفات وحقها المهدور . 
ولما رجعت البيت والدموع ساكنة عنيها ، اتصدمت لما لقت حماتها وبناتها وأحفادها شغالين زغاريد واغاني . 
دخلت عليهم بسرعة بكل قهر وهى بتقول بهجوم 
_ بتزغرطوا علي ايه ياظالمه يامفترين ..ابنك ماات اللى كنت وخداه مني ومن بنتي مات اللى مسالتيش فيه وزورتيه في المستشفى ..منكم لله ..حسبي الله ونعم ال... 
فجأة وهى قاعده بتصوت بحسرة لقت قدامها ياسر قاعد على كرسي متحرك ورقابته مايلة علي كتفه وبيبص ليها بصة صعبة جدا زي اللى عدوه واقف قدامه . 
ولسه جاية بتقول 
بس الله الرحمن الرحيم . 
لقت حماتها بتقول ليها بزعيق جامد 
_ مين اللى ماكنتش بزوره احنا كنا قاعدين معاه أربعة وعشرين ساعة الدور والباقى عليك ياللي بقيتي تسرحي كتير بعيد عن شقتك وبنتك اللى رمياها عندنا . 
اتفاجأت نجوي من كلام حماتها اللى كله افترى عليها ، بس صريخ بنتها بالفرحة وهى بتجرى  على ابوها بالاحضان خلاها تسكت وتحس ان الدنيا بدات تحن على بنتها شوية . 
             **** 
ياسر بقي قعيد وعاجز عن اى حركة وصعب جدا انه يتكلم . 
بنته حوليه مش بتسيبه دقيقة وهو ملامحه مكشرة مبتتفردش ابدا . 
نجوي بقت مسؤولة عن كل حاجة من احتياجات البيت للبنت لجوزها العاجز . 
اللى متكفلة بيه بكل حاجه أكل وشرب وحمام . 
وبرغم أنها عانت من الغضروف بسبب ولادتها  كانت بتشيله وتحركه من مكان لمكان . 
واستمر الوضوع ده لمدة شهور . 
_ حرام عليك ..طب بص في وشها واضحك بس ..بلاش تكشر البنت بتقول انك مش بتحبها . 
بتقولها نجوي لياسر وهى بتغطيه على السرير وهو وشه على نفس الوتيرة . 
ومرت الأيام  والاحوال اتغيرت أووى ، والدنيا ضاقت عليهم مفيش مصدر دخل ، دايما تنزل لحماتها تطلب منها فلوس عشان الكشف المستمر بتاع ياسر ، وكانت الفلوس بتجلها بالموت والزل ، ولوله ان فلوس شغلها متكفيش الدكاترة ولا مصريف البيت ولا درس بنتها مكنتش طلبت منهم مليم . 
كل ده ويما جيت  على كرمتها جامد وكل ده وياسر لا بيتكلم ولا بيضحك برغم أن دكتور جلسات الطبيعي اللى بيجيله البيت بيقول ان في نتيجه واستجابة بس مكنتش بتشوف اى تاثير نهائي . 
وفى يوم كانت رايحة على السرير تنام جنبه وماسكه التلفون وبتكلم تسنيم صحبتها وبتقولها . 
_ انا بفكر اجيب حد يساعدني ، الدنيا بقت صعبه عليا أووى ظهرى باظ ..معتش بليح اشيله ولا انقله من مكان لمكان ولا عت بعرف اطبخ ومقصره اووى في حق بنتي . 
ردت تسنيم وقالت 
_ طب ماتجيبي حد يساعده ويشيله عنك شوية ..وامه اللى تدفع . 
_ ايوة انا هعمل كده فعلا ..لا يكلف الله نفسا الا وسعها ..وانا والله ياتسنيم مبعرفش انام من وجع ظهرى . 
وبعد ما نجوي خلصت المكالمة وريحت على السرير  وصعبان عليها نفسها  لحد ماسمعت .. 
_ انا مش موافق ..! 


يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent